|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-07-2017, 01:31 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
نثار سيرة
وضعوا الأصفاد في أيدينا، غلت أيديهم، وأخرجونا كالأغنام من مقهى حينا الشعبي بعد تفتيش مهين، وكنا في هذا الفضاء البسيط نلتمس بعض سلوى وقد اقترب موعد امتحان الباكالوريا. كانوا يبحثون عن بائعي الحشيش، ولأنهم لم يجدوا أحدا فقد وجدونا فريسة سهلة ليرضى عنهم رؤاسؤهم.
سرنا من المقهى حتى مقر الشرطة بالهديم، وأثناء الطريق سعى أصدقائي إلى إخفاء الأصفاد عن عيون الفضوليين التي كانت تنهش سيرتنا، منهم من يلعننا في سره، أرى الشفاه تتحرك بنميم، ومنهم من رمانا بنظرات شزراء، فالمخزن يستحق التنويه لأنه يطهر المكان من الأنجاس، صرنا أنجاسا؟ رفضت فعل ذلك، وأصررت على إبقاء بروزها، لاعنا التسلط المقيت. في المقر، أبقونا ننتظر إلى أن حل المساء، وكنت رأيت شرطيا يعرفني، لكنه تجاهلني ولم يستجب لنظراتي المتوسلة، كان وقوفنا تعذيبا إضافيا مدروسا، فالإذلال لغتهم التي يتعمدونها. بعد أسئلة وتسجيل كلام، حملنا في الفاركونيط إلى مركز الشرطة الرئيسي، حيث أزالوا أحزمتنا وسيور أحذيتنا وكأنهم يخافون على أرواحنا من التحليق، وسمعت حوارا مقتضبا بين شرطيين، يسعى واحد منهما إلى إطلاق سراحنا لأننا تلاميذ الباك، وقد ننتقم منهم إذا ما اجتزنا مباراة ولوج سلك الشرطة، كنت أرغب في طمأنتهما أني لا أفكر في الالتحاق بالمعهد، لا أريد أن أكون رجل قسوة، رغم أن أحد أقرباء أمي حملني مرغما إلى دارة كولونيل شرطة بعد نجاحي حتى يتدخل لأتخرج ضابطا. ثم إيداعنا زنزانة باردة ومظلمة إلا من شعاع باهت يأتي من لامكان. كانت الرطوبة مرتفعة، وكنا أول الداخلين، صديقي الذي يعرف خفايا الأمر بعد تجربة مريرة له سابقة، دعانا إلى أن نلتحم ببعضنا، وأن نروي قصصا لإبعاد ملل الوقت، ولتقوية آصرة الأخوة بيننا قبل حلول ضيوف الليل المتوحشين. لم يمر سوى القليل من الوقت حتى فتحت الزنزانة، وطلب مني، لوحدي، أن أرافق الشرطي، سرت خلفه كالمسرنم إلى الطابق الأعلى. وقسم الشرطة له طوابق تعبر عن مكانة الناس، فالقابع في الاسفل من سفلة القوم، ومن في الأعلى فهو من العلية. وتم إدخالي إلى مكتب ضابط، سألني إن كنت أعرف رجلا من سلك الشرطة، وأجبت إجابة مبهمة تفيد أن لي معرفة بواحد، إذ قدمت أوصافا له لا اسمه. تم الإفراج عني، حيث حملت ثانية في الفاركونيط، وبعد جولة في ربوع مدينة مكناس، تعرفت خلالها على أجوائها الليلية، وناسها الخاصين، تم إنزالي بلهديم، سرت على رجلي فرحا غير مصدق أنني نجوت، أدركت مدى قيمة نقاوة النسائم، عببت بنهم الهواء الليلي، وفي الحي وجدت السكان جميعهم ينتظرونني، وبمجرد رؤيتهم لطلعتي البهية، صفراء من غير سوء، سارعوا إلى إطلاق الزغاريد، وعناقي، وكلمات الحمد والشكر تنطلق كماء الورد لتنعش روحي قبل وجهي. |
|||
15-07-2017, 12:06 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: نثار سيرة
سلام الله
ولاننا نحرص على منثور قلمكم وعلى الجهد المبذول من قبل المتلقي في حاشية نصوصكم نذكركم بـ : http://www.fonxe.net/vb/forumdisplay.php?f=126 ثمة من قاموا مشكورين ... ثمة من قمن مشكورات... بمصافحة بوحكم تناول تعقيبات من صافحوا بوحكم يترك في انفسهم اثرا طيبا كالاثر الذي يتركه تعقيبهم بداية عليكم ومثلكم يعلم .. لعنايتكم لطفا كل الود |
||||
07-08-2017, 02:59 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: نثار سيرة
اقتباس:
أحاول. مودتي |
||||
13-08-2017, 11:09 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: نثار سيرة
جميل
استمتعت بمكوثي هنا تحياتي |
|||
14-08-2017, 06:47 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: نثار سيرة
استبداد وظلم لا مبرر له فما الداعي لاعتقال شبان لم يقترفوا
أي ذنب سوى أنهم قضوا بعض الوقت للترويح عن أنفسهم وأخذ قسطاً من الراحة بعد الدراسة! لا مبرر لهم سوى فرض سلطتهم وتخويف المواطن خدمة لسلطة أعلى سلطة فاسدة قائمة على النفاق والمحسوبية وإلا كيف نفسر الإفراج عن بطل القصة لمجرد أن علاقة ما تربطه بأحد عناصر السلطة ! سرد جميل ممتع وفي انتظار جوابك على استفسار أ. مصطفى الصالح حول ما استعصى علينا فهمه في النص تحياتي وكل التقدير |
|||
16-08-2017, 04:34 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: نثار سيرة
شكرا لك صديقي خالد
سعيد بتقبلك المحاولة مودتي |
|||
16-08-2017, 04:41 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: نثار سيرة
اقتباس:
طيب، لننقاش ما جاء في تعليقك توضيحا: المكان غير مشبوه، فالمقهى بالحي، والآباء يعرفون ما يدور فيه، ولو كان مشبوها لمنعوا أبناءهم من ارتياده. المسألة الثانية، أن البلد كان يعيش حالة قمع لا مثيل لها، ويرى في كل شخص معارضا ينبغي اعتقاله وبخاصة إذا كان متعلما. تلاميذ الباك، تلاميذ السنة الأخيرة من التعليم الثانوي في المغرب، تؤهل الناجحين من ولوج الجامعة. الفاركونيط: وسيلة نقل الشرطة، وهناك نص قصصي رائع يحمل عنوان: الفاركونيط. المخزن: الاسم الحقيقي للسلطة في المغرب، وللكلمة بعد تاريخي معبر عن هذا الدور. لا أرى مانعا من توظيف التجربة الشخصية في كتابة القصة، ولا أظن أنه قريبة من اليوميات، لقد استلهمت بعض ماحدث لي شخصيا لأكتب نصا ينتقد الظلم. بوركت. مودتي |
||||
23-08-2017, 03:27 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: نثار سيرة
اقتباس:
شكرا لك على تفاعلك الرائع. مودتي |
||||
03-09-2017, 05:18 AM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: نثار سيرة
الصديق عبد الرحيم
مؤلم ما حدث لك و ما حدث لكل مثقف واع حر أحب الوطن و آمن بقيم العدل و الخير و الحق. هي أوطاننا المستلبة تدين أبناءها و تهين إنسانيتهم هم حكامنا "الأشاوس " يحكمون البلدان بالحديد والنار و الوشاية و التعقب و القمع. نص ممتع و قص سلس مشوق ذكرني بأدب السجون. كل الود و باقات الياسمين. |
|||
03-09-2017, 02:01 PM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: نثار سيرة
مشكلة العالم العربي..في النظام البوليسي المتجرد من الإنسانية
واعزوه للبيئة ..فجهاز الشرطة هو من الناس والمجتمع كذلك الأمن وكل أجهزة الدولة الأمنية ..شخصيا من وجهة نظر اجتماعية بحثية ..النظام وادواته نتاج بيئة فالشرطي ورجل الأمن هو من هذه الحارة أو تلك .. نحتاج لتغيير المعايير والمفاهيم الإنسانية نظما ومجتمع..وهذا ما لا يوجد اليوم نص وسرد جميل لواقع مجتمعي لا يخص المغرب الشقيق فقط بل هو نهج تمتاز به دول العالم الثالث ومنها الدول العربية كافة دمت بخير صديقي العزيز ..وكل عام وانت بخير |
||||
01-10-2017, 01:07 PM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: نثار سيرة
اقتباس:
سعيد بتفاعلك السديد شكرا لك على تعليقك المثمر. مودتي |
||||
01-10-2017, 01:08 PM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: نثار سيرة
اقتباس:
شكرا لك على تقبلك الحسن، وعلى تفاعلك المثمر. قراءتك إضاءة. بوركت والمودة. |
||||
|
|
|