21-11-2016, 02:40 AM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
شبح الظلم ... قصة قصيرة
سليمة مليزي قصة من الواقع قصة قصيرة الفائزة بالجائزة الثانية مسابقة القصة رابطة الكتاب العرب.. شبح الظلم ؟ بدأ الفجر يرسل خيوطه الفضية ..نهضت يمينة متثاقلة وراحت تراقب تسارع صعود النهار في مدى الأفق، ذهبت إلي الإسطبل، حلبت النعجة الوحيدة التي تقتات منها بناتها الثلاثة بعدما استشهد والدهما في ميدان التحرير دفاعا عن الوطن. كانت تهرول يمينا وشمالا بحثا عن قطعة خبز تسد بها رمق ابنتها الصغرى ... سلكت الدرب الذي يحيط بحدائق جدها الهادئة كهدوء الصباح .. فقط كانت أصوات العصافير وصياح الديكة وحفيف الأشجار التي تداعبها نسائم الصباح هي موسيقى اللحظة، لكن رائحة الخبز التي تنبعث من بيوت الفلاحين المستعدين للذهاب إلي حقولهم أثارة جوعا قديما في نفسها ، كان الدرب المكلل بأشواك التوت البري التي بدأت براعمه تتفتح لإعلان قدوم الربيع ، وهناك في الدروب مروج تتلألأ من بعيد بأزهار الأقحوان والبنفسج وكأنها سجاد حيك بتناسق جميل من إبداع الخالق ، لكنها لم تكن مهتمة بها بقدر اهتمامها بحركة الجوع في بطن ابنتها التي قالت: هل شممت هذه الرائحة الشهية؟, كاد قلبها ينفطر لملاحظة ابنتها... كانت نسائم الصباح الحنونة تداعب جسديهما وهما يشقان الدرب مسرعتان قبل أن تفوتهما الحافلة الوحيد التي تقلهما إلي المدينة ، كان الهدوء يبعث صمته من كل مكان. مر على مقربة منهما منظف القرية يجر عربته لتنظيف شوارعها الهادئة ، كان هناك أيضا حارس الحديقة الكبيرة التي تتوسط ساحة القرية، كان يسقي الحديقة وخرير الماء المتطاير على وريقات الورود يرسل لحناً شجيا يكسر الصمت بجمال رقرقته على الأزهار والأشجار التي كانت تلامس رشاة الماء المتطاير عليها بحنين ، ورائحة الورد الجوري والتوليب والجاردينا والكاميليا والبنفسج تنبعث وتنعش الهواء برائحتها العطرة .. لم تكن ابنتها الصغيرة تعلم لماذا تجرها والدتها كل أسبوع إلى المدينة ..؟ لقد احتاجت إلي سنوات طويلة كي تعرف أن الصرة التي كانت تخفيها دائما تحت جناح شالها تحتوي على بعض البيضات وقارورة زبدة وبعض العسل، تبيعها لحانوتي في سوق المدينة وتأخذ مقابلها السميد والزيت والصابون والسكر والقهوة أحيانا...كانت تتذكر قليلا شذرات من تلك القصة التي طالما حكتها لها أمها في طريقهم ذهابا وإيابا قصة حزينة يخيم عليها شبح ظلم وقهر أعمامها لهم في انتهاك حقوقهم في ميراث والدهم الشهيد الذي ترك أراضي شاسعة استولوا عليها ظلما وعدوانا . ويمينه السيدة القوية والذكية التي كانت تطالب بحق بناتها المشروع ..؟ لم تيأس يوما. اليوم وهي محامية قديرة تنظر إلي أمها العجوز فترى فيها النور الذي تتبعه لاسترداد وحماية حقوقها، ومن اجل كفاحها العظيم تتمني أن تسود العدالة هذا العالم . 27 ماي 2014 صحيفة الوطن الجزائرية http://www.elwatandz.com/r_ation/nouvel/14538.html |
||||
29-12-2016, 09:22 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: شبح الظلم ... قصة قصيرة
سﻻم الله
نرحب بكم وبفارق ابداعكم*** ومدينة الحلم تدعوكم للوقوف على منجزات الزمﻻء كل الود |
||||
02-01-2017, 08:36 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: شبح الظلم ... قصة قصيرة
الله الله الله
من بين اجمل ما قرات دام الابداع
|
||||
15-01-2017, 03:01 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: شبح الظلم ... قصة قصيرة
قصة انتصار الخير على الشر
قصة كفاح المرأة و صمودها في مواجهة ظلم المجتمع وقهره. بالصبر والعلم والإرادة ننتصر و نحقق الأماني مهما كانت صعبة. هذا ما همست به الناصة. مودتي |
|||
17-01-2017, 12:48 PM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
رد: شبح الظلم ... قصة قصيرة
اقتباس:
حين يبدأ الفجر ببعث خيوطه الفضية .. هذا العالم ستسوده العدالة
وما بينهما كفاح مرير وطويل. المكرمة سليمة مليزي بوركتم وبورك حرفكم الجميل احترامي وتقديري
|
|||||
11-02-2017, 10:04 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: شبح الظلم ... قصة قصيرة
عندما تتحقق العدالة سيتغير كل شيء بهذا العالم
قصة هادفة باسلوب رائع بوركت |
|||
|
|
|