قراءة جهاد بدران على من معجزاتِ نبيٍّ مخلوعٍ/ محمد العموش - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: إخــفاق (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-02-2017, 01:18 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي

النص : من معجزاتِ نبيٍّ مخلوعٍ
الناص : محمد العموش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النص :

يبِستْ مطامعُهُ ، فأزهرَ موتُهُ
وهَوي بمبدئهِ ليعرجَ صوتُهُ

خذني إلى عَدْلِ السماءِ مُكَبَّلاً
لأسَلِّمَ الوحيَ الذي أكرمتُهُ

في عُهدةِ الظلِّ الخَؤونِ مشاعري
في ذمّةِ الريحِ الذي أبدعتُهُ

هو موطني الرسميُّ أوّلُ كافرٍ
بنبوئتي في الشعرِ مُذ أُلهِمْتُهُ

لا بيتَ يؤويني ،وكلُّ قصيدةٍ
أسّستُها نبضاً ليعلوَ بيتُهُ

وطني الذي زرعَ الملوحةَ في فمي
فمزجتُها بالشعرِ ثمّ سقيتُهُ

فأنا الذي مُذ قيلَ " إقرأْ " هَزّني
وَجْدٌ إلى عَلَقِ الثري فتلوْتُهُ

ومسيلمَ الكذّابُ تأتأَ مَرّةً
طارَ الفضاءُ بها ، وضُخِّمَ صوتُهُ

تتكرّمُ الشعراءُ في أوطانِها
وأذلّني الوطنُ الذي عَظّمتُهُ

قد جاء يضحكُ - ساخراً - بجنازتي
لكنّني بحياتِهِ عَزّيتُهُ


القراءة :
ــــــــــــــــــــــــ

من معجزات نبي ّ مخلوع

جمال نظم.. وعمق حرف..وسحر لغة..وبلاغة تحت أجنحتها سرّ الكمال كله...
مذهل هذا الرقص على جراح الحرف ووجع القصيدة..نلوك جمّ الأحزان بين أذرع الوطن وتحت سقيفة القلم..وبين أنامل الرحيل عن بيت الحرف وعن بستان التألق على ثرى الأدب وفي مسرح الإبداع..
يبقى للمثل أو القول الذي يقال على عثرات ألسنتنا صِدق النبض ومحلّ الركود حين قيل ما قيل: " لا نبي في قومه"..
ومن منطلق عنوان هذه القصيدة المذهلة الباذخة الفذة في تلاوين سكبها ونقاء مدادها..
عنوان جاء مفاخراً يتراقص على سمو أوجاعنا وعظمة جراحنا..

( من معجزات نبيّ مخلوع)

لهذا العنوان أسفارٌ من جمال ومن معاني ومن تأويلات ودلالات نستطيع نسجها في كل زمان وكل مكان..لكن بشخصيات متغيرة الشكل تنبض بقلب واحد..
عنوان ابتدأه الشاعر بحرف جر ( من ) وهذا يعني أن هذا الحرف جاء بعينة واحدة من المعجزات أو ببعضها ..لكن ليس بمجملها..
بمعنى بعض من كثير..ليقول لنا الشاعر أن معجزات نبيّ الشعر كثيرة لا تنتهي إبداعاته كلما ارتقى بحرفه وفكره ونبضه..لكن ما أراد إلا البعض والتي تُدلي عن الكثير بفحواها ومحتواها..وبالغنى عن ذكرها ..إذ تأني بأكبرها وأفخمها...
ويقترن حرف الجر ببعض من معجز المفاهيم والأفكار النيرة.. والذي يسحب لنا من المعجزات ما تحمل بلاغة الألفاظ وجمالية الصور وقمة اللغة في معجم سميك الرموز وبين دفّتيه قوالب فنية مزركشة لها أبعاداً تسحب الفكر بين طبقاتها وتحت نبض جماليتها...وتقدمها نول غزلٍ لقيمة الشاعر ما بين أصل موطنه الثابت وبين أهزوجة التلاعب في دفاتّه على قدر الخيانة والسفهاء الذين يشربون رحيقه من ظمأ السفاهة والجهالة..
الشاعر هنا اختار عنوانه هذا مصحوباً بدلالات من قيمة المعجزات ومن مفاهيم النبوة.. ليظهر لنا قمة الوهن والضعف والفساد الذي استشرى في بيئتنا الأدبية أو جميع مناحي الحياة..ما أراده هو تمكين الصورة الصحيحة العميقة التي تسير بها مجتمعاتنا وفكرنا والأساليب السلبية التي نمنحها للأقلام اليوم من ضعف لنرفع من كينونة أقلامنا تحت مجهر الظلم وعتمة البصيرة...
فالمعجزة بتعريفها الذي تعلمته ..هو أمرٌ خارق للعادة..وتعتبر الدليل والإثبات على صحة الرسالة والنبوة لتعميق التوحيد لله تعالى ..ولمواجهة الأقوام المختلفة باختلاف عقائدهم وأفكارهم ..إن كان دليل حسي أو معنوي..وهنا أكتفي بالحديث عن المعجزة لأنها لها أغصان تمتد لكثير من المعالم والمواضيع..
فتوظيف الشاعر لكلمة معجزات وربطها بالنبوة.. ما جاءت عبثاً أبداً ..
كأنه يريد القول أننا في زمن لو قدم الشاعر لهم معجزات على سبيل الكناية للقوة في الدليل والإثبات ما أثرّ ذلك في هذه الجماعات أو الفئات المختلفة..ولو قدّم لهم كل شيء لن يحيدوا عن ضلالهم وعلى عن الإعتراف بوهنهم وجهالتهم..خاصة لمثل هذا العصر الممتلئ بالذين يحملون الأدب والشعر والفكر تسلقاً للشهرة وتحقيق مآرب الذات...
ويبقى لفحول الأدب وعلمائها نصيب متقطع لا يحمل شهادات تعزيز وتقدير لعلمهم ونظمهم المتين وبنائهم القوي لغة وبلاغة وفكراً ونارة يحارب به الجهل والمتسلقون على جدار الأدب بأرجل مبتورة أو منكسرة..
فالعنوان ( من معجزات نبيّ مخلوع)
كان متقناً بليغاً في معانيه ومراميه وأهدافه المتنوعة والذي يصور مجتمع اليوم تحت نصل الذات وتحقيق الأطماع..دون العمل برسالته السامية...
يبدأ الشاعر لوحته الفريدة المتفرد بنظم خيوطها المضيئة بقوله:

(يبِستْ مطامعُهُ ، فأزهرَ موتُهُ
وهَوي بمبدئهِ ليعرجَ صوتُهُ)

هذا البيت المتقن غزله بنول يغزل الضوء على مشارف الأدب لتتوهج الألسن حين التلقي ..
بيت يلخّص مراد الشاعر ..وكأنه يقدم لنا مقدمة العروج لزهور حرفه والتذوق من رحيق عمق معانيه..
ابتدأ لوحته ..بفعل ماضي مشتق من الجفاف والتيبس ..وإلا كيف سيكون التأثير واضحاً لحالة التيبس إن لم يمرّ عليه وقت من الزمن..وهذا التوظيف لفعل الماضي والمعنى الذي يحمله إنما أتى مع نفحات الذكاء الإبداعي في ربط الحروف وفق منظومة مترابطة تحقق الهدف بدقة جلية..
والذي تيبس هنا ومرّ عليه الوقت للوصول لحالة اليباس هي تلك المطامع التي تخلد في النفوس والقلوب والتي تدل على مرور زمن طويل عليها في هذه الحالة ولم يتحقق منها شيء..ومن خلال حالة التيبس الظاهرة تدل على دنو الأجل..وجفاف اخضرار تحقيقها ونوله ما يحبو له..
في هذا البيت له تأويلات عدة ..تأخذنا لعدة مناحي في الحياة..تصلح لأن تكون لكل زمان ومكان..
يمكن أن تكون من حليف الشاعر الذي يريد لنفسه تحقيق الرقي والسمو وتحقيق مطامعه في الوصول للقمة بالجهد والكد والتعب...
إلا أن البيئة لم تسعفه للوصول لمبتغاه...ليبدأ الموت من تحقيق ما يريده يزهر ويدنو منه..
( وهَوي بمبدئهِ ليعرجَ صوتُهُ)..
ليسقط بما يحمل من مبادئ لم تعش في ظل البيئة الخاصة..كلمة هوى..هنا جاءت مواتية لمعاني الشاعر ..حيث تأخذنا لمعنى السقوط من عل ورفعة وسمو...ولم يحقق له منزلة ولا منصباً..
ومن خلال هذا البيت كان بمثابة مقدمة للدخول لمعالم القصيدة والولوج بين مسامات معانيها وإخراج دررها النفيسة..
عملية الإنتقال من البيت الأول للثاني..كان عبارة عن قوة وحنكة من الشاعر ..لأنه مباشرة يتم توضيح عملية التوجه لعدل الله وكأنه يطلب دعاء...
حيث يقول:

خذني إلى عَدْلِ السماءِ مُكَبَّلاً
لأسَلِّمَ الوحيَ الذي أكرمتُهُ

في عُهدةِ الظلِّ الخَؤونِ مشاعري
في ذمّةِ الريحِ الذي أبدعتُهُ

عملية التوجه لطلب عدل السماء وأن يكون كونه مكبّلاً ..هذا دليل وكناية على أن الحيلة في الأرض وبين البشر قد نفذت في تحقيق قيمة العدل لمبتغاه...وأن البشر تتفلت منها تلك القيمة التي لا يحققها إلا الضمير والخشية من الله...يتوجه الشاعر لعدل السماء كي يريح ما بداخله من ظلم وترتاح سرائره..وهنا عملية استسلام تام لعدل السماء والتنازل عن وحي الشعر ..
يتوجه للسماء حتى يعيد وحي الشعر الذي أكرمه وتلك العباءة النقية التي ألبسها له من نقاء وقوة وقدرة في الشعر ..لأن الوحي تعود ولايته لوحي الشعر الذي يكرم صاحبه...
في هذا البيت نشعر أن الشاعر مسك بتلابيب مشاعره وجمعها في قيود مستنجداً عدل السماء.. يريد أن يسلم الوحي في عهدة الظل الخؤون وفي ذمة الريح..لأنه لم يعد يجديه وحي الشعر ولم يعد ينصفه أمام من لا يقدّر قيمته وينحر بلاغته ويكسر قوته..
لن يعد يجد من ينصفه من طبقة الشعراء ومن الذين يتقنونه..لعامل الغيرة والحسد أو لعدم وجود من هم في مستوى وحيه الشعري...
لذا عملية اندماج بين النص والمشاعر الحية جاءت بصيغة إبداعية وصورة غاية في الإتقان والجمال وقوة البناء..جسّد من خلالها حزمة فكره وجلال نظمه على مائدة الشعراء ليجد منهم ما يصفق لعدل وحيه الشعري..إلا أنه لم يجد من العدل فيهم ولا الإنصاف..
وطبعاً هذه المملكة الشعرية هي موطنه والمفروض منها أن تنصفه..لكنها تكفر بنبوأته الشعرية ولا تمنحه حقه العادل من المنزلة الرفيعة التي صنعها بقوة لغته وبلاغته وفصاحته.. كما يقول:

هو موطني الرسميُّ أوّلُ كافرٍ
بنبوئتي في الشعرِ مُذ أُلهِمْتُهُ

لا بيتَ يؤويني ،وكلُّ قصيدةٍ
أسّستُها نبضاً ليعلوَ بيتُهُ

وفي هذه الأبيات هنا قمة الوجع وقمة القهر الذي شربه من موطنه الذي لم يرفع له راية ولم يعترف بما نسجه من معجزات شعرية فاقت فيها حدود الجمال..
بيتان من الجمال رُصّعت بزمرد الحرف ودرر البلاغة التي تدل على سحر هذا القلم وهطول
مطره في ذائقة المتلقي..
فعندما يشعر الشاعر بالظلم في ببته الشعري ..حتماً سيشعر بالوحدة وعدم الإنتماء لهذا البيت الذي جفاه ولم ينصفه...

وطني الذي زرعَ الملوحةَ في فمي
فمزجتُها بالشعرِ ثمّ سقيتُهُ

يوضح الشاعر معنى الوطن في ربقة شعره وفي سلال بلاغته..حين يصفه بطعم الحياة واللذة حين يمضغ معانيه في فمه أي باللغة المتينة التي مزجها بالشعر الساحر البليغ ..والملوحة كناية عن طعم الحياة وجمالها..فيمزج هذه الملوحة بالشعر لتكون درراً حية ناطقة نابضة بكل معالم الجمال وتدفق الحياة فيها...
هذا البيت بألف قصيدة لما يعمل من أبعاد وتأويلات ويسبح عبرها الخيال بطعم فكر نيّر يزرع بذور الجمال في ثرى شعره الفاخر...

فأنا الذي مُذ قيلَ " إقرأْ " هَزّني
وَجْدٌ إلى عَلَقِ الثري فتلوْتُهُ

ما أغنى هذا البيت وما أفصحه وما أبلغه..
حين يستدل الشاعر بعظمة العلم والفكر والتعلم الذي أبتدأه الوحي في وضع منهاج القراءة والوعي والفهم من خلال مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم..عملية الربط ما بين الشعر هنا وعملية التنوير اللغوي من خلال كلمة الوحي لنبي الله " إقرأ" جاءت بفعل أمر..
والشاعر قصد ذلك للأبعاد المختلفة التي تحتويها هذه الكلمة وما حملت من منهاج عام لكل البشرية..وهذا يدل على قيمة العلم وأهمية القراءة والتفقه في كل شيء بما لا يخالف قوانين السماء..
لننظر كيف صدر البيت قد هزّنا أيضاً بعد أن هزّ كيان الشاعر وحرفه..لأنه أدرك معنى العلم والشعر الذي يتدفق من هذه المنظومة العلمية التي يتوجب على كل فرد من البشرية أن يتسلح بنور العلم ..لأنه من خلال العلم يتوصل الإنسان لمعرفة خالقه ويتقرب منه للوصول لجناته ولنور الأرض وما فيها من جمال يقربنا للرب الخالق العظيم..
وهنا التناص القرآني إنما جاء لعملية التوجيه والإرشاد والعبر والحكم البليغة بأن يسهم كل فرد بالتوجه للعلم ليكون نوراً على الأرض بعيداً عن الظلم بكل أنواعه...
وصف برع فيه الشاعر وهو يتجمّل بموعظة بليغة على مائدة التدبر والتأمل للعودة لجذور العلم وما فيه من نور يرضي رب العزة وينير فيه القلوب والعقول...
ومسيلمَ الكذّابُ تأتأَ مَرّةً
طارَ الفضاءُ بها ، وضُخِّمَ صوتُهُ

في هذا البيت يعرض الشاعر شخصية مسيلمة الكذاب..الذي ادعى النبوة والعلم...دون وجه حق..
فقد ورد في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله"..
وللأسف الشديد أنه في عصرنا هذا كثُر أتباع مسيلمة الكذاب وأصبح لهم شأن وصيت..وللجهل دور في اتّباعهم والتصفيق لهم..والشاعر هنا يصف مثل هذه الحالة في الأدب والشعر ..فمن الشعراء من يدعي النبوة لشعره وأدبه وهو بعيد عن دروبه ومنزلاته..
فكان من الشاعر وصف زلزل كيان الفكر وهو يتعمق بين حروفه وبين هذا الطرح المميز الذي أراد به الإتزان ومعرفة الأدب والشعر من طرقه المشروعة..لا من خلال ادعاء العملقة لحرفه ..
فقد ربط الشاعر هذا البيت بالبيت السابق ربطاً محكماً ما بين كلمة "إقرأ" التي أُنزلت من السماء على نبي الرحمة محمد عليه الصلاة والسلام..وما بين إدعاء مسيلمة الكذاب للعلم والنبوة بتنصيب ذاته بنفسه..

ومسيلمَ الكذّابُ تأتأَ مَرّةً
طارَ الفضاءُ بها ، وضُخِّمَ صوتُهُ

الوصف هنا كان رهينة الإبداع وقوة الألفاظ وجمال البناء..في تصويره لهذا الحدث الذي يتكرر في عصرنا اليوم ولكن بصور جديدة ومعالم حديثة..ومسيلمة الكذاب هو وليدة كل عصر لبشر ضعاف النفوس هشة الفكر والإيمان..والأدهى والأمرّ من ذلك أنهم يجدون من يصفقون لهم بقوة..وأصحاب الحق على شفا حفرة من الوأد والطمس لمنزلتهم ومكانتهم...
( تأتأ مرة) فعل ماضي حدث في زمن تكالبت الفئات الضالة على الحق المنزل من السماء باطلاً وافتراء..واليوم لا يتأتؤون بل يتفننون بكل ثقة بعلمهم الواهي..
عملية التأتأة التي يتحدث عنها الشاعر إنما تدل على عدم الثقة والغير شرعية في الإدعاء..
حتى ضُخم صوته إسقاطاً للتصفيق له وكثرة الملتفين حوله والمؤيدين له..
هذه الصورة جاءت تجسد حالات مختلفة تحمل نفس الأثر ونفس الفكر والمقصد وكثرة الفساد في كل مجالات الحياة..
ويكمل الشاعر خريدته الباذخة بقوله:

تتكرّمُ الشعراءُ في أوطانِها
وأذلّني الوطنُ الذي عَظّمتُهُ

قد جاء يضحكُ - ساخراً - بجنازتي
لكنّني بحياتِهِ عَزّيتُهُ

هذين البيتين إسقاطاً على ما وصل الحال بالشعراء الأفذاذ الذين يملكون ملكة الشعر والقوة في اللغة والبلاغة والسحر في البناء والعلم والدراية بأصول وفقه الأدب والشعر ..
وما يلاقونه من بيئتهم الشعرية من طمس لهم وإهمال وطعن والتصفيق لهؤلاء المزيفون ممن يدّعون الشعر ويشهرون أنفسهم ويرفعهم العامة تحت جناح الجهل والظلم والمصالح المختلفة.. فيأتي عنوان القصيدة سربالاً ملاصقاً لوجه وجسد القصيدة..بتكامل معالمه وجمال ألفاظه وقوة عمقه..لتنطقها الحروف بقوة البلاغة والسبك والنظم باندماج تام متكامل الصور الحية ..متّزن الأفكار يسبح في خيال واسع لا حدود له..ويجمعنا تحت ظل الجمال والعمق..وهذا دليل على قدرة الشاعر وحرفيته وهو ينسج من الحروف قمة الضياء في عالم الحرف البديع الراقي...
تشابيه راقية وصور حية جاءت تجسد حالة الشعراء اليوم ومنزلتهم التي تنهار على أيدي الجهلة ... وهذا فن قائم بذاته جاء لرسم قضية باتت موجوعة وقائمة ومجسدة في عصر كثرت فيه أساليب الخداع والدجل والتزوير..
....
الشاعر الكبير الراقي المبدع أستاذنا الماهر
أ.محمد العموش
لقد أهديتنا قصيدة فنية رائعة الجمال ..قوية البنيان..بليغة المعاني والفكر..ساحرة الحروف والألفاظ..
فكانت لوحة فنية تجمع كل معالم الجمال والسحر..
هنيئاً لنا بقلم يحمل من الدرر الكثير وينسج للضوء وهجه
دمتم ودام عز قلمكم يرسم ألوان الرقي والتألق والجمال
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
وزادكم من العلم والنور والخير الكثير
وحفظكم علماً يرفرف في زمن نحتاج فيه علمكم وقوة فكركم ونهج حرفكم..
دمتم بخير وصحة وعافية






  رد مع اقتباس
/
قديم 04-10-2017, 02:27 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: قراءة جهاد بدران على من معجزاتِ نبيٍّ مخلوعٍ/ محمد العموش

بوركتم وانتم ترفدون الضوء
نتمناها عودة قريبة لمبدع النص
والشكر للجهاد
وود






  رد مع اقتباس
/
قديم 07-01-2018, 12:28 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد العموش
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية محمد العموش

افتراضي رد: قراءة جهاد بدران على من معجزاتِ نبيٍّ مخلوعٍ/ محمد العموش

تبَّاً للقيصر ، هذا أولاً
ثمّ ثانياً أقدِّمُ اعتذاراً يليقُ بفخامةِ هذه القراءة الباذخة وصاحبة القراءة الأستاذة جهاد بدران ، فأنا أدخلُ هنا من منفذ الجوّال وهو نصفُ أعمى .

وثالثاً : شكراً بحجمِ هذه الدهشة والروعة والسَبرِ العميق لأغوار النصّ ، وهذه المواساة الشهية .

سأطيلُ مُكثي هنا تحت ضوءِ قرائتكِ وربما خضتُ حرباً بالورودِ مع الأستاذة الفخمة جهاد بدران .






تَـشـَــهـَّـتكَ البلادُ ، وأنتَ عـَـفٌّ
وعـَـفـَّـتْ عنكَ مـَـن كنتَ اشـتهيتا
  رد مع اقتباس
/
قديم 08-01-2018, 11:13 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد العموش
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية محمد العموش

افتراضي رد: قراءة جهاد بدران على من معجزاتِ نبيٍّ مخلوعٍ/ محمد العموش

اقتباس:
( من معجزات نبيّ مخلوع)

لهذا العنوان أسفارٌ من جمال ومن معاني ومن تأويلات ودلالات نستطيع نسجها في كل زمان وكل مكان..لكن بشخصيات متغيرة الشكل تنبض بقلب واحد..
عنوان ابتدأه الشاعر بحرف جر ( من ) وهذا يعني أن هذا الحرف جاء بعينة واحدة من المعجزات أو ببعضها ..لكن ليس بمجملها..
بمعنى بعض من كثير..ليقول لنا الشاعر أن معجزات نبيّ الشعر كثيرة لا تنتهي إبداعاته كلما ارتقى بحرفه وفكره ونبضه..لكن ما أراد إلا البعض والتي تُدلي عن الكثير بفحواها ومحتواها..وبالغنى عن ذكرها ..إذ تأني بأكبرها وأفخمها...



أقرأُ وأشهقُ ثمّ أصمتُ .







تَـشـَــهـَّـتكَ البلادُ ، وأنتَ عـَـفٌّ
وعـَـفـَّـتْ عنكَ مـَـن كنتَ اشـتهيتا
  رد مع اقتباس
/
قديم 08-01-2018, 12:12 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد العموش
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية محمد العموش

افتراضي رد: قراءة جهاد بدران على من معجزاتِ نبيٍّ مخلوعٍ/ محمد العموش


ولَـمَّــا جـَــفَّ في القلبِ المـِـــدادُ
وحـَــلَّ مكــانَ جمــرتهِ الرمـــادُ

أتيتُ بمعجـــزاتِ الشـــعرِ رَطبــاً
وفي الأحشــــاءِ من ضيقي بــرادُ

فأشــعلتِ القصيـــدةَ في فؤادي
فشـــكراً يا أديبتـَــنا جهـــادُ






تَـشـَــهـَّـتكَ البلادُ ، وأنتَ عـَـفٌّ
وعـَـفـَّـتْ عنكَ مـَـن كنتَ اشـتهيتا
  رد مع اقتباس
/
قديم 16-02-2018, 02:16 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: قراءة جهاد بدران على من معجزاتِ نبيٍّ مخلوعٍ/ محمد العموش

للعموش صولات قيصرية تعلم الإنصات للشعر الشعر
ولجهاد صولات نقدية تعلم كيف ننصت للحرف
تحيتي لكما وامتناني






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 17-02-2018, 12:13 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

افتراضي رد: قراءة جهاد بدران على من معجزاتِ نبيٍّ مخلوعٍ/ محمد العموش

قراءة جميلة و عميقة لقصيدة سامقة
شكرا جهاد الرائعة هذا الجهد الطيب
و التقدير للشاعر أ/ العموش

تقديري






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:53 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط