العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ مَطْويّات⊰

⊱ مَطْويّات⊰ للنصوص اللاتفاعلية ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-11-2016, 02:40 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سليمة مليزي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية سليمة مليزي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


سليمة مليزي غير متواجد حالياً


افتراضي شبح الظلم ... قصة قصيرة

سليمة مليزي

قصة من الواقع
قصة قصيرة
الفائزة بالجائزة الثانية مسابقة القصة رابطة الكتاب العرب..
شبح الظلم ؟

بدأ الفجر يرسل خيوطه الفضية ..نهضت يمينة متثاقلة وراحت تراقب تسارع صعود النهار في مدى الأفق، ذهبت إلي الإسطبل، حلبت النعجة الوحيدة التي تقتات منها بناتها الثلاثة بعدما استشهد والدهما في ميدان التحرير دفاعا عن الوطن. كانت تهرول يمينا وشمالا بحثا عن قطعة خبز تسد بها رمق ابنتها الصغرى ... سلكت الدرب الذي يحيط بحدائق جدها الهادئة كهدوء الصباح .. فقط كانت أصوات العصافير وصياح الديكة وحفيف الأشجار التي تداعبها نسائم الصباح هي موسيقى اللحظة، لكن رائحة الخبز التي تنبعث من بيوت الفلاحين المستعدين للذهاب إلي حقولهم أثارة جوعا قديما في نفسها ، كان الدرب المكلل بأشواك التوت البري التي بدأت براعمه تتفتح لإعلان قدوم الربيع ، وهناك في الدروب مروج تتلألأ من بعيد بأزهار الأقحوان والبنفسج وكأنها سجاد حيك بتناسق جميل من إبداع الخالق ، لكنها لم تكن مهتمة بها بقدر اهتمامها بحركة الجوع في بطن ابنتها التي قالت: هل شممت هذه الرائحة الشهية؟, كاد قلبها ينفطر لملاحظة ابنتها...
كانت نسائم الصباح الحنونة تداعب جسديهما وهما يشقان الدرب مسرعتان قبل أن تفوتهما الحافلة الوحيد التي تقلهما إلي المدينة ، كان الهدوء يبعث صمته من كل مكان. مر على مقربة منهما منظف القرية يجر عربته لتنظيف شوارعها الهادئة ، كان هناك أيضا حارس الحديقة الكبيرة التي تتوسط ساحة القرية، كان يسقي الحديقة وخرير الماء المتطاير على وريقات الورود يرسل لحناً شجيا يكسر الصمت بجمال رقرقته على الأزهار والأشجار التي كانت تلامس رشاة الماء المتطاير عليها بحنين ، ورائحة الورد الجوري والتوليب والجاردينا والكاميليا والبنفسج تنبعث وتنعش الهواء برائحتها العطرة ..
لم تكن ابنتها الصغيرة تعلم لماذا تجرها والدتها كل أسبوع إلى المدينة ..؟ لقد احتاجت إلي سنوات طويلة كي تعرف أن الصرة التي كانت تخفيها دائما تحت جناح شالها تحتوي على بعض البيضات وقارورة زبدة وبعض العسل، تبيعها لحانوتي في سوق المدينة وتأخذ مقابلها السميد والزيت والصابون والسكر والقهوة أحيانا...كانت تتذكر قليلا شذرات من تلك القصة التي طالما حكتها لها أمها في طريقهم ذهابا وإيابا قصة حزينة يخيم عليها شبح ظلم وقهر أعمامها لهم في انتهاك حقوقهم في ميراث والدهم الشهيد الذي ترك أراضي شاسعة استولوا عليها ظلما وعدوانا .
ويمينه السيدة القوية والذكية التي كانت تطالب بحق بناتها المشروع ..؟ لم تيأس يوما.
اليوم وهي محامية قديرة تنظر إلي أمها العجوز فترى فيها النور الذي تتبعه لاسترداد وحماية حقوقها، ومن اجل كفاحها العظيم تتمني أن تسود العدالة هذا العالم .

27 ماي 2014

صحيفة الوطن الجزائرية


http://www.elwatandz.com/r_ation/nouvel/14538.html






  رد مع اقتباس
/
قديم 29-12-2016, 09:22 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


زياد السعودي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: شبح الظلم ... قصة قصيرة

سﻻم الله
نرحب بكم وبفارق ابداعكم***
ومدينة الحلم تدعوكم
للوقوف على منجزات الزمﻻء
كل الود






  رد مع اقتباس
/
قديم 02-01-2017, 08:36 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


فاطمة الزهراء العلوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: شبح الظلم ... قصة قصيرة

الله الله الله
من بين اجمل ما قرات
دام الابداع






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-01-2017, 03:01 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
رشيدة الفارسي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق/ تونس
تونس

الصورة الرمزية رشيدة الفارسي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


رشيدة الفارسي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: شبح الظلم ... قصة قصيرة

قصة انتصار الخير على الشر
قصة كفاح المرأة و صمودها في مواجهة
ظلم المجتمع وقهره.
بالصبر والعلم والإرادة ننتصر و نحقق
الأماني مهما كانت صعبة.
هذا ما همست به الناصة.
مودتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 17-01-2017, 12:48 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


محمد خالد بديوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: شبح الظلم ... قصة قصيرة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمة مليزي مشاهدة المشاركة
سليمة مليزي

قصة من الواقع
قصة قصيرة
الفائزة بالجائزة الثانية مسابقة القصة رابطة الكتاب العرب..
شبح الظلم ؟

بدأ الفجر يرسل خيوطه الفضية ..نهضت يمينة متثاقلة وراحت تراقب تسارع صعود النهار في مدى الأفق، ذهبت إلي الإسطبل، حلبت النعجة الوحيدة التي تقتات منها بناتها الثلاثة بعدما استشهد والدهما في ميدان التحرير دفاعا عن الوطن. كانت تهرول يمينا وشمالا بحثا عن قطعة خبز تسد بها رمق ابنتها الصغرى ... سلكت الدرب الذي يحيط بحدائق جدها الهادئة كهدوء الصباح .. فقط كانت أصوات العصافير وصياح الديكة وحفيف الأشجار التي تداعبها نسائم الصباح هي موسيقى اللحظة، لكن رائحة الخبز التي تنبعث من بيوت الفلاحين المستعدين للذهاب إلي حقولهم أثارة جوعا قديما في نفسها ، كان الدرب المكلل بأشواك التوت البري التي بدأت براعمه تتفتح لإعلان قدوم الربيع ، وهناك في الدروب مروج تتلألأ من بعيد بأزهار الأقحوان والبنفسج وكأنها سجاد حيك بتناسق جميل من إبداع الخالق ، لكنها لم تكن مهتمة بها بقدر اهتمامها بحركة الجوع في بطن ابنتها التي قالت: هل شممت هذه الرائحة الشهية؟, كاد قلبها ينفطر لملاحظة ابنتها...
كانت نسائم الصباح الحنونة تداعب جسديهما وهما يشقان الدرب مسرعتان قبل أن تفوتهما الحافلة الوحيد التي تقلهما إلي المدينة ، كان الهدوء يبعث صمته من كل مكان. مر على مقربة منهما منظف القرية يجر عربته لتنظيف شوارعها الهادئة ، كان هناك أيضا حارس الحديقة الكبيرة التي تتوسط ساحة القرية، كان يسقي الحديقة وخرير الماء المتطاير على وريقات الورود يرسل لحناً شجيا يكسر الصمت بجمال رقرقته على الأزهار والأشجار التي كانت تلامس رشاة الماء المتطاير عليها بحنين ، ورائحة الورد الجوري والتوليب والجاردينا والكاميليا والبنفسج تنبعث وتنعش الهواء برائحتها العطرة ..
لم تكن ابنتها الصغيرة تعلم لماذا تجرها والدتها كل أسبوع إلى المدينة ..؟ لقد احتاجت إلي سنوات طويلة كي تعرف أن الصرة التي كانت تخفيها دائما تحت جناح شالها تحتوي على بعض البيضات وقارورة زبدة وبعض العسل، تبيعها لحانوتي في سوق المدينة وتأخذ مقابلها السميد والزيت والصابون والسكر والقهوة أحيانا...كانت تتذكر قليلا شذرات من تلك القصة التي طالما حكتها لها أمها في طريقهم ذهابا وإيابا قصة حزينة يخيم عليها شبح ظلم وقهر أعمامها لهم في انتهاك حقوقهم في ميراث والدهم الشهيد الذي ترك أراضي شاسعة استولوا عليها ظلما وعدوانا .
ويمينه السيدة القوية والذكية التي كانت تطالب بحق بناتها المشروع ..؟ لم تيأس يوما.
اليوم وهي محامية قديرة تنظر إلي أمها العجوز فترى فيها النور الذي تتبعه لاسترداد وحماية حقوقها، ومن اجل كفاحها العظيم تتمني أن تسود العدالة هذا العالم .

27 ماي 2014

صحيفة الوطن الجزائرية


http://www.elwatandz.com/r_ation/nouvel/14538.html


حين يبدأ الفجر ببعث خيوطه الفضية .. هذا العالم ستسوده العدالة
وما بينهما كفاح مرير وطويل.

المكرمة سليمة مليزي بوركتم وبورك حرفكم الجميل
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 11-02-2017, 10:04 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
خديجه عبدالله
عضوة أكاديمية الفينيق للأدب العربي
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


خديجه عبدالله غير متواجد حالياً


افتراضي رد: شبح الظلم ... قصة قصيرة

عندما تتحقق العدالة سيتغير كل شيء بهذا العالم
قصة هادفة باسلوب رائع
بوركت






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:09 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط