قصة حب مختلفة،،، - الصفحة 5 - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰

⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-04-2015, 05:55 AM رقم المشاركة : 101
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

ما زلنا نشاهد الحلقات بشغف شديد
وفي انتظار الحلقات القادمة
تحياتي شاعرنا الكبير






  رد مع اقتباس
/
قديم 02-04-2015, 01:37 AM رقم المشاركة : 102
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل مشاهدة المشاركة
ما زلنا نشاهد الحلقات بشغف شديد
وفي انتظار الحلقات القادمة
تحياتي شاعرنا الكبير
النوال الراقية،،

وما زلت أتتبع ما يحدث مع هذا العلاء بشغف كذلك،
وسأزودكم بما يأتي من الأحداث في حينه،

تحياتي ومودتي







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 02-04-2015, 01:38 AM رقم المشاركة : 103
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي مشاهدة المشاركة
لأنها مختلفة وجدتني أقول :
جمح الزمان فلا لذيذ خالص
مما يشوب ولا سرور كامل
تقديري
آهـ ٍ يا عوض،

هو كذلك،
صدقت يا أخي الكريم،،

محبتي







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 07-04-2015, 12:17 AM رقم المشاركة : 104
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

كان يوم الأربعاء، تنتهي محاضرات قسمهم في ذلك اليوم الساعة الثانية بعد الظهر، كان الجو بارداً، عاصفاً، السماء غائمة وتؤذن بمطر غزير.
كان ثمة تطابق تام بين ما يشعر به في أعماقه من اضطراب وصخب، وما عليه الجو في ذلك اليوم، وبالذات في تلك اللحظات.

مرَّ اليوم عصيباً، وانتهت المحاضرات دون أن يعي ما أعطي فيها من مواد، وبدأ كثيرون يتهيؤون لمغادرة الجامعة، فالجو لا يسمح بالبقاء بعد انتهاء الدوام، والكل يهفو إلى أن يأوي إلى دفء البيوت، والاستمتاع بالمطر من وراء النوافذ. إلا قليلاً ممن ينتظرون وسائل تنقلهم من حافلات تقلهم إلى مدن خارج العاصمة. وكانت سهاد من هؤلاء، ولذلك تأخرت معه بانتظار أن يحدثها بما أراد.

- تعالي .. نتمشى في الخارج.
- أين؟ الجو بارد.
- لا بأس، سيكون ذلك أجمل، ألا تحبين الشتاء؟
- بلى، ولكن ..!!
- تعالي ..

شدتْ معطفها الأحمر الذي تميزت به بين بنات الجامعة على نفسها، وضمت دفاترها إلى صدرها، وتبعته إلى خارج مبنى الكلية، كانا وحدهما يتمشيان في ذلك الجو العاصف، ومن تبقى من الطلبة يقفون خلف زجاج واجهة الكلية يرقبون الجو في الخارج، ويرقبون معه اثنين جُنّا وخرجا يتمشيان في ذلك الجو العجيب.

سارا معاً مرتين جيئة وذهاباً دون أن ينطق بكلمة واحدة، وهي تنظر إليه وشعرها الأشقر الناعم يتطاير مع الهواء، وتعيد ترتيبه حول صفحة وجهها الرقيق، وتنتظر بصبر ما سيقول.

- سهاد، أرجو أن تستمعي لما أقول حتى النهاية، وأن تجيبيني بعد ذلك بما تريدين، دون أن تترددي، ولا تخشي أن يؤثر جوابك عليَّ سلباً مهما كان!
- ما الحكاية يا علاء؟؟ أقلقتني.
- اسمعيني جيداً.
- طيب!
- منذ أن التقينا في ذلك اليوم للمرة الأولى في الكافتيريا، وقرأت لكم .. لكِ بالأحرى، شعري، وأنا أعيش في حيرة وضباب لا أتبين معه حقيقة ما قد يكون بيننا من الأمر، كلما التقت عيناي بعينيكِ، أقرأ فيهما كلاماً غامضاً، وأشعر كلما تحدثنا أنك تخصينني بطريقة مميزة في الحديث، وتهتمين بي غير ما تهتمين بالآخرين، ولا أدري، لا أريد أن أفسر ذلك كما يزين لي تفكيري الخاص، إلا أنني أشعر أن عندك شعوراً خاصاً تجاهي، ثم إنني رأيتك تتعاملين مع الجميع بروح طيبة، حتى ظننت أنني مثلي مثل الآخرين بالنسبة لك، وكلما قارنت تعاملك معي بتعاملك مع الآخرين، عدت إلى ظني السابق بأنك تحتفظين لي بشعور خاص، صرت في دوامة من التفكير لا أقوى على الخلاص منها، صرت أراك في كتبي، ودفاتري، وفي نومي وصحوي، حائر أنا يا سهاد، أريد منك جواباً صريحاً، ما أنا بالنسبة لك؟

شعر بها تريد الفرار، ظلت تماشيه وعيناها تحرثان الشارع، وشعرها يتطاير في جنون مع الهواء الشرس، لا تجيب .. وهو ينتظر .. شعر في لحظة ما أنه أحمق كبير .. وأنها ستستدير إليه وتبصق في وجهه، إلا أنه لم يتركها تغرق في التفكير:

- الصمت يا سهاد لا يحل مشكلة، وأنا أريد منك جواباً الآن، وقبل أن تغادري الجامعة، بصراحة أريد أن أنام بهدوء.

نظرت إليه بطرف عينها، كانت شفتاها مطبقتين كأنها تخشى أن يخونها الكلام، فتقول ما لا تريد.

- قلت لكِ، مهما كان جوابك، سواء قلت لي أنت مثلك مثل الجميع، وأنا أتصرف معك كما أتصرف مع الجميع، فهذه طبيعتي، أو قلتِ: نعم، شعوري تجاهك شعور خاص، كائناً ما كان تصنيفك لهذا الشعور، فلا تتوقعي أنني سأنهار وتخرب الدنيا عندي، فأنا معتاد على الجراح، ولن تنتهي الحياة عندي هنا. فقولي: ما أنا عندك؟

سارا مراتٍ ذهاباً وإياباً، وهي لا تنبس ببنت شفة، والريح تشتد، والآخرون يراقبون اثنين من المجانين يعانقان الرياح بكل محبة، قال لها: ماذا يا سهاد؟

- اسمع يا علاء، أنت إنسان خاص جداً بالنسبة لي.
- كيف خاص يعني؟؟
- يعني خاص،، مميز،،
- يعني.. ماهو شعورك تجاهي؟
نظرت إليه بكل وجهها، ابتسمت ابتسامة صافية أنسته البرد والرياح والغيم والمطر، كان شعرها يغطي معالم وجهها بفعل الرياح، أزاحته بيدها وقالت: يعني لازم أقول لك إني بحبك؟ ألا تشعر بها دون أن أقولها؟ أنا أحبك يا علاء!

لن تستطيعوا جميعاً مهما حاولتم، أن تعبّروا بأي كلمات في اللغة، عن الألوان التي اتشح بها عالمه في تلك اللحظة، ولا أنا أستطيع، فقط قال لها: لو تعلمين كم أحبك! وليس منذ الآن أو منذ أسبوعين يا سهاد، ولكن ربما منذ أن ولدتني أمي!!

ودعها يومها غير ما كان يودعها كل يوم، وعاد إلى غرفته الباردة وحيداً دون أي من الرفاق، فقد اصطحب معه رائحتها وحضورها وحبها له رفاقاً يتدفأ بهم، بانتظار أن يطلع عليه الغد.



(يتبع)







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 08-04-2015, 02:44 AM رقم المشاركة : 105
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي
وبدأت قصة مختلفة مع سهاد..
نتابع بكل شوق
مودتي



أخي عوض،

سنتابع إن شاء الله، ولكن بعد فاصل من المواضيع الأخرى،
شكراً للمتابعة

محبتي







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 09-04-2015, 08:39 AM رقم المشاركة : 106
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

تأخرت هذه المرة عن السرد أستاذنا
المهم أنك بخير
نتابع معك ...






  رد مع اقتباس
/
قديم 10-04-2015, 01:29 AM رقم المشاركة : 107
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل
تأخرت هذه المرة عن السرد أستاذنا
المهم أنك بخير
نتابع معك ...


النوال الراقية،،

هي استراحة قبل الانطلاقة القادمة،
هناك مواضيع أخرى هامة قيد النشر،

سنتابع بإذن الله عندما يكون،،

شكراً لحضورك الجميل،
واهتمامك.

بكل الاحترام والمودة








أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 11-04-2015, 01:59 AM رقم المشاركة : 108
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي
أحسن طفت الكهربا...!!
قاعدين بصلحو فيها
- طيب ما لاحظت..
- نعم لاحظت وعجبت من سردية طويلة ماتعة حافظت على لغتها الخاصة الشعرية الماتعة..
- يارجل استنى علي شوي مش ملحق عليك بس اقولك آه بعني كتبت..
- كأنها السحر هذا للأسف بتنا نفتقده في تجليات سردية من مثل عالم الرواية إذ تختلف الكتابة من صفحة إلى أخرى ومن سطر..الخ السردية إن اشتغلت بالتسجيل الخبري لم تعد رواية وهذا ما سقط به أكثر من 90% بالمئة من كتابها..مثال الرواية اليابانية الأنضج عالميا لا تهمل اللغة فهي انموذج سردي موسع للهايكو الياباني في الشعر..
- بلا هايكو بلا بطيخ مسمر شوفالك واحد بعرف يقرا ويكتب هندي يكتب وراك..
- يا رجل اسمع..
ما صبر أبو ابراهيم شلع وطار..
مودتي



أخي عوض،،،

شكراً لمرورك الجميل،
وقراءتك الواعية،

أكاد أصدق نفسي بما قلتَ،
فإن فعلتُ فلا تلومنَّ إلا نفسك لما أثنيت به،

شكراً مرة أخرى،

ومحبة كبيرة،








أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 12-04-2015, 02:48 AM رقم المشاركة : 109
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي
لن ألوم نفسي..
وصدق..
بس قوله اميت الحلقة الجاية
..
مودتي



أخي عوض،،

قريباً إن شاء الله،
تحتاج بعض التفرغ الذي لا أملكه الآن،

محبتي







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 13-04-2015, 01:09 AM رقم المشاركة : 110
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي
أعانك الله..
مودتي


شكراً،

بكل الحب







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 16-04-2015, 12:09 AM رقم المشاركة : 111
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

انطلقت سهاد بعد ذلك اليوم مع علاء تكتشف عالمه الملون بالحياة مع الآخرين، بكل تناقضاته؛ مرحه، كآبته حين يكتئب وما أكثر ما كانت تنتابه آنذاك نوبات حزن مفاجئة لا يدري لها سبباً واضحاً، فينتكس إلى ذاته، وينقطع الاتصال بينه وبين الناس، ولم تكن هي تعرف كيف تخرجه من تلك الحالة، فيبتعد عنها حتى يستعيد نفسه، صخبه، ضجيجه، مزاحه، ضحكاته المجلجلة، الأغاني التي يحبها، الشعر الذي كان يكتبه لها، حبه المندفع لها والذي لم يكن يخفيه أمام الجميع، علاقاته المتشابكة مع الجميع، فقد كان يدخل الكافتيريا ولا يعدم طاولة مشغولة بغيرهما يدعوهما أصحابها إلى مشاركتهم الجلوس، أحب الجميع سهاداً، وأحبتهم، لم تعد تخشى الاندماج في المجتمع الجامعي وهي بصحبته، ثم وحدها، فلم يفرض عليها أي قيود أو شروط، كان همه أن يراها سعيدة في حياتها، ويكفيه أنها تحبه، وتنتظر صحبته حين يجيئ، وأحبهما المجتمع الجامعي معاً، حتى كان من يراه وحده يسأله أين سهاد عنك؟ ويسألها من يراها وحدها أين علاء عنكِ؟ اندمجا معاً حتى كانت تقلده أحياناً في بعض حركاته وطريقة كلامه، ولم يفكرا لحظة واحدة في أن كلاً منهما من دين مختلف، وأن لا مستقبل لعلاقتهما في بلدهما، خاصة أنها كانت من بلدة يتعصب مسيحيوها لدينهم بشكل لافت للنظر. إلا أن شخصية علاء المحببة لمن عرفه دفعت الطلاب من أهل تلك البلدة إلى التجاوز عن علاقته بسهاد، إلى الدرجة التي كانوا يستضيفونه أحياناً في بيوتهم ويسهرون معه إلى وقت متأخر من الليل، يمرحون ويشربون ويتمازحون ويلعبون الورق، ويعلقون على ما بين سهاد وعلاء من علاقة لافتة للنظر، دون أن يكونوا عدائيين.


(يتبع)








أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 18-04-2015, 06:17 AM رقم المشاركة : 112
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

ونتابع معك...
بس لا تطول أنا اللي تأخرت هالمرة
بسبب انقطاع الشبكة لمدة 4 أيام متواصلة
المهم متابعين وفي انتظار جديد علاء مع سهاد
تحياتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 20-04-2015, 01:17 AM رقم المشاركة : 113
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي مشاهدة المشاركة
واحد من الاثنين تورط بالثاني سهاد وعلاء ؛
الله يسهل..
معك نتابع وعين الله ترعانا
مودتي


الحقيقة أنهما تورطا ببعضيهما بعضاً،
وسنتابع إن شاء الله.

محبتي







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 20-04-2015, 01:19 AM رقم المشاركة : 114
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل مشاهدة المشاركة
ونتابع معك...
بس لا تطول أنا اللي تأخرت هالمرة
بسبب انقطاع الشبكة لمدة 4 أيام متواصلة
المهم متابعين وفي انتظار جديد علاء مع سهاد
تحياتي


النوال الراقية،

شكراً للمتابعة والاهتمام،

سنرى ما سيحدث،

تحياتي واحترامي







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 20-04-2015, 01:24 AM رقم المشاركة : 115
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

قالت فداء: لقد بدأت أغار من هذه الـ سهاد!
قلت: ذلك تاريخ مضى يا فداء، وأنت أردتِ أن تعرفيه، فتحملي!
- أمري إلى الله! وماذا حصل بعد ذلك؟
- لن أطيل عليكِ، فكما قد تغارين أنتِ من هذه الذكريات، فهي تؤلمني كذلك!

على كل حال، سار الأمر كأجمل ما يكون، وكان فوزي يقوم بدور الضمير لكلينا، والحارس على سهاد في غيابي، ليس أنه لا يريد أن يقترب منها سواي، ولكن كي لا تشعر بالوحشة من جهة، ومن جهة أخرى كي يساعدها على مزيد من الاستمتاع بالحياة الجامعية كما تعرفها جماعتنا.

انقضى أجمل فصل شتاء مر بي حتى ذلك الوقت، وهلّت تباشير الربيع، بنكهة مختلفة هذه المرة، فقد اتخذ شهر آذار معنى جديداً لديّ، إذ عرفت منذ بدء معرفتي بسهاد أنها من مواليد آذار وبالذات اليوم الحادي عشر منه، ورحت أفكر في شيء مميز وخاص أقدمه لها في ذلك اليوم، وأخيراً قررت أن أقيم لها حفلة عيد ميلاد في كافتيريا الجامعة، وحين طرحت الموضوع على الجماعة، ساد بينهم صمت عميق، وراحوا ينظرون في وجوه بعضهم بعضاً، مابين معجب بالفكرة، ومتسائل عن إمكانية تنفيذها.

- حفلة عيد ميلاد، في الجامعة؟؟
- لم يفعلها أحد من قبل.
- سنصبح حديث الجامعة!
- عيد الميلاد يلزمه كعكة، كيف ندبرها؟
- وهل ستقبل سهاد بذلك؟
- والله لازم نسألها.
- لا! (قلت) أريد أن تكون مفاجأة لها.
- إذن يجب أن نتأكد أنها ستحضر إلى الجامعة يومها.
- بالمناسبة، هل سيكون يوم دوام، أم عطلة؟

ورحنا نحسب الأيام، وفرحنا إذ عرفنا أنه سيكون يوم دوام. وبقي أن نرتب للأمر بعد أن تمت موافقة الجميع عليه.

تم ترتيب الأمر كله، وتعاون الجميع في تكلفته، وتم التنسيق مع مسؤول الكافتيريا لحجز الطاولات، والاحتفاظ بالكعكة لوقت الحفلة، وتعهد فوزي بإحضار البكب وأسطوانات الأغاني العربية والأجنبية التي كانت سائدة آنذاك. وجاء اليوم الموعود.

(يتبع)







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 20-04-2015, 02:11 AM رقم المشاركة : 116
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

سنرى ما سيكون في اليوم الموعود...
تحياتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 20-04-2015, 02:43 AM رقم المشاركة : 117
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي مشاهدة المشاركة
في اليوم الموعود حاسب تعمل لنا زي المسلاسات العربية مش تفقعنا بمبة...أزعل آع والله...
يارب يكيفيوا..
والله لنكيف..
ننتظر ونتابع
مودتي

والله يا صاحبي ما لي دخل،
إنما أنا راوٍ،
وحسب!

مودتي كذلك







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 20-04-2015, 02:44 AM رقم المشاركة : 118
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل مشاهدة المشاركة
سنرى ما سيكون في اليوم الموعود...
تحياتي

النوال الراقية،

انتظري،
وسنرى،

تحياتي أيضاً







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 24-04-2015, 01:00 AM رقم المشاركة : 119
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي مشاهدة المشاركة
بس طولت الدعايات هاي المرة...
يلعن روح ماركتنق...
مودتي
يعني أحياناً ظروف البث!!

سنتابع!








أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 24-04-2015, 01:04 AM رقم المشاركة : 120
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

حين التقيت أخيراً بعلاء بعد غياب طويل، كان متعباً، شاحباً، كأنه كبر عشرة أعوام مرة واحدة، تهالك على المقعد الذي اعتاد أن يجلس عليه عندي، دون أن ينطق بكلمة واحدة، وأسند ظهره إليه كمن يرتاح من مشوار طويل، قلت له: أين يا رجل؟ غبتَ طويلاً!
رمقني بنظرة متعبة، وهزَّ رأسه، لم يُجِبْ.
احترمت صمته، فأنا أعرفه عندما يكون في هذه الحال، لا يحب أن يتحرش به أحد حتى يهدأ من تلقاء نفسه، ويبادر هو بالكلام.
تركته يستجمع نفسه، وقمت أعد له فنجان قهوة كما يحبه، وأنا أسترق النظر إليه بين الفينة والأخرى، وقد أغمض عينيه كمن راح في غفوة عميقة، ويداه تسترخيان على يدي المقعد، وقد مدد رجليه إلى أقصى ما يستطيع، وما إن انتهيت من صنع فنجان القهوة حتى وضعته بهدوء أمامه، وعدت إلى مقعدي وراء مكتبي، أنتظر حضوره معي مرة أخرى.

أخيراً، تحرك بشيء من الكسل، واستند قليلاً، فتح عينيه بصعوبة، ونظر إلى فنجان القهوة بشهية، ثم إليَّ، وابتسم ابتسامة خفيفة: "شكراً، سلمت يداك، كنت بحاجة لهذا!" قلت: "أنت تأمر يا علاء!"
قال: "تِسلمْ، ما يأمر عليك ظالم يا أخا العرب!".

أخرج سيجارة ، وأشعلها، سحب منها نفساً عميقاً، ونفثه بقوة، ثم رشف رشفةً من القهوة: "تمام! كما أحبها!" قلت: "صحتين وعافية!"

لم أشأ أن أزعجه بالسؤال عن سبب تأخره عليَّ كل هذه المدة، فقد شعرت أنه كان يمرُّ بفترة عصيبة، وأحببت أن أتركه يتحدث وحده حين يريد. استرخى مرة أخرى على المقعد، وقد أمسك بفنجان القهوة بيد وبالسيجارة بيد، وراح ينقل بصره بينهما بحب كبير، فمثل هذه اللحظات من يومه تتميز عنده بطقوسية خاصة، من الصعب أن يبدأ يومه الجيد بدونها، ولا يحب أن يقتحمها أحد عليه، ولذلك تركته يعيشها كما يحب.


(يتبع)







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 24-04-2015, 01:47 AM رقم المشاركة : 121
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي مشاهدة المشاركة
كان حكيما عاشقا في تركه ؛ سنة العاشقين..
ننتظر ما بعد الاسترخاء...
مودتي
طبعاً!!

مودتي







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 24-04-2015, 02:00 AM رقم المشاركة : 122
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

أنهى علاء فنجان القهوة وانتهى من سيجارته معاً، ثم أطفأ السيجارة في ما تبقى من فنجان القهوة، وابتسم، فوجدتها فرصة سانحة لأبدأ الحديث معه، قلت: "خيراً؟ ما الذي يجعلك تبتسم؟" قال: "تذكرت شيئاً قرأته مرة في إحدى المجلات". قلت: "وما ذاك؟" قال: "كان زبائن أحد المطاعم قد تعودوا أن يطفئوا سجائرهم في فناجين القهوة بعد أن ينتهوا من تدخينها، فضاق صاحب المطعم ذرعاً بذلك، فعمد إلى وضع إعلان في أرجاء المطعم جاء فيه: إلى الزبائن الكرام .. إذا أراد أي منكم أن يطفئ سيجارته في فنجان القهوة فنرجو منه أن يطلب إلينا إحضار القهوة إليه في منفضة السجائر!"

ضحكنا معاً، فبدا لي أن الجو بيننا قد لان قليلاً، قلت له: ما قلت لي، فيم هذا الغياب الطويل؟ لقد اشتاق أصدقائي إلى بقية الحكاية، يحسبون أنني أضن عليهم بما عندي منها، ولا يعلمون أنك لم تعد تزودني بذكرياتك من زمن. يريدون أن يعرفوا بقية قصتك مع سهاد، وماذا حصل بالاحتفال بعيد ميلادها؟

ضحك، ثم قال: "لعلهم يحسبون أن ما ترويه لهم هنا هو حكايتك أنت؟؟ " قلت: "أظنهم كذلك!"
هز رأسه بأسى، ثم قال: "ليس ما حصل معي عبر حياتي ليحصل مع أيٍّ كان، هذا لا يتحمله أي شخص، يتطلب ذلك إنساناً غير طبيعي ليعيش مع كل هذه الذكريات دون أن يصاب بالجنون".
قلت: "غرور هذا أم ثقة بالنفس؟" قال: "سمّه ما شئت، ما عادت تفرق يا صديقي، ما عادت تفرق".

شعرت بنبرة يأس مريرة في صوته، قلت لنفسي: ترى ما الذي حصل معه حتى آل إلى هذا الحال من التعب الظاهر على وجهه وفي صوته؟ ثم بادرته بالسؤال: ماذا حصل يا علاء؟ مالك تبدو يائساً؟ ما هكذا عهدتك!

قال: تريدون بقية الحكاية؟ حكاية من؟ سهاد؟ أم فداء؟ أم أي امرأة أخرى من اللواتي حفرن في جدران ذاكرتي وقلبي جراحهن؟ قل لي يا صديقي: ما الذي يمتع الآخرين بقراءة عذابات غيرهم؟ ألا يعلمون أن حصيلة عمر الواحد منا من الألم هي سرُّ استمراره حيّاً واستمرار من مروا بعمره أحياء في ذاكرته؟ وأن مجرد خروج أي من هذه الذكريات إلى رواية أو كتاب، هو قتل لها، وتخلص منها؟

قلت: يا إلهي! ماهذا السواد يا علاء؟ ومن أين جئت بهذه الفكرة العجيبة؟

قال: تسألني من أين جئت بهذه الفكرة العجيبة؟ سأقول لك. سألتني أين غبت عنك هذه المدة، إذن لتعلم يا صديقي أنني كنت أحاول الخروج من عذاب ما أعيشه من القهر في علاقتي مع فداء بالقراءة. واحزر ماذا اخترت أن أقرأ أولاً؟ احزر!! ها!؟ ماذا تظن؟
قلت، وقد أذهلتني قسوة نبرات صوته: لا أدري، ماذا اخترت أن تقرأ؟
قال: قلت لك في حين بدأت أقص عليك هذه الحكاية أنني أعطيت لفداء روايتي أحلام مستغانمي (ذاكرة الجسد) و (فوضى الحواس) لتقرأهما، أتذكر؟ فقد قررت أن أعيد قراءتهما من بين قراءات أخرى كنت قد بدأت أعيدها، صرت أقرأ كل ما أعطيتها لتقرأه، وكأنني أقرؤه للمرة الأولى، أتصدق؟ قرأت عبد الرحمن منيف مرة أخرى، وقرأت زكريا تامر مرة أخرى، ولكن الذي أتعبني حقيقة هو هذه الـ أحلام مستغانمي، لقد أعدت قراءة (ذاكرة الجسد) وكأنني لم أكن قد قرأتها، مذهلة هذه الكاتبة يا صديقي، مذهلة! أتعرف؟ صرت أحسب أن فداء تلعب معي لعبة بطلة تلك الرواية مع بطلها، وحين أستعيد بعض المواقف التي حصلت بيننا، أكاد أجن. تسألني يا صديقي من أين جئت بهذه الفكرة العجيبة، اسمع ما تقوله أحلام في روايتها (ذاكرة الجسد) على لسان بطلة الرواية: "إننا نكتب الروايات لنقتل الأبطال لا غير، وننتهي من الأشخاص الذين أصبح وجودهم عبئاً على حياتنا، فكلما كتبنا عنهم فرغنا منهم .. وامتلأنا بهواء نظيف .. ".
قلت: إذن أنت ترى الآن أن ما ترويه لي عن ما حصل لك مع سهاد مثلاً هو قتل لها؟ إنهاء لها من ذاكرتك؟
قال: ربما، لا أدري، هكذا شعرت وأنا أقص عليك ما قصصت، وأستعيده بدقائقه وتفاصيله، كأنه اليوم يحصل، ثم أشعر بالراحة بعد أن أنهي ما أقول، أنا لا أريد أن أشطب ذاكرتي بوضعها في أسطر يقرؤها الآخرون، هذا حكم بالإعدام على ماض على الرغم من كل عذاباته كان جميلاً.
قلت له وأنا أستعيد بعض ذاكرتي حول تلك الرواية: ولكن بطل رواية أحلام قال في معرض كلامه عن محاولته لكتابة قصته: "ففي النهاية ليست الروايات سوى رسائل وبطاقات، نكتبها خارج المناسبات المعلنة.. لنعلن نشرتنا النفسية لمن يهمهم أمرنا"، فلماذا لا تأخذ الأمر من هذه الزاوية؟
قال بمرارة: ومن أخبرك أنني أريد أن أعلن نشرتي النفسية لأحد؟ نشرتي النفسية أمر يهمني وحدي، وأنت خير من يعرف ذلك عني.
نعم! أنا خير من يعرف ذلك عن علاء، فهو لا يمكن أن يبوح لأحد بما يعتمل في أعماقه، هو فقط يكتب شعراً عندما يتعب من الحياة، في الوقت الذي يستقبل فيه كل النشرات النفسية لمن يعرفونه ويحبونه، ويساعدهم في التخلص من أعباء همومهم، لا يسمح لأحد بالتسلل إلى همومه وأعماقه، هكذا عرفته، ولذلك كنت أستغرب وهو يقص عليَّ كل ما قصصته عليكم، ولم أدع كل ذلك يمرّ دون أن أدونه للتاريخ، وأنا أعلم جداً أن يوماً سيأتي ويتوقف علاء عن البوح بمكنونات ذاته، لأنه لم يعتد ذلك، وأحسب أن هذا اليوم جاء، ولذلك قلت له أستفزه للاستمرار في البوح: عد إلى رواية أحلام تلك، واقرأ ما تقول البطلة في سياق حوارها مع البطل: "نحن نكتب لنستعيد ما أضعناه وما سُرق خلسة منا .." فلماذا لا يقنعك ذلك بالاستمرار في البث؟؟ لماذا تتبنى مقولة إن الرواية قتل للماضي، ولا تتبنى أنها استعادة لما ضاع منك ..؟؟

قال بسخرية: استعادة ما ضاع؟ أي استعادة هذه يا صديقي؟؟ ما ضاع ضاع، ولا يستعاد، لا بالكتابة ولا بغيرها.

قلت: والآن، ماذا أقول لقرّائي؟؟

قال: قل لهم ماشئت، لكنني سأتوقف عن نبش ذكرياتي أمامهم، أريدها أن تمضي معي إلى القبر، أو على الأقل ما لم أقله منها حتى الآن.

أشعل سيجارة، ونظر إليَّ بتشفٍّ وقال: هل تستطيع أن تشطب ما كتبته؟؟
قلت: أستطيع، ولكنني لن أفعل، وسأظل وراءك حتى يكتمل هذا العمل الذي بدأناه سوياً.
قال: ربما، ولكن ليس على حساب الذكريات!!
قلت: موافق. متى نتحدث في الأمر؟
قال: دعها للأيام.

نهض متثاقلاً، ومدَّ يده مودعاً، وشعرت للحظة أنني أريد أن أضمه بقوة إلى صدري، لعلي امتص بعض عذاباته، ولكنه انفلت خارجاً.

(قد .. يتبع!)







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 24-04-2015, 03:19 AM رقم المشاركة : 123
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

نرجو لعلاء الخروج من هذه الحالة النفسية التي أصابته
ليكمل لنا ما بدأه
ونتمنى أن تستطيع إقناعه
متابعين بإذن الله
تحياتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-05-2015, 11:36 AM رقم المشاركة : 124
معلومات العضو
روضة الفارسي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تونس
افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،


مرحبا أديبنا نزار قلمك فصيح وروحك رائعة ولغتك جميلة جدا وحكايات مشوقة جدا طريفة وقد ابتسمت كثيرا وأنا أقرأ بل ضحكت في بعض المقاطع بصوت عال . كم سررت أني تعرفت عليك وعلى قلمك الآسر. أتابع وستجدني دائما من المتابعين

كل الود والتقير

روضة






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-05-2015, 01:02 AM رقم المشاركة : 125
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل مشاهدة المشاركة
نرجو لعلاء الخروج من هذه الحالة النفسية التي أصابته
ليكمل لنا ما بدأه
ونتمنى أن تستطيع إقناعه
متابعين بإذن الله
تحياتي

الراقية نوال،،

لابد من لحظة تصفو فيها مشارب هذا الرجل،
وتلك لحظة أترقبها بفارغ الصبر،
وأتمنى حينها أن أقنعه بأن يكمل لنا،

متابع معكم،

شكراً

تحياتي وتقديري،،







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:47 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط