بيت الدم - خالد يوسف أبو طماعه

[زحل بن شمسين]

عندك نفس سرد قصص رائع،،
رأيي لو تركز على اطفال الحجارة والعنصر المقاومة للاحتلال,,؟!

البابلي يفرؤكم السلام

[خالد يوسف أبو طماعه]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رائد حسين عيد

كانت البداية محيرة مربكة والنهاية مدهشة تخلل النص تنقل ذكي في تفاصيل تمعن في التحريض والتشويق حتى أتت على الفكرة بالتفاتة سريعة مقتضبة مفاجئة .

أسلوب رائع أخي خالد حبكة وسردا.

تحيتي ومودتي كما يليق بقلمك الفاخر.

شهادة أعتز بها من شاعر بوزنك

شرفت حرفي المتواضع

محبتي

[خالد يوسف أبو طماعه]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي

[البيت يتقيأ أحزانه منذ رحيلهم، منذ حدوث أكبر مصيبة في تلك السنة، يصلب همومه على رياح المجهول الذي عصف بكل شيء دون سابق إنذار.]
:
لا يكتُبُ بهذه اللغةِ الشاعرةِ المُبهِرة؛ إلا قاصٌّ شاعر؛
يعرِفُ من أول سطرٍ سَرديٍّ: كيف يشُدُّ القارئ إلى إبداعِهِ
لِيُتابِعَهُ قلِقًا مُتعجِّلًا فَضَّ الخبايا؛ وكيف يُبقيهِ على قَيدِ الشغف
حتى آخرِ نُقطةٍ في آخرِ سطرٍ مِن حقيقةٍ تشتجِرُ بالخيال
قصةٌ أعطاها الأديبُ مِن إنسانيَّتِهِ الكثير؛
فوشَّاها الصدقُ والإخلاصُ والجمال
دُمتَ مُدهِشًا

أهلا بأم اللغة الثريا الرائعة

مرور أتشرف به كثيرا

وثناء أتمنى أن أنال استحقاقه

شكرا لا تكفي لهذا العبور الرائع

تحيتي وفائق احترامي

[خالد يوسف أبو طماعه]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زحل بن شمسين

عندك نفس سرد قصص رائع،،
رأيي لو تركز على اطفال الحجارة والعنصر المقاومة للاحتلال,,؟!

البابلي يفرؤكم السلام

بارك الله فيك أخي البابلي

لنا في هذا المضمار غير القصة

شكرا لما تكرمت به من توجيه وغيرة

محبتي

[خالد يوسف أبو طماعه]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى الصالح

في رد سابق لي



اسمح لي بتكراره أخي خالد فلم أجد كلاما يفي هذه الدرة حقها

دراما من نوع خاص

ولغة محلقة بأسلوب سردي متقن

اعتمد النص على عدة محاور أساسية وفرعية

استخدام راو فرعي إلى جانب الراوي الأساسي أمر غير معهود توقعت أن يخل بالنص لكنه ما زاده إلا عمقا وتشويقا

الأحداث معهودة معروفة لكنها غير متوقعة تحدث وقد تحدث في أي وقت

وميزتها أنها أتت قبيل عيد فكأن الشيطان احتفل بالعيد على طريقته

وتلك اللوحة المشؤومة أضافت حيرة بالغة في النص

وهنا احترافية السرد

بلغة تفور فورانا في النص تقول خذوني

قمة في الأداء

لم يسبق أن امتدحت نصا هكذا

لكنه يستحق


نص للتدريس

أبدعت أخي خالد

تحيتي وتقديري

شكرا لا تفي هذه القراءة الرائعة
ممتن جدا لهذا الحضور الحاتمي الأصيل
عين خبير وخبرة قاص يجيد أدواته في قراءة النصوص
محبتي وكل عام وأنت بخير

[خالد يوسف أبو طماعه]

بيت الدم حكاية كلها وجع
أه والله كلها وجع

[جهاد بدران]

