الشعوب الخانعة

[خالدعبدالجبار]

مسرحية قصيرة ( الشعوب الخانعة)
في جانب من المسرح اجتمع مجلس اعيان الغابة لتدارس امور الرعية
الخنزير-
نحن هنا المجتمعون دائما على رنين الكاس
نجمع مانريد من غاباتنا بفضل هذا الكرسي
نطول كل مبتغى ونبتغي مانبتغي بالرفس
اكذوبة نحن خلقناها معا في عالم مغلف بالدس
لانرعوي عن فعلة او قطع اي راس
فنحن قوم كلما اجتهدوا فازوا بكل باْس
الثعلب--
اما انا فقد جمعت في تفردي كل فنون المكر
وقد بلغت غايتي لاانثني عن فعل اي امر
لولا وجودي بينكم لاصبحت غابتنا رهنا لكل فاْر
فاتعضوا بحكمتي وكل ما اقوله بالسر او بالجهر
الضبع--
اني انا الضبع الذي اخترق البراري
اقطع في مسيرتي كل خطوط النار
لااعرف الخوف ولا ارجع عن قراري
افترس الارض بلا تردد واخلط اليمين باليسار
الثور--
اني بما املكه من جسد وطلعة مهابه
اهشم الارض اذا مااقتربت من مجلسي ذبابة
اجمع في حضيرتي كل نعاج الغابه
فانهم بامرتي وامرهم طوع يد السبابه
البغل--
اني ابا الاثقال في خصاله اني ابا قضاعة
كالنارفي الحلفاء في مسيره والذئب في طباعه
ان اسطكت حوافري فانني كاالضوء في شعاعه
الخيل والحمير تحت سطوتي والفهد والكساعة
وفي الجانب الاخر من المسرح وقف بعض افراد الشعب
الغزال--
نحن ضيعنا خطانا وفقدنا كل ظل الامكنه
لم نجد في عالم الغاب سوى هذي الوجوه العفنه
كمموا احلامنا في مهدها وسقطنا بعظام واهنه
الخروف--
انني قلبت ماضي كل اجدادي واهلي
فوجدت الجيل بعد الجيل مذبوحا بغل
تفتدى ارواحنا هدرا باعراس الدنى
وعلى اشلاءنا من بعد هجر حبل وصل
سقط العدل فلا عدل ولا من يغثنا
من خطوب اكلتنا دون عدل
الحمار الحكيم---
ياصديقي لما الشكوى وقد حسم الامر فلا اخذ ورد
نحن قوم سفهت احلامنا وعلى استعبادنا الكل اجتهد
اي امر هو طوع عندنا كيفما كان وان كان كمد
لاتقولوا نحن ابناء الالى او تقولوا نحن من يرنو لغد
انما العيش لمن كانت له قوة الضرب ومسحوت الجسد
الفاْر--
كيف ندعوك حكيما وصديقا ترتجى منه النصيحة
كيف ندعوك وتدعونا الى الذل على باب النطيحة
وسنين العمر تطوى بجراح وقراح وذبيحة
الحمار الحكيم--
ياصديقي توخي الصبر عندي هو خير المبتغى والمقتصد
والتغاضي عن شرور الخلق حتما سوف تنجينا خطوبا لاتعد
فاتركوا الامر على حالته فهو خير للورى من كل غد
الكلب--
انما نحن ارتضينا ان نكن طعما لمن مد سلاله
وتركنا الامر مرهونابمن في الضر قد شد رحاله
وتنكرنا لبعض واندفعنا واقتتلنا بيننا حد الثماله
وجعلنا الامر للخنزير والبغل ومن سار على درب الضلاله
فلماذا نشتكي امرا سعينا واجتهدنا باكتياله
نحن من ضيع حاله نحن من ضيع حاله