|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
21-12-2021, 06:23 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
عبيدُ الدنيا
**عبيدُ الدنيا **
كُتبت هذه القصة القصيرة مباشرة بعد المباراة الأخيرة لكأس العرب. مَلكَ بعض الأثرياء الأسياد عبيدا كانوا يستعملونهم في كل شيء وكان العبيد لايملكون من أمرهم شيئا .. فيخدمون الأسياد لقاء راتب شهري زهيد واتفقوا على أن يشتروا من الأسياد كل ما يلزمهم من حوائج دنياهم براتبهم ، لكن الأسياد يرفعون في كل مرة أسعار المستلزمات حتى كاد العبيد لا يدركون رغيف خبزهم .. واستمر الوضع المزري حتى ضاقوا بعيشهم وأضربوا عن العمل وبلغ الأسياد أمرهم فأمروا أن يجتمعوا وإياهم كي يجدوا مخرجا لهذا الأمر.. واتفقوا على أن يُعيد الأسياد أثمان السلعة كما كانت ويعود العبيد لخدمتهم وفوق ذلك يُخلِّصون واحدا منهم كل شهر .. ففرح العبيد بذلك وعادوا إلى ما كانوا عليه من الخدمة. ومرّت الشهور والعبيد يقومون على الخدمة كأن شيئا لم يحدث وانتبهوا إلى اختفاء بعضهم وأنهم لم يرجعوا إليهم .. فهرعوا إلى الأسياد شاكين لهم ما هم فيه، فضحك الأسياد وذكَّروهم باتفاقهم أنهم يخلّصون واحدا منهم كل شهر من عبوديته وأخبروهم أنهم سيرجعون لهم حالما تستقر أحوالهم .. لكن مضت الشهور حتى قربَ العام على الإنتهاء ولم يعودوا إليهم فقلِق العبيد جدّا ودخلوا على أسيادهم ثانيةً شاكين لهم طول غياب من حرّروهم وأنهم لم يرجعوا.. فأغلظ الأسياد لهم القول وأعملوا فيهم السوط حتى أوشكوا على الهلاك وقالوا لهم: أنتم بدأتم بمقاطعتنا وعداوتنا فصَدَقْناكم أننا سنخلِّصكم من رقّكم وقد فعلنا .. فقد قتلنا منكم من تفتقدونهم ودفناهم في حفرة نائية عن هذا المكان لكنها تتسع لكم جميعا إن واصلتم مقاطعتنا.. فصاح العبيد: أن كفّوا عنّا وارفعوا سياطكم عن أبداننا فقد رضينا بما اشترطتم ومضوا وقد تضاعف همّهم وغمّهم بقتل أهلهم وبعودتهم إلى الرقّ بأشدّ ممّا كانواعليه. واجتمعوا لينظروا في أمرهم هذا وما لحق بهم وهل من حيلة للخلاص.. فلم يجدوا شيئا فهم إما مقتولون أو مُستعبدون ، وأرادوا أن يثبتوا عبوديتهم لأسيادهم فرأوهم في صباح الغدِ مجتمعين أمام الديار رافعين لافتات مكتوب عليها: رضينا بخدمتكم مهما فعلتُم !! |
||||
21-12-2021, 07:46 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: عبيدُ الدنيا
عبدة تجلس في حضرة سيّدها . تشعر بالعطش ولأنها كسولة
تَتطَلُّع أن يأمرها مخدومها تجلب الماء له كي يشرب . ماذا أقول لك يا أستاذ عبد الغني هكذا هي العبودية ، ومن يرضى أن يكون عبدا . سبارتكوس "محرر العبيد" انتقض على أسياده رغم عاقبة هبَّته . جمال النص في تسلسل السرد القصصي ، والخاتمة التي تحرض على التمرد والعصيان . سؤالي : لماذا تم ربط القصة بسيناريو كأس العرب ؟ وكأن العروبة باتت محكومة بقواعد لعبة كرة القدم ! تحياتي واحترامي فوزي بيترو |
|||
21-12-2021, 09:26 PM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
رد: عبيدُ الدنيا
اقتباس:
القصة مبنية على فكرة: (القابلية للإستعمار) وفي القصة (القابلية للإستعباد) التي طرحها المفكّر الجليل مالك بن نبي الذي أتشرّفُ أن أكون من مدينته ( قسنطينة ) ثمّ إن النهاية لم تحرّض على التمرد والعصيان بل على القابلية للإستعباد ... لك أجمل اتحيات |
|||||
22-12-2021, 03:47 AM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: عبيدُ الدنيا
اقتباس:
مرحبا بك الآن وحين عودتك... دمت بخير |
|||||
22-12-2021, 03:56 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: عبيدُ الدنيا
عذرا الأستاذ فوزي بيتور يسأل سؤالي :
لماذا تم ربط القصة بسيناريو كأس العرب ؟ وكأن العروبة باتت محكومة بقواعد لعبة كرة القدم ! ولقد نسيت الإجابة عن سؤالك.. أقول دع الجواب - بعد إذنك طبعا - على سؤالك مؤجلا عسى يجيب أحد الأعضاء الأكارم عليه |
||||
23-12-2021, 03:57 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: عبيدُ الدنيا
قصة رائعة ومدهشة
تحيتي سيدي
|
||||
24-12-2021, 12:41 AM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: عبيدُ الدنيا
تشرفت بحضورك أستاذة
شكرا لذوقك البهي الراقي تحيتي إليك وللمغرب الحبيب وشعبه الأصيل |
||||
08-01-2022, 11:56 AM | رقم المشاركة : 8 | |||||
|
رد: عبيدُ الدنيا
اقتباس:
قرأت هذا النص عندما تم نشره، وكنت أحاول الرد عليه، لكن حدث أن غاب الفينيق قليلا، وها هو يحلق من جديد بخير العنوان يشي بالمحتوى، أو يبدو كذلك والقراءة تفتح أبواب خشبية عتيقة وكذلك حديدية ثقيلة على سراديب من الوجع والحزن وهموم العروبة المشتركة هذا مجرد حضور للتحية وسأعود مرة أخرى فتقبل مروري وتقديري
|
|||||
08-01-2022, 07:26 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: عبيدُ الدنيا
مرحبا الاستاذ عبد الغنى
قصة بليغة... وأقصد هنا تماماً هى تطابق الوصف مع مقتضى الحال. قصة جامعة بكل أريحية وقالت كل شئ فى أسلوب سهل وهادئ وموجع فى آن. نعم ياأخى بطريقة او بأخرى الشعوب مستعبدة.. وبطريقة أو بأخرى أدمنت الاستعباد. وسمعت عن مقولة ان هناك ناس لو أمطرت السماء حرية لأمسكوا بالمظلات... يبدو انها مقولة حقيقية من صميم الواقع. مودتى
|
||||
10-01-2022, 09:23 PM | رقم المشاركة : 10 | |||||
|
رد: عبيدُ الدنيا
اقتباس:
سعِدتُ جدّا بمرورك البهيّ .. وأنتظرُ عودتك المُشرّفة .. تقبلي أعطر تحياتي وكوني بخير |
|||||
10-01-2022, 09:44 PM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
رد: عبيدُ الدنيا
اقتباس:
شكرا لقراءتك الغالية ... وتعليقك السخيّ .. بوركتَ وعوفيت أيها الكريم تقبل تقديري |
|||||
|
|
|