بيت الدم..
الله الله الله
ما أجمل هذه القصة وما حملت معها من معاني ..ودمج بين الحاضر والماضي..
كنت قرأتها من قبل ..تركت بصمة حزن في نفسي
توجعت كل مفاصلي وهي تأوي لبيت الأحزان..
حتى بقيت تجلد في ذاكرتي أثر كل كلمة وقوة سلاستها وذلك الأسلوب الغني المتفرد..لقراءتها من جديد والغوص بين ضفائرها المؤلمة..
قصة نسيجها ساحر مبطّن بجمال اللغة والأسلوب البلاغي السلس
حيث شدني ترتيب الحروف وفق سلسلة بارعة النسج والدمج بين الأحداث وإعلاء قيمة الرمز داخل النص وربطه بين الماضي والحاضر..
القصة هنا حملت دلالات عدة ..كلها فاضت من قلم مبدع صاحب خبرة في تطويع الحرف ورسم حدود الدهشة للمتلقي والعيش مع الحدث بلهفة المتابعة حتى النهاية..وهذا دليل على براعة الكاتب وقدرته في تحويل الحرف لعنصر متفاعل مع الأحاسيس والحدث المجبول مع مدار قلم حبره نقي بارع..
القصة وحبكتها ومغزاها وما حملت لنا من دروس وعبر ومواعظ..كانت دليلاً تربوياً وتوجيهياً لمجتمع ينقصه الوعي في ركائز التربية وبناء أجيال تنضج وفق ثقافة التعامل مع الأشياء المحيطة بالبيئة والتي كانت سببا في بيت الدم..
الكاتب هنا كان وسيلة لعرض فئة من المجتمع دسّ فيها الجهل في التعامل مع جيل يحتاج لسلسلة غنية بالتربية العلاجية للنفس وربطها بالواقع واستدراج الجيل لوعي البيئة وكيفية التعامل فيها بدراية وثقافة تضمن سلامة الفرد...
عدا عن أن الكاتب أدخل للقصة التراث عن طريق الحكايا التراثية ..وهذا بحد ذاته يربط بين الأجيال بغريزة التواصل بين الأبناء والحفاظ على مقومات المجتمع التي ترتكز عليه للإستمرارية بين الأجيال المختلفة..
وأما الصورة المعلقة على الحائط فهي نوع من انواع الفن الذي يدعم حضارة المجتمع والمستوى الفني الذي يرمز له..
اتوقف هنا للأستمرار بموعد آخر

الشاعر الاديب الكبير الراقي
أ.خالد أبو طماعة
شكرا لك وهذا الجمال والسحر من الكتابة
وفقكم الله ورعاكم

جهاد بدران

[طارق المأمون محمد]

اتقان الصنعة لخبط علي يومي لماذا قتلتهم كلهم يا أخي الكريم...
لماذا تميل الاقلام المبدعة الى المأساويات هل مات الفرح حقيقة.
فرحتي بجمالها لم تخفف من حزني بنهايتها.. نحن قوم نعيش ما نقرأه أخي خالد.
أحببت هذه الأسرة بأبيها الكريم و أمها الرؤوم و ابنيها المشاغبين ...
حبكة متقنة و قفز الى الغايات باسلوب القرآن الكريم...
قاص يمتلك أدواته أنت..
دم طيبا

[خالد يوسف أبو طماعه]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهاد بدران

بيت الدم..
الله الله الله
ما أجمل هذه القصة وما حملت معها من معاني ..ودمج بين الحاضر والماضي..
كنت قرأتها من قبل ..تركت بصمة حزن في نفسي
توجعت كل مفاصلي وهي تأوي لبيت الأحزان..
حتى بقيت تجلد في ذاكرتي أثر كل كلمة وقوة سلاستها وذلك الأسلوب الغني المتفرد..لقراءتها من جديد والغوص بين ضفائرها المؤلمة..
قصة نسيجها ساحر مبطّن بجمال اللغة والأسلوب البلاغي السلس
حيث شدني ترتيب الحروف وفق سلسلة بارعة النسج والدمج بين الأحداث وإعلاء قيمة الرمز داخل النص وربطه بين الماضي والحاضر..
القصة هنا حملت دلالات عدة ..كلها فاضت من قلم مبدع صاحب خبرة في تطويع الحرف ورسم حدود الدهشة للمتلقي والعيش مع الحدث بلهفة المتابعة حتى النهاية..وهذا دليل على براعة الكاتب وقدرته في تحويل الحرف لعنصر متفاعل مع الأحاسيس والحدث المجبول مع مدا قلم حبره نقي بارع..
القصة وحبكتها ومغزاها وما حملت لنا من دروس وعبر ومواعظ..كانت دليلاً تربوياً وتوجيهياً لمجتمع ينقصه الوعي في ركائز التربية وبناء أجيال تنضج وفق ثقافة التعامل مع الأشياء المحيطة بالبيئة والتي كانت سببا في بيت الدم..
الكاتب هنا كان وسيلة لعرض فئة من المجتمع دسّ فيها الجهل في التعامل مع جيل يحتاج لسلسلة غنية بالتربية العلاجية للنفس وربطها بالواقع واستدراج الجيل لوعي البيئة وكيفية التعامل فيها بدراية وثقافة تضمن سلامة الفرد...
عدا عن أن الكاتب أدخل للقصة التراث عن طريق الحكايا التراثية ..وهذا بحد ذاته يربط بين الأجيال بغريزة التواصل بين الأبناء والحفاظ على مقومات المجتمع التي ترتكز عليه للإستمرارية بين الأجيال المختلفة..
وأما الصورة المعلقة على الحائط فهي نوع من انواع الفن الذي يدعم حضارة المجتمع والمستوى الفني الذي يرمز له..
اتوقف هنا للأستمرار بموعد آخر

الشاعر الاديب المبير الراقي
أ.خالد أبو طماعة
شكرا لك وهذا الجمال والسحر من الكتابة
وفقكم الله ورعاكم

جهاد بدران

وهل تدخل ال جهاد نصا ولا تكتمل الدهشة فيه
قراءة رائعة ومدهشة لجميع مفاصل النص وحيثيات
السرد وتفكيك الداخل فيه وما خفي منه
قراءة مدهشة وجميلة ولا أجد ما أقول هنا
لقد كبلتني بكثير كرمك الحاتمي
خالص تقديري أختي جهاد

[خالد يوسف أبو طماعه]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد الشكري

إلى الواجهة ..
أدخرها لقراءة ثانية مع قهوة الصباح ..
وتعليقي عليها إن شاء الله.

أهلا أخي زياد
شكرا للبهاء
أتشرف بك في كل آن
محبتي

[فاطمة الزهراء العلوي]

هذه جميلة من جميلات سردياتك الرائعة يا خالد
تعلم فنية القص القصير
دون مجاملة

[خالد يوسف أبو طماعه]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق المأمون محمد

اتقان الصنعة لخبط علي يومي لماذا قتلتهم كلهم يا أخي الكريم...
لماذا تميل الاقلام المبدعة الى المأساويات هل مات الفرح حقيقة.
فرحتي بجمالها لم تخفف من حزني بنهايتها.. نحن قوم نعيش ما نقرأه أخي خالد.
أحببت هذه الأسرة بأبيها الكريم و أمها الرؤوم و ابنيها المشاغبين ...
حبكة متقنة و قفز الى الغايات باسلوب القرآن الكريم...
قاص يمتلك أدواته أنت..
دم طيبا

كل العذر إن تسبب النص لك بأي ألم
نحن نكتب ما نراه ونلمسه من واقعنا المر
شهادة أعتز بها جدا
شكرا لكرم الحضور والقراءة الرائعة
خالص تقديري

[خالد يوسف أبو طماعه]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي

هذه جميلة من جميلات سردياتك الرائعة يا خالد
تعلم فنية القص القصير
دون مجاملة

الجمال في مرورك أختي فاطمة
نفتقدك ونتمناك بيننا قريبا
شكرا بلا ضفاف
تحيتي

[إيمان سالم]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مبدعنا و أخي الكريم خالد يوسف

قرأت و استمعت كثيرا و سعيدة جدا بمصافحة إبداعكم الراقي

ذكرتني لوحة الديك الكذبوح برأس الأيل الأقرن المعلق في بيت أحد أقربائنا و كنت و أنا
طفلة كلما زرناهم يخيفني و يشدني بنفس الوقت لا أنا أتجاهله و لا أفلح في مواجهته
لم أحبه , لم أحب فكرة رأس معلّق ..

