لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-01-2021, 10:56 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
بوز
"من تذوق حلاوة العيش، وعب من متع الحياة لن يستطيع التخلي عن ذلك ولو ببيع روحه للشيطان." بوز ** أبقظها سقوط المطر بباحة منزلها من نوم عميق رأت فيه نفسها نجمة وحيدة. قامت بلباس النوم الوردي والشفاف. وحملت مكنستها لتبعد الماء من حمق الطوفان.. لم تعبأ بالبلل وقد صير فستانها يلتصق بجسدها ويظهر كامل تفاصيله؛ فذلك من مقومات الشغل؛ فلن تعتمد على المروحة كغيرها لترفع تنورتها.. الطبيعي أشد إثارة قالت في نفسها. بقيت تدفع الماء برقصة الردفين البارزين.. ولما انتهت. نظرت إلى أسفل الشريط تعد كم المتابعات...وتقاطر اللايكات والجادورات الحمراء كالدم. .. تابعت بعض العروض. ووجدت جرأة في عرض المفاتن. عدد المشاهدات حمي بين المتنافسات واشتعل اوار الحسد، وتناسلت النميمة، وعلا عبق الغيبة وطعن الظهر. كل واحدة تريد ان تكون الأولي، لكن، هيهات، لن يصلن مستواها ولن يبلغن كعبها العالي في المجال؛ لقد صارت محترفة، وتعرف كيف تشبع وتظمئ المتابعين لها، وكل واحد يراسلها عسى يحظى بانتباهها، مستعد لتقديم ما تشاء من قرابين، يبعث لها بأموال محض إرادته، فقط للحصول على ابتسامة، أوكشف صغير... تتذكر، وهي تقود سيارتها الجديدة التي اشترتها بحر جسدها، ذلك اليوم الذي قدمت فيه صديقتها لزيارتها التي تسارعت بعد وفاة زوجها وقد ألقت نظرة متفحصة على البيت وأجزائه، فراعتها برودته، وشدة رطوبته، وتواضع أثاثه، وعلى تفاصيل جسدها الريان بدقة محلل نصوص أدبية: ضحكت بملء روحها حين تذكرت ما قالته لها : حرام هاذ الزين يضيع باطل! ثم همست لها بكلمات في أذنها، جعلتها تنتفض رافضة، ردت عليها: ويلي ويلي، كوني تتحشمي... سرعان ما لانت تقاسيم وجهها، وتلاشت شحنة رفضها، لتعير الكلام كامل انتباهها، وهي تتابع باهتمام بالغ فيديوهات لفتيات ونساء يستعرضن بنوع من التعفف الهش، أجسادهن في شبه عري، يتعمدن الكشف والتعطية، الإظهار والتورية، تحريك الجسد بليونة وبشكل متعمد، وبخاصة الأرداف، قالت لها: شوفي شنو تيديرو، وراه تيدخلو بيه بزاف دلفلوس، وتابعت حاضة ومشجعة، وأنت أرملة شابة، وراجلك ما خلا لي غير شوي دلفلوس من خدمتو البسيطة، وحرام تخلي زينك ياكلو البرد والوحدة، ديري بحال هادو وعمرك تندمي. وزايدون، ما تخليش وجهك يبان، وما توري غير شوية من لاطاي ديالك، وها نتي جبتي بزاف ديال المتابعين ويزاف دلفلوس. قالت لها مستفسرة: وهل تقومين بذلك؟ تبسمت قائلة: باين عليك ما عرفتينيش، راني مولات لقميص الصفر، واللثام لكحل! وايلي، والله ما عرفتكش ألعفريتة، عارفة شغلك مزيان.. بصح، وتندخل منو مصريف.. شوفي شحال من واحد متبعني.. واخا، مزيان، علميني كي ندير... مرحبا، راني علمت بزاف دلبنات، وكلهم فرحنات..شتي ديك البرهوشة ديال بنت الجيران اللي حدايا، عرفتيها؟ عرفتها، ما لها؟ بنت لحرام، عرفتني، وهددتني بالشوهة إلى ما علمتهاش كي تدير، شوفي لبسالة وقلت العراض! واش شنو درتي؟ والو، علمتها وسترت راسي.. ومن بعد تبعتها، لقيتها تدير الزبايل، وعاجبها راسها حيت اللي تيتبوعوها بزاف... ديال لمكابيت. راه الكبت اللي مربحنا.. لقد كانت صادقة في قولها، قالت في نفسها، وهي تتابع عدد مشاهدي فيديوهاتها التي ازدادت ارتفاعا مع تزايد جرأتها، وتحسنت حالتها المادية. نظرت إلى نفسها في المرآة، فتنها جمالها، حررت شعرها من سجن المقابض، فتناثر كشلال زادها بهاء، شعرت بزهو، رمت بملابسها بعيدا لتدقق في كنزها المخبوء، يا ألله، كم أنا جميلة، ذات قوام ساحر، فخاطبت نفسها قائلة: "أنت امرأةٌ فى منتصف الوردِ وفى ريّعانِ الشمْسْ"* تعلمت بسرعة الحرفة وأسرارها، فصارت محترفة، تعرف ما تظهر وما تخفي، وتتعمد الإثارة، لا تعمل وفق منطق الأخريات، كمثل تلك التي تتعمد وضع مروحة خلفها لترفع تنورتها وتظهر خلفيتها السمينة، وكأنها لم تقصد ذلك، ولا كمثل تلك التي ترتدي لباسا أبيض شفافا ليظهر تبانها، وتعلم أن فم الرجال يتحلب وينتظر مزيد عري وإظهار، أو مثل تلك التي تفصل ردفيها بثوبها حتى تبرزان للعيان، وكأنهما طودان، أو تجلس على كرسي لتغسل الثياب وتظهر تبانها وما يخفيه، وما يخفيه أقل مما يظهره... لا، ستكون طبيعية، وجمالها الأخاذ سيكون شفيعها، ترتدي تنورة، لا ترتفع أكثر من اللازم، وتظهر من شق فستانها الشفيف، فخذيها الفاتنين، وها نسبة المشاهدة ترتفع، والمدخول أيضا.. تنامى رصيدها، ثم خبا، سيف الحسد لا يخطئ موطئه! ** *من ديوان: أحزان شجرة مسنة، لعزت الطيري، مجلة الكلمة، عدد يناير سنة 2021 |
|||
03-01-2021, 11:29 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: بوز
كثيرة هذه المواقف الآن التي يستغل فيها جسد المرأة ، وتستغل به بعض النساء الشباب وتستنزف الأموال ببيع الجسد للشيطان ، وفي المواقع التي تبث فيديوهات قصيرة حدث ولا حرج ..
ولقد عاصرت قصة لشاب أعرفه وقع في شرك محادثة بالفيديو مع بنت من جنسية عربية قامت بتسجيل جميع الفيديوهات ثم ابتزازه بطلب آلاف الدولارات وإلا فضحته على -السوشيال ميديا - وسائل التواصل الاجتماعي ، ومع تزايد جشعها وفقر حاله لم يستطع دفع المزيد ، فقامت هي بعمل حساب باسمه وأضافت كل أصدقائه على الفيس بوك ثم بثت فيديوهاته ، وكانت النتيجة كارثية عليه ، فسخت خطيبته الخطوبة ، وأصيب هو بحالة نفسية معقدة وبقي في عزلة من الخجل وتدمرت حياته ، نسأل الله السلامة .. شكرا لك ا. عبد الرحيم أحييك ثم أنصرف ...
|
||||
03-01-2021, 11:45 AM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: بوز
اقتباس:
شكرا لك على الإثراء. سرني تفاعلك. وأحيي بدوري، راجيا معرفة رأيك في النص. تقديري. |
||||
03-01-2021, 11:54 AM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: بوز
اقتباس:
تحياتي لك
|
|||||
03-01-2021, 11:57 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: بوز
اقتباس:
هي كلمة انجليزية تفيد أيضا الإثارة وجلب الاهتمام. تشكراتي. |
||||
03-01-2021, 10:14 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: بوز
القدير عبد الرحيم التدلاوي بعيداً عن أن النص لك أو ( من ديوان: أحزان شجرة مسنة، لعزت الطيري ) النص اجتماعي، يطرح آفة من افات المجتمع، ويسلط الضوء على شريحة ( المتعريات ) من أجل المادة في عالم النت. المدخل راق لي، وصدقت على ما جاء به، ولكنه كان كاشفاً لثيمة القصة. تستيقظ البطلة مع سقوط المطر في غرفة النوم، والبيئة الزمانية الليل ( نجمة وحيدة ). هذه البطلة ترى نفسها ( نجمة ) و ( وحيدة ) دخول مباشر في الحدث من خلال وصف لباس الشخصية الرئيسة، والتصاق الثوب بالجسد .. ( فذلك من مقومات الشغل ) يتوقف القارىء عند هذه النقطة، ويحصد السؤال الأول ( أي شغل بهذا الهندام والوصف في هذه الساعة ..؟ ) ليأتي جواب التساؤل في آخر الفقرة ( أسفل الشريط تعد كم المتابعات ... الخ ) الصورة تتضح عند القارىء الآن، والشخصية التي أمامه أصبحت واضحة المعالم. ( لماذا هذا الشغل ..! ؟ ) يأخذنا القاص في رحلةٍ مع طريقة تفكير هذه الشخصية، متابعات العروض، وصولاً إلى ( حتى أصبحت محترفة ). ويجيب تساؤل القارىء للمرة الثانية ( لتقديم ما تشاء من قاربين / أموال ... ) القارىء الآن يجهل سبب وصول الشخصية إلى هذا المستوى الوضيع .. والسارد يأخنا في ( فلاش باك ) نقله زمنية ( تتذكر وهي تقود سيارتها الجديدة التي اشترتها من حر جسدها ) ( لقد كانت تعرض جسدها للمشاهدين، ثم أصبحت تقود سيارتها .. وتتذكر " فلاش باك " ) الانتقال المكاني من أمام الشاشة إلى السيارة .. فيه خلل أخي عبد الرحيم ربما تتذكر أثناء عرض جسدها ذلك اليوم الذي قدمت فيه صديقتها .. الخ الجملة. يبحر بنا القاص في رحلة الذاكرة من خلال جمل حوارية طويلة، لنتعرف كيف وصل الحال بالشخصية الرئيسة إلى أن تكون عارضة تعري في عالم النت. أخي عبد الرحيم أهل المغرب على العين والراس والله .. ولكن اللهجة العامية المغربية صعبة الفهم على القارىء العربي.. اختيارك للعامية لجمل حوارية كثيرة في رأيي الشخصي لم يكن موفقاً.. والفصحى أولى بالنص إن كانت الجمل الحوارية كثيرة وطويلة على رأي شيخنا القدير ( ربيع عقب الباب ) ونوجه له تحية .. والرأي لك .. في أول جملة حوارية قالت بطلتنا ( ويلي وليلي، كوني تتحشمي ) وقد فهمت المعنى من الكلام، ولكن أن تعود نفس البطلة لاحقاً وتقول ( وهل تقومين بذلك ) بالفصحى .. فأعتقد بأن تكون عامية حتى لا تغرد خارج اطار الحوار ( العامية ) والرأي لك. لا أخفيك بأنني اجتهدت في فهم المعنى من الحوارية، بقدر استطاعتي طبعاً.. وقد فهمت بأنها اقتنعت من صديقتها، ولكن سؤالي لك كقاص قدير .. هل ذكر التفاصيل لاقناع الشخصية البطلة، أدق ادق التفاصيل، وسير العملية .. حتى التجنيد ( قبول الفكرة ) كان ضرورياً؟ هل كان يمكن اختزاله وإيصال الفكرة ..؟ هل كان السرد للتوعية ..؟ الخاتمة ( تنامى رصيدها، ثم خبا، سيف الحسد لا يُخطىء موطئه ) الحبكة سردية اجتماعية، والخاتمة لم تحقق الهدف من التوعية ( خبا ) لا تعني الخطأ الذي ارتكبته الشخصية، فالعقاب كان أجدر ان يكون أكبر من ( خبا ) .. هذا إن كان السرد بقصد ( التوعية ). الخاتمة شعرت بها استعجال ( قطع ). مضى زمن طويل لم أقرأ لك اخي عبد الرحيم، وسامحني على التقصير، وإن جاوزت المراد من القصة، فحسبي أني اجتهدت. كل التحية
|
||||
04-01-2021, 11:11 AM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: بوز
اقتباس:
شكرا لك اخي جمال. تحياتي. |
||||
04-01-2021, 11:23 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: بوز
اقتباس:
شكرا لك على هذه القراءة النقدية العالمة والمتفحصة. اسعدتني بحق كونها مسنودة بالدليل والحجة. طيب. ما اخترت الدارجة الا لكون الشخصيتين لم تحصلا على تعليم جيد ومستمر. فهما في وضع الامية فضلا عن الجهل والتهافت على المال دون وازع. ثم السير في اتجاه تعميق السطحية والابتذال على كل الصعد... ولست مسؤولا عن صعوبة الدارجة المغربية فهي كباقي الدارجات في هذا الوطن المنكوب لا يفقهها الا متحدثوها. اما عن التذكر والاسترجاع فلربما لم يكونا مقنعين..فالرغبة كانت للاشارة الى سعادة الشخصية بما تتمتع به من مواد استهلاكية مادية لا روحية مما يظهر بساطتها وسطحيتها. لكن لا احد انتبه لمسالة مهمة بالنسبة لي في بناء النص واقصد التصدير. فقد قدمته بدل الختم به كرسالة وما يراهن عليه . بكل صدق لا احمل نصوصي ما لا طاقة لها بها ولا اريدها ان تكون تعليمية فاقدة للمتعة الفنية والجمالية. لكن الميل الى الكسب المادي عبر اليوتيوب وغيره بعرض الجسد استفزني فاردت تسليط الضوء عليه. واذ احييك على اهتمامك وعلى تشريحك للنص بكفاءة راقت لي. اخبرك اني اتفهم انشغالاتك وانشغالات كل الاعضاء. فانا ايضا مقصر في حق الكل. قليل التفاعل الى حد كبير. بارك الله فيك واسعد ايامك. محبتي. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|