ضوء جهاد بدران على قصيدة: ضحك الهلال / أحمد المعطي - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: بلا معنى / إيمان سالم (آخر رد :خديجة قاسم)       :: صرخة غزاويّ (آخر رد :خديجة قاسم)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :خديجة قاسم)       :: للحزن جماله أيضا (آخر رد :خديجة قاسم)       :: بين يديك يا قمر (آخر رد :خديجة قاسم)       :: ،، بين يديك يا قمر / نافذة العنقاء خديجة قاسم ،، (آخر رد :خديجة قاسم)       :: عبير (آخر رد :عبدالرحيم التدلاوي)       :: وجبة (آخر رد :عبدالرحيم التدلاوي)       :: منكم العنوان (آخر رد :عبدالرحيم التدلاوي)       :: رثاء السيد عثمان فدعق:: شعر:: صبري الصبري (آخر رد :صبري الصبري)       :: رثاء السيد عثمان فدعق:: شعر:: صبري الصبري (آخر رد :صبري الصبري)       :: عين الكاميرا (آخر رد :احمد المعطي)       :: جرد _قصيدة قصيرة_ (آخر رد :ناظم العربي)       :: بأعلامنا التحفي (آخر رد :ناظم العربي)       :: هل تحب الليل؟ (آخر رد :ناظم العربي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-08-2016, 01:57 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي ضوء جهاد بدران على قصيدة: ضحك الهلال / أحمد المعطي

الناص : أحمد المعطي
القراءة : جهاد بدران


النص
ــــــــــــــ

ضحك الهلال وقد غزاهُ بُكاءُ
لما فشتْ في أهلِه البغضاءُ
وتنابزوا والشهرُ يدعو للصفا
وَهُمو على وصف الرسولِ غثاءُ
رمَضانُ شهر التوْبِ يفتَحُ كفَّه
كرَماً فصومُ العابدينَ سَخاءُ
خيرُ الشهورِ ونورِها في حلكةٍ
تزْري بأحلام الألى ليْلاءُ
يأتيكَ بالخيراتِ وهي كثيرةٌ
فاغرفِ إذاً تُهدى لك الآلاءُ
واعملْ لصالِحَةٍ تفوزُ بخيرِها
وابذلْ ففي بذل الكرامِ نَماءُ
واحقنْ دَماً بالحقِّ كانَ مُحرَّما
وامسكْ بحبل الله فهوَ نَجاءُ
تظفرْ بخيرِ غنيمةٍ وَصفّيَّةٍ
ما في الجواري مثلها حسناءُ
في ليلة القدر اجتلاءُ جلالها
و"القدرُ جائزةُ لها سيماءُ
للعابدينَ الساجدينَ تهجُّدٌ
فيها وفيها نعمةٌ ورَجاءُ
في القبلة الأولى دموعٌ لمّ تزلْ
فوق الخدودِ يُسيلُها الأعداءُ
من عين خنساءِ الزمانِ سخيّةٌ
تهمي وترفدُ دمعَها خنساءُ
في الشام والفلّوجَة الأزْرى بها
متنطعٌ.. مِا شأنها صنعاءُ!
في كلِّ قُطرٍ تستغيثُ كرامةٌ
وتسيلُ من عين الكريمِ دماءُ
يا ويْحنا والنارُ تلفحُ وَجْهَنا
نأبى النَّجاةَ فيفرَحُ الغُرَماءُ


القراءة
ــــــــــــــــــــــــ

ضحك الهلال..
في هذه القصيدة نرى أن الشاعر قد قسمها للوحتين ساحرتين.. قد اكتنزت بفكر مستنير وحكم تفيض بمواعظ تفوح نفحاتها بتزكية النفس .. وتطهيرها من براثن هذه الحياة ..
اللوحة الأولى.. يقول الشاعر فيها:
ضحك الهلال وقد غزاهُ بُكاءُ
لما فشتْ في أهلِه البغضاءُ
وتنابزوا والشهرُ يدعو للصفا
وَهُمو على وصف الرسولِ غثاءُ
رمَضانُ شهر التوْبِ يفتَحُ كفَّه
كرَماً فصومُ العابدينَ سَخاءُ
خيرُ الشهورِ ونورِها في حلكةٍ
تزْري بأحلام الفتى الليْلاءُ
يأتيكَ بالخيراتِ وهي كثيرةٌ
فاغرفِ إذاً تُهدى لك الآلاءُ
واعملْ لصالِحَةٍ تفوزُ بخيرِها
وابذلْ ففي بذل الكرامِ نَماءُ

فأتى رمضان والبغضاء ما زالت تتفشى بين أبناء الجسد الواحد..
لقد قدم لنا الشاعر لوحته الطيبة النفحات المباركة للأوصاف الرائعة.. حيث يصف حال هذه الأمة عند حلول رمضان الخير والنور..
فقد ضحك الهلال لهذا الشهر العظيم ليغمر الأمة بفضله وخيراته.. ويفتح أبواب التوبة والصلاح على مصراعذها لمن يريد تغيير ذاته ويفز بغنيمة هذا الشهر العظيم الذي خصه الله له..
أتى رمضان وهو يحمل بين ثناياه الخير العظيم
ويبسط كفيه لباغي الخير أن يقبل إليه محملا بنفحاته المباركة
وينثر عطر لياليه لمن يتهجد ويتعبد ايماناً واحتساباً لرب الكون وخالقه..
ويفرد أجنحته ليضم من كان في تدبر وخشوع وتفكر لتقشع حلكة الظلام بأنوار السماء وهي تتلألأ من نور الله.. فيراها القلب وتسبح بها الجوارح وتسجد الأنفاس تعظيماً لحرمة هذا الشهر العظيم المبارك...
ضحك الهلال وهلّ رمضان.. رحمة للعالمين.. لتنتظم عبادة الفرد وعلاقته بالله..
أتى ليغسل هذه الأمة من براثن الضعف والهوان ليعيد لها بناءها المجيد وعمارة الأرض من جديد.. ليكسوها تغييراً جذرياً إذا ما كانت الأفراد في استقباله طائعين مخلصين صادقين في عبادتهم مستغفرين عن زلاتهم مستنجدين برحمة الله وعفوه ورضاه..
أتى لتكتمل الأرواح نقاء وطهراً شهراً كاملا وتستطيع تغيير هوى النفس وتقويمها لتتعلق بعين السماء..
شهرٌ قد أكرمنا به الله لإعادة برمجة أنفسنا بما يتفق من نور القرآن وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام.. وما أحوجنا إليه هذه الأيام لنغير من أنفسنا وننهض بأمتنا لتغيير الواقع المرير لواقع نعتز به لندحر عنه أعداء الدين والظلمة الذين قد شربت قلوبهم القسوة والعداوة للإنسانية وتجردوا من معالم المخافة من الله..
ضحك الهلال حين فاز بهالات ونفحات هذا الشهر العظيم ليكون بوابة العبور لتغيير واقعنا المؤلم الذي غامت في سمائه سبل الأمن والأمان.. لواقع يحمل الأمل وتتكاتف فيه القلوب تحت راية الإيمان وتتجدد خلايا النفوس من البطر إلى العدل والنور..
لا نريد أن تبقى قيود الهوى تكبل الروح تحت وطأتها ونزواتها في كهف المعاصي والذنوب.. بل نريد أن نكسرها لتتحرر نحو النزاهة والطهارة في التعبد بإخلاص لله رب العالمين..
لنخرج من ظلمة المعاصي وسطوتها إلى تزكية النفس وتوجيهها نحو أفق النور..
في هذه الأبيات التي نظمها الشاعر إنما تعتبر وصف لنفحات رمضان وما فيه من بركات وفضل.. ودعوة من الشاعر للفوز بنفحاته العظيمة حيث قال:
واعملْ لصالِحَةٍ تفوزُ بخيرِها
وابذلْ ففي بذل الكرامِ نَماءُ
هنا نشعر بجمالية الأوصاف وهي تنساب طوعاً من قلم الشاعر ليقدم لنا أوصاف تعزز من انغماس الروح بهالات إيمانية تغرس حلاوة الطاعة في النفوس وترسم لرمضان باقات مضيئة يطمس معها ظلام الفكر ليوقظه في خشوع وتدبر وينير غرفاته ليواكب مسيرة التغيير نحو واقع نلتمس فيه الخير الكثير..
في هذه الأبيات الراقية نظماً وعذوبة في الموسيقى.. نجد دعوة الشاعر لنا لتوجيه سلوكنا ونياتنا نحو ما يمكن أن يسمو بأرواحنا وينقي سريرتنا ويشد من عزيمتنا نحو اغتنام فضائل هذا الشهر العظيم..

ينتقل الشاعر من لوحة التوجيه الخاص للفرد للوحة التخصيص العام .. فيما يتفشى الألم وتسيل الدماء في بلادنا العربية في شهر الله العظيم.. حيث يكمل خريدته الراقية بقوله:
واحقنْ دَماً بالحقِّ كانَ مُحرَّما
وامسكْْ بحبل الله فهوَ نَجاءُ
تظفرْ بخيرِ غنيمةٍ وَصفّيَّةٍ
ما في الجواري مثلها حسناءُ
في ليلة القدر اجتلاءُ جلالها
و"القدرُ جائزةُ لها سيماءُ
للعابدينَ الساجدينَ تهجُّدٌ
فيها وفيها نعمةٌ ورَجاءُ
في القبلة الأولى دموعٌ لمّ تزلْ
فوق الخدودِ يُسيلُها الأعداءُ
من عين خنساءِ الزمانِ سخيّةٌ
تهمي وترفدُ دمعَها خنساءُ
في الشام والفلّوجَة الأزْرى بها
متنطعٌ.. مِا شأنها صنعاءُ!
في كلِّ قُطرٍ تستغيثُ كرامةٌ
وتسيلُ من عين الكريمِ دماءُ
يا ويْحنا والنارُ تلفحُ وَجْهَنا
نأبى النَّجاةَ فيفرَحُ الغُرَماءُ

ضحك الهلال.. ليلتمس حقن الدماء في أيام بارككها الله وأنار بها الأرض من خير وبركة وجزاء عمل بالكثير من الأجر والثواب من الله..
حين جاء محمّلاً بالبشرى نحو إعادة صياغة هذه الحياة والفكر الإسلامي ليمسك بتلابيب التغيير لواقع غير مستقر حيث تفاقمت فيه النكبات والهزائم في كل زوايا هذه الأمة المكلومة والتي مازالت تبحث عن نافذة الخلاص من كوابيس القادة الظلمة الذين لا يفقهون من إدارة الواقع قيد أنملة لصالح الأمة وصالح الشعب المسكين..
فقد جلبوا لنا" تسونامي" جديد من عنف ومذابح وانتهاك لحرمات الله ومقدساته وهم يتغطون بلحاف الدين .. حتى تزايدت أمراض الأمة في كل بلادنا العربية والتي ذكرها شاعرنا الكبير في خريدته المبدعة هذه.. وتغيبت عن الوحي الرباني لتنغمس في ضلال مبين من أثر استعمار النفوس والأرض.. ولن يعيد للأمة مجدها إلا إذا قمنا ببناء فكر منير من وحي السماء لبناء مشروع فكري متكامل لنهضة حقيقية تشمل العالم العربي والإسلامي وتبذر الوعي في تربة حضارتنا وثقافتنا وهويتنا لنقوم بقوة من جديد..
وليكن رمضان النور هو أول الخطوات نحو التغيير..لأن الله تعالى يقول"
" إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[الرعد:11]...
وما أبلغ قول الشاعر في بيت قصيدته الأخير حين يقول:
يا ويْحنا والنارُ تلفحُ وَجْهَنا
نأبى النَّجاةَ فيفرَحُ الغُرَماءُ
ولتكن هذه الكلمات دعوة خير ونور وبصيرة لكل من يتنفس النور من كتاب الله عز وجل..
أن ننقذ أنفسنا من الوقوع فيما حرم الله .. من معاصي وذنوب وقتل وفحش على جميع أنواعه .. لنكون من الذين يفوزون برضا الله تعالى..
...................
ضحك الهلال
قصيدة سالت من ينابيع الإبداع على حرير الشعر .. وزينت سماء الأدب بألفاظ طوت في تجاويفها الحكم والمواعظ ..
ونثرت بحروفها البليغة ونظمها البارع درر الدعوة إلى حياة مجيدة نقية في أجواء رمضان المبارك .. لتكون بوصلة التوجيه نحو تغيير ملموس في النفس أولاً ثم بالمجتمع العربي والإسلامي ثانياً..
لقد أشبع الشاعر قصيدته بصور شعرية متكاملة البهاء تملك روح القوى الحسية والفكرية .. وهي في ألفاظ البلاغة البارعة والتراكيب المتينة..
استعمل الشاعر كلمات تخاطب الفرد وكلمات تخاطب الجماعة.. وهذا مؤشر توجيهي حكيم ليشمل المجتمع كوحدة متكاملة متجانسة.. وليكون متعاضد كمنظومة واحدة..
واستعمل الشاعر أيضاً فعل الأمر.. لأن الوضع لم يعد يحتمل الصمت والسكون والهوان.. يأمر الفرد والجماعة ليهبوا بإصلاح النفس أولاً ثم التوجه نحو المجتمع ليتكامل البناء وتلفظ البلاد أنفاسها انطلاقاً من هذا الشهر العظيم الذي عنونه الشاعر ب ضحك الهلال.. ليستقيم الحال ويبدأ الأمل بالإزهار...
الشاعر الكبير أحمد المعطي المتألق دائماً في سماء الشعر والأدب.. بوركتم وما سطر قلمكم الفذ من نفحات عطرة وحكم بليغة
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه وزادكم بسطة نن النور والخير والعلم.

جهاد بدران






  رد مع اقتباس
/
قديم 13-07-2021, 10:18 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: ضوء جهاد بدران على قصيدة: ضحك الهلال / أحمد المعطي

عودة ميمونة لقراءات البدران على اوراق فينيقية
مرحى بالجهاد
وتحية للمعطي
وود






  رد مع اقتباس
/
قديم 13-07-2021, 11:00 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد خالد النبالي
الإدارة العليا
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
مقرر لجنة الشعر في رابطة الكتاب الاردنيين
عضو تجمع أدباء الرسالة
نائب رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
يحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد النبالي

افتراضي رد: ضوء جهاد بدران على قصيدة: ضحك الهلال / أحمد المعطي

جمال القراءة من شاعرتنا الاخت جهاد
هي من تملك قوة التحليق لقصيدة بهية مطرزة بأيات الجمال
وشاعر فحل يستحق القراءة
مودتي






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط