العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ مَطْويّات⊰

⊱ مَطْويّات⊰ للنصوص اللاتفاعلية ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-05-2020, 01:04 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عمر حمش
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية عمر حمش

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عمر حمش غير متواجد حالياً


افتراضي قتيل الليل

في إحدى سهراتِنا الخالدة؛ شدّني انعكاسُ ضوءِ القمر على صفحاتِ بطونِ القبور، حتى أصابني خفوتُهُ بالثَمَل، فآثرتُ التوَحدَ مع القبورِ، وأن أتنعمَ بصفوِّ ليلةٍ هادئة، ولكي أتخلصَ من رفقتي؛ شرعتُ أروي حكاية القطّةِ مع جدتي، وكيف تخطفت زغاليل الفراخِ في العلن.
قلتُ: عندما لاحقتها جدتي، قفزتْ القطَّةُ إلى الجدارِ، ومن فوقِه بعربيّة فصحى تكلمت، وتوعدت جدّتي.
قبل أن أكملَ؛ تململوا، ووقفوا أوّلهم عن آخرِهم، ثمَّ انسلّوا، تاركين لي الرمل البارد، وأنا المبتسمُ، منشرحُ الصدر بما تركوه، وقد بدَتِ المقبرةُ تخلبُ الألبابَ بحسنِ صمتِها، فتمددتُ بجلبابي الأبيض مثل ملاك، لأعانقَ القمر، وأجدّفَ مُبحرًا في صفوِّ السماء، محلّقا في الأعالي، هانئا من غير منغّص، ولا رقيب، حتى ثملتُ تماما، فاستدرتُ، ثمَّ تقلبتُ، ودبّ بي الخدرُ، فأطلقتُ لروحي العنان، وغبتُ في سَفرةٍ، لم أدرِ كم طالت، إلى أن صحوتُ على صيحةٍ جواري:
قتيل!
انزاح الجفنُ عن الجفنِ، وعبس جبيني، ثمَّ رمقتُ رجلا على بعد أمتار يتخبطُ، وبيدِه فانوسُ إضاءة.
قلت:
أحمق متطفل.
ولمّا دققتُ؛ عثرتُ على ثلةٍ من خلفِه، يحملون جثة صغير، جاؤوا يوارونها، ورأيتهم يتلاطمون، وسمعتهم يثغون مثل صغار ماعز، وزاد سخطي، فقمتُ؛ فهرولوا، حتى تعثروا بالقبور، تاركين صغيرهم ملقى قرب نبتةٍ، وقد كنتُ لحظتها بهم أصيح:
يا قوم ..!
والقومُ يجري، فشرعتُ أنا الآخر أجري معاكسا، قبل أن يتكشفَ أمري، وكم – من بعدِها – كانت دهشتي، وأنا أستمع إلى أمِّي، ثمّ إلى جيراني، ومن بعدِ يومٍ، إلى أهلِ البلدةِ كلِّها، وهم يروون حكاية قتيلَ المقبرة، الذي يظهرُ في الليلِ، ليمتطيَّ القبور، ويتخطفَ صغار الموتى.






مُضنيةٌ هي الحياةُ.. بلْ قلْ على الظهرِ جبل!
  رد مع اقتباس
/
قديم 30-05-2020, 04:45 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


محمد خالد بديوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قتيل الليل

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر حمش مشاهدة المشاركة
في إحدى سهراتِنا الخالدة؛ شدّني انعكاسُ ضوءِ القمر على صفحاتِ بطونِ القبور، حتى أصابني خفوتُهُ بالثَمَل، فآثرتُ التوَحدَ مع القبورِ، وأن أتنعمَ بصفوِّ ليلةٍ هادئة، ولكي أتخلصَ من رفقتي؛ شرعتُ أروي حكاية القطّةِ مع جدتي، وكيف تخطفت زغاليل الفراخِ في العلن.
قلتُ: عندما لاحقتها جدتي، قفزتْ القطَّةُ إلى الجدارِ، ومن فوقِه بعربيّة فصحى تكلمت، وتوعدت جدّتي.
قبل أن أكملَ؛ تململوا، ووقفوا أوّلهم عن آخرِهم، ثمَّ انسلّوا، تاركين لي الرمل البارد، وأنا المبتسمُ، منشرحُ الصدر بما تركوه، وقد بدَتِ المقبرةُ تخلبُ الألبابَ بحسنِ صمتِها، فتمددتُ بجلبابي الأبيض مثل ملاك، لأعانقَ القمر، وأجدّفَ مُبحرًا في صفوِّ السماء، محلّقا في الأعالي، هانئا من غير منغّص، ولا رقيب، حتى ثملتُ تماما، فاستدرتُ، ثمَّ تقلبتُ، ودبّ بي الخدرُ، فأطلقتُ لروحي العنان، وغبتُ في سَفرةٍ، لم أدرِ كم طالت، إلى أن صحوتُ على صيحةٍ جواري:
قتيل!
انزاح الجفنُ عن الجفنِ، وعبس جبيني، ثمَّ رمقتُ رجلا على بعد أمتار يتخبطُ، وبيدِه فانوسُ إضاءة.
قلت:
أحمق متطفل.
ولمّا دققتُ؛ عثرتُ على ثلةٍ من خلفِه، يحملون جثة صغير، جاؤوا يوارونها، ورأيتهم يتلاطمون، وسمعتهم يثغون مثل صغار ماعز، وزاد سخطي، فقمتُ؛ فهرولوا، حتى تعثروا بالقبور، تاركين صغيرهم ملقى قرب نبتةٍ، وقد كنتُ لحظتها بهم أصيح:
يا قوم ..!
والقومُ يجري، فشرعتُ أنا الآخر أجري معاكسا، قبل أن يتكشفَ أمري، وكم – من بعدِها – كانت دهشتي، وأنا أستمع إلى أمِّي، ثمّ إلى جيراني، ومن بعدِ يومٍ، إلى أهلِ البلدةِ كلِّها، وهم يروون حكاية قتيلَ المقبرة، الذي يظهرُ في الليلِ، ليمتطيَّ القبور، ويتخطفَ صغار الموتى.


لدينا قدرة على تأليف قصص الخوف وتحريف القصص الحقيقية
وكأن الإنسان يعشق الخوف أو أنه يفضل أن يمضي بعض أوقاته
في سرد حكايات تثير الخوف وتتسبب بكوابيس عجيبة خلال النوم .


لكن ..لماذا يخاف الأحياء من الأموات ..أي شخص لو ظهر له عزيزا
فارق الحياة يطرق بابه أو يطلب منه أي شئ آخر ...صحيح ان في
ذلك كسر للمألوف وسنة الحياة ..لكن لماذا نخاف القبور مع علمنا
بأن من فيها لا يمكن لهم ان يخرجون من قبورهم. وقد أخذت هذه
المسألة اهتماما كبيرا من (هوليوود) وانتاجهم، من دراكولا المرتبط
بشحوب الأحياء بسبب حزنهم على من فارقهم ..وكيف فسروا هذا
الشحوب بأن أرواح الأموات تأتي للأحياء لتسلبهم حياتهم فيتسبب
هذا بشحوب دائم وربما إلى الموت ..ثم تطورت الأمور إلى خروج
الأموات من قبورهم لإتمام بعض الأعمال أو للإنتقام ....وهكذا ...


الأديب المكرم عمر حمش

قضية تستحق الطرح والنقاش ..قدمتها بقالب قصصي فيه بعض كوميديا
رغم سخونة وقوة المشهد المصور في ظلمة المقبرة.

وركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:05 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط