لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ مَطْويّات⊰ للنصوص اللاتفاعلية .. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-05-2019, 10:33 AM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
ما زلت في جنون العرائش صغيراً
تحت ثوبها
تخفي أمّي كيساً صغيراً من القماش يتدلّى من عنقها تحبس داخله أزهاراً جافة وأدعية فيه يختلط الغار بالتسابيح والأذكار طُهر الماء وعبق المسك تدلان عليها يزهر الثوب في النهار صلاة للمواسم عشق بلا مدى ويصبح معجماً للأولياء ليلاً تفوح منه شفاعة مستترة وينبت على أطرافه ورد الأنبياء هذا أعمق سرّ لا يعرفه أحد تقول: في الكيس مئذنة ومزمار حزين وفي قلبي أبواب المطر تحرسها الطيور فوق أكتافها ننمو وتمتد أطرافنا مثل الغراس بأصائص الصباح أو أبعد وحده الريحان يتنزّه بالطفولة تفرش أمي أضلاع صدرها مرجاً كيْ نلهو نقفز صغاراً فوق أديم الضوء المتوثّب نصرخ فتهرع ومعها يجري بيت الله كُنّا كما أذكر أسفاري في بيت بلا جدران تعلو فيه أشجار الرمّان فوق بساط العنبر والعرائش تحرس حلقات النور حين تُراقص النسمات عنق النرجس أتذكر كثيراً فراشات الخمائل تحاصر النهر كأنّ البستان الصاخب أثمله لون الماء وكثيراً كثيراً ما كان قلبي يغفو فوق نجمة المطر حين يبدأ موسم الحكايات زخّات قناديل تجلس أمي مثل قدّيس قرب دائرة الضنك تكابد رماح الوهن أحياناً معنا تتقاسم الضحك كأنّما يفرّ إيقاع العقارب الرملية في غفلة من وتر الوقت في كل ليلة تعدّ لنا ما استطاعت من أحلام تمسح أجفاننا بكيسها القماشي وتقول ناموا آمنين يمدّ مزمارها فِراشه على أرق التراب وتأنس الأجساد الطرية تعبها نغفوا مثل الحملان فوق عشب أدعيتها وينمو من حطب أحزانها في قلوبنا ورداً قزحياً يخفق فرحاً نحلّق مثل عصافير الله لنرحل صوب أهداب الفجر حينها كنتُ أصافح خدّ الشمس جداً وجداً جداً كنتُ أحبّ مشاكسة شعاع الماء أخفي رأسه في سلّة النهر وأطلقه حين يحتدم الفَراش أمي التي تخفي تحت ثوبها كيساً قماشياً ننام وترفع كفيها للسماء تقول: يا رب الرّيح التائهة والخيول الساجدة إن لي طيوراً لا ريش لها وأرقي بازغٌ من سديم الأفق هُم بعض بحري وبكائي إنني أودعتهم رياضك فلا تمتحنهم على ما لا يطيرون هبهم يا ربي أجنحة الإيمان في سهوة القماش اشتد ريش الطيور أمي ما زالت تخفي كيسها تحت ثوبها وفيه الأدعية والأعشاب ما زالتْ كل ليلة تجثو قرب الأعشاش الفارغة تبكي كيسها وتلقي دمعها جهات تغسل الذنوب وأنا ضالع في المقام الماطر لا كف لي كنت في سيل الشجر قد أطعمت أصابعي للطيور الكسيحة صار بيني وبين السرب لازمة يغصّ بي من شعاعين مزمار ومئذنة وكلّما عبرت درب الغابة غريباً تصبح بيوت القشّ أكياساً والأوراق الذابلة أذكاراً رغم أنني أنام كل ليلة في الجامع القريب تراني أبحث في عمق المروج عن سرير قماشي ووسادة من العشب ما زلت في جنون العرائش صغيراً ولا زال ينبت ريش قلبي كلّما هطل المطر أو جاعت العصافير
|
||||
01-05-2019, 01:38 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: ما زلت في جنون العرائش صغيراً
سلام الله
وتحية تليق http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=64634 http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=63456 http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=60649 حروفكم تناديكم نتمناكم اكثر قربا منها ومن حراك الزملاء والزميلات فيها وعليها فائق احترامنا |
||||
02-05-2019, 04:30 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: ما زلت في جنون العرائش صغيراً
"نغفو" مثل الحملان فوق عشب أدعيتها
وينمو من حطب أحزانها في قلوبنا ورداً قزحياً يخفق فرحاً نحلّق مثل عصافير الله لنرحل صوب أهداب الفجر يا الله ما أجمل ما نبض حرفك من ذكريات وما أعمق هذا الإيمان الذي كانت تحمله أمك أيقونة من حب وحنان تحية لها وأطال الله عمرها وأراك إياها على خير جميل ومبدع كل التقدير أ. حسن ...... |
|||
02-05-2019, 11:11 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: ما زلت في جنون العرائش صغيراً
العزيز جمال عمران
خيالك ماتع يا صديقي وجميل نعم من الممكن أدبياً تسييل وتسطيح النص ليتحول إلى قصة شكراً للقراءة والاهتمام محبتي
|
||||
02-05-2019, 11:25 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: ما زلت في جنون العرائش صغيراً
العزيزة نوال البردويل
ممتن أنا لهذا الفيض الغامر شكراً واسعة تحملها ريح الشمال إلى هناك محبتي
|
||||
02-05-2019, 03:01 PM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
رد: ما زلت في جنون العرائش صغيراً
ذكريات الطفولة البريئة لا يوجد أوسع منها خيالا وأرحب منها هنــاء واطمئنانا تلك الحياة البسيطة من غير تكليف ، خفيفة من غير أثقال ، رسائلها للذكرى تنعش الفنس بهمسات الطفل الصغير
لدى كل شخص ما يشبه هذه الصور السابحة في مخيلته وتبقى الذكرى مهما كانت ........ اقتباس:
لا أدري المعنى المراد من هذا الرمز ( بيت الله) أنا أولته على أنه الإيمان وصلوات الأم والأدعية التي تحملها عاطفتها من أجل أولادها !؟
|
|||||
02-05-2019, 03:47 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: ما زلت في جنون العرائش صغيراً
العزيزة سهام آل براهمي
هي خطانا نراها في ما تبقى من كؤوس الأمس شكراً كبيرة للقراءة والاهتمام محبني *** تحبس داخله أزهاراً جافة وأدعية فيه يختلط الغار بالتسابيح والأذكار **** تقول: في الكيس مئذنة ومزمار حزين
|
||||
10-06-2019, 11:42 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: ما زلت في جنون العرائش صغيراً
السرد الظاهري والرمزية والايحاء وممانعة السرد عن طريق بوح شعري عميق تعتمد على بناء جملي متواصل كما هو في النثر ,من دون سكتات و لا ايقاعات و لا فراغات و لا تشطير و لا تسطير, و هي جمل متداخلة ، الا انها متداخلة بطريقة متوحدة ، فهي تقع بين الفقرة و الجملة .......... الا تعتقدون بانها القصيدة السردية التعبيرية ..........؟
رائع انت وكل عام وانت بالف خير محبتي وتقديري جوتيار |
||||
10-09-2022, 06:27 PM | رقم المشاركة : 9 | |||||
|
رد: ما زلت في جنون العرائش صغيراً
اقتباس:
جميل الشكر للاهتمام، وعظيم الامتنان لكرم المرور مودتي وتقديري
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|