أول الميلاد جنون

[نجلاء وسوف]

أول الميلاد جنون



ستتم عملية الخطف في 1/ 1 /2014

هذا كان وعدُ "خالد" حين انتهت "شهام" من كل أسئلتها ..

أقفل لها الحيرة بصدرٍ رحب وبكل ثقة وسرور اجتاز امتحان حبها الدفين ..في الحقيقة كانا يُحبان بعضهما كثيراً ..متوحدان في كل أفكارهما.. روحاً في جسدين ..دربهما واحد لكن المسافة عقربٌ يلسعُ حلمهما ..

في هذه الظروف القاسية صار للحب شروط ومقاييس أمان..والموت أسهل من أمل اللقاء.

في نفسها بدتْ أكثر تأزماً عندما قالتْ له : لن أسألك كل تلك الأسئلة إلا لتقرأ مخاوفي قبل سعادتي بك ..

-ومن قال بأني متكدّرٌ من أسئلتك ..سعيدٌ بك

هذا ما قاله وصَمُتَ ..لكنه أردفَ بكثيرٍ من الجديّة حين قال:

-أحبُكِ في كل أحوالك رغم البعد بيننا والمستحيل لكن ثقي

لو لم يبق أمامي فرصة غير اختطافك .. سأفعلها..

بالنسبة "لشهام" لم تعجبها الفكرة حتى لو كانت مزحة قلّبتْ شفتيها وعقدتْ حاجبيها ولو أنه موجود أمامها لتصرفت بشكلٍ أحمق ..لكنه عبر شاشة الحاسوب راح يكتب .

-ها ...."شهام" يصلك الكلام

-لا عليك يصل ..

-هل أعجبتك الفكرة

بعد صمتٍ ليس بكثير رجعت للفكرة وتبسمتْ ثم كتبت له

-جداً أعجبتني ما أحلاها فكرة ولكن ألا ترى بأنها صعبة المنال وبعيدة عن التصديق ومع هذا فيها متعة كبيرة ،أتعلم يا "خالد رغم أننا في كثير من الأحيان نعرف بأننا نغرق في وهم ولكن نحبه ونحب الغرق به أكثر

أودُ فعلاً الوصول إليك والجلوس معك ومعاشرة وقتك أستيقظ وأنام بين يديك وأدقُّ كأس الحلم لأول مرة ...آآآآآه صدقاً صدقاً أعجبتني الفكرة .

أرجوك إن كان حلماً فدعني به غارقة ..

-ليس حلماً ..سأفعلها يوماً ما ..ثقي بكلامي

-ههههههه هكذا وبكل بساطة تحكي أمنيتك وكأنك وفي البلد ذاتها ..قريباً من بيتي والفاصل بيننا شارع ... يا لجنونك ما أحلاه..

-أعطني وقتاً ، سأكون وسأفعل ...

-طيب ..لنرى

أغلق معها الحديث وتركها فريسةً للقلق وقافلة من ظنونٍ تأتي بها وتجيء وكان للحلم الجميل محطة في كثير ٍ من وقتها ..

مرَّ بها الحال هكذا أكثر من شهرين لم يطرأ عليها شيء من التجديد تحادثه مرةً ، ومرةً ينوص شوقه بدافع الكبرياء الرجولي ..ومرةً يحنُّ لها فيصير أكثر قرباً لها .. لكنه ذات مرةٍ وفي أوج اندماجهما سألها ..هل ما زلت تنتظرين فكرتي يا "شهام" ..

-طبعاً..

-حسناً لا تقلي ستكونين معي ..

عادت "شهام" لحيرتها تلوم نفسها على قبول هذه المزحة الصعبة وتحكي مع نفسها ..

-يا إلهي كيف تورطتُ بالقبول ماذا لو أنه يحكي بصدق ..أيجوز أن أنسى أصدقائي ..بيتي ..أهلي .والمصيبة الأكبر بأني متزوجة ..كيف سأكون أنانية في الوقت الذي كنت فيه جسراً لخطوات أبنائي ..كيف سآخذ شيئاً ليس لي في الوقت الذي تعودت فيه الإعطاء ..

قليلاً ثم عادت للحلم الجميل وبدأت بالهذيان مجدداً ..

-ولمَ لا أتنفس وأشعر بالحياة ..لمَ لا أغادر الحزن وأكتحل بوميض ضوء ..لمَ لا أنسى أني من صلصال وجع وأرتدي وجه القمر ..

ما هي إلا لحظات تعاسة حلمت بها ورجعت لتوازنها لكن بإشراقة وفرح كثير .. ثم أخذت تتمتم وتقول بعد نوبة جنون /المهم سأجعل دماغي في ثُباتٍ وأصدق بأنني مخطوفة سأعيش اللحظة برمتها ..سأخرج ذاتي من حصرٍ أمقته ..سأجتاز الحدود دون رقيبٍ يسألني.. دون جواز يرسم لي حريتي...

نهضت للمرآة بعد فراقٍ مديد لوجهها وصعقت عندما رأت وجهها شاحب وعلامات الهرم بدأت تفتك بوجهها الذي كان فاتناً..كل من كان ينظره كان يشتهي قطف نظرة من عينيها ...

ارتدت ملابسها وللسوق مباشرة هكذا فجأة انقشع ضباب الوهم من مخيلتها وتسللت البهجة بقاعها ..

-سأرتدي اليوم جديد ..أود معطفاً أحمر لا أدري لمَ اللون الأحمر..إنما هكذا خطر في بالي ..كنتُ أكرهُ الأحمر وربما هو يكرهني أكثر إنما لا بأس سأتعود حبُّ الكره..

وفي الزقاق الذي تسلكه عادة أثناء عودتها لمنزلها صادفت رجلاً غريباً منحنياً يُصلح سيارته ..

أكملتْ سيرها في حين بادر وناداها.."شهام" ألست أنت ..؟!!

شيئاً من الذعر تخلل ضلوعها وبشي من الخوف هزّتْ برأسها ..

-أجل .من أنت ..؟!!

كيف عرفت اسمي ..؟

-حسب الوصف سيدتي ..

-ماذا تريد ؟

-أرجوك لا تُبدي أيّ ريبة ولكن للخير أتيتك هنا ..

لقد اختُطف ولدك ظهر هذا اليوم ..ودريتُ بالموضوع عن طريق صدفة عندما كنت في عملٍ ما رأيته وأشفقتُ عليه وراح يسرُّ لي من بين زحمة المكان بأن أخبرك أين هو ، وجئتك مسرعاً لأدلّك على العنوان

لكنها لم تحتمل الفكرة وخصوصاً في هذا الوقت العصيب الصعب، الذي يسوده خطف أيّاً كان ،فوقعت من طولها راكعة عند قدميه ..مخنوقة من هول الخبر بين مصدقة ومكذبة بين مذهولة ومصدومة وعندما تأكدت من الخبر وخصوصاً عندما حاولت الاتصال بولدها ولم يرد رغم انتهاء الرنات فشعرت بأن ولدها في خطر

-أرجوك قل أين هو.. من فعل هذا ..في أي مكان هو وعندما حاولت الصراخ ..قال أرجوك أذهب وأتركك تصرخين توازني قليلاً وأنا أصحبك للمكان لكنني لن أقترب سأبقى بعيداً وأنت تدخلين ... حفظاً لسلامتي

-حسناً ليكن إلى جهنم ذاهبة فقط خذني ..

بعد مرور ساعتين من البكاء المنهمر على المعطف الأحمر حتى صار ينزف دماً...

-بؤس اللون أنت ..سأمزقك ..سأجعلك هباءً للريح ..

لكن متى نصل ..لم أعد أحتمل ويحك إن كنت كاذباً

-ها ..قد وصلنا ..أرجوكي تماسكي سيتعاطفون معك وخصوصاً بأن الوقت مساءً لا سبيل للرجوع وحدك ..ستهزهم النخوة أكيد ..على كل الأحوال قريب أنا من هنا وبانتظارك إن حصل معك شيء

وبسرعة الريح كانت أمام البيت .. عاصفٌ وجعها حدُّ اقتلاع الورