يوسف … رسائل إليك تتجدد

[د.عايده بدر]

يوسف
أين كان جِبك مخفياً عني
تعلم كم ضلت روحي كثيرًا في دروب قطعتها أنفاسي
باحثة عنك في سطور قدر لا يدرك قلبه
وطأة الحزن في الروح بين الانتظار والإغترب

هل وشى بي القمر إليك .......
وأخبرك كيف يكون كل الليل المظلم خارج جِبك
منير بقمر جبينك حين يجمعنا جِبك معًا!
وأرى في عينيك غابات عيني يعلو نخيلها بتراتيل النبض
لكنه الحزن الذي كان يتصيد منا لحظات اللقاء
فتناءت روحانا عن عالم يترصدنا بشباك المواجع
وآثرنا الإنزواء بعيدًا عن عيون المتطفلين
بعيدًا عن أمواج حياة تغرق في العتمة
وسواد نفوس لم تشرق مثلنا يومًا بالحب
يناوئنا الوقت عن عزلة التمسنا فيها صخب الراحة التي نفتقدها
وضجيج صمتنا القاسية خطواته على أديم الروح والقلب
وهذه الوحدة تتنزه فينا / معنا تقطف من ورد القلب براعمه الغضة

يوسف أيها الصديق
نبئني عن حلم لم يكتمل إلا بأنفاسك التي تحرق وجه ضبابه
فإلى أي الجهات أولي وجه نبضي؟
حين أتضرع للرب أن يجمع وحدتنا في جِب اللقاء
وهذه صلواتي
وهذه نذري
معقودة تراتيلهما فوق مذبح نبضك
واحتضار قلبي بين يديك
..........حياة

[د.عايده بدر]

يوسف
يا صوت الروح
حين ترن قوافي القصيد تتبع أثرك
يا اكتمال خفق الوجع اللذيذ في ردهات الليل الوحيد
يا انتصاب مآقي النور في وجه صباح يتكاسل عن الضوء

بحق جمال عينيك ولهفة الانتظار فيهما
خبرني عن عتمة جِبك كلما غادرته شمسك
وترجلت أشعتها تمشط حقول نبضي في سمائك

بحق اليم الساكن بينهما خبرني
عن سكنى حور الشوق فيه
و كم وشوشوا للدر في صدفك
من أسرار اشتياقي لعتبة جبكِ

يوسف يا نصب النور على شاهق الحنين
مسكون بأنات الروح درب الأشجار على طريقك
تعرفه عصافير تتقافز على نوافذ كهفك توقظ لك الضوء
وتكتب سيرة شمس تغتسل خمسا من فيض نبعك
تجدل جدائلها بشرائط النعمان فتغار شقائقه
تعطر جيد النداء بهمس الانتظار
تأشيرة ضوء تلوّح للصباح
أن تعااااالي

[د.عايده بدر]

يوسف
يسألني عنك الطريق النافث أحجار الانتظار باخضرار ابتسامته
يباغتني احمرار عيون جبال الحنين حين تحدق في وجهي أرقاً
ثمة عشب ينمو هناك على ضفتي النبع يفرك عيون الشمس الغافية
ثمة لون يأبى الربيع جلبه من بلاد الشوق انتظاراً لإطلالة وجه السماء
ثمة أناااا ويدي الكليلة من ثِقل الغيم نكدس صرر المطر على أرفف الروح
نرفع السماء على عُمد من نبض تنتفض شعلته من عواء الريح
ونقيم في سفح الجبل قداس الاحتراق ....... أتعلم!

[د.عايده بدر]

يوسف

و يشتهي وجعي ترياقك و نبض تأويلك لحنيني
مُر بهذا الباب الموصدة أدراج الوجع فيه على روحي النابضة بك / لك
شُق بعصا حضورك ملح هذا اليم الممتد بعرض فيافي الخوف
لتُفسد مزاعم السحرة حين حولوا نبضي لرمال تضخ للصحراء حريقها
أُنبش بأظافر النداء قبرا أسكنوا فيه روحي و قيدوا معصميَّ بهذا الصقيع
أرتجف يوسف من ارتعاشات الأرض تحتي حين ترتج دمعة تسكن قلبها
أُمسك أنفاس اشتياقي إليك حين تلمع عيون الذئب على حدود مدينتي
وأوصد مزلاج العزلة على نبض تهاونت في حقه شرائع صمتك