هي... وكلماتي - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: إخــفاق (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-12-2016, 02:33 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حدريوي مصطفى
عضو أكاديميّة الفينيق
المغرب
إحصائية العضو








آخر مواضيعي

0 هي... وكلماتي
0 منفى اختياري
0 أمنيزيا ـ (Amnésie)

حدريوي مصطفى غير متواجد حالياً


افتراضي هي... وكلماتي



هي و...كلماتي


جلست أمامي صامتة كنهر سيبيري في يوم شتوي، وعلى ضفاف عينيها المتمترستين خلف نظارتين معتمتين تتراءى أطراف غلالة حزن، واضطراب جامح يهزها، فتحاول ـ سدى ـ أن تبدد وقعه على نفسها بلف قداحة ذهبية بين أصابعها ..أصابع جميلة زادتها عناية المانيكور بهاء.
أحسست بها تتشظى، تنسحق تحت ثقل أحزانها ...فنسيت أحزاني. ومددت يدا وأمسكت بيدها ، وبالأخرى ربت عليها، كانت باردة كالثلج.
همست لها :
ـ ما بك يا سيدتي؟ ما ذا الوجوم؟.

بكل هدوء، خلعت نظارتيها ، وأزاحت بدلال خصلة شعر منسدلة على عينيها. وسهمت في عيني، كأنها تبحث عن مركب أمان في لجها الأسود ...أو تحاول أن تقرأ ما رابضا في ظلال بريقهما...

آه كم أعشق عينيها ! جميلتان كنجمتين، بهيتان كوردتين، فيهما أرى الحياة وسحرها وألمس الغرام وناره ؛ كثيرا ما طلبت منها أن تحادثني بدون نظارة رغم، أني أعرف أن حدّة بصرها متوسطة...وما خذلتني يوما وما كانت...ربما، هي أيضا كان يعجبها ذالك!

بيد مرتعشة ، أدخلت يدها في محفظتها التمسا حية الجلد وأخرجت علبة سجائر، سحبت واحدة، وقالت :

ـ أتسمح...؟

أخذت القداحة من يديها برفق وألهبت سيجارتها قائلا : "العفو... تفضلي سيدتي "

سحبت نفسا قويا...حتى انسد أنفها ورق...ربما، ما دخنت مذ ساعات أو، ما يصطرع تحت حناياها من اللظى لا يبدده إلا دفق من دخان متواصل... وما لبثت أن نفثت سحابة بحجم غيمة ماطرة، حجبتها عني لحظة. ثم، تنهدت نهادا طويلا. ربما... روح تبكي في قرارها.
آلمني مزاجها العكر فدنوت حتى صرت قاب قوسين وأدنى منها...فتدانت، وقالت :

ـ ضمني... لعل دفء حنانك يشل يد ذا الحزن الخانق أنفاسي، وقربَك ينسيني ويذيب جليد وحدتي ومآسي أو، ربما أختزن من إيقاع أنفاسك نغمة استعيد رنتها لحظات غيابك الطويل فتؤنسني، ومن كلامك يا عزيزي شيد لي مركبا أهيم به في البحار البعيدة وجنحه لأطير حيث النجوم تولد والكواكب تموت.

أنت وحدك الذي سبحت في أغواري وغصت في مجاهلي وقرأت قراراتي وتناغم فكرك مع خواطري.أنت الذي من جعلني استذكر أني أنثى فأصبحت... أتطيب ، أتجمل ، أتدلل... لهدف... واحد هو غوايتك أسرك ،يا ملاذي وجنة خلاصي.

كلامها حسسني الحياة تغشاني، ـ أنا الميت ـ وأن روحا تولد من جديد في قراري، وتيار الحب يذرع جسدي صعودا يبذر وراءه شبه صدمات كهربائية ساكنة...

طأطأت رأسي برهة أبحث في ضواحي فكري عن متكإ ألوذ به...عن موقع قدم في عالم ضبابي ولكن، دافئ النسمات عليلها يحضنني من جديد، عالم ...كنت قد طويته سفرا واستندته... زمنا مضى.

لاحظت شرودي وصمتي غير المعهود فقالت:

ـ ما بك ؟...أين شردت؟

رددت بنبرة فيها من الأسى اثر، ولها من اليقين حلة:

ـ هل يمكن للأفنان العارية أن تورق من جديد والربيع قد قضى ؟ هل للخريف أن يخصب المروج الذابلة ويأسر فلول الطيور المهاجرة؟ هل للحب... أن يولد من جديد... خارج رحم الشباب؟ !
ردت بأسى وصوت بارد:

ـ فلسفتك ذي لها تفسير واحد... يا عزيزي !!هو انك تحاول الهروب مني لا غير. لكن، ألم تقل ـ يوما ـ لي أن الحياة خط مستقيم لا يعرف الانكسار ! وأن الحب فينيق ما أن يُحرق حتى ينبثق من رماده لدى نواصي القطر الصادق البرق والرعد!

ـ نعم يا حبيبتي....قد قلت ...ذا . ولكن، أحيانا ....

" نعم، أحيانا تصير ظالما...متجاهلا...جاحدا..."

رد صوت مبحوح من ورائي، التفت صوبه، فوجدتها منتصبة كشمعة معتلية شمعدان، ترهقها قترة وإعياء بارزان؛ شعرها علامات تعجب، عيناها سكونان، ويداها نصبتان أما رجلاها... فكسرتان. بدت رثة ، زينتها معطلة لا مسحة جمال في مظهرها ، تقززت منها وأكثر حين انحنت علي واقتربت حتى شعرت بسخونة أنفاسها تلهب خدي. دفعتها برفق وقلت لها مشيحا بوجهي عنها:

ـ ماذا تبتغين؟ أما يمكن أن أنفلت منك ولو للحظات ؟ لمَ أنت ملازمة إياي بذي الصورة المرضية؟

ردّت وحدقتاها مشرْعتان كأبواب السماء تعجبا...

ـ كيف تقسو علي وتهجرني وتنساني ؟ بعدما شببت بين يديك، وزها شكلي فأضحى شعري جدائل وصدري كريما، وخصري نحيلا، وبت لا تطيق النوم إلا وأنا في عينيك وصحوي دونه مهد يديك. ما جرى حتى تهملني ؟ ما مدّتك ذي السيدة حتى تشغلك عني؟ ألم افتح لك بساتيني نُزلا؟ ألم تكن راضيا قرير العين في عالمي؟ ألم أكن مستودع همومك وأفراحك..؟

ـ نعم ولكن كنت تداوين حزني بالحزن... وتنسيني معاناتي بمعاناة ...كنت تصبغين سواد روحي بسواد الليل...وماء لأجلي لم تعطي " وأما هي فقد غسلت رجلي بالدموع ومسحتها بشعرها(1) "، قبلة لم تقبليني! " وأما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلي(2) " بزيت لم تدهني رأسي ، "أما هي فقد دهنت بالطيب رجلي( 3 )". أليس ذا كافيا لأنساك...وأنشغل ...

لا حظت حبيبتي رحلتي فقالت:

ـ اليوم أنت مزاجيّ...ما بك؟ شيء ما يعتمل في خاطرك ..يشل فكرك. ليت شعري ما هو...؟
رددت وأنا اجاهد في كتم ارتباكي:
ـ واهمة أنت ، لا شيء على الإطلاق. كل ما في الأمر أن دوخة تساورني ربما الضغط الدموي من جديد استلقى برعونة على ضفاف شراييني.

ـ انس العالم ليعتدل ضغطك و... لتسق حقولي الجرداء... لا تبق صامتا...أرجو كسر صوان رتابتي.

استويت وهممت... لكن، أحسست بعقدة في لساني وأبواب الكلام المشرعة وُصدت وما تركت لي إلا تأتآت، حاولت وحاولت... بيْد كل جهودي ذهبت سدى.
شعرت بضعف وانكسار...فجلت بناظري في الغرفة، التمس معينا ... سببا...فلم أجد... سواها... هي من جديد... كلماتي ، منتصبة، متحدية لي ، أمامي و بسمة انتصار بحجم قهقهة على شفتيها القرصية!

اقتربت مني، وبسبابتها داعبت وجنتي وقالت:

ـ ها أنت ببابي! أأصدك...؟ لا، أبدا ، يؤلمني انكسارك يا ...عزيزي، لتكلمها إذن..

حينا وكساحرة مسحت فمي براحتها، فانفكت عقدة لساني وقلت بصوت أكثر من الهمس واقل من الصراخ:

ـ احبك يا حبيبتي....احبك يا حبيبتي!

ـ الله !... ، صاحت ، وأخيرا قلتها . اعترافك ذا قد يقتل كل شجوني. ما أسعدني الليلة يا عزيزي!

ليلتها كلماتي تسلقت أهدابي ونامت من جديد بين جفوني، وحبيبتي استكانت جنبي وغفت وهي تعد النجوم من خلال النافذة المشرعة .

وصباحا ، كان صمت مستأسد يحوم حولي يتجاسر عليه بين حين وآخر خرير ماء قادم من المطبخ.
حتما هي فاطمة منشغلة بغسل الأواني وتسمع بالتوازي أغنية من أغاني فيروز مفضلتها عبر سماعتيها . صحت بأعلى صوتي حتى تسمعني :

ـ قهوة سوداء من فضلك ...ومن غير سكر .

في انتظارها ...جلست على حافة السرير أتأمل .. أقرأ ما يحاول أن تقول دزينة أظافر وزوجي غيار أهداب عليهما استند أصبع أحمر شفاه...وابتسامة وليدة وسواس قهري تحاول الارتسام على وجهي ...وفي أعماقي قائل يقول.: " حدسك أيها السيد كان صائبا ام حدسي...؟ !

3،2،1 آيات من أنجيل لوقا






  رد مع اقتباس
/
قديم 25-12-2016, 03:00 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبدالرحيم التدلاوي
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

عبدالرحيم التدلاوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: هي... وكلماتي

نص ممتع لغة وسردا وتحبيكا.
قرأت باستمتاع الحوار البليغ والفلفسي بين الشخصيتين.
وجدت غياب كلمات، في بعض الجمل، لسرعة الرقن، من مثل:
تقرأ ما رابضا في ظلال بريقهما
ما ذا الوجوم...
مع سقوط الهمزة أحيانا.
مودتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-01-2017, 03:17 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
رشيدة الفارسي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق/ تونس
تونس

الصورة الرمزية رشيدة الفارسي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

رشيدة الفارسي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: هي... وكلماتي

نعم يمكن للحب أن ينبثق من مجاهل النسيان.
يمكن للقلب أن يينع كما الزهرة تفتح براعمها
للنور والدفء.
يمكن للدوحة أن تكتسي بالاوراق الخضراء
بعد أن كانت جرداء عارية.
يمكن للنبع أن يتدفق من جديدبعد طول جفاف.
يمكن للكلمات أن تكون.
أن تسعفنا لنعبر
لنكتب
لنكون.
جميلة حيرتك سيدي
ممتع بحثك عن المعنى
رائع حوارك مع الذات وهي تبحث
لها عن سبيل إليها

مودتي والتقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-09-2017, 01:33 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: هي... وكلماتي

أرحب بك السي مصطفى في الفينيق
ربما فعلت سابقا لكن طال علي الزمن
وما عدت اتذكر
قصة رائعة وحرفية في تفنين الخطاب السردي بين الشخصيتين
اهنئك السي مصطفى






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:52 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط