|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
26-03-2018, 06:07 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
إطار صورة و رماد
يمشي ببطء شديد، يلتفت إلى الوراء لعله يجدها تقتفي خطواته، تحن إليه، تغير جمودها و خشونتها المتزايدة... و لكنه يسحب نظراته المبللة المنكسرة و يستمر في خطواته نحو مكان مجهول ..
حاولت أن أعرف من تكون هذه الصخرة الصلبة أو اليد الماكرة التي خنقت كل شرايينه دفعة واحدة و جعلته ينزف في صمت؛ أهي الحياة المتلاشية الخيوط و المترهلة المشاعر أم نصفه الآخر الذي يراه يبتعد عنه يوما بعد يوم كالشمس عندما تغيب و لا تترك وراء ظهره المقوس غير بعض الخيوط الحمراء البسيط ... كان الطريق طويلا و الأمل قليلا وحدها الدموع الكثيرة..!! التي كانت تنهمر من بين رموشه و تتساقط أرضا.. مخلفة وراءها شجيرات جميلة و قصيرة الشكل كشجيرات الشيح، ثمارها مالحة، شديدة المرارة..!! بين الفينة و الأخرى، كان يتوقف، يضع حمله من فوق ظهره، يجلس أرضا، يخرج صورة من داخل معطفه المترهل، يتأملها، يذوب فيها، يرى نفسه يحرث أرضه بإتقان، يسقي أشجار التين و الزيتون، يتعب، يجلس من تحت شجرة وارفة الظلال، ها هي زوجته قادمة بوقار، وابنها محمود فوق ظهرها يلعب بلعبته المفضلة، تضع له الغذاء البسيط، يتبادلان نظرات حب و احترام، خيوطهما المشمسة تتلاقح في السماء كطيف متعدد الألوان، فجأة يختفي وسط دخان كثيف.. يخرج من الصورة يستجدي فسحة هواء، يرمق روحه تبحث -وراء إطار الصورة - عن ذلك الخيط الجميل لكن بدون جدوى، أو لعلها تجد عطر زوجته أو أجزاء لعبة ابنه عالقة على خدود الصورة، فهو لم يعد يشم شيئا فأنفه مصاب بالزكام أو لا يشم غير رائحة الخيانة التي عطلت لديه ذوقه الجميل و بعثرت كل الابتسامات التي كانت ترفرف هناك بين شجيرات الدفلى و الزيتون و الرمان ... يتأمل الصورة من جديد كالمجنون، ينظر وراءه، يغمض عينيه و الحسرة تأكل كبده قطعة قطعة ؛ و كأنه يقارن بينهما لعله يجد تبريرا للمعادلة بين الابتسامة و الرماد ... |
|||
26-03-2018, 08:38 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: إطار صورة و رماد
عاش مع ذكرياته الــ اختزلتها هذه الصورة
ولم يتبق منها سوى بقايا ملامح كان يستمد قوته وصبره من ذكرياته مع زوجته وابنه. ويبكي حرقة وألما على الاطلال. ياااااه كم أوجعتني هذه القصة المؤثرة وحزنه العميق الــ تسرّب لوجداننا ودموعه الــ أحرقت ارواحنا. ما اروع قلمك اديبنا القدير جعلتني اتخيل المشاهد واعيشها خطوة خطوة لدرجة ان دمعة خانتني رغما عنّي وانا أعيش هذه الأحداث بكل مشاعري وحواسي. مبدع أنت واكثر بوركت والمداد وقلمك الذهبي الغاية في التألق والعمق ودّي ووردي
|
||||
27-03-2018, 06:58 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: إطار صورة و رماد
وكم يحمل الزمن من مفاجآت مؤلمة قد تودي
بحياة أبرياء لا ذنب لهم إلا ماحملت قلوبهم من نقاء يقابلها من الجانب الآخر خيانة وقلوب قاسية قصة مؤثرة موجعة كل التقدير أ. ادريس وتحياتي |
|||
27-03-2018, 12:10 PM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: إطار صورة و رماد
اقتباس:
عرض جميل لصورة الذكرى وتداعيات رماداتها كنا داخل ملح الدموع ورأينا تفاصيل الحقل والمودة التي ذابت في أجاج هذا الملح عميق وقصة قصيرة بامتياز ثم يجلس من تحت شجرة ؟ بدت لي يجلس تحت دون / من / وتحيتي الكبيرة أستاذ ادريس
|
|||||
27-03-2018, 05:14 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: إطار صورة و رماد
اقتباس:
شرفتم حرفي عميق امتناني و تقديري بقية نهاركم أجمل |
||||
28-03-2018, 12:56 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: إطار صورة و رماد
مرور للتحية ؛ والسلام
على أديبنا المبدع ادريــس الحديدوي . على أن أعود الى قراءة قصة ثلاثية الأبعاد. ــ الاطار ــ الصورة ــ الرماد ـــ بوركتم مبدعنا الراقي وبوركت حروفكم المضيئة. احترامي وتقديري
|
||||
28-03-2018, 06:31 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: إطار صورة و رماد
اقتباس:
عمق امتناني و تقديري |
||||
29-03-2018, 02:56 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: إطار صورة و رماد
نص جميل محكم البناء
استمتعت بمكوثي هنا تحياتي
|
||||
30-03-2018, 08:36 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: إطار صورة و رماد
اقتباس:
مرحبا بملاحظاتكم القيمة مودتي |
||||
31-03-2018, 06:30 AM | رقم المشاركة : 10 | |||||
|
رد: إطار صورة و رماد
اقتباس:
نص جميل ورائع وكعادتك أستاذي تمزج ما بين المتخيل
وما هو ممكن في واقع انتهى من رسم حكاية خاصة وأغلق غلافها الأخير. هنا ما يشير الى ذاكرة تستعيد صور الماضي وأمنيات بعودة ما انتهى وما لا يمكن أعادته للواقع. كما أن في هذا النص وخصوصا في قفلته ما ييلفت انتباهنا الى معادلة صعبة تحاول المقارنة ما بين .... {{يقارن بينهما لعله يجد تبريرا للمعادلة بين الابتسامة و الرماد }} وشتان ما بين ما يشير الى الانتهاء ــ الرماد ـــ وبين ما يسري في شرايينه الحياة ــ الابتسامة ــ الابتسامة تدفق الحياة من داخل الذات الى خارجها حيث تقوم الملامح برسمها. وهناك ما حاول النص أن يقوله بطريقة غير مباشرة ؛ حدوث كارثة تلوثت يده بصنعها، أو أنها لم تساهم في ايقافها بسبب تفكير متسرع وظن طائش {{فهو لم يعد يشم شيئا فأنفه مصاب بالزكام أو لا يشم غير رائحة الخيانة التي عطلت لديه ذوقه الجميل و بعثرت كل الابتسامات التي كانت ترفرف هناك بين شجيرات الدفلى و الزيتون و الرمان}} فأنفه مصاب بالزكام أو لا يشم غير رائحة الخيانة.. وما بين الزكام والخيانة لن تكون المعادلة صحيحة وموزونة. فالزكام ينتهي خلال فترة زمنية ما لكنها لن تطول أما رائحة الخيانة فإنها تعشش في الذاكرة وفي الذائقة. وكأن النص يصف حال هذا الرجل النادم على أشياء كثيرة. وكأنها تقول أنه هو المسؤول عن كل لحظة وجع سكنت زوايا النص.. ولهذا نجد الأسف والدموع وأمنيات باتت مستحيلة. {{هي زوجته قادمة بوقار، وابنها محمود فوق ظهرها يلعب بلعبته المفضلة، تضع له الغذاء البسيط، يتبادلان نظرات حب و احترام، خيوطهما المشمسة تتلاقح في السماء كطيف متعدد الألوان، فجأة يختفي وسط دخان كثيف.. يخرج من الصورة يستجدي فسحة هواء، يرمق روحه تبحث -وراء إطار الصورة - عن ذلك الخيط الجميل لكن بدون جدوى، أو لعلها تجد عطر زوجته أو أجزاء لعبة ابنه عالقة على خدود الصورة،}} لحظة مفاجئة تلك التي تجعل خيوطهما المشمسة تتحول الى اختفاءه وسط دخان كثيف. ما يجعله يخرج من الصورة يستجدي فسحة هواء.!! أديبنا المكرم ادريس الحديدوي نص رائع وجميل .. أتقنت سرده..ورميت بفكرته المرمزة كأحجية لن أقول أنها مغلقة تماما، بل جعلت لها نوافذها وما يساعد على الولوج الى مضامينها ومرادها وقد تمكنت من رصد المشهد من خلال صور متقنة وبارعة وكعادتك كتبت بلغتك الجميلة القوية لتي تحمل بصمتكم الخاصة. بوركتم وبورك نبض قلبكم النقي احترامي وتقديري
|
|||||
11-04-2018, 02:19 AM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: إطار صورة و رماد
اقتباس:
أديبنا القدير محمد خالد بديوي تحياتي يشرفني مروركم النير ومرحبًا بكم ، عودة ميمونة إنشاء الله تعالى احترامي و تقديري |
||||
14-04-2018, 04:42 PM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: إطار صورة و رماد
اقتباس:
مروركم شرف و إثراء احترامي و تقديري |
||||
14-04-2018, 04:44 PM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: إطار صورة و رماد
اقتباس:
الأديب القدير / محمد خالد بديوي تحياتي الله عليك. قراءة جميلة و ثرية من ناقد نير لقد استمتعت بهذه القراءة الجميلة الرائعة لنص متواضع مروركم كالعادة شرف و إثراء احترامي و تقديري |
||||
|
|
|