لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
31-08-2018, 07:32 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
مقايضة
مقايضة
دمدمَ عزيفُ كبسولته العجيبة مزلزلاً فناء منزلي الخلفيّ ، فهرعت مأخوذاً من تلابيبي حتى رصدته يدلف من بابها الهيدرولي إلى براح فنائي ، يتأود متمطياً متثاقلاً ببزته الفسفورية كمن تحرر بعد تحنُّط ، و طفق ينفض عنه غبار مئات السنوات الضوئية . لم أجهد نفسى في البحث عن وسيلة اتصال ناجعة بعدما شعرت به ينفذ إلى ذهني ، موحياً إليَّ بخطرات تسكين و تطمين ؛ حالما أدرك ما تلبَّسني من رعب ! سألني تخاطراً إن كنت أرضياً من قاطني هذا الكوكب الأزرق ، فأومأت له بالإيجاب ، فبدت سعادته الهادرة تجوس بذهني حداً لا أحتمله ، فأَخْفَتَها رحمة بي ، و أخذ يشرح لي أن ما تلقيته عنه من هبات السعادة الغامرة لم يطلقها منذ آلاف السنوات ، و أنه الناجي الوحيد من بنى كوكبه إثر حروب أهلية ، و نزاعات طائفية ، و اعتداءات حربية ، و انقلابات عسكرية ، فضلاً عن جرائم التطهير العرقي ، و الإرهاب الديني ، مما أتى على أخضرهم و يابسهم ، و أنه ما جاء إلى الأرض بمركبته اعتباطا ؛ بل كان رائده ما تناهى إلى علمه من بقايا خرافات مبثوثة ، و أساطير موروثة ، عما ينعم به الكوكب الأزرق من عدل وسلام ! فتلقفتها فرصة مهيأة لمقايضة رابحة ، و عرضت عليه اتفاق تبادل أوطان ؛ لكنه أكد لي أن كوكبهم اليباب بحسب ما نمى إلى علمه لم يعد له أثر في الكون ؛ بعدما انزلق فى أحد الثقوب السوداء ، فأكبرت له صدقه و أمانته و عرضت أن أقايضه أرضيتي بمركبته ، فأبدى موافقة فورية عفوية ! و أشار لي أن أجرب ؛ لكنني تهيَّبت الركوب بداية ، فبين لي أنني بمجرد القعود إلى المقود تمنحني ولاءً مطلقا ، وطاعة عمياء ، و أنها تعمل بالتخاطر أيضا . صعدت متوجسا ، ثم أستويت منتشياً إلى المقود ، و قبل انطلاقي دفعه الفضول ليسألني مندهشا من تنازلي عن موطني الأرضي بتلك السهولة و الدَّعة ؛ فأخبرته أنني من هواة التغيير و المغامرة ، و أبديت له رغبتي في البحث عن أساطيري الخاصة لعلني أدركها تأسياً به ! و قبيل أن يتمنى لي رحلة موفقة ، سألني عن وجهتي فأشرت إلى " مدينة أفلاطون " ، و انطلقت بهمة المظفر إلى غير رجعة ، أمخر فى سديم الكون البهيم لعلي أبلغ كوكبي المنشود ! |
|||
01-09-2018, 02:23 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: مقايضة
نص فلسفي وهذه ثيمته الرئيسة
نشكركم على الإثراء ربما أعود ثانية للنبش في فكرته ولأنكم منارة نتمنى أن نرى بصمتكم على إبداع الزملاء ونتقاسم معهم رغيف البوح كل التقدير كونوا معنا هنا 👇 http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=72121
|
||||
01-09-2018, 07:56 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: مقايضة
اقتباس:
أخى زعيم الغلابة إن كنتَ تحسبني من رعايك الغلابة فجد لى فضائيا ضالاً يبادلني مركبته بأرضيتي البائسة ، دمت عونا للغلابة و المعوزين . أشكر لك مرورك الألق ، و إضافاتك المثمنة ، لك كل الود. |
||||
03-09-2018, 10:26 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: مقايضة
اقتباس:
أقدر مروركم و أثمنه ، دام يراعكم سديدا ، و فكركم رشيدا ً. متى عدتم فعلى الرحب و السعة ، ستجدني إن شاء الله بالجوار . بوركتم سيدنا . |
||||
04-09-2018, 12:26 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: مقايضة
اقتباس:
يبدو أن الفضائي " فيرسني " ! سأضطر أن أتكبد عناء صياغة الطلب ، فلا تذهب جهودي سدى ، و قد علمتك جواداً . بوركت سيدنا ، و بورك فى عمرك . |
||||
06-09-2018, 02:32 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: مقايضة
الكل يبحث عن المدينة الفاضلة
الرجل الفضائي الرجل الأرضي حتي كاتبنا الكريم كان يبحث عنها في هذا النص أعجبتني فكرة التخاطر..وأعتقد أنها رهان النص.. الذي حل بها الكاتب جميع مشاكل الفضائي مع الإنسي والإنسي مع آلة الفضائي. أعجبتني اللغة والفكرة أيضا أعجبتني القيمة التي يريد أن يرصدها الكاتب تحياتي لك أستاذنا محمد صيام |
|||
07-09-2018, 03:10 AM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: مقايضة
قص رائع ومتقن
سلم القلم |
|||
08-09-2018, 01:14 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: مقايضة
اقتباس:
خالص التقدير أستاذي و أخي / جمال عمران ( زعيم الغلابة ) |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|