لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
27-02-2021, 11:05 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
هارون
هذا موعده الّذي لم يخلفه يوماً ، وهو دائماً يأتي في موعده ، وكنت دائماً حين ألمحه قادماً من بعيد أهرع إليه باكياً من شدّة شوقي إليه لأحضنّه وأقبّل عينه ، لكنّه كان دائماً ينحّيني جانباً بيده ويبعدني عنه وهو في طريقه للشجار والعراك مع الّذين سخروا منّي وأغضبوني.. نعم ، وكما أقول لكم ، فقد كانت لحظة شعوري بالقهر والضيّق وبالرغبة الشديدة في البكاء من سخرية الأولاد المتكرّرة من تأتأتي هي لحظة حضوره. ولا أخفيكم بأنّي أحبّ رفاقي في المدرسة وفي الحارة بالرغم من مضايقاتهم المتكرّرة لي وسخريتهم منّي ومن تأتأتي ، ولعلّي أحبهم كثيراً لهذا السبب ! وأنا أحبّ أخي ، أحبّه أكثر منّي ومن أيّ إنسان آخر أو أيّ شيء في هذا الوجود ، ولأنّني كنت أريده أن يحبّني أكثر وأن يبقى دائماً معي ولا يغيب عنّي طويلاً كنت أقف في وجهه دائماً وأمنعه من ضرب الأولاد الّذين سخروا منّي وأغضبوني لأتولّى أنا عنه هذه المهمّة ، إذ كنت أبدأ بالشجار معهم وبضربهم وبكيل الشتائم لهم بتأتأتي المعهودة والّتي كانت تضحكهم حتّى وأنا أتعارك معهم ، ولكنّني وفي نفس الوقت كنت أحرص على عدم ضربهم ضرباً مبرحاً وعلى انتقاء شتائم مهذّبة ليس خوفاً و حرصاً عليهم ، بل مخافة أن يخافوا منّي وأن ينتهوا ويكّفوا عن سخريتهم من تأتأتي وعن مضايقتهم لي ، وحرصاً على رؤية أخي مجدداً. مرحباً ، وأرجو المعذرة لأنّني بدأت بسرد حكايتي مع التأتأة ، ومع رفاقي في المدرسة الجديدة الّتي انتقلت إليها مؤخّراً ونسيت أن أخبركم عنّي ، أنا إسمي موسى ، وأنا كنت وحيد والديّ ، وأنا الآن وحيد جدتي الّتي انتقلت للعيش معها والّتي أحبّها كثيراً وهي كذلك تحبّني أكثر وتحرص دائماً على أن تضمّني إلى حضنها حين أعود من المدرسة وتضع رأسي في حجرها ، وتبدأ بتسريح شعري بأصابعها وهي تنصت باهتمام لي بعيون دامعة وأنا أتأتئ وأثرثر وأحكي لها عن يومي وكيف قضيته ، وعن أخي ، وعن شجارنا وعراكنا مع رفاقي في المدرسة ، وعن رفاقي في المدرسة القديمة ، وعن أمّي وأبي وبيتنا وحارتنا القديمة ، وعنّي وعنها ، وعن كلّ شيء .. . . |
|||
28-02-2021, 12:13 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: هارون
هارون كان سندا لموسى عليهما السلام
أكمل بعضهم البعض .. بدا لي هذا الولد المتهته دائما ، يتيما وحيدا لم يكن له سند في الحياة إلا صديقه الذي أعتبره أخيه الذي لم تلده أمه وأبيه .. المعاناة كانت كبيرة في النص .. وكذلك كثر استخدام كلمة تأتأة ومشتقاتها ربما كان يمكن استخدام مفردات بديلة ، كـ تلعثم وإلخ ولكنها قصة إنسانية جميلة ومشكلة اجتماعية مهمة .. هكذا قرأتها تقبل مروري أديبنا الرائع أ/ ياسر ابو سويلم
|
||||
28-02-2021, 03:43 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: هارون
اقتباس:
ما من صديق لموسى ليأخذ بيده ويدفع عنه يا أحمد .. شكراً جزيلاً أستاذنا المبدع أحمد علي لكريم مروركم ، ولما تفضّلتم به على كتابتي المتواضعة محبّتي وتقديري |
||||
02-03-2021, 12:05 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: هارون
اقتباس:
سلام على إبراهيم في القارئين وشكراً لك ولقراءتك الّتي جعلت معناي ممكناً.. محبّتي واحترامي أخي إبراهيم |
||||
02-03-2021, 03:14 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: هارون
نصّ بديع يعكس ترجمة رائعة لمفهوم المعاضدة و إن كان الأمر بقي ضمن حدود الخيال و أي خيال .. !! كم ذرفت هذه الجدة من الدموع يا ترى.. ؟! موسى وحيد والديه و أصبح وحيدا بدونهما .. له قدرة خارقة و إصرار ملفت, إيمانه بـ هارون يمنحه القوة و كأن عقدة لسانه قد انفكت و هو يسترسل في الحديث من/عن عالم آخر, مواز للواقع المعاش واقع يعانى فيه الأطفال من ويلات الحروب و هول الصراعات.. و كأن قوة التخيّل تتحقق مع قمّة الاحتياج .. في زمن كثر فيه الفراعنة.. سيكتب موسى و يكتب.. عن هارون حتى تتحقق فيه الآية " قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى " ... الشاعر المبدع و أخي الكريم ياسر أبو سويلم أحييك على هذا النص الرائع .. أرجو أن تعذر تفاعلي البسيط المشهد جدا مؤثر و غاية في العمق يحتاج البحث أكثر في مدلولاته و تفكيك مفصل لمفرداته المختارة بعناية .. دمت مبدعا راقيا تحياتي لك و كل الاحترام و التقدير |
|||
02-03-2021, 11:57 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: هارون
ليس هناك ما هو أجمل من صديق يكمل نقص صديقه
فحين تجتمع القوة والحكمة يرتدع الظالم ويصلح الكون جميل أسلوبك في السرد وعلى فكرة لأول مرة أقرأ لك نص لا يحتاج لمجهود كبيرفي قراءته وتفكيكه تحياتي أ. ياسر ودام الإبداع |
|||
04-03-2021, 03:56 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: هارون
اقتباس:
حيهلا بالباهية وألف شكر لهذه القراءة الرائعة الّتي أضاءت كتابتي وأرضت معناي وطيّبت خاطر موسى .. شكراً جزيلاً أخيّتي وأستاذتنا المبدعة إيمان سالم وتقبّلي تحيّاتي وخالص التقدير |
||||
24-03-2021, 03:26 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: هارون
اقتباس:
نعم يا نوال فليس هناك ما هو أجمل من صديق يفي ويهبّ لنجدة صديقه شريطة أن يكون ممكناً ! شكراً جزيلاً أستاذتنا المبدعة نوال البردويل لتفضّلك بقراءة نصّي المتواضع وتقبّلي تحيّاتي وتقديري |
||||
07-07-2021, 02:55 PM | رقم المشاركة : 9 | |||||
|
رد: هارون
اقتباس:
(هارون) الاسم الذي لم يأت الأديب على ذكره، علمٌ لا يحتاجُ إلى تعريف . الأخ الذي لم تلده أم، هو الصديقُ الذي كان ظلا عاليا لموسى ! الأجزاء التي ظللتها بالأزرق، أخذتني معها كثيرا في نفسية موسى، هذا الطفل الذي يبدو عاديا و أقل، ليس كما يبدو . . بل هو فيلسوفٌ عميق الرؤية، و إنسانٌ قويّ المشاعر، و عالي الإنسانية . الجدةُ هنا وطن ! ما لفت انتباهي أن موسى انتقل إلى مدرسةٍ جديدة، و معه التأتأة التي لا بد ستجد لها زبائنها في المدرسة الجديدة من المتنمرين الصغار، لكنه لم يذكر شيئا عن (هارون) المدرسة القديمة، فهل يعني هذا أنه سيجد هارونه الجديد، أم أن (هارون) كان مرحلةً معينة و انتهت ! . . الأديب الشاعر أ/ ياسر الحرزني، هذا نص إنساني بحت، و شاعري جدا، أحب الغوص في نصوصٍ سمتها رومانسية إنسانية . . أعلم أني جدفتُ في بحرٍ آخر، لكني لم أدخله إلا عن طريق محيطكم الزاخر احترامي و تقديري
|
|||||
10-07-2021, 06:36 PM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: هارون
هارون كان عنوانا موفقا وهو عتبة لدخول حرم النص
قد أكون ذهبت بعيدا بقرائتي للنص قد بدا لي أن النص يحيلنا لطريقة تربية الابناء عبر لسان الطفل موسى حيث يلفت انتباهنا لنفسية الطفل، حيث يرى نفسه قادرا على الدفاع عن نفسه هو فقط يريد السند المعنوي وربما الحب والاهتمام، نعم فالطفل منذ الولادة يحب أن يكون محط اهتمام المحيطين به وهذا شعور طفولي بريء وهو ضروري لبناء الشخصية وكذلك الدعم المعنوي وأيضا ترك الطفل حرا في بناء عالمه وشخصيته واصدقائه.. نص جميل أحببته تقديري
|
||||
12-07-2021, 10:49 PM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: هارون
اقتباس:
لا لم تجدف قراءة أستاذتنا بعيداً عن معناي ، وظلّت على تمّاس مع النصّ هارون لم ولن يبرح أو يفارق موسى أبداً وكذلك التأتأة وسيبقى موسى دائماً في أمسّ الحاجة للمتنمّرين ! شكراً جزيلاً أستاذتنا الفاضلة أحلام المصري وتقبّلي فائق الإحترام والتقدير |
||||
24-07-2021, 12:14 AM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: هارون
اقتباس:
مساء الخير أخي وأستاذنا الفاضل بسباس عبدالرزاق قرأت مشاركتكم باهتمام شديد وأتّفق مع حضرتك فيما تفضّلت به شكراً جزيلاً لهذا المرور الكريم الّذي أضاء النصّ وصاحبه والجميل لا يقول إلا جميلا محبّتي |
||||
26-07-2021, 01:26 AM | رقم المشاركة : 13 | |||
|
رد: هارون
قصة جميلة تناولت جانبا اجتماعية ونفسيا يعاني منه كثير من الأطفال بأسلوب جميل.
مودتي |
|||
23-10-2021, 05:11 PM | رقم المشاركة : 14 | |||
|
رد: هارون
|
|||
07-11-2021, 11:47 PM | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
رد: هارون
من النصوص التي شدتني بقوة وأعدت قراءتها مرات كثيرة ، وخلقت في فرح العودة إلى المدينة الحالمة
إسقاط الخطاب القرآني في هذي السردية كان موفقا جدا وعميقا ومشتغل عليه بإتقان والحديث يطول خول لتغة سيدنا موسى عليه السلام بسبب التمرة والجمرة وإن كان النص هنا يضع هارون / صديقا / أخا أكثر منه شقيق /ورب أخ لم تلده أمك / عودة إلى النص: يحيل على ما هو واقعي في مدارسنا وفي مجتمعنا العربي / الذي تشوبه شائبات كثيرة ونقائص كثيرة فمن المفروض أن نكون من خلال ديننا الحنيف بعيدين عن هذا التهور التعاملي ـ إن صحت المفردة ـ بدءا من البيت كـ نواة البداية فالتربية تبدأ من البيت ثم المدرسة ثم الشارع ثم الحياة برمتها لكن الذي يحدث اليوم العكس تماما غياب تربية الفرد وزرع مقومات بعيدة عن ديننا وتعاليمنا وأخلاقنا اليوم تمسطر الحياة برودة في التعامل وأنانية وخراب وتحريض حد الغثيان وكم جميل أن نجد سارية نتكىء عليها ، حين وجع في ظل هذا الامتداد الخوائي الفارغ والموحش والقمعي قصة تحتاج تأملا رغم سهولة اللفظ وحركية السرد الجميلة همسة بالنسبة للفلاش باك الذي بدأت به القصة ، كان رائعا لكن بالنسبة إلي تعثر حين انتهت لحظته وبدات لحظة العودة إلى واقع الحركة لم يكن سلسا الانتقال من لحظة الذي مضى إلى لحظة الحكي نقرأ: مرحباً ، وأرجو المعذرة لأنّني بدأت بسرد حكايتي مع التأتأة كان بالإمكان الاستغناء عن هذا الاستهلال التفسيري من طرف ضمير المتكلم / البطل وربما لو بدات بالجملة : اسمي موسى .. والباقي تتكفل به الأفعال الماضية التي تعزز الفلاش باك من جهة كاستهلال سهل الولوج إلى الحدث وتضمن حرية الفعل في لحظة الحاضر الذي يتحدث من خلاله / البطل وتبقى هذه زاوية رؤيتي الخاصة / وقد لا تكون صحيحة إنما أوردتها بصدق تقديري للياسر الفاضل على فكرة إلقاؤك لقصيدة :ترويسات لحضرة المعنى الأكحل إلقاء رائع قوي/ جعلني أعيش مع كل حرف في القصيدة
|
||||
21-11-2021, 08:12 PM | رقم المشاركة : 16 | ||||
|
رد: هارون
من الجميل أن يكتب الكاتب بإحساس نقي نابع من صدق
شعوره بحالته أو الآخرين هارون كان اسما موفقا لرفيق البطل والغريب أن اسمه موسى جميل ما قرأت تحياتي وتقديري
|
||||
24-03-2022, 07:35 PM | رقم المشاركة : 17 | ||||
|
رد: هارون
للضوء من جديد،
وللسؤال عن الشاعر القدير ياسر الحرزني رمضان كريم
|
||||
24-03-2022, 08:04 PM | رقم المشاركة : 18 | ||||
|
رد: هارون
نعم
لقد اشتقنا لك كثيرا أستاذي الجميل ياسر عساك بخير..
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|