لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-02-2017, 07:52 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
عندما يختل التوازن
في نقطة ما من الكون، كنت تجلس على كرسي من خشب "سيدريلاتونا" الأحمر الفاتن، و أمامك منضدة من نفس النوع مصنوعة بإتقان و عليها نقوش بربرية و ددت لو تعرف فحواها. رياح شبه باردة تداعب و جنتيك و تمنحك فسحة من الانتعاش. ترفع غطاء " البراد" المصنوع من الفضة الخالصة، تشم رائحة "النعناع البلدي" الممزوجة بنكهة الشاي الأخضر التي تتحول بدورها إلى سيمفونية كنت تعتبرها أجمل من سيمفونية "لودفيج فان بتهوفن" في تلك اللحظة؛ فهو بكل بساطة يعشق العزف، بينما أنت تعشق نسمات الشاي "المنعنع" خصوصا عندما تحضرها يد فنان يجيد تحضيرها وفق مقاييس محددة، ترفع يدك و عيناك تلمع فرحا و تردد بخفة : " قد تختلف الوسائل و لكن المتعة الفنية واحدة". تسكب الشاي في كأس زجاجي منقوش هو الآخر، يختلط بياضه بلون الشاي فيتحول لونهما إلى لون العسل، تطفو عليه "كشكوشة" بيضاء تتخللها فقاعات صغيرة تخرج من أعماقك ابتسامة مشرقة كدليل على أن الخلطة تمت باحترافية بالغة الدقة. ترتشف الرشفة الأولى فيسري سحرها في عروقك، تتمدد على الكرسي مترنحا و كأنك تستمد منها شحنات كهربائية..!! ها هي عروقك تتسع بشكل غريب و الدم يسري فيها لأول مرة بحيوية غير مسبوقة ثم ترتشف الرشفة الثانية بلهفة، فيتحلل دماغك و يسترخي، فتبدأ مشاكلك الثقيلة في الذوبان.. قوى الشر التي كانت تسكنك من زمن بعيد، و جدت نفسها مهددة بالإفراغ !! فاستنفرت كل طاقاتها من طائرات و مدرعات و دبابات جد متطورة نحو بؤرة الصراع و أنت في غيبوبة لذيذة ساحرة لا تبالي بما يقع حولك و لا بداخلك، بينما هي تحارب بحزم شديد في كافة الاتجاهات لتصل إلى مصدر القرار أو تحاول ذلك بدس مخدر قوي في فنجانك. رغم كل المحاولات المتكررة لم تستطع التقدم. كان الجسد متماسكا و قويا.. رغم راجمات الصواريخ، و قنابل طائرات 'إف 16' لم تجد نفعا أمام نسمات الشاي التي تغلغلت وسط خلاياك و حولتها إلى شمس حارقة تسقط الطائرات و الدبابات كدمى العجين. رغم الرشوة و التحريض و زرع الفتن وسط العروق لتغيير مجرى الدم أو منعه من التدفق بكثرة نحو الدماغ، كل تلك التكتيكات لم تؤت أكلها أمام جسد متماسك الخيوط. أصيبت بالذعر و الهزيمة و تراجعت إلى حافة المنحدر لتراجع أوراقها إلا أنت؛ ركبت صهوة الغرور و بقيت متصلبا على كرسيك الجميل.. فجأة يقف أمامك شخص ببدلة بيضاء، يضع على نفس المنضدة فاتورة ثقيلة، فقفزت من مكانك.. |
|||
20-02-2017, 10:35 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: عندما يختل التوازن
فجأة يقف أمامك شخص ببدلة بيضاء،
يضع على نفس المنضدة فاتورة ثقيلة، فقفزت من مكانك.. فليدفع الآن ثمن الفاتورة وليدفع كل جبار متعالِِ ما حمل من أوزار وليسدد ما عليه من فواتير أثقلت كاهل من حوله إنه العقاب الحتمي جزاء ما فعلت يداه جميلة السرد والغرض كل التقدير أ. الحديدوي وتحياتي فوقعات: فقاعات.. سهواً |
|||
20-02-2017, 10:13 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: عندما يختل التوازن
اقتباس:
شكرًا على المرور و القراءة القيمة ، تواجدكم إثراء مودتي و تقديري |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|