(خـُـويط ألرُّوحْ ـ احمد القيسي/ رقم الايداع :أ.ق / 16 / 2017) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)       :: مناصرة من خلايا مشاعري (آخر رد :غلام الله بن صالح)       :: رسالة إلى جيش العدوّ المقهور (آخر رد :نفيسة التريكي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ 📜 ▆ 📜 دار العنقاء 📜 ▆ 📜 ▂ > 🔰 سجلات الايداع>>>

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-2018, 02:15 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

الصورة الرمزية المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

افتراضي (خـُـويط ألرُّوحْ ـ احمد القيسي/ رقم الايداع :أ.ق / 16 / 2017)



خـُـويط ألرُّوحْ

يا خُـــويطَ الرُّوح حتّى مَ النَّـوى *** بعثـــرَ الدَّهـرُ شتـاتَ الأُنَّـسِ
كأسُ عمري من شفاهي قد هَوى *** كانفراط الحلـم فـي الأندلـسِ

********
خُــذْ سلامَ الشوق ياريـحَ الصَّبـا *** لصَبايا الكـرْخ نجـوى أضلعـيْ
وانثر القلبَ على غافـي الرُّبـى *** مــا رذاذ الطّـــلّ إلاّ أدْمعــيْ
واحضـن النخـلَ وليلـى والصِّبـا *** ووجـــوهاً حيثمـا أمشـي معـيْ
لـم يـزل قلبيَ طفـلاً فـي الهــوى *** ينشد الـدفءَ حنـانَ المأنـسِ
أيـن منّي غُربتـي هــذا الجَـــوى *** والتياعي في دُجـايَ الأنحـسِ
********
يا نُفُوفَ الشّيحِ في وادي العَطـا *** وسفيـرُ الفجــــر غـافٍ يحلـمُ
نســجَ الصبـحُ شـراكـاً و سَطــا *** من رؤى الوَسْنانِ راحـاً يلثـمُ
ما لروحي شفَّهـا شــدْوُ القَطــا *** دأْبَ أُمٍّ طفلُـــهـا يَسْتَعْـصــــمُ
ينقـــل الخَطْـــوَ صغيـراً فهَـوى *** فوقَ أفواف الرّقيـق النرجـسِِ
فَهَـوَتْ من فرْطـها حتى استـوى *** وتهادى فـي اخْتيـالٍ مُونـِسِِ

********
ياسمير البُـرْءِ من عهْــد الصِّبـا *** هـل يطـلّ العيـدُ في ثـوبٍ جَــديـدْ
بَـــرَّحَ الثلـجُ كيــانـي واستبـى *** يافطاتُ المنْـعِ - أسْـلاكُ الحـديـدْ
ليتني أحبـو صغيـرا مـا حَبـا *** تورق المـرآة في صـمتِ الوريـــدْ
يا سِفـارَ الـوَزِّ فجـراً مـا حَـدا *** صـاخب الهجـراتِ سَـرْحَ العَسْعَسِ
هــاكَ روحاً رَفْـرَفَتْ ظفـرَ الـرَّدى *** كجثـــامِ الغيــمِ مَفْلـىَ الخُنَّـسِِ




إلى القائد الى القدوة إلى الذات الرائعة المعلم الإنسان محمد (ص)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أكبـرتُ بـُـرأكَ عُـشّاً يُتْمهُ الزَغَـبُ != هل يبلغ العُـودُ شَـأْواً حاله العَطَبُ ؟
لكنَـما الأرضُ لاتُبْـلى ودائعُهـــا = وحكمـةُ الغيـب امٌّ روعَـةٌ – وأبُ
حين احتَـوتكَ جنـاحاً ظُلَـةً وهُـدىً = ما ضـاق بابٌ - تراخت دُونهُ السٌّبُبُ
ورحمـةُ القُـدس ما اشتدّتْ على سَبب = إلاّ استبـان ضحى اصرارها - سَـببُ
شطـت حوالك عـامّ الفيـل أنْبـأها = ميـلادُكَ النور كَـفَ الله يصطحبُ
بُوركتَ طفـلأ مـلاكا يرتعي غنَـماً = شأنَ المسیح وموسى - قبـلُ من سَربوا
واخْشَوشَنَ الكفٌ من كَـد على شَظَف= يستحطبُ الرزقَ يطوى عُودَهُ السغبُ
قد ينحني الصَخْرُ أو تَشْكُ الجبالُ ظَمىً = لكنَـك الحـلم فى أسراره العَجَـبُ
سُقياكها العذب – نـثّاثاً على دعـة = رغـمَ الهـواجر لم يَجْنَـحْ بها اللغـبُ
دلّى لك الكـونُ دان طَـوع أنمُـلةٍ = ذهلى عُـزوفٍ – تَنامي فوقها النَّصَبُ
فأي نجـم يلُـوكُ الصَّخْرَ مُبتهجاً = يُعـاقر الجـوع – جَوّاباً و ينتصـبّ
يُصعِّرُ الخـدّ للدنيـا بمـا بذلَـتْ = من لاحب الفقر بُرجاً – دربـه التعـبُ
يا أنبل الخـلق والأنـداد ما شهدت = وأصدق الحكم أنْ أعـداءَكَ انتخـبوا
فهـل يُقـاسُ زلالٌ رائـقٌ رَنِـقٌ = سُمّـاً زؤامـاً على تَشْـرابه العَطَبُ
ما جئتَ هـذرا ولا لغـوا عل تَرَفٍ = لكنه العـذبُ - من عـذبيكَ ينسكبُ
إذ مـاد حـرّاؤها إقـرأ على سَحَـرٍ = وجلجـلَ الكـونُ فـي أردانـه الصَّخَب
إذْ حـطَّ جبريلُ من أغوار غيهبها = نشر الجناحين حفّتْ سِفْرَها الشُّهّبُ
عُـسْرُالمخاضـات و القـرآنُ كلَلَـها = وميّتُ الّرمـل - ناغـتْ جَـدْبَهُ السّحّبُ
لمّا كستهُ إياةُ الرَّوح رابعةً = من نبعها الثَّرِّ لوناً طعمهُ الذَّهبُ
فلْتَقْـرَأ الفجْـرَ- إنَّ الارضَ داجية = في خَبْط عشواء والاسحار تحتجبُ
إذ يحلم الغاسقُ المُرْخي على نكدٍ = والجرحُ يغلي أنيناً عندما يَقِبُ
من أن توافيهِ خيلاً في نواصِيها = شمس الشموس خـلاصاً زفَّهـا الخَبـبُ
قرناً من البذل عدلاً - أرضها انبسطتْ = إذ تشرق الشمسّ فينـا - حيثُ تغـتربُ
أحبّنـا النـاسُ – بايعنـاك قـدوتنا = حتى انثـنينا – فَفـاءَ السُّـلُّ والجـربُ
كَـمْ حكَّمـوكَ وقـد آلـُوا لمُعتَركٍ = وَاسْـتأمنوكَ نَفيـساً – حيثـما عَـَزبوا
هّـْم بايعـوك على أصنامهم ملكاً= لوما قبـلت لأحْنَـتْ دونك – الرّتـبُ
من ذا يقايض مّلْـكاً بالشَّقـا بدلاً = من مَّخْمـلِ العَـرش للتشريد - ينقـلبُ
أحببتك – البـرء ماماست الى تـرفٍ = تلفَّـتَ المُـلكّ – لكـن زانـك الأدب
شادُوا بك الكونَ شَظَى نورُهم َفَلقـاً= وأصعب الناس من بَـدْو- همُ العـربُ
لانُـوْا دمـاثاً وكان الـوأدُ نزعتهم = لمّـا أَلنْـتَ فـلانتْ دونك العقَـبُ
لمـا رأوك خفيفَ الظـل تغمرهـم = أبـاً رحـُوما , لكـل- قلبَـه يهـبُ
الكـل راع - أميـن فـى رعيَتـه = لا الحـقُّ حَمْـلٌ ولا الطغيان يَذْ تَئـِبُ
لِـمْ , لا أحبك..؟ - قـد آليتنى شرفـاً = من سالف العهـد يترى والهـوى سبَبُ
الله الله كـم تدنـوا أيـا جبــلاً = وتستـحمُّ بـأدنى سفحـك السُّحـُبُ
منّا صُهيـبُ وذا سلمان - أحْبَشُـها = وقيمـة المــرء - لـونٌ - لا و لا نَسَـبُ
ياجـامعَ الخـلق ما شطَّتْ مشاربهم = واشـرف النـاس لاتـرقى بـه الّرتَـبُ
كم من عظیم هـوى كفـاً ملطخـةً = والف رومـا , رمادَ الغـزو- تنتحـبُ
فحسبك النبـل – لا شـاةً و لاشجراً = ولا جريحـاً مُفـرا شـاقه الهــربُ
وليس يسحق فيـلُ الفتـح أضلعـها = وليس عارَ اغتصاب جنـدُكَ ارتكبـوا
هل سُـنَّ فى الكون للترويع من ثمـنٍ = إذ يُسحـق المـرءُ والإحساسُ يُسْتلَبُ
عصر ا لحضارات والإبلاس من رهـقٍ = دم الشعوب - لنـاب النفـط يُحْتـلبُ
نبأتـني , زمـني - للحـب متلفـةٌ = وجمـرة العشق في الكفّینِ - تنتحـبُ
هـا نحـنّ نّوقَـدّ ثلجــاً من تدلّهنـا = وخضـرةُ الروح في الجـدران ُتصْطَلبُ
معاول الحقـد قد فضَـتْ جماجَمنـا = وألف ألفٍ - بزعْـمِ الفتـح - تُغتصَبُ
ماذا أبثـُّـكَ – أعمـاقي مُسَمَّـرةٌ = وحـارسُ الحـرف للوسواس يقتَـربُ
يـدُنو من الجـرح , لجَ الملـح مُشتعلاً = وبسمة الــزاج في نابــيه تلتهـبُ
أعماقـك النبل فيهـا ألف عـازفة = والمنهـل العـذب في الشريان يصطخـبُ
حيثُ انتميتَ لجُرْح الأرض ، زخرفهـا = مَحْض ابتـذالٍ - جفـاءٌ -زائلٍ - حَطَـبُ
ونشوة الخلـد فى الأعمـاق منبتها = وطلعها الحب - سـلمٌ – شمعةٌ - أربُ
الهمتنا الحرفَ والأضواءَ فى دعـةٍ = إذْ دونها البغضُ – حربٌ محنةٌ - رهـبُ
سُقْيـا إيـاةٍ – بهـا العذراءُ طاهـرةً = وسنبلُ الروح - بدراً– هالُـهُ الرُّطَبُ
فراقـد الفجر- فى الوجدان – ننقشها = كبسمة الفجـر فى القـرآن - تنسكبُ
لما دَنـوتَ من الأسـرار مبلغــها = من قـاب قوسين أدنى- كِدْتَ تقـتربُ
من آزل العهـد تترى أ لف معجـزةٍ = ودُحیةُ الأرض بالنقصـان تُغتَلَــبُ
يامُرْتقى الغيب والأقطـار عن سبـل = هل من عروج عـدا أقصـاكَ يُنْقـَلبُ
صنو السماء - تشظى رِتْقُـها مِزَقـاً = سُكَّـتْ طباقا , خداع العين – تَـنْسَربُ
كم من عظيم نبـا سترا على فلـق = يا اعظـم الكـل , لاميـل ولا وربُ
إعجـازك العلم وارتدُّوا على قلـقٍ = مَن دالَ قبلاً بـدار الشِّعـرِ- يُجْتـَنبُ ؟
كالوا هو الهَذْرّ, سحرا - شاعراً زعموا = يُصوِّحُ الروحَ - للوجـدان يختلـبُ
وكنت اودع من يسعى على مثـلٍ = أولى لك الله كـم سالمـتَ – إذ نصـبوا
تـثريب جرحـك غفرانٌ ومكرمةٌ = لمُدْلـج الموت – مَحيَـى كنت تَرتَقـبُ
طوباك لولا – لكانت حالنا - عدماً = قـد ضل فيها القنوطُ العاكفُ الخَـربُ
كم جاك يسعى - سفير المكر مبتكرا = طاغ من المد – يحـدو موجه الرهـبُ
حتى استـويت بهـاءا فاستوى خجلاً = ما كـان فى لحظـةٍ لـولاك ينقـلبُ
يُشهّـدّ الله والد نيــا بأجمعـها = انت النبي الذي أْتْـرَتْ به الكـتبُ
دُفْلـَى سُراقة َ إذْ يكْبو بـه أمـلٌ = فكان حلمك إذْ عـاهدتَ – ان يهبـوا
قد زايلُوكَ وحلمـاً زدتَ ما انفـرطوا = من ذا يُّهـانُ ويُفنـى– عُمقهِ الغضبُ
هل انت سحـرٌ,ملاكٌ, رحمـةٌ , مطـرٌ = دفءٌ , أمانٌ , رحيـقٌ را ئعٌ عـَذِبُ؟
علمتـنا العفـوَ بالحُسْـنى لِسَيِّــئَةٍ = وأشرف الـرَّدِّ - في تُـؤْذى وتحتَسِبُ
فالمرجفـون ومـا آلـوه من خلـق = كم سلمك السيف – والأقلامُ تحتـربُ
لايُقْـذَف البحـرُ, أصلّ الماء أو مطرٌ = إذْ ما طغـى الثلـجُ فى حُمّـائه الّصَّخبُ
أو تُـرْزَأ الشمسُ فى تشعاعها حُـرقٌ = كانت مهـاداً وفيـها تحـلم القطـبُ
خَـوارط العمـر ألـوانّ وأجنحـةٌ = لايحـزن النخـلُ ينمو حوله الغـربُ
هل يستوى الماء , فى إعجازه صـورٌ = عذبٌ - أُّجاجٌ - عِتـاقاً ، دونهـا الحُجُبُ
والناكثـون لإصر العهد كم جنحـوا = ما ضر بحـرك أن الطيـر تغـتربُ
كم يدّعـون وما عسّـوا إلى سـلم = بئس الضباع , دُجى أَسفارها الشَّغَبُ
فى الف عـام – خذ لنا ألفَ معتصمٍ = ومخلبُ الخسْف فى الأضلاع یَشْتَـذ بُ
كـم حُـرَّة هلَّلتْ فى سجن مغتصبٍ = موتاً طلقـنا ولكـن ماتـت النُّـدبُ
من الفٍ عـام دمى أطفالنا أغْتُصبتْ = شواطيءُ النخلِ فيها عَسْعسَ القصـبُ
حَـزَّ الرجـاءُ رقابَ الصبر مُرتَجَـئاً = كم من مسـیحٍ على الأسوار قد صلبوا
نبأتـني , زمـني - للحـب متلفـةٌ = وجمـرة العشق في الكفّینِ - تنتحـبُ
هـا نحـنّ نّوقَـدّ ثلجــاً من تدلّهنـا = وخضـرةُ الروح في الجـدران ُتصْطَلبُ
معاول الحقـد قد فضَـتْ جماجَمنـا = وألف ألفٍ - بزعْـمِ الفتـح - تُغتصَبُ
ماذا أبثـُّـكَ – أعمـاقي مُسَمَّـرةٌ = وحـارسُ الحـرف للوسواس يقتَـربُ
يـدُنو من الجـرح , لجَ الملـح مُشتعلاً = وبسمة الــزاج في نابــيه تلتهـبُ
مـل الرجـاء تراخينا على كسـلٍ = وجـذوةُ الحيف فى الأعماق تلتهـبُ
فى أمـة آسَـرَ الإعقـالُ غيرتها = إذْ ما تثـوب – دعاها السُّكْرُ والطَّرَبُ
أسيافُـنا صُلَّـتٌ – تِصْهالُ ألسِـنَةٍ = لم تتشتكى الغَمْـدَ , لكنْ نَصْلَها خشبُ
والمرتعُ الخَصْبُ فيـنا حيثما احتدَمتْ = تُنـاطحُ الريحَ - إشــفاقاً , فتَعْتَضِبُ
الهمتـنا الحس لكـن خيلـنا خُطَــبٌ = ناطحتَ بالنخـل – فيما خاننا القَضَبُ
قـد ألبسونا رُهـاباً - من تَخيُّلنا = وناتَفُـونا جنـاحاً - ما نَما الزَّغَـبُ
ياأنت یا جمـرة في القلب نعشقـها = تُضْرى - رؤى الرُّوح - أضـلاعٌ وتَحْتَـدِبُ
انى رسمتّ بقُرص الشمس – قافيـتي = فَــرَّنم الكـونُ - فى خضـرائنا الأربُ
مُحَمَّــدٌ كـانَ إنسـانيّةً - مثـلاً = طُهْـرَ السَّماء ونُبُـلَ الأرض - فاحْتَسِبُوا



موت عصـــافير النخـــيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لأطفال الفلوجة وحصار ألموت المطبق من كل الجهات

نُـــواحُ ألطِّفــلِ قــد بلــغَ ألثُـــريّا *** و جــالَ صـداهُ في رمــلِ البـــراري
و شمَّـتْ روحَــهُ الدنيـا احتــراقاً *** بـلادُ الثلــجِ مَــنْ َخْلــــفَ البحـــــارِ
و مــاتتْ عنهُ عاطفــةُ السِّياسي *** و رقَّ الــذئبُ أو قلــــبُ الحمـــــــارِ
وَ صَــدّتْ شرفةُ الغــبرا جُحــوداً *** و مضبعــةُ الفســادِ عـن الـــذَّرارِيْ
قـد استغشـوا دمـاءَك يـا عــذابي *** و لـم تألــــــــمْ لآهــــاتِ الصِّغــــارِ
فـلــن يبكـي ألجَمــاد على أنيـــنٍ *** وهــل فـي الثلـجِ من قـَبـَـسِ لنــار؟
وهل تُرجَى السَّماحةَ من وضيـعٍ *** سقيـــم ألفكــر خـــــوّان ألجـــــوارِ ؟
فشيّـــمْ كل ذي جـــرحٍ و نخــــلٍ *** يجــيك المـــدّ مــــن فـَـلك القفــــــارِ
و قــلْ ياربُّ ضـاقتْ واستشاطتْ *** بهــا الأطفــال مــن ضـنك الحصــارِ
تـلــوكُ شحوبهـا فـــرطَ اقفـــرارٍِ *** و أفـــق المــوتِ يرشـحُ عـن دَمـــارِ
أ يــا فلوجـــة الأعـمـاق صبـــراً *** فمـا كســب الخلــــودِ مـــن العـثـــارِ
و يــا فلّوجــــة الفجــــرِ المُدمّـى *** يشيــــحُ الوجــهَ عــن فلك المَــــدارِ
لكِ أن تجـرعي ألمــوتَ أحتــراقاً *** زؤامََ الحقــــدِ في حَـلَك الصَّــواري
فيــا هَلَعـي علـى طفــــلٍ رَضيــعٍ *** و يـــا جَــــزَعي علـى ذاتِ السِّــوارِ
و يــا قلقـي على شيـــخٍ كبيـــــرٍ *** تناهشهُ التَّــــــراذلُ فــــي صَغـــــارِ
إذا لا حُـــوبَ في طفــلٍ و شيــبٍ *** و أطـــبقَ كالـــرَّحى وَهَـــــجُ الإوارِ
ركـوب الرّمـحِ أبلـغُ مــن جـــوابٍ *** لثلـجِ ألصُّفــرِ يمحــقُ رسـمَ داري
فضمّي النخـــلَ في صَمَــلِ المنـايا *** يُساقــــطْ دمــعَ معتــــذرِ الوقـــــارِ
فمـا نيــل ألخلــودِ على خنــــوعٍ *** و مـا تــأتِ الكـرامــةُ عــن خــــوارِ
نقشْـتِ من حـروف النـور فجـراً *** شمـــوس الله تشـــرحُ للجَـــــواري
فــأنت صليبُـنا حَمَــــلَ الخَـطـــايا *** رزايـــا ألعُـــرْبِ وصمـةَ كلَ عـــــارِ
أحــــاطَ ألمـــوتُ من كل الــزوايا *** و أطبقــــتْ الـُّدروبُ عــن الفــــرار
فــــأيًّ دريئــةٍ تَـــنْآى البـــــــرايا *** و قــد بـــرأَ العُفـــاةُ مـــن الجــــوارِ
فيــا أمّــاً لعامــــرَ هـــــل أمـــــان *** أم ألـــــرَّزّازة الخجــلى انتحـــــاري
و هـــل عرفــتْ بلادُ اللهِ غـَــــدراً *** دخيـــلَ العهــــد في جَنَــفِ الـمـــزارِ
فمــا ذاك الخـَـلاقُ خَـــلاق أهــلي *** و إدمــاء الدَّخيــل كمــا الضَّـــواري
و كـــلّ رزيّــةٍ بجبـــينِ قــــــــومٍ *** ليــــــوم الله تُذكَــــــــــرُ بانكـســـارِ
ألا يـا ربّ هــــلْ نُفنـى شقـــــاءَ *** لأذنـــــابِ العقــــــاربِ و الشِّـــــرارِ
و قــد نشبتْ مآبرُهــا بروحـــــي *** فمــا غضـبتْ تمــيـمُ و لا نـــــزاري
ألا عـُـــذراً لروحـــك يــا فـتــاتي *** عروسَ ألنخـــل مـن رُقْيــا الفَخـــارِ



مـن لـــوى أعنـــاقَ النخـــيل ..؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخــوفُ والجـوعُ والإملاقُ تتـبَعُـني *** والقهُــر والسجنُ و الإذلالُ و الألـــــمُ
والبؤس والنحسُ والتهجيــرُ قافلتي *** والغــدرُ والقـتلُ والإرهـــــابُ والعـــدمُ
قيــــامةُ الأرضِ تشلـوني مخالبهـــا *** بمـن ألـُـــوذُ .. ؟ بأطفـالي و أعتَصِــــمُ
نَادَبتُ يـالَ - و ما لبّـى النِّــدا أحـَــدٌ *** مـَنْ ذا يجيـرُ و كل الخلــقِ قـد وَجَمــوا
قــد أوصَـدَ النـاسُ دوني كلَّ آصِـرةٍ *** و قــد خُـذلتُ فــلا جـــارٌ ولا رَحِـــــمُ
مَـنْ يَدَّعــونَ سـلامَ الأرضِ أنسَنـةً *** عَمُـوا و صمّـوا ومـاتَتْ فيهـــمُ القِيَــــمُ
إنْ كانَ أهلي تناخوا صُنـعَ مذبحتي ***هـل يشفـق الغــربُ ماساتي و يفتهــــمُ
ما زلتُ رغمَ نزيفي عُـرْيَ مسغبتي *** نــائي المتاهــاتِ مخــذولاً و أُتَّهَــــــمُ
من يُطفيءُ النـار في أضلاع ناحلـةٍ *** أزرى بهـا النـوُّ والأوجـاعُ والـــورمُ
تُصـارعُ الجـوعَ والأعبـاءَ مُنهَكَــةً *** فتهــزأ الـــريحُ والأنصـابُ والرّمَـــــمُ
لو أنَّ لي خـالداً أدْعُوهُ في حَرَضي *** لو ابن عُتْبـَــة و القعقــــاع يحتـــــدمُ
لـو أنَّ قبَـْـرَ غَيُـورٍ شَـــمَّ رائحتـي *** لأسْــرجَ ألحيفَ شمساً غالَهــا ألعَتَـــــمُ
و خَــطَّ من سّـرَّ رائيهــا مُرَهِّجَـةً *** بُلـقَ ألمـروءاتِ يحـدو النجـمَ معتصــمُ
لو أمَّـها مُسْرجٌ في العيس من دمنـا *** ما مَسَّـنا الضيـمُ والإبلاسُ و الظُُـلَــــمُ
أوأنَّ مأمولــنا الخـرتيـتَ منكفـيءٌ *** فهــل يُقيـــمُ شُمــوخَ النخلـة الخَـــــرَمُ
و هـل يعيـدُ بهـاءَ ألفجــرِِ ملتـبسٌ *** يكفـكفُ الدمـعَ عـن أحداقــــه الهَــــرَمُ
لو تُوقضُ ألقبّةَ الخضراءَ ََصْرختـُها *** أَ يـا مُحمّـد هــل صُبـحٌ فنَبـتَسِــمٌ ..؟
و يصدخ الصُّـورُ في أرجائها فَلقــاً *** و تنـثني مـن لظـى تنّــورها الحِمَــمُ
كانت لبغـــداد في صـولاتِ معتصـمِ *** يـوم ألكريهــة لم تفتــرْ بهـا الشِّيَـــمُ
إذْ ظـلّ بُركانُهـا يغلي على حـَــــرَدٍ *** حتى اسْتفـاقَ على مَحْمُــومهِ الشّبَــمُ
و اليـوم والأمَّــةُ العَصْمـاءُ مَنْهَبَــةٌ *** قــد دال فيهــا شِــرارٌ جُلُّهـــم بُهُــــمُ
و الراتعـون جَــراداً رعـيَ سُنبُلنــا *** بَــرْيَ العظـامِ لَحَـوْنا سـاءَ ما حكمـوا
متى تَحُــطُّ رِحــالَ التّيـْهِ يا وطنـي *** و يَبْـرَح الـدُّودُ و الطُـوفانُ و السَّقــمُ
ويَفْتُـرُ الفجْــرُ عـن بَرْقٍ و راعِـدَةٍ *** ويبلـحً الطِّـــينُ والوجدانُ والصَّمــَــمُ
لمّــي بكفيــكِ أتراحـــي مُبَعثــــرةً *** يـــــا أمّ أمّــــاه - قلبـــي حِنّـَـــةٌ وَ دمُ
أمَّلتِني العُرسَ لكن شمعتي ذُبحتْ *** ومَـنْ عشقـتُ طـواها الـدّودُ و السَّــأمُ
مـاذا سـأرثي - أبـاريقي مهشَّمـة ٌ *** لا دارُ , لا أهــلُ , لا خـلٌّ و لا حَشـَـمُ
أبكي كما الطفل دور العـزِّ خاويةً *** حَطّتْ على الأرضِ جُنْحاً هـدَّهُ العَتَــمُ
يـــا أمـَّـةَ الله لمّيـــني مكـــــابرةً *** أ مـا ترينــي - نَخيـــلاً جَــــزَّهُ العجَـــمُ
الله الله - كـــم انخــى ولا أحَـــــدٌ *** مـن أمــــة الله لا بلــــــقٌ و مُعْتَصَـــمُ
لو أن داعٍ من الأنــذال لانتبهـوا *** وأسرجـوا الليـلَ لم تتعـبْ لهــم قَـــــدمُ
فاستفهمي من شُقـوق الطّـين مذبحتي ** وعاتبي الأهـلَ لا قاموا ولا ألِمُـــوا
لا يترك النمـلُ صرعاهــا الى تلـفٍ *** وميتةُ البــازِ تحكي زهـــوَها القمـمُ
لكنَّــنا و بفضـــل الله نشجـــــبها *** إبـادةُ الأهـلِ خَسْفـاً - صاغَ منْ قَــدِمُوا
هُوْناً عَكَـفْنا لتـرجيعٍ و حوقلــةٍ *** فَلْتَعْــذرونا و قــد أقْعَــــتْ بــنا ألهِِمَـــمُ
للّهِ بثّـــيْ و أحْــزاني و مضيعتـي *** أشكـو إليـه هــو الحُسْبانُ و الحكــــمُ
فَـلْتَـشْجُـبِ الموتَ أنباءً عَواجِلُهــا *** يا أمَّــةَ ً نَفَـــرَتْ من شَجْبِــها الأمـــمُ
من لي ببغــدادَ أبكيهـا على وَلَـهٍ *** ما خَـوْرَسَ الدّمـعَ في أحْــداقنا الألـــمُ
ســوداً مدامـعَ بـارودٍ على قلـقٍ *** من بيـن أنقـاض قامـت و هي تبتســـمُ
تـشـمُّ بغـــداد رغــمَ الأسر رائحـة َالأبنـاء تنكــرُ تــدري مـن هـُــمُ العَجَــمُ



قمـَـــــرُ ألنـُّـــزُوح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يمــــينَ أللهِ لــم يفْتـــر هــــــواكا *** و لـم أحنَـثْ بعهــديَ أو غـــــلاكا
إذا مـا خلْـتَ أحــــزاني نُفُـــوراً *** فأنّــاتُ ألشّقــاءِ لـيَ اضْحِــكاكا !
و هــالاتُ ألسَّـوادِ على عيـــوني *** تزيـدُ ألضـوْءَ في البـدرِ احلـكاكا
أَلا أُنبيــكَ قـــــــد ذبلــتْ حيــاتي *** و ظــلّ ألمــوتِ لازمنـي حَــراكا
وما حَفَّ السَّمُوم شُحُـوبَ عَصْْفٍ *** هيــامَ العَقْــلِ خلْتهُــما خُطــاكا
يراودُ خيمتتي ألشّعــرَى اليمـاني *** ويغلي في دمـي منهُ اصطــكاكا
و ما في فـرقــدي غيـر ألمـآسي *** و لـيس ألصّبـحُ أبهجهُــا هـــلاكا
فـــــو الله الـــذي وَلاّكَ قلبـــي *** فــــداكَ ألشّـكُّ روحـي ما فـــداكا
ككُحـل ألعيـنِ بؤبؤهــا و سعـدي *** تلـــذّ فـــراشتي رشْفـــاً جَنَـــاكا
فأنت رحيــقَ روحي بل هنـاهـا *** و ليـس ألسَّعـــدُ إلا فـي لقــــاكا
فـَــإن تعتـبْ فعتبـى مــن حبيـبٍ *** و عـُـــــذر مُقصّـــرٍ منّـي لِــذاكا
فـــداكَ سَــوادُ عيــنٍ أنت فيهـــا *** شعــاع ألنــورِ يبصـرُ مـن رؤاكـا
فمـا الدنيــا سـوى حلــــمٍ متـاعاً *** كمُنـقَـشـعِ ألسَّحابَ ضُحــى سماكا
و ليـس ألمـالُ أغلى مـن حبيــب *** برِبْـِـع القلـبِ أدنى مــن هـــواكا
فــداكَ ألمـالُ و الدنيــا و عُمْــراً *** أتيـهُ فـــداكَ كي أحظــى رضـاكا
فمــا مـــن نعمــةٍ إلا و تُفنـــى *** و يبقــى ألذّكـــرُ مـا زرعــتْ يــداكا
فما لي بعــدَ أن ضـاعَتْ بـلادي *** بقـــــايا ليـسَ أجملهـــا عَــــداكا
فــو الله ألـــذي لولا ألخطـــــايا *** لأتلَفْــتُ ألعيــون - لكــي أراكــا
فَطَمْـتُ على هـواكَ وريدَ عشقي *** فمـا بلغـتْ و لــم اصـبر بـلاكا
بليـــلٍ لاعِــــجٍ أرعــى اليتـــامى *** ضميـري و الفـــؤادُ و مـا بكـاكا
ضلــوعي خيمـــةٌ لِحَمـــامِ فقـــدٍ *** تبـــثُّ أللهَ حُــــزْنَاً لا آعْــتراكا
و حــزنُ النَّـازحينَ و أيَّ حــزنٍ *** أنيــنُ الطّفـل قـــد بلــغَ السِّمـاكا
وباتت تحمـلُ الحَطـَـبَ اشتعــالاَ *** أَبــا لهـــب .ألا تبّــــتْ يـــداكا
و قـد خـابَ الرَّجـاءُ على دروبٍ *** خــــواْءٌ بَلْقَــعٌ عَصَفَـت شِـــراكا
صفيـرُ الـرِّيحِ يعـوي في الحنايا *** تصيـحُ و تستــريحُ دُجـَـى نَــواكا
يُكُــوِّرني ألضَّنـا أنكــاثَ غَـــزْلٍ *** على شــوك ألحَمــادِ كمــا أســاكا
تسافــرُ وجْـــدَ قُـبَّـرةٍ دمــوعي *** تُرتّـــلُ في ألفضــا عَتَــباً تبــاكى
على مُـدن السَّـلامِ غدتْ خـَـرابا *** أحَـــطَّ نجومــها الـــوَأدُ انــدكاكا
و تجـأَرُ ما يهـزُّ العـرش حُــوباً *** فيـا رحمــنُ - فيضاً مــن نَــداكا
صيـــامٌ كالحَمـادِ غـــراثَ دَيْـــمٍ *** فهـــلْ ربّـــاهُ نـثًّ مـن نـــــــداكا
أ لا يـا حبّـــــذا سُقْيــا سَكُــوبٍ *** رَبـــابُ المَحْـــلِ بَرَّحَــنا هـــلاكا
نُوَضِّىءُ بالدموعِ غـروبَ شمسٍ *** و نفطــر بالنَّحيبِ - أمـا كفــاكا
إلهـي - جَفَّــتِ الدّ نيــــا حَنـــاناً *** فكـم سّجَــدَ الفــؤادُ و كــم بكاكا
أُسـارى و الفـــداءُ جــلاءُ أرضٍ *** و جـــزٌّ في الرِّقــــاب ولا فـكاكا
أَنُفــنى فيـــك توحيــداً و عشقــاً *** ولــو ذبنـا فلــن ننـدبْ ســواكا
فما لي بعـــدَ أن ضاعَـتْ بــلادي *** بقــــايا لـيسَ أجملهـــا عَــــداكا



يتـــامى الوطــــــن والأعيــــاد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صباح العيــد – ینثرني النحيبُ *** صَـدى التهلــيل يختـــــلجُ الوجـيـبُ
أُكـَـوّرُ من ضَنا روحـي - كيـاني *** جَنيـنــــاً حالِمـــًا - عَـلّــي أَؤوبُ
فلا أرجـُوحةٌ تُغـــري عـــذابي *** ولاناعـورُ- من فـَــرحٍ – سَكُـوبُ
على شُبّــاكيَ الــباكي خَليـــجٌ *** مـنَ الحــرمان - شَبَّـحَهُ الصَّليـبُ
ومـا مِنْ طــارقٍ – غيـرالمآسي *** و ليـل الجُـرح – أشبــاحٌ وذيـبُ
و طالَ ألصمتُ شمطاءَ الأماسي *** و رنَّحَهـــــا ألتـــراذلُ و ألمشيـبُ
و كانتْ جـــدَّتي تـروي الحــكايا *** ننــامُ بحضنها بُـــرءاً نـــذوبُ
غــداً يأتي الأميـــرعلى جَـــوادٍ *** بسَــْرج الغــيم - يَغفــلهُ الرّقيـبُ
تُدَجّجـُـّهُ الـزَّخــارفُ والهـــدايا *** وشاطي الكَـرْخ مِـْئـزرهُ القَـشـيبُ
غَفَتْ شـّباكه – حِنــّاء عُـمْــري *** تَشــْرنق کـرمَها الامـلُ الـعــذوبُ
سَيَسْبحُ آسـُـنا صَـوبَ الأَمــاني *** وشمــعُ النـّــذر َتتْبعـــه القـُــلوبُ
سَتَحضنه الرُّصافةُ ظــلُّ جســرٍ *** وَشعْــفةُ نخلـةٍ سَكْـرَى لـَعُـــوبُ
غــداً يـأتي - ولايــاتي إليــــــنا *** سَتَـزجره الحـواجــز والخُطــوبُ
حصانُ الخِضْـرِ تُخْجِلـهُ المَـآسي *** وتُبْكيــهِ المصائبُ والحـُــــُروبُ
حوافــر عيــده حَـلفــتْ يمينــــًا *** تَعــاف الأرضَ- عَمَّـــدَها اللهيـبُ
شـوابح نَرْتَمي- حُتُـفا - فَراشــاً *** رقيـق الجنـح - تَحْطِمــهُ الحَصُوبُ
علـى الأعْــواد سَمّـَــرنا لهـــاثٌ *** أَ ليسَ خلاصَنا يرجــوالغـــريب ؟
يُمنّيــنا السـّرابَ - ربيعَ حَـْـــرث *** وزعْــــمَ الحَــظِّ – آســرَنا نـَــؤوبُ
وجــوهٌ ليس نعرفهــا - حَمـــادٌ *** مـنَ الإقفـــار- دنّسهــا الشّحُـوبُ
وعادٍ يدّعي - عشْــقاً ونبــــــلاً *** وشـــــاربه المنــــافحُ والحبـــيبُ
وليلى أنكــَـرت بُهتــانَ بلـــوى *** وطُهْــــرَ قَميصِـها هَتَــكَ الغــــريبُ
فيا عَمّـاهُ مَن يَحضنْ ضَياعــي *** وبــاحُ طفـــولتي بـــدمٍ خَضُـــوبُ
ويــــا حُلمــاً لِسِبـعٍ مُورقــــاتٍ *** تُمــزّقـُه المَخــــالب ُوالنّيُـــــــُـوب ُ
قــد اْصفَرَّتْ وماتت من غُثـــاءٍ *** طـَـــواها الجُـبّ والأملُ الكـــذوبُ
هنا نصحو- ننـام على شكـوك *** وبــين البـــين – يسكننــا الرهيــبُ
أبـي قـَدْ خَــرّ في مجهـول وكـرٍ*** تُطـَـــرّزه المثــاقـبُ والنـــُّـــدُوبُ
كمــا الآلاف - لم ينعـــم بقبــر *** فلا كَفَــــنٌ عليــــه ولا جُيـُـــوبُ
وأنّ َ هُـويّــة العـَــربيّ ذَنـْـبٌ *** وَرِیْفَ الظـــلّ غــَــادرهُ عـَسِـیـبُ
بجـــذْع النخـــل يصلبنا نشيــدٌ *** وعشق الأرضِ تُغتَـفــَر الذُّنـُـوبُ
إذ اما تبتُ عن هَمَـزاتِ وجهي *** فأنّــَى فِطْــَرتي - طيــناً - تَـُتــوبُ
عَـداكَ الطَيْشُ ياوطـَنَ الفَخـاتي *** كَفــاك السَّبـْـيُ والحقـــدُ العَصِـيبُ
يـَــدُورُ برأسـكَ الرُّمـحُ ابتهــالاً *** يُحَوقـِـلُ وجهُــك - القمـُرالكئــيبُ
تقاذفتـــا الحنين على اغتـــرابٌ *** وثلـــج العمـــر من قلــق يـــذوبُ
فـلا خِضْـــرٌ و لا بــابا ببــابي *** و لا أهـــلٌ و لا وطـــنٌ يطـــيبُ
حَيارى في بلاد النـــّـاس تهنــا *** كمـا الجـُـرذان تأوينــــا الثُّقــــوبُ
فَهلْ تَشدُوا النَّـوارسُ والمَرافي *** وتَنْقَشِــــعُ المنــافي والـــدُّروبُ
و تـأ تَلُـق القَنــاديلُ انْبِهـــاراً *** وتمـــرحُ في أَزِقّتِـــنا الطُيُـــوبُ
متى ما الليلُ كفَّــرَعن جُحُــودٍ *** ثــرَى الأنبـارَ يحضنهـا الجنــوبُ



مَـرايـــــا ألـــــرّوح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يا مَــرايا الـرُّوح يا سِحْــرَ المَـدى *** يـا عـُـذوبات الـــوداد الأوْرَد ِ
يا نُفـُوفَ الشٍّيـحِ في غافي النـَّدى *** يرسـم الانفاسَ دفء الموعـد ِ
دنـدني عُمْـقَ خــــواءٍ مـا شَـــدا *** طـائرُ الأحـلامِ دمـعَ ألعَسْجـَـدِ
***********
يا مـَـرايا الأُنُـس - مرسـومٌ بهـا *** كلما طالَعْـتُ - شمسَ الأشمس ِ
طَوَّحْـتْ روحي انْثِـيالاتُ البَّـها *** كَنَديف الثـَّلـج ِ سَـرْحَ العَسْعَـس ِ
ليتَ عندي – مثْـلَ دأْبيْ قلبـها *** ظلَّـها - بـاتَ – ويـــأْبى نَفَسِـيْ
************

أَضْحَتِ النَجْوى وَ وجْداني الصَّدَى *** حَيْثما مالتْ - تداعى مَسْـنَديْ
صارَتِ الـرُّؤيا - كياني والـرِّدى *** فَجْـرَ أحلاميْ - وَشَمْــعَ الموْلِــد ِ
بتُّ أحكــي قصّــتي أيّــاً عَـــدا *** هَـــــذْوَ أســرابِ ألحَمـــادِ البُـلَّـــدِ
*************
لِمَ حَرْفيْ دونما الطـّرّ اهْتدى *** يَهْــفُ في نجــمِ المَــدارِ المُبْهَـَــم ِ
كفَــراش البُــرْءِ ُيدْميهِ النَّـدى *** َيعْشَـق الضَّوءَ - فنــاراً يَرْتَمــيْ
أَ تـراني من خَبـاليْ مـا عَــدا *** قـــاتلي- عَــذْلاً و مَــوتاً - أنتمــي
***********
يـا حبيـبي لـو تَغَشّـانا الرِّضـــا *** و تَصـــــافينا ودادَ الأنفُـــــس ِ
ليسَ عَـدْلاً أنتَمي واهَ اللّظـى *** وأُمُــــارى زَمْهَـــريرَ المـــأنس ِ
كم سأحيا ياحياتي - قد مضى *** زهْــوُ عُمـري و رجـائي - مُبِخِسيْ
*************
أرسمُ الذكـرى بحيطان ِ السُّـدُى *** و خيـالاً فــي الهــواءِ البــارد ِ
وأياسـاً - ربَّ - ليتــا - أوغَــدا *** ذلَّ أوهـــام المـوات ِ الأبلَــــــد ِ
فَتَعـا - يا خَفْـَقَ أنفـاس الـرُّؤى *** ل - نَخُـطَّ الموجَ رملَ ألمشهـدِ
************
آ- يَ - روحي - شاقَها - مُـرُّ الرَّدى *** تعشـقُ السّـُمَّ ومسْـخَ المَرْقَـدِ
لـو تملّـيـت ِ رَواءاً – ماعَــــدا *** ثـورةَ الملـــح ِ بجــرْح ِ السُّـهَّـــدِ
أَترى - مـن عذلهـمْ كَفَّ ألنَّــدى *** وجَفـا و الشمسُ - وردَ السُّــؤدَدِ



يــا خُـــــــــوَيْطَ الـــــــــــــــرُّوْح ........ ج 2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قُلْ لمَنْ يَرْفلُ في دافـي المُنـى ** أَمِنَ الواشِـي وعيـنَ الحُـرَّسِ
إنَّ كيـدَ الدَّهـــرِ يغَتْـال الهَنـــا *** وكــذا المـوتُ حَبيــبَ الأنْفُــسِ
فترى الأرواحَ في أسْـر الضَّنـا *** وعـزيزَ القـومِ رَهْـنَ المَحْبَـسِ
منْ يُجِرْ هَجْسِيَ من هَمْس الْخـَوا *** يَنشـدُ الأُلْـفَ حنـانَ المأْنَـسِ
فإذا ما الذيبُ فـي ليـلٍ عَـــوى *** سَـتَــرَ الصمـتُ جـراحَ المُبْلـسِ
يا عُشَيْـبَ الـرّوحِ رَوّا هُ النَّدى *** غيـر عذلي أو أنـاةٍ فـي رُويْـــدْ
هل لتَهْويمي على تيهـي هُـدى *** أو يتـوب العشقُ عن هـذا الفُوَيْدْ ؟
ليس من حـالٍ وجَهْــدٌٍ مـا عـدا *** خافـقي التـفَّ على مَشْـق القُــدَيْـدْ
جَفَّ عُودي ماتَ حـزناً والتَـوى *** مـوتَ أحْــراشِ الحمـاد البُــؤَسِ
حافظـاً للـودِّ حـرفي مـا غَـوى *** إيْ - و حَبّـاتِ الرَّمـاد الأمْلَـسِ
نخلــةٌ صبـري وزيتـونٌ دَمــي *** آلَــمَ الصُــبّارُ جنْــحَ النَّــورسِ
لمْلميني مــن شَـواظٍ وانْعمـي *** يا مــدارات الحنــين الأقــدَسِ
وانثـري ثلجي اشتعالاً وارْسمي *** دافيءَ الأحضـانِ صَمْتَ المَرْمَسِ
ما كفـاني بُـحَّ صوتي واشتـوى *** وَخْــزَ أسْـياخِ الهَجيـر النُّخَّـسِ
أحمـلُ الصُّلبـانِ مذبوحَ الرّجــا *** دامَيَ الأنفــاسِ آهــاً أحْتَســـي
يا صبايا النيـل - هـل عـَودٌ لنا *** تبسـمُ الأضـواءُ عنـد الأطلسي
وعلى الدّجْـلاتِ من ظِـلِّ الهنـا *** ترسـمُ الأمـواجُ سِحْـرَ المــأنسِ
وَيْ ليالي السّود وجـدي كـم عَنـا *** هَــذْوَ أحلام ِعصافير المُسِـيْ
لو عبَبْتُ البحـرَ شوقي ما ارتوى *** لا ولا قطـبَ الجليـد الأخـرسِ
كلما أطفيـتهُ الثلـجَ اكْتَــوى *** راح يهـذي مـن هجيــر المغـطَسِ



مرثية لرحيل ألقمــر العــــربي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العمـــــلاق - عبـــــــــدالرزاق عبـــــــدالواحــد ....

إلى الإنسان الى الوفاء إلى الروعة
الى شاعر الأمة والإنسانية الأكبر الوطني النبيل الأستاذ - عبدالرزاق عبدالواحد ..
مع خالص العـــزاء في يوم ترحاله الى باريء السماوات والأرض قمرا عربيا مكتمل المعاني و الجمال ..
..!

يا صَـــْبرَ أيّوب أنّى يورقُ الشَّظَـفُ ؟ *** كـم يشتهي المـوتُ أقمـاراً فيغتــرفُ
يا صبــرَ أيوب - بـــلوانا بلا أمــلٍ *** هــل يتعـبُ المـوتُ أو عنّــا سينصـرفُ
خَمّــتْ من المـوتِ وديانٌ - قــوارعها *** قــل لي بربكَ أنّى يرتـوي الشّرَفُ ؟
هانتْ على الكـون أرواحٌ مبعثــرةٌ *** تهوي كما الشّهبِ في صمتٍ وترتجـفُ
فالله أكبـرُ كــم نُضْـــرى على وطـــنٍ *** وتستشيــطُ دُجــى أرحامهـــا النُّطَّـفُ
يا صبــر أيوبَ لا ترحـلْ و تتـــركنا *** نهـبَ الضياعِ رؤوساً زَمَّهـــا الخَــرَفُ
قــد كنتَ فيــنا مخــاريزاً مُنَشَّـــــبةً *** ليــلَ العقـــاربِ منهــا ينفـثُ التـًّلَـــفُ
بمن نلــوذُ وهــذي الأرضُ فاغــرةٌ *** في كل يـــومٍ بهــا شمـسٌ ستنكسفُ
يا سيد الحــرف هل فجــرٌ سيجمعنــا *** و تستفيــق عنـــا أعماقنــــا الشُّـــرَفُ
مجــدٌ سيبكيك يُتمــاً كنــــتَ كافلــــهُ *** فهــل سيمخــضُ من بلـــوائنا الخلَــفُ
فارقــدْ سلاماً سُكـونَاً بدرَ رائعــةٍ *** زهْــوَ اً النياسين مـلءَ الكـونِ ينعطــفُ
أبليتَ عمــرَكَ ضَــوءاً في حنادسها *** فهــل يُقاس بأبهــى تمـرها الحَشَفُ
لكــن دنيـاك دالـــتْ سكْــرَ عابثــةٍ *** و حـامَقَ التِّـينَ في غوغــــائها ألعَـلَــفُ
للأرضِ درّك صـاحِ وهي موجفـــةٌ *** ضــــمَّ العظــامِ ومنها يقطـــرُ الكَلَــــفُ
نفسي أضمّـكَ عهـداً تُــدَّ مـن زمــنٍ *** ُنبلــى خفـافاً و يمضـي الشامـخُ الأنفُ
طوبى لنجــديك شعــراً رائعـــاً وطنـــاً *** فقــد جــزلتَ ويبقــى بعــدك الأسفُ
مرحى أبا الحـرف والدنيـا بها شغــفُ *** قـد كنـتَ شمساً بأرضٍ سوف تعتـرفُ
يا سيَّد الحـــرف يامن حرفـه لهَــفُ *** يشتـاقـــكَ الطـينُ والشطــآنُ والسَّعَــفُ
يشتاقُك النخـــل مهمــوسَاً على وترٍ *** بمـــا يلــذُّ وينـــدى العــــــاشقُ الـــذِّنِفُ
فكــم همستَ بأُذن الــريحِ وشوشةً *** مغنــاجَ أرخى عليهــا الناعسُ التَّـــــرِفُ
ما زلــتَ تقطـرُ عشـقاً نزفَ أوردةٍ *** صــبَّ الإيـاةِ أُجـــاجَ البحـــــر تنــذرفُ
صبَّ الغـُـواة مداداً في دفاتـــرهم *** فصَــبَّ وجــدَك مـــن أفلاكــه النــَّـزفُ
يا سيد الحـرف يا من حرفـه نَـزَفُ *** نبــع الضميــر وينعـــاً باعُــــهُ الشَــرَفُ
نسجْتَ روحَـكَ والأضلاعَ خارطـةً *** عُـري المـزارِ يحـاكي واهَــها الصَّلــفُ
يا صبرَ أيوبَ لا ترحلْ على وَهَـنٍ *** داجـــي المحطّــاتِ في تصهالهـا القَـرَفُ
هناك روحي بشاطى الكرخِ قد نبتتْ *** دفــــــلاء شوقٍ بهـا الآصــالُ تختلـفُ
أوقدتُ عمري شموع الخَضْرِ من دَنفٍ *** حنّــاءَ ياسٍ لصّـوْبِ الكَـْرخِِ تنشغفُ
أوراقُ روحـيَ ملح الأرضِ نشوتها *** مسلّةُ الحــرف عنهـا الــدّودُ ينصــرفُ
فيها العراق إذا ما احتـدَّ من خَطَلٍ *** تشآى الى النجـــمِ من مهماههــا النُطَـفُ
محّصتَ قرنين أقعــتْ دونها أمــمٌ *** عُمــــق المتاهات حيث استافها الكلــفُ
من ذا يباهيك حرفـاً صاغه النـزفُ *** دلّى لـه المجـدُ والأضــواءُ و التُحــفُ
لمّـا صَبَـبْتَ دنـانَ السَّحـر كركــرةً *** عشـقَ العنـاٌق تراخـى كرمَهــا الأَنِـفُ
يا سيد الحرفِ يا من حرفهُ حِمَــمٌ *** ميّــــأرُ بلــوى بـه الأفـــلاكُ تعتصـفُ
بلوى ضميرٍ يصبُّ النـار راعفــةً *** ما يسرق الضـــوءَ من أقمارها الصَّـدَفُ
يا سارقَ النـارِ من كـانونِ مَتْلَفـةٍ *** يُرهّـــجُ الخبـــزَ في إعراقهــــا الوهــفُ
سلَلْتَ حرفكَ من أســفارِ زخرفهــا *** فـارَّورَقَ الشعـرُ والآفــاقُ والسّـــــدفُ
مـاس المــداد ودادا من ضمير ِشَجٍ *** كمــا يرود وضيــفَ النـــاقة الـــوزفُ
تُرتّــــلُ البــوَّ تحنـــاناً أضالعهـــــا *** خـَـــطّ الشحوبَ ضنى تحنانهـا الأسَفُ
شُنّاؤكَ الصُّفـرُ قد عاجوا على نُصُـبٍ *** وبايعـوأ النـارَ أنَّـى العــار يعتـرفُ
ضحّـوا بعيـركَ لما نـاخَ مُختضبـــاً *** يا صبــرَ أيـوبَ لا ملـــحٌ ولا ألفـُــــوا
نبعاً من الطيبِ من دجــلاتِ فاختةٍ *** سود الجبـاهِ توضّى فوقهـــا الصَّلَــفُ
باعـوا عـراقك لمّا ناخَ من وَهَــنٍ *** برءَ الضفاف التي من فيضها اغتــرفوا
لمّـا نبـذْتَ كعودِ الطيبِ من حُــرَقٍ *** و بـات غــيرُكَ في الإبلاسِ يرتجــفُ
قد حامقوك وشأواً زهوكَ احترقوا *** بئس العُفــاةُ نكوُصــاً حيثمـا ثُقِفــــوا
ياسيد الحــرف يامن حرفهُ شرفُ *** أنقـى من الطُّــهرِ والأجيــالُ تغــترفُ
يا سيد الحرف قلبي الآن يرتجــفُ *** يكفيــك أنك والأحقـــــابُ تنـصـرفُ
صنـاج دهـــركَ والأنـواء شاهــدةٌ *** والشـّـــطُّ والنــــاسُ والآلاءُ تعــترفُ
ياسيد الحرف تغــراباً على كِـــبَرٍ *** ما غيــر مجــدك في الترحـال يُلتـحـفُ
أسفارك البيد من منفى الى نكــدٍ *** وحسبك النُّـبلُ أن يُغـْـرى بك الشَّظـــفُ
فالأرضُ أبقى وأوفى رغـمَ سكرتها *** تـدريك ملـحٌ وتخشى لَسْعَـهُ الجيـَـفُ



لا تُوقِــــظ المـَـوتى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أفنــانُ عُمْــركَ ألــوى عنقهــا الـذّبلُ ** خـَــرَّتْ تُعـاتبُ يا ربّــاهُ – ما فَعَلـــوا
و وردة الــرّوح ثلــجُ البيــنِ أثقلهــا ** وعاصفُ الريحِ تذرو رَحْلَ من نزلـوا
ظفـرُ الخَريفِ كَخَطْفِ البَـرْقِ عاجَلَها ** بلا وَداعٍ تَقـاصى َ- ركـْبَ مَنْ َرحَلــوا
فَاستصرخِ الأرضَ والدّيدانَ من حَبَطٍ ** و مخلـبُ ألبَــيْنِ في الأكبــادِ ينشــتلُ
قــد طاوَعُـوهُ و عافــُـونا على وَجَــلٍ ** فَاخلَــعْ عَنـاءَكَ هَمّـا أيّهـا الوَجَـــلُ ؟
أٌقمـــارُ عمـرك خَـــرَّتْ من ملاعبـها ** مثـل النيـازكِ شظّى ضَـوءَها الأجـــلُ
فَحُــوْتَةُ القهـــرِ ما أبقـتْ لنـا قمَـــراً ** وَ أظلـمَ الـدَّرْبُ لا ضَــوءٌ ولا شُعَـــلُ
فليتها الـّروحُ سارتْ إثــرَ موكبهـــم ** يــوم الفــــــراق ألا لله مـــا نَكِـــــــلُ
و لَيْتَهُــمْ أنْصَفُـوا حــَـانِي أضالِعـــنا ** عـاويْ الـذئابِ نُواحـاً عندمـا أفلــُـوا
كلّ القنـاديلِ قــد تُرجـى على وَشَـــلٍ ** إذا اضْمَحَــلَّ جَفــافاً زيتهــا الثَّمِــــلُ
إلاّ قنــــــــاديلَ أكبـــــادٍ و أفئـــــــدةٍ ** تحـت التُــرابِ عميقــاً ليس تؤتمـــلُ
فَحكمـَـةُ الغيـبِ انــّا نَنْطَـَـوي حِقَبـــاً ** و الخـالدُ النُبْــلُ , لا دُنيـا و لا دُولُ ؟
كانوا وكنـّـــا و كلٌّ ينثــني خَبـَـــــراً ** خـابَ المِـراءُ و أقعـى دونهُ الجـــدلُ
إذ أنمــا الحــالُ ترحــــالٌ على أثــــرٍ** تُفنى العُصُـورُ ويبقى السَّرْمَـدُ الأزلُ
وَ حَسْــبُنا المَوتُ وَعْظــاً أنَّنـا حلُـــمٌ ** مَــرَّ السَّحـائبِ حاكى رسمَـها البَـلَلُ
سُقيـا جَمـالٍ لِــرُوحٍ طــابَ مَسْلكُهـا ** عُـذُوبة النَّخْــلِ منهـا يمطـُـر العَسَــلُ
سُقيـا كـرامٍ تَنـاؤَوا عــن سَفـاسفهـا ** إنَّ التـَّــوافهَ يبقى ثوبَهـــا الوَحَـــــلُ
شَـأْوَ الفَـراقـدِ , عافـُـوها على أمــلٍ ** زُلفَى عُـروجٍ تَهاوى شأوهــا الأمــلُ
فاقبضْ على الجَمْـرِ بَلْــوانا مُؤثَّلــةٌ ** حُـمَّ القَضـاءُ و كــــزَّ الـدُّونُ والسَّفـَلُ
حتّى مَ ترجــو لئيمـاً خبـــزَ أرمَلـــةٍ ** مـن بعــد ذلٍّ – عـــــزيزاً دالَ يبتــذلُ
أدعـى على الحُـرِّ أنْ يسْتَـفَّ تُرْبَتَـها ** مِن سـُؤْلِ ذلٍّ رؤى الزّقُّـــومِ يَنْجَبِـــلُ
دنيــــاك خِــــزْيٌ و أورامٌ مُنَكَّسَــةٌ ** يَسْتامُهـا الـــدُّودُ و الآثـــامُ و الهَبَـــلُ
قـد دالَ فيـها شِـرارُ الخُـلقِ إذْ جَنَحَـتْ ** تخـظُّ سَكْرَى يُماري قُطْبَهـا الخطــلُ
مِنْ كارِعيــنَ دِمـاءَ البُــرْءِ في فَــرحٍ ** دَبْــيَ القَـــرادِ ضُـروعاً أزَّهُ الخَبَـــــلُ
هُـــــم حامَقُــونا على أزهارنــا جَنَفـــاً ** وأشعُلوا الأرض حَقْداً بئْسَ ما فعلوا
فَبــــاركِ المـوتَ سِتْـراً عــن تفاهتهــا ** ماتَ الفـُراتُ وضـجَّ النخـلُ و الأمـلُ
علـــى القـَــــوارع أكبـــادٌ مُهَشَّمــــةٌ ** دَمَــاً تَمُـــجُّ عليهــا نُورَهـــا المُقَـــلُ
دَعْهُـــمْ نِيـامـاً و لا تُــؤذي سَكينَـتَهُـم ** داخُـوا وداخَـتْ بهم أرْجاؤها السُّبُـلُ
نُـحْ كالكَـنارى على رَسْـمٍ لمُؤنسـةٍ ** دُمَى البَراءَةِِ - أَصْمَى هَزْجَـها الصّمَـلُ
والشَّمْسُ تَطْوي رداءَ النُّورِ مِن خَجَلٍ ** إذْ لا غُــراب يـُواري بَسْمَـةً قَتَلــــوا
صلَّــتْ عليهـــم بُكــاءً مـــن أَشِعَّتِــها ** وغَسَّلتْهُــمْ دُمُوعــاَ شَفَّــها الطَّـفَـــلُ
إّْذْ سَرْبَلَتْهُــمْ جُثامٍـاً مـن تَكَـــدُّرها ** مَنْ شالُهُ الشمسُ تَأْبَى- كيفَ يَغْتَِسلُ ؟
دَعْهُـــمْ نِيامـاً تَناهـُـوا عنـدَ مُقْتَـدرٍٍ** كـم تَشْتَهي الـرَّوْحَ رُوْحٌ حاقَـها الشَّــلَلُ
لا تُوْقِــظ المَـوتَ غـافٍ حُلْــمَ رائِعــةٍ ** كــفَّ الإلــهِ بِأَبْهَــى رَوْعَـــةً نَزلـُــوا
فَبائِسُ العُمْــر أن يُمْضَي على نَكَـــدٍ ** جَـــوْر الِّلئـامِ مُحاطـــاً كُلَّمــا سألـــوا
وَ أَقْتَـــل العُمْـــرِ ما تَحْيــاهُ مُرَْتَهَــناً ** وادي الضِِّباعِ و أهل الودّ قـَدْ رحـلـوا
دَعْهُــمْ نياماً فكــم باتـُـوا على قَلـــقٍ ** تَخَطّـفَ الموتِ في الحارات يَخْتَضِـلُ
دَعْهُم نياماً فَـدِفءُ المَـوْتِ راحتهُــم ** قَــريرَعيــــنٍ رُؤى الـرَّحْمـان تكتحـلُ
خُضْــــرَ الـــدُّروب أَفانيـــناً لِدالِيـــَةٍ ** سِحْـرَالفَراشاتِِ في الفِـرْدوسِ تَرْتَفِــلُ



أشفــق بروحــــــك
ــــــــــــــــــــــــ

فقـدي كفقــــدك و الأسى ينــــداحُ ** وجع الفراتِ و تلتقي الأرواحُ
نوح الحمــائم في النخيــل هديلهـا *** يدمي ألقلــوب فتــورقُ الأتـــراحُ
كنا نؤمَّلُ في ألعجـاجةِ فـارســـــاً *** يجـلى العثـــــــارَ منافـــحٌ لمّـــــاحُ
قـد شـطَّ بـابٌ و الـدروبُ تضيعــت *** بين ألضلـوع تحطَّـــمَ المفتـــاحُ
فبكل عيــنٍ غصَّــــةٌ و مــــــرارةٌ *** وبكلّ حــرٍّ شهقــةٌ و جـــــراحٌ
لــــم يبــقَ بيــتٌ للرجــــاءِ يظلّنـــا *** وَهَـتِ البيـوتُ و حَطَّـهــا سفّـــاحُ
فبـأيِّ ركــنٍ يـا صــديقي نرتمــي *** و بكــل شبـــرٍ رنّــــةٌ و صيــــاحُ
وكمـا ألنجـوم تنــاثرت أطفالنــــا *** و علـى الرصيـف تشظّـــت الأرواحُ
و فـــمٌ يفتشُ عن حرارةِ حلمَـــةٍ *** بيــن الــــرُّكامِ - الأمُّ و المصــباحُ
ذابــــا عنـاقاً فـي حـــرارة قبلـةٍ *** كَـيْ تستــريح بمـــوته الألـــــواحُ
والنخل و الزيتون طوحها المـدى *** وطنـي الحبيب تجــوبهُ الأشبــاحُ
يرتاحُ بعضٌ بالدموع من ألاسـى *** نضـبتْ عيــوني - ليتني أرتــــاحُ
فاشفـق بعينك سيدي مــا للأسـى *** غيــر الرحيــم فأهلنــا قــد راحـــوا
ليس الزمان زماننـا فانـدب غــدا *** عــلّ الشموس بصبحـــها تنــــداحُ



سـكـــــر الجمــــــال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شـــَــوقٌ إليـــكِ يشــدّني و جَمـــالُ *** مجنـون حبّــكِ .. يُفتــَرى وَ يُقــــــالُ
كـُلُ الــدُّروبِ إلى عيُـــونكِ تنَـْــتَهي *** و تــدور فيــك قـَـــــوافلٌ و رحــــالُ
أنــــا إن لَمَحْتُـكِ تعتـــريني رَجْفـَـةٌ *** تنــتابُ روحــي رعشــةٌ و ذهـــــــالُ
و أَتيـهُ في الأهــدابِ جنــحَ فـَــراشةٍ *** كُحـْــــلاً أذوبُ - مشاعـــراً أنثــــــالُ
أخْضـــلُّ في جفنــيك حُـلــمَ طفــولـةٍ *** صْبـح انْتِمـايَ و مـــا عــداكِ خيَـــالُ
لــو لا عيُــونك مـــا شـَــدَتْ شُــبّابتي *** و التَـــفَّ عَـــــذْبَ بكائهــا شـَـــلاّلُ
يا همسَ ألـواحي زَخــارفَ ريشَـتي *** لــولاك روحـــي بَلْقـَــعٌ و رمــــالُ
لـولاك لـولا مـَن أنا يـا مُهْجَتـي..؟ *** غيــر الضَّــــياعِ يلوكنُــي وَ خبَـــالُ
تختــالُ في عذبيــك أسِفْــارُ الـــرُّؤى *** إذْ ترتــويكِ قصـــائدي و تُقـــــالُ
إذ يحنــويني من رمـــوشِ ترافـــــةٍ *** نخـــلُ العـِــراقُ - سكينـةٌ - و دَلالُ
عينــاك غــابات انســراح تأمّـلي *** رَهْــــوَ الفــُــــراتِ تَحفُـــهُ الآصــالُ
شعـــرٌ و خمـرٌ لـَــذّةٌ و نــوارسٌ *** لـــوزٌ و كــــرْمٌ شــاطيٌْ و ظـِـــلالُ
لـو لـم تكـوني لاختـرعتك لوحـــةً *** و جنـون حــرف يَشْتَهـىه جــــــدالُ
لا و الذي فَطـَـرَ الحُـروفَ توَشَّحَـتْ *** بُـــرْءَ المــَـدارِ - تفتَّــحَ الأطفــــالُ
أنـــا منـــذ برئــي أشتهيـك ظلالها *** روحــاً تلــــذُّ جـــوارهـــا الأوصـــالُ
حتــــى كبـــرنا و أرتـوَتْ أوصالنا *** عِشْـقَ النخيــــلِ تطوفـــــهُ الأجــــيالُ
شبَّـتْ بَراعـِــمُ عن نَّـدى أكمامِها *** نَطَـــقَ ألجــــدارُ و أورقَ التمثــــالُ
يا أنت هذوي و ارتعاشُ خـوالجي *** أنا مـن أكـــون حبيـبتي - أَ يُطـــَـالُ
قلبـــاً تعَـمَــدَ بالنخــــيلِ تَوضُّئــــاً *** عشـق اليمــــام و راعـــــهُ التـــرحالُ
من يشتـهي فَقْــدَ الحبـيبِ غــوايةً *** لا تَفْتَـــــريه بِعـــاشِـقٍ - فَمحـــــالُ
أنْ يـعتري صدق المشاعـرِ عـابثٌ *** و يطـــلُّ مــا دون السُــؤال ســـؤال
فالحـبُّ ليس بنشوةٍ سُكْــرَ المَسَـا *** و يفيـــق صبــح جراحــــها الإذلالُ
إذ يفتــَري خَمْـرَ ألغـواية صُــورةً *** وَ هْمـــاً تَنُــــوءُ بزيفــها الأهــــوال ُ
لكنــهُ الإصـرارُ مجهــول المــَـدى *** و يلـــــذُّ فــي مهماهــــــه الإيغـــــالُ
هو أن نذوبَ على صليـبٍ أخضـرٍ *** و تشــــعُّ مـــلءَ قلـــوبنا الآمــــــالُ



ترتيـــلةٌ في رحــــاب سـرمد المشـــــكاة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى الـذات الرائعـة المعلـــم الإنسان محمـــد (ص) في ذكـرى مولـده ألنبـيل شمعـة عرفــان

أكـبـــرتُ بُــرأَكَ عُـشّــاً يُـتْـمـهُ الـزَغَـــبُ *** هـل يبلـغ العُــودُ شَــأْواً حـالـــه العَـطَــبُ ؟
لـكـنَمــا الأرضُ لا تُـبْلـــى ودائعُــهـــــــا *** وحـكـمــةُ الـغــيــب امٌّ روعَــةٌ – و أبُ
حـيــن احـتَـوتـكَ جـنـاحـاً ظُـلَـةً و هُــــدىً *** ما ضـاق بـابٌ - تراخــت دُونــهُ السٌّـبُـبُ
و حكمـــةُ الغيـبِ مـا ارتـدّتْ علـى سَبـب *** إلاّ استبــان ضـحـى اصــرارهـا - سَـبـــبُ
شـطــت حـوالــك عـــامّ الـفـيــل أيقظهــــا *** مـيـــلادُكَ الـنــور كَـــفَ الله يـصطـحــبُ
بُـوركــتَ طـفــــلأ مـلاكــا يـرتـعـي غـنَمــاً *** شـأنَ المَسیح ِوموسى - قبلُ مـن سَربـوا
واخْشَوشَــنَ الكـفٌ مـن كَــد علـى شَظَــفٍ *** يستحطـبُ الـرزقَ يطـوى عُـودَهُ السَّغـبُ
قد ينحني الصَخْـرُ أو تَشْـكُو الجبـالُ وَهىً *** لكنَــك الحلـــــم فــى أســـراره الـعَجَـــبُ
سُقياكـهـا الـعـذب – نثّـاثـاً عـلـى دعــــة *** رغــمَ الهـواجـر لــمْ يَجْـنَـحْ بـهـا اللغـــبُ
دلّــى لـــك الـكــونُ دانٍ طَــــوع أنـمُـلــةٍ *** ذَهْلـَى عُـــزوفٍ – تَنـامى فوقهـا النَّصَـبُ
فـــأي نـجــم يـلُــوكُ الـصَّـخْــرَ مُبـتهـجـاً *** يُـعـاقـِرُ الـجـُـوعَ – جَــوّابــاً و يـَنْـَتـصِـبّ
يُـصَـعِّــرُ الخــــــدّ لـلـدنـيـا بــمــا بـذلَــتْ *** مــن لاحـب الفقـر بُرجـاً – دربــه التعـبُ
يـا أنــل الخـَلْـق و الأنـْـدادُ قــد شَهــدتْ *** وأصــدق الحُـكـم أنْ أعـــداءَكَ انتَخبُــوا
كَـــمْ حـكَّمــوكَ و قـــد آلُــوا لمُعـتَــركٍ *** وَ اسْتأمنـوكَ نَفيـسـاً – حيثمـــا عََزبــوا
هّْــم بايعــــوك عـلى أصنـامهـــم ملكـــاً *** لومـــا قبلــت لأحْنَــتْ دونــك – الـــرّتَبُ
مـن ذا يـقـايـض مّـلْكـــاً بـالـشَّـقـا بــــدلاً *** مـن مَّخْـمـلِ العَـرش للتشـريـد - ينقلــبُ
أحببتـكَ – الـبـُرْء مامـاسـَتْ الــى تــرفٍ *** تلفَّــــــتَ المُلْــكُ – لكــــن زانـَــك الأدب
فــهـــل يُــقـــاسُ زلالٌ رائــــــقٌ عّــــذِبٌ *** سُـمّــاً زؤامـــاً عـلـى تَـشْـرابـه العَـطَــبُ
مــا جـئـتَ هــذرا ولا لـغـوا عـــل تَـــرَفٍ *** لكنـه الـعــذبُ - مــن عـذبـيـكَ ينـسـكـبُ
إذ مـــاد حـرّاؤهــا إقـــرأ عــلــى سَــحَــرٍ *** وجلجـلَ الـكـونُ فــي أردانــه الـصَّـخَـب
إذْ حــطَّ جبـريـلُ مـــن أغـْــوارِ غَيْهَـبـهـا *** نَشْـرَ الجناحيـن حَفّـتْ سِفْـرهـا الشُّهّــبُ
عُسْـرُ الـمخـاضـات و الــقــرآنُ كـلَـلَهــا *** و ميّـتُ الّرمــل - ناغـتْ جَدْبَــهُ السّحّــبُ
لــمّــا كـسـتــهُ إيـــــاةُ الشمسِ رابـعــــةً *** مـن نبعهــا الثَّــرِّ لـونـاً طعمــهُ الذَّهــبُ
فَـلْـتَـقْــرَإِ الـفـَـجْــرَ- إنَّ الارضَ داجــيـة ٌ *** فـي خَبْـط عـشـواء والأسحـارُ تحتجــبُ
إذ يحـلـم الغـاسـقُ المُـرْخـي عـلـى نـكــدٍ *** و الجـُــــرحُ يغلـي أنينــاً عنــدما يَـقِـــبُ
مــن أن توافـيـهِ خـيــلاً فـــي نواصِـيـهـا *** شمـس الشُّموسِ خَلاصـاً زفَّهــا الخَبــبُ
قرناً من البـذل عـدلاً - أرضهـا انبسطـتْ *** إذ تشــرقُ الشمـسّ فينـا - حيـثُ تغتــربُ
أحَبَّنــا النــاسُ – بـايعنـــاك قدوتنــــــا *** حتى انثنينـا – فَفـــاءَ الـسُّـلُّ و الجـــربُ
شـادُوا بك الـكـونَ شَـظَى نورُهـُـم َفَلقــاً *** وأصعـب النـاس من بَـــدْو - هــمُ العـــربُ
لانُـــوْا دمـاثــاً و كـان الـــوأدُ نزعتهـــم *** لــمّــا أَلنْــتَ فـلانــتْ دونــــك العقَـــــــــبُ
لمّــا رأوك خفيــفَ الـظــــلِّ تغمرهــــم *** أبــــاً رحُــومـا , لــكــل - قـلـبَـــه يـهـــبُ
الــكـــلُّ راعٍ - أمـيــــنٌ فـــى رعـيَـتـــه *** لا الحـقُّ حَـمْــلٌ و لا الطغـيــان يَـذْ تَـئِـبُ
لِــمْ , لا أحبّـــك .؟ - قـــد آليتنـى شرفــاً *** من سالـف العهـد يتـرى والهـوى سبَــبُ
الله الله كــــــــم تدنــــو أيـــــا جـبــــــلاً *** وتـستحــــمُّ بـأدنى سـفحــــك الـسُّحُـــبُ
منّـا صُهـيـبُ و سـلمـانٌ - أحْبَـشُهـــــا *** و قيمـة الـمـرء - لا لـــونٌ - و لا نَـسَـبُ
يا جامـعَ الخلـق مــا شطَّــتْ مشاربهــم *** واشــرف النـــاس لاتـرقـى بـــه الّرتَـــبُ
كــم مــن عـــظیم هـــوى كـفــاً ملطـخـةً *** والـف رومــا , رمـــادَ الـغـزو- تنـتـحــبُ
فحسـبـك الـنـبـل – لا شـــاةً و لاشـجــراً *** و لا جَريـحــاً مُـفِـــرّا شـاقــَـه الهــــــربُ
ولـيـس يـسـحـق فـيــلُ الـفـتـح أضلعهــا *** وليـس عـــــارَ اغتصـاب جنــدُكَ ارتكبــوا
هـل سُـنَّ فـى الكـون للترويـع مـن ثـمـنٍ *** إذ يُسحـق المــرءُ و الإحسـاسُ يُسْتلَـــبُ
عصر الحضـارات والإبـلاس مـن رهـــقٍ *** دم الـشعـوب - لنــاب الـنـفـــط يُـحْـتـلـبُ
الهمتـنـا الـحـرفَ والأضــواءَ فــى دعــةٍ *** إذْ دونهـا البغضُ – حربٌ محنـةٌ - رهـبُ
سُـقْـيـا إيـــاةٍ – بـهــا الـعــذراءُ طـاهــرةً *** وسنبـلُ الـروح - بــدراً– هـالُـهُ الرُّطَــبُ
فراقـد الفجـر- فـى الوجــدان – ننقشـــها *** كبسمـة الفجـر فـى الـقــرآن - تنسـكــبُ
لـمــا دَنـــوتَ مــــن الأســــرار مبـلـغـهـا *** مـن قـاب قوسيـن أدنـى- كِــدْتَ تقـتـربُ
مــن آزل العهـــد تَتْــرى أ لـــف معجـــزةٍ *** و دُحْیـَةُ الأرض بـالـنـقـصــان تُـغـتَلَــبُ
يا مُرْتـقـى الغـيـبَ والأقـطـارَ عـن سـبــل *** هـل مـن عُـــروج عــدا أقـصـاكَ يُنْقَـلـبُ
صنــو السَّمـــاء - تشـظّى رِتْقُـها مزَقــــاً *** سُكَّـتْ طباقـا , خــداع العيـن – تَنْـسَـربُ
كــم مــن عظـيـم نـبـا سـتـرا عـلـى فـلــق *** يــا أعــظـَــمَ الــكــل , لامــيــل ولا وربُ
إعجــازك العـلـم و ارتـــدُّوا عـلـى قَلَـــقٍ *** مَــن دالَ قـبـلاً بــدار الشِّـعـرِ- يُجْتَـنـبُ ؟
كالوا هـو الهَـذْرّ سحـرا شاعراً زعمـــوا *** يُـصــوِّحُ الــروحَ - لـلـوجـدان يـخـتـلـبُ
وكـنـت اودع مـــن يـسـعـى عـلــى مـثــلٍ *** أولـى لـك الله كــم سالـمـتَ – إذ نصـبــوا
تـثريــب جـرحـــك غـفـــرانٌ و مـكــرمةٌ *** لمُدْلـج المـوت – مَحـيَــا كـنـت تَرتَـقـِــبُ
طـوبـاك لــولا – لكـانـت حالـنـا - عـَدمـاً *** قـد ضَـلَّ فيهـا القنــوطُ العاكـفُ الـخَــربُ
كـم جـاك يسعـى - سفيـر المكـر مبتكــرا *** طـاغٍ من المَــدِّ – يحـدو موجـَهُ الـرَّهــبُ
حتـى استـويـت بـهـاءً فاسـتـوى خَـجَـلاً *** مــا كـــان فــى لحـظــةٍ لـــولاك ينقـلـــبُ
يُـشَهّــــــدّ اللهَ و الـُّد نيــــــا بـأجمعهــــا *** أنـت النبـي الـــذي أْتْــــرَتْ بــه الـكـتـبُ
دُفْـلَــى سُراقــــة َ يكْـبــو تحتـــهُ أمــــــلٌ *** فـكـان حُلـمـك إذْ عـاهـَــدْتَ – ان يـهـبـوا
قــد زايـلُـوكَ وحلـمـاً زدتَ مــا انفرطــوا *** مـن ذا يُّـهـانُ ويُفـنـى– عُمـقـه الغـضـبُ
هــل انــت سحــرٌ,مـلاكٌ, رحـمةٌ , مطــرٌ *** دفءٌ , أمــانٌ , رحـيـقٌ را ئــعٌ عَــذِبُ ؟
علَّمتنـــا الـعَفـــــوَ بالحُـسْنــى لِسـيِّئـــةٍ *** وأشــرف الـــرَّدِّ - أنْ تُــؤْذى و تحتَـسِـبُ
فَالمُرجـِفُـون َ ومــا آلــوه مـــن خــلـق *** كـم سِلمـك السَّيـف – والأقـــلامُ تحـتــربُ
لايُـقْــذَف البـحـرُ , أصـلّ الـمـاء أو مطـرٌ *** إذْ مـا طغـى الثلـجُ فـى حُمّائــه الّصَّخـــبُ
أو تُـرْزَأ الشمـسُ فــى تشعاعـهـا حُــرقٌ *** كـانــت مهــاداً وفـيـهـا تـحلـــم الـقـطـــبُ
خَـــــوارط ُ العـمـــر ألـــــوانّ وأجنحـــةٌ *** لايـحـزن النـخـلُ ينمــو حـَولــه الـغــَـــرَبُ
هل يستـوى المـاء , فـى إعجـازه صــورٌ *** عـذبٌ - أُّجـاجٌ - عِتاقـاً ، دونهـا الحُجُــبُ
والناكـثـون لإصــر العـهــد كـــم جنحـوا *** مــا ضَــَّر بـحــــرك أن الـطـيــر تـغـتـــربُ
كــم يدّعـونَ و مـــا عَسّـــوا إلـــى سَلـَــم *** بئـس الضبـاع , دُجـى أَسفارهـا الشَّـغَـبُ
فـى الـف عـام – خـذ لنـا ألـفَ معتـصــمٍ *** ومخلـبُ الخسْـف فـى الأضلاع یَشْتَــذ بُ
كــم حُــرَّة هلَّـلـتْ فــى سـجـن مغـتـصـبٍ *** مـوتــاً طـلـقـنـا ولكــــــن ماتــت الـنُّــدبُ
مـن الـفٍ عـام دمــى أطفالـنـا أغْتُصِبـتْ *** شواطـيءُ النخـلِ فيهـا عَسْعـسَ القصــبُ
حَــزَّ الـرجــاءُ رقــــابَ الَّصبــر مُرتَجَئـاً *** كــم من مـسیحٍ على الأسـوار قـد صلبــوا
بأتـنـــي , زمنــي - لـلحـُـــبِّ مَتْلَفَــــــةٌ *** و جمــرة العـشـق فـي الكـفّیـنِ - تنتحـبُ
هـــا نحــنّ نُوقَــــدُ ثلجـــاً مــن تـدلّهـنــا *** و خضرةُ الـروح فـي الجـدران ُتصْطَـلـبُ
مـعــاول الـحـقـد قـــد فـضَــتْ جماجَـمنا *** وألـف ألــفٍ - بـزعْـمِ الفـتـح - تُغتـصَـــبُ
مـــــاذا أبثُّـــكَ – أعـمـــاقي مُـسَمَّــــرةٌ *** وحـــارسُ الحـــرف للوسـواس يـقـتَــربُ
يدُنـو مـن الجــرح , لـجَ الملـحُ مُشتعــلاً *** وبـسـمـة الــــزاج فـــي نابـيــه تـلـتـهـبُ
مـَــلَّ الـرَّجــاءُ تَراخينــــا علـى كـســـلٍ *** وجــذوةُ الحيـف فـى الأعـمـــاق تلتـهــبُ
فـــى أمــــة آسَــــرَ الإعْقـــالُ غيرتهــــا *** إذْ مـا تثـوب – دعاهـا السُّكْـرُ والطَّـــرَبُ
أسيافُنـــــا صُلَّـــتٌٌ – تِصْهــــالُ ألسِنَـــةٍ *** لـم تتشتكـى الغَمْــدَ , لكـنْ نَصْلُهـا خشــبُ
والمرتـعُ الخَصْـبُ فينـا حيثماـ احـتدَمـتْ *** تُـنـاطـحُ الـريـــحَ - إشـفـاقـاً , فتَعْـتَـضِــبُ
أَلْهَمتـنـا الحِـــسَّ لـكــن خَيلُنـــا خُطَــــبٌ *** ناطحـتَ بالنَخْـــل – فيمـا خانَـنـا القَـصَـبُ
قـــد ألبَسُـونـا رُهابــاً - مـــن تَخيّلــــنا *** و ناتَـفُـونـا جـنـاحـاً - مـا نَمــا الـزَّغَـــبُ
يـاأنـت یا روعــةً فـي القـلـب نعشقهـــا *** تُضْـرى رؤى الـرُّوح - أضـلاعٌ وتَحْتَـدِبُ
إنّـى رسمـتّ بقُــرصِ الشَّمسِ – قافيتي *** فَـرَنـَّـم الأُفْـــقُ و الخضــراءُ و الشّعَــبُ
مُحَـمَّــــــدٌ كـــانَ إنـسانيّــةً - مثـــلاً *** طُهْـرَ السَّمـاء ونُبُــلَ الأرض - فاحْتَسِبُـوا



رُعـــب القُطيّـــــــاتْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

... إهـــداء : إلى كل أمهات شهداء الكرامة شهداء الوطن الحــرّ والأمة وكلّ أحــرار الدنيا ..


يـا فلقــة القلـب - قلبــي مــا بـه رَمـــقُ ... ألوَعْـــــدُ و البَـــْينُ و الأنــــواءُ تَتَّفِــــق
لملــمْ حُطــامَكَ إنَّ الشمـسَ قـــد طَفَلَـتْ ... و حُــوتَةُ البحــــرِ أَدْمـى نابَهــا الشَّفَــقُ
أصـابعُ المـوتِ أرْخَــتْ شــالَ سَكْرَتهــا … و لُجَّــــةُ المــــاءِ بالإنفـــاسِ تَحْتَـــــرقُ
و شَهْقــةُ الـــرُّوحِ بركــانٌ على حَــــرَدٍ ... دمــــاءُ جَمْــــرٍ- ضميـرَ الأرضِ تَنْبَـــثِقُ
قـدِ اصْطَـلاها جَـلالُ الهَـول في وَجَــــعٍ … و خُضْـرةُ الحـرْفِ يعــوي بابهـا الــرَّنَقُ
تبكــي السمـــاءُ دُخـــاناً سَــــحَّ ثاكلــةٍ … و المُوغِلــونَ رؤى أوْهامِهُـــم غَـرقُــــوا
و أُمُّـــــكَ الآنَ ذئـبُ الُّـرُّعْــبِ يَنْهَبُـــها ... نحـــوِ الجنــونِ و يُدْمـي كِبــرَها القلـــقُ
صفْـــرُ الجِهـاتِ تَعــاوتْ وَجْـــرَ مَذأَبَـةٍ … تلَفَّــــتَ القلــــبُ لا مــــأوى و لا نَفَــــقُ
أرْسَـى المقـــامُ على أعْجـــافِهـا كِسَفـاً … فــي كـلّ آهٍ صــــداها لَوْعَـــــةٌ مِــــــزَقُ
لَمْلِـــمْ نثـــارَكَ قبـــل الفجـــرِ مُرتقـــياً … كـــم من عظيـمٍ تدلّى هَــوْسَ من مَـــرَقوا
إذْ طأطــــأَ المـوتُ إشفـاقاً على خَجَـــلٍ … لمّــــا تَوَضَّـــأَ مِــنْ حَلاّجِــــــها العُـــــنُقُ
صَلّى به العشــقُ مأمـوماً على وَجَـــعٍ ... فـــورّد السَّيــفُ و الجـــدرانُ و الفـــلقُ
تَجَـــــرَّعِ المــوتَ ياطفلي علـى زُلَـــفٍ ... إذْ لا مَنـاصَ و قبّـــلْ دربَ مـــن شُنِـقُــوا
رُقيـا غِــلاظٍ , وشِسْعِ النَّعْــلِ هامَتهُـــم ... و هامُــكَ النَجْــــمُ عَـــــرشَ اللهِ يأتلِـــقُ
قـــد كنــتُ أدري وقلــبُ الأُمّ أنبـــــأني ... رُعْـــبَ القَطــــــاةِ يُوَشّــي مَسّـــها الأرَقُ
طــــال انتظـــاري طــويلاً كي تعانقنـي ... و شــائِكُ الجـُـــبِّ يـــأبى ليـــلهُ الفَلَـــــقُ
فاضمـمْ أُمامَــةَ واحْضـنْ بُرْأَهـا عَــدَماً ... مَـــن للطفـــولة بعـــد اليُــــتْمِ يُمْتَـــشَــقُ
وانـبذْ - فليـــلاكَ قَــدْ آبَــتْ الى جَــــدَثٍ ... و فَـرْحَــةُ العُــرْسِ ماتَتْ غَيَّ من نَعَقــوا
أسلمْتــها الآن للمجهـــــولِ مُحْبَطـَـــــةً ... مـــــاذا تَبُــــثُّ لنَجْــــــــواها و تَخْتـَــــلقُ
غيـرَ التُّــــرابِ - و أسـراباً تَطيّـــــترها ... في مُـوْحِشِ الـــدَّرْبِ و الآفــاق تَصْطلــقُ
قــــد أَسْلَمَتْـــكَ أُخَيّـَــــــاتٌ الى سَفــــرٍ ... كـم بعــــدك الله في الّتيهـانِ قــــد عَلِقـــوا
هــذا هو العشـق مُــرٌّ , حنظـــلٌ ,ألــمٌ ... و أجمــــــل الــــــورد في كَفَّــيهِ يحتــــرقُ
أَوْدَعْتُـــكَ اللهَ يــا ورْدي على أمــــــلٍ ... هَــــــلْ التَقـــيكَ - و ظِــــــــلِّ اللهِ نَتَّسِــــــقُ
أَعْـــدَدْتُ عُـــودَكَ فَاشْـدُدْ إزْرَ عاقبـتي ... أَ سَرْمَـــدُ العشـــق يُجْلــى حــين نفتــــرقُ؟
هــي الشَّهــــادَةُ وَشِّحْنِــي بِبُرْدَتِهـــــا … وشــــــاحَ عِـــــــِزٍ لـــهُ الأَرْواحُ تَنْطَلــــــقُ
و ابْصُــقْ على دارةٍ للحُــــرِّ مَنْكَــــدَة … يَسْتامُهـا الــــــــدّودُ والأَنـــــذالُ والعَــــــلَقُ
غَـــرّدْ كما الحُـــرّ واسْتَعـذِبْ كواكِبَها … إنَّ الكـــــــريمَ لوعْـــــــــدِ الأرضِ يَسْتَبِـــقُ
دعنـي أُحَوْقِـــلُ باسْــم اللهِ أَحْمَـــــدها … وَ أَنْثُــــرُ العُمــــــرَ أَزْهــــــــاراً وَانْتَـــــشِقُ
طــالَ انتظـاري دهـــوراَ قـــد تُعانقني ... أزرى بي الهَــــــمُّ و الأشـــواقُ والقلـــَـقُ
مــا لاحَ طيــفٌ و لا نجْـــــمٌ يُؤمِّلنــي … وسجــنكَ الجُـــبّ يــأبى ليــــلَهُ الفَـــــــــلَقُ
جـــاؤوا بأشْــلاءِ قُمْصــانٍ على نُــدَبٍ ... وَأَبْصَــرَ الــــدَّرْبُ مـــن ريّــاكَ والعَـــــبَقُ
روـي التي أشْرَقـتْ شمساً - كآبتُهـــا … وَ اسْتَعْــذَبَ الضَّــوءَ من إبلاسـهِ الغَسَــقُ
أحنـتْ عليه اخضـلالاً عُـــودَ شَيْـبَتِهـا ... مثــل الحُـطــامِ تَهــاوى صَـــدْرَها الَّنـــزَقُ
تُقَبّــلُ الثَّغــرَ لـــونَ الزَّهْـــرِ مُبْتَسِـمـاً … بَــــــدْراً تَكـامَلَ أُفــــــقَ الخُلــــد يتَّسِـــقُ
و المِسْـكُ يقطـــرُ مــن أردانــهِ عَبِــقاً … نَشْـراً تَـــراآى شَــــذى تَسْكـابِهِ العَبَــــقُ
شَمَّــتْهُ أعماقُهـــا الذَّبْلـى علـى ظَمـــأٍ ... فَأيْنَعَـــتْ روحُــــــها الثكلى بهـا البُــــرُق
و رَدَّدَ النَّــــــــوْحُ ألحــــــاناً لفاختــــةٍ ... يا واعِـــدَ الرَّجْـــعِ قُــلْ لي كيـفَ نَـتَّفِـــقُ
أعْـــدَدْتُ عُــودَكَ فاشْــدُد إزْرَ عاقِبـتي ... وَ سَرمَـــدُ العِشْـقِ أنّـى - حيــنَ نفتـــرقُ
ألحمــــــــــدُ لله إنّـــــي أمُّ اربعـــــــــةٍ … أَطعمتُ للإرضِ أَحْلىَ ما حَبَـــــا الــــوَدَقُ
و حسْـــب أفـــلاذِنا تُضْــرى قيامتُـــها ... أرْضَ التـــآويلِ والأَحْطــــابُ مَـنْ خُلِقــوا
كــلّ ألطَّــواغيـتِ أَنْصـــابٌ و متلَفَــــةٌ ... ماَ ضــرَّ فِرْعَــونَ دالَ النــاسُ أوغَـــرقُوا
ضيــزى التقـاسيم و العَـــوّادُ يُنْكِـــرُها ... تَرْتيلَـةُ الأرضِ عِــــرْقٌ تَــــدَّهُ العَـــــرَقُ
و الحــــادِبُونَ على أَرْتـــــالِ خَيْبَـــتِنا ... شعـث الجــــذورِ تنــامى حولهــا الفَـــرَقُ
وَ حُــــوب أُمٍّ تَهـــاوى شِـــقُّ فَلْذَتِــها … و العاكِــفُونَ أَساهـا شعــــــرَها حَلَـقُــــوا
الله أَكبـَــرُ - كـــم عــاثوا على جَنَـــفٍ ... و ألبَسُـوا الفجــرَ أَمْــــراساً بما اخْتَلَقــوا
تــأْبى فَــداحِـسُ والغَـبْــراءُ شيمتُـــها … أمّــا الثُّغُــــورُ فَصـامتْ دونهـــا البُلُـــقُ
جـــيلٌ يُســاقُ بلَحْــنٍ ســائغٍ عَـــــذبٍ ... إسْفــاف حبــرٍ تَنَحّــى زيفَــــهُ الـــــوَرقُ
الغَــزْوُ و الضَّـبْعُ من أدمى مُناجَــزَتي ... حتّـى مَ نذْعِـــنُ إنْ أكبــــادُنا سُرِقــُـــوا
و للنخــــيلِ صُــــراخٌ ذاتَ مُنْعَــــــرَجٍ ... أنيـاب فــــأسٍ تُحـاكي وَقْعَــــهُ المِـــــزَقُ
والأرضُ أبْقـــى و ما خــانتْ أمانتهــا ... زيتـــون صَبــرٍ بـه أعماقُهـــــا تَثـــــــقُ
و الأرضُ أوفى - مخاضاً في كرامتـنا ... و الأرضُ حُبلى بمــا ضـاقَتْ سَتَنفَلـــــقُ
طوفـــان وعــــدٍ بــه الآلاءُ مُوْشِكَـــةٌ … سَيَلْفِــظ السَّيْـلُ يومـاً خِـــزْيَ من نَفَقـــوا



عينـاكَ سحــرٌ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عينـاكَ سحــرٌ و محـــرابٌ و أشرعــةٌ *** و راهـبُ الوجــد كالعُصفـور يرتجــفُ
أهفـُــو إليـك بروحـي وَجْــــدَ قبـَّـــرَةٍ *** عشّــاً تَحُـــــومُ لأفــْـــراخٍ بهــــا دَنَــفُ
رضــاكَ أُنسـي دمـــائي لـــو أُقايضـهُ *** لـنْ أُبلـــغَ العشقَ مجنــوناً سَأعتـرفُ
مــن فـَـرْط حُبّي و هَذْيـاني ومتلفتي *** توهَّـــــمَ النــاسُ أنّـي مَسَّنـي الخَـــرَفُ
أَنــا أحــسُّ ضَـياعَ ألعقـــلِ سكـــرتهُ *** لـــذيذَ خَمْــــرٍ حـَـــلال طعمــها اللَّهَــفُ
دنيــــايَ قبلـكَ قفـــــراءٌ و موحشـــةٌ *** لــو لا شُمـوسك أَقعـى حلكـتي الأســفُ
و الآن عمــري نديفُ ألثلــجِ ينثـــرهُ *** خــــاوي المحطّـاتِ لا أهـــلٌ ولا وهـــفُ
قــد كان بيتي شواطي الكــرخِ داليـةً *** اليـــوم أقبــــعُ لا نخـــــلٌ و لا حَشَـــــفُ
بغــــــداد لمّـي ضياعــاتي و متلفـتي *** في غُــربةُ الــرّوحِ مثـل الشمع أرتَجـِـفُ



بغـــــدادُ يا وَجَعــاً يسافـــرُ فــي دمـي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بغـــــدادُ يا وَجَعــاً يسافـــرُ فــي دمـي **** و صليـلَ أنّـــات العــَــذابِ بأعظمـي
أوّاهُ يـــــا أمّــــي و شهـقــة خافقـــي **** وجــعَ الدَّفــاترِ و انطفـــاءَ الأنجــــمِ
كانت بشــاطي الكــرخِ تسبــحُ نجمــةً **** هي و النوارسَ في المـدار المُلهـِـمِ
و اليـــــوم يبكـي و الرُّصــافةُ نخلُهــا **** و جثـا الرمادُ على الرصيف ألمظلـمِ
أُوّاهُ يــــا ثـــديَ الحنـــين بأضلعــي **** حُــــزن الرَّبــابة و النيــاق الحُـــــوَّمِ
لِمّـي شَتـاتَ الــرّوحِ يذبحنـي النـــوى **** و لواعـجُ الحـرمانِ تقطــرُ مـن فمي
يا نبعَ باهي الشمسِ في وَهَج الضُّحـى **** و أنـا أدورُعلى الضلالــة مـن عمـي
أوّاهُ يـــا روحـــــي يفطّــــرها الأســـىً **** وهَــجُ الحنـينِ الآن يسبـحُ فـي دمـي
يــا حبّــــذا ظــــلّ النخيــــــل يضمّنــــا **** و نتيـه فيهـا شـوقَ عُصفــورٍ ظَمِــي
لــو أنّ قبـــراً بالعـــــــراق يلفّنــــــي **** لبــرأتُ وجـــداً مـن جحــيمِ تَهَــوّمي
و لجُـــلُّ مــا أخشـاهُ سرمــدُ غُــربتي **** و يــدومُ مــن بعــــد الممـات تظلَّمـي
و تــــذلّ مـا بعــــد المــواتِ قُبــورُنا **** ظــلّ الغــريب رحـى الدَّمـارِ الأعجمي
حتّـى مَ أُوغـِـلُ في الـدّروب أجـُــرُّها **** أعـــوادُك الخــرساءُ تصلـبُ مَــأتمي
مــن لي قميصَـك يـا عــــراقُ أشُمّـُـهُ **** بـُـرءاً يفيـقُ دُجـى عَمـايَ و مَــألمِي



عشـــق النَّخــــــيل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


نحـنُ الذين عشقنا الأرضَ من ِصغَــرٍ *** طبْـعَ الجُـــذورِ عَميقــاً نَنتمـي نَسَــبا
تحـتَ النخيــلِ ِ صِغـــاراً كـان ملعبنــا *** إذْ عَـرَّشَ الحُـبُّ في الوجدان واختَلَـبا
لو خَيَّـروني بديلَ الشمسِ عــن وطني *** أو ساومـوني بـأرضٍ ملؤهــا ذَهَبـا
لو قايضوني جنانَ السِّحْـرِ ما طمحتْ *** نفسي - فِـــداكَ .. ومَـنْ أدميتَهُ أَرَبــا
إنّـي أذوبُ بقــُرصِ الشمـسِ غاسِقــةً *** تَهْــوي إليـك وروحـي تَرتَمـي سَبَــبا
فامْدُدْ جناحكَ و احضنْ فيضَ عاطفتي *** ملءَ العروقِ هَـديراً وجْديَ اصْطَخَـبا
لا - ما غَـرَسْتُكَ في روحي و أوردتي *** ولا عشقتـكَ حُلْمــــاً دغـــدغَ الهـــَدَبا
لمّــا وَجــًــدتك فـي رَحْــــــْمٍ تُؤانسـني *** قبــل الخليقــة أمّــاً كــنتَ لـي وأَبــــا
دعنـي أطيــرُ لبـُرج الشمس ضاحكــةً *** أُعَـفّـِــر الجُنــحَ في قُــدّاسِهـا سَــرَبا
إنَ البُــــــوازَ إذا ما حاقَهــــا كِبَــــــرٌ *** تسعى إلى الأفــقِ في أحتافهـا طَلَبـــا
كَـيْ تحضــن الأرضُ أجساداً مُعـذّبةً *** وتلثــمَ الشمسُ أرواحـــاً لهــا و إِبـــا



يـا مَــن أحسّــكَ في دمـائي جَمْــرَةً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يـا مَـن أحسّــكَ في دمـائي جَمْــرَةً ... أَحنُـــوْ عليــك أَضالِعــاً و فُـــــؤادا
أَحميكَ من فَـرَط الدُّمـوعِ - فتنطَفي ... كَـي تَسـتَديم َتَضَـرُّماً و وِقــــــَـادا
دَعني أَضُمّكَ في حُشـاشَة خــافقي … و أذوبُ فيــــك صبـــابةً و ودادا
أوْدَعـتُ في مَـرسَى عيونكَ قـاربي … أغــراه مَـــوجٌ ساحـــرٌ فتَـهــادى
قــــد كنــتُ غِــرّاً مستكــيناً آمنــــاً … حيــن ابتعـدتُ شواطئـاً و بــــلادا
علَّقـتُ مـن رمــل الخيــالِ جنائـنـاً … عشتـارتي انثالتْ صَـدىً ومُــرادا
و نظمْتُ من وَهَـج النجــومِ قصائداً ... علّقــتُ روحي دمعـةً و قـِــلادا
طــافت ببـابلَ مـن نبيــذي سَكْـــرَةٌ … و شَـدا قَصيــديَ فتِــنَةً و أَجــــادا
و أفقتُ من خَمْـر الغِـواية لـم أجـِـْد … غيـر الكؤوس جماجمِاً وحَمـَــادا
و طفقـتُ في ليلـي أبـثّ لوحـــدتي … نـــارَ الهَشيـم لواعجــاً و سُهــادا
اقفلتـني و رميـت بالمفتــــاح فـي ... بحــــر العــيون نكايـــةً و بعـــــادا
فلكـم نقشـتُ رسـائلاً مـن أدمعــــي ... ضَجّــتْ عليـك محــابرا ومــــدادا
أَ عَـلى احتـراقي - سكـرةً و تَــورّداً … أَزهُــو بنــارك انتـشي أَعــــوادا
آغــــــراك انـك فـي ودادك مَتْلَفــي … يـا مـن أحــسّ بلوعتـي فتمـادى
يا مُرْبكَ الخطوات في شوق المـدى ... ضاقت عليَّ مسالكاً و وهـــــادا
هَبْنـي لِعتْـقٍ مـن عـذابكَ موُجــعي ... سُقْــيا نَـــداكَ - أَذلَّــني أصْـــفادا
يـا مـن يـَـرى وَهَـجَ اشْتعـالي لـــذةً ... و ألــــذُّ فيــه تشَفّــياً وعـــــنادا
خــَوفَ العــَـواذل والوُشــاة تعّلـــةً … أشقى واضحك فـريةً - أتفـــادى
قـد يلمحون السِّـرَّ في قعـر الأسـى ... او يدركـــون تَغَضُّــنا و ســـوادا
صَبَغَ الجُفـُونَ بريشـةٍ لــَونَ العَمى … وكَـسَا رمُـوشيَ خَيمَـةً وحِــدادا
يا مُـرجَ احـلامي وسكـرة خاطـري… حَــتّامَ تُشقــى آهـــةً و بـِـــدادا ؟
روحي التي أنسَتْ جــوارك طفـلـةً ... ســاءَ الربيـعُ سنـابلاً و حصــادا
مولاي اشكـو في هــواك تضيّعــي ... مُسِخَت حيـاتي يَقْظـَـةً و رُقــــَادا
لا أنت مـِن شِيَـع الفـُـؤادِ فاشتكــي … أوْ انت خَصْــمٌ كاشِــحٌ فـتُعـادى
أَشكُوك يا صنماً أحَــــطَّ تضَــرُّعي … أشْكُـو أسـايَ تحجّـــراً و جَمــادا
لــو كنـتَ دينـــاً لاهتـديتُ لغيـــره ... واخـتـرتُ مولـىً طيِّــبا و جَـــوادا
لكنَّمــا انـت الجُنـُــونُ و مُهجَــتي ... و أنا بغيــركََ لا أســاوِ رَمـــــادا



مــن أيــن آتـي بالصَّبـاحِ حبيــبتي .. !؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مـن أيـن آتــي بالصّبـــاحِ حبيــبتي .... والشمـس مــاتَ بدربهــــا الإلهــــامُ
والجـرح في جنح الفراشـة شهــقة .... غَصََّـــتْ بكحــْـــلِ رُعـــــــــافهِ الآلامُ
ماذا سأرشـــحُ مــن ذُبالــةِ خيبــتي .... غيــــرَ المَــرار تدُوفـُـه الأعـــــــوامُ
ما مَــرَّ يـومٌ دُونَ ســربِ مَواجـِـــعٍ .... و العاكِفـــــاتُ و مـــا لَهُـــنَّ قِيــــــامُ
في العـــاويات كمــا الذئــابِ أضـالعي .... أ علــى الحَنــينِ سَكينَـــةٌ و مَنـــامُ
مــاتتْ ببغــــــداد الحبيــبة نَخْلَــــتيْ .... ظِــــلَّ الدُّخــــــانُ تلوكهـــــا الأورامُ
بغــــدادُ تصـرخُ و الغـريبُ يجــرّها .... عـــارَ الحَضـيضِِ يذيقــها الإرغــــامُ
من أين أشعُـــــرُ يا حُبيـب سكينـَـتي .... و إلى الجنـــون تقــودني الأوهـــامُ
لا أمـــن لا فــرح يطـــوفُ مدينـتي .... حتى الظـِّـــلالَ تخافهــــا الأحـــــلامُ



أنشــــودة الطيـــــــــن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أفــدي جمــالـك يستبـيحُ مشاعــري ..... حلـــوَ القـــوامِ بساحــر الأحــــداقِ
يـا مـن يطـرزُ أحـرفي بُـرءَ النـَّـدى ..... شَـفَّ الــــورودَ و حـــــالمَ الأوراقِ
خَضِّــلْ جناحـاتي بأهـــدابِ الكـــرى ..... يــا نورسـي و سكينـتي و عنـــاقي
يا نخــلَ عُمـري و ارتعـاشَ بـراءتي ..... هـَــزَجَ الصِّغـــار بغـــابة الـــــدّرّاقِ
لـُــحْ في سمـــائي نجمـــةً لمّــــاحةً ..... يُـذكي الحنــينُ توهّــــجَ الأشـــواقِ
و اغــدق بحرمـاني يضـجُّ باضلـعي ..... مطــــــراً ينـثُّ عوالـِـــمَ الأعمــــاقِ
انّي لأحلــــمُ أن تطـُــوفَ مَجــــرَّتي ..... و أبـُــلّ فيــــكَ تَدلّــُـــهَ العشّـــــــاقِ
إذْ تشتهيــك الــــروحُ دفءَ يمــــامةٍ .... هيمــــاءَ سحـــــرَ ثمـــالة التريـــــاقِ
حـرفٌ يطوّحُ بالقلـوب رؤى المــدى .... وهــج الشمـوس و رائــعَ الإشـــراقِ
أَ عـراقُ يا وطـن النهـار و طينـتي ..... أ تــــرى تشــمُّ تـــــرابها أعمــاقي..؟



في رحـــــاب الأديب العــربي الرّاحــــل الطيــِّـب صــــالح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فـــي ذكــــرى وداعــــه الأبـــــديّ الاخيــــــــر


ذُبـُــلَ اليـَــــــراعُ اذ آعتـــراهُ ذُهـــــولُ **** و کَســـَا الخـــريفَ تبلــــّدٌ و ذهــُــــــولُ
جَـــفَّ الـمِـــدادُ عـلی شِـفاهـــِـكَ زُرْقـَــةَ .**** وعــلی الـدفاتــــر دمعــــةٌ و عــَـــــويلُ
والـنَبـْـعُ يســألُ عــن مَعـِــينِ نـُضُـوبهــا **** قــــــد کان يرشـــحُ سلـســلاً ويصـــــولُ
والـسَّــيلُ أحْجَـــمَ فــي تَبلّــــدِ سَکْــــرَةٍ **** هـَجَـــرَ الـصُّخــُـورَ نشيدُهــا المَعْـُســـولُ
قــــد کـــان يُنْبـضُ فـي بـَـلادَةِ صَمتِهـــا **** دِفْءَ الحيـــــــــاة تـَـرافــــــةً فـتميـــــلُ
أفـنــــان مــن وحــي الکمـــال عـذوبــةً **** تـَشْــــدُوا بهـــــنَّ مواســــمٌ وحقـــــــولُ
کالسّـنبــل الـمِکســـالِ وافــــــر ثــَــرّهـا **** والخيــــــرُ فيـهِ تــنخُّــــــلٌ وخـَضــــــیلُ
واليــوم تـقـفُـــرُ فـــي مــــداهـا أَربــُـــعٌ **** والالـــف ميـــــلٍ بـلقــــــــــعٌ وطـلــــولُ
ألـطيـِّــبُ المهطــــالُ - يرکَـــــنُ صـــالِحٌ **** و فَـــمُ التَّـشآحـُــبِ - باسِـــمٌ وهَـــــزيلُ
و ذُبالـــــة القنـــــديل داعبهــــا النــَّــوی **** تـتهـشَّمـــان - زجـاجـــــــةٌ و خليــــــلُ
ألــق الَّربــابِ ينــُـوءُ فـي طَـفَــل الــدُّجی **** فَکَــــم اسْـتَظــَـلَّ جـهـــــابذٌ و فُحُـــــولٌ
و الشمـسُ تجنــحُ والوســاوسُ شُـــرَّعٌ **** وعـلی مـَــداهُ قـَـــدِ اسْتـَــــراحَ أَصيـــــلُ
تبــکي الـضّـــــياءَ روائـــــعٌ ومنـــــابـرٌ **** يختـــضُّ فـــي محرابهــــــا الـقـنــــــديلُ
کَـــــدويِّ نُــــــوق ٍ تغـتـــلي صنّاجهــــا **** واه النشــــيد - تـشـرنقــــاً و يقــــــــولُ
للـــه دَرُّكَ أيهــــــا الطيَّـْـــــبُ آلنـَّـــــدي **** مـَــــــلأَ الوجــــودَ بیانــُـــه الـمطـلــــولُ
بالـسّانحــاتِ الغُــــرّ وَشَّحَهـــا الـشَّـــذی**** أنَّـــی يَحُـــــطُّ - فَممــــــرَعٌ وهـطــــــولُ
أَنُّـی يفيــضُ الحـَـــرف لـوعــــة عاشــق **** وقـــذی الدهـــور منـاغـصٌ و خـَــــذولُ
فــي کل يـــــوم رَنــَّــــةٌ فـــي شـاهــِــقٍ **** نـــاب الـرّحـــال - مُظـــاهِـرٌ وعــَــــذولُ
يجنــي مــن الأزهــــار أبهاهـــا شــــذیً **** و المُـشفـقــــات - نواعِــبٌ و صهيـــــلُ
لــو ان هــــذا البحــــر يرهـــجُ جـمـــرة **** يبــتـــــل فيــــه تَـوجـّـــــــدٌ و غــــــليلُ
تـخـضــلُّ فـي حــــرق الأســی اقلامنـــا **** فـــَــرط الــروائـــع ِمــــا لهـــنَّ بــــــديلُ
و کمـــا اليمامـــة يستــريح بـشجوهـــــا **** فــــــرط الـشقـــاوة - نـائـــحٌ وهــــــديلُ
تــبکيك فـي مـَــلأِ الحــُـروف شواهــــــدٌ **** و الـحــــبُّ سـرمـــــدُ رائـــــعٍ ودلـــــیلُ
خَجْــلی القـَــــوافي باعتصــار خَريفِهــــا **** و ذوى النَّشیــــد إذ ارتقــــاهُ ذليـــــلُ
لــو قايســوا طـُــــــرّا بنـــانكَ لاستــــوی**** طـــــاوِ المَنــاقـِبِ - مُربــِــك وخَجُـــــولُ
لکــنّـما سُنَـــــن البهــــــــاء منـــــــازلٌ **** وَسَـنــا الشُمــــوس تَـرَبــّــعٌ و أُفــُـــولُ
يـا سيـّــدي لــو أسْـرجـُـــوك بعـَشــوِهـا **** لـــــو دال فيهـــــا جَهْـبَــــذٌ و قَـــــــؤولُ
جُـبِلَـــتْ کَنـُـــــوداً لا تـقِــــُر لمسحــــلٍ **** و يَهـــــشُّ فيهــــا ناهـــــش ويــــــدولُ
دالـــت ومالـــت فــي تـقــاضـم ثـديهـــا **** لـمـــــا آنْبـَــــراهـا أزعَــــــرٌ وقـَحـُــــــولُ
إرحَـــــلْ و دَعْـهـــا تَسْـتَجيــرُ بِـبَـّوِّهـــا **** مَـوتـــاً تَقــــــادم - يرتجـــــيه عـــــــليلُ
لا ذاك حـَـــــيٌّ يستجيـــبُ بکـــــــــاءَها **** وتـبـــاتُ ينثـــــــتر عيَّهــــا - المَـشلـُـــولُ
نـــــبکي وتبکينـــــا الـثـــــواکل بُــلََـسَــــاً **** والأُمهـــــــات مــحالهـــــا مَـأمـُــــــولُ
کــــم مـــن فـقــــيدٍ بالعــــراق وغـــــــزةٍ **** بـحــــــر الـدمـــاء مُـقــَـــزِّزٌ ومَهُـــــول
إنــّـا طـُقــوس الحـُــزنِ عَمَّــدهــا الـَّرجــا **** والی الــمتــــاه يجُـُّرنــــــا الـتـــَّـــــأويلُ
فَارحـَــلْ و دعْهــــا تَحـتـَســي بـدُخــــانها **** قــَــاتَ الـخــَــراب تـرنـُّـحــــاً - وتميـــلُ
فـَـــرْطَ الـتَّجـــاذُب لا التَّخـــامُـر تَـرتمـــي **** جـُـبّ الـعـَــذابِ - وخوفهــــا الـمَسْــلولُ
اذ أحجمـــــتك تنکُّســـــا مـــن فرطهــــــا **** صَلَّــــتْ عليــك نواکـِــــسٌ و فُضــُــــولُ
أعطــــاف أربـــــاب الحــــــروف تأدُّبـــــاً **** إعـــراض هـــابٍ جـــــاحدٍ - وجهــُـــولُ
لعـــــــــواء ريـــــــحٍ أبَّـنَــت اسفافَـنــــــا **** بمَســـــــاحِلٍ مِهْمــــــازُهِـنَّ دَخيــــــــلُ
مـا الدهــرُ دهــرك لا الحـروف - تکــُّرمآ **** والسانحــــات - تميــــّــــعٌ وشَمُــــــولُ
طـُوبـــاك انّـی مـا انسرَحْـت َهـــوالمـــدی **** نَـشـْــرَ الجـنـــاحِ لــوارفٍ سيطـــــــولُ
کالغابــــة الـدّهْمــــــاء يرفــــــل ظـلَّهــــا **** مَــــسَّ الهَـجيـــــر- مراغـــــمٌ و ضـــليلُ
أنـتَ الجـمـالُ وبــاعُـــهُ الألـَــقُ الـضُّحــَی **** أفـَهَـــــل يُـــــدانی رائــــــعٌ وجـميـــــلُ



عدد النصوص : (20)

المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
أكاديمية الفينيق للأدب العربي

خـُـويط ألرُّوحْ ـ احمد القيسي
المادة محمية بموجب حقوق المؤلف عضو تجمع أكاديميّة الفينيق لحماية الحقوق الابداعية
رقم الايداع :أ.ق / 16 / 2017
تاريخ الايداع : 05/ 04 / 2017















  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:05 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط