لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
20-06-2020, 12:12 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (4)
[IMG]مركز الخليج[/IMG] - لَوْ نَبَّهْتُكَ يا مَجْنوني ما تَعَلَّمْتَ وَما صَعَدْتَ مَدارِجي.. كانَ دَرْسًا جَيِّدًا لَكَ لِتُبْصِرَني مَتى شِئْتَ، وَأَرْجو أَنْ تَكونَ قَدْ عَقَلْتَ ما يَجَبُ.. لِأَنِّي أَنْتَظِرُ انْتِصارَكَ عَلى نَفْسِكَ أَوَّلًا، وَالرِّيحُ في جِواري بِإِرادَتي، وَمَتى بَلَغْتَ قِمَّتي سَتَجِدُني بِانْتِظارِ عِناقِكَ.. وَسَأَطْرُدُ الرِّيحَ احْتِفاءً بِنَصْرِكَ لِأَكونَ بِكَ وَلَكَ، أَنَسيتَ أَنَّكَ أَنا؟ أَلَمْ تَعْتَرِفْ لي بِذلِكَ؟ وَالآنَ دَعْني أُتابِعْ نَوْمي.. فَما زالَ سَريري في ذاكِرَتِكَ دافِئًا.. لكِنْ أَخْبِرْني: لِـماذا تُحِبُّني أَنا حَصْرًا وَأَمامَكَ الرِّياضُ وَالأَزاهيرُ؟ • لِـماذا أُحِبُّكَ حَصْرًا؟ لِأَنَّكِ أَنا.. أَلَمْ أُخْبِرْكِ مِنْ قَبْلُ؟ أَلَيْسَ هذا سَبَبًا كافِيًا لِأُحِبَّكِ؟ - بَلى، أَذْكُرُ ذلِكَ.. وَما دُمْتَ تُحِبُّني حَصْرًا.. فَيَجِبُ أَنْ تَكونَ مُسْتَعِدًّا لِلْمَوْتِ حُبًّا.. مَسيرَةُ حَياةٍ مَضَتْ وَشَيَّعوا دَمَها مِدادًا رائِبًا عَوْدُهُ يَقينٌ.. أَفاقَ عَلى صَوْتٍ شَرْقَ الوادي، عَرَفَ أَنَّهُ صَوْتُ العَرَّافَةِ، فَقَدْ كادَتِ النَّارُ تَأْتي عَلَيْها.. كَانَتْ تُوَلْوِلُ في عَراءِ اللَّيْلِ، تَرْكُضُ عَلى غَيْرِ هُدًى.. وَظَلَّ مُصْغِيًا لِلصَّوْتِ حَتَّى خَفَتَ وَلَمْ يَعُدْ يَسْمَعُهُ. تَعَرَّى مِنْ واقِعِهِ الطَّارِئِ بِسُهولَة، فَلَمْ يَكُنْ يُدْرِكُ أَنَّ حَديثَ مُقَدَّسَتِهِ مَعَهُ بِمَثابَةِ مُنَشِّطاتٍ تُحَفِّزُهُ عَلى سُرْعَةِ التَّنْفيذِ.. وَهَيَّأَ نَفْسَهُ وَانْسَلَخْ مِنْ ذاتِهِ كَما يَنْسَلِخُ النَّهارُ مِنَّ اللَّيْلِ وَدَخَلَ واقِعَهُ البَديلَ.. كانَ واقِعُهُ البَديلُ الَّذي خَلَقَهُ بِمثابَةِ انْعِتاقٍ مِنْ قَيْدٍ طالَ أَمَدُهُ.. وَها هُوَ يَتَحَرَّرُ مِنْهُ.. وَها هُوَ فَضاءٌ فَسيحٌ يَمْتَدُّ أَمامَ ناظِرَيْهِ.. وَرَبيعٌ يُغَطِّي الأَرْضَ.. وَسَماءٌ صافِيَةٌ كُلُّ نُجومِها تُطِلُّ عَلَيْهِ.. وَقَمَرٌ مُكْتَمِلٌ عَلى الأُفُقِ يَبْتَسِمُ لَهُ.. وَأَحَسَّ ذاكِرَتَهُ الأُولى عادَتْ وَلَمْ يَعُدْ يَذْكُرُ واقِعَهُ القَديمَ، وَلا يَشْعُرُ بِوُجودِ مُقَدَّسَتِهِ فيها.. هَزَّ رَأْسَهُ يَمينًا وَشِمالًا، إِلى أَعْلى وَأَسْفَلَ، وَلَمْ يَشْعُرْ بِوجودِها.. (يتبع) [IMG]مركز الخليج[/IMG]
|
|||
20-06-2020, 04:33 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (4)
نبش رقيق في خبايا النّفس بلغة راقية وسرد جميل
دام الألق أديبنا الفاضل نتابعك بكلّ اهتمام.. خالص المودّة
|
||||
30-06-2020, 07:15 PM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
رد: هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (4)
اقتباس:
إبداع ..تشويق ..وإمتاع .. ما زال التتابع في انسجام ..وتواتر القطع في التحام ..لم أشعر بالانفصال {{- لَوْ نَبَّهْتُكَ يا مَجْنوني ما تَعَلَّمْتَ وَما صَعَدْتَ مَدارِجي.. كانَ دَرْسًا جَيِّدًا لَكَ لِتُبْصِرَني مَتى شِئْتَ، وَأَرْجو أَنْ تَكونَ قَدْ عَقَلْتَ ما يَجَبُ.. لِأَنِّي أَنْتَظِرُ انْتِصارَكَ عَلى نَفْسِكَ أَوَّلًا، وَالرِّيحُ في جِواري بِإِرادَتي، وَمَتى بَلَغْتَ قِمَّتي سَتَجِدُني بِانْتِظارِ عِناقِكَ.}} مثل هذا الكلام يرسخ لدي (فهم خاص) لكنني لم استسلم له ولن..حتى الكلمة الأخيرة التي ستنهي هذه السردية أو (الرواية) إذا كتب لها التحول ..وهذا ما أرجوه .. الأديب المكرم محمود مرعي وصلت معكم الجزء الرابع وما زلت أتابع .. بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع احترامي وتقديري
|
|||||
15-07-2020, 04:22 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (4)
اقتباس:
ودمتم سندًا وعونًا للإبداع |
||||
15-07-2020, 04:23 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (4)
اقتباس:
وما زالت الأجزاء تتوالى، ونأمل أن تحظى بنظرتكم الكريمة، ونعتذر عن قلة التَّواجد بسبب الانشغال |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|