ثَغرٌ يسبِقُ العاصفة !

[د. نديم حسين]

ثَغرٌ يسبِقُ العاصفة !

د. نديم حسين


[poem=font="simplified arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=sp num="1,black""]
فوكِ صَبٌّ أسكرَتْ نَجواهُ كاسا=كلَّما اهتزَّت شِفاهُ البَوحِ باسا
لقَّنَ العَتماتِ قِنديلاً فصيحًا=يَحسِبُ الأفكارَ والأنهارَ ناسا
فوكِ مجنونٌ يُصلِّي خَلفَ قلبٍ=ينبضُ التقوى طِباقًا أو جِناسا
خاطِرٌ نامتْ على زِندَيهِ روحٌ=علَّمَ النَّجْماتِ في الليلِ النُّعاسا
نخلةٌ تَحني رياحًا خاطبَتها=جِذعُها حطَّابُ رملٍ قَصَّ فاسا
فوكِ هذا من تراتيلٍ وشَهدٍ=صَبَّ فوقَ الوَردِ والنَّحل الحَماسا
فوكِ لو شاهَدتِهِ يومًا بعَيني=لاحتَرَفتِ الصَّمتَ خَوفًا واحتِراسا
"بَلطَجيٌّ" يذبحُ الدَّفلى ويَحنو=ينزِفُ المذبوحُ آهاتٍ وماسا
عندَهُ السَّيفانِ مِن عِشقٍ عميقٍ=يُغرِقُ الوَلهانَ في عَدلٍ خُماسا
بَردُ بَوحي لا تُعَزِّيهِ المَعاني=إجعَلي المجنونَ للعاريْ لِباسا
كَلِّميني واذبَحي عُقْمَ السَّوافي=وانثُريني في صَحاريها غِراسا
ليسَ ثَغرًا ما ادَّعَت فيكِ الحكايا=إنَّما نَزفٌ على الشِّريانِ ماسا
كيفَ تغدو وردةٌ في وَجهِ حُبٍّ=رَعدَ أُسْدٍ يَسبِقُ البَرقَ افتِراسا
كلُّ حَرفٍ نقطةٌ مِن شَهدِ قلبٍ=أبدِعي فالشَّهدُ يأبى الانحِباسا
فوكِ قلبٌ عاشِقٌ في العِشقِ طاغٍ=كلَّما اهتزَّت شِفاهُ البَوحِ باسا . [/poem]