مشاكسات زهراء الفينيق...

**منوبية الغضباني** · 07-01-2016, 01:15 AM

للزّهراء مشاكسات لذيذة تخلّف حراكا فكريّا تتسّع حولها الرّدود والجدل وقد تنتهي عندها الى موقف يرفض القهر والتّسلّط فتثوي المعاييراللّغويّة المسكوت عنهافي القراءات لتتناولها بجرأة وربّما بحدّة النّاقدة .
وسأتناول في هذا الموضوع نماذج من مشاكساتها الأدبية والإنسانيّةالتي أعتبرها بصمة ذاتيّة لنبضها السّاخن .
فهذه المبدعة تعيش حالة صحو دائم وفكرها دوما مبتهج ومتلذّذ باستنباط مسلكا نحو التّفرّد في التّواصل مع النّص الآخر.توغل في النّص وتحضر فيه بعمق وتغربله وتعتبر أنّ المجاملة رصاصة تقتلُ الإبداع .
ولعلّ هذا من شأنه ان يخلق حالات من سوء التّفاهم والإختلاف ولكن الأهمّ من هذه التّداعيات الضّيقة هو هذا الحراك الواسع الذي يّتاح لنا في الفينيق كي نتحاور ونختلف ونجني أجمل قطائف الإختلاف والتّنوع والتّعدد في الآراءبعيدا عن كلّ قطيعة أو إقصاءوتهميش
وتقول في هذا المنحى
لا يمكن لرأي يتفق معي أن ياتيني بشيء جديد
لابد من خلق جو تشابكي إن صح التعبير مع النص لنكون في حلقة الابداع الحقيقي
ونخرج من توليفة التصفيقات
والمتأمّل في متصفّح هذه المبدعة يلاحظ توقها للإشتغال في قراءتها ونقدها على الأشكال المنتجة للأدب من قوانين ومصنفات يتحدّد بها الأدب وهي نظريّة يرجع تأسيسها الى رومان جاكوبسون الذي يقول
إنّ موضوع علم الأدب ليس الأدب بل الأدبيّة ....وهي تنبذ في منهجها النّقدي الإنطباعية والأحكام الذّاتية وتستلهم من النّقد الحديث مبادءه ومنجزاته الإجرائيّة
وتقول في هذا
المجاملة تقتل الحرف وستبقى إن لم تكن هناك رغبة شديدة في تغيير هذا المسار
فنتمنى ان نزيل الصحبة من درب الابداع لان الصحبة والرفقة والجيرة وابن عمي وابنة عمتي هذه هي سبب مواجع الحرف اليوم
الابداع ركام من مجاملات ويجب - وكلنا مسئولون - ان نصوب اتجاها صحيحا للإبداع في المنتديات
فما يحدث من مجاملات رهيب جدا بالمعنى الذي يدمرالزّهراء
وقد اتسمت ردودها وتعقيباتها على النّص الآخر بالصّرامة والموضوعية
ومازلت أذكر بداياتي هنا في الفينيق وهي تحدب على كتاباتي وتوجهني التّوجيه الصّحيح وهذا ردّ من ردودها على نصّ لي
النص خاطرة بعيد جدا عن الق ق ج في محكم بنائها الذي يعتمد التكثيف الاختزال حتى في " " المقطع "" الذي صار اليوم تجربة جديدة في البناء السردي..
النص خاطرة بالرغم من وجود حس الحكاية..فالتفاصيل كثيرة ضيعت القصة
فرغم جود فكرة رائعة إلا انها ضاعت في عمق هذه التفريعات التفسيرية
تحتاج صياغة أخرى
وكم وجدتني أسعدُ بالإقتراب من شخصيتها من خلال كتاباتها المثيرة للجدل فهي كثيرا ما تطرح بأسلوبها المدهش اضاءات مهمّة تستحقّ النّقاش وتثير ردود فعل متفاوتة متباينة ولعلّ آخرها تشكيكها في حكاية شهرياروشهرزاد

أنا لا أصدق حكاية شهريار وخيانة زوجته التي جعلت منه سفاحا للنساء
من قال بأن الحكاية صادقة؟؟ وكيف استطاعت شهرزاد ان تنجح في ان يكف هذا المريض عن ذبحه للنساء؟
هل جمالها؟؟؟ قوة ذاكرتها العامرة بحكايا لا نعرف من اين أتت بها؟
أم تاريخ زور اوراق الحكاية لانه يعشق وأد النساء
فجعلهن بــــ القوة سبب المصائب كلها؟؟
فذاتها دوما محلّقة في انتاج نوعيّ له نكهته الخاصّة وهو مايثير ردود فعل متفاوتة ومتباينة بين مؤيّد ورافض ....
فالزّهراء روح مرهفة تنبض حسّا رافعة راية التّمرّد على كلّ ظلم وتعسّف وانحياز...
لها حسّ إنسانيّ رفيع تدمج داخل عوالمه عوالم تمرّر من خلالهارسائل لتراكمات اجتماعية ثقافية سياسية نفسية من رواسب مجتمعاتنا المتناقضة ...
كتاباتها
حفر في عمق الذّات
مشاكسات
تطلعات
صراعات فكريّة
تنفتح على واجهات لقيّم حداثيّة
أحبّ جدّا مشاكساتها فهي تخترق المألوف وتصنع الإختلاف والتّنوّع .

**محمود مليكة** · 07-01-2016, 10:39 AM

بوركت فاضلتنا منوبية على هذا التعليق الثري على مشاكسات مبدعتنا المتميّزة فاطمة الزهراء و أنا شخصيا في بداياتي الفينيقية بدا لي بعض الصرامة و الحدّة في مواقف فاطمة النقدية غير أني تيقنت بالتدريج من نقاوة معدنها الانساني و الابداعي و أصبحت أفتقد بعض الكمال في مواضيعي بدون مداخلاتها . هي صادقة صريحة فقط و ربما بشيء من صرامة بنات الأطلس و الكاهنة .

أقدّر فاطمة و أثق في رأيها و " همساتها " و يقيني في نزاهتها أكيد فليدم لنا ثريّ حضورها و " همساتها " و لتسلم لنا جميعا أخوّتنا و راقي انسانيتنا و ملتزم كلماتنا .

مودّة لا تنتهي .

**منوبية الغضباني** · 07-01-2016, 06:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود مليكة

بوركت فاضلتنا منوبية على هذا التعليق الثري على مشاكسات مبدعتنا المتميّزة فاطمة الزهراء و أنا شخصيا في بداياتي الفينيقية بدا لي بعض الصرامة و الحدّة في مواقف فاطمة النقدية غير أني تيقنت بالتدريج من نقاوة معدنها الانساني و الابداعي و أصبحت أفتقد بعض الكمال في مواضيعي بدون مداخلاتها . هي صادقة صريحة فقط و ربما بشيء من صرامة بنات الأطلس و الكاهنة .

أقدّر فاطمة و أثق في رأيها و " همساتها " و يقيني في نزاهتها أكيد فليدم لنا ثريّ حضورها و " همساتها " و لتسلم لنا جميعا أخوّتنا و راقي انسانيتنا و ملتزم كلماتنا .

مودّة لا تنتهي .

الفاضل الرّائع أخي محمود مليكة
أشكرك جدّا لمرورك الجميل وأشدّ على يديك الكريمتين ....ولا غرابة يا المحمود أن تكون شهادتك في أداء الزّهراء وكتاباتها بهذا الإدراك وهذه الموضوعيّة ...فهذه المبدعة تلفت الإنتباه بغزارة عطائها وعمق كتاباتها وانتاجها ...وماقلتّه هنا عنها هو ما انطبع في فكري عنها و حرّك شيئا من سواكني ...فالزّهراء نموذج للمبدعةالتي تؤمن بحقّ الإختلاف وأهميّته في السّاحة الأدبية .أغلب مواضيعها صادمة للمألوف مبنيّة على هاجس المغايرة والمغامرة بحثا عن الفرادة والتّميّز والإصداع بالرّأي ...
صريحة جريئة ترفض أشكال التّمييز والإنحياز وترنو الى العدالة الإنسانيّة المفقودة بيننا
فتأمّل قولها هنا لتفهم كم مسكونة هذه المرأة بالوجع في خضّم هذا التّيه الذي يضيع فيه الرّشاد
الموت بكل الطرق ليته كان موت الله العادل فكل ما يكتب علينا مرحبا به فهو من الخالق عز وجل وفيه حكمة ربانية
ولكن هناك موت آخر
موت يدبره الإنسان بطريقة اخرى توجع
هناك الموت المعنوي وهذا الموت مرير جدا يا صديقتي جد مرير
ياتي غيرة او حقدا او نكاية فيقهر ويهرس بهذا المعنى / يهرس ثقتك بالنفس فترحل او تسكت او تموت وحدك
فكتاباتها تنحدر من كوابيس الى كوابيس ...ونفسها تعيش ذروة الأزمات من واقع متردّ لم يعد للقيّم فيه مكانة.
شكرا أخي المحمود ...فحريّ أن نفي مبدعة حقّها وحقّ كتاباتها التي هي صداها وصوتها العالي في ضيقها وذروة وجعها.وهي القائلة
وأسئلتي
رغم سخونتها
رغم مرارتها
تشعرني بالإطمئنان
قـَاسية - هي - كوجه التعايش في وطني
رهيبة كذاكرة يشوهها النسيان
عاشقة- أنـا - لها واعجبي .. كعسر الهضم
حين يعلو ويتسلل محنا في الجوانح

**منوبية الغضباني** · 07-01-2016, 06:39 PM

حذف للتكرار سهوا لا قصدا

**محمود مليكة** · 07-01-2016, 08:50 PM

"
أنا لا أصدق حكاية شهريار وخيانة زوجته التي جعلت منه سفاحا للنساء
من قال بأن الحكاية صادقة؟؟ وكيف استطاعت شهرزاد ان تنجح في ان يكف هذا المريض عن ذبحه للنساء؟
هل جمالها؟؟؟ قوة ذاكرتها العامرة بحكايا لا نعرف من اين أتت بها؟
أم تاريخ زور اوراق الحكاية لانه يعشق وأد النساء
فجعلهن بــــ القوة سبب المصائب كلها؟؟ "

و هذا موقف آخر لفاطمة فيه حزم و عدم اقتناع بالمتداول و توق للتحرّي و مزيد التحقيق فتبّا لشهريار و لمن أرّخوا لحكايته و ويل لهم من حزم أنثى أخرى ليست سهلة " الابتلاع " و ها أنّ في تحريكها للمسألة إثراء طريف مشوّق .

بوركت فاطمة و سلمت و دام لها تميّزها و الألق .

مودّة متجدّدة إليك راقيتنا منوبية .

**منوبية الغضباني** · 07-01-2016, 09:00 PM

اللّه ...اللّه ما أنبل روحك وما أرحب فكرك الأنيق
سُعدتُ بتواصلك الجميل أيها التونسي الشّامخ .
لك مودّتي وتقديري يا أنيق الرّوح محمود مليكة..

**فاطمة الزهراء العلوي** · 07-01-2016, 11:47 PM

سلام الله
تبعثرني هذي اللحظات.
حين تاتيني هدية بهذا الحجم ، تهرب مني لغتي ، صدقا اتحدث.ولبكي فرحا أبكي...
منذ قرأتها هذا الصباح ومرات فعلت ، وجدت عينا ثاقبة ناقدة عميقة ، فكرت في نفسي لدقيقة ورأيتني في المرايا / مرايا منوب/ كتابة.
الكتابة من جوانياتنا ، ولذلك تحتاج إلى ماء يسري لتنتعش
هذا الماء الذي حضر اليوم قراءة مع منوووووب الصديقة والغالية جدا ن منحني هذا الانتعاش الذي نصبو غليه دوما من خلال القراءة
القراءة ماء الكتابة وخطها البياني الذي صعد بها نحو السماء الثامنة ، حيث السيد الإبداع.
في كل الامثلة التي رافقت قراءتك وتسليط الضوء على مشاكساتي وهمساتي وحضوري ، اكتشفت ريشتي وأحببت ما كتبته.
حين كنت طفلة كانت والدتي تردد" ما يشعل العافية غير الماضي والماضي بمعنى الحذق
والمثل بالمغربية يعني لا يضرم النار إلا من كان حذقا
لان النار قديما كانت كما نعرف جميعا تشتعل باحتكاك الحجارة مع بعضها البعض ثم في البدايات تشتعل عبر الياف الحلفاء او بعضا من زيت على قماش
وكان من الصعب جدا أن تشتعل.
قبل تطور الظروف الاجتماعية للمجتمع العربي بالطبع.
وكنت واخواتي نتسابق لنضرم النار ونكون بذلك في عين والدتنا حذقات وبين قوسين * فحلات* كما يقال في الشقيقة الجزائر
ونفس الشيء يسري على الكتابة ، نحاول ونحاول ونحاول لنخرج من موسم السكوت بل مواسم السكوت التي غزت فكرنا وجعلتنا نتأخر في كثير من قضايا
نحن لا نحرك السؤال وحين أعطتنا التكنلوجيا هذه الدروب والنوافذ ـ فلنستغلها لنكون قدام الكلمة حقيقا تواجدنا بها وحقيقة بتواجدنا
مازلت أحبو وأتعلم منكم كثيرا حتى في لحظات الغضب التي تعتريني فهي تؤسسني إنصاتا لذاتي من جديد ففي كل مرة لابد ان نمنح الوسادة لهذي الذات
منووووووووووب
لا تكفي شكرا واحدة ولكن هي ما عندي وساحتفظ بحق الرد يا غالية
وانحناءة لقلبك البحر وروحك الطيبة النقية الجميلة
شكرا من القلب

**فاطمة الزهراء العلوي** · 07-01-2016, 11:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود مليكة

بوركت فاضلتنا منوبية على هذا التعليق الثري على مشاكسات مبدعتنا المتميّزة فاطمة الزهراء و أنا شخصيا في بداياتي الفينيقية بدا لي بعض الصرامة و الحدّة في مواقف فاطمة النقدية غير أني تيقنت بالتدريج من نقاوة معدنها الانساني و الابداعي و أصبحت أفتقد بعض الكمال في مواضيعي بدون مداخلاتها . هي صادقة صريحة فقط و ربما بشيء من صرامة بنات الأطلس و الكاهنة .

أقدّر فاطمة و أثق في رأيها و " همساتها " و يقيني في نزاهتها أكيد فليدم لنا ثريّ حضورها و " همساتها " و لتسلم لنا جميعا أخوّتنا و راقي انسانيتنا و ملتزم كلماتنا .

مودّة لا تنتهي .

مبدعنا الرائع السي محمود
ما ذا أقول لك
شكرا خويا الف شكر
أحاول ان أفرغ من جعبتي كل ما أعرفه وتعلمته واشارك به الاخوة والكتابة صدقا..
ومحاولاتي لا شيء دون دعمكم وحضوركم وتاسيسكم لحرفي يجعلني اعيش لحظة نرجسية جميلة
الله يحفظك من كل سوء السي محمود

**فاطمة الزهراء العلوي** · 07-01-2016, 11:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود مليكة

"
أنا لا أصدق حكاية شهريار وخيانة زوجته التي جعلت منه سفاحا للنساء
من قال بأن الحكاية صادقة؟؟ وكيف استطاعت شهرزاد ان تنجح في ان يكف هذا المريض عن ذبحه للنساء؟
هل جمالها؟؟؟ قوة ذاكرتها العامرة بحكايا لا نعرف من اين أتت بها؟
أم تاريخ زور اوراق الحكاية لانه يعشق وأد النساء
فجعلهن بــــ القوة سبب المصائب كلها؟؟ "

و هذا موقف آخر لفاطمة فيه حزم و عدم اقتناع بالمتداول و توق للتحرّي و مزيد التحقيق فتبّا لشهريار و لمن أرّخوا لحكايته و ويل لهم من حزم أنثى أخرى ليست سهلة " الابتلاع " و ها أنّ في تحريكها للمسألة إثراء طريف مشوّق .

بوركت فاطمة و سلمت و دام لها تميّزها و الألق .

مودّة متجدّدة إليك راقيتنا منوبية .

جزاك الله خيرا اخي السي محمود
لا يعقل ان تنمو الكتابة إلا بالسؤال
وللاسف في المنظومة الثقافية العربية السؤال الذي يزعج يهدم وهذا ليس صحيحا فالسؤال محرك أساس لعملية الإبداع

شكرا جزيلا

**منوبية الغضباني** · 08-01-2016, 01:17 AM

صديقتي الغالية الزّهراء
لحظة الصّدق رهيبة يافاطمة مفعمة تملئ القلب والرّوح نعيما ....تشقّ السّماء وتومض لتهطل خيرا وبركة
ما أحوجنا الى صفاء المعدن لنقولها فلا تنحفر بين الجوانح تحت براقع الحسد والغيرةوالأنانيّة المفرطة..
قد لا تسعفنا قدرتنا عليها فتموت وتتلاشى وتّقبرُ في صدورنا وتفلتُ منّا ....
وقد تحجبُها عنّا عوائق ولكن سرعان ما يشفّ الحجاب لأمر ما لحادثة ما ويسقط فتتبدّى لنا حقيقة النّاس الذين نتعامل معهم
وأنت يا فاطمة في كتاباتك مشرقة كريحانة...فكلّما فتحت مغالق حرفك أذهلتني صناعتك الأدبية المسكونة بألق روحك ...
نقرأ لك فنجدك نابضة متدفّقة في نصوص مسافرة عكس التّيّار.....
عيبك أنّك جريئة...صادقة ....
وعيبي أنّي قد أكون من قوى نذرت نفسها للخرس والخنوع....
محبّتي أيتها الصّديقة الغالية .....فكم فاضت عطايا هذا العالم الإفتراضي بمعرفتك .

**فاطمة الزهراء العلوي** · 08-01-2016, 02:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منوبية كامل الغضباني (دعد)

صديقتي الغالية الزّهراء
لحظة الصّدق رهيبة يافاطمة مفعمة تملئ القلب والرّوح نعيما ....تشقّ السّماء وتومض لتهطل خيرا وبركة
ما أحوجنا الى صفاء المعدن لنقولها فلا تنحفر بين الجوانح تحت براقع الحسد والغيرةوالأنانيّة المفرطة..
قد لا تسعفنا قدرتنا عليها فتموت وتتلاشى وتّقبرُ في صدورنا وتفلتُ منّا ....
وقد تحجبُها عنّا عوائق ولكن سرعان ما يشفّ الحجاب لأمر ما لحادثة ما ويسقط فتتبدّى لنا حقيقة النّاس الذين نتعامل معهم
وأنت يا فاطمة في كتاباتك مشرقة كريحانة...فكلّما فتحت مغالق حرفك أذهلتني صناعتك الأدبية المسكونة بألق روحك ...
نقرأ لك فنجدك نابضة متدفّقة في نصوص مسافرة عكس التّيّار.....
عيبك أنّك جريئة...صادقة ....
وعيبي أنّي قد أكون من قوى نذرت نفسها للخرس والخنوع....
محبّتي أيتها الصّديقة الغالية .....فكم فاضت عطايا هذا العالم الإفتراضي بمعرفتك .

منوب الحبيبة

يوم قرأت عنوان رواية محمد شكري الخبز الحافي، فتشت عن الرواية لارى صورة هذا الخبز الحافي
كنت صغيرة ولكن كنت اعرف بان الخبز الحافي في الصورة لن اجده دون مرق بل سأجده مغموسا في مرق كثير
ولكن لم اكن أعرف بان للمرق لون اسود
فالمرق يتقوى بالوان البهارات الجميلة اللون.
فهل خبز محمد شكري له بهارات خطيرة لذلك نفوه إلى وطن الهامش ؟؟
لماذا همش محمد شكري ؟؟
وترني السؤال وفتشت عن الكتاب ولم اجده في كل المكتبات .
لم أشا ان اقرأ ما كتب عنه .وكل ممنوع مرغوب فيه.
رغبت بشدة لي ان اقرا كتابه بلغته الاصلية . واالفرنسية ليست الاصلية ولكنها نقلا وترجمة جميلة
مؤخرا وجدت الرواية الاصية التي كتبت بالفرنسية حيث ترجمها المبدع بنجلون
لان القصة او الرواية كتبت بالانجليزية.
قراتها مرارا وكانت الترجمة رائعة من المبدع الطاهر بنجلون وهو الذي اقترح العنوان le pain nu
قرأتها وادركت لم همش شكري ، وأفرد افراد البعير المعبد مثله مثل كثيرن شهد التاريخ تهميشهم لانهم رفعوا راية العصيان عما هو موجود.
فمحمد شكري عرى الواقع بطريقة رهيبة / حيث تحدث عن علاقة والده بوالدته / العلاقة الحميمة التي نرفض من خلال ثقافتنا واحترامنا لابائنا ومن خلال ديننا الذي جعل خطا احمر لعقوق الوالدين والحديث عن علاقتهما هو خط احمر وعقوق
لكنه عراها
تحدث عن همجية أبيه وحين كان يتحدث فهو لا يعني أباه ، بل يعني مجتمع ذكورة وفحولة مريضة مجتمع عربي من ماء الوطن إلى مائه في فترة زمنية وادت فيها النساء ممتدة حتى لحظة الجاهلية التي ستعرف نورا مع نبنيا الكريم الذي جاء برسالة الخالق وإعادة حقوق هذا المخلوق الرائع : المرأة
لماذا اتحدث عن محمد شكري ؟؟؟
لان الجوع في الكتاب ليس جوعا ماديا ، ولكن جوع محمد شكري الذي غمس خبزه في واقع مجتمع لـ" يطهر : هذا المجتمع من خيباته ومآسيه ، ومن واقع كان صادما جدا من حيث السكوت .
حين نسال لا يعني بـــــــ أننا ضد الشي ء أو الصورة التي جعلتنا نسال
نحن نسال لكي نزيد الصورة تقريبا من متخيلنا وما يستوجب ان نكون عليه / نقربها ونقربنا من الحلول الممكنة.
لا يمكن للممارسة الابداعية أن تمشي مستقيمة دون جدلية السؤال والجواب
قد لا نكون على خط صحيح دوما، ولكن بتحريك السؤال ، نستطيع ان نرمم الهفوات ونرمم الخط او نصل الى سكة الاستقامة الابداعية
يد واحدة لا تصفق
فلابد من جهود جماعية
فالكلمة مسئولية ولابد أن نكون قد المسئولية.
الصراحة ليست وقاحة الوقاحة شيء آخر
الصراحة في القول هي جسر عبور
وشخصيا تعلمت هنا في الفينيق وأقول هذا صدقا ودون مجاملة
تعلمت كيف أنصت
حين دخلت اول مرة الى الأكاديمية :كتبت شيئا فاردت الجميع ان يحضر لما كتبته وأخذت درسا جميلا من السيد العميد ، نصوصه كلها تدل على ان هذا البيت هو بيت فيه لحرية الراي مكان.يقبل النقد ويناقش ويحاور وأجمل الحوارات كانت في نصوصه.
الكثير لا يحب النقد ويعتقد بان النقد هو بمثابة ضرب ونفي للكتابة / وقد أكون في لحظات كثيرة من هؤلاء الكثيرين وتعلمت وأخذت الدروس
صحيح نحتاج الى قطرة ماء / تشجيع / تشحن رغبتنا في العطاء / رغم أن هذا العطاء هو من تلقاء أنفسنا ولا أحد يجبرنا عليه إلا رغبتنا وحبنا في الكتابة ونقل صورة المجتمع من إلى...
فــ "" الكاتب ملزم على ان ياتي بالمجتمع ويقوله ""
مشكلتنا في العالم العربي اننا قد نحكم على الكتاب من خلال العنوان او غلافه مثلا

منووووووووووووب
انحناءة لروحك ولعطائك وتعلمت منك الكثير وأتمنى لك كل التوفيق يا صديقتي الوفية
شكرا

**فاطمة الزهراء العلوي** · 08-01-2016, 02:15 AM

لست ادري هل هناك هفوات يا منوووووووب فعذرا لانني تعبة نوعا ما

**فاطمة الزهراء العلوي** · 08-01-2016, 06:05 PM

نرجسية جميلة اعيشها اللحظة في هذي الكلمة / الهدية

**منوبية الغضباني** · 08-01-2016, 07:43 PM

كم صار لزاما علينا يا فاطمة أن نواجه عالم الكتابة بما يخلّّفه من زوابع وتوابع ....
وكم صار لزاما على المبدع أن يكتب كلماته على مقاس المتربصين به الذين ظنناهم من أهل السياسة فقط...
المعضلة يا صديقتي أن صار المبدع عدوّا للمبدع الذي يكتب قصيدته عن الجوع والخبز الحافي والحريّات المستلبة فيضربون عنقه دون هوادة ....
وأنت تحدثينني عن محمد شكري ومؤلُّفه عن الجوع والخبز الحافي وعن جرأته في الحديث عن همجيّة أبيه في رمزيّة فائقة لهمجيّة مجتمع ذكوريّ تذكّرت الكاتب رالتونسي الشّهير ناصر المرأة ورافع لواء تحريرهاالطّاهر الحدّادالذي برهن عن جرأة كبيرة في وضع مؤلّفه (إمرأتنا في الشريعة والمجتمع)...متوخيّا قراءة تاريخية لما ورد في القرآن والسنة النبوية واضعا بذلك أحكام الشريعة الإسلامية الخاصة بتنظيم المجتمع والمعاملات بين المسلمين في إطارها التاريخي.
وقد تعرّض لحملات شرسة من أعدائه من المثقفين وفعلا فقد قام الشق المحافظ السائد في أوساط جامع الزيتونة بمهاجمة الحداد بشراسة نادرة تمثّلت خصوصا في »مصادرة كتابه وسحب شهادة الزيتونة منه وإعلان الشيخ محمد الصالح بن مراد« »الحداد على امرأة الحدّاد«. وقاسى الحدّاد الأمرّين من مجتمع تنكر له ورماه بالإلحاد حتى انهارت قواه، وأنهكت أعصابه وعاجله الموت وعمره 36 عاما.
ثقي يا صديقتي أنّ المبدعين الذين يصدعون بالرّأي ويواجهون العقليات الدّاعية للتّخلّف ويتبنون مشاريع إصلاحيّة في أيّ وجه من وجوه الحياة ومآربها هم في حرب دائمة مع الخصوم ....ويلزمهم صلابة وشدّة ليستمرّوا .....وكم أدعو لك بالإستمرار يا فاطمة وكم أتمنى لكلّ مبدع صادق يحمل قضايا وطنه وشعبه وبني جنسه أن يستمرّ ....
يقول محمود درويش
سأقطعُ هذا الطَّّّريق الطّّويل
وهذا الطّّريق الطّّويل الى آخره.
إلى آخر القلب أقطع هذا الطّريق الطّويل الطّوبل الطّويل.
فما عُدتُ أخسرُغير الغبار وما ماتَ منّيّ

**فاطمة الزهراء العلوي** · 10-01-2016, 10:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منوبية كامل الغضباني (دعد)

كم صار لزاما علينا يا فاطمة أن نواجه عالم الكتابة بما يخلّّفه من زوابع وتوابع ....
وكم صار لزاما على المبدع أن يكتب كلماته على مقاس المتربصين به الذين ظنناهم من أهل السياسة فقط...
المعضلة يا صديقتي أن صار المبدع عدوّا للمبدع الذي يكتب قصيدته عن الجوع والخبز الحافي والحريّات المستلبة فيضربون عنقه دون هوادة ....
وأنت تحدثينني عن محمد شكري ومؤلُّفه عن الجوع والخبز الحافي وعن جرأته في الحديث عن همجيّة أبيه في رمزيّة فائقة لهمجيّة مجتمع ذكوريّ تذكّرت الكاتب رالتونسي الشّهير ناصر المرأة ورافع لواء تحريرهاالطّاهر الحدّادالذي برهن عن جرأة كبيرة في وضع مؤلّفه (إمرأتنا في الشريعة والمجتمع)...متوخيّا قراءة تاريخية لما ورد في القرآن والسنة النبوية واضعا بذلك أحكام الشريعة الإسلامية الخاصة بتنظيم المجتمع والمعاملات بين المسلمين في إطارها التاريخي.
وقد تعرّض لحملات شرسة من أعدائه من المثقفين وفعلا فقد قام الشق المحافظ السائد في أوساط جامع الزيتونة بمهاجمة الحداد بشراسة نادرة تمثّلت خصوصا في »مصادرة كتابه وسحب شهادة الزيتونة منه وإعلان الشيخ محمد الصالح بن مراد« »الحداد على امرأة الحدّاد«. وقاسى الحدّاد الأمرّين من مجتمع تنكر له ورماه بالإلحاد حتى انهارت قواه، وأنهكت أعصابه وعاجله الموت وعمره 36 عاما.
ثقي يا صديقتي أنّ المبدعين الذين يصدعون بالرّأي ويواجهون العقليات الدّاعية للتّخلّف ويتبنون مشاريع إصلاحيّة في أيّ وجه من وجوه الحياة ومآربها هم في حرب دائمة مع الخصوم ....ويلزمهم صلابة وشدّة ليستمرّوا .....وكم أدعو لك بالإستمرار يا فاطمة وكم أتمنى لكلّ مبدع صادق يحمل قضايا وطنه وشعبه وبني جنسه أن يستمرّ ....
يقول محمود درويش
سأقطعُ هذا الطَّّّريق الطّّويل
وهذا الطّّريق الطّّويل الى آخره.
إلى آخر القلب أقطع هذا الطّريق الطّويل الطّوبل الطّويل.
فما عُدتُ أخسرُغير الغبار وما ماتَ منّيّ

نعم منوب قرات لحداد
لست ادري من اعطى لهؤلاء الحق في ان يكفروا الناس؟؟
من هؤلاء؟
يبدو لي ان الذين يريدون الابقاء على الصورة كما هي فهم يسترزقون من ثباتها وسكونها
ولا يخدمهم تحركها نحو التغيير
لان التغيير قد يشمل * جيوبهم *
المسالة مادية بحتة بالنسبة الي

سنحاول يا منوووووب البقاء في نفس المدار ا والابقاء على نفس المعطف
وان كانت القوة احيانا تخون

شكرا من القلب

**فاطمة الزهراء العلوي** · 12-01-2016, 12:23 AM

ستكون ورقة خاصة بك يا منووووووووووووب
ان شاء الله أرتب اوراقي
لك كل الحب صديقتي الوفية الجميلة

**منوبية الغضباني** · 12-01-2016, 03:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي

ستكون ورقة خاصة بك يا منووووووووووووب
ان شاء الله أرتب اوراقي
لك كل الحب صديقتي الوفية الجميلة

بإنتظارك أيتها الصّديقة الغالية
سعيدة بما سيغمرني به قلبك الباهض الجميل.
وبلاش ترتيب الأوراق ففوضانا خلّاقة دوما.

**فاطمة الزهراء العلوي** · 12-01-2016, 04:39 PM

الكثير يرى في الصورة ما يريد ان يراه هو
ويؤسس كما قال ادونيس الصورة حسب هواه وحسب ما يريد
وان لم يكن الشخص بمثل تلك الصورة يصبح منبوذا
كيف اسطاع قلبك ان يعرف حقيقة فاطمة ؟؟
ستكوت ورقتي من خلال هذا الجواب

محبتي

**منوبية الغضباني** · 14-01-2017, 04:04 PM

أشتاق حضورك سيّدتي ....صديقتي....
فأنت لمّا تغيبين تُحدثين شرخا كبيرا في القلب لأنّ الصّديقات في حجمك وروعتك مفقودات مفقودات .
سأظلّ أنتظر عودتك زهراء...فكم نحتاج بعضنا

**فاطمة الزهراء العلوي** · 02-09-2020, 12:54 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منوبية الغضباني

أشتاق حضورك سيّدتي ....صديقتي....
فأنت لمّا تغيبين تُحدثين شرخا كبيرا في القلب لأنّ الصّديقات في حجمك وروعتك مفقودات مفقودات .
سأظلّ أنتظر عودتك زهراء...فكم نحتاج بعضنا

أووووووووووه يا منووووووووووب
وجدتها بالمصادفة
كم هي كثيرة اشياؤنا التي ضيعها النسيان
شكرا يا غالية
لك القلب

**فاطمة الزهراء العلوي** · 02-09-2020, 12:58 AM

بعض من أشخاص يخلقون شخصيات معقدة ليكونوا
وبالف وجه
وهؤلاء تحدث عنهم الطب النفسي من اخطر الناس
المصيبة اننا لا نعرفهم جيدا حيث يتلونون بالف لون
على مدى حضور الجريمة في العالم كان هؤلاء هم الرواد
والجريمة ليست فقط تلك التي تنتهي بدم هناك جرائم كثيرة من بينها الاعتداء المجاني على الاخرين / الاغتصاب للجنسين / ووو
و
من بينها الجنسية العنصرية وهذه أخطر الجرائم لان الميزان غير متكافىء

**فاطمة الزهراء العلوي** · 02-09-2020, 01:06 AM

الذين ينتظرون مني أن أفتتح عقدتهم للكلام
أقول لهم "" إن الله مع الصابرين ""
سرقتها من أحدهم