نص نجح في شد انتباهي و التعبير عن غضبي في النهاية لقسوة القفلة
فرحت أبحث أين يكمن الخطأ في الأهل في المجتمع في وطن لا يبادل المواطن حبا بحبّ ؟

قيل الكثير الكثير هنا شكرا على ثراء الحوار و متعة القراءة

تحياتي و كل الاحترام لكم و لقلمكم الرائع مبدعنا الكريم
دمت مبدعا راقيا و أخا كريما

تحياتي و كل الود و الاحترام

[أحلام المصري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه

بيت الدم

البيت يتقيأ أحزانه منذ رحيلهم، منذ حدوث أكبر مصيبة في تلك السنة، يصلب همومه على رياح المجهول الذي عصف بكل شيء دون سابق إنذار.

الصالة أنيقة ومرتبة باحتراف امرأة تهتم بشؤون بيتها وعائلتها، رتبت فيها الأشياء بلمسة جمال رائعة، يزينها على اتساعها طقم كنبات جميل، وفي زاويتها شجرة تتدلى منها قطوف خضراء، وتلفاز يشكو همه للصغار الذين ينظرون إليه بشراهة، وسورة معوذات علقت على الجدار، يقابلها لوحة بداخلها ديك مذبوح وقطرات دم بشكل ثلاث علامات استفهام تنتهي بعلامة تعجب!
قرر أبو رامي أن يضحي في بيته هذا العام، أخبر عائلته قبل قدوم العيد بعشرة أيام، أراد أن يُطّبق هذه السُنة بنفسه ويعلم أبناءه شعيرة عظيمة ويريق الدماء أمامهم، سرد لهم قصة نبي الله إسماعيل، وكيف فداه ربه بذبح عظيم، تشوق الأطفال كثيرا لقدوم العيد وما سيفعله والدهم من إراقة الدماء تقربا لله سبحانه وتعالى.

تقف الزوجة في الصالون لحظات طويلة، تتأمل صورة الديك، تنحدر من رقبته علامات استفهام، السؤال يطرق جدار العقل، العقل لا يستوعب اللوحة، الفضول يترنح بداخلها لمعرفة سر اللوحة، تتقزز منها وتنفر من أمامها، أفاقت من شرودها على صراخ الطفل، رغوة الصابون تملأ حوض ( البانيو ).

نسي أهل الحي تلك الحادثة، إلاّ "أبو محمود" الذي ظل يذكرها كلما هبت الذكريات وأشعلت بعينيه صور الماضي وآلامه، يذكرها دائما للأطفال كحكايات الجدات، وسرعان ما تتفلت من مقلتيه دموع حارة سرعان ما يمسحها بطرف ردائه الحزين.

اصطحب أبو رامي أولاده ليشاركوه شراء الأضحية، يرسم على وجوههم فرحة العيد، أثار ضجيج السوق وثغاء الأغنام الدهشة والفضول لديهم، بعد الانتهاء من النظر إلى الأضاحي بأنواعها ومن زريبة إلى أخرى اختار كبشا أقرنا يزينه صوف كثيف.
يدرس رامي في مدرسة خاصة، في الصف السادس، يصغره أخوه وليد بسنتين، حاد المزاج، يميل إلى العنف واللامبالاة في إيذاء الآخرين، يلكز الأطفال بيده أو بوضع طرف قدمه أمامهم ليوقعهم، وكثيرا ما يستفز وليد حتى تحمر وجنتاه وتذرف دموعه، وسرعان ما تكتشف أمه سبب ذلك، فيهرع لإرضاء أخيه بوضع قطعة حلوى في جيبه فتعود الألفة بينهما.

يتحلق الأطفال حول أبي محمود، تختلط الحكايات في ذاكرته، يسرد لهم قصة الشاطر حسن ومغامراته الرائعة، ذرفت من عينيه دمعتان ساخنتان، تلذذ بطعمهما المالح، شعر بالضيق، أخذ نفسا عميقا ثم أردف قائلا ...

كانت سنة جميلة والصيف في بدايته، سنة مليئة بالفرح، الربيع زيّن الأرض، في مساء ليلة صيفية جاءني أبو رامي، رأيت القلق في عينيه، وكآبة تغطي وجهه، جلس بقربي وبدأ يسرد حلم زوجته الذي أفزعه.

لم أنم ليلتي والأفكار تنهشني مثل كلاب مسعورة، هل لك أن تنبئني بما رأت؟ هل تفسر لي هذا الحلم الغريب؟ سأزيح هذا الهم عن عاتقي وألقيه عليك لتشاركني ما أنا فيه، أفقت من نومي على صراخها، جسدها يرتعش والعرق أخذ منها كل مأخذ، تهذي بأنفاس متقطعة، لم أتبين ما تتحدث به، تلطم وجهها تارة وتصرخ أخرى حتى ظننت أنه أصابها مس، قمت بإيقاظها، بعدما هززتها بقوة، أفاقت وقالت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، كأن الأمهات يتنبأن بقدوم المصائب، هن يشعرن بذلك، ولا أعلم السبب وراء ذاك الجنون، ناولتها كوبا من الماء، شربت بلهفة غريبة، كأنها صحراء لم تتذوق الماء أبدا، بدأت بسرد حلم شعرتُ بمرارته الذي ذاقته في المنام، رأت حية رقطاء، تنفث السم في ثلاثة أعشاش، وقفت الأم على أعلى غصن، تراقب موت صغارها، وخيل تصهل بحرقة وتهمهم، وفرح يغلفه إطلاق نار وزغاريد نساء، بينما أنا أسير وسط الجموع، حاسر الرأس مهلهل الثياب.
قلت له وأنا أخفي توترا يهتز بداخلي، إنها فرحة العيد يا أبا رامي، سيزورنا بعد رحيل عام، قلتها وأنا أمضغ الحيرة تحت ضروسي، أخفف من وطأة الحلم الذي أرقه، محاولا دفعه عن الشؤم الذي التحفه، مضى وهو يلوك همّا يحاول نسيانه.
الدنيا صغيرة، قالها أبو محمود وهو لا يزال يسرد لهم الحكايا، انفض الأطفال من حوله، ظل في مكانه، يلاعب الحصى ويرسم على الرمل دوائر، يمسحها ويخط كلمات مبعثرة، يستذكر طفولته وكلمات كانوا يرددونها...
بكره العيد وبنعيد... ونذبح بقرة السيد... والسيد ما الو بقرة...
بدأ النشيج يزداد وحشرجة باتت تخنقه.

يعود أبو رامي من عمله محملا بالأكياس، يدير المفتاح في ثقب الباب، متجاوزا سور الحديقة، تدهشه رؤية خيط رفيع من الدم، يسير حتى نهايته، أصابه الذهول، خر مكانه بلا حراك، يقلب صغيره "وليد"، يتحسس رقبته، امتلأت يداه بالدماء، يقابله رامي وفي يده سكين تلمع وعليها أثار دماء، يصرخ الأب من شدة الصدمة، تخرج الأم من الحمام، يركض الطفل بسرعة جنونية نحو المجهول، تتلقفه سيارة تهوي به على الأرض، يسبح في دمه، يقف الأب مذهولا، مدهوشا ويتوه في الغياب، الأم أصابها الجنون، تُقّلب وليدها، تندب حظها، يجتمع كل أهل الحي، بعد لحظات الهذيان والجنون تستفيق لصغيرها، تركض لتجده جثة في الحوض بلا حراك.

خالد يوسف أبو طماعه
2012 م

نص جميل، إبداعي

نعتز به..
إلى الضوء من جديد
مع كامل التحية للأديب القدير أ/ خالد أبو طماعة