لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
۵ وَمْضَــــــةٌ حِكـــائِيّةٌ ۵ حين يتخلخل ذهنك ..ويدهشك مسك الختام .. فاستمتع بآفاق التأويل المفتوحة لومضة حكائيّة (الحمصي) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-02-2017, 07:11 AM | رقم المشاركة : 26 | |||
|
رد: غريزة
المواقف الصعبة تكشف حقائق البشر
و العظيم يظل عظيما مهما كان الأمر و الضعيف يبقى كذلك مهما تظاهر بالقوة الناس معادن و مواقف و مبادئ و الحياة جديرة بالتمييز بين هذا و ذاك لقطة مضيئة غاصت في الذات البشرية و أضاءت إحدى جنباتها. مودتي و تقديري |
|||
11-02-2017, 02:38 PM | رقم المشاركة : 27 | |||||
|
رد: غريزة
اقتباس:
الأقنعة تسقط والخام الهش يتآكل سريعا على عكس الفلزات قابلة للطرق والسحب ولكنها تحتفظ بصفاتها الفيزيائية وتحتفظ بثبات ذراتها مع محبتي وأكثر ،،،
|
|||||
14-02-2017, 12:39 AM | رقم المشاركة : 28 | ||||
|
رد: غريزة
ومضة غاية في الروعة والعمق والدقة
كأني بكليلة ودمنة يسترجع أنفاسه تحيتي أستاذي |
||||
14-02-2017, 02:24 PM | رقم المشاركة : 29 | |||||
|
رد: غريزة
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله مرحبا وأهلا بالقدير نجيب منذ أول وهلة لك في الفينيق أتذكر أن انطباعي عنك أنك كاتب ذو شخصية قوية وصاحب رسالة مرورك جميل كروحك وشكرا لك على مداخلتك العميقة مع محبتي لك ،،، وتقديري
|
|||||
28-09-2020, 07:48 PM | رقم المشاركة : 30 | ||||
|
رد: غريزة
اقتباس:
/غريزة/ يا لروعة هذه القصة القصيرة جداً، فقد حملت في طياتها أبعاداً وتأويلات متعددة، وتطرح قضايا اجتماعية وسياسية ونفسية، حيث نستنبطها من زواياها وما تحت السطور... الإبداع المكثف في هذه القصة القصيرة جدا، يقوم على ذكاء الكاتب في اختيار شخصيات قصته بحرفية عالية، وسنوضح ذلك مع السياق في القراءة وكشف مواطن الجمال والقوة في أبعاد النص ودلالاته المختلفة.. سنبدأ من خلال العنوان الذي تمثّل باسم نكرة.. /غريزة/ سنعرّف معنى الغريزة كما ذُكرت في المصادر: الغَريزَةُ: الطبيعةُ والقريحةُ والسَّجيّة الغَريزَةُ(في الفلسفة) : صورةٌ من صور النشاط النفسي، وطِراز من السلوك يعتمد على الفطرة والوراثة البيولوجية... هذا هو تعريفه كما ذُكر، والسؤال هنا، هل العنوان يحتمل اللغز على الحيوان، وانتسابه كطراز سلوكي يعتمد على الفطرة، أم اتخذ منوالاً آخراً بالرمزية فاتجه نحو سلوكيات البشر الفطرية أو نحو سلوكياته المكتسبة، والفرق بينهما كبير؟؟!! من هنا سنقوم بالكشف عما يتوارى عن وجه النص بإخراج مكنوناته ودرره الثمينة... يبدأ النص بقول الكاتب: /رقص الغراب فوق جثة الأسد ،مرتديا قناع الصقر ./ عندما يبدأ أي نص بأحد الأفعال كالفعل الماضي / رقص/الذي بدأ به الكاتب، فإن عملية الحراك وتحريك للأحداث لها طاقة افتعال سائدة في النص، وعملية إخراج النص من الجمود لعملية حراك ينفعل معها المتلقي.. وبما أن الفعل/ رقص/ سيأخذنا المضمون العام لمرآة الصورة إلى نتاج فعلي لعملية الفرح، لكن السؤال الذي يتبادر للذهن، هل كل عملية رقصٍ توحي بالفرح، أم تختفي وراءها علامات استفهام كثيرة؟؟؟ لنرى ما تحت سقف هذا الفعل من الرقص، حتى نفهم المضمون العميق فيه.. /رقص الغراب فوق جثة الأسد/.. إن اختيار الكاتب للغراب وليس للصقر في قصته، وذلك لأن الغراب أقل شراسة من الصقر الجارح القوي، ولذلك نجد الكاتب قد استعان بالصقر قناعاً للغراب، ليتمثل بقوته وهيبته أمام الأسد وهو جثة هامدة، يرتديه ليبعث في نفسه قوة الإرادة والذات والشجاعة..لما يبعثه الصقر من رعب في وجوه الطيور وحتى الحيوانات.. فمن أول وهلة في قراءة عملية الرقص، تبدو لنا هي فرحة عارمة للغراب، خاصة وأنه يرقص على جثة هامدة، وهذه ليست كأية جثة، هي جثة ملك الغابة الأسد المغرور الذي يبطش بكل ما يراه أمامه.. توحي لنا هذه الرقصة من الغراب عن عملية انتصار والتخلص من ملك كان جباراً قوياً تخضع له الحيوانات وتخافه الطيور، وقياساً على ذلك، فهل ترقص الشعوب المظلومة تحت حكم القوة المستبدة الظالمة من ملوكها، وتتنفس الصعداء وهم يتراقصون فرحاً لموتهم؟؟ أليست هذه غريزة وفطرة مشتركة بين الحيوانات والطيور وبني البشر.. وللعلم أيضاً فإن اختيار الكاتب للغراب كي يقوم برقصته على جثة الملك الأسد، إنما جاء بحنكة ودراية، لأن الغراب يحمل صفاتاً بشرية، ومنها ذكاؤه الشديد، وغيرته الشديدة على زوجه وأبنائه، فقد درس الأوروبيون موطن الغراب وطريقة معيشته، ليصلوا بأبحاثهم عن وجود الغربان كأسراب وجماعات في معيشتهم اليومية، وكما ذُكر في المصادر عنهم، فإن زوج الغربان يعيشان طوال عمرهما مثل البشر، برفقة بعضهم البعض، فإذا اقترب ذكر غريب من زوجة الغراب، تبقى تضربه حتى يبتعد عنها. "ومن الغرابة أن الغربان لا تخاف من الجوارحكالصقور والنسور، بل إنها تقترب من النسر حين يأكل من فريسته وتستقر قليلا، ثم تبدأ في مطاردته، فتطير الغربان وتنقض عليه طائرة فيضطر إلى خفض رأسه حتي لا يصدمه الغراب بجناحه أو بذيله. وبعد عدة مرات من تلك المناورة يملّ النسر ويطير تاركًا الباقي من فريسته فتأكله الغربان. ويراعي زوج الغربان نسلهما في العش ويجلبون لهم المأكل. وإذا حام بالقرب أحدالصقورتجد الأبوين ينطلقان ويبدآن مطاردة الصقر طيرانًا حتى يختفي من المنطقة، ويبتعد الخطر عن نسلهما".. ثم ذكره الله تعالى في كتابه المعجز العظيم قوله تعالى في سورة المائدة: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ(27)لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ(28)إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ(29)فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ(30)فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}(31). لذلك ذكر ها القرآن في قصة قابيل وهابيل وهو يُعَلِّم أحدهما كيف يواري سوأة أخيه فيدفنه. ثم اكتشف الباحثون أن الغراب بإمكانه التعرف على وجوه البشر، ليس ذلك وفقط بل يصنّفهم إلى بشر جيدين، وبشر سيّئين. هذه خلاصة التعرف على الغراب، لنستوحي منه العبر في هذه القصة القصيرة جداً.. نعود لجماليات هذه القصة وما فيها من دلالات تسقط على واقع مأزوم، يعيش فيه الفرد تحت ضغوطات ظالمة ليكون في نفسية ذليلة راضخة للذل تحت تهديد السلاح بالقتل والسجن من أجل عدم رفع الأصوات وتغيير جذور الواقع الذي رسموه حسب أذواقهم ومصالحهم وكراسيهم، ليكون حصيلة هذا التخطيط الإجرامي هو الإنسان البسيط الذي لا يملك إلا الصمت من خلال تكميم الأفواه، وقد امتلأ جوفه بالخوف والرعب من جراء ما يرتكبون من مجازر بشعة وقتل يتفننون في طريقته، تشيب منه النفوس وتقشعر الأبدان.. لذلك نرى الكاتب قد ألبس الغراب قناعاً بالرغم من أنه لا حاجة له، خاصة وأن رقصه على جثة الملك الأسد وهو جثة هامدة لا تتحرك ولا تثير خوفاً، لكن ما أراده الكاتب، هو العمق الذي يسري بين دماء المعنى المراد، وهو حالة الخوف والرعب التي جاءت بل أصبحت غريزة سلوكية، مما تثير القلق والرعب في النفوس، وكيف أصبح الخوف يسيطر على النفوس بشدة ليكون سلوك في كل مراحل الحياة، مما يدل على أثر الرعب والخوف والاستبداد وعمقه الذي أحدثه نظام حكم القوي على الضعيف..فكان القناع وسيلة الهروب من الضعف والخوف الشديد الذي يلاحقان الغراب أو الإنسان الذي رضخ تحت حكم استبدادي شديد.. ومن نتيجة الخوف الذي أصبح سلوك عادي في حياة الأفراد و الطيور، نجد قول الكاتب: /حين اصطدمت عيناه بوجهه . هتف بعفوية: يحيا ملك الغابة !!/ وهذه نتيجة عملية الضعف والخوف التي غرزها الظالم في المظلوم، في حين اصطدام عيون الغراب المقنع بالصقر، أن يهتف بحياة ملك الغابة، لأنه ما يزال تحت وطأة الخوف وهو مسلوب الإرادة، ويحتاج دهراً حتى يخرج من هذه الحالة النفسية، ولن يخرج منها الإنسان إلا إذا تعاضد وتكاتف مع باقي أفراد المجتمع بثورة تطرد فيها الجبابرة والطغاة من الموقع الذي يعيشونه، وليس ثمة حل إلا هذا الحل وبعد العودة لشريعة الله سبحانه وتعالى... هذه قصة رمزية من الطراز الأول، ثقيلة المعاني والأبعاد والدلالات، وتقدم لنا الحكم والعبر والدروس المستقاة من وحي الواقع المؤلم... الأديب الكبير الراقي أ.أحمد علي كتبتم مختصراً لواقع مأزوم وأمة تعيش نفس هذه الحالة التي رمزتم لها بلسان الطيور والحيوانات.. بورك قلمكم وحرفكم الوارق البديع.. ووفقكم الله لنوره ورضاه . . . جهاد بدران فلسطينية |
||||
29-09-2020, 02:36 AM | رقم المشاركة : 31 | |||||
|
رد: غريزة
اقتباس:
تفضح صاحبها على كل الألوان المبدع أ/ أحمد علي مبدعة جدا هذه القصيرة تقديري الكبير
|
|||||
29-09-2020, 02:28 PM | رقم المشاركة : 32 | ||||
|
رد: غريزة
اقتباس:
مع مبحتي وورد ،،، |
||||
29-09-2020, 02:40 PM | رقم المشاركة : 33 | ||||
|
رد: غريزة
اقتباس:
أ. رشيدة الفارسي نعم صدقت العظيم يظل عظيم متمسكا بالمباديء القويمة مع تحياتي لك |
||||
05-10-2020, 11:50 PM | رقم المشاركة : 34 | |||
|
رد: غريزة
يا أستاذتي القديرة والناقدة البارعة والأدبية المثقفة اللامعة
أ. جهاد بدران كل قوافل الورد والياسمين وحروف الكلمات تتقدم لسيادتكم بالشكر الجزيل على هذه اللوحة الفنية التي قدمتها سيدتي بكل براعة وفهم لمعاني الحروف وبين السطور وخلف المفردة والفعل .. لن أنسى جهدك وتعبك فأنا أعرف مدى صعوبة والتركيز لإخراج لوحة رائعة كهذه ... بارك الله بك ولك ولا عدمنا جديدك المميز إن شاء الله تحياتي وورد /غريزة/ يا لروعة هذه القصة القصيرة جداً، فقد حملت في طياتها أبعاداً وتأويلات متعددة، وتطرح قضايا اجتماعية وسياسية ونفسية، حيث نستنبطها من زواياها وما تحت السطور... الإبداع المكثف في هذه القصة القصيرة جدا، يقوم على ذكاء الكاتب في اختيار شخصيات قصته بحرفية عالية، وسنوضح ذلك مع السياق في القراءة وكشف مواطن الجمال والقوة في أبعاد النص ودلالاته المختلفة.. سنبدأ من خلال العنوان الذي تمثّل باسم نكرة.. /غريزة/ سنعرّف معنى الغريزة كما ذُكرت في المصادر: الغَريزَةُ: الطبيعةُ والقريحةُ والسَّجيّة الغَريزَةُ(في الفلسفة) : صورةٌ من صور النشاط النفسي، وطِراز من السلوك يعتمد على الفطرة والوراثة البيولوجية... هذا هو تعريفه كما ذُكر، والسؤال هنا، هل العنوان يحتمل اللغز على الحيوان، وانتسابه كطراز سلوكي يعتمد على الفطرة، أم اتخذ منوالاً آخراً بالرمزية فاتجه نحو سلوكيات البشر الفطرية أو نحو سلوكياته المكتسبة، والفرق بينهما كبير؟؟!! من هنا سنقوم بالكشف عما يتوارى عن وجه النص بإخراج مكنوناته ودرره الثمينة... يبدأ النص بقول الكاتب: /رقص الغراب فوق جثة الأسد ،مرتديا قناع الصقر ./ عندما يبدأ أي نص بأحد الأفعال كالفعل الماضي / رقص/الذي بدأ به الكاتب، فإن عملية الحراك وتحريك للأحداث لها طاقة افتعال سائدة في النص، وعملية إخراج النص من الجمود لعملية حراك ينفعل معها المتلقي.. وبما أن الفعل/ رقص/ سيأخذنا المضمون العام لمرآة الصورة إلى نتاج فعلي لعملية الفرح، لكن السؤال الذي يتبادر للذهن، هل كل عملية رقصٍ توحي بالفرح، أم تختفي وراءها علامات استفهام كثيرة؟؟؟ لنرى ما تحت سقف هذا الفعل من الرقص، حتى نفهم المضمون العميق فيه.. /رقص الغراب فوق جثة الأسد/.. إن اختيار الكاتب للغراب وليس للصقر في قصته، وذلك لأن الغراب أقل شراسة من الصقر الجارح القوي، ولذلك نجد الكاتب قد استعان بالصقر قناعاً للغراب، ليتمثل بقوته وهيبته أمام الأسد وهو جثة هامدة، يرتديه ليبعث في نفسه قوة الإرادة والذات والشجاعة..لما يبعثه الصقر من رعب في وجوه الطيور وحتى الحيوانات.. فمن أول وهلة في قراءة عملية الرقص، تبدو لنا هي فرحة عارمة للغراب، خاصة وأنه يرقص على جثة هامدة، وهذه ليست كأية جثة، هي جثة ملك الغابة الأسد المغرور الذي يبطش بكل ما يراه أمامه.. توحي لنا هذه الرقصة من الغراب عن عملية انتصار والتخلص من ملك كان جباراً قوياً تخضع له الحيوانات وتخافه الطيور، وقياساً على ذلك، فهل ترقص الشعوب المظلومة تحت حكم القوة المستبدة الظالمة من ملوكها، وتتنفس الصعداء وهم يتراقصون فرحاً لموتهم؟؟ أليست هذه غريزة وفطرة مشتركة بين الحيوانات والطيور وبني البشر.. وللعلم أيضاً فإن اختيار الكاتب للغراب كي يقوم برقصته على جثة الملك الأسد، إنما جاء بحنكة ودراية، لأن الغراب يحمل صفاتاً بشرية، ومنها ذكاؤه الشديد، وغيرته الشديدة على زوجه وأبنائه، فقد درس الأوروبيون موطن الغراب وطريقة معيشته، ليصلوا بأبحاثهم عن وجود الغربان كأسراب وجماعات في معيشتهم اليومية، وكما ذُكر في المصادر عنهم، فإن زوج الغربان يعيشان طوال عمرهما مثل البشر، برفقة بعضهم البعض، فإذا اقترب ذكر غريب من زوجة الغراب، تبقى تضربه حتى يبتعد عنها. "ومن الغرابة أن الغربان لا تخاف من الجوارحكالصقور والنسور، بل إنها تقترب من النسر حين يأكل من فريسته وتستقر قليلا، ثم تبدأ في مطاردته، فتطير الغربان وتنقض عليه طائرة فيضطر إلى خفض رأسه حتي لا يصدمه الغراب بجناحه أو بذيله. وبعد عدة مرات من تلك المناورة يملّ النسر ويطير تاركًا الباقي من فريسته فتأكله الغربان. ويراعي زوج الغربان نسلهما في العش ويجلبون لهم المأكل. وإذا حام بالقرب أحدالصقورتجد الأبوين ينطلقان ويبدآن مطاردة الصقر طيرانًا حتى يختفي من المنطقة، ويبتعد الخطر عن نسلهما".. ثم ذكره الله تعالى في كتابه المعجز العظيم قوله تعالى في سورة المائدة: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ(27)لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ(28)إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ(29)فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ(30)فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}(31). لذلك ذكر ها القرآن في قصة قابيل وهابيل وهو يُعَلِّم أحدهما كيف يواري سوأة أخيه فيدفنه. ثم اكتشف الباحثون أن الغراب بإمكانه التعرف على وجوه البشر، ليس ذلك وفقط بل يصنّفهم إلى بشر جيدين، وبشر سيّئين. هذه خلاصة التعرف على الغراب، لنستوحي منه العبر في هذه القصة القصيرة جداً.. نعود لجماليات هذه القصة وما فيها من دلالات تسقط على واقع مأزوم، يعيش فيه الفرد تحت ضغوطات ظالمة ليكون في نفسية ذليلة راضخة للذل تحت تهديد السلاح بالقتل والسجن من أجل عدم رفع الأصوات وتغيير جذور الواقع الذي رسموه حسب أذواقهم ومصالحهم وكراسيهم، ليكون حصيلة هذا التخطيط الإجرامي هو الإنسان البسيط الذي لا يملك إلا الصمت من خلال تكميم الأفواه، وقد امتلأ جوفه بالخوف والرعب من جراء ما يرتكبون من مجازر بشعة وقتل يتفننون في طريقته، تشيب منه النفوس وتقشعر الأبدان.. لذلك نرى الكاتب قد ألبس الغراب قناعاً بالرغم من أنه لا حاجة له، خاصة وأن رقصه على جثة الملك الأسد وهو جثة هامدة لا تتحرك ولا تثير خوفاً، لكن ما أراده الكاتب، هو العمق الذي يسري بين دماء المعنى المراد، وهو حالة الخوف والرعب التي جاءت بل أصبحت غريزة سلوكية، مما تثير القلق والرعب في النفوس، وكيف أصبح الخوف يسيطر على النفوس بشدة ليكون سلوك في كل مراحل الحياة، مما يدل على أثر الرعب والخوف والاستبداد وعمقه الذي أحدثه نظام حكم القوي على الضعيف..فكان القناع وسيلة الهروب من الضعف والخوف الشديد الذي يلاحقان الغراب أو الإنسان الذي رضخ تحت حكم استبدادي شديد.. ومن نتيجة الخوف الذي أصبح سلوك عادي في حياة الأفراد و الطيور، نجد قول الكاتب: /حين اصطدمت عيناه بوجهه . هتف بعفوية: يحيا ملك الغابة !!/ وهذه نتيجة عملية الضعف والخوف التي غرزها الظالم في المظلوم، في حين اصطدام عيون الغراب المقنع بالصقر، أن يهتف بحياة ملك الغابة، لأنه ما يزال تحت وطأة الخوف وهو مسلوب الإرادة، ويحتاج دهراً حتى يخرج من هذه الحالة النفسية، ولن يخرج منها الإنسان إلا إذا تعاضد وتكاتف مع باقي أفراد المجتمع بثورة تطرد فيها الجبابرة والطغاة من الموقع الذي يعيشونه، وليس ثمة حل إلا هذا الحل وبعد العودة لشريعة الله سبحانه وتعالى... هذه قصة رمزية من الطراز الأول، ثقيلة المعاني والأبعاد والدلالات، وتقدم لنا الحكم والعبر والدروس المستقاة من وحي الواقع المؤلم... الأديب الكبير الراقي أ.أحمد علي كتبتم مختصراً لواقع مأزوم وأمة تعيش نفس هذه الحالة التي رمزتم لها بلسان الطيور والحيوانات.. بورك قلمكم وحرفكم الوارق البديع.. ووفقكم الله لنوره ورضاه . . . جهاد بدران فلسطينية |
|||
07-10-2020, 04:55 PM | رقم المشاركة : 35 | ||||
|
رد: غريزة
فعلا هي غريزة
وهذا طبيعة في بعض البشر كل الود أخي أحمد
|
||||
08-10-2020, 10:33 AM | رقم المشاركة : 36 | |||
|
رد: غريزة
بخير والحمد لله طابت أوقاتكم بالخير ،،
|
|||
09-08-2021, 12:01 AM | رقم المشاركة : 37 | ||||
|
رد: غريزة
سلام الله وود
نذكركم بأن ثمة من وضع اثرا على جميل إبداعكم نتمنى أن تراجعوا متصفحكم كل الود أخي أحمد
|
||||
09-08-2021, 01:47 AM | رقم المشاركة : 38 | |||||
|
رد: غريزة
اقتباس:
بالفعل الغريزة أقوى بكثير من الطلاء المصطنع .. شكرا لرأيك في القصيرة جدا الراقية المبدعة أ. أحلام المصري امتناني وتقديري ..
|
|||||
09-08-2021, 01:49 AM | رقم المشاركة : 39 | |||||
|
رد: غريزة
اقتباس:
شكرا لأنك كنت هنا أخي خالد تقديري وتحياتي
|
|||||
30-08-2021, 01:22 AM | رقم المشاركة : 40 | ||||
|
رد: غريزة
الغريزة والطبع الذي يغلب التطبع ..
وتنفيذ الرعب وتصديره رغما عن الجميع .. أتساءل هل يمكن تعديل الغرائز ..!؟
|
||||
30-08-2021, 07:14 PM | رقم المشاركة : 41 | ||||
|
رد: غريزة
ويبقى للطبع الكلمة الأخيرة ..
دمتَ راقي النبض يا أحمد الخير ..
|
||||
31-08-2021, 02:45 PM | رقم المشاركة : 42 | |||||
|
رد: غريزة
اقتباس:
ليهتف بروح من مات بعد الرقص على جثته ومثل هذا الصنف ...ما أكثرهم .... الأستاذ أحمد علي نص قوي بكل ما يحتويه من عناصر سواء أكانت الشخصيات أو الأحداث ليكون العنوان كفاتحة نحو قراءات متعددة تكشف ماهو اجتماعي وسياسي... فشكرا لك ولروحك كل الود والتقدير |
|||||
07-05-2022, 12:31 AM | رقم المشاركة : 43 | |||||
|
رد: غريزة
اقتباس:
وبعد ،،، طال غيابك فراشة الفينيق لبنى علي عساك بخير وكل عام أنت بخير تحياتي وتقديري
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|