مدونة منتصر عبدالله

[منتصر عبد الله]

.

عُشب الرسائل / لون النارنج الخالد ..

.

.

.

لو أن اسمي ( جاك ) .. هل كنت سأصبِح عمدةً لـ باريس مثلاً !..
هل ستكون لي صديقة تشبهني ، لها شعر أشقر ، وأعين ملونة ، وطفلاً أتى صدفة ؟
لو أن اسمي جاك .. هل كنت سأجلس على حافة نهر السين ، أداعب صفحته ببضع حصواتٍ ، وأنا استمع لـ نفخات الطفل الآبقة في فتحات الهارمونيكا ؟

.
.
إمضاء / ...،
أوَ لا زلتِ تحملين أباريق الماء المعطر بزهر قلبكِ ، لـ تنضحيه على حلم نائم نسي أن يصحو ،،

[منتصر عبد الله]

.

اقتربنا كثيرًا من المطار ، فـ مدت جسور الكلام ، اللوحة في الأعلى : ( ا ل م غ ا د ر و ن ) خلف ركام الفناء .

.
.

مخرج /
ما بيني وبينكِ يعزف إيقاعاً دون غناء .

[منتصر عبد الله]

.

التوقيت : حين استفاقة للقمر في تكوين المساء .
طابعة بريد : أعجبت بـ الشفق فاشتريته لشفتيكِ .
العنوان : مركز الأقطاب louvre باريس .
المرسل : مؤذن أندلسي الوصلات .

أتنزه في أرجاء الكرمِ المتموج ، بـ الطيف الغائب منذ حزنين ، سأكمل صمتي حائراً ، لا أرغب الخوض في كآبة الماضي ، حتى لا يتطاير غباره على وجهك الجميل .
اضبطي مثلي الصوت العميق ، ودعي صداه يتردد بهدوء ، لو كانت الدنيا تأتي على ما نشتهي ، لما رفعنا أكفنا إلى السماء طمعاً في " الجنة " .

التوقيع /...،
الوداع كلمة لا قيمة لها عند اللقاء ، وعند الفقدان لا صنيعة لنا إلا البكاء .

[منتصر عبد الله]

يا ابنة المدينة ..
ليت المدائن تمنح ضمائر قاطنيها ، من سحرها الساكن ، علهم يستخلصون سلاف الأجود ، دون شوائب من هذا السكون .
لا ثلج يبرّد عاطفتي المائلة إلى الاشتعال ، وأنا في دوامة الحروف بين اللهث والخوف : (بـ الصدفة كانت لنا روح ) ، وتحشرنا الذكريات كـ أغنية ، كـ نظم الحب في الزمن الكلثومي ، قطرة من نثار الروح ، تعيد انتشارها على الماء فـ نذوب !..

.
.

قبل الخروج من الولوج / ..،
كوني أنيقة كـ لندن صيفاً ، خالطي زرقتي بـ عنف موجكِ الأبيض ،
لـ نطفو في مكان آخر ..

[منتصر عبد الله]

ما بين نبوءة ماءٍ ، وغيم قلب رتل الماء ، على جنون نهر "الهافل" ..

ما بين هيبة تلك البلابل ، على أغصان الخشب العاري دون لحنٍ ..

لا تكوني كـ تلك المدينة المتعجرفة برلين ، المنتفخة بفخامة سياسية ، التي لم تقبل تدوين سخافة ماضيها .
لا تكوني كـ ذكرياتها العذراء ، التي لم يعد لها أن تحيا من جديد .

أسفل كل ألواح السطور المواربة ، ما بين صفوفها فتحات ، لا يبصرها إلا المستحقين ..

كنتِ ولا زلتِ وردة ، نابتة بمراحل نمو لا تتوقف ، حذاري أن تصاب روحكِ بـ الضمور .
وعدتكِ أن أكون بـ جواركِ ، لكنها برلين القاسية على ظرفي .

.
.

حين هممت قبل دقيقتين من الإمضاء ،
تناولت ثمرة " خوخ " واكتشفت في لحظة ملامستها لـ شفتي ،
أنها ليست سوى قطعة من .. شفتيكِ .
كانت تلك الدقيقتين لـ حظة انصهار غريبة ، إنحراف خطير ..
( أتسلق منحدرات الساعة ، رغم وعورة تضاريس اللحظة )** .

** / ما بين القوسين : مقطع من رواية سقف الكفاية .

[منتصر عبد الله]

.

كـ تعانق الجسور على أكتاف المًدن ، كـ صهيل البواخر في حضن ميناء ، كرائحة الإيمان ، لـ دقة المواعيد ، الغائبة في الحضور .
قررت أن أعصر الأغاني ، وأرقص على كلماتها ، لأنها تشتم رائحة المدن البعيدة ..

ولن تعود مواسم الأصوات من الصدى ..

[منتصر عبد الله]

بوست كارد

سأمني لنفسي أماني كثيرة هذا العام الجديد : أهمها " أن لا أكره نفسي في لحظة ما " ،
إن تحققت هذه الأمنية ستختصر علي أشياء كثيرة ..

.

.

التوقيع /..،
مجرد اعتراف بالحاضر !..

[منتصر عبد الله]

لعله القدر الأقوى لـ عمر من النهايات ..

الحب الذي يخلف وعده معنا ، ونبدو أكثر حُزناً ، ونكتب شيء يشبهنا !..
حبنا نبوءة ، وأنا وأنتِ لم نكن بسطاء لـ نحيا التفاصيل ، ومتعتنا الوحيدة كانت في تأمل .. الغيب .

سأطوح بـ الصحراء ، التي اختلقت لنا وعوداً بـ شمس ظليلة ، فـ نهارك هنا ..

أترين كيف تستفز بنا الأمكنة ، لـ تقيم علاقة بين ملامحنا ..!

.
.

إمضاء ،..
سأقف على أعتاب الغياب ، وأستجدي الأمس ملوحاً للذكرى ..

ما أنا إلا نداء بعمق غيابكِ ، تغريني لهفتي في قاع المعاني المتيمة ، فأعود إليكِ صدى منحوت للغد .

[منتصر عبد الله]

.

هلاكِ .. بـ الياء إذا اتفقنا أنها كسرة عميقة ..

لما تأخرت عن الموعد ..؟
أظنني اختلفت مع نفسي وتجادلنا طويلاً ، صراع أزلي يا رفيقة الأحاديث الطويلة لا تأمنين له جانب ، لا ترمقيني بـ سؤال يستأذن حزني : هل نبدأ ..؟
أنا هناك .. قد سبقتك بألف لهفة ورعشة حنين ، أرتاد ذات المكان الذي يعج بملايين الحمقى مثلنا ، أولئك لذين حين فرطوا بقلوبهم لم يسلكوا سبل الأمن ، فسقطت قلوبهم في هاوية التفريط بـ كامل ما يملكون ، وها نحن معهم أتينا خالين الوفاض من كل رجاء ، عارين إلا من سرابيل الصبر ، يفضحنا بريق الشوق في العيون ، وخطيئة البوح تحت جنح الغربة عن الذات .
تعلمنا كيف نناجي الورق ونغازل السطر بـ القلم ، متخطين نقطة الحذر ، واقعين في هوى القصص المستحيلة ، يخيل لنا أن القلم عصا موسى ، عدة ضربات قد تصنع السحر ، و كما أن البحر الذي انفلق لموسى ثم أغرق فرعون ، هذا القلم صنع ثقباً يكفي لعبور أسطورة ..!
يا رفيقة الأحاديث الطويلة ، زمن السرد و تلاوة الهموم قد مضى ، حتى الورق ينشد خريفه ، ينتظر موسم اصفرار الأحزان ويبسها ، لعلها تسقط عن ثنايا روح مثقلة وذاكرة خصبة .
تفتعل الأوراق المتجددة روايات أخرى غير محتملة ، لـ مجرد التبرير .. وانتظار موسم ازدهار المشاعر التي تهوى الغناء ، حتى على لحن حزن قديم من آثار زمن خالد .

.
.

إمضاء ،..
الصيف قائظ والكلمات تحتمي بـ ظلي ، سأترك الباقي على عتبة الماضي ،
كـ دعوة للتشجير .. تقينا خيبة مواسم تقحل بـ حاضرنا .

[منتصر عبد الله]

.
.

حين يكون الموت جماعياً ، فـ ليس هنالك داع لرفع صوتك بالأنين ، بل كن كورقة شجر خريفية ، ودعت من حولها لـ تستقبل غيرهم ، ممن سبقوها في احتضان الأرض .
بعض الأشياء وإن بدت في ظاهرها هبوط ، فـ ربما هي الصعود المنتظر ، لكن بطريقة غير مباشرة .
لكنها لم تكن ورقة خريف ولا نقطة مطر ولا بخارا متصاعدا ، ولم تكن حتى ترنيمة صدى ، ولم تكن أي شيء جماعي ، ولم تكن أي شيء فردي ، ولم تكن أي شيء على الإطلاق ..!
الأفضلية لي ولكن ...
إذا كان الجول هو : قيمة الشغل الذي تبذله قوة ثابتة مقدارها واحد نيوتن ، فتحرك جسم مسافة واحد متر ، وإذا كانت الإرغ هي : القيمة التي تبذلها قوة ثابتة مقدارها واحد داين ، فتحرك جسم مسافة واحد سنتيميتر ، فذلك يدل أن الهندسي افتراضي وليس فلسلفي ، فلو أنه أعمل المنطق سيفقد افتراضيات وبالتالي يفشل ..
هو يمسك بالفرضيات وإن تنازل عن إعمال العقل .
ما نريده يكون وينوجد ، ويتخلق بإنخلاق رغباتنا ، ما نرفضه ينعدم وينفى، ويموت بإماتة رفضنا .
تلك الأشياء التي نحب والتي تموت ، نخلدها نرفض إماتتها ، ولو كنا أول السائرين في مواكب جنازاتها .

.
.

نافذة / ...،
لك أن تحرث الأرض بـ أفكارك ، لك أن تنسج السماء بـ أحلامك ..
لكنك لن تحدو عن كونك المتغير الوحيد بين ثابتين .

[منتصر عبد الله]

.

.

حين نترنم لهم بـ باقة عشق أبدي ، ونحمل الليل وسادة حلم ، مرصع بـ يواقيت النجوم ،
والنداءات محروسة ، وهى تختار الليل مساحة للأشواق المسافرة إليهم .

ومن آخر اللاشيء جئتِ كـ سحابة ، لـ تعيد نبض الحب للأشياء ،
فـ العاشقون حلوقهم مفتوحة لـ عبارةٍ تنساب ..

[منتصر عبد الله]

كنت أجرب نزوة الاشتياق ، لـ وهم المواعيد المنزوية خلف أسوار الخيال ،
بـ الرقص على أغصان الكلمات ... وأرهقني الغناء .

https://www.youtube.com/watch?v=hrFi9wduzAo&t=56s

هي ثورة حنين ، وسيستمر الغناء في ضفة المتعبين .

[منتصر عبد الله]

.

[منتصر عبد الله]

[منتصر عبد الله]

[منتصر عبد الله]

تعالي أحدثكِ ..
عن أظرفة الرسائل وسطور متأوهة بـ داخلها
لـ فقدانها عناوينها ..
عن ضياع أسمكِ فيّ هتافات مسجونة خلّف
المواعيد الباليّة ..

[منتصر عبد الله]

في صالات المطارات ليس هناك سوى قبلة ، عيون منكسرة تضج بـ الحكايات ، أصابع وجبين شارد بين طقوس الوداع ، الكل يمضون في صمت ، كأنها توزع اللعنات على المارة ، هذا يأمل بـ حرية ، وذاك يطمح بـ مصلحة ، وكثيرون ما تأخذهم صالات المغادرة إلى نهايات فاشلة !..
هناك في المطارات تشيخ كل التفاصيل برعشة برد ، وداخل كل حقيبة مملكة خاصة تعطرت بـ قنانين حزن ..!
وقفت هناك أحدث كـ كل الراحلين جلبة الحقائب ، وأوافي كـ كل المتغربين مطاراً لا كـ كل المطارات ، مطاراً مدرجاته باردة كـ الصقيع ، مطارات بليدة تماماً كـ مشاعر الوافدين إليها !..
مرغمة حواسنا على التشكل بين المغادرة والوصول ، قدراً يسوقنا إلى أحتاف قراراتنا ، لـ جنة ننعم بها ، أو لـ جهنم تمضغ أسوأ رغباتنا !..
ونظل نسافر ونسافر ونرتكب لعنة المحاولة ، وستظل غربة الكل يتجمد بـ حضرتها ، وستظل صالة المغادرة ، تجعلنا كـ مأساة طائر صادروا أجنحته في منفذ حدودي !..

[منتصر عبد الله]

.
.

لا تستهينوا بأحاديث القهوة ،
فالفنجان الواحد يسع من الحروف ما لا تسعه كل الأكياس ..!
هناك حيث " ركوة " البن الساخنة والفناجين المنتظرة ..

[منتصر عبد الله]

خارج توقيت الورق ..

أقرأ في نبع مآقينا ما أخفيناه ، ستجد صور مشرقة وأخرى سُلبت الرواء ، غيبها الردى أو غيبتها دروب الأقدار ، لكن مازال كراها يتوسد عبراتنا .
تلمس في ملامحنا ما فقدناه ، سترى مشاعر ولت الأدبار لتسكن مقبرة الأحياء ، لهثنا خلف أطيافها نحث الخطى ونختلس منها الجِواء .
تصفح سطور حياتنا ، أصبحنا نرأب صدعًا وهميًا ، بدأ يتسرب إلى حنايانا ، نحارب هذيان اجتاح لحظاتنا ، بتنا نخشى أن نكون كعابر طريق سقط في وهدة أخطائه ، ناضل للخروج منها ليعود الأدراج ، وظل يحيا على أمل أن يعيده ذاك الرحيل إلى الصواب .. دون أن يعلم هل سيفعل أم لا ؟!
تطلع إلى ما دونه الزمن في أديم أرواحنا ، جعلنا نقتات من تداعيات الذاكرة ، ونرشف المرارة من ريقها ، نسلبها أمالها فتسرقنا مشاعرنا المحتضرة ، وترقص على أجداثها حد الاكتفاء ، تترك لنا اليباب لنبني منه فردوس معاناة .

والورق لابد وأن نمنحه وقتاً .. ليستريح ..

[منتصر عبد الله]

[منتصر عبد الله]

.


الاحتواء / قدر حزننا المقيم بلانهاية ..!

[منتصر عبد الله]

.
( صحيح إن البحر مالح .. لكن العّطش قتّال )

دعيه يُتمتم ..
دعيه يتلوا تعاويذ الاحتياج .

[منتصر عبد الله]

.

.

كم تبدو تلك المسافة غريبة موحشة ..!
تلك المسافة التي سمحنا لهم باحتلالها واحتلالنا ، فعدنا لا نملك من الخيارات إلا ما توحي به لنا إيماءاتهم !
في محاولةٍ غبية حمقاء لنيل رضاهم وقبولهم ، وقفنا في محطاتٍ كنا فيها نحن الغرباء ، كنا فيها نتساءل : لماذا لم تكن لنا مساحاتنا الحرة ؟!

و بين المسافة والمسافة .. مسافة أخرى .
فلا الأزمنة هي ما يؤخرنا ، و لا المواعيد الملغاة ، و لا الأوان الذي حزم أمتعتَه و فات ..
إنما تؤخرنا " الخطوة " ، و " الخطوة " في عرف المترعين بـ الخطايا .. سقوط مؤجّل ، ليس إلّا .
والطريق أبعد ما يكون ، المشكلة فقط .. في شهوة الضياع التي من حين إلى حين .. تعترينا ، لكننا لطول الأمد .. الذي قضيناه في مناغاة أطياف الظنون ، فقدنا نبرة اليقين ، قـ فما عدنا أكيدين من أننا يوماً سنكون قادرين !.

.
.

مخرج :/
إن تفلّت الداخل منك .. ستنسى الكلام ..

[منتصر عبد الله]

.

[overline]ا[overline]لأحلام [/overline].. ترامت على سفح التأخر ، على مدارِ الأوان الذي فات ، أن امحو اسمي من سجلات الحالمين ... [/overline]

نوارس تملأ فضاء الغرفة ، تحلق بين عيني ، وألقيها فـ تجف على الشاطئ الفارغ !
أضع طرف السبابة وأبدأ في العد ..عند الواحدة غفلة .. إنها الثانية بعد منتصف الرهبة ..
شلت حركة أصبعي وأتدارك من جديد بـ العد ..
جمالية الحلم تكمن .. في تحديه بـ التسلسل إلى ذاكرتنا المتخمة بالعمق الدرامي ، وإفراغ سماء اليوم
من غيومها ، لنرى الأفق بشكلٍ أوضح .
فـ الحلم ليس كتاب .. الحلم ترجمة للحياة ، بـ أقلام نزواتنا على خد خوف حذر ،
الحلم غلاف تحفظ فيه روحك لئلا تسود .. وتوقف عند المنعطف الليلي ،
لـ تستدرك ما فاتك ملاحظته من أوهام الظهيرة ، ثم صباحاً ..
ستفاجأ بـ روحك مكتظة .. بـ أحلام ليست لك .. !
.
.
[overline]وأنا رجل يغسل وجهه من الأحلام كل صباح ..[/overline]

[منتصر عبد الله]

.

وعوداً على الشمس و جميع مكونات الطقس ..
فـ إن الشمس لن تحتاج للنظر المباشر لتتأكد من وجودها .، عكس ذلك الباهت "ا لقمر "
الذي تبحث عنه لتكتشف أنه موجود .
كم شاعر ذكي كتب قصيدة في الشمس ؟
أعتقد أنه لا أحد ، إلا من يهتم بـ البيئة ولا أظنه موجود بالشكل الذي أعنيه .
كم شاعر أرعن كتب في القمر قصيدة ؟!
هل كون الشمس كريمة ومعطاءه .. للدرجة التي تدعو للصراخ ...." يكفي " ؟