|
⊱ السّـــــــــــــاخِر ⊰ الجد الباطن حين يكون خريج دفعة الظاهر الساخر ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-02-2016, 06:02 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الهر غونتر
من دفتري القديم
أقبل مسرعا يلوح بالجريدة ويقول: - هل سمعتم؟ الهر غونتر سيزور البلاد. - ومن هو الهر غونتر هذا؟ - لا يهم، إنه مليونير أوروبي تجري في عروقه بقايا دماء زرقاء. - إن اسمه يتصدر عناوين الصحف.. كأنك لا تقرأ الصحف؟! - أي صحف؟! - خذ.. اقرأ. وراح يقرأ: الهر غونتر يزور فشلستان.. وارث الملايين سيصل قريبا. مشاريع كبرى بانتظار القادم الكبير. همس الرجل: أهلا.. بالملايين! سرى خبر قدوم الهر غونتر في «فشلستان» وانتقل بسرعة، فاستيقظت حواس المنتفعين والوصوليين، بدءا من الحاسة السادسة إلى أعلى سلم الحواس، وسال لعابهم للملايين القادمة، ودفاتر الشيكات المتخمة، وراح بعضهم يعد الخطط والدراسات لمشاريع أحلامهم التي سيعرضونها على المستثمر الكبير، ومنهم من انتقى أفخر ثيابه وأغلاها ثمنا ليكون في مقدمة المستقبلين، فمن يدري لعله يحظى بشرف التسليم والتبرك بملامسة القادم المبارك،، وهناك من اعتبر إعداد جدول لزيارة الأماكن السياحية ومعالم البلاد عملا يستحق عليه الثناء.. وما أدراك ما الثناء. تهبط الطائرة، وما أن تستقر على مدرج المطار، حتى تهب زوبعة من الرجال المستنفَرين نحوه، ويحاط سلم الطائرة بجيش المستقبلين، وتتدحرج السجادة الحمراء من المنصة التي أقيمت لتكريم الضيف إلى أن تقف عند الدرجة الأولى من السلم. يهبط رجل أنيق الملبس، وسيم المحيا، تتقدمه وصيفتان شقراوان.. يتقدم الوجهاء والأعيان نحوه مرحبين مهنئين بسلامة الوصول.. وتصدح الموسيقى.. يتجه الجميع إلى الرجل يحيونه، ويرحبون بمقدمه، ويسارع بعضهم لتقديم باقات الورد له، فيتكلف الرجل ابتسامة باهتة وهو يشير إلى الباب الذي ما زال مفتوحا، تقف أمامه مضيفة جوية حسناء، فتشخص العيون إلى حيث أشار الرجل الذي يهتف بأعلى صوته مشيرا إلى سيده الهابط من أعلى السلم: -هر غونتر. ويصفق الجميع، ويعلو الهتاف.. ويخرج رجل آخر جليل الهيئة، يتقدمه كلب يهز ذيله بفرح حيواني، مادا لسانه الخشن بسعادة غامرة، ويهبطان السلم في هدوء ووقار.. يتوجه نحو المنصة المقامة، والرجل الوقور يسير وراءه بكبرياء الطاووس.. تعزف الموسيقى مرة أخرى .. الرجل والكلب معا على المنصة.. يتعالى الهمس وضجيج مكبوت.. ويأتي سؤال مبحوح: - من منهما الهر غونتر. ويأتيه الجواب كالفحيح: يا لك من مغفل!! ألم تعرفه بعد؟! وفي هذه الأثناء يغادر الهر غونتر المنصة، مخلفا وراءه بقعة صفراء غريبة الرائحة لا تنتمي بأي حال للعطور الباريسية الفاخرة. +++ فلاشات *هر: تعني السيد في اللغة الألمانية * فشلستان: دولة عالم ثالثية مستقلة. * الزمان: آخر أنفاس القرن العشرين. * ومضة: يحكى أن كونتيسة ألمانية أوصت بكامل ثروتها التي بلغت تسعة عشر مليونا لكلبها الوفي.[/color][/size] |
|||
04-02-2016, 10:21 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: hgin ymkjn
نص ساخر بامتياز
دمت عميق الحرف مودتي وتقديري |
|||
04-02-2016, 04:05 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: الهر غونتر
من منهما الهر غونتر ؟؟؟
ليس السائل بأعلم من المسئول من منهما الهر غونتر ؟ افتح لنا دوما صفحات دفترك القديم وأنثر هنا هذا العبق تقديرى |
||||
07-02-2016, 01:50 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: hgin ymkjn
أخي الغالي غلام الله ..شكرا لجميل مروركم ..خلاصة القول: لن تحصل دولة فشلستان المستقلة من الغرب على شيء الا ما تركه الهر غونتر على المنصة.
تحياتي الحارة كل الود والاحترام والتقدير |
|||
12-02-2016, 01:20 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: hgin ymkjn
اقتباس:
عليكم سلام الله وبركاته
والله أخي الغالي عوض .. لن تحصل بلادنا من كل بركات "الهر غونتر" إلا ما تمثله تلك البقعة الصفراء التي تركها على المنصة،( فالنمس لن يعطيك الدبس) ومن الافضل ان نستعيد عقولنا ونتحرر من التضليل الممنهج والمدروس بشيء من الوعي وفهم أصول اللعبة. شكرا لمروركم الراقي. تحياتي الحارة كل الود والاحترام والتقدير |
||||
06-11-2017, 08:16 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: الهر غونتر
اقتباس:
حياتي الحارة كل الوة والاحترام والتقدير |
||||
16-06-2022, 01:02 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: الهر غونتر
وآخر كتبت له ثرية بيتها باهظ الثمن بيعا وشراء،
بعد أن أنقذها من الموت هي وعائلتها، وأصبح من ذوي الأملاك نص جميل، ممتع يحكي تناقضات هذا العالم، وكيف أن أهل (فشلستان) يستحقون ما نالوا من ازدراء شكرا لك شاعرنا القدير أ/ أحمد المعطي رغم الوجع العميق هنا.. لكن النص بارع الفكرة والصياغة تقديري الكبير
|
||||
18-07-2022, 07:56 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: الهر غونتر
اقتباس:
الاخت العزيزة أ. أحلام ..شكرا جزيلا لك، نعم، العالم مليء بالتناقضات، ولكنها تناقضات هامشية أمام ما نعيش من مفارقات مؤلمة في "فشلستان"، لم أكن سعيدا وأنا أكتب هذا النص، ولكن لا بد من القسوة أحيانا.. خالص الود.
تحياتي الحارة كل الود والاحترام والتقدير |
||||
|
|
|