|
☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
20-04-2013, 12:40 AM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
مَسْلَكُ العارفين
************ توسَّلْتُ في عُسْري فَألهَمَنِيْ اليُسْرَا ** وناجيتُ في خَطْبي فأورثَنِي البُشْرَى وقد تَعْجَزُ الأسْبابُ أن تَعبُرَ النهْرَا ** وتعبرُ إنْ لاذَتْ ببارئها البَحْرَا كأن دُعَائِيْ كَانَ مِفتاحَ حَاجَتيْ **وأقْفَالُها كانت سُلُوِّي عن الذِّكْرَى وكَمْ ضَلَّ ذو العينين في سَلْك مَسْلَك ٍ ** وكَمْ بالهُدَى أعْمَىً وقد قَطَعَ الوَعْرا وسِيَّان عند العارفين وسِادُهم ** أكَانَ خَمِيلاً ذلك الفَرْشُ أوْ صَخْرا وَسِيَّان عند العارفين مُريدُهُمْ ** أيَسْكُنُ كُوْخَاً ذلك المَرْءُ أوْ قَصْرَا وقد يحسبُ الغِرُّ الحياةَ فَراسِخاً ** وكانت كما تبدو لأعينهِمْ شِبْرَا تَعَالَوْا على وَكْسِ النفوس وغَيِّها ** فما زَيَّنَ الشيطانُ في بَالِهم وِزْرَا وكان غِنَاهم أنهم زهدوا الغِنَى ** فكان سَنَا الرُضْوان ِ في وجْههمْ بَدْرَا وعاشوا على حَدِّ الكَفَافِ كأنَّهمْ ** مُلُوكٌ وما حَازوا قُصوراً ولا دُرَّا إذا شبعوا صاموا وراضوا نُفُوسَهَمْ ** ففي جُوعِهم دَرْسٌ ليَخَْتَبروا الصَّبَْرَا تَرَى سَلْوة العَيْش الكريم بدَارهِمْ ** ولو شربوا ماءً ولو طَعِموا البُرَّا إذا فَاضَ قُوتُ اليوم لَمْ يَبْقَ عندهُمْ ** وفي أمَّةِ الإسلام من يشتكي الَفقْرَا إذا فَخَروا كان التَذَللُ فَخْرَهُمْ ** ففي ذُلِّهمْ لله ما أعظَمَ الفَخْرا ولولا عِبَادٌ مثلهم في حياتنا ** لعاشَ غَريرُ النَّاس يَسْتَمْرئُ الكِبْرَا مَيامِينُ يَحْظَى الخَيْرَ مَنْ جَاءَ سَاحَهُمْ * ولو كان قَبْلاً قَدْ أَسَرَّ لهم شَرَّا عَلامَتُهُمْ نُورُ الهُدَى في جبَاهِهمْ "* وسِيمَتُهُمْ تَلْقَى بضَرَّائِهم شُكْرَا مَجَالسُهمْ حَاطَ المَلَائِكُ حَوْلَها ** فكَانَ لها طِيبٌ نَشُمُّ لهُ عِطْرا
|
||||
20-04-2013, 10:16 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: مَسْلَكُ العارفين
العصر الحديث التقني السريع المكتظ بالمدخلات غيّب الى حد ما الشعر الديني
ما خلا ما يرتبط بالمناسبات الدينية ، ناهيك عن قلة الاقبال عليه والحكم عليه مسبقا في ظل الغرض دون الالتفات الى قيمته الشعرية وذي وجهة نظر لا ضير من دحضها القصيدة اعلاه تقع في مساحة الشعر الديني غرضًا وقد تَعْجَزُ الأسْبابُ أن تَعبُرَ النهْرَا وتعبرُ إنْ لاذَتْ ببارئها البَحْرَا هذا البيت اتى جليّ المعنى حاملا قيمة التوكّل على الله وكَمْ ضَلَّ ذو العينين في سَلْك مَسْلَك وكَمْ بالهُدَى أعْمَىً وقد قَطَعَ الوَعْرا وفي هذا البيت البليغ برزت المحاكاة للمقدس والثابت القرآني : { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } " نمط التكرار الذي تمثل في : ( وسِيَّان عند العارفين ) ركبه الشاعر لكي يبرز المعنى الذي اراد اقامته معظما قيمة الزهد وقد اغتنم الشاعر مركبات : توسَّلْتُ في عُسْري فَألهَمَنِيْ اليُسْرَا وناجيتُ في خَطْبي لاذَتْ ببارئها كأن دُعَائِيْ وكَمْ بالهُدَى زهدوا الغِنَى سَنَا الرُضْوان في وجْههمْ بَدْرَا وكَمْ ضَلَّ ذو العينين في سَلْك مَسْلَك ٍ وكَمْ بالهُدَى ذُلِّهمْ لله معبرا بتلك المركبات عن ايدولوجيا لمنهج يبني ويدعم الفضيلة ويدعو لها من خلال تسليط الضوء على اولئك العارفين ومسلكهم فما كان مادحا لهم بقدر ما كان معنيا بإقامة حالة من المقابلة عما كان عليه مسلكهم كدعوة غير معلنة لمن يتلقى بان يتفكر في ذلك المسلك واهله ويتّعظ : ولولا عِبَادٌ مثلهم في حياتنا لعاشَ غَريرُ النَّاس يَسْتَمْرئُ الكِبْرَا مَيامِينُ يَحْظَى الخَيْرَ مَنْ جَاءَ سَاحَهُمْ ولو كان قَبْلاً قَدْ أَسَرَّ لهم شَرَّا عَلامَتُهُمْ نُورُ الهُدَى في جبَاهِهمْ " وسِيمَتُهُمْ تَلْقَى بضَرَّائِهم شُكْرَا مَجَالسُهمْ حَاطَ المَلَائِكُ حَوْلَها فكَانَ لها طِيبٌ نَشُمُّ لهُ عِطْرا وقد اجاد الشاعر بناء قصيدته في رحاب الغرض من حيث الدخول ومن ثم التسلسل في العرض وصولا للقفلة التي حملها مديحا للعارفين ظاهرا وبالدعوة للاقتداء باطنا على ما بدا لي كمتذوق لم يكن المخيال الشعري اولوية لدى الشاعر فتدنى منسوب الصور الشعرية واقتصرت الدهشة على الابيات التي احتوت توظيفا او مقابلة من خلال نسيج بلاغي قبل وبعد هذا اجتهاد منا ونحن نتناول هذا المنجز وربما قال المنجز ما لم نصل اليه كل التقدير للشاعر الدكتور الخطيب |
||||
20-04-2013, 10:30 AM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: مَسْلَكُ العارفين
أخي القدير الشاعر عزت الخطيب
قصيدتك مسلك الحب و الخلاص إلى رب الكون العظيم سيرة المخلصين الذين انتبهوا إلى غرض الخلق قصيدةٌ ازدحمت بـ الهدوء و النور تقديري و كل الاحترام
|
||||
20-04-2013, 04:04 PM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: مَسْلَكُ العارفين
اقتباس:
أخي الحبيب أستاذنا وشاعرنا القدير عميد آل الفنيق الفاضل زياد السعودي سرني كثيرا قراءتكم الشاعرة لنصي المتواضع صدقاً تعلمت من قراءتكم كثيرا والدرس الذي كان هنا أن الشعر الديني أيضا يجب أن نزرع به خيالاً محلقاً حتى يكون أكثر قرباً من القارئ المتلقي شكرا شاعرنا الكبير وأحمد لك هذا المجهود في تحليل النص شكرا لمروركم الكريم وجميل حديثكم تحاياي ووردة من ضفاف نيل مصر
|
|||||
20-04-2013, 04:11 PM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
رد: مَسْلَكُ العارفين
اقتباس:
أختي الفاضلة الأستاذة الأديبة الشاعرة الراقية أحلام المصري سرني قراءتكم الشاعرة التي تدل على عمق فهم لمدلولات النص ومقاصده شكرا لمروركم الكريم وجميل حديثكم تحاياي ووردة من ضفاف نيل مصر
|
|||||
05-06-2014, 11:21 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: مَسْلَكُ العارفين
مَجَالسُهمْ حَاطَ المَلَائِكُ حَوْلَها ** فكَانَ لها طِيبٌ نَشُمُّ لهُ عِطْرا
-------------- طيبٌ نشم له عطراً كلمة( عطر) لم تضف شيئاً على كلمة( طيب) لو غيرت (الطيب) بأي صفة من صفات (الملائك) ، ستضيف عندها هذا حد تذوقي
|
||||
16-09-2014, 01:35 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: مَسْلَكُ العارفين
قَطَعَ الوَعْرا
هل يصح التنوين مع التعريف؟ فقط لاعرف اخي لانني لا اتقن البحور فلعله من ادوات استقامة الوزن و لعلني على خطا؟؟ في انتظار ردك تقديري
|
||||
|
|
|