لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
04-11-2018, 02:10 AM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
مشكلة ألف التأسيس مع حرف النون وصلاً أو رويَّا
يقول ابن زيدون:
عرَفْتُ عرفَ الصَّبا إذْ هبّ عاطرُهُ = مِنْ أُفْقِ مَن أنا في قَلبي أُشاطِرُهُ نأى المزارُ بهِ والدّارُ دانية ٌ= يا حبّذا الفألُ لوْ صحّتْ زواجِرُهُ خِلّي أبَا الجيشِ هل يقضي اللّقاءُ لنا = فيَشْتَفي مِنكَ قَلبٌ أنتَ هاجِرهُ؟ قِصارُهُ قَيصَرٌ إنْ قامَ مُفْتَخِراً = للهِ أوّلُهُ مجداً وآخرُهُ القافية في هذه الأبيات من النوع المتراكب المؤسس، إذ يفصل بين ساكنيها ثلاثة حروف متحركة أُ(شاْ طِ رُ هُ وْ) .ووزن القافية فاعِلُتـُنْ. الطاء فيها دخيل ، والراء رَوِيُّها ، والهاء وصل ،والواو الساكنة خروج. ويقول أبو حامد الغزالي: إنَّ القَناعةَ مَن يَحلُلْ بساحَتِها= لَمْ يَلقَ في ظلِّها هَمّاً يؤرِقِهُ والقافية هنا متراكبة ومجردة من التأسيس. وفيها القاف روي ـ والهاء وصل ، والواو الساكنة خروج. يُـ( أرْ رِقُ هُ وْ) ووزنها فعْ عِلُتـُن . فالفارق الأساسي بين هاتين القافيتين هو ألف التأسيس .وبناء على وجوده أو عدم وجوده تتحدد صحة القافية في القصيدة ، طالما أن هاء الضمير في القافيتين معترف بها كحرف وصل يأتي بعد الروي مباشرة . لكن لدينا إشكال يترتب على استخدام النون في القافية المتراكبة : يقول الشريف الرضي في قصيدة واحدة : تَوَقّعي أنْ يُقالَ قَدْ ظَعَنَا = ما أنت لي منزلاً ولا سكنا يا دارُ قَلّ الصّديقُ فيكِ، فَما = أحُسّ وِدّاً، وَلا أرَى سَكَنَا ماليَ مثل المذود عن أربي = ولي عُرام يجرّني الرسنا ألِينُ عَنْ ذِلّة ٍ، وَمِثْليَ مَنْ = وَلّى المَقاديرَ جَانِباً خَشِنَا مُعَطِّلاً، بَعْدَ طُولِ مَلْبَثِهِ = منازلاً قد عمَرتُها زمنا كيف يهاب الحمام منصلت = مُذْ خافَ غَدْرَ الزّمانِ ما أمِنَا إنّ أبانا الذي سمعت به = أسّسَ في هَضْبَة ِ العُلى وَبَنَى مَا ضَرّنَا أنّنَا بِلا جِدَة ٍ= والبيت والركن والمقام لنا القافية المعتمدة في القصيدة متراكبة. ولكن الشاعر قد خلط فيها بين القافية المؤسسة، والقافية المجردة من التأسيس . والنون فيها هو الروي، عندما تكون القافية مجردة من التأسيس . ولكن النون يقع في موضع الوصل عندما تكون القافية مؤسسة . فالقوافي (ما أمِنا ) والمـ(قامُ لنا) وغيرها مؤسسة . وبناءً عليه، يجب أن يكون الميم في والمـ(قامُلنا) هو الحرف الدخيل الذي يفصل بين ألف التأسيس والروي ، وبناء عليه أيضاً، يجب أن يكون اللام هو الروي وليس النون ،أما النون فهو الوصل (مع علمي أن النون لا يُعَدُّ من حروف الوصل ) والألف الأخيرة خروج . وتكون مثل هذه اللفظة غير مناسبة في القصيدة إذا كانت القافية غير مؤسسة. أما اعتبار القافية مؤسسة مع اعتباره النون رويَّاً لا وصلاً ففيه إشكال، لأنه يشكِّل ثغرة في تحديد مسميات حروف القافية في مثل هذه الحالة ،إذ يترتب عليه أن يفصل بين ألف التأسيس والروي حرفان اثنان، المـ(قامُ لنا) وليس حرفاً واحداً هو الدخيل . فإذا بحثنا عن حل لهذا الإشكال، سيكون الحل أن نساوي بين استخدام ألف التأسيس وعدم استخدامها. ويصبح حكمها استخدامها أو استبدالها بالحرف الساكن الصامت سواء بسواء. وهذا يؤدي إلى تسويغ الخلل الإيقاعي في القافية من النوع المتراكب. فهل لديكم حلٌ آخر ؟ |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|