(دموع الياسمين ‏ـ غادة قويدر/ رقم الايداع : غ.ق/ 25 / 2012) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ 📜 ▆ 📜 دار العنقاء 📜 ▆ 📜 ▂ > 🔰 سجلات الايداع>>>

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-02-2012, 11:05 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

الصورة الرمزية المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

افتراضي (دموع الياسمين ‏ـ غادة قويدر/ رقم الايداع : غ.ق/ 25 / 2012)




ارتعاشك بين ضلوعي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ارتعاشك بين ضلوعي
يعيدني إلى ولهي....
ويهمس للذكرى
أن تطرق ناقوسي المهاجر
عبر محيطات النسيان ....
وولهي إليك
يأخذني إلى حنيني وألمي....
فمهلا لا ترحل
وتحمل معك عطر المكان....
وورود نيسان
التي زرعتها في هضاب أرقي....
أنت يا سيدي
وتنفس مهجتي المرسوم على حدودي
أحببتك كيف ما يكون مزاجك...
أحببتك كيفما تأتي
ملاكا يغري صمتي
أو ريحا عاتية تلتهم شوقي ....
فأنا أعرفك
من لون الاشتياق
على خدود ورود حديقتي...
ومن تنفسي
المتباطئ عندما تغيب عني...
ومن اصفرار الشمس في مقلتي
ومن عناوين قصائدي...
أنت ياسيدي
من استطاع فك رموز لغتي
وحولها إلى قاموس
متألق من المفردات...
فامتزجت
روحك بالمعاني
فأصبحت أتخيلك قصيدا رائعا
وأرسمك على صدى صوتي
الآتي من ضياع الآهات...
حروفا تعتل تارة
وتارة أخرى تتنفس
وتؤلف مدارا تتراقص عليه
الكلمات..



إليكَ..
ـــــــــــــــــــــــ

إليك أيها الغالي الهارب من زفراتي
والمتعمد بدماء ذاتي
ومن استحضار الموت العجيب
بين حروفي وكلماتي
إليك فقط أجعل عباراتي
طائرا مهاجرا عبر آهاتي!!
أيها الغالي كم كنت أحمقا
حين خانتك فراستك
وجعلتك أنانيتك
تتمرغ في قصر ثلجي مهدد بالانهيار
وأن تجعل من قلبي معبدا لتحقيق
نزواتك
فحبيبة قلبك استيقظت من حلمها
من سباتها العميق
من لعبة الحب العجيبة
وكذبة العشق المريبة
وقرأت تفاصيل ذاك السفر الحزين
في دهاليز حبك المجنون
أتذكر حين منحتك رئتاي
ذات يوم ؟؟
وتنفستك مع كل مطلع شمس
وجعلتك أمير قلبي تأمر وتنهي
وجعلت منك شرابي المفضل
وكتابي المبجل
وأهديتك غابات مليئة بالاشتياق
وهزمت كل التفاصيل التي أرهقتني
وكنت أنصت فقط إليكْ
*****
أتذكر حين كان صدري مسرح لتنهداتك
ورأسك يلهب كل ما بي من جنون
وأنفاسك تشق أعماقي
كقطار يصفر من بعيد
ويستجمع الصدى المهزوم
الهارب إلى البعيد البعيد
أو كطفل حمل حقيبة وخبأ فيها
كل أحلامه كي يدركه العيد
ولكن العيد كان أكذوبة
ودُمَاهُ أيضا كانت أكذوبة
ولكنه نام وهو يحلم بالعيد !!
*****
أيها الغالي أتعلم حين أفكر فيك؟
أرتوي من بحار الجنون
وأفكر فيك كمجنون
وتصبح ملتصقا بأنفاسي كحروف
عانقت صفحات بيضاءْ
وأصبح كطفل صغير يتعلم القراءة
أتلعثم حين ألقاك
وتهرب مني الكلمات
ويصبح قلبي كريشة تائهة تحملها الرياح
مسكينة تلك الحروف التي نسجتها
إليك بدماء قلقي!!
ومسكين شوقي الآتي
وغدي الآتي !!
كيف تراه بدونك ؟
بدون لقائنا ..بدون عناقنا
بدون ورودنا الحمراء عند كل لقاء!!
ستذبل الورود وتموت
وتتوارى خلف ستار من الأنين
وأبقى أنا وأنت نستجمع بقايا ذكرياتنا
الحزينة !!!



تغريبة الفرح والابتسام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لوحي بمنديلك الأسمر
و قبل الوداع
قبليني
وعانقي بي الآلام
احرقي أدوات العطف
فـ ( أو ) ناحت باكية على صباحات السكر
وارقدي في ظل العمر
كحمامة سلام لا أكثر
تقفز روحي إليك
وقبل الوصول
انتظري فما كنت فيما مضى
إلا ضياع الصدى
وأيقظتِ بي الأوهام
فما كانت دعواتي إليك
إلا رسولا أثقل لسانه تفحم الكلام
جردني رحيلك من جميع أمنياتي
من ضحكاتي
ومن الصبر إذ يأوي إلى حضني
كطائر جريح يستجمع المفردات بعبيرها
والصور المتناثرة في ذاكرتي
فكيف أتصبر؟
لا تظني بأن حدائق الابتسام بعدك
على شفاهي ستزهر
فللفرح تغريبة وهجرة عمياء فقدت لونها الأخضر
لا تظني بأني لا أتخيلك
وكيف يغزو اللون الأصفر عود المرمر
وعيناك اللوزيتان تحملان قنديلين من الشكوى
فتبيحان موتي على أعتاب الحزن
ويصبح للدمع لون معطر
فأرحل مع تفاصيلك وحكايات الفرح
وضحكاتك المتناثرة في كياني
وجلستك
ودموعك
وفنجان قهوتك
وعبير قبلتك
فكيف لا أشتهيك وأتغرب فيك
وأرسمك كيفما شئت
ومثلما أتصور
فحبك ياسيدة الطهر مطر
يروي مساحات عمري
فدعيني أحبك فوق مايقال في الحب وأكثر
غادة



تمهلي قليلا و لا ترحلي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تمهلي قليلاً ولا ترحلي
تمهلي قليلا كي أمحو من آثامي المتراكمة
كي أبتلع تقصيري
وأجزر عن التأنيب ضميري
وأتوضأ بطهرك
وأنسج لك عمرا جديدا من دموعي
وأركع عند قدميك
ركوع النادم
علني أفيك حقك من التقدير
امنحيني لحظات كي أحتفي بك
كي أنحني أمام عطاءك الكبير
وجحودي الكثير
قولي يا سيدة الطهر
ويا حروف لغتي
من علمني الحروف ومن ناغى شفاهي
ومن هدهد سريري
ومن جهز لي حقيبة مدرستي
حتى عرائس الزعتر تشهد
حتى أصابعك من عبثي لم تغضب
وشعري ومناديلي المطرزة
ومريول مدرستي
وعيونك المسافرة إلى الله
حين أتعب
لو لم تكوني الطهر أنت
ما نسجتِ خيوط ثوبي ولا حكت من السهر عمري
ولا تعلمت لولاك صنوف التعبير
ولا نبتت بي المعاني ولا بحثت في صدرك عن الحنان
ولا استقر شوقي بين راحتيك ولا نمت
نوم القرير
لو لم تكوني الطهر أنت
ما ظمئت جنة الله للقياك وتلهفت ملائكة الرحمن
لتقبيل زهرة الأزاهير
أماه
احضنيني كما كنت تفعلي
واجعلي من عبيرك روحا تشق أنفاسي
أين مني بقايا العبير
أماه
تجرني خطواتي إليك
واتباطأ عن المسير
ويرميني الخوف بسهام التهويل
ويهرب الشوق من بين مسامات جلدي
هروب الألوان من عيون الضرير
أماه
ألفظها وتغوص بي حسرة في البعد
تشردني
وتبعثر صبري وتهز إيماني
ويمشط طيفك ذاكرتي
ولمساتك
وهمساتك ودعواتك وضحكاتك
وورود حديقتك من يسقيها؟
من يعتني بها؟
ومن يمسح دمعتي ويثبت عزيمتي
من يستقبلني حين عودتي؟
من يودعني ؟
ومن ؟
ومن ؟
آه من قسوة الأقدار حين نعجز عن ردها
ونجاريها بالصبر المرير



عيد ســــــعيد
ــــــــــــــــــــــــــــ

إيه دمشق وأي عيد يشدني
ما دام الجسد يرقد عنك بعيدا
مترامي الشوق والحنيـــن
يهفو إليك حبا يغــذيه تنهـيدا
كل مساحة مــن جســـدي
المثقل حاكته أظافري أناشيدا
ألــوح بيــدي على شاطئ
غربة ولحن حب مداده الو ريدا
فهلا بخبر ولو عــلى ذرة
رمـل وأملا يـزيـدني تجديــدا
أبثك كل ما بي من انتعاش
في عيدك وأقول عيدا سعيدا
يادمشق بخاطري أنت حبا
وروضة أركع لحسنها وأزيدا



ظلال شبه عارية
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

اهدئي أيتها الروح قليلا
فما يزال في فمي بعضٌ من الرمقِ
وسجلي على كراستي حروفا
تكاد تغريني
وألوانا مزركشات
من الحزن تأوي إلى أفنانٍ
صاخبات فيني !!
أمطري كلّ ما بي من أوجاع
وزيديني
فلا كنت أنتظر طلوع النهار
إذا لم تبحْ أيها الليل
قلقي
كزوبعة ماجت بأحداق ماردة
ثم تنادت بكل الشرور
هيا انتظريني
أعطني اقتدار العواصف
لأقتلع ظلالا شبه عاريةٍ
وشيئا من عنفواني
وشيئا من ظنوني
أشعلي عبير الورود شموعا بليلتي
فهذه أسماءٌ من ذاكرتي ما تزل تتوالى
على كؤوس أثملها الصبر
لا هي احتوت جموحي
ولا هي طرزت بالعو سج
عيون أنيني
أونرحلُ ؟؟
ونترك آهات تناثرت تجتر أفقا فينا
لا صمتُ الأوجاع يصمتُ
ولا تُفْرَغُ
من زوايا شفاهنا تمتمات
ذوبتها انصهارات
الشوق بنارٍ
باتت تكويني
اقتربي ياليالي الأمس وتجزئي
على فوهاتٍ خمدت فيها نيران
شوقي ، لا بللٌ أصاب فؤادي
ولا حدودُ الأمنياتِ
أقفلت مواني الرجوع
بل
جوعا يتلفَّتُ من حولي
إلى رسمٍ ، إلى سطور
إلى نزف يتدفق من شراييني
***
أنكتب ؟؟
وما ذا يكتب عابث مثلي بمفردات الوجع؟؟
وماذا يفيدنا فرحٌ مسننٌ
تكيدُ له الأشباح سلاسلا من الفراقِ
أنا لستُ أنا
ولا نزوات الشعر تستهويني
فحبك أنتَ
ونتوءاتٍ حُفِرت كأخاديدٍ
على لوحٍ من الطينِ
ودموعي باتت فواتير أسددها
بين الحين والحين..
وتعرُّق الوهم يكبلني ويجعل مني
منديلا يلوَّح بيدٍ حملت كل مواجعِ
الغربة
ِوزرعتها في تضاريسٍ شبه عارية
من الخطوطِ
لم يتضح منها إلا حرفان أدمنتهما في كل أوقاتي
وكان الرحيل إليهما نصل يُدميني
***




لن ترحل بعيدا
ـــــــــــــــــــــــــــــ

لن ترحل بعيدا م ادمنا أنا وأنت
نلتحف نفس السماء...
وما دام قمرنا واحدا...
وكوكبنا واحدا...
وأمانينا تسبح بذات الفضاء...
وما دامت آهاتنا ترتجف
عند ثورة اشتياقنا...
وترسم على أفق من البلور
خطوطا بلون مهجتينا...
ندية بحجم الأماني التي ترتعش
بعيوننا الحزينة عند كل لقاء...
أيها القلب المقطوع من أعماق
لهفتي إليك...
أيها القدر الذي قاومته بكل أسى
وما زلت أقاوم كي أنتزعك
من عيوني...
ومن صدري...
ومن بين أصابعي ...
من فنجان قهوتي...
في صحوتي ...
وفي غفوتي...
من بين أوراقي ...ومن بين دموع
محبرتي...
في صباح ضحك لنا
وفي مساء ضمنا...
وأنا أنصت إلى صوتك يناديني
فأرجع إليك
وألغي جميع قراراتي القديمة...
وأنصهر في بحر شوقي إليك...
وأنا يا حبيبي أعلم تماما بأن عباراتي
قتيلة...
وأنك لا تستوعب مفرداتي
وأدرك تماما بأنك تسخر من معاناتي
وأدرك تماما بأنك تقوم برحلة انعطاف
رهيبة...
وأفسر صمتك..
وأشبهه برحيل الفصول...
فاليوم يكون خريف وغدا يكون شتاء...
غادة




ولادة الشوق والوجع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كمْ اختلفت في عناوينِ
العمر أوجاعيْ
وتناءت عن فزع
الشوق أحلاميْ
لتعودَ وفي يديكَ
تراتيل أمل باتَ
شبهُ مفقودْ
تعود ُوقد انصهرتْ
في قلاع قلبي المحموم
سلاسل وقيودْ
تهمسُ ، تصرخُ
وتنهمرُ
مابين الهمسة والصرخة
أشلاءً
حبكَ المعهودْ
وما بين يديكَ اجعلني
تعويذةً
ترددها
ولادة شوقي ووجعي
وعندما يخبو الحنينُ بيننَا
وأنتَ تنامُ
مابين قلبي ومهجتي
انتفاضةً جديدةً
* * *
تغيبٌ
ويسكنُ المكانُ
كل المكان
خوفٌ وضبابْ
وتثورُ أنهارُ شراييني
وتعلنُ صَمتها
عن الهديلِ
حماماتُ الجوامعِ
وتنكتم قهقهة القبابْ
تغيبُ
وأنا أرسمُ وجهكَ
وشماً كريما على يَدي
وأخاف أن تخونني
دقاتُ قلبي
وأنا أفتح لذكراكَ
آلافاً من الأبوابْ
* *****



ربمــــــــــــــــــا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 1 )
ربما قطعوا عنوة أوصالي
وسلبوا وسادتي من تحت راسي
ونهبوا الخبز والماء والدواء
واقتلعوا الأمن من عيون أطفالي
ونخروا بأزيز رصاصهم
أذني
وعلقوني أو كبلوني
بسلاسل من حديد
أو لفائف من سم أطعموني
وتسللوا من بين أمعائي
واحتلوا جميع المعابر إلى جسدي
وباعوا إلى أخي نعالي
واتهموني بالتآمر
وشيعوا جثمان وطنيتي
وحاكوا من قبل خيوط كفني
بالدم والصلصال
أوقفوني00
صلبوني 00
جوعوني00
واستخدموا كل أساليبهم ضدي
واستشاطوا غضبا
حين خرجت من بين عيونهم
ومن تحت أظافرهم
سليما 00
معافا00
وهامتي تعانق ذرا الجبال

( 2 )
ربمـــــــــا قضيت عمري
بين جراح ونواح
أقضم الخوف مرة
ومرة تنقذني الأحلام
وأخرى تلوك شراييني
بعنف أشياء وأشياء
فأتخبط بدمي
بهواجسي
وأتعرى
ممن حولي
كطائر ذبيح التهمته سكين
جائعة
وأصبح لحدها مباح
ربمــــــــا تراخت عبارات الأمل
على شفتي
ذات صباح
وحاولت أن ادفن أحلام طفولتي
وانعي انتظاري الطويل
غريبا
أتصبر
أتجرع الذل
ولكني لن أمضي
مهزوما
ولن أرمي ماتبقى من عزيمتي
ولن أركع
ولن ألقي من يدي السلاح



الغياب
ـــــــــــــــــــــ

يظللني الغياب بقسوة
ويعتلي متاريس الوجد صوتي
أصدح بكل معوذات الشوق
وتنتمي كلماتي إلى فراغ أجوف
أصلي
أصمت
وأزاول محراب شجني
المهرول في أعماقي
يقحمني الذهاب وحيدا
وتنقر عصافير المكان سمعي
فيحتل ضياعي قناع الواشين
ويتسلل عبر أوردتي سؤال
ترى من علمك القسوة ؟
ومن علمك فن العتاب؟
أكتب حروفا وخطوط متاهات
وأعدو عدو تائه وسط أكوام الرمال
أتوهمني ؟
أضعت أقدامي ذات مساء
وتعرت مني شفاه المساء
إني أتسرب الآن من فتحة إناء
وأتطاير 00
كالغبار00
فيا حزن ، لا تسرع إلى رؤاي
فما زال الليل بأوله
ولم يزل هناك لك غيري أتراب
لا تدعني
كزوبعة افترستها يد الضباب
تمتم أشلائي
تحترق أضوائي
يمهلني الألم ساعات ثم يعود
وكأن صدري صار وسادة للزمهرير
وتملني رياحين وحدتي
وتنعتني بسراب الوفاء
أنا ياعمري عمر بلا أحلام
ونهر تعشقه الأوهام
وثقة عمياء بلاحدود
أنا ميت ومولود
أنا انتظار خلف قضبان
وقائد خانته الرعية
يدمي ألسنة الخشوع وتتجاذبه
الألوان
وخارطة بلا حدود
أستطلع خبرا أمارسه ويبرر لي
وجعي الشقي ويبرر للحزن أسباب 00
ياسمين الشام




سكرة الصبح
ـــــــــــــــــــــــــ

هنا ياسكرَّة الصبح فاح العبيرْ
يهوي بين عبراتي ويقلب الصدى
يجمعُ ماتبقى من أحلام عاثراتْ
ويشيعُ الأمس إلى مقبرة الأسى
يتلمسُ قلبي بصوتك العبيرْ
وتنتعشُ أذني همسات الصفا
أتروى وأقلبُ الزفرات
أعيدُ كل مامضى
وارحلُ إلى لقائنا البعيدْ
يوم خبأنا ضحكاتنا ألحانا عذاب
يوم سافر قطار العمر بنا
إلى موطن الحلم السعيدْ
أناشيدٌ
أناشيدْ
أقولُ : أحبكَ
وأنتَ تكرر وتعيدْ
وتشي النجوم بنا إلى القمرِ
وتشعل بنا نيران الشوق وتزيد
ياظلا ل الروح يا أفياء السمرِ
ياحضن أمي ، يارعشة الوترِ
ياعبثا يلملم أشتات الضحكات
ويلقيها بصدري من جديدْ
أيها الطائر الحزين
لن تشعل بعدي شموع المساءات
ولن ترى قلبا يلفك بالحنان
كما فعلتُ00
ولا موقدا تئن بحضه القبلات
ستذوب حكايات المساءات
وينتحبُ قلبك من جديد
بكفي الحزين قرأتكَ
وبقلبي الجائع إلى الأمان
إلى قلبٍ لا يتاجر بالكلام
ويبيع ويشتري بسوق الأوهام
ياسمين الشام



استفهامات حائرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لم تزلْ بي أنفاسُ الهوى
يا عيونُ ..يا قمرْ
ولم تزل تجترني همومٌ وبقلبي تستعر
وتقذف بي إلى حيثُ دفءِ الشجونِ
وتعزفني جرحا ،ونغماً
حائراً
ويلفظني الألم على مائدة القدرْ
ويحكي الليل قصةً شريدةً
تئنُ فيها أوردتي
فيدمعُ لها لحاءُ الشجرْ
ولم تزلْ استفهاماتٌ حائرةٌ
تكتبني00تراودني
تعرِّب صدى أمنياتي
وتلغي انتصارَ القيد في معصم الحرْ
يا كنوز الروح أفيقي
وانظري فالسباتُ مأوى الضعيفِ
وملاذٌ لا يحمينا من تهافت الخطرْ
كوِّني بالدفء ضلوعي ولونِّي تفتتي
وفتشي في جيوبِ الدَّهرِ
عن لونٍ يناسب سحنتي ويجرؤُ على قلقي
عن حزنٍ يشبه تفاصيل حزني
وعن ريشةٍ تكتبني قصيدةً يتيمةً
أو عن نغمٍ يواسي فينا زنابق الشوقِ
أو نار تحرق فينا توابيت القهرْ
إنِّي وعينيكَ مفردتان
بائستان 00في فرنٍ هائجٍ
تستحمان تحت سيوفٍ من خطرْ
وتعدو إليك أنفاسي عدو فارسٍ
أنهكته تكاليف السفر
فهلا أخبرتني عيناك عن وطن يشبهني
ويكون لي نعم المستقر؟؟
لا تعليقَ ..لا فمَ
يلتهمُ أنفاس المساءِ
لا اخضرارَ يعكسُ اخضراري
ولا كؤوس تطربُ ولا نواقيسَ
تباغتُ الحفرْ
تكورُ الأشياءِ من حولي يهزمني
ويحوِّلُ كلَّ مابي إلى سحائبَ تجلدني
تصلبني ..
وتنفثُ رعودَ النفسِ بحُمّىً كليلةَ العطرِ
تراها تبنَّتْ ارتشاف شفاهِ فاتراتٍ
تنحرُ وجدي وترديني
ذبيحاً على نصل سكين
جاء مختبراً ملوحة الصبر فينيْ!!!




دموع الياسمين
ـــــــــــــــــــــــــ

دموع الياسمين
كلماتك حفرت في وجداني
نقوشا ..وأماني
وأصبحت كطائر
قدره أن يبقى معلقا
في فضاء رحب المعاني..
* * *
مناديلك..وهداياك
وشموع عيد ميلادي..
وحروف من أنفاسك
لامست أشجاني..
بألمي المزروع في أحداقي
والدم النازف من خاصرة الثواني..
* * *
بتفاصيل كل لقاء بيننا
بانتعاش الشوق..
بهمساتنا المنتشرة على أفواه الرمان..
تبقى موجا يحملني بتأن
على خدود الياسمين
وورودا حمراء وصفراء
أثمرت في نيسان..
ودموع الياسمين تهرع
خائفة كهديل حمامة مفجوعة
أو كلحن حزين على أوتار كمان..
* * *
في كل مساء..وفي كل صباح
نسيم رقيق يأنس وحدتي
ويغزو مشاعري..
كعطر دمشقي..معطر بشذا الأقحوان..
فقل لي ياحبيبي..كيف بعد كل هذا أمضي
بلا دليل..
وعيناك كانتا دليلي وصندوق بريدي
ويداك ..
كانتا طوابعي وعنواني..؟ ؟




أسمى
ــــــــــــــ

قبلتني وكان عمري بضع عام
وفارقتني
زرعت على دربي
قناديلا وأحلام
سيدة بعمر الربيع
عيناها جزيرتان للسحر
وبحرا ترسو بشطيه الآلام
قبلتني وكان عمري بضع عام
حمَّلتْني
وزر صوتي
حين يعجز الطفل عن الكلام
تغفو على كفي الناعمتين
أمانٍ بعمر الزهور
أتشبثُ بصدرها العنيدْ
وأقطف رياحينا وأغاريدْ
يوم كانَ للحبِّ معنى
وكانت هي " أسمى "
يوم كان للقلب وطنٌ سعيدٌ
ونسائمٌ تغلف تناغم الأناشيدْ
فارقتني وما زلت أفتشُ بينَ أشيائها
عن صغيرٍ يشبهني
عيناهُ تتسعان بالنورِ
ويطوي الظلام المأجورْ
ويمضي بأحلام صعابٍ
يضاجعُ مرارةَ الأمسِ
ويخلّدُ اسمها بين دفتي كتابْ
أغانٍ عِذابْ00




حين أشتاق إليك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

حين أشتاق ُإليكَ
يتنفسُ الصبحُ
ريحا عذبةً فأشتمها
في ربيع مقلتيكَ!!
وحين يغني القمرُ ويسطعُ بهجةً
أراه يمتدُّ إلى شفقِ شوقي إليك
وتنطلق آهات المساء معلنةً
رحيلها إلى قلبك َالدافئ
وتحلقُ مسافرةً..
متجاوزة ًجميع الحدودِ
ملغية ًجميع القراراتِ
لتستقر في شتاء صدركَ الحنونِ
********
حين يعتادُ خاطري على أمسٍ
مهاجرٍ
على همسٍ
كتبَ حروفَ عشقنا
على مساءٍ
لملمَ ضحكَاتنا
وعلى قمرٍ
اصْطحبنا في ذكْرياتنا
حين يعلنُ الغروبُ
عدمَ الغروبِ
والشمسُ تهجرُ
خيوط اللهبِ
باسمةً
حالمةً
تستحمُّ بعاصفةِ حبكَ المجنون
*********
حين أشتاقُ إليكَ
علمني
من يختصِر شَوْقي؟؟
علمْنّي
من يفكُّ رموز وحدتي؟؟
ويبعثُ بي صبراً
لعل الصبرَ يتجاوز ُمحنتي
ويحنُّ عليَّ في غربتي
ويقطفُ جزءا من ثمار ِمعاناتي
من سهري
من كُربتي
من دمع ٍخضَّب وجنتي
ومن آهِِِِ
صارخةٍ
مستعطفةٍ
مستكبرةٍ
ترفض قوانيناً تزفها غربانُ مملكتي!!!




لقمة فوق الشيع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سفري هنا ليس استفزازيا ولا ترجمة عابرة
لما يجول بنفسي
بل هو انتشالٌ عفوي لمغريات قد تؤهلنا
لأن نحبو باتجاه النور
ونحن نعلم علم اليقين بأننا نقف على مفترق طرق
ونعلم بأننا ننصهر في فرن من الوهم
حين نرسم للبعض صورة خيالية خالية من الألوان
فالألوان أحيانا تمنحنا شيئا من التفسير
تفسيرا لكوامن قد تخفى علينا
وتجعلنا نتأمل ونتأمل
لنصل إلى قناعات لم تخطر ببالنا من قبل
لن أطيل عليك :
فمنذ عرفتك لم أجدكْ الا انفراجة ً
تمنحني الفرح لحظات وتسرق مني أشيائي
ويصبح قلبك معتقلا أُساق إليه قسرا
في ليل لا يكاد يتسع إلا لجنوني وأنت!!!




رسائلي إليه
ـــــــــــــــــــــــــــــ

أليلٌ يتقفى أثري مذ فارقتك
يحملني بجفاءٍ
ويرميني
كعتمةٍ متلهفة إلى نورٍ
يجاوزني النبضُ
ويؤنبُ تراتيلَ الشوقِ بعنفٍ
يحتوي أضلعي بردٌ وزمهريرْ
يأكلني بشراهةٍ
ثم يلفظني
انتكاسةً عطشى
ورؤى
تتصدقُ علي ببضعِ رقصاتٍ
أحمل روحي ذنباً ،ما فتئ يورقني
يستعذب آهاتي ويتكلُ
كأنني وحبك توأمان
كشراع يائسٍ
يضم الغيوم ويهذي :
ترى ، هل كان لأصابعك سحر الغيم؟
لأحياها تراتيل وانهمار
وتأتي،
كقبلة توزعتْ في على يابسة شفاهي
تلعق اخضرار الحزن
تسمِّر لحم ذاكرتي
وتجترعني بكوثرٍ
عشق تلون الصبرِّ المذبوحِ بتمردي
أتذكرْ ؟
حين خبأتكَ في حضني ذات ليلٍ
ورحتُ ابحثُ عنكَ في شراييني
وتفاوضني على النسيانِ
دقات قلبي
وصميتُ أذنَ الجرحِ
كنتُ أنا حينها أدركُ طعم أنفاسك
ويتمردُ قلبي الأعزلِ
إلا من بصمةِ اليقينِ
كل مافيك من عبثٍ ،من شوقٍ
ترتبُ صيغةً أنفاسي ، وألقاك تتوهجُ
بين لثتي العطشى ورمالُها الصفراءُ
كسواكٍ يختزلُ مرارتي
وأعيش لك وبدونكَ تائهة دائماً عناويني 00



أخاف من هدوء عاطفتي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أخاف من هدوء عاطفتي
وأضمك بين توترات حروفي
أحنو عليك من ارتعاش البرد في عروقي
أحمل لك كل ما تمنيت من أمان قلقة
أغاني طفولتي وبراءة تعابيري
واندثار الحزن بين طيات العذاب
أفتش عن تعابير تليق بهجرتي إليك
اكتب إليك وماذا اكتب !!!
كلمات ..تمتمات..أم أشواق ترحل من بين عروقي
رموزا علها تطوي كل المسافات الراحلة
وتحكي عن رحلة الألم الذي يضطرب بأعماقي
عن سفينتي المشحوذة بالدموع
وعن شغف الروح إلى إناء الطفولة
عن صباحات وردية هدهدت مقلتي
أود الرحيل إلى غابات لا تخشى الصقيع
والى وطن لا يتاجر بالحب والمحبين
أنا مطر ينهمر على رصيف مهجور
وقلب أشقته أنغام ريفية حزينة
وسفر يتساقط على الطرقات
وأحلام افريقية تضطجع بين الآهات
تتدثر بين أحضان فارس أضناه البحث بين سحائب وغيوم
وأوشكت أن تهزمه وعورة الطرقات
وبقايا التضحيات
علمني كيف أنتشل نصفي المتمرغ بوحل الأشواق
وانتهز فرصة جميلة للرجوع
وأسد مابي من عطش وجوع
وان اطرح مابين يداي من ضجر
علمني كيف أهرب من صوتك
وأشياءك ودقات قلبك وسفر الذاكرة عبر غابات
تعج بأشجار السنديان
وكيف يتدرج الألم كطيف من قوس قزح
يشاطر الروح وأنغامها الحزينة
وكيف ينبش الحنين كل مابي من نعومة
ويطرحني بعيدا عن مرافىء النسيان




حكاية ممزقة الوريد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه أوراقي تشبثت بانتظارٍ مقيتٍ
علك تأتي منْ وراءِ ستارٍ
أو منْ خلف زوبعةٍ ماطرةٍ
تهيم بها أوراقي الصفراءِ المتراميةِ
على أرصفةِ السوسنِ
تحلمُ بكعكةِ العيدْ
أو تذوبُ على شفاهِ الأطفالِ
ككلمات بلا ملامحٍ تهذي
بصباحاتٍ أجملَ
وتحتضنُ أملا أفضلَ
وتهيمُ بسحابة تختزنُ أمطارَ الشتاءِ
تورقُ الآمال على الطرقاتْ
مَنْ يلملمُ أحلام طفلٍ شريدْ
منْ ينظمُ فينا أدواتَ العيدْ
منْ يلغي بيننا أدواراً امتهنها السادةُ
منْ يختصرُ رحْلة القهرِ بين العبيدْ
سأروي على شطآنٍ الغرابةِ
حكايةً ممزقةَ الوريد وأترك ضحكاتي
متناثرة
يتيمةًً
سأتركها تتعثرُ
هاربة تئنُ خلفَ ستائر المواعيدْ





أغاني الحصاد
ـــــــــــــــــــــــــــــ

للخريف لو ن الاصفرارِ
وحكاياه البائساتْ
يحمل معاول الفرح ورسائل القفار
يكتب قصص الليل الحزينْ
مبضعٌ أجوفٌ وبقايا سنينْ
يحصدُ ماتبقى من أغاني الحصادِ
وفحيح الثعابينْ
نتلوه نحن تعويذة بلا ثمار
وشفاه عطشى تدون أمانيها الخجلى
بتيقن اليقينِ ، وتلونِ دموعِ الباكينَ
على رماد موقدٍ يتيم ْ
تسمَّر بحوضه خوفٌ من النارِ
تُصلبُ أمانينا القصارْ
ونهديها للخريفِ ولِلحَاءِ الأشْجارِ
في الخريف نحيا صمودَ الانكسارِ
وتعسُّ بنا أفكارنا ويتندى شعارنا
للكذب خيوطٌ وحبالٌ طوالْ
تشتعلُ ،حمقا كسحابة دخانٍ
ترهق ألسنتنا ويستغفل حنجرتنا السّعالُ
كراسةٌ وريشةٌ حزينة
تكتبنا الهموم ، ونلوذُ منها بالفرارِ
نشعلُ مصباحَ الفرحِ والابتسام
فترهقنا كوابيس وأوهامْ
نحلم ُ بأننا والريحُ توأمانِ
ونركبُ شراعَها المتينِ00فتنزلقُ
من الرعب أقدامنا الساخنة
وتوقظ بنا اللهفة الى الأمانْ



سعادة مقطرّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك في زاوية مهجورة من حياتي
كان للبداية مطاف
حين التقيتك بفصل شبه عارٍ إلا من إرادتي
حين أغدقت علي بثكنة ملتهبة من المفردات
وكنت الآمر والناهي لدقات قلبي
وكانت ذراعاك أرجوحتي المفضلة
ودقات قلبك طبول فرح تقرع بأُذُني
وعيناك شَعر غجرية تسافر بظلهما أحلامي
أحببتك ألف مرة في كل ثانية
واستصرخت جميع أوردتي
وألهبت فيك كل شراييني
وأعلنت هدنة مع الخوف ، مع الحزن
ومع تضور الجوع الجاثم في قناعاتي
إلى رغيف استثنائي
خالٍ من كل تعفن
من كل زيف
وأتيت!!
تنسج من وهج الشمس مفردات
وتناديني بكل اسم محبب لديك
بتُ انتظرك كعصفور محبوس بين الجدران
وأرسم لك صورة تشبه خارطة وطني
والذي وجدته بين يديك
وأصبحت شهرزاد وحكايات ألف ليلة وليلة تسامر
نجوم ليلنا
ونسيت قسوة غربتي والتحفت حبك
حبك أنتَ!!
ولكن سعادتي كانت مقطرة
وأحلامي كسحابة صيفٍ عابرة



أطواق الود
ــــــــــــــــــــــــــــ

هممت أنسج أطواقا من الود بيننا
وتناسيت كل لحظات الخصام التي زحفت
متشاكلة بين قلبينا
بكل تواضع
آويت إلى حضن الذكرى أقطف منها ألحان الليل
وأعزف على وتر الشوق
اندثار آخر تعابير الوصل
أمد يدا من الخوف إليك
وأنت ترحل بكل جرأة
تحمل على كتفيك عبء حبنا الجريح
تمخر آهات الأمس عطشى
تذوي بخشوع كحبات برد خجلى
ارتمت بحضن الجدار
عله يقيها فضول الذوبان
وعله يجنبها
فضول خيوط الشمس الجريئة
لا تسألني كيف مضينا؟؟
هكذا تناهينا
كما الريح تعصف بشدة
وتهدأ بعد أن يتجزأ فينا القرار
وبعد أن تعري فينا حقائقنا
لا أريدك أن تلبي ندائي
ولا أن تقرأ رسائلي ولا أن تحيطني بحب أفلاطوني
جريء
فقط أريدك أن تهزم عشوائية الهروب بمقلتيك
السافرتين
وتسلخ جلدك المبلل بالوعود
أريدك أن تعود وأريدك أن لاتعود
أريد أن أهرب من شرك حبك العظيم
وانتحل براءة الأطفال
أريد أن أتخلص من دفء عاطفتي
وأحل لغزا عاصر الحزن في صدري
وحارب الشوق بشراييني
ورجع مهزوما
كفارس هدرت دمه القبيلة
وما يزال ينذر بقايا دمه للقبيلة
أيها الظل الذي يخترق فؤادي
ويتعمد بفيض قهري
ويكتب على أوردتي حروف أبجدية
شبه ملغومة
ويتنفس من أقبية الندم ويلطخ يداه
بعطر ليلة صماء تهذي
وبكل توتر يحنو
يغرد بجناحي طائر سجين
شردت ريشه قضبان قفص ساحر الألوان
ونشبت الغربة بقلبه أظافرها
فأنكرت عليه العتمة انتمائها
وهزمته أطياف من الضوء الخافت
وبات يتخبط بين شوق وحنين
ويكتب على جدران الغد ذكرى
" أحبك "
فلتمتلك أبعاد جسدي
فها أنذا عدت إليك
فليبكيني رحيلي وتعاتبني فيك خطيئتي
وليغفر لي قلبك ذنبي
ولتهطل أمطار شوقي من جديد
فقد أعلنت احتراف حبك من جديد
من جديد



أنا و أنت
ــــــــــــــــــــــــــ

أنين يثقب أذن الجدار
وآهات دامعة تهوي
تروي
تعصف بمقلة القفار
أنا وأنت
توحدنا في الحزن
ولاكتنا بعنف يد الأقدار
زفرات تهرب من بين أصابعي
من بين شرايين الشوق
تكتب على ضوء القمر
حروفا هاربة
وتتأوه
وتشتكي
وترسم حروف الأرق
وتضيع الأماني
مابين الكأس وجشع الخمار
يا لحظات الصفاء
أنصفيني
صاحبيني
واجعلي من رقادي
ليلا وسمار
انه اندثار المرايا
وموت الشظايا
مابين صوتي المذبوح
بضوضاء السلوى
وغنج الأشجار
انه الإبحار في تفاصيل
المواعيد
والغرق بين فكرة ذائبة
في مضامين الاحتضار
فلا نحن نملك غدنا
ولا نحن نضمن لبسمتنا
أن تذوب في فلك الأعمار
ما أغربني حين أنتظرك بجنون
وحين أحبك بجنون
وأطرز رسائل الشوق حروفا دامعة
أنثرها على أعشاب نائية
تعانقت خوفا من قسوة الفراق
تتلاقى في عيوني نظرات متسائلة
وأنهمك في ترتيب الإجابة
وأهرب بك بعيدا
حيث يتلاشى السؤال وتنتهي الإجابة....




أتكىء على خاطري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المتعب قليلا
وأوقد أنات هذا المساء
المعتل لهبا وفتيلا
وأسرح في دجاه
أقلب دفاتر الأمس الضاحك
بيننا
وألفه بخوف أن لا تضيع
حروفه
وأضيئها
بأصابعي المرتعشة
شموعا وقناديلَ
وأعبث بمفردات شتى
علني أجد بين صورها
ملامحك الحزينة
وأكتبك من بين قصائدي
عنوانا جميلا
أيها الهارب من بين ضلوعي
ومن بين وجعي
المتصاعد
من بين دموعي
من أرقي المترامي
على وسادتي
ومن اهتراء الصمت
بين تمتمات الانتظار
وجلجلة النهار
وأنات عابرة
مسافرة جعلت من شطها
مهدا لك
ومن زفراتها مدا لك وسبيلا



ما زلت هنا انتظرك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يعتريني خوف
وحزن وأترقب قدومك
بأشواقي
يسابقني إليك حنيني
ويداي وثغري
بضحكاتي وهمساتي
بانتفاضة من العشق إذ تلهو بأعماقي
أستحضرك بكل مفرداتي
في نومي وفي صحوتي
قبلة حمراء تزين شفتي
أيها المسافر عبر شراييني وأوردتي
من علمك أول حروف الحب؟
ومن علم خطاك كيف تتسكع في جزيرتي؟
من علم يداك العبث بمفرداتي
وكيف تستشهد التنهيدات
على مائدة غفوتي؟
****
مازلت هنا أكتب إليك
على أوراق الشجر
وعلى جذوعها ما زال ينزف قلبي
وسهمك لم يزل يهوي
كحطاب أغرته فأسه
مازلت هنا أنتظرك أن تبحر
في ضفائري
وتستفز أوتاري
وتحرك الغيم كي يمطر على شفتي
أن تتسلق جدران كبريائي
وتقبض على طيور فوضويتي
فصوتك لم يزل يسافر عبر فصولي
ويحفر بخاصرتي خريفا مخضلا بالآه
وأنادي عليك بكل حروف النداء
وأطلق جناحين من الشوق في حنجرتي
ويستهويني الانتظار وأدندن
آه كم أحبك!!



رقص على حدود السكاكين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عندما أضع رأسي على وسادتي
يختصرني العمر على شريط صغير
وأرسم حدودا لعينيك
على امتداد الألم المزروع
في ذاكرتي..
وأهرب من معركة رسمت
تفاصيلها الأقدار..
أهرب رغم أني أدرك
أن عيناك تلاحقني
وان رحيق الزهر في شفتيك
يغريني..وأصبح عذبة
كمشاعر الأطفال..
وأنتهي كرغيف خبز
في معدة خاوية..
أو كدمعة في عيون سيدة
عصرية..
أتلاشى كذرات ثلج في موسم
حصاد..
وأمد يدي إلى حيث تكون
وأتجاوز كل قراراتي التي اتخذتها
بالأمس..
أتعرف لماذا ياسيدي..؟؟؟
ويا سيد كل الرجال..
لأن حبك إختزلني إلى نصفين..
وانأ المح وجهك في القمر..
وعلى آهات الموج المنتصر..
أتعلم ياسيدي..؟؟
أن صوتك يشبه لحن أغنية ريفية
رقيقة..
يقسمني ويطرحني
على شاطئ بلا هوية..
يمزقني إلى أشلاء ..
واستسلم ليديك وهي تعانقني
وامضي ..رغم أني اكره
الاستسلام ..
أضم الشمس في عيوني
مرات ومرات..
علني ألقاك في وهجها المشحون
وأهزم دقات قلبي الثائر..
وأنتهي كقطعة سكر في فم ملتهب..
لكن الكون من حولي شطان بلا حدود
وتختصره أنت بابتسامتك العطشى
وتنعطف الكواكب لتذوب بحدود
تلك لابتسامه..
والتصق فيك كحبات الرمان..
ومن ثم أرشف كذرة غبار في نيسان...!!!



في تلك المدينة تتراقص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القلوب عشقا...
ويموت الكره فزعا....
ويبتسم الفرح...
على أفواه الرمان....
في تلك المدينة تركت
قلبي أسيراً...
تركته في عيون
الأبنية الحالمة...
تركته على مائدة عذراء
في الطابق التسعين
في المملكة...
وأضعت حقيبتي
ودفتر أشعاري...
حتى الفراشات التي على
معطفي هاجرت
إلى الفيصلية...
حتى أساوري
وخواتمي
تركتها حيرى
في سماء السليمانية...
أنا امرأة نادرة
في الحب
تعرف كيف ترسم
وجه من تحب بكل
لغات العالم...
وتعرف كيف تختصر
المسافات
وترحل إلى من تحب
في تلك المدينة ...
ليل انساب على كتفي امرأة
يحكي حكاية مجد عظيم
وسيف يمتد على
مسامات قوس قزح...
وغابة من النخيل
وعرشٌ
وملكٌ عظيمٌ...
وأقحوان يولد
مع كل صباح...
وخصر نحيل يلفه
ألف ..ألف
غص من زيتون...




انكسار الشظايا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنا يا سيدي انكسار الشظايا فوق أدمغة المرايا
وانهماك الأماني في لملمة هدوء المعاني
أنا سفر وغربة واشتياق
وصيف يهرع بتأن إلى عاصفة النفس
وانزواء الأخطاء
في ليل لم يتسع إلا لحزن جائع يتهافت
بين أوراقي
يسكب مرارة الشوق المعتق في أنين التراب
ليس بيني وبين الموت حجاب
يظللني الخوف ويعزف نجواي على مائدة مكورة الجوف
ينطوي
يهمس
ألا سحقا لانتظار مريب
وعناد عجيب
ونداء لا يختفي وصوت أنهكته حروف النداء
إنا يا سيدي اعتصار الورود على حواف الجحود
فلا تلمني وانهض كزوبعة تفيض غضبا
أو كريح تقتلع أخاديد الأرض وتمضي
تتئد تحت خطاك الذنوب
وتتلون شموع الليل الكئيب
وتنسج من الخيال ألف حبيب
اسند فؤوس الهم إلى بعضها البعض
علها تنشغل باحتطاب الأخطاء
وتروي قصة امتهنتها في غابة الجفاء
يا لأنوثة ذللتها النفس وأخضعتها
وتربت بذاك الانطواء
وكفرت بحروف الهجاء
أنا يا سيدي هرولة متآكلة تحذو حذو القافلة
تمجد إحباط القبيلة وترفع رايات الانتصار
ألا تبا لقبيلة أناطت بكل إمكانياتها
انهدام العصور
وحملت على عاتقها أسن النحور
وتعمدت بروائع البخور
ونامت قريرة العين
تحت ظلال الإثم تراها تخور
تهدأ تارة وأخرى تثور
وتنشر ضوء القمر بهلع مقيت
فانتشلني يا ضوء من غرق يفور
وماء انتهى بأعماقي بردا
ينشد السلام في هذيان الصخور



حين أكتب إليك
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

حين أكتب إليك..
ترتعش يدي..
وتزداد نبضات قلبي ..
ويتوقف الكون عن الدوران..
وتهاجر الكلمات على أمواج
قوس قزح..
وبمعاني العشق تسبح
وأصبح كبحار
أرهبته الشطآن..
* * *
حين أكتب إليك
أحتار بين أقلامي..
وبعيون عطشى أغازل الحروف
وبأبجدية جديدة أطرز
رسائلي..
على زهر البنفسج أم على زهر
الأقحوان..
كل الألوان تنتمي إلى
قافلتي اليتيمة..
كل الحروف التي أستخدمها
انصهرت في بحر شوقي إليك..
كفراشات تلهو في مرح من بستان
إلى بستان..
* * *
حين اكتب إليك..
يصدح صوتك الملائكي بي
وأذوب في عشقي..
كلوحة زيتية..
وتشت روحي ما بين
الروعة وسلطوية الألحان..



امنحني فرصة وحيدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

امنحني فرصة وحيدة هذه المرة
كي أشكرك
كي أرثي الشعر
والقصائد
والبخور والقلائد
فأنا من شرب نخبك مرتين
مرة حين تعمدت التعرف
عليك عن كثب
وبحثت عنك في المفردات والآهات
وعيون عاشق طالما يفضحه الكذب
ومرة حين ماتت
على أناملي الحروف
وتسلطت على مشاعري
ثورة وعتب
* * *
أنا ياسيدي
ولدت بالفطرة معافى
عن النفاق نفسي تتجافى
في شراييني
تستوطن أسرار البحار
وفي قلبي يزهرالربيع
أوراقي دائمة الخضرة
وشتائي لين لا ثلوج به ولا صقيع
أنا من كوكب ستيني
تولد الشمس على جبيني
وتهزأ مني عبراتي
وتحترق الأرض من حولك
إن حاولت أن تبكيني
* * *
أنا ياسيدي
أنتمي إلى قبيلة ثانية
شربت ومن ثم كسرت الآنية
* * *
في قبيلتكم ياسيدي
تؤلف رواية00
والظلم فيها أمسى حكاية
فيها الغريب عاش مهان
لا أذن تسمعه
ولا يحتوي حزنه مكان00
فيها كثر من هاموا في العراء
وتركوا ليموتوا
لا ماء ولا دواء00
* * *
أنا ياسيدي
عرفت فيها جميع الأصناف
من حرائر
ومن صعاف00
الحر عاش فيها بلا دليل
الخوف زاده والرهبة
له خير خليل00
* * *
أنا ياسيدي
من كوكب ستيني
لا قارئات الأبراج تقرأني
ولا تعرف التزوير عناويني
فلا سلاح التجاهل ينفعني
ولا رسائلك
باتت تستهويني
ولا أشعارك ولا دندناتك المراهقة
عادت تأسرني
أو تحتويني



لاتجعلني أذوب كقطعة سكر …
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لاتجعلني أذوب كقطعة سكر …
أو انصهر كقطعة جليد…
أو أن احلق عاليا لارتفع
في فضاء وقوده التنهيد….
* * *
. لا تجعلني أشتاق إليك كثيرا ….
وأتألم كثيرا000
فأوراقي ياحبيبي لم تعد
تحتمل الشكوى…
وآهاتي لم تعد قادرة أن
تولد من جديد…
* * *
لا تجعلني أذوب في صمت الانتظار…
واحترق في وهج الكلمات …
وارسم وجهك على وسادتي…
وأضمها إلى صدري
واجعل من ذراعي
شراعا…
تسافر عليه أحلامي…
وأحيا صخب الموت…
ولحظات الاحتضار …
* * *
لا تجعلني قبلة غريبة على
كاس مهجور…
وتمضي متناسيا كل شيء بيننا…
وتجعل كل ماأكنه لك من حب
أوراق خريف…
تتلاشى…
وكزفرات تنتهي لحظة
ولادتها…
على صفحات من البلور…
* * *
لا تجعلني انتظر قدومك
على متن سفينة من الضباب…
واتوه وحيدا في ظلام
مأجور…
لا نجم يرشدني إليك …
وأصبح بلا حدود
عاريا…
ارتعش كقطرة ماء
حجبتها يد السحاب…
* * *
لا تجعلني أثور
على أنظمة العشق…
وأحطم قلبي…
ثم اختبأ كحروف يتيمة
في صفحات كتاب…
وتأتي كنسمة لطيفة
تصافح مشاعري…
وتحمل بيدك مصباح علاء الدين…
وتجعلني أسجل مزيدا من الأماني…
وبيدك الأخرى عصا موسى
وأنت لست من الأنبياء…
* * *



رحلت عنك
ـــــــــــــــــــــــــ

رحلت عنك 00
كي تبقى في عيوني طيفاجميلا00
كي أشتاق إليك
وكي تبقى فاتني
وأبقى ملاكك المقدس
كي تزهر من جديد
جنان حبنا وورودها والخميلة
رحلت عنك00
كي أبقيك تراتيل قلبي الحزين
وأبثك سحائب شوقي المتصاعد
من حين إلى حين00
كي أحتويك بروحي
واهزم من حولي
انصرام السنين00
كي أهرب من أنانيتي
في حبك وأجرب في غيابك
طعم الاشتياق والحنين
وأتهرب من ذاكرتي المثقلة
بذكرياتنا التي عبثت بها يد السنين
رحلت عنك00
وكنت أظن أن الرحيل عزاء
وإغلاقي لجميع منافذ هواك
هو أنجع دواء
حطمت عبراتي
ولجمت في بعدك آهاتي
محوتك من دفاتر يومياتي
جربت وجربت كل دواء
وتيقنت أن المطر يهطل
بداخلي
دون سحاب أو شتاء




رهان خاسر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بَاعدْ بيني وَبيْنكَ
خطوةَ الغيابِ
فالقمرُ لمْ يزَلْ
يشحذُ صَمتَهُ
ولم تزلْ حَكايا الأمسِ
توقظني
تؤرِّقُني
تَضفرُ عناكبَ اللّوْم منْ حولي
وشِبَاكُ الدَّربِ لمْ تزلْ
تشْهَق00
وتتعالى 00
وتتحمسُ صورةُ الشوقِ
وتقذفُ قلبي
بتماثيلٍ ناهضةٍ
ترْمي إلى شيءٍ ما
عوَدَّتني يَداكَ
على تلويحةٍ مريرةٍ
ما إِن أودعكَ
حتى تهطلَ بي من جديدٍ00
حرّرتْني شَفتاك من صَمتي
من تِحْنانِ الهمسِ
ومنْ كوابيسِ الانتظارِ
من ترقيعِ الرمقِ بصمتٍ
إذ يكسو لهيبَ شفتي
فيُغرِقني
بعتابٍ أجوفَ
ويهزمُني
لحظة التصاقِ الليلِ بالنهارِ
يَرميني الحزنُ بعيدا
في جزيرةٍ نائيةٍ
تنافرتْ مع الشطآنِ
لا زادٌ ولا ماءٌ
ولا هواءٌ يعبرُ رئَتي
الجميعُ مصادرٌ هنا
حتى التفكير بصمتٍ
غربةُ قلبٍ شبهَ عارٍ
إلا من الكدماتِ
وغربةُ روحٍ
تتطايرُ
كأثيرٍ مبعثرٍ يشهقُ
هارباً من عويلِ الريحِ
فلا تنتظرْ مني شيئاً
فكلانا غربتهُ
الأمنياتُ
وتقاسمَته الهمومُ
أيها المسافر بَيْنَ شراييني
كحلمٍ يعبرُ أزقةَ الليلِ الخرفِ
يتلو نشوةَ النصر
ويعلل جبنه ببضع كلماتٍ
وتلفظُنا التواريخُ
وهي تختفي بأعمارنَا
تسْرقُ عبيرَ خَدّيْنا
وتهاجرُ بأصَابعنا كخَريفٍ
جزَّأته التحدياتُ
أوْكِلْ لي مهمةَ الاشتياقِ
فكليِّ منغمسٌ
بكَ!!
وعزِّزْ بي حبُّكَ
وأغرقني
بمحيطٍ من الحنينِ
فنسيانك رهانٌ خاسرٌ




التعرجات الباكية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تنزفني إغماءة اللحن00
فأتشجر بطين الوفاء00
أتبلل بمطر الكلمات أينما كانت!!
تعودُ كلهفة الشوق
التائبة على لساني00
أتراها؟؟
تنصفني التعرجات الباكية
على سفح أملي00
وتحتضن دقات الساعة
المتوشمة في ذاكرتي00
تستطلع ضمور الآه التي توسد كل شراييني
كذبتني وعود السفر
المتراجع في موائد الليل
فقضمت أصابع الندم غيبة00
وأنا أترجلُّ من فوق صهوة المفردات
حزنا لا يحتمله قلقي00
* * *
أناملُ الوفاء تكتبني
في كل توجساتي 00
وفي انصهار صوتي بين كفيك اللاهثتين
بالتلويح00
لن تحتمل زفراتي عالمك اللولبي الجريء
ولن تعتادَ عيناي خبث الوعود00
ومرة أخرى 00
يجدلني الليلُ لونا غائرا
ومن بين ضفائره السوداء
تحتارُ أفكاري 00
وتلهبُ بي آفة الخضوع ِ
تأسرني احتواءاتُ صوتكَ القادم
على متن شوقي 00
الكلُّ يقفز بي 00
وأحتضنك بزنزانة قلبي العنيدْ
* * *
أتراني استنسخ الزوايا 00؟
وأقرأ تعويذة العبور إلى الهدوءِ
أنفضني من ركام أمسي00
اختزلني من نخاع مفاصلي ،صمتاً
إني يا حزنُ 00أثرُ الرّمل على الزجاج
تنتزعني الأحزان من نبضي00
وفقدت الأشياء ألوهتها من حولي
ونامت قدسية الوفاء مرغمةً
بشوارع الحلم00 ازرعني
بكدمات صوتك الحزين
حيث تتحنط أذني00
أيها الغائرُ بين تسابيح وهمي
لماذا تزرع فسيل حبك في دمي ؟
كلما قررت التغيب عن لقياك
تفور ملايين التنهيدات بصدري
ويصبح حبك رمقا
تستدير به لهاتي00
وتتآمر على نز الندى شرفاتُ فمي00!!
* * *



لا تلمني...
ـــــــــــــــــــــــ

لا تلمني إن أحببتك كثيرا
أو افتقدتك كثيرا
أو رسمت وجهك في عيوني
فحبك ياسيدي يملك من القوة
ما يبهرُ
ما يستفز الشمس كي تكون
أجملُ
لا تلمني إن ذوبت شموع لقيآك
وأطفأت في عين التودد
ريشتي ،
ودونت جميع مذكراتي
على مذبح الغروبِ
وجعلت من دموعي شراعا
قبطانه وجع مهملُ
وغزلت من قلبي معطفا
ألوانه ترقصُ فرحا
كأنه كون كامل مكملُ
لا تلمني في هوىً
كلما أدمنته تطوف روحي وتسعى
حول محراب الذنوب ِ
وكلما استغفرت أكون أجملُ
وهذا القلب الذي أمتلكهُ
طفل صغير ، يلهو في شقائي
ويعبث في دمائي
إن جنحت إلى النسيان
رأيته في ذاكرتي
الرفيق المدللُ
لا تلمني إن قرأتك ببطء
وهجيتك ببطء
فأنا ما زلت طفلة ً أتعلم القراءة
قد أخطأ وقد أصيبُ
وقد أقرأ شطرا ليس مكتوبا
فلساني لم يزل بحروف الهجاء
وقيودها مكبلُ..
لا تلمني
إن سافرتُ مع الريحِ
إليكَ بلا جناحٍ
أبكيكَ وأتوسلُ...
أو كفلاحٍ ،
أضاع بين الخضرةِ قبلةً
وبحثَ عنها كثيراً
فوجدها على خاصرةِ الثمارِ
تتفيء ُ السكّرَ
فتارةً تهذي نشوةً
وأخرى تتمهلُ..
ولا تعجبْ إذ أُناديكَ
بكل حروف النداءِ فكل الياءات أدمعتْ
مطراً على بحاتِ شجني
وألبَسَتني معطف الشتاءِ
وأنا في صيفِ الكلماتِ
لم أزلْ غيمةً تصومُ على ألفها
وتفطرُ على يائها
وما بين الصوم والإفطارِ
ملامحُ الكونِ تتكورُ
وملامحكَ تتغير وتتبدلُ...!!!




الفراشة اليائسة
ـــــــــــــــــــــــــــــ

أيتها الفراشة اليائسة
تبحثُ بين الزهور الناعسة
ألا تملين رعشة الأهداب البائسة؟
وقلبي اخضرارٌ وأنينْ
وسفرُ الجراح ِ
في عمق الحنينْ
تطحنني أضراسُ الليلِ
وتحيلني أشلاءَ
واحتضار غبارْ
وتنثرني دموعُ الأسى
وتذرفني شوقا
واخضرار دثارْ
كلانا يا قلب غلاف مسكينْ
لصورة قديمة الألوان
نحتمي خلف كوابيس الشوق
والتحافِ أسرارْ
تورق فينا بواعث الأملِ
والشمس تناغينا ،
تراسلُ فينا صحوة العمقِ
ونحن عبثا تستطيل بنا أحلامنا
احتلام أقمارْ
والمشردون عائدونَ
أكوامُ همٍ آخر النهارْ
يحصدون آلامَ السنينَ
وحين تسألهم عن عذاباتهم
تتفرعُ عيونهم إلى معاول غاضبةٍ
يقتاتون صدأ الرغيف
ويعبثُ بهم سيدٌ غشيمْ
يأكل رعونة القفارْ
تحييهم بضعُ ألحانٍ واهيةْ
تجود بها يدُ الطامعينَ بالرحمةِ
وفمٌ يخزيهِ وهم السؤالْ
وجراحٌ لم تبق منه الا رمقٌ
وبضعٌ من شفاهٍ يابسةْ



وصايا البحر
ــــــــــــــــــــــــــــ

يقرؤني شتاءً آخرَ
في رحلةِ شَوقي
يحمّلني غُبار الوجدِ
ويمضي ،
وأنا مكللٌ بالهمومِ والدموعِ
أُلقي على وجهِ القمرِ
منديلاً وشيئاً منْ عطري
ويذْبحني عَزفُ الوترِ
ويُقيمُ مراسمَ تشْييعي
بينَ يديكَ الغائبتينِ في زهوي
ووصَايا البحرِ
وأميرةَ الشمسِ
وقنديلاً يَشيخُ في عمري
وأغرقُ ..وأغرقُ
وأتنفسُ السَّراب إذ ألمحهُ
ويغْتالني الحزنُ
إلى حدِّ الموتِ أسْتنْشِقهُ
يقوِّضُ ضجةَ ضَحكاتي
ويلوِّن بالتعاسةِ
كل شبرٍ منْ جَسدي
يوهمني الليلُ بوشاحٍ أسمرِ
تُؤْلمني ملامحكَ
وأشياؤكَ وزفراتكَ
أشياءٌ وأضواءٌ
تتسامرُ سرا في صدْري
ويتلوني برد الشتاءِ قصةً
على أطرافِ المواقدِ تئنُّ
وتجوبُ أرجاءَ كبريائي
تخيِّم في سُكوني
كريحٍ شَربتْ شيئاً منَ السِّحرِ
تتناولني عينيكِ سراً
وبكلِّ ما فيهما منْ الطُّهرِ
فأرجمُ قراري
وأرحلُ إلى حيثُ أنتَ
وأنهي مهزلةَ السَّفرِ
وتأتيكَ داليتي بكلِّ ياسَميْنها
وأرجُوحَتي بكلِّ بَسماتها
وعقدُ اللؤلؤ الذي يزيِّنُ شَعْري
فأنا من دونِ حبكَ لا أكونُ
إلا عمراً بدونِ عمرٍ
كالعودِ لا يهتزُّ بلا وترِ




فوضى
ـــــــــــــــــــــــ

يا أنتَ !
حين تحصدني أشواقي إليك
أتزمل بوافرٍ من التنهيدِ
وحين يترمّلُ المدى القادم من عينيكَ
تقرأني السّطورُحروفا فأتبخرُ
كرذاذٍ سحَقتهُ كفُّ الوعيدْ
لا تبالِ خفقةُ الوسائدِ
حين يستعطفها الأنينُ ويداكَ
( يا كوثراً من الحنين )
تتجزأ أوْردتي بينَ خفقٍ وانتظارٍ جديدْ
وتحملني عيناكَ الجريئتين
إلى حيثُ يمكر بيَ السؤالُ
وتمهلني بضعاً من النزفِ أوراقي
وتحضرني بكل مابي من فوضى
وآتيك َاستنطقُ أصابعي
ويحتلني قلقي فأبحث عنكَ
فلا أجدكَ الا كحضن أمي
أشتاقُ اليكَ فطهرني
من فوضى الاشتياقِ00
طهرني من وثن العناقِ00
وحوِّلْ لهفتي إلى غديرٍ يختصر موجي
ويبتلعُ صوتي
فلا أناديكَ
وشلالاً يقهرُ أنوثتي
ويصلبُ على حبال الغيابِ شرياناً بي ووريدْ
تحاصرني في الشكِّ ظنوني
وتساورني إلى الرحيل عيوني
وتنضحُ أوجاعي ذاك الرحيقْ
فأغفو على حلمي الجريح قليلاً
فلا تبصرني كدماتُ السهرِ
ألاك وأنتَ تنبِتُ من بين جُفوني
حمىّ تتكاثرُ في أدَمَتي
وتجبرُ على الصمتِ وجعي العنيدْ!!




أغنية موسم حزين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

الريحُ تخفقُ هناكْ
وانتحار الصفرةِ في وجه الشمسِ
قائمٌ ، ووجهُ الحقيقةِ
سكبُ قنديلْ
واهتراءُ الأشْياءِ بيننا
يكبرُ..
وثمةَ سُؤال؟
يتمددُ بجرأةٍ على ذراعِ العطشِ
يقطفُ أشواكَ الإثمِ بيننا
و بي فرَحٌ يفرُّ مني كغريبٍ
في مدنٍ من الضبابْ
و بي حزنٌ مستلقٍ على جدارْ
ينظرُ إلي ..
كخيالي ، يتبعني
لا يبقي مني سوى بضعُ ذراعٍ
مشلولْ ، وتمتمةُ أغنيةٍ قديمةٍ
لم أحفظْ غيرها من درس الربيعْ
أتلوها بصمتٍ
حين أتمزقُ فيكَ
وأتمرغُ بحروفها حين أنزفُ حيرةً
وأنتزع منها أذني حين أتغربُ فيكَ
أغضبٌ فيكَ أمْ عتبٌ؟
لا تفترسْ قلبي المبعثرِ بينَ يديكَ
وتتلو أعذارَ الريحِ
فكل شيء بي كومةَ قشٍ يائسٍ
يغزوها اللهيبْ
وصبحُ الوطنِ الذبيحِ يهزني
يحملُ أحلامي على نعشٍ من دموعْ
وشوارعُ مدينتي الثكلى
وأورامُ الفوضى
وحُزَمُ الشوقِ تخيطني
كغدير منسكبٍ ، ملَّ الهديرْ
وعنادٌ بيننا
يطوينا كصفحاتِ كتابٍ قديم
يساور حدود عشقنا،
ويناديني
بكل جرأةٍ
يقطفني من بين أوهامي
ويرميني
كقط أبيض بلا مخالبٍ
يطاردُ فراشةْ حزينهْ...
النور يغري هناكْ
قاتلٌ صمتُ القبابِ،
حين يعلوها السكون..
والكنائسُ أترابُ حزنٍ
يسكنها النحيبْ
وأنا المتغرِّبُ فيك والغريبْ
يضمدني صوتكَ اللامعُ في مدارهِ
كتكبيرة العيدِ
ينعشني
يعكس ألمَ الروح في منفايَ الكئيبْ
إنساني إن شئتَ!
و إن شئتَ قطِّعْ مدى عيني،
المسافر إليكَ
أغنيةَ موسمٍ حزينٍ
شطرُها باسمٌ وشطرُها الآخر لهيبْ
فمدن الحسرة كثيرةٌ
ولن تغصَّ شفاهي بتوديعه واهيةْ
سئمتْ من طبعكَ الغريبْ ..!!



دمع مرتجف
ـــــــــــــــــــــــ

أتسافرْ..
وحيدا بلا عنوانٍ..
تقاذفتني حمم الدموعْ !!
وتلملم حقائب السفر..
وتتركني أتحرى الرجوعْ
ويغالطني الوهمُ مرارا
علني أجد في شموع ليلي الذائبة جوابا
يطفأ شوقي إليكَ
أيها العابث بتفاصيل أريجي
أيها الماكثُ بمسامات يدي
وفي طيات الذكرياتِ التي تلتحفُ ذهني
واحتمال العذر الذي أنسبه دائما
إلى نبضي المترهل على دمع مرتجفْ
يحفرُ في مسالك أنفاسي عُشْرَ ما بيْ
منْ تردِّي ..
ومن تحدِّي ..
ومن التباسِ النفور منكَ والعودة إليك
لا أخالني أنبشك من تحت أظافري
كما القلقُ يحبوه اسمك، ومن بين أنفاسي
تولدُ كعاصفةٍ عائمة على موجٍ مشلول..
وطيفك يذيبُ حتى ندابات العتبِ الرقيقْ
ينهرُ بي الأفكار ويتعبها، يزرعها
بينَ هجرة العطشِ وبينَ فطامِ العام القديمْ
لا شيء جديد!!
إلا دثارٌ من الزيفِ تقاذفته الرياحُ
من شتى الألوان القاتمة في بؤسنا
لا شيء يمكنه أن يرثي أفواهنا
وعباراتنا وضحكاتنا
لا شيءجديد!!
الا موائدٌ من الألمِ تعانقُ الطلوعْ
وتصلبنا كقنديل في كهفٍ سقيمْ
تعريّ أجسادنا من كل انتظارْ
وتكيلُ لأفواهنا فاجعة اللونِ
تكادُ الأشلاء تسمينا أشلاء
من يومنا الطافحِ بالأوزارِ
وتفاصيلِ الاكتشافاتِ
وتقريع الهزائمْ..
وبتنا كماسةٍ تنهكها الشروخ الصغيرة
ولا أنا أتقنت الصمتَ في بعدكَ
ولا أنت أيقنتَ فلسفة الغياب..
وكلانا استفاق من صفعةِ النداءِ
كأذنٍ تعبت من قرط معلق لا يبالي
هجيرَ القسوةِ المتغربة في منافي الخشوعْ
خيطٌ أنا، وأناملٌ يائسةٌ تحيكني
عبثٌ أنا، وتهافتٌ يقتلعني
وانشطارُ حزنٍ بلا جذوعْ
لا يحتمل صخبَ الأنينْ..
و يسلبنا ضمائرنا، كالرنينْ...
توخز بنا حرارةَ الجبينْ
وتنتفضُ بنا، كطائرٍ أدركته الريحُ
وهو شبه عاري
بلا جناحٍ
وبلا منقارٍ
وزعَ ريشه على مطافئ العزلة
وأباحَ لصوته أن يطوف بلا جوازِ
عبور إلى جميع الفصول
لا يبالي لمن يكون الصيد السمينْ
للعتمة أم للأوكار التي تعج بالثعابينْ....



يا عيد
ـــــــــــــــــــــــــــ

هاهي!! تنهيدة الصبحِ وفوح العبير
تطلُّ من بينِ أحلامي
ومن ثنايا الشوقِ في أعماقي
فرفقا ياشوقُ بقلبي الصغيرْ
* * *
هاهي تمسحُ بيدها الرقيقة تعبي
وتمرر على جبيني جلباب الحرير
وتمتلئ شفاهها تعاويذ
ويهوي من بين أصابعها قلقي
ويسافرُ معه وجعي الكسيرْ
* * *
ياطيفُ !
مترامي الوجدِ قلبي 00
وعلى أطرافِ السرير
أنطقتُ زوايا الروحِ 00بالله ياروحُ
استريحي بين كفيها
أعيدي همسها00
أعيدي صوتها00
أعيدي تعويذة الخوفِ بعينيها
حين يأوي الوجع إلى مرافئ العبيرْ
* * *
هاهي ! بضحكتها وثوبها
وفنجان قهوتها 00
تعبرُ الرؤى وترتجفُ يقظتي
فأصيحُ : مهلاً لا تغيبي
فلم يزلْ لقاؤنا بأوله
ولم يزلْ الصبحُ يراودُ أشلاء ليلنا القصيرْ
* * *
ياعيدُ !
تتوالى على عتباتِ السنين
تكدّسُ خطانا 00
وتنهلُ من كؤوس العويلِ
شرابكَ00
وتنشرُ على أركانِ ودادكَ
أحلامنا البائسةِ00
تتلظى بأحداقنا وتلاحقُ فينا
تمرد الصبر على شرفاتِ الدمع الأسيرْ
* * *
ياعيدُ!!
أَطلْ مكوثكَ فينا 00
وتوردْ أيها الحلمُ الجميلْ
لعلّ من زوارك تكونُ " أمي"
وتخضرّ بحضورها أوراقُ عمري
وأكتبُ على صفحاتكَ بضع حروفٍ
ووردة بيضاءَ أهديها00
ويشيخُ التذكارُ 00
وصقيعُ اللهفةِ يقتحمُ ابتهال الغديرْ




غربة وظلال
ــــــــــــــــــــــــــ

لي قلبٌ تنهكهُ غربةُ الأهلِ
وسنون ٌتمضي بكل وجَلِ
تركتهُ مليئاً بالنقاءِ
يحتمي بنبضٍ دافقِ العذوبةِ
تطربهُ أنغامُ الوفاءِ
ترهقهُ أحلامٌ واعداتٌ
وظلالٌ تتراكمُ على صفحات السحابْ
فاضَتْ الأشواقُ بي
فاقتلعني من جذوري ان شئتَ
أو انتزعْ ان شئت مني أفولَ الرضابْ
في شفتيكَ ماج الرحيقُ وانثنتْ
على خاصرة الليلِ تموءُ حروفٌ
باكياتٌ
تتوارى في كنف العتابْ
شددتُ إليك في الأمسِ أوجاعي
قلمٌ وحرفٌ يتعمَّدُ بدمِ قافيتي
وعلى متنِ الشَوْقِ
سافرتْ زفراتي
تحصدُ ما تبقى بيننا من شموعٍ باكياتٍ
من ْ ثوانٍ ساخراتِ المذاقِ
تنثرُ خلفها حنظلَ الرحيلِ
ومن حظٍ عاثرِ الخطى
لم يزلْ في فمهِ عزفٌ يوهمني
بأن للغدِ أرواحٌ مارقاتٌ
تلوّنُ ثغري بلون القرمزِ فأصحو
لا طعم بلّلَ ظمأَ روحي
ولا تلويحةٌ في أفقي الساكنِ
ترطّبُ أنفاس الخميلة
بالله قل لي كيف تصمتُ أنفاسي
ويغالبُ صوتي شجنُ الصفصافِ ؟
وكيفَ تحتمي أوراقي المرتجفةِ بمدِّ الصقيعْ ؟
لا تكلني الى شجني كي لا يفوتني عبقُ الربيعْ
ولا تستأصِلْ صوتي القادمِ إليك على شراعِ البوحِ
فللغربةِ عيونٌ راجلاتْ توهمنا وتسيرْ
وفمٌ يحصدُ لُعابَ الزيزفون
يرعفُ بأحلامنا..
وعمْرٌ أجوفُ ينامُ ملأ الجفون
يأكلُ ما تبقى لنا..
ويستيقظُ ساخرا منا
وقد أهدرت ْ دمه المنون!!
ياسمين الشام



وتشهدُ عليكَ أنفاسكَ
_____________


أطلْ مكوثكَ بينَ أوردتي
فثواني اللقاء تمضي خجلى
أزح ستائر الوهن أين تواترت
دقاتٌ مرعباتٌ تتقمصني
لا لن تمضي لهفاتنا قتلى !!
* * *
وَعَدْتُ كلَّ شبرٍ من خاطري أنْ أحتويكَ
وأستبيحُ صمتي كي أتعجلَ
خطاي القاحلتينِ إلا من الشجنِ
وأهاجرُ من كوكبٍ لا يعترف بلون ِ أنوثتي
هجرة صمَّاء تأكلُ ربيعَ لحني
كي لا أعود َعودةَ الماكثِ بين أترابِ الانكسار!!
* * *
أنا ما سكبتُ على قامة الليلِ رؤاي الحزينة
وجعلتها تهوي من بين أصابعي
البلهاءْ00
ولا اعتليت زحام قلبكَ المائج بسعف الأمسِ
واختلقتُ روائعَ الكلام وناشدتُ فيكَ
أسراب السحابْ00
* * *
خُذْني بصغائرِ الأمورِ
كطفلٍ صغيرٍ يداعب الندى على صفائح البلورِ
يرسمُ أمانٍ عاجزاتٍ عن التعبيرْ
كفراشةٍ لا تعترفُ بحدودِ الوطنِ
تحيكُ أنغامَ الرجاء على شعاعٍ من نورْ
* * *
اكتبني عنواناً مريراً بين دفتي كتابٍ
منسلخِ السطورِ
تغريني مغامرةُ الطيورِ
وخصلاتِ النور تربكني
تسردني حكايا الليلِ بلا نهاية !!
* * *
لا تجعلْ من موتي ناسكاً
تغتالهُ أضواءُ الصمتِ فيتقمصها00
فالهروبُ والمواجهةُ ضدانِ
فأنا ضدكَ اليتيمُ 00
وأنا ليلكَ البهيمُ00
وأنا ماؤكَ وطينكَ السقيمْ00
* * *
أبتهلُ صريرَ القلمِ وأناجي سخاف الأفكارِ
تجترني دقائقٌ مالتْ إلى حقائقها وترحلُ
إلى عمقِ وجعي المتكدسِ وهو ينشدُ
غفرانَ المآبِ00
* * *
أنا ما ضممتُ عنقَ الانتظار متبتلاً
ولا سكبتُ على دمعةٍ جريئةٍ حناءَ العزاءِ
أيها العازف الحزينْ
والمتمدد على أنقاضِ الرياحين
تطهرْ بسكبٍ من دموعي
وتزملْ بخطاياك الكثيرة
ستُبعثُ غداً مرتين
مرةً حين تشهدُ عليكَ أنفاسُكَ
ومرةً حين يتلاقى خطانا المتوازيينْ
* * *
كلُّ ما أملكهُ من همسٍ وحنينْ
ومن أكوازِ البخورِ الثمينْ
وجواريَ حسانَ
تتراقصُ في معبد نجمنا الآفلِ
تحصدُ ما تبقى من ذكراكَ
وترميها لحناً شجياً
حيث لا مكان للشفاهِ أن تبتهل َ لطعمِ الشرابْ
وتتعمقُ جراحنا
وتتعقُ أوجاعنا
وتنعقُ على مذاهبِ النسيان آهاتنا
وننتهي حيثُ ينتهي المدُّ كالسرابْ !!

* * *



أيها الصاعد الى سمائي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنا ياظلي ما طويت جرح البعدِ
طوعاً00
ولا اقتفيتُ أثر الرجوعِ
جحوداً00
أنا ياكلِّي ما مضيتُ أحملُ ألمي
وأنتهي بين شهقةِ اللقاءِ
ولهفةِ المشتاقِ00
وعنادِ ذاكرةِ الربيعِ
لأنحني أمام شوقي إليكَ
فقط إليك أيها الصاعدُ إلى سمائي
وأتقمصُّ تجلدَّ العطشِ النابضِ فيني
وأهوي أمام رمقي ، أمامَ قافلةِ الوجعِ
الراحلةِ في قراري00
وتسلبني إرادة الحبِّ صقيعَ الفضولِ
وأنا أفتشُ بين حقائبي الحزينةِ
عن كياني المتشكل ذاتَ يومٍ فيكَ 00
عن صورٍ تحملُ ألوانَ الفرحِ
عن تلكؤ الصبحِ عن الطلوعِ
وتسمّر اللهفة في دموعي00
عن شغبِ أنانيتي ، ولهيبِ محاولتي
لوقفِ تكاثر النبضِ في قلبي
واقتلاعِ آخر ماتبقى منكَ في شراييني
لأوزِّع عنادَ أصابعي
على أطراف القصيدةِ
وأعلمها أبجديةً خرساءَ 00
تلمحُ تشتتَ الفرحِ المدفون في شفتي
بأغنيةٍ مبتورةِ اللحنِ
وحنجرة ثكلى ترشف ماتبقى من ظلالي
من خيالِ الحزنِ الذي يطاردني00
أنا لكَ قلبٌ يمطرُ ، فخذْ ماتبقى من كأسي
أنا لكَ ياعطرُ ، فخذْ رشفةً من يأسي
خُذْ ماتبقى من نزوحِ
الهمِّ مابينَ شحوبِ ذهني
وسفر الألم المتصاعد بين زفراتي ورئتي
فلا مطر الكأس يُغري
ولا نحيبُ اليأس بين قطرات عطركَ
بات يشفي ، فغرقُ الشتاتِ بين كلينا
أدمى سطورنا الحزينة
وذرفته دمعا أمانينا الدفينة!!




تقول لي ارحل
ــــــــــــــــــــــ

تقولُ لي ارحلْ عن ديارٍ
مالوفاءِ ٍ فيها سببُ00
وسطّّر الحبّ يتيماً
لا ديناً ينصفه أو مذهبُ00
تشفى الروحُ إذ نبوحُ
وبغير البوح تراها تتعبُ00
وأنثرُ على حرِّ الأشواق ثلجاً
فأحنو على فؤادي المعذَّبُ00
ليسَ للبين بقلبي من جنحةٍ
غيرَ أنَّ الأيامَ خُلَّبُ00
تدني مواجعَ الأمسِ عنوةً
ومنَّي الصَّبر تُذْهبُ00
وتغضُّ الأنات بنا عينٌ
ياعينُ ما كذا الصحبُ00
كأنَّ هواهُم ألمَّ بمهجتي
لا دواءَ يشفيه أو طبُّ00
وكأنَّ النأي عنهم نائحةً
تدمي شفاه البين وتلعبُ00
تميلُ المهجة ُ لذكراهم مصافحةً
ضيفاً عزيزا بنا يأكلُ ويشربُ00



فضاءات غُربْتي
ـــــــــــــــــــــــــــــ

اعْرجِي إلى فضاءاتِ غُربْتي
وامشطي ضَفائري
فَشعْري يشتهيكِ ،وماء عُيوني
وبحَّاتُ السَوسنِ المختالِ برياضِ عشْقي
أنا يا بلادي انصهارٌ من كوبِ الأسَى
وفوضى اشْتياقْ
تَسْلبني الجفونُ المعفرةُ بالكَرى رُقادي
ويستطيلُ التفافُ مدّي وتشدُ إزارَ الفرقةِ غفلةً
انتظارِ يبسطُ يداً من الحرير نحوي
وأُخرى تمحَقني كمنجلٍ تحْصدُ قَراري
تفوِّتُ فرصة ً حمقاءَ تعْتصرُ عنادي
أنا يا ثغرُ يمطرني العشقُ فأَسْهو مُتأملا ً
أُداعبُ نسائمَ التذْكارِ
أَحمِل عناوينَ الطُرقاتِ
وأُسَافرُ مع حروف ِأَشْعاري
أنا فرقدٌ تعْرُجُ إليه كَواكبُ الأسفارِ
أنامُ بين الحروف وأوقظُ المعاني
أحْملُ عرائسي إلى مآبر الزّهرِ
أقبّلُ المياسمَ في الصبحِ
وعند الغروبِ تعودُ إلى أَعشَاشها أَقماري
همسُ الثريا أراهُ جناحَ فراشةٍ
تَغضبُ إذا ما الريحُ عَانقتها
وتَحْلو إذا ما لامس َخدَّها العطرُ
فتنامُ كنوم الضّياءِ في القمر
وتصْحو سَاجدةً كَحُلمٍ
لمسَتْ على خديه بحنانٍ يدُ الأقدارِ
أنا ثورةُ الجمرِ المتنقلِ بين عنفوانِ الحبِّ
ودثارٌ منَ الشوقِ يلتحفني
تَهوي كلتا مقلتيَ
الغارقتينِ بحماقةِ الانتظارِ
وَترحَلُ مع النسيمِ عَبراتي
وتَرتجفُ من بينِ أصابعي
خيوطٌ ماكراتٌ
تخيطُ بعنفٍ قدَري
وتشلُّ تنفسَّ الرغبةِ في أَجْفاني
فأُحلِّق ُفي سُكونِ مَكاني
لا فضاء َيعتنقُ صَوْتي
ولا كُوباً يلملمُ دموعي
ولم تزلْ مسَاءاتي
تتداولُ حُزْني وتكْتُبني فُرْصَةً صمَّاءَ
تعْجزُ أنْ تَعترفَ بأَلمي000




رسالة فدائي
ــــــــــــــــــــــــــــ

ياابنة الساحل..
خذي منديلي وأفكاري..
خذي قلبي المشطور..
ولا تطمعي !
فأنا فدائي مهزوم..
واعطيني عينيك
فهما قنبلتان..
قبلي جرحي والثرى
وانهلي من الليل لون النواح..
شاركيني..
نضغط على الزناد..
فكلانا محروم قتله العناد..
خذي سكرتي..
هبيني صحوتي..
فأنا راحل مع الفجر
مشتاق إليك مع كل عصر ..!
******
يا ابنة الساحل..
لم تبق مني سوى الساعد..
خنجر عطش..
خاتم..
بقايا مجاهد..
قلب أنهكه الدبيب
هجر ونداء..
غربة وتعذيب!!
وغدا عندما يحل آخر لقاء..
لا تودعيني..
بل خذيني وطيري..
في الفضاء..
ومع العاصفة أرسليني..
إلى الجبال أحيا
ومع رفاقي حيث مصيري!
ولا تلوميني إن أخلفت الوعد هذه المرة!
ولا تنكريني..!
سأزورك في الأحلام..
وعلى أجنحة الخيال نلتقي..
منديلا يعانق كوفيه..
ويشير السامرون إلينا ها هو فدائي يعانق ساحليه
وعندما يحل الفجر..
مع الحسام أرسلي منديلي..
خطي عليه قلبا وبندقية.
وبالخندق ألقاه..
وعلى صدري يرمى..
فبالخنادق..يا حبيبتي..
تموت الأجوبة السرية..!



أوتار شبه بليدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

استفاق هذا الصباح رقيقا
كرقة الحلم المتحدر من صميم ذاتي
تلفه مدارات لا تشبه مداراتي
ولا هو من كوكب يشبه كوكبي
انثناءات اللحظة تباغتني
أهتف إليك انتشلني
لا صوت يردفني
وتغرق بعيدا خلف ذاكرة الغياب
انصهار أحداقي يشبه انصهاري
وأنا أعوم بين يقظة وحلم
بين لهفة تشبه لهفتي إليك
وبين شوق يمد يده ليأخذني إليك
عين الأمس وثبت إلى حضني
تستظل برقادي
وتستحم بقلقي
تنشب مخالب الورق لتكتبني
على جدرانه
تستغيث ذرات الشعور في
وترقرق مزاج القهوة بين شفاهي
كلحن تعزفه العصافير
وتندب جذور الحزن ومآتمه
المشادة في أعماقي
وأنياب الاشتياق تنغرس بضلوعي
وتضيع مني مفرداتي
للحظة ثم تنتشلني
من بين كؤوس الذكريات
والتي تعبر محيط صمتي
فتتعمق أصابعي في العزف على أوتار شبه بليدة
تسرق لحني ، وتبيع جسدي
للسياط المنهمرة
من شدو ترياقي
دلني كيف ألفُّ حرارة الشمس
لتصبح صديقتي
وكيف أطوي مدن القسوة بيدي
وغربة الروح تلاحقني
وتنزوي كأعشاش من النحل في وسادتي
تلمح اصفرار ملامحي
وشحوب همستي وتضرعي
لسواد المقت في حنجرتي


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدد النصوص : (48)





المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
أكاديمية الفينيق للأدب العربي

دموع الياسمين ‏ـ غادة قويدر
المادة محمية بموجب حقوق المؤلف عضو تجمع أكاديميّة الفينيق لحماية الحقوق الابداعية
رقم الايداع : غ.ق/ 25 / 2012
تاريخ الايداع : 3 - 2 - 2012








  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:46 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط