|
⊱ أدب الرســالة ⊰ >>>> إنصافا للوطن ..خطاب أدبيّ أطْلقَ سراحَ الوطنِ في الضّاد ..رسالة تنصف الوطن |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
30-12-2013, 06:21 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
القدس العتيقة .. ذاك الموروث التاريخي والثقافي .
إنَّ ذاكرة المكان ناقوس يدقُّ في كل أوان يُعمّق الشعور بالإنتماء سواء للمكان .. للعشيرة .. للأهل .. للمجموعة .. للفريق ، الأمر الذي يشعرك بالسعادة فتُمسي للحياة معنى وقيمة . فالإنتماء هو أسمى درجات الحُب الذي يُحفِّز بدوره العطاء ، فإذا أحببتَ المكان كان لكَ بمثابة وطن تغار عليه وتحرص أن يبقى علَمًا قائمًا قابلًا للحياة فتُغدق عليه من الرّعاية ليبقى كالنّقش الجميل في الواقع كما في الخيال.
فما بالكَ بالقدس العتيقة سيّدة الأكوان ودرّتها ، ذاك الموروث البيئي والثّقافي والتّاريخي ببيوتها ومتاجرها وأسواقها وأسوارها وحتى شبابيكها ، حيث تتجلى العمارة الإسلاميّة من أمويّة وأيوبيّة في أبهى صورها . وللقدس العتيقة خاصيّة فريدة ، فكلّما تجولت في أسواقها وداخل أسوارها يُخيّل إليك أنك تسافر إلى عوالم بعيدة ، إلى زمان آخر غير الذي نحياه ، حتى أنك تشمّ رائحة التّاريخ وعبقه ممزوجًا برائحة الهال والزعفران والطِّيب والزعتر وسائر العِطارة والكنافة فتحسّ بأنفاس الجمال والرّوحانيّة تتعانقان في داخلك وتمتزجان بأنفاسك فتصيبك النشوة لعظمة المكان. ولنردد مع شاعرنا الفلسطينيّ محمود درويش : " على هذه الأرض ما يستحق الحياة " من بشر وحجر وأطيار ، وما أجمل الطيور وهي تحلّق في سماء القدس تُصلّي صلاتها ،فحتى الأطيار تحب القدس وتعشق سماءها ! كيف لا والأقصى تاج المدينة ومنارة تاريخها . وكما بدأنا نعود لنرسخ فكرة الإنتماء الذي أفرز الحبّ والتّجذر والتشبث بالمكان .
|
||||
|
|
|