(امرأة من ماء وطين ـ رهف محي الدين / رقم الايداع : ر.م/ 01 / 2019) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ 📜 ▆ 📜 دار العنقاء 📜 ▆ 📜 ▂ > 🔰 سجلات الايداع>>>

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-05-2019, 04:11 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

الصورة الرمزية المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

افتراضي (امرأة من ماء وطين ـ رهف محي الدين / رقم الايداع : ر.م/ 01 / 2019)

[color=darkslategray][size=5][font=sakkal majalla]


إمرأة مِنْ ماء وطين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنْتَ رجلُ الحرائقِ والبراكينِ
عميدُ الكهوفِ والصّحاري
أمّا أنا فامْرأة مِنْ ماءٍ وطينِ
يقاتل طيني ببسالةٍ
وينثر شظاياهُ
ليحافِظَ على مياهي الجوفيّة
فيُغرِقني مِنَ الدّاخل بشرابٍ أثيريّ مُخلدٍ
وأبقى امْرأة الغيثِ
امْرأة الحياةِ
امْرأة النّضارةِ
أسْقي الأراضي القاحِلة
وأرْوي الطُّيورَ وأُمطرُ حياةً
أنا امْرأة الـماءِ الـمحفوظِ بكوارةِ طينٍ
عند ريف صَفدي
يُحاكي الـحَياة وينشد الحريّة !

قُبلة ..

هناك فوّهات مُتنقّلة بين الحياةِ والموْت
الحبُّ، الفقدُ
الكتابة، الصّداقة
الوجعُ، العملُ، الشّكُّ
كلما رأيتك
عرفتُ كَيْفَ للحبِّ
أن يملكَ ترياقَ الوجع
كَيْفَ يُشفي العملُ شروخ الفقدِ
ويمْحو الأنا
كلمّا لامستْني يداكَ
تخترقُ الـحَياةُ عتبة قَلْبي
وترفسُ الـموتَ بعيداً
كلّما سمعتُ ماما
تنام كُلّ الحياة
عند ثغرك
وتغريني بِقبُلة

أنصاف..

(الأجزاء تقود الكلّ)

أكرهُ أنصافَ الأشْياء ..
نصفَ اهْتمام ..
نصفَ كأس ..
نصفَ علاج..
نصف أمَلٍ ..
إلاّ اليوم..! تمنيتُ أنْ انشطرَ لنصفينِ متساويين
يتعانقانِ ويتبادلان عبقَ الانتظارِ ولوعةِ الحنين
أَحدُهما وطن والآخرلاجئٌ منفيٌّ
رُبما تكونُ الأجزاءُ وفيةً لأصحابِها ..و نلتَقي
اليوم..فقط
تمنيتُ أنْ أقتني سلاحَ الساموراي
وأشطُر بعضي لأواسيهِ
فلربما تربيتةٌ على الكتفِ
أو نظرةٌ مُحبة، أوْ تنهيدةٌ مُسنّة
تَفي الـمي حقّه
من أول السطر ..

لم تَكن خيبتي بكَ أشدُّ الـمعارك خسارةً
فقد خضْتُ حُطاماً آذتني شظاياه
وأهدتني ندبات سَأحملها مدى الحياة
وآلاماً قتلَت بداخلي الكثير مِنَ الأوردة
واستباحَت مكانها حَتّى اندمَجت معَ البقيه الهالكة
واستَشرت في جسدي بأكملهِ..
لم تكُن يوماً أحدَ أكبرَ خيباتي أوْ حَتّى أعمَقها
فأنا أؤمن أنّ الخذلان قَدرٌ
والصفعات لحنٌ يُعزَفُ بكفّين..!
لذا بدلاً مِنْ مُعاقبة الآخرين
أو لومهم لذنبٍ ساعدتهُم به
عليّ محاسبةُ نفسي ومعاقبتها
فأنا من تركتُ البابَ مُوارباً
وأنا من راهنتُ على قضايا خاسرة ..
لأنّ صدقي من أعْماقي
اعتقدتُ بسَذاجةٍ أنها صِفةُ الجميع ..

عناقيد ..

ما الّذي يُغريك بِكُحلِ جلدي؟
ما الّذي يَعنيه حُبٌّ شريدٌ؟
يامن يَطلبُ بالبعدِ وَصلي
أنا عناقيدُ العِنبُ الـمغلّى
وامتدادُ الليلِ جديلةُ شَعري
أنا كشجرِ الزيتُون
كلُّ حبةٍ تُعصرُ بشجعٍ وغلِ
وتَطيبُ الدّمَاءُ في جَدولِ السّواقي
ويتغنى بي كُلّ أواهٍ وكهلِ
ويحضنُ غُصني جذعَ كُلّ ساقي
فما الّذي يُغريك بكحلِ جِلدي
أتحبُّ ليلي وجنوني؟
أتشْرب مِنْ حاناتِ عيني.. قَهري!؟
أنا سمْراءُ الأرضِ خليفةُ الصّبر
أنا هدوءٌ يُداعبُ حواسّ كُلّ صغيرٍ وشيخ ..
أنا من ناجيتَ حضورها ليالٍ
ما الّذي يُغريك يا صديقي، بالله عليك قُل!؟
كحلُ جلدي، اسْوداد ضفائري، ذهولَ عيني!؟
ما الّذي يُبقيكَ مترامياً؟
بينَ الأواه والآه والساهي واللاهي
ما الّذي يستثنيه وجودي؟
فيطيحُ الكأس مِنْ يَديك
تشدو وتنام مَجزُوعاً، عندَ بابِ شِعري
نحنُ العرب نَصِف الجُملَ وَلهاً
ونَرمي بأيّامنا عُمرا بَعْدَ عُمرِ !
أنتَ الـمُجافي وتطلبُ الوصْلَ ببعدٍ
وأنا القَريبُ الّذي أعياهُ الهجرُ

معجزة ..

يُخيّلُ لي أنكَ هبةُ اللهِ للأرض ...
عبقُ الأنفاس يُلاعبُ الوجود فتُغيّر طقوسِها
فالبِلاد الّتي خَلعت ثوبَ الـمطر فُصُولاً
تَغَطت بِالثلج..!
وَذاكَ البلدُ الّذي أَكلهُ القَحط دهوراً
غَرِقَ مِنَ الغَيث ..
فكيفَ لروحي الـمسكينةَ أنْ تحتَوي كُلّ هَذا الوجُود ؟!
وكيفَ لقلبي أنْ يَحمِيكَ مِنْ عيونِ الحاسدينَ والسحرةِ
ويضَعَ بَينَكَ وبينهُم مَلايينَ الحَواجِز ..؟!
وكيفَ لعيني أنْ تنامَ آمنه
دُون خَوف فقد يَخدِشكَ رمشٌ هُنا أوْ دَمعةٌ يَتيمه هُناك ..؟!
باللهِ عليكَ!!
كيفَ لي أنْ ألفظَ اسمكَ ...
ولا تنبتُ الأزهَارُ في لساني
ولا يختنقٌ صَوتي وردَاً
وأصبحُ بمحرابِكَ خرسَاء ؟! قُل كيف!؟

آخر ظهور ..

اليوم عندَ حافة السماء..
ظهرَ نيزكهُ الـمُتساقط يَدكُّ الأرضَ بعنجهيّةٍ وغُرور
تقدَّم مسافةَ عُقابينِ وطلبَ الـمَعْذرة
ابتسمتُ ابتسامةً صامتَة
ألهمتْهُ ابتسامتي بالموافقة
همَستْ أَصابعي علَى يده مُودعةً
"الأرضُ الّتي دُكّت .. عَافَت"
الحبُّ يعلنُ موتهُ عندَما نَغفرْ .. وأنَا قَدْ غَفرتُ !
قطعتَين مِنَ السُّكّر عزيزتِي
أحِبُّ الشّايَ حلوًا ..
وضيفنا راحِلٌ
أَعيدي القمحَ للصومَعَة

يوماً ..

حدَّثتني جدَّتي
أني لَنْ أشبَع إلا مِنْ خُبزي
أخبرتني أنّ القصصَ خُرافةٌ
والانتصارَ خُدعةٌ سأتقِنها
حيثُ الشَّيبُ يُعلنُ حَفاوتهُ بالعُمر
والخطوطُ الخَجلة عندَ مصبِّ العينينِ
تُعلنُ بدايةَ الرَّحيلِ!
حينها فقَط سأسْمعُ ذاكَ الشَّريط
بكلِّ جوارحي الـمتبقّية وبِكاملِ عَقْلي وشَظايا قَلْبي ..
لَيْتَكِ يا جدّتي أوصدْتِ البابَ
وقصَصْتِ الجدائلَ، وأغلقتِ النّوافذَ
لَيْتَكِ قيّدتِ قدمي ومنعتِ الليلَ مِنْ نجومِه..
كَمْ يكرهُ الـمرءُ نفسَهُ عِندَما يَجلدها !؟
كَمْ تتَسارعُ النّفسُ بالتّوالدِ والتّناسلِ
في أزمةِ الزّوايا
فتحْتارُ أُيّ عُمرٍ وأيّ موقِفٍ تُدنْدِن

سلام ..

للّذينَ يُسارعون لوساداتهم لعلّ العينَ تُغمضُ قبلَ محطةِ التّفكيرِ للّذينَ تشهدُ أسْقفُ غُرفِهم على حَجمِ الأحْلامَِ والخيْبات
للّذينَ يدّعونَ الاسْتِقرار وهُم على هوْدجِ البرْكانِ
للّذينَ ينامونَ بَعْدَ كوبٍ مِنَ القَهوة يُبقي أحزانهَم مُستيقظةً
للّذينَ تمتلئ مَساحاتهم ..أجْسادًا وأحبّة
وكلماتِ وهمٍ في معزلِ الرّوح
للّذينَ لا يفقهونَ إلا الحديث معَ الـمَوْتى والصّمت مَعَ الأحْياء
للّذينَ تزوّجوا الانْتظار وارْتدوا الظُّنونَ
وناموا عِندَ قصرِ السُّلطان مُستيقظينَ على واقِعِنا العَربيّ الـمترهّل
للّذينَ اعدّوا كُلّ ما اسْتطاعوا للثّباتِ
وما بقيَ فيهم شيءٌ لَمْ يهتزّ سِوى عِظامِهِم..
للّذينَ عَاهدوا الصّبر ولعقوا العَلقمَ
واشتهوا الصُّبّارَ بشوكهِ مُعتقدينَ أنّ العِبرةَ في الخاتِمة
للّذينَ عاشوا مُمتلئينَ فارغِينَ بهيئةِ الأبْطالِ
وبأدْوارٍ كتَبها الوَقْتُ والهمّ والوَعْدُ
للّذينَ باتُوا يترقّبَون الأفضلَ دوماً ولا يَجدوهُ
ويقتنصِونَ الفرحَ بسماءٍ لَمْ تَعُد مُمكنةً..
للّذينَ ينامونَ بلا صَوْتٍ
ويبكونَ بِلا صَوْتٍ
ويرْحَلون بِلا صَوْتٍ
وهاتِفُهم بِلا صَوْتٍ
كلماتي هذِهِ

حينها..

كنتُ انتزعُ آخرَ أوردةَ قَلْبي الّتي تصلُني بالحياةِ
أُسْدِل السّتارَ عَلى مسْرحِ العمُرِ
واختمُ حكايةً لَنْ تتكرر
كنتُ أنتِفُ الرّيشة الأخيرة مِنْ جناحِ قَلْبي
كَيْ لا أعاودَ تجربةَ الطّيران إليك ..
كنتُ أتدَرّب على الفِراقِ والعذابِ وعَلى البكاءِ والموتِ
كُنْتُ أتدَرب على الجوع والعطش
بعد أنْ كان وجهُكَ وجبتي الـمفضّلةِ
وصوتُكَ الـماءُ الّذي لا أظمأ بَعْدهُ أبداً
كنتُ أتألم كطفلةٍ منزوعةِ الجِلدِ
تقفُ في منتصفِ البَحْر ..
كنتَ أهمَّ ضلعٍ بي ..!
ضلعُ استقامتي الّذي سَأحتاجُ لكثيرٍ مِنَ الوقتِ
كَيْ أعاودَ الوقوفَ بَعْدَ انْكسارهِ!
كَمْ سأسْتهلكُ مِنَ الصّحة والدّموعِ والنّومِ والهروبِ
كَيْ أتْقنَ النّسيانَ والنفور!
كَمْ سأحْتاجُ منَ القَسوةِ
كَيْ أحذفَ رقمَكَ
وأتخلّصَ مِنْ عادةِ انتظارِ واردِك!؟
كم سأحْتاجُ مِنَ الوحشية
كَيْ أجرد قَلْبي مِنْ محفوظات هاتفي
و صوره تمتُ لكَ بصلة ؟
كَمْ سأحْتاجُ مِنَ العمرِ كَيْ أعودَ أنا
أنا دونَ فاصلة، دونَ دمْجٍ
دون أنْتَ ؟


غُميضة

تعالَ أربطُ عينيكَ بقطعةِ قماشٍ
وأمْسِك يدَكَ
واتّجه بكَ نحو بابِ الخروجِ مِنْ عالمهِمْ
تعالَ أسْرقُكَ ليومٍ واحِدٍ
ثم أقبّل جبينَ الحياةِ
شاكرةً ممتنةً وأغادرُها بِسلام
تعالَ نبصقُ في وجْهِ الظُّروفِ
ونصفعُ الفِراقَ
ونحلّقُ نحْوَ الحُلم كعَصفوريْنِ
تعالَ أعترفُ لكَ كَمْ تمنيتُ أنْ أزورَ وطَنكَ
متخفيةً برداءِ الليْل
وظُلمةِ الطَّريقِ
كَيْ أراكَ مِنْ بَعيد
تعالَ أتتبّعُ خُطوطَ كفِّكَ
وأتنبأ لكَ مازحةً بخطِّ الحياةِ
بينكَ وبينَ مجنونتكَ
تعالَ أخبركَ أنّ الرُّوح الّتي أحبّتكَ بجنونٍ
عَلى موْعدٍ معَ الرّحيل
تعالَ أقرأُ لكَ فنجانَ قهوتكَ
وأردّد عليكَ ضاحكةً مُخادعةً
( بحياتك يا ولدي إمرأةٌ عيناها سُبْحان الـمعبود)
وأفتحُ عينيَّ أمامكَ بشقاوةِ طفلةٍ
لأثبتَ لكَ أنّني انثى فنجانكَ
تعالَ ومدَّ ليَ يدكَ مُغمضَ العَينيْنِ
بكسلِ طفلٍ مُدلل
ودَعْنِي أغْلقُ أزرارَ قميصَكَ باهْتمامِ أمٍّ بطفلِها الأوّل
تعالَ أبوحُ لكَ بأمرِ موتٍ بدأَ يقتربُ وأنتَ لا تَعلم
تعالَ أعيشكَ قبلَ أنْ أعيشَ الـمَوْتَ فلا أمانَ لهُ
تعالَ أضعُ رأسي على صدرِكَ
وأبكي بحرية تشبهُ الحرقة
وأصارحِكَ كَمْ تمنيُتكَ في زمنِ الـمُسْتحيل
لقد ناديتكَ يوْماً تعالَ أعيشُكَ
فعشتُ كُلّ الأشْياء إلا أنْتَ ..!

نداء

لم تكن يوماً حُباً أوْ رغبةً أوْ شهوةً
أنتَ ذاكَ الشّعورُ الّذي يمتطينا بالحياةِ
عِندَ لحظاتِ الاخْتناقْ
وأنتَ النّقصُ الّذي جذبَ نقصي فآنسهُ كمالا
أنتَ الدُّعاءُ الـمستجابُ للطّبيعةِ وللعدالةِ ولليقينِ بالله
أنتَ ذاكَ القانونُ الّذي اعْتدى عَلى الجميعِ
ليحقنَ روحي ويخطَّ أسْطورتي
مترامياً كالرّمل في فانوسي الأثيريّ
لم تَكُن يوماً حبًّا أوْ رغْبةً أوْ شَهْوةً أوْ خَيالا أوْ واقعًا
أنت لا شيء مِنَ الوجودِ وَكُلّ شيء منهُ
أنتَ حاجةُ العَبدِ الـمُؤمنِ للصّلاةِ
والسّاهر للكأسِ
والمحْرومُ للقمحِ
والعَطْشانُ للماء ..
فَهلا أتيْتَ!

معك ..

هُناكَ أشياءٌ تعلّمتُها فقطْ منكَ
معكَ تعلّمتُ لا شيء غير الجمادِ يموتُ واقفًا
تعلّمتُ أنْ الحبَّ الحقيقيّ
كاشْتعالِ عودِ الكِبريتِ
لا يَشْتعلُ في العمرِ إلا مرّةً واحدةً
معكَ تعلّمتُ أنْ انتظرَ قميصَ البشائرِ
وأن التمسَ لزليخةَ الأعْذارَ
معكَ تعلّمتُ أنْ الحبَّ يغفو وينامُ
ويخرجُ ويعودُ ويصْغرُ ويكبرُ لكنّهُ لا يموتُ
معكَ تعلّمتُ أنّ الجُرحَ الّذي ينزِفُ دمهُ يؤلمُ
والجرحَ الّذي يحتفظُ بدمهِ يقتلُ
تعلّمتُ أنْ للموْتِ عدّةَ وجوهٍ
أوضَحَها اللحْدُ
وعِدّة طُرق أصعَبُها فراقُك ..
معكَ تعلّمتُ أنْ أُمي لا تتكرّرُ
وأخي لا يتكرَرُ
وابْني لا يتكررُ إلا بكَ
تعلّمتُ أنْ أتجنبَ كُلّ إمرأةٍ ليستْ مِنْ محارِمكِ
خشيةَ أنْ تكون قَدْ مرّتْ بكَ قبْلي
أو اسْتوْطَنَت بَعْدي!
تعَلَّمتُ أنْ الشّفاءَ مُعجزةٌ
لن تتحقّقَ إلا إنْ كانَ صدرُك الدّواءَ
وأنّ البَحْرَ لَنْ أستطيَع قطْعَ مَسافتهِ
إلا إنْ كنتَ في الجِهةِ الـمقابلةِ
مَعكَ تعلّمتُ أنّ العمرَ قبلَكَ محطّاتُ انتظارٍ
ومعكَ محطّاتُ انتحارٍ
وبعدكَ محطاتُ احتضارٍ
تعلّمتُ أنّ السُّقوطَ أحياناً نعمةً
إن كانَتْ يداكَ أرضُ الإرتِطامِ
والموتُ لا بدّ له مِنَ الحضورِ
وسيكونُ جميلاً
إنْ كانَ التُّرابُ هديةَ يداكْ

غريبة أنا ..!

أُشفقُ على ذلِكَ القلبَ الّذي يمارسُ احْتوائي
فكيفَ لأيِّ أنثى أنْ تُشهِر بَحْرَ أنوثَتِها
وهي تَرتدي بدْلةَ القِتال ..!
كانت دوماً هواياتي مُختلطةً مُترابطةً
بشكلٍ متناقضٍ وربّما لحدِّ الكَمال
فتَراني غارقةً في بَحْرِ مجلاتِ الأناقةِ
لتفتنني ساعاتٍ ذكوريّة وخواتمَ فضية
أفتعلُ التّغير لحدِّ الـمللِ وخوفاً منهُ
وأرشفُ مِنْ حديثِ الرّجال ما يستهوي عقْلي ويشبعُهُ
وأنامُ بلا تفكيرٍ في حضنِ آلافِ الأفكارِ والظُّنونِ
دونَ أنْ تعنيني رغبةٌ ما أوْ نظرةٌ ما
في حينٍ قَدْ تأكلُني لمحةٌ سرابيةٌ حدَّ الالتِحام
فأذرِفُ مِنَ الحياءِ حَدَّ طِفلٍ يتحدّثُ أولَ مرّةٍ أمامَ الاخرينَ .
أُطلقُ ابتِسامتي في عِزّ غضَبي
وأصمتُ حينَ يصرخُ الجميعَ
وأبكي حينَ تستعصي الدُّموعُ
وأقفُ وقفةَ الـمنارهةِ الشّامخةِ
حينَ يتهاوى كُلّ من في الـمَكانِ
كُلّما ارْتداني الاشْتياق تمرَّدْتُ
و كُلّما كسَاني البعدُ حاولتُ الاقْتِراب
تتصارعُ في داخلي عَشراتُ النّساءِ والرّجالِ
في مَساحةِ سلامٍ كاذبةٍ
تتيهُ بها الرُّوح لأجد عقلِي !
تنتابني ثوراتُ جنونٍ وأنا بكاملِ إدْراكي
وأغفلُ عن صِغارِ الأمورِ البديهيّةِ وأنا بكاملِ وعيي
أبحثُ عن قصصِ الآخرين مهمِلةً حِكايتي
وأرْمي فُضولي غيرَ مكترثةٍ بنهاياتِ الأمورِ
أتفنُّنُ في جَلْدي جيئةً وذهاباً
و أتقنُ فنّ السماحِ عندَ زلاتِ الآخرين
أنا أسئلةٌ لا جَوابَ لها
وعباراتٌ لا تنتظرُ تكملةً
وقصةٌ تُحاك على الدّوامِ
تارِكةً للآخرين خَيالاً يحيكُني كنهايةٍ آسرةٍ !
أنا من اعتادَت أنْ تكتبَ النّهايات في مقدّمةِ الكتابِ
وتتركُ أشرعةَ السُّفنِ تؤنسُ رمالَ البَحْر في غيابي الحاضرِ
فلا أذهبُ ولا أعودُ !

موجعٌ يا صديقي!

كيْفَ تنتصِبُ الجبالُ بيننا متى تُريد؟
وكيفَ تُماهي أحرُفُك الـمتآكلة لِباساً زُمرّديًّا
يسرّ النّاظرين فينسونَ مَا يجبْ أنْ يقولوا
مُوجِعٌ ..أنْ أبْحثَ عنكَ في شوارِع الـمَدينةِ
أسألُ جُدْرانَ الـحَياةِ لعلّي ألـمحُك لعلّك تنتظرُني
موجِعٌ .. أنْ نتشابَه بِكلّ شيءٍ إلا غَرقَنا
كُلّ منّا يبْحثُ عن نَجاةٍ
وَكُلّ منّا كانَ لهُ طريقتَه في الخَلاصِ
كانَت نَجاتُك قائمةً طويلةً .. ونجاتِي أنْتَ
كيفَ يعيدُ التّاريخُ لنا كُلّ شيء
فنرتدي الـمشاعرَ الـمُترهلةِ
وننامُ عندَ ضِفافِ الحنينِ القاسِي
ونقبّلُ ثغرَ الوقتِ ليمُنَّ علينا بالرّفقِ
ويرحمَ أيامَنا الـمهرولةِ مِنْ تخمةِ الألمِ
يعيدُ التّاريخُ امتِصاصَنا في كُلّ مرحلةٍ
لكنّ في هذه الـمحطّة سيصْبِحُ الامْتصاصُ سرْياليًّا
موجعاً حدّ الـموت
سَيدسُّ سُمَّهُ بدايةً في دمِنا؛ ليسرقَ منّا رغبةَ القتَالِ
ورغبةَ الـحَياةِ ثمّ وبكِلّ بُرودٍ يأخذُ ما تبقّى مِنَ الأوْردةِ
وها أنا أعلنُ اسْتسْلامي .. سُقوطِي
وأخيراً ..!
أنا الـمُوقعةُ أدناهْ وبكامِلِ رَغْبتي وإصْراري
أعلنُ سقوطيَ الـمُنتظرِ
خَالعةً كُلّ الحُمول والأثقالِ
عَاريةً مِنْ كُلّ شيءٍ حَتّى حُبّكَ
راميةً قلادةَ التّاريخِ وحباتِ اللؤلؤِ
على أرضِ ظننتُ يوْما أني عِشْتُها
فليسقُطُ الوَجعُ
فليسقُطُ التّاريخُ
فليسقُطُ داخلي بما يَملكُ
فلتسقُط أنا .. دونَ وجعٍ

صباحٌ آخر

إلى الذينَ لَمْ ينصُفْهم الصّباحُ وأيُّ أمسيةٍ رَاحلة
إلى الـمسافرينَ بينَ خيبةٍ وخيبةٍ..مِنْ غرقٍ إلى غرقٍ
إلى العالِقينَ في محطّاتِ الانْتظارِ الـمُغلقَةِ للصّيانةِ الدّائمةِ !
إلى الحالمينَ بالحياةِ
والباحثينَ عنْ أملِ النّجاةِ
إلى القلوبِ الـمرتّقةِ
والجيوبِ الـممزّقةِ والأحلامِ الـمكفرةِ
إلى الـمنفيّين في الوطنِ والمنفى !
إلى الـمُجتهدين الـمثابرينَ
دونَ انتظارِ النّتيجةِ
إلى الـمكترثينَ دوماً بمشاعرٍ لا تُرى
لزوارقٍ بعيدةٍ!
إلى الـمنسيّينَ والعابرينَ والمعبورينَ
الأحياءَ والأمْوات
مِنْ فوقِ سطْحِ هذا الكَوْكب
إنّها فوضى عامة !!

نور ..

أشعرُ أنّ السقوط كان مدوياً..
كبير هو الفراغ الّذي اعترى روحي
وجبانة تلك الطاقه الّتي نفِذَت..
ربما حاربتُ أكثر مما يجب
و بقيت حيث لا يجب
وأعطيتُ دونَ حساب ..
ربما وربما...
نعم كان موجعاً وقاهراً ومذلا..
لكن بسمة أمي الـمتدليه مِنْ ذاكرتي
تجبرني على الوقوف
لعلي أعيدُ التقاط يدها
فأجدُ الضوء الّذي رحل عن طريقنا .

أنتَ ..

أنْتَ أكثر الـممثلين صدقاَ ومهارة ..
أكْثرُ السارقين فطنة وذكاء ..
أكْثرُ الـماريين دونَ رحيل ..
والعابرينَ دونَ تذكرة
أو جواز أوْ وثيقة ..
أنت نبيذُ الجنة على الأرضِ
ونيران الأرض، وبراكينَها ..
و قبور العشاق السذج ..
أنت لقطة مصورة ومختزله مِنْ جهنم
أناظرها كَيْ لا ألقاك..
فلقد عبثت في داخلي كثيراً
حتى احترقتْ ..


أمل

مؤمنه أنّ النّهايات حصيلة البدايات ..
وأن القدر لا يلهو بعصا سحرية
ولا يفرق بين أنامه ..
مؤمنة أنّ التّجارب لغة الحياة
والصبر عطرهُ والرضا أداته ..
مؤمنه أنّ النّقم ترتدي أثواب أضدادها
و الخير يتنكر في لباس الألم أحيانا ..
أحمل ثقلي وعتادي وآمالي
وأناهض بكل أمل وحب ويقين ..
أحارب لأعبر أيّ مضارع مؤلم
و أرفع رأسي عالياً
كَيْ لا أختنق بمضيق الوديان
أرفع رأسي وأغمض عيني ..
لأرى ما ينتظرني ..
هُناك محيطات لَمْ تعرف
وبحار لَمْ تكتشف بعد !

عجبي. !

على سواحل الصّبر
جفًّ بَحْرُ الإنتظار
ورستْ مركبُ الفراق
فحفرت في الرّمل
ذكريات عاهدتنا أنْ لا تغيب
وغابت في بطن الـحَياة .
وَكُلّ عام
وربما كُلّ شهر
أو كُلّ ليلة
نحشد عتادانا لذكراها
و نقرأ ما تيسر
من الذكر الحكيم .

يا صديقي ..

يا صديقي ..
احكمْ إغلاقَ نافذةِ العمرِ
وعرّي قَلْبكَ قبلَ أن ْيُعرّيك
و لا تتعلقَ بأغاني فيروز
وتصدقَ أوهامَها
فالأرضُ تبتلع العشاق
ولا تبتلع الـمفارق والطرق..
والكتب تحفظ الورود الـمدفونة
ولا تبعث الوصل بين سطورها..
احكمْ دفنَ الأماني الصّارخه
وضعْ يدكَ على فمِها
كَيْ لا يَحضُرَ الحنين ..
احكمْ يا صديقي الإغلاق..!
فرُغمَ صقيعِ الهواء .. سـتحترق
لن تنجيك حكمتك
ولا شيبك، ولا مبراراتك ..
ستمارسُ الـحَياة طقُوسها كالحجاج
وتقطعُ كُلّ شعورٍ قَدْ أينعَ وحانَ قطافهُ..!
احكمْ إغلاقَ النّافذةِ..
فكلُّ العواطف عواصفٌ
وَكُلّ الحب فَقدْ
وقارعةُ الحُلمِ خُلقت ل
من يُمسك طرفَ الدُّخان ...!


هل تعلم !؟

كتبتُ كثيراً لكَ
وكنتُ دوماً أجهضُ رسائلي ببراكين الدُّموع الحَارقة
كلُّ مرةٍ كنتُ أقتفي انتحاري على تلكَ السطور
فترتديني الخشيه
كلُّ مرة كانَتْ مشاعري الضريرة
تنتظر عصا الأمان لتقودني إليك
كل مرة تغتالني ابتسامة خرساء
تحمل كُلّ شيء إلا الرّاحة ..
كنت أعاودُ وأعاودُ الكتابة
وأقف عند صندوق البريد
وأهمُّ أنْ أتركها لقدرها ..
وفجأه أقف كتمثال مشدوه
ينتابني البردُ وتلتهمُني الوخزات
وأفطنُ رأفه لنفسي وخوفاً عليها
فقلبك شتاء قارس، وقلبي مازال عارياً أمامك..
ومدينتك ..

يحدثُ كثيراً في مديننتي
أن تقتلنا الضحكات ..
ويغيّبنا الحضور
وتتحول الرّصاصات لألعاب بلاستيكية ..
و يرتدي النّار برودة الثلج
و يقتلعُ العصفور قلبَ القطة
وتطيرُ السلحفاة سريعاً ..
يحدثُ كثيراً ..
أنْ تغادرنا الذكريات في قطار الحاضر ..
و نرتدي معطفنا الـممزق مِنَ النّسيان طواعيّة ..!
يحدثُ كثيراً ..
أن ترتمي في حضن الأسد بأمان ..
ونهربُ مِنَ الفراشات خوفاً ..
يحدثُ كثيراً ..
فقط .. عندما تأتي ..!

الثلة القليلة ..

"البشر يميلون للإستخفاف بما لا يمكنهم فهمه ..! "

نحن أبسط مما نعتقد
وأعقد مما نظنّ
لكلّ منا عالمه ..!
هل ركبتَ الفُلك
وأبحرتَ
بين أمواج النّقص
و الخوف لديك !؟
فالراحة
من الدّاخل
و السلام الجائزة ..!!


و ذات صباح ..!

للذين صبروا وجاهدوا أنْ يثابروا على وجه الأرض ..
للذين لا يعلم كفاحهم سوى رب السماء ..
للذين تكابلت عليهم أوجاعهم عند عتبات الوسادة
مخافة هزائم لا تنتهي تقضُّ مِنْ قلوبهم ..
للذين يستيقظون مجاهدين في طريق
تشابهت به الوجوه والمواقف والأحزان والدموع ..
للذين لا يجدون من يُربت على أحلامهم الغاضبة ..
صباح يليق بكل الـمنهزمين والمنكسرين
و الصّابرين والمجاهدين والراضيين
و الـمناضلين الأقوياء الـمؤمنين
بأن الحلكة طريق الضُّحى الحتمي
لكم صباحٌ عطره مسك وريحه الطيب
و لونه قوس أحلام وَسَماؤه وجوه تتمنوها



رسالة مناعة

ستقابل من يخذلك عند مفاصل الـمواقف
و من يترك قَلْبك عارياً غير آبه لوحشة الطريق ..
ستقابل من يرتَدون مشاعرهم
بما يُناسب حاجاتهم أوْ أمزجتهم نحوك ..!
سَتَرى الكثير يعبر مِنْ خلالك دونَ أثر
و الكثير يخلف بصمته الرّمادية عند وِسَادة نومك ..
سيمرُّ الأنامُ يوماً بَعْدَ يوم لتنضج يوما بَعْدَ رحيل آخر
لتدرك أنّ الإحْتفاظ بالقلوب مُهمة مشتركة
وطريق ملغم ينتظر التّضحية مِنَ الجميعِ ..
ستتغير ومازلت أنْتَ لكن بخبرة أكبر وانفتاح أقل
واهتمام يقيس ولاءك وفق أولوياتك ..!
ستقابل نفسك دونَ أنْ تعرفها
لكنك وبكل ما أوتيت مِنْ قوة
تقدرها، وتحبّها، وتتقبلها ..
بعد عمر .. ستكون إجابتك نحو أي محاولات عابثة
قف : هذا أنا .

خدعة ..

تنتهز أي فُرصة لتشريع الألم ومخاضِه مِنْ جديد
تِلك الخدع السُّكرية هي حقيقة
نواجهها بخفاء ونبكيها بصمت
ونتحدث عنّها بِحرقة دعائية
أو سهرة نسائية وكلمات مصفوفة وباكية
مُتكررة وروتينية
ورغم كُلّ ما أمسينا به مِنْ الـم ليليّ
وهدوء سطحي نهاراً
أجدُ أنّ أشد الخدع رعباً
تِلك الّتي تُدعى .. نقاء ..
نعم كُلّ النّقاء خادع بشكل أصيل .
فالحب النّقي .. خدعة
الصّورة النّقيّة .. خدعة
نقاء صوتِه ... خدعة
بياضُ الثلج .. خدعة
سوادُ الليل .. خدعة
إنها الخدعةُ الـمدسوسة في لب الحقيقة
وفي لحظة الانتظار الـمسالمة تتحول إلى دمار ..
فينقلب الحبُّ لحربٍ
والصورةُ لسلّة الـمهملات
والصّوت في غياهب الذاكرة البشرية الـمتناسية
ويذوب الثلج فيشحُب ويختلط مع الطّين
ويبرقُ الصّبح بريدهُ معلناً قدومَ شَفَقِهِ الـمخمليّ ..
فلا يبقى الحال على ماهو
ويغادرنا النّقاء في أشدّ لحظاتنا تمسّكاً وتعلّقاً وأملاً ..
الحياةُ حربٌ
والحربُ خدْعةٌ
فالحياةُ خدعة ..
معادلةٌ جبريّةٌ
بأحرفٍ أزليّة من
لم أتعلّمها لغاية الآن !!!!!!!.

مساعدة طبية

أدخلْ إلى الـمنزل بكامل كبريائك
وامسحْ الغبارَعَنْ وجعكِ وعشه
دعهُ ينزف التمس الـممر ...
أفتح صيدليّة الدّواء وتناول الضماد ..
سأعلمك .. لا تخفْ
أعرف جيداً كَيْفَ يضمدُ الـمرءُ نفسه
نظفْ الجرح بدمِه أبتلعْ لعابك البارد
استحضْر كُلّ وجعٍ دفين وعقم الجرح بالخبرة
ستشعر بالحرارة باللسع ربما الرّغبة في الـموت
ستمر لحظات لتعتاد الألم وتتناساه
أزلْ اللصاقة عَنِ الضماد بَعْدَ لفهِ ..
ضعه على فمك لتُخرس ذاكَ الصّوت
أرمِ بجسدك حيث أنت
انتحبْ، كسرْ، نمْ
حالك أفضل ..!
سنلتقي بَعْدَ حين
فتذكر كَيْفَ تنسى .

ذاتَ وحدَة ..

لا أصدق كَمْ الوجع الّذي ينامُ بين أضلعي
أشعر كأن الحشرات تقتاتُ على عظمي
و تنتزع لحمي دونَ هوادة
تلسعني أوهجة نارية
وتضربُ في رأسي موسيقا الرّوك الصّاخبة
مع صراخ طفلٍ جائع
وقهرِ رجل ونحيبِ فتاة تعرضوا للفقد ..
لا تَعرِفُ الأوجاع احتراماً لساعه
ولا تمتلكُ رغبةً لهدنةٍ ما
لا يمكن رشوتها ..مداعبتها أوْ ملاغاتها
وحباتُ السُّكر الّتي وصفها الأطباء
لمْ تعد تحمل القوة على ردعِ ذاكَ الوحش ..
أشعر أنّي أكثر إمرأة على وجه الأرض
تهوى تعذيب ذاتها
وجلد نفسها بمؤامرات داخلية
فكأن الوجع هذا لا يكفي
لأحمل كُلّ ما أوجعني يوماً
و ألدهُ مِنْ جديد
بفعلٍ مُحرم كالكتابة .
مجهدٌ الـمرض
مجهدٌ الخوف
متعبٌ الانتظار
ومخادعٌ الـموت .


سجن

نطالبُ بالحريّة ..
ونحنُ الأسرع
بحبسِ أنفسنا في سجن الـماضي
نطالبُ بالحريّة ..
ونحنُ نترنّم
بصوت عاشق ومعشوق في القفص
نطالبُ بالحريّة ..
ونحنُ الأكثر ظلاماً
في إصدارِ أحكامنا على الأخرين
نطالبُ بالحريّة ..
ونحنُ نؤطّر عقولنا
بين الشّاشات
نطالبُ بالحريّة ..
ونحنُ نسلخ جلودنا
ونقتلعُ لغتنا ونمحي ذاكرتنا
نطالبُ بالحريّة ..
ونحنُ نبحثُعَنْ أشخاص
يقيدونا بأسماء كثيرة
نطالبُ بالحريّة ..
ونحنُ لا نحكم مِنْ أمرنا شيئًا
نطالبُ بالحريّة ..
ونحن في نزاع يومي
بين الشّهوة والنّزوة
نطالبُ بالحريّة ..
ونحن نتسارع لسجن بعضنا
في سجون الكذب والنفاق
عن أي حرية نتحدثْ ؟


كوكتيل ..

لا أحبُّ القطط مِنْ قرب
وتذهلني كُلّ الحيوانات مِنْ بعيد
أعشق الوحدة غير وحيدة ..
أحبُّ الحريّة ولدي خمسة أطفال !
و ألتمس النّقص لأكمله ..
تغريني الرّماديّة في فصلي هذا .!
مقاتلة حد البياض وحد السواد
أحبُّ روحي وأجلدها مرارا بسوطٍ شاحب
أناصر الحقوق مخذولةً حَتّى مِنْ نفسي..
فحقي كامرأة كأم كزوجة
كإنسان كلاجئة كعاملة وكدراسة
في عِداد الجدال الخارجي والكبت الدّاخلي .
أمقتُ الـمنافقين، وأكره الحشرات
لا تغريني خضرةُ السّهول والجبال
إن لَمْ تكن يداه في يدي ..!
وَكُلّ الأماكن ضيقة إلاّ البَحْر
وَكُلّ البحور صور إلا البسيط .
وَكُلّ الرّوائح جميلة والأجمل رائحتها
وَكُلّ الأوقات جميلة والأروع الساعة الثالثة ظهرا
نأكلُ سوياً ونشاهد فلمًا مصريًّا بالأبيض والأسود
ونضحك ونحلل ونحزن ونفرح لنهاية الفيلم السعيدة
والمنسوخة مِنْ خيال الأمنيات .
أسوأ الليالي .. تلك ..التي كللتْ قَلْبي بالعجز
وملأت روحي بالدّموع عندما مرضت ..
لا أقاوم شيئًا ولا أقبل شيئًا
تمرُّ الأشياء مروراً عابرا
حتّى الحبّ أنصهرُ معهُ حد الالتحام
وفي لحظة وفي أقل مِنَ الثانية أغلق الكتاب للأبد .
لا أؤمن بالحب الأوحد ولا الـمنقذ ولا الأبدي ..
أشتري الكتب وأترك للكاتب حق اغتيالي بكل طواعية!
لا تستهويني النّهايات والمقدمات يعنيني الـمنتصف
أغبُّ ما استطعتْ
وأرتشف سطراً هنا وفقر ة هناك ..
لا أبالي بالخيانة لانها غير موجودة
ولا تعنيني العهود لأنها قيود ..!!
أبالي بضميري اللحظي
وأقاوم قدر استطاعتي "بالمنيتور"
أحب الجميع وأخاف قربهم
وتؤلمني ألام لا أعرفها ..
أكره الواجبات والالتزامات
وأنا متورطة بها مِنْ رأسي لأخمص قدمي .

غزة العزة ..

الساعة الثانية صباحاً
الشمس لا تغيب
و القمر لا ينوي الحضور الليلة
وأخوتي ينتحبون دماً
في الشّوارع والطرقات
و الدّموع ينابيع تغذي نهر الأردن
والضّجيج يملأ الـمكان بالعجز ..
الساعة الثالثة فجراً!
و حبيبتي تشرق على كُلّ الشّاشات
و تغنّي الدّبكة الحماسية عند كُلّ حاكي
و تزف أولادها واحداً تلو آخر ..
الساعة الرّابعة وعشر دقائق
غزة العزّة تصمد
لموت آخر أوْ حياة كالحياة !

مكالمة ..

بعد أيامٍ مِنَ الإنقطاع
وحبسٍ طويل لأصابعِ يدي
أسمعُ صوتَك مِنْ جديدِ
يُهاتفني الخوفُ الّذي يعتريك
ويلبسني الهروب
الّذي اتخذتهُ دوماً مُنجداً لك مني ومنْ نفسك !
أقاوم غموضك
وأغادر العربة
وأستعد للرحيل
أحجّمُ أنفاسي الـمتسارعة
وألتقطُ دموعَ كبريائي الـمتَستر بصوتي الـمهتز
الّذي حجب عني مدى انصاتك
لواقعِ البُعد ولهولِ مصابي .
لم تُدرك يوما حجم مُصابي بك
وربما لَمْ أردْ يوماً أنْ أُدرك حجم ادعائِك

في شتاء ما ..

الليلة ككل ليلة قَلْبي مفطوروشظاياه تتناولني مرارا وتكرارا
أحاولُ عابثة أنْ أخلعه، أنْ أهادنهُ، أنْ أقنعه
أن أذكره بمكانتي
أجلس في غرفتي وقد تسمرت عيناي على نافذة موصدة أتخيل كلماته وألامس أنفاسه
أحاول مِنْ داخلي كسر الصّورة رميها
أقتلع يدي العابثة وأهدم صمودي الـمقاتل .
كيف لقلب كقلبي
استنزفته الـحَياة بكل ما أوتيت مِنْ قوة
أن يحارب مِنْ جديد وينتصر؟
كيف له أنْ يضرب بأنفاسه عرض الحائط
ويبالي بحمل جسدهِ الـمتعب والحصول على لقمة العيش ؟
كل الأواني حين تكسر تنضح بما تحوي إلا أنا
عندما كُسر قَلْبي قدّمني هدية
وآثر حمايتك
في كينونتي السمائية الّتي لا تُطال .

خائبة

خلقتْ أحلام مستغانمي كائناً حبريا
رافقها على مدار العشر سنوات
وتدخل في خياراتها العاطفية، وقرارتها السياسية
وأماكِنها، وأصدقاءها
وخلقت أنا كائنا دمويّا خفيًّا
يخترقني كُلّ يوم
لا آراه ولا يراني
اجتازني وقبع في السويداء
وتمرس في الحكم بأوردتي وأعصابي
بأحلامي ومزاجي
بعلاقاتي وكتاباتي ..
استنسخت كائناً منك
لا يمتُ للبشريّة بصلة
يمتصني حد الجفاف
ويتركني خاوية مِنْ كُلّ ما أريد أوْ أردتُ يوماً
يتركني خائبة .!

عندما تحبيه..

عندما تحبيه..سترتديك التّفاصيل
ستعنيك كُلّ التّنهدات وَكُلّ الفواصل ..
قد تقتلك بطولها وقد يقلقك قصرها ..
عندما تحبيه ستصبحين مرآة الـحَياة بحب
ستلتحمين مع جذور شعيرات ذقنه الـمبعثرة
وستلامسين بأناملك تجاعيده الـمبهره
وتذوقين طعم الدّموع قبل حضورها
وترشين مِنْ عطره
وتحتضنين ثيابه..
عندما تحبيه ستضحكين لضحكته وتذيبك آهاته
سترتمين بين أضلعه الدّافئة بَحْثاعَنْ مأوى
ستغرقين بطواعية .. ستغرقين حَتّى القاع دونَ ماء
عندما تحبيه ستعرفين كَيْفَ ترْتادي نوادي الـمنطق
وترْضين بكذبات مهلهلة لتسكتي تمرّدك
وتهضمين كُلّ أوْجاعك
ستعرفين كَمْ شامة نامت لديه
وَكَمْ عرق أزرق أعلن عصيانه
ستنتبهينَ ليديهِ ستغرمين بهما ..
ستتابعين بذهول أنامله وتتنهدي
فموطنكِ الجميل يرتحلُ دونَ رأفةٍ ..
عندما تحبّيه ..
ستحفْظينَ لونَهُ وعطرَهُ وحبرَهُ ودربَهُ
سيعنيك حرف الهاء كثيرا
ستمطر عيناك إن أمطر جبينه
وتتلاحق أنفاسك إن تعثر قَلْبه
ستغادرين برحابة قبل أنْ يغادر
ستمنحين الهودج والكنز والبرقع والعصا
فقط عندما تحبيه!





عانس..

أحياناً نرتادُ القِطار دونَ وجهَة .. كُلّ مَا يَهمُّ الرّحيل،تِلكَ الكلمة الـمقيتة الّتي تَفترسُ غِشاءَ أُذني كُلّ يوم ..عَانِس ..!!وصمَةُ برتُقالية عَلى جَبيني تُعرّي ظهري مِنْ سَنده، وَتَرمي حُمولهَ الأيام على رأسي دُونما رحمَه .
عانِس..!!تعويذةٌ ألقَتها سَاحِره شَمطَاء يوماً ما وآمنَ بها الجميع لقتلي..!كيفَ لضلعٍ مستكين أنْ يمسحَ وصمة الجزار ..؟كيف لي كسر الـمكنسة الطائرة وَسَرقة القبعة الخفية والرّحيل ..؟!متى سَأجِدُ جِنيتي الـمنقذَة أوْ العِفريت الطيب ..؟
عَانِس ..!اعلانٌ يَوميّ للوفَاة، اعلانٌ يوميّ للخوفِ وتصريحاتٌ مُعلنة لقَائمِة الـممنوعَات،كيفَ لي إقنَاعهُم بِخلعِ ثَوب الحِداد .. ؟
ها أنا أنبضُ وأشعُر وأحبُّ وأصرخ ..!مازلتُ تِلكَ الطفله ذَاتِ الجَدائِل الـمشَاغِبة والثائِرة، كَيْفَ اقنعُ أحلامي وآمَالي أنّي على قيدِ الحياه، وقيدِ العمَل .. على قيدِ الكُره وقيدِ الغَضب !،كيفَ لي أنْ أُقنِعَ جَسدي بِالحياة، وتلك الخُرافة تَلتهمُ نضارتي وحيويتي يوماً بَعْدَ يوم..؟
حتى شَعري لَمْ يعد يَملكُ الكثير، وارتدى شَالهُ الأبيض خوفاً مِنْ فوهاتِ الـمدافع وأسلحةِ ألسنتهم الـمتسابقه لِقَتلي..!
غريبُ اتساع الكلمات تَحمِلُ وَطنَاً ومنفى متى شاءت، وتفيضُ حباً وَغَضبَا..مُخيفٌ تأثيرها، فلمْ تَقف فِي وجهِهَا شِعارات البرتقالي، وحمَلات الـمناهضَة، و"هاشتاجات" الـمواقع الـمتراصة..!
تِلكَ الكلمات، بنكُ التّكوين الـمعرفيّ للآله البشر، تَقلبُ الـمواِزين وتُعلَي وَتذل عِقبَ قَول ..تُرصد العُمر، تَسحبُ مِنهُ بِلا هوَاده دونَ أنْ تَأبه لطَبقةِ الأوزون، وثوراتِ الرَّبيع العربيّ، وتخاذل البعض على البعض وانقِسام الكُل لِنقَاط، وتَغيّر الجُغرافية، وتكرارالتّاريخ الـمخزي،وَتردِي الأوضَاع وغُلو الخُبز، وَانتفاضاتِ فلسطين، وَشُهداءِ البلاد ..و ضَياع التّراب كان همها الإحْتفال بإشهار إفلاسي أمَام مُرتادِي الحياة، وقَد نَجَحَت ها أنا عانِس خاويةُ الِوفَاض إلا مِنْ وحدتِي !أفلا ترحموا عزيز عمرٍ ذَل !!؟

مساءً ..
( العتَاد الـمستَعَاريَقتلُ صَاحبَهُ)

أحملُ حقيبَتي الصّغيره، وألبسُ الطريق .. أُفَكرُ بلُحمَة التَفاصيل، وفواصلِ الرّسائِل، وأحلامِي التي تعثَرت ..أتَمتِم كلماتِك الّتي رَوتني دونَ مَاء، وشَفتني دونَ مُعجِزه سَمَاوية، أُبادلُ الآخرينَ نظراتِهم للسرابِ النّائم في ذواتِنا وللتّيه الساكن في أرواحَنا، أتعرف على حُزنيعَنْ قُرب، وأجلدهُ حَد النَّزف فَلا يَسيلُ مِنه إلا أنْتَ ..أكمِلُ الـمسيرَ، وأقيسُ الـمسافات بالكلمة وَالمَوقِف وأوهِم نفسي أني تَجاوَزتُ الكثير وَسَتمرُّ الأيام اللاحقة كسابقاتها ..!يَفيض قَلْبي نَبضاً، وتعتلُّ يَداي وقدمَاي، ويَغرقُ جبيني بمائهِ الباِرد لأن شَبيهَك الأربعين قَدْ لمَحتهُ عيناي جوراً ..!
ألملمُ خيبتي بكبرياء صارخ، وأدفنُ طفلتي، والأنثى الحَالمة الغبيه، وأرتدي لِبَاسَ الثائرة الزاهدة ..يُسافرُ جَسدي على الجبهاتِ ويرتدي قَلْبي خُوذَتَهُ، وتتسلحُ روحي بِأقوى العَتادِ، فترمينَي -الخائنة – نفسي بذخيرتِها وتَرشقني بقَسوه، تُغادرني روحي، وتحلقُ عَالياً، تَاركة إياك تَلوذُ هَارباً في دَاخلي .
اعترِفُ أني ندمت، وأغرقتني الدُّموع، ولا مُنقذٌ لي سواي ..لكنهُ الـمساء .. سَأعيشُك رويداًوعندَ .. ضفافِ الصّباح أسلم عُهدتي للشمس، وأنقذُ نفسي .

عاجل ...

دليلُ الرّجل للنجاةِ مِنْ نبضاتهِ..و دليلُ الـمرأه للنجاةِ مِنْ قاتِلها..تتساءل النّساء كثيَرا .. لما يرحل أوْ يغيب الرّجل ؟! هناك احتمالات معدوده يا صديقتي : الإصبع الاول ؛ سَئِمم الـحَياة الإصبع الثّاني ؛ لا يرغبُ بك الإصبع الثّالث ؛ إنه في الزاوية ..
ستتسآلين .. سئم الـحَياة ماذا تعني؟!
صديقتي أنتِ خرافية الإحْساس، مشاعرك متوهجة عطشى، وهو كذلك ..وكما الـمجتمع يكبلُ الـمرأه فهو يقيّد الرّجل طواعية، فتتكالبُ عليه الأزمات والتّحديات وتستنزفُ طاقته حَتّى يَشْعر باللاوجود ..
يتمنى أنْ يختفي أوْ يصيرَ سراباً، ويحلمُ بلعبِ دور السُّلطان الكسول لساعه، يرحل بعيداً حيث اللامكان اللاسؤال، لا اهتمام،، لا واجب، لا أمر قَدْ يعنيه أوْ يُثير اهتمامهُ، وَكُلّ ما يفعله حركات روتينيه لَنْ تستدعي عقله الـمتعب الحضور .
يبحث دونَ بَحْث عَنِ السكينه الّتي يفتقدُها في الغماِر الهلاميّ الّذي فرضهُ واقعُ الأمر ..
الإصبع الثاني لا يرغب بك..؟! تستغربين تستنكرين وتغضبين، لَمْ أفعل شيئا ؟!
اقدّرُ حجم الوجع، وافهمك حدّ الصّميم، لكن الرّجل يملك صندوقا ذو قبعة سحرية ينقله مِنْ مكان لآخر ومن زمانٍ لآخر ففي ثوان يَشْعر بالملل، فيغادرنا لصندوقه الأبيض ..
أو يتساءل ماذا أودى بي إلى هنا ..!؟ وقد تكوني لا تطاقين ( بالنسبة لصفاتِه وسماته وطريقة تفكيره) فيعزف عنكِ، ويهدّ كُلّ شيء فهنالك ما لا يُشرح ولا يُفهم ..!
لا تقفي بذاك التّصلب الـمخيف .. تريدين أنْ تعرفي ماهي الزاويه؟!
إليكِ يا صديقتي .. يُحَاصر بخلابةِ الـمنظر، وبعمقِ الحاله، ويسعى لمنعَ نفسه مِنَ الغرقِ، وقد يفعل، وقد يستطيع، لكنه يُدرك مِنَ الدّاخل أنه غرق إلى ما لا نهايه، وأن كُلّ شيء توحد، واندمج في ذاكرته، فيخاف ويبحث عَنْ طوق النّجاه، أوْ دولاب الإنقاذ ليحمي نفسهُ، ستشعرين بجرح وخذلان وقهر، لكنه يؤمن بحتميتك في داخله، وبعلو مكانتك، ويخاف على قَلْبك الصّغير أنْ يُكسر، لأنه يدرك، أنْ لاشيء يصلحُ ندوب حُفرت بيدِ أحبابنا، فينسحب دونما انسحاب، هو معكِ في عرضِ البَحْرِ يعتلي زورقهُ الخشبي الـمهترئ، ويترككِ تسبحينَ أمام ناظريه، يُراقبك بكل حنان بارد، ويُناظر أمواج الغرق، بنظراتِ حقن وإنذار تمنعُ الاقتراب منك..!
أنتِ له بكل حتميه وبكل حب وبكامل حُليّ الفراق..!
الرجالُ يا غريقة، لا ينهونَ القصة إنهم يَتركونها هكذا بلا خاتمة، هم ينظرون للحب- إن وجد - بحتميّه أمّا البقاء فيتخللهُ الـممكن، وبكلّ صدق أُقدّر أنّ قَلْبكِ لا يفهم الغياب ويشتاق ويحترق .. لكن الحب أمر والحياة مع مَنْ نحب أمرٌ آخر، يحتاج الكثير مِنَ البذل والوقت، ومساحة الجواب .. والصبر والرغبة مِنَ الطرفين.
إسألي .. مُعظم الرّجال يُعلنون أنهم أصدقاء جيدون لكنهم عاشقين سيئون ..!
لِـمَ..!؟
افتحي الكتاب عند الصّفحة الخرافية فقرة درب الخيال : يظن الرّجل أنه إذا أحب في حُلّة خفية سينجي قَلْبهُ مِنَ الدّمار، لكنهُ دونَ أنْ يَدري قَدْ فقدَ ما يُحاول حِمايتهُ، وهو قابعٌ في مرحلة الإنكار إلى ما لا نهايه
لا تطلبي النّجده .. سيكون قريبا
تنتظرين فارساً لَنْ يأتي .. لستُ أكتب لأعلمكِ كَيْفَ توقعين به .. بل كَيْفَ تنجين ولا تحتاجي أحدا..!
كيف ..!؟.
كوني حُرّة
- إمرأه بلا قيد تقصدين !؟
- بل إمرأة مليئة بنفسها وبه دونَ ثقل.. !


لست وحدك ..

صباحُ الخيرِ ..لمن لَمْ يجدها، ولمن استيقظَ يبحثُ عنها، ولَمن يقرأها، ولمن ينتظرها، ولمن حباهُ الله بقلوبٍ دافئة تمطره بها ..
صباح الأحْلامِ الحيّة الّتي تقاومُ الذُّبول ..صباحُ الخير ..لمن حبَسوا أحزَانهم وأطلقوا سَراحَ ابتساماتهم لتهبِطَ بمنطادِ الـحَياة على وجوهم الـمكتظة بالألمِ .. !لمن شيدوا في صحراءِ الرُّوحِ خيمةً للصمتِ لمن يتصيدونَ عبيرالأمل ويتأملونَ بِشروقِ الشّمسِ .!
صباحُ الخير ..للمرايا الّتي تَعرفُ عنا أكثر مِمَا يَعرِفُ الـمقربون منا .. !
لتلكِ الجدران الّتي تسمعُ ضجيجَ أفكارنَا ..للنوافذِ الّتي تُحدق بِنَا كالمذنبين بتهمة حيازةِ الـماضيِ وتعاطي الذكرياتِ ..للمخاطرين بالسير على ألغام الواقعِ ..للغائبينَ عَنِ الشُّعورِ بالمتعه ..للاهثين خفيةً لراحة مَا .. لمن فقدوا بعضاً منهم في مكان ما على خارطةِ النّسيانِ .. لمن يرشّونَ السُّكر على أطرافِ أمنياتهم كَيْ يستمروا بالتّمني والانتظار الـمر ..
صباح الأجسادِ الـمتعبةِ الـمتهالكةِ الّتي تنتزعُ الـحَياة أملًا وحقيقةً .. صباح الأحْلامِ الـمحققة بيقينٍ على أرضِ الـحَياة .. فالله معنا .. لكم جميعا.. صباح جُمِعَ فيهِ كُلّ الخير ..

نعم إليك ..!

بينَ سقوطِ الأحْرف وفلتَاتِ اللِسان أيقَنتُ أنني الهَامشُ ولن أكونَ يوماً في حسبانِ أولوياتِكَ أوْ على قائمتَك الطويله ..
جاهدتُ نفسي كثيراً كَيْ أصمت، كَيْ لا أبوح لكَ عما خالجني لكنني أمامَ ممارسةِ الكتابةِ دوماً أضعف ..وتمرضُ مناعتي ..!
استرسلتْ تلك الكلمات تعيثُ في عقلي مرارا، ومرارا، ومرارا... حَتّى أجهشَ الظّلام وخيم على ما تبقى مِنْ يومي .. فمللتُها ولَم تملني..!
رغم كُلّ ما عرفت لَمْ يخبو بقلبي أثير الشّغف، لكن منطقي الـمترصد هو الحاكم هو مَنْ يقررُ الـمواقف وينفذهَا دونَ سُلطةٍ مني، مما جعلني بكل رفض، بكل حزن، أقبلُ اعترافكَ الهارب..
لم أكن يوماً في غفلة، كنتُ دوماً أعلم مَنْ أنَا وكيفَ شكلتني في داخلَك، لكنني اعتقدتُ ببلاهة أنّ الـحَياة تتسعُ لشغفٍ أوْ قَلْب مُرتق كقلبي..!
وها أنا أُعاودُ الكرة، وأجهضُ أي محاولة لتجميد مشاعري لحرقها، لخرقها، لذبحها رغبةً مني بالبقاء..
لكن عتبة الليل، ومرآة الدّقائق، تأخذُ حروفك على محمل الجد .. على محملِ التّنفيذ.. على محملِ الواقع.
لستَ أول الأحْلام الّتي احترقَت، لكنك كنتَ أجملها ولستَ الشّيء الوحيد الّذي رغبتُه يوما، لكنك كُنتَ كُلّ مَا أرغَب .. ولستَ مُلقي الـمعجزات، ولا صانع الـمساحات، أوْ صاحب فانوس علاء الدّين، لكنك كنتَ أفضلَ منهم لدي ..!
فأنتَ الوحيد الّذي نبضَت له الأوردة، وتسارعت لهُ بكل ما أملك مِنْ نضج، وطُفولة، مِنْ طيشٍ وعقل ..
كنتُ أعلم أنّ البقاءَ خيطٌ إلهي ينسجهُ كيفَما يشاء، ويكفيني منك أنك لم تراءِ ، ولَم تهدِني منزلة موبوءة، أوْ هالكةً بالكذبِ.
لقد احتفظتُ بالكثير في داخلي، لأنني عرفت أنّ ما يَجول فيهِ لا يُقرأ صامتاً ولا يُحصد باكراً، وكانَ لا بد مِنْ تلكَ الـمحطات البارده قبلَ معرفتك ..!
ولا بد مِنْ تلكَ الـمحطات الـمظلمة بَعْدَ مغادرتك .. !
طريقي الجديد محفوفٌ بالمخاطرِ وأقسمُ بكَ أنني سَأنهضُ، وَسَأنفضُ عني كُلّ شيء مُستعينَةً بكلماتكَ الصّادقة الوقع، والحزينةَ الـمدلول، الفارغةً مِنْ وجُودي ..
بركاني اتجاهكَ كان دوماً باردا يتلفظ حممهُ مودةً واهتمامًا، والآن وبعدما تعثرتُ بكلماتك سيبقى على مافيه لكن دونَ تقدم، دونَ وجود، دونَ طيف ..كنتُ بلا توقيع وَسَأضحى بلا مرور ..


آلهة الأرض

" تعرّف على ذاتك عندَ حكمك للآخر "
هل حاولتَ يوماً أنْ تكونَ جيشَ نفسكَ الوحيد، تُقاتل على جميع الجبهات ؛ لتذودَ عن حدودِ أُمنياتكَ البسيطة كَيْ لا تُدنسها أيدِي الـحَياة ..!؟
هل حاولتَ أنْ تثأرَ مِنَ الآخرين بِنفسك، وتكتَفي بهيكَلِك الهُلاميّ الفضفاض الّذي حمّلتهُ مَا لا يُحتَمل ..!؟
هل حاولت أنْ تَكونَ بَطلا لكاتب مُخضرم في قصة منشورة، وارتضيتَ بدورِ الكومبارس الصّامت ..لا يَملِكُ مِنْ أمرهِ سوى ورق مجعد، ودقائق محسوبة ترميها على حافةِ يومهِ، لعله يراك ويؤمنُ بكَ ..!؟
هل تقبلت بابتسامة غصة كُلّ ما قيل، كُلّ الهامش الّذي حُصِرتَ به دونما إرادة، فقط لإنكَ أحببت !؟ ..
هل ارتضيتَ يوماً الـمفاهيم والأسماءَ الـمعلقة، واكتسيتَ خيوطَ الألم الـملونة ؛ لترتِقَ ببلاده ثَوبكَ الـممزق.. فلا هي تقي جسدكَ مِنْ صقيعِ الشّتاءِ، ولا مِنْ غضب الصّيف .
هل حاربتكَ مرونتك يوماً حَتّى أثقلتَ كاهليك، ولَم تجد سماءً تَتسِعُ قلبَكَ وتَضمكَ وتَمسَحُ عن عينيكَ لتحميكَ مِنْ نفسك !؟..
هل لُمـمْتَ نفسكَ مِراراً ؛ لإنك غضِبت، لإنك لَمْ تتفهم، لإنك نثَرتَ بسذاجة مَطرك التُّرابي على قُصورَهم اللامعَة ..!
هل انتظرتَ يوماً ضوءَ جهازٍ صغيرٍ يُمازحكَ بغباء، ويعلنُ خلوَ وفاضهُ مِنَ الطاقه، مستغيثا بضميركَ ..!؟
هل كنتَ يوما تحملُ في جيبكَ أعوادَ الثقاب، لتَحرقَ أوجاعَهم متناسيا حجمَ الرّماد الّذي يسكُنك؟!
هل التحقتَ بنادي الـحَياة ؛ لتُصارع ظروفهم وإهمالهم وكلماتِهم، في حلبةِ لَمْ تَعدْ منها يوماً إلا قتيلا !!؟
هل رميتَ كُلّ ما تَملك في حفرة الـموتَى مع ذَلك الطفل، الّذي لفظ أَنفاسَهُ فقط لإنه في يوم مَا أرادَ الـحَياة ..!
هل فكرتَ لوهلةٍ أنْ تختارَ بينَ القُوت والَموت، وبينَ إكسيرِ الـحَياة ومَاء عكرٍ أصفر لا يَروي، ولكن يُبقي رئتهم تتناول الأكسجينَ عنوةً فترتاح .!!
هل حملت عبء حياة ..؟!
الـم تَرى يوماً وعورةَ الطريق الـمنتظر، لكنكَ لستَ إلا أنانيا في الأحْشاء، تريدُ لهم الـمحاولة بأي سبيل ..!؟
أحاولتَ يوماً أنْ تمحو روايةَ مشهد مذل، مِنْ عقولِ وقلوب مَنْ تحبُّهم ؛ خوفا عليهم مِنْ فداحَة الإخراج ..!؟
هل حاولتَ يا صديقي ؟ هل كنتَ يوماً مثلي!!!
انقلاب

رُغم آلافِ النّظرات لَمْ يُصب قَلْبي سِوى سهامكَ، تهافتَت عليّ لتروي ما تبقى مِنْ حياه.. معك ضاعَ الـمنطق والحدود، وجغرافيةِ العلاقات، وتصاميم الفاشنيست، وأبحاث الإيدلوجيين، وتفسير العلماء والشيوخ والرُّهبان.
معك استفتيتُ قَلْبي الّذي رُمي رغما عني، وسُلبَ قِلاعَه،وانهارات صفاراتُ الإنذار والمُراقبة .
فما أنْتَ إلا قميصُ يوسفَ الّذي انتظرته حَتّى مللت، ومعجزةُ الله الـمستنكرة مِنَ الجميع حَتّى مِنْ عقلي .. !!
من أنتَ يا هذا لتُشعِلَ ما أشعلت ولتقربني هكذا كما اقتربت ؟!
من أنتَ وكيف أطفئ لهيبَ الشّرق ببحِر الغرب، وأحصدُ قمحَ الشّمال بقعرِ الـمحيطِ الجنوبي ..!!؟؟
لم تَكُن بدايتَي معكَ اعتيادية، ولَم تكُن ذاكَ الفارس الـمنقذ يوماً، ولَم أبحث عن عينيكَ ..! كنتَ ماراً بكيانٍ قاهر وكاريزما مفروضة، ووجدتك في وجداني تغبُّ مِنْ نهر الوريد، وتنَامُ في حقولِ صفدِ العامرة في ذاكرتي .. !
كنت..عابرًا وبالخطأ امتطيتَ طريقَ عمري وأصبَحْتَ عامراً فيه،
بل أضحى العُمر جزءًا منك لا يكون إلا بك، كُلّ الدّقائق لا تُحسب لأنك لستَ معي ..يا لحسرتي يا لخوفي يا لطيشي وجنوني
كَيْفَ لي أنْ أكونَ لكَ ما تكونَ لي ..!؟
لَمْ أعد امتلكُ شيئًا أقدمُّه لكَ فقلبي مُرتق، وأحلامي نائمَة،و جسدي ممزق .. وأشلائي كبرت ..!
ماذا لدي يفيكَ مَا أشعر ؟!!كم كنتُ أظنّ أني مُترفه الغِنى دُونك،
لكن أمام حضرةِ قَلْبكَ ونبضك الّذي خالجني ..أَضحيتُ فقيرة لا أملكُ حقاً ما يَحفظُ ماءَ وَجهي، ويُشعرني بالرضا عن نفسي وعن هديتي ..
ربما تلكَ الـمسافة وعداد الأيام ينثُر العطر في أنفكَ وتنتفض تورُّطاً وخوفا لتبتَعد .. وربما تبتَعد ..ورغم حجم الولادة والإلتصاق الّذي يعيشني لك، سأفلتُ يداً ولدتُ مِنْ أجلها .. توقفتُ عن حفر قبري بعدمَا عاشتني وعشتها ..
أُدركُ أنّ أقدارنا مُختلفة وأنّ طريقينا متوازيين لا يلتقيان، أدركُ انني لَنْ أكون مدللتك، ولا مِنْ أولوياتك التي تجتهد مِنْ أجلها ..أدركُ أنّ الزمن عاثَ بِكَ، والتهم الكثير، وأن الهموم تزاحمَت في رأسك أُدرك انكَ تخافُني دونَ خوف، وتريدني دونَ بَذل ..
أدرك انك محطتي اللامنتظره، وكفني الّذي باغتني ليذكرني بقيمة الحياة، وبقرب الـموتِ .. أوقنُ أنكَ سَرقتَ عذرية قَلْبي النّاضج بنَفسٍ دفينٍ، استلَ كالسيف، وغرَز بداخِلي..لا أنا قادرة على إخراجهِ، ولا راغبة ببعدهِ خوفًا مِنْ كفنٍ ينتظرني ..!


مَحكمة

ولَم تُبقي بجسدي مكاناً للنزفِ فيهِ ولا مَوضِعَ لإبرة .. سيّدي القاضي لا أحد قام بذلك ..!كنتُ دوماً أنا مَنْ يَحظى بهذا الشّرف ..
ولا أتعلَّم ويعود الله برحمته وإنصافهُ، ينعش ما تبقى مِنْ جديد دونَ ذاكرة، فأعاود الكرة، وأعاود الكرّة .. وأعاود الكرّة ..
سيدي القاضي ..! بكل ما تَملكُ مِنْ ظلمٍ أُحكمنا، أرجوك، أطلب منهم أنْ يُحضروا مقصلتي، أريدُ الاختِناق، أريدُ أنْ ينتهي كُلّ شيء آثرَ ذَبحي مِنْ عُصور ..
سيَدي القاضِي ..كتبتُ وصيةً ..!!أرجوك دَعها في جيبي، ليراها، ويفهمَ ما أُريد فلا يُعاود مُحاولتَه، ولا أَحمِل وِزرَ خُذلانَ نفسي مِنْ جديد ..!
سيدي القاضِي ..!مشهد الجريمة، واعترافي بحوزتك، وهُناك أوراقي الثبوتيه الـمنبوذة منذ الـمهد، وشريطُ الإدانه في جهاز الفيديو ينتظرُ..والكفوفُ في حلقي ..
آسفةٌ بقيَت هُناك لَقَدْ تركوها لقتلِ كلماتي ودفنها ؛ وذبحِ صوتي مِنَ الـمنبعِ ..
سيدي القاضي ..!اليوم قتلت كُلّ ما في داخلي ..و أجهضتُ حَمْلَ الانتظارِ والقلقِ بسعاده مُفرطة، وبين يديكَ مقدرةُ صلبي إلى الأبد، فأطلق الحكم الّذي استحققتُه..
من قالَ أنّ الـحَياة نجاة، هذا بذخٌ وكفرٌ وإهدارٌ للمواردِ الّتي غاليتُم أنتُم بالحفاظ عليها ..أنا الّتي ولدتُ في منفى، وعشتُ بوشم الوطن، وذُبحتُ بقصائد وشعارات رنانه.. عشت عمري دونَ حياة، وعززت روح في الأصل ذُلها، فلا أرضٌ، ولا وطنٌ، ولا منفى، يقبلُ أوْ يرفضُ حضُوري، فأنا دوماً عالقة بينَ حِبر سيادتَكم، وقَرارِ عطوفتكم..
سيّدي القاضي بعدما بدى لكم مِنْ حجمِ الخيانة الطواعية،أطلق حُكمك دونَ رأفة، وأجعلهم مستعدينَ لدثرِ بقايا إمرأه آثرت البوح في زمنِ الصّمت وعلى الوفاء في عهدِ الخذلان وعلى النّضال في زمنِ الاستسلام .. فبعدَ عُمر مِنَ التّفكير .. لا جدوى مِنْ كُلّ شيء !
- ينزلُ القاضي عَنِ الـمنصة صَامتَا يُغادر الشُّهود والحضُور .. وأبقى جالسة بروح تائهة تطلبُ الرّحمة ليُعلَنَ موتي دونما مَوت ..!


رسالة لحنين

كنّا قَدْ مشينا سَويا في طَريقٍ متوازي نَرى ولا نَرى نُلقي التّحية مواربين الوجه ..
الهموم حَقائبٌ ٌسوداء تترامى على اليمين وعلى اليسار، والإحباط، ينهشُ ما ينهش دونَ رحمة أوْ رأفة ..
كنّا قَدْ أتقنا فن اللامبالاه الـمنافق، ذاك الوجه الرّماديّ الشّارد، حيثُ البُرود يرتَدي تضاريسَ الوجه، وحِممم البُركان تتقاذفنا وتستهلك ما تبقى مِنَ الدّاخل حد النّزيف ..
كان الرّماد ينتثر في السماء عبرَ ابتسامة صنعناها للآخرين، وكلماتٍ نلوكها هنا قليلا، وهُناك ننساها ..
فنحن نؤمن بحمق .."أن السُخرية علاجٌ سحريٌ لساحرٍ أبله كرمادِ أشلائنا .. !"
كانت صديقتي تلتقطُ مِنَ الـحَياة كُلّ ما تستطيع، كما نلتقطُ مِنْ حبلِ الـمشيمة كُلّ ما يمكن للنفاذ، وتعطي قدر ما يمكن، ولا تترك لنفسها إلا القليل ..!
في ليلةٍ صافيةٍ تغادر النُّجوم مكانا وتنزلُ في آخر...كنّا قَدْ التقينا...
وجلسنا عند ضفاف نهر الـمريخ، يرتَسِمُ الضوء الفضي على وجوهٍ رمادية تبحث عن دفء .. بين دخان يلهث للهروب منا، ورئتين تستنجدان بآذانٍ صماء ...
التقينا ..... كانَتْ لمعة العينين مِنْ أغرب ما نمتلك وأجمله .. كان الحزن يطوف بِنَا حول كعبة اللامكان يناشد الإله ليرحم أقدارنا الهالكة ..
كيفَ للألسنة الصّامته منذ دهرٍ أنْ تلد مِنْ جديدِ رغبةَ الكلام، رغبة مخاض لَمْ نشهدهُ ربما مِنْ آلافِ العلاقاتِ ..
كيف للأرواح أنْ تألفَ ما تَألف هكذا بِكل بساطة دونَ تعب؟! ونحنُ مَنْ اعتدَنا أنْ ندفعَ ثمنَ كُلّ شيء، متوقعينَ خُلوَّ الوفاض .
الصلاه الّتي كانَتْ تُداعب سجادة حزينه لبكاءٍ لَمْ تعهده بآدميين مِنْ قبل، تعرجت في صعودها لهولِ القبولِ والحب الّذي عم رِحابَ الصّدور مِنْ لاشيء .
عندَ وسادةِ القُرب تحدثنا وتحدثنا، أحياناً بحروفٍ، وأحيانا بصمتٍ يُباهي جمالَ الأحْرف .
في ليلةٍ ما، أصبحَت تِلك الفتاة السمراء أكثر جَمالاً وأقرب وريداً وأقربُ لكلام اللهِ على الأرض، يلفُ ضوءِ عينيها الـمشع بلمسةٍ ساحرةٍ كُلّ الخوف الّذي ركِبَني مِنْ لاشيء..
في ليلة ما، يصبحُ كُلّ شيء محتمل، كُلّ الـم يعلنُ الرّحيل وَجِلاً أمام حداثة مشاعر بتاريخ دهر ..
نحن أصدقاء النّبيّ آدم، وأحفاد إبراهيم، وآمال فرجينيا سارتير، وسيمفونيات بيتهوفن.
كنّا نلملمُ جِراحَ جنودِ فتنام، وأشلاء أطفال هيروشيما، كنّا ننام في حيفا، ونُصبح في يافا، نقبل مهاد البَحْر الابيض، ونخبزُ مناقيش الزعتر في الخليل، ونرتجي الذهول بثبات أمام سهولِ صفد، نحضنُ آلافَ العيون في غزةِ، ونقضمُ سورَ الحِصار بأسنانٍ لبنية غبيّه .
بكل غباءِ الأرض، وبكل عنفوانِ وجَمال .. اجتمعنا لقدرٍ ما.. وقد أدرَكنا ما مس جَنباتِ الرّوح في وهلةِ..و ما قَدْ وجدنا مِنْ كنوز الـحَياة في قَلْب الآخر ..
كانَتْ كُلّ الـمشقّات والظّروف والأهوال تعدُّ عدتها لنلتقي كما التقينا في دائرةِ الـحَياةِ الغريبة ..
أضحَت فجأة كُلّ التّفاصيل، والآمال، والآلام تدغدغ الواقع، وربما بكسرة آثمة، لكننا بَعْدَ عمرٍ مِنَ الـمنفى، وجدنا معا مساحةً مشتركة مِنَ الأمانِ والحياةِ، لَنْ يستطيعَ شيطان آدم وحواء الوصول إليها ..
بكل الحنين الّذي اعتراني قبلَ الـمنفى والغُربة الباردة ... بكل هفواتي، وإنجازاتي، ضعفي وقوتي ... وجدتك !!!
وكيف لإسمكِ الصّارخ الـمنقوش في أوردتي أنْ يغادرَ منزلاً أعد عدتهُ طويلاً لكِ..
انتظرتكُ بكل صبر أيوب، وإيمان يعقوب، وسحر قميص يوسف، وعذاب محمد .. لتَصلي! لتكوني أجمل مما اتخيل ..فالله إن أعطى أدهش !
حنين في كُلّ حرف ينبض فيكِ يزيد دفئي وإيماني، بأن الله أوجد معجزته الثامنه في قَلْبي عندما سكنته وها أنا بَعْدَ فقرٍ عسير، في ليلة إلهية، أجدُ مالَ قارون، وبَحْر يافا، وجوازات سفر لكل الكرة الأرضية، وحضن والدتي، وقاعات الانتظار، ومحطات القطارات، وَسَاعة الزمان الـمخبأة بين يدي بفانوس سحري لا يحتاج مني إلا ذكرِ اسمك ..

صباح آخر ..

في غمرة الأشياء، وأنا مُشبعة بالمسافة، يرتديني الـحَنين، تُذكرني رياح الخوف بموجةِ حانيةٍ رطبةٍ مُشفقةٍلحجم الخطب وهول الـمصاب في قَلْبي ..
في غمرة الأشياء التي استنزفت مني حلماً، دخلت عمري بهيئة ملوكية، وخرجت بهيئة القرصان، استذكرتُ أنني لَمْ أكن يوماً في مكان آخر، فأنا أهلٌ لهذا الـمكان وبكل جدارة ..
و كُلّ ما أصابني لأنني عدتُ الكرّة، وحلمتُ بالحرية واستحدثتُ لقبا جديداً، وغامرتُ مع رفاق الطريق مناضله، إما الشّهادة أوْ حياة كالحياة ؛ عزٌّ حقيقي لا ذلّ مغلف بسُكر وأوراقٍ مبهرجة ..
أدركُ أنني جرّدتُ مِنْ أسلحتي إلى يوم الدّين، وأن محاكمتي العسكرية غير قابله للتّأجيل، وأن الـحَاكم ولجنة التّنفيذ في مؤامرة كونية ضد ما عشتهُ حَتّى وإن كانَ بداخلي على أرضي وبين ذراتِ ترابي..أعلمُ علمَ اليقين الّذي لا تشوبه شائبة أنّ الـحَياة لَنْ ترتدي ثوب العدل .. و أنّ الأرواح والأوطان تتشوّه، وتضيع لسنوات كَيْ تجدَ ما تبحثُ عنه، أوْ تستقرُ وتعرفُ سكانها..لكن الطّريق طويل، ومسافة الذاكرة وتفاصيل الأيام، وفواصل الحكاية تُحملنا مالا نستطيع التّخلي عنهُ فيما بعد، لينصهر بذاتنا يأكُلنا بكل حب وخوف أحياناً، وبكل غلّ وغضب أحايين أخرى .
يجبرنا بغرور أنْ نعود لذلك الطريق ...كل ما حدث قَدْ حدث، ومُرشدنا أضاع إشارات العودة فغابت النّجوم، حَتّى القمر ارتدى ثوبهُ القاني ليعلن ولادة الاربعمئة .. "ولادة الـمستذئبين .."
فجأة وبدون سابق إنذار نخلعُ آدميتنا، وتخرجُ مِنْ أفواهنا أنيابٌ لَمْ نعرفها، ومن تحت جنباتنا أشواكٌ مُشعرة تقتل كُلّ مَنِ اقترب أوْ ابتعد ..لتحل عدالة الليل باسوداده واندهاشه ووحدته .. فنفترس كُلّ ما يمكننا افتراسه حَتّى أنفسنا، ونستيقظ بَعْدَ غياب خيمة الليل بثيابٍ ممزقه دامية، وأيدٍ راجفة، وشعرٍ أشعث موحل، وكؤوس مِنَ النّبيذ القاني ملقاةً عند ضفاف العظام عند هيكلنا القديم نقتربُ مِنْ ضفةِ النّهر لنفرشَ الـماء على وجهٍ لا نراه لعلنا نستذكرُ ما حدث .. لكن الـماء أحدثَ صاعقته، وأعلنَ أننا الـمستذئبون الهاربون مِنْ ظلم الـحَياة، والمنفذين له في آن واحد .. وااااااغربتاه ... !



أنا حُرة ..

في أبجديّة الأحْلام، يحقُ لي ما أريد، فأسابق الأحْصنة، وأقاتل التّتار، وأثأر لموت قيس، وأطبع على ثغركَ قبلة طائشة تحرقُ ما أرادت، ولاتُنهي ما بَدأت به ..
في الأحْلام، تتناسل أفراحي معك، ويصبح اللقاء أبدياً، وشطيرةُ الحب الساخنة تنامُ مخذولة على قارعة قهوتك الصّماء، فعناقي له حدود الـحَياة، وجغرافية الحب لَمْ تعد مُقنعه أوْ كافيه ..
أُسدلتُ عينيَّ على حقيقةٍ لَنْ أقابلها يوماً فها أنا ادغدغُ اذنك بأنفاسي، وأداعبُ عشبَ الأرض بأناملي الـمخمليه بساقيةٍ جارية منبعها ثغرك، ومصبها قَلْب لَنْ يُدمنني يوما أجتَرُّ ذيول خيبتي لتمسك يداك الرّاعشة جسدا مليئًا بالندوب، وتلوك مِنْ شوقها آلاف القصص، آلاف الدّقائق التي لَمْ أعرفها ..
في حلمي غاب الوقت فلم يعد له سلطة الحكم ..! مَنْ قال أنّ النّبض يُقاس بالوقت .. مَنْ قال أنّ الـحَياة لا تجتمعُ مع الـموت ..؟!
تحولت كُلّ كوابيس الهواجس، وتبلّد الـمشاعر في ثوانٍ عند عتبة صوتك وحركة يديك إلى أحلام مبعثرة، ألتهمها صبراً، وحيطة، وصمتاً ..
في حلمي أصرخ بملئ قَلْبي بملئ ترانيم الحياة ..وجدتك ولَم تجدني ..! منذ دهر وأنا أتمرن وأتدرب على دروسِ الحياة، وآثرتُ بكل ما أوتيت مِنْ قوة امتصاصها، لأكتشف خجله.. أنّ أعظم انجازاتي لَمْ أقصدها..وقمة نجاحي لَنْ أشاطرَ بها أذُنًا بشرية ..
في حلمي .. تحدثت لله مكوّن الشّعور ومقلّب الفؤاد، وتسآلت لما عاودني هذا الضعف !..هذا الخفقان ..
في طريقي الواهي لبيت جدتي .. لِـمَ لَمْ تكن الذئاب قاتلة وأبقت على عرش الـحَياة لينتفض بحضورك ..!؟
لِـمَ كُلّ ما أردته يوماً بشدة لا يأتي إلا بَعْدَ قرصنة العمر، وانتهاك الحدود ..
لِـمَ سكنت تلك الرّجفة القاتله، ولبستني بغرور، وآثرت ذبحي صامته مكبّلة فمي ويداي..
في حلمي تضيعُ كُلّ التّساؤلات، وأغبُّ مِنْ عطر أبجديتك ما يروي عروقي العطشى ..
في موتي الـمؤقت حياة ألقاها بكل شغف، وأعيشها بموت مندفع ..في حلمي ارتديتُك وطناً لا يخون، ووردًا لا يذبل، وبرتقالا " توليبيّ " الرّائحة لا يغادرنا لَوْ وددنا ..
في نوبة الإطفاء العقلي، والكهرباء الـمنخفضة تدور أنْتَ مختالاً في سيالاتي العصبيه، وتتآمر معك في متاهاتِ الجسد والروح، كُلّ الغدد، وَكُلّ الهرمونات، وَكُلّ الخلايا، سارقةً خوذةَ قَلْبي الوقائية وحبر قلمي الشّجاع ؛ لتَكسِر عرش الـمواجهة والإنكار، في حقيقة الدّقائق الـميته القادمة، وأنا على قيد شغفي بك، وقيد الـموت الأكيد .!
أفتح عينيَّ.. تعلنُ الشّمس حقيقتها الواهية، ويرفض يومي بكلّ ما أوتي مِنْ قوة أنْ يلفظك منه، فأنتظر الحلم كَيْ ألقاك لعلَّ اليوم، لعل غدا، أسرح بخلاياك كما فعلت، ونصبح بَعْدَ عمر مسروق متساوين الأحْلام والأمنيات، متقاسمين خذلان الدّقائق، ومرارة الـمسافة الـمتعالية،
لعل اليوم، لعل غداً، تقاسمني حِمْل قصتي معك، وتكتب معي سطوراً، تقيني بردَ غربة البعد، وقسوة الزمن .. فهلا نمتَ لتجدني؟!!!!

فضفضة ..

بركان الغضب في داخلي ينتظر كَيْ يتفجر، يحرقُ كُلّ شيء حَتّى نفسه ..قد أدركت سابقاً أنّ العدالة لا تُرافق القدرلكنني لَمْ أُدرك قساوتهُ إلا حينَ التقينا دونَ لقاء ..
عندما قبلتني بابتسامتك، ونمتُ بإدمان أمامَ تجاعيدِ عينيكَ الخجوله، كنتُ أبحثُ كثيراً ولسنين ولَم أجدك ؟!
لِـمَ اليوم !؟ لِـمَ ؟! لِـمَ اجتمعَ في قَلْبي الرّحيل والغياب، لِـمَ ترك الكون كُلّ الـمؤامرات، والدول، والأموال، والمصالح، ولَم يعتق الأمل الأخير .. حَتّى ذاكرتي تآمرت علي، وباتت تردّدُ صوتك كشريط في قَلْبي .. وتلك الصُّور الّتي لَمْ أعشها يوما إلا في حفرة استباحتني، فهنا كنت انت، وهنا انا ..! هنا قبلتي الأولى الـمصوّرة .. وثورتي، وهنا حضنك الدّافئ الـممزوج بليلٍ جميل معطر بِلَيْلَك دمك..
آثرت ذبحي ..! آثرت الانتشار بكلّ خلية مني .. فكيف الرّحيل عنك وقد احتليت ما تبقى وكيف لك بالاكتفاء وأنا التي ودت منحكَ كُلّ شيء؟ .
يا سيدَ البدايات والنهايات، وملك التّناقضات، و سيد الغرورِ والتّواضع ..قبلاتك الساخنه، ولمساتك الثائرة، ورائحتك الـمجون زادتني! حزنا وحنينا !
انظر لعينيّ .. أنا التي لَمْ يعد يبكيها شيء، تهافتت دُموعها لتُطفئ حريقَ الوتين ..
التقينا لنفترق، كلمة لا..وددتُ قولها لكنها الحقيقة .. لَنْ تكون لي ما أردتُ يوماً، ولن أنام وأنا أشعر بأنفاسك عند حافة كتفي تُدغدغ كُلّ ما فيَّ ، وتشعلني، وتطفئني كما تشاءلن أنظر لعينيك يوماً، وأنت تتمدد وتشاطرني ضحكة، أوْ فنجان قهوة، أوْ بَحْر ..لن تلامس أناملك أوتاري، ولن تعزف على آلتي .. لَنْ تشاطرني رمل البَحْر، وأحاديثاً بلهاء، لا نعرف لِـمَ طرحناها أصلًا .
قدري أنْ أبحث عن وطن أسكنه، لأعثر على وطن يسكنني !! قدري أنْ أولد في منفى، وأعيش في منفى، وأموت في منفى ..وكأنني رحلت كُلّ هذه الـمسافة لأجدك، وتتوه نفسي ..
يا صاحب اللحية الـمغرورة، كنت آمل أنْ تجمعني معك لحظات أمل، وتمرد، وجنون، وضياع، وثورة، كنتُ أبحثُ فيك عَنِ الـحَياة الّتي فقدتها،كنت أودّ أنْ أُشاركك انتفاضة على أرضي وأرضك،كنت أودّ أنْ أدفن في ترابها.. ويداك تقبل آخر الذرات مودّعة لي، كنتُ وكنتُ !! كنت أودّ أنْ أرى منزلك هناك، وذلك الزقاق، ومدرستك، الّتي حضنتك، وفتياتك اللاتي تصورتهن بغرور خبيث.. كنت أبحثُ عن مسكّن للألم الّذي عشتُه لسنينٍ، كنتُ أبحثُ فيكَ لأجدهُ قَدْ رحل منذ زمن، وامتلكهُ آخرون.
حتّى الكلمات الـمعلنة، والابتسامات الخجلة، واللمسة البريئة أخاف منها ..ومنك ..!!أنا القوية التي لا تحب التّجزأ، لا تعرف الخيانه، ولا تنام على وهن مارستُ كُلّ شيء دونَ شيء !
أتدري؟ لقد أسرتَ ما بي مِنْ أول وهلة، عند أول محطة صوت .. عرفتُ فوراً ما أنا مقبلة عليه ! ولذلك كنتُ أقاتل كَيْ لا أغرق، ولا أبوح، ولا أعيش ..رغم حاجتي للموت الطوعي معك .. وعدم حاجتك ..
قدري أنْ أجد وطني دوماُ محتلًّا، ومنفاي مسروقًا ، والطريق بينهما واهٍ ..لا آراه.. أنتَ الصّديق .. والعدو !وأنا الحدود التي فصلتْ بينهُما بِود.. تحاملتْ كلماتي وقررت الـموت على السطور .. هي ليست للبوح، وإنما للدفن..
وداعا يا ميناءً أردته بكل بشغف، وبكلّ شهوة، وبكل أمل، بكل رغبة ...

مرآة..

غرقتُ في "التّرعةِ" لهول الحزن الّذي يجتاحني دوماً، لِـمَ تتوسدني نبضات الخذلان وترسمني أنّات لا أعرفُ لها سببًا ، كلما ناظرت وجهك الحالم، يخيّل لي أنك القاتل الهارب مِنَ العداله، والحبيب الـمغتر بخنجره الصّامت، وكلما أدرت ظهري سارعَ لطعني..كانَتْ الإشاراتُ تحكي قصتي معك منذ البدايه، تلوك قصتي ببلاهة، لكني لَمْ أكن تعلمت فن الإشارةِ بعد .
كانَتْ نظراتُك تُخبرني عن كَمْ الأنانية الّذي شَرَبتهُ، وعنِ الغرور الّذي صوّر لك أنني لا أفهم، ولا أعرف ولا أفكر ولا .. والّذي زاد غضبي، وقتلَ بي ما قتَل ..كيف لي أنْ أخلع تفكيري كلما أردت، وأضع بيدي عصبونة سوداء، عند حقيقة كنتُ قَدْ رأيتها ..هل أحببتني ؟! هل أحببتني يوما ؟!
بدأتُ أسمحُ للحقيقةِ بالظّهور، كُلّ ما في الأمر لَقَدْ أحببتَ الصُّورة التي رسمناها في غفلةٍ مِنَ الواقع، وغاليت بالتّكذيبِ حَتّى اعتقدتَ أننا أبديين ..دوماً .. ليس وجودي الـمهم، بل وديعة الإمتلاك .. ليس الحب الّذي ادّعيت، وإنما غرورك وصورتك التي لا تمازح بها ..
كتبتُ لكَ كثيراً عَلّني أنقذُ ما تبقى لكن للأسف، عرفتُ مراراً أنك لا تقرأ ولا تُصغي ولا تريدُ حَتّى أنْ تَفهم ، تحادثني بأنامِلك الـمغرورة، والمسافاتُ تَفصلُ بيننا، على أملٍ لا وجودَ لهُ..
أأصدقك القول ..؟!!لقد توقفتُ منذ دهرٍ عن ملاحقةِ حقوقي معكَ، ولم تعدْ تعني لي الـمدن الّتي تَحتلُّها ببلاهة سكانها، ولم تعد الـمياه الّتي تفصلُ قواعد محمياتنا، وترصدُ زوارقنا، ترأفُ بألسنةِ القلبِ الرّمادية، فلا الزوارق، ولا الـمدن، ولا الانتصارات تعيد مجد قائد خائن لقلبه أمام شيخوخته الضميرية.
عندما رأيتك اعترى نظراتُكَ شيءٌ مِنَ البرود، شيءٌ مِنَ السطحية، شيءٌ مِنَ الحقيقة الّتي ماهيتُ نفسي كَيْ لا أعترفَ لها ..قرأتُ كثيرا رسائلك إليهم، وكلماتك ..قرأت كثيرا ما جاهَدْتُ نفسي - يوماً ما- كَيْ يكونَ لي .. لستَ لي ولا لهم ...إنما لك ..!
قرأت كثيراً ..كيف كانَتْ أيامك في غيابي، وكيف كانَتْ الأعاصيرُ التي تقلب حياتي، تشعل نيران الحميمة معهم .. عرفت مراراً أنّ حزني رداءً أحمرًا يعلنُ نزفي، ويطالبُ إحدى الـمرأتين اللاتي يسكنّني بالنجاه ..!
بكل لغات العالم التي دفنت مع غبار التّاريخ، واللغات التي يركبونها، واللغات التي ينتظرون الإبحار بها، بكل الـموروثات، والدمار الّذي أمسى بي، أعلن تقهقري وتلاشيِّ .

خريطة ..

عندما تتبلدُ الـمشاعر خُذلاناً وقهراً، تتحولُ عضلة القلب لآلة هندسية وميكانيكية مهترئه، عفى عليها الزمن، وتصبح أعظم مهمه لها، إبقاء أطرافك الـمرتعشه على قيد الدّفء، على قيد الصّحة . فما بك..!، توقف !لا تنتظر مِنْ أحد عناقاً، تسليةً ومؤانسة في وحدتك، فَلو يوماً ما وجِدَ، لما كان هذا حالك، وما كنتَ وصلت بَعْدَ سباق العمر مفلساً عطشاً، حيث وقاحة الـمكان وجفافه ..!حيث الأبيض والأسود يتماهيان ، والحب واللامبالاة يتصالحان على فكرة النّفاذِ، في هذهِ الـمرحلةِ، وبعدَ مئاتِ الدّقائق، يبدأ عقلكَ الـمعتقل بالتّمرُّد على عرشهِم فلا حُكم لهم بَعْدَ إعلان الإطاحه، هاهي الـمشنقةُ والأحلام والمشاعُر والعشم، جميُعها تشهد على ما فيه أنتْ، لا تقاومْ واستسلمْ، فالنضج أنْ تتحمل مسؤولية ما أنْتَ عليه اليوم، بكامل الشّغف الّذي اعتنقته في قضيتهم، وبكامل الألم والخوف الّذي ولدت بهما ..


حقيقة خيالية ..
عندما ترتدي خيباتنا ثوب العيد ..!

كانَ صعباً أنْ أُعلّقَ صمتي، وأرتدي ابتسامتي، وأبادلهم أحاديثاً عميقه بسطحية خبيثه.
كان مستحيلاً أنْ تمضي الأيام، دونَ لقاء دافئ حَتّى عبرَ كلماتٍ إلكترونية.
كانَتْ أخبارهم الإعتياديه، وتقلبات أمزجتهم، كافيه لري ظمأ ذاك الشّغف .
كنتُ آراهم يتكاثرون داخلي على قلتهم، ويتناسلونَ أوردةً كنتُ أشربُ قصصهم بكل حبّ، وأصدّق أحرفهم وأرتديها سترةَ حمايةٍ مِنَ الغرباءِ ..اتكأُ على الأمل، وأعهدُ بظهري مكشوفاً دونَ تفكير، راميةً غطاء العمر، ومتناسية كُلّ الدّروس الّتي دفعتُ ثمنها غالياً .. كانَ صعباً بَعْدَ كُلّ هذا الودّ، أنْ أكرّس حواسي لإلتهامِ زلاتهم، وأغض الطرف عن خداعِهم وكذبِهم .. كانَ صعباً حَتّى اعتدته !
وعندما جلى الليل ركبهُ، أصبَحْتُ استمتع بكشفهم أمام نفسي، وأتأمل هلامية أقوالهم، وثقتهم الـمطلقة بغبائي الـمصطنع ..
كل تلكِ الخيبات جعلتْ مني مخلوقاً يبحث عَنِ النّجاة بنفسه مِنَ الدّاخل، كُلّ تلكِ القبلات الكلامية، والأشواق الـمهترئة، خاطت مِنْ لحني عزفا منفردا أقدّرهُ وأنتَقيه، كُلّ تلكِ الـمجاملات الـملفقة، والجمل الزائفة، عبرتني لأعبرَ ماهية الصّمت الـمقدس، عندما تمتلك كُلّ شيء، وتحفظ كُلّ خطوه عن ظهر قَلْب، لكن لا تتحدث، ولا تراعي بصمتك وجلهم أوْ مشاعرهم، بل ترتديه فرحاً بكل رضا، كلعبةٍ قطنيةٍ مُمَزقة في يدِ طفلٍ وحيد، في غابة غير مأهولة ..يوماً ما، كانَتْ هبةُ السماءِ له، فأصبحتْ قشتهُ الـمنقذة مِنْ غرقٍ ظنّ أنهُ حقيقه

الدائرة السوداء ..

بمرور الصّفعات، ستتعلم التّجاوز، ستتعلم أنْ تمضي بجانب الألم ساخراً، ستعرف أنّ جراحكَ مفتوحة لكنها لَمْ تعد تؤلمك، ولم يعد إنهاء الألم يعنيك .
ستظن أنك قادر على الـمضي، وأن الضحكات الـمرسومة هي حقيقة
أما الحقيقة ( أنْتَ حوّلت الألم لمعاناة ) .
عندما تسخر مِنَ الألم، ولاتحياهُ حد التُّخمة وتقذفهُ دونَ عودة، أنْتَ بكل بساطة تدفنُ آلامكَ لتحولها لفيروس أوْ سرطان، ينتشرُ فيك، يقتاتُ مِنْ طاقتك الباقية، ويمنعُ ظهورَ السعادة في لحظة ما، لصورة ما، أوْ لذكرى، يَشْربُ مِنْ صورك، ويستدعي جيشه كاملاً مِنَ الـماضي، ويحاصُر قلعتكَ، يمنعُ عنك الـموارد، ويغلقُ الـمنافذ، ويرمي بشائعة الانهزام بين جنودك ( العقل والعاطفة ) ، ويسرقُ عتادك رويدا رويدا، لديهِ الكثير مِنَ الوقت، الّذي خسرتَهُ أنْتَ ..
ينتظر إعلان إفلاسك وجفافك وقهرك واستسلامك، ثم يرتدي ثوب التّخفي فتُصبح مستسلماً، لجيش لا يُرى، مذلولا لأفكار لا تعرف مصدرها، فيقتلك الذنب، وتصبح كُلّ الكوارث مِنْ فعلتك
تبحث وتبحث لتجد عزيمتك .. خارجا..!!!
متناسيًا فعلتكَ القديمة، وآلافَ الـمواقف، والخبرات الـمدفونة الّتي شكلتْ ذلك الوحش ..!
لَقَدْ بحثتَ عنهُ في كُلّ مكان، إلا نفسك الّتي خسرتَها للتَو ..

هزة شرعية ..

تنتابنا الحيرة أمام عطاءات النّضوج..فتُقلبُ الـموازين.. وتُغيّرُ الـمعاني وتضربُ الـمعتقدات..و تُمهدُ الـمستحيلات..وتزلزلُ البديهيات، تُعيدنا للبدايات، عند نقطه النّهاية وترمينا في بَحْرٍ مِنَ التّفاصيل
وتلطمنا أمواج الـمواقف جيئة وذهاباً فما كان فيه نجانا في الزمن الغابرأصبح اليوم آلة هلاكناوما كان يسعدنا أضحى يتعبنا..!
وما كُنّا نعهده لقلوبهم طواعيةً، أمسَى حقًّا منزلًا فكلما أمتطينا العمر امتطانا..!وأحرقَ منَ السنينِ ما أراد ..ورسمَ بالرمادِ كلمةً واحدة... حياة فأصبحتْ حجتهُم الواهية وحجتنا السلسة للهروبِ، مِنْ محكمةِ النُّضوجِ ..فلا قاضي أقسَى على الانسانِ مِنْ نفسهِ إنْ حَكمَ .

حرية

لا تمنح حقدك لأحد فالحقد أعظم هدية لعدوك، امتلئ بالحب، بالعطاء، بالصمت، والتّأمل، اعتزل كُلّ مَنْ يبادلك بذورا فاسدة، تحرر مِنْ كُلّ شيء حَتّى مِنْ أحلامك، لا تكن أسيرا لها حَتّى تستطيع تقبل الواقع والتّعامل معه بمرونه، لا تحارب طواحين الهواء، ولا تسعى خلف كشف النّفاق، دع لهم كُلّ ما أرادوا، ستمنحهم مِنَ بريقك إن فعلت وَسَيتفقون على هدر أيامك دونَ وجه حق .
فالحب والمسامحة والأمل حق لروحك، ستبقيك على قيد الأمل والحياة، وتلهمك طرقا جديدة وممتعة للصمود .
كن قويا بكل ضعف وضعيفا بكل قوة، كن بشريا، فالسفن خلقت للإبحار، لا تبحث عن مرسى، ولا تمتهن الانتظار .
الأمان ينبع مِنْ وجود مَنْ يحبك، ومن تفانيك في بناء ذاتك، أمّا الاستقرار السطحي خدعة، تبعثُ على الرّكود والكسل


نحن وعجلةُ الزمن

التّسرع هو كُلّ ما نُتقنه وما نفعله، حَتّى بتنا نملُّ انتظار الحيوانات كَيْ تنمو فأضحينا نزف لها حُقَنًا كيماوية كَيْ تشيخ مِنَ الـحَياة باكراً، حَتّى الزمن بالغنا في تعاطينا معه حَتّى تضخم لنعيش كُلّ شيء ما عداه ..
فقدنا الإحْساسَ به وإدراكه على حالته الفطرية، وناصرنا أنفسنا على أخطاءها، وبالغنا حَتّى أمست تلال الأخطاء تنذر الـمستقبل الـمجهول
الّذي لَمْ نعدْ ننظُر لهُ، فنحن لا نعيشه ولا نعيشُ الحاضر، نغرقُ الـماضي، بل والماضي السحيق لا كما حدث فقط بل كنّا كما تمنيناه أنْ يكون، مجرداً مِنَ الأخطاء، مليئًا بالأمل الـمسروق ..
نحن غارقون بقوة، ببلادةِ الإستعصاء والفهم لما يحدث ولسرعته، نشربُ قهوة الخوف صباحاً مع كُلّ جريدة، وأمام الرّائي وخلفَ الباب، وعند كُلّ وسادة ..
والاستقرار الحق هو نضوجُ الفكر، واحترام خبراتك الـمؤلمة التي شكلتك على هيئتك الجميلة هذه ..
نعم نحنُ أجملُ بندوبنا، وأقوى بقلوبنا، وأسرع في تخطّي تحدياتنا لإننا ندرك أنْ كُلّ شيء زائل مهما صَغُر أوْ كبُر ..
فلسفة ..

سألني مراوغاً
ـ هل تفكرينَ بي !؟
راودته بإبتسامة، لا تُرى وغمرتُ عيني بالحائط الأبيض..
ـ نعم ..! بل دوماً ..أنتَ لا تغادرني إلا عندَ الأحْلام .. !!!
حبسَ نَفسه الثقيل ولفظهُ جبلاً مِنَ التّنهيدات .. !
ـ ألا تذكريني قطْ في أحلامك !؟
ناهضتُ طبيعتي الـمزاجية وبلعتُ غصّاتي .. وقصصتُ ثوب الصّمت العاري .. "حقيقةُ الأحْلام .. كوابيس، تلك التي نراها ونحن نصف موتى هي أضغاثٌ أوْ أجزاءٌ مِنْ سرابٍ حقيقي قَدْ يكون، بينما أحلامنا الّتي نتمناها .. تلك الّتي نناديها بكل شَغف، ونذكرها دفعةً واحدةً، ولا نستطيعُ تهجأتها .. " قبل النّوم " تلكَ الّتي لا تشوبها شائبة، وتمنعنا مِنَ النّوم مهما باغتناه عنوة، فتقتلهُ..وترديه.. أنْتَ ذاكَ الحلم الّذي يمنعني ليلاً مِنَ النّوم ..أيكفيكَ !؟


عُقد..

كانتْ تبحث دوماً عندما تنظرُ إليهِ عن والدها وعندما تعانق أناملها مسامه كانَتْ تنشد الطمأنينه والأمان، فلطالما حُرمت منهماكان لها أبًا ..أو أرادته .. ولكنه أعتزل الدّور بَعْدَ نَيف مِنَ السنين ليقتص منها عند كُلّ فاصلة مِنْ حياتها ما أقساها الـحَياة !كان الجهد مضاعفًا
تنشدُ الأب والزوج والصديق والحبيب..ونسيت ما أرادوا أوْ ما استطاعوا ..

تضاد..

أن تكونَ على قيدِ الشّيء لا الشّيءِ نفسهُ مسألةٌ أٌخرى تَحتَاجُ مَنكَ للتّفكير، كأن تَكون مواطناً بِلا وطن أوْ حبيبا بلا حبّ أوْ على قيدِ الأيّام دونَ أنْ تحياها.. تلك مأساة استنزفت روحكَ، وآنَ لها أنْ تنتهي .. !


هي ..

كانت دوماً تقول أنها تُحبُّ الأزرق !فهي سماءٌ بلا حد، وبَحْرٌ بلا قَاع، وبحيرة خرافية التّكوين، ونهر ينام في فضاء العقول ..
كانت تحب الأزرق .. ولا تحب الحواجز والأطر يغرق وجهها بلا قشة نجاة، في قَلْب مَنْ أحبها ..

اعتراف

ومشيتُ أخيراً نَحوَ هاويةِ اعترافي وارتديتُ الخيبه بكلّ رِضا، فبعدَ سنينَ مرت كالدقائق وآلافَ مِنَ الصُّورِ والأمنياتِ فهمتُ كَيْفَ يتجزأ القلبُ ويتكسر بصمتِ وكيفَ يَغزو الألم الرُّوحَ بصوتٍ مدوٍّ تُصمُّ آذانَ البشر عنهُ ..خَسارتِي أنك هَاويتِي وقمتي الّتي لَمْ أعشها إلا عندَ الألمِ .



غدا ..

إن قـلّبتَ كتاب العمر بعدي واستعرَضتَ سنوات طيشِكَ الهزلية، الـمزاجية ..ومراحل نُضجكَ..وصديقاتكَ..و حليلاتكَ..فتذكر أنّي أحببتك كوطني !كأرضي..كآخر قطرة مَاء ..!كنقطة النُّور الأخيره في الظّلماء..!

ربما ..

ربما لأني نظرتُ لكَ بعينِ اليقينِ لا بالعينِ الـمجردة، لَمْ أَرى مساحةً لبرودِ الـمشاعرِ والخذلانِ ..
حَتّى صوتَ ظنوني الّتي كانَتْ تنازعني في صوتَك اقتلعتُها مِنْ رأسي وخطوتُ نحوكَ بكلّي، ولم أدّخر شيئاً متناسية أنّ الـحَياة فصولٌ ولا شيء يقيني مِنْ صقيعِ شتائك
لم أحظ بخطة بديلة ولا بقارب انقاذ احتياطي .. حَتّى صوتُك الّذي سكن رأسي متمرداً غاب متآمراً معَ رعدِ الـمسافة فربما اليقين كانَ مشكلتِي وربما أنا بِكلي ..!
حياة..

كانت الحرائقُ في دمي تستغيثُ بكل الـماكثين في القلبِ، لكنهم بلامبالاة ظنوا أنّ الدُّخان الـمتصاعِد لهيبٌ مِنَ الأشواق الـمندثرة خلفَ الرّماد ..
وهم لا يدرون أنني أتلاشى..فلم يُعيروا نظراتي الـمشوشة اهتماماً،ولَم يلمِسوا سُخونةَ جبهةِ الأملِ، ولَم يناموا عندَ ضفةِ الشّريان الثائرة ..
هم لَمْ ينتبهوا وأنا لَمْ أَصرخ !فامرأه مثلي يُغريها الـموت عن حياةٍ بلا جَدوى.

غريقُ البعد

غارق أنا دونَ أي سطح مائي أُنادي وأصرخُ عالياً ..و أمدُّ يدي حد السماء .. وأغتصب الفضاء والكواكب تضحكُ مقهقِهةً.
كان أثمن ما أطُلبه الإحْتواء لكنَّ الأماني في سوق النّخاسة غاليه
فكُن ما شئت .. فأنا الغريق دونَ ماء وأنتَ ماء دونما إرادة ..

حقيقة ..

نحن مِنْ طينة السقوط فكلما آثرت الحياه إسقاطنا ..دفعتنا الفطرة للوقوف بكامل نبضنا.. فكل عثراتنا، وضعفنا، تمتزج بجذور لا تشيب تروي العطش في ذروة الإحْتياج..!

ومن يدري ؟ ..

أحياناً، تكمنُ الشّجاعةُ في الإنسحابِ لا في الاستمرارِ كنْ غارقاً بكاملِ إرادتك وإن لَمْ يحتويك ذلك البَحْر على اتّساعهِ اختر ميناءً ترسو إليه لا يتغير مع الفصول، والأيام، والأوراق النّقدية ولا يُثقلك بالتّمني فأكثر الأشياء ضراوة تِلك الّتي نتمناها بلا أمل ..

سطر

حياة وَسَطر ..كتبهُ شخص لا يُهزم..فهزمني مرتين..!

ممنوع الاقتراب

احذروا مِنْ عابري القلوب ومخدري العقول ..!أولئك الذين يَشْربون مِنْ بئر القلب، ثم يبصقون فيه ..ويفجرون ينابيع الـمشاعر ويهملون إرشادها الطريق ..لا تغرنّكم عشرة الأيّام أوْ السنين، فهم إنْ اكتفوا اختفوا .. !!

وللقتل طرق ..

كانت صديقتي تحبُّ الورود، كان يجب أنْ أذكر مقوله : "المرء على دين خليله "..!فكما الورد ذبل، واختفى عبقه هي فعلت ..

زاوية الانتظار

أعلّق أحلامي على حافة الغيم إن هطلت كان الغيث ..وإن بقيت كانَتْ سحابة أظلتني ..

حظ ..

قالت لي العرافه يوماً .. ( الطينه مو لهي العجينه) ذللتُ طرفَ ثوبي خجلة، وكلّي سُخرية..! وتناولتُ طريقَ العودة دونَ رجعة ..دارتْ الأيام، وصدق رسولي .. حينما قال "كذب الـمنجمون ولو صدقوا "
فكنتَ كذبتها الصّادقه الوحيده الّتي عَرفتها، ورحلتي الصّادقه بكل كذب ..!

ألم ..

الشعور باللامبالاة أوْ التّبلد ليس دليلا على الزهد هو دليل على أنك زاحمت عتبة الألم بالوجع حَتّى أصبت بالخدر ..أنت لست بلاشعور بل ممتلئ به حد الفيضان ..

خلاصة

في الحقيقة كلما كان استياؤك أكبر كانَتْ أمراضك أكثر ..!
الطاقة الـمعدية ..

أن تمتلك الطاقة الإيجابية وتصدرها للآخرين ثروة إنسانية حقيقية لا تقدر بثمن،و لا تنضب إن رشدنا الأفكار ..


على الهامش

طال الوجع أما حان له أنْ يغيب، هاهو قَلْبي يمنُّ بشيب لا حنة له سقطت مِنْ عيني وكأنك لَمْ تكن، وَسَقط قَلْبي معك كأني دونك يوما لَمْ أكن ...!
غرور

بعض العقول تعتقد أنّ الإعْتذار لغة الضعفاء، رغم أنه يجمع لياقة العقل ومرونة النّفس ولباقة اللسان واحترام الرّوح، فإن كان الإعْتذار صعب على نفسك يا صديقي لا تكن بشرياً ولا تخطئ

نعيم مطرود

كلما عرفنا أكثر زاد الألم وقل الخوف وعلمنا أننا لا نعلم ..!

قصة قصيرة ..

كل شيء يحتاج لعناق لإهتمام وحب ليعود حيّا أوْ مأهولا ..فلا تبخلوا عليهم بكلمة صباحية، أوْ قبلة مباغتة أوْ ابتسامة لافته، أوْ فنجان قهوة ساخن على أنغام الشّمس الخجولة ..

أنت لست وحدك ..

تعلمت بالطريقة الصّعبة أنّ أهم قاعدة للنجاح في التّعامل مع الشّدائد، أنْ تَجد مَنْ يقولُ لكَ هذهِ العبارة ولو صوتاً يحبو في خيالك ( أنْتَ لستَ وَحدك ) تمسكوا جيداً بهم فهم الجذور الّتي لا تُحتل .. والوطن الّذي لا يُسلب .

العلّة..

الغرباء يمثلون عدم الإصغاء لكنهم يتعمدونه و الأصدقاء يمثلون الإصغاء لكنهم يتجنبونه و زُهد الانسان فيما يملك يا صديقتي هو العلة ...!

في عالمي ..

تختلف التّفاصيل وتتبعثر الـمفاهيم ..فبعض الوجوه تنبض وبعض العقول تحب، وبعض الأسماء تقتل حَتّى قَلْبي تنكر لي وخلعني يركض ..!!
غيرة ..

أتريد أنْ تعرف كَيْفَ تتمّ صناعة الأسلحة النّووية وكيف اليورانيوم يلعب دور الساحر ..كلمة السرّ ..أذكر أسم إمرأة أخرى أمامي ..!



النهاية ..

للروابط نهايات مختلفة ..فمنها تنتهي ونحن ننتظر الخاتمة ..!و منها تنتهي فجأة لكن لا يهمنا أمرها ..!ومنها تنتهي فنتعب قليلاً ومنها تنتهي .. فتؤلمنا الذكريات نبضاً ..!ومنّها تنتهي فننتهي معها ..!

ملاحظة ..

لا حيلة لك في حزن امرأة ترمي كُلّ ما مر بها في ضحكة وَسَجدة .


إرشادات مرورية ..

عمق العلاقات هي القدرة على إذابة الحواجز مع الحفاظ على الخصوصية، وتقبل التّغيير دونَ انتظاره وإدراك الفرق بين العطاء الإيجابي والتّضحية القاتلة ..هي تلاقي الهالات الأثيرية دونَ حد الابتلاع ..!
رسالة

إلى كُلّ الذين تركوا مخلفات في قلوبنا
هل أعجبتكم النُّزهة ؟هي تذكرتكم للخروج منا وتذكرتنا الجديدة للحياة ..؟!

احتضار

حتى البَحْر لَمْ ينجو مِنْ خبْث الأفعى وهو يلقي الزبد الأبيض متكاسلاً مُتأوهاً بأصدائه على اليابسةِ يعلنُ وفاتهُ بلدغةِ صديق ..!

بسيطة ..

لا توهم نفسك غلواً في قدرها، لَمْ تكن سوى بضع سنتات مِنَ الأمل ضاعت مِنْ رحلة ديزني لاند ..!



فقاعة الـم ..

يقولون أنّ الحزن هو الوحيد الّذي يبدأ كبيراً ثم يَصغُر ..!حقيقة الأمر .. أننا أجزاء مِنْ سلاسل مفخخة، ما أنْ يغتال الحزن أحد حلقاته، حَتّى تتداعى كثورة بركانية، نكمل الـمسيرة بآلام كبيرة وشعور أقل، ومثالية مشبوهة، مرتقة قانعاً بالنقص الّذي يرتديك كجلدك الـمشوه مِنَ الجروح والحروق ..

درس ..

علمتني سياط الحنين أنْ أرفق بتلك العضلة الـمهترئة بين أضلعي، فلا أمنح سنامها جواز البقاء ووعاء الإحْتواء، علمتني أنْ أبتعد عن هضم السكريّات بكميّات كبيرة تضر بمناعة الرّوح في مواجهة الصّفعات مستقبلاً، وأنْ أتجنب رش الـملح على شروخ آيلة للتّعري أمام غمامة الوجع، علمتني أنْ أخلع أفكاري أمامَ قداسة الصّمود وأستبسل بغزلِ الرّضا ليقيني مِنْ صقيع الضعف .


أشباه..

عندما يكون لك شبه دولة ستكون شبه مواطن وشبه لاجئ وشبه انسان ..و شبه ميت وشبه حي ..ستكون كُلّ شيء إلا ما تُريد ..!

دعاء

ابتلاع الظُّلم والقهر مؤلم جداً، لا سامح الله مَنْ تعمده .

و نقطة ..

لقد أهدرتُ خواطراً كثيرة لأكتشف فقط مدى موتي ..!

لا تَنتظر

عندما تحاول عبوري كسُلم لا تَنتظر منّي إلا خُذلانا ..

بلوك

لو أننا نملك خاصية "البلوك" في حياتنا حقا لاختصرنا على أنفسنا الكثير مِنَ الوجع !

زمن صالح للقتل ..

نجلس على طاولة مستديرة ..نرمي الـمنطق الـمتعب والصوت الـمسجون ونعطي التّفكير هُدنة ننظر لبعض بكل بدائيّة نُردي نظراتنا برصاص الخيبة إنه زمن صالح للقتل ..!

خسارة اكسترا

اعتقدتُ أنّ التّبرير وسيلتنا للشرح لمسح الغَمامة وإيضاح الصّورة ..
كالممحاة نزيل سوء الفهم و لكنْ، فهمتُ متأخرة ..بأنهُ طريقتهم في التّوقيع لسوء الفهم ولنُصبح في نظر أنفسنا أقلّ بكثير، وبخسارة مزدوجة .

هروبه الأول ..

أهدته كلماتها، وغلفت ثقتها، وانتظرت ردّه ..وكتبت متلهّفة ..
ـ ما رأيك ؟
ينتظُرُ سنيناً مِنَ اللحظات، "يحتاج الرّدّ لكتب "تبتسمُ وتستطرد
ـ هل أعجبك ؟ " تحتاج لجملة، لكلمة، لتّنهيدة "يُرسل لها بالخطأ أُمنياته الـمسائية، ويَشخُر ..!.

عندَ الشّدة

هناك أشياء إنْ حاججتَها حاجَجتْكَ و أشياء إنْ حاججتَها ضرتَك وأشياء إنْ حاججتَها خسرتَ لفرطِ ما وددتَ أنْ تربحَ ..وأشياء إنْ حاججتَها عرِفتَ منْ هُمْ أصدقاؤك .



تصفية حساب :

أرجو ارسال باقي الحساب على العنوان الـمذكور في الأعلى ..
أنا : مَنْ هذا؟ ولمَ تضع اسمي ؟
هو : أرسلُ للزمن ووضعتُ عنوانَ وجودي..فأنتِ الـمكان والنُّخاع الشّوكيّ والقلب ومهدي ولحدي ..

العطاء

أنْ تعطي عندما لا تملك أنْ تعطي مما تريد وتحب أنْ تعطي وقت الإحْتياج ..

رأي

لا أحبّذ كتابة رواية أعتقد أنّ الـحَياة طويلة وأكثر مما يجب !


سؤال

ما العبرة .. الأسرة البيضاء، والجدران البيضاء، والأغطية البيضاء، واللّباس الأبيض للجميع، ما العبرة في اللون الأبيض تحديدا ..!كلما دخلت الـمشفى يلوّح لي الـموت والكفن أي قطعة مِنْ حولي .

وسؤال

هل أيقظك الحنين مِنْ نومك ذات ليلة فاستيقظتَ مفزوعاً لا شيء مِنْ حولك سوى الفراغ فاستسلمتَ لأنينك ودخلتَ في نوبةِ بُكاء لا انتهاء لها؟ أهلا بك في روتيني !؟

بشارة

قرأتُ يوما أنّ الدّماغ يحتاج إلى مئتيّ يوم للتّخلص مِنَ الألم العاطفي
بُشرى سارة ..
إذاً وبعد حسبة بسيطة لَنْ تشعر بشيء بقرابة السبعين، وعندها تصاب بالزهايمر !




المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
أكاديمية الفينيق للأدب العربي

امرأة من ماء وطين ـ رهف محي الدين
المادة محمية بموجب حقوق المؤلف عضو تجمع أكاديميّة الفينيق لحماية الحقوق الابداعية
رقم الايداع : ر.م/ 01 / 2019
تاريخ الايداع : 40 - 05 - 2013








  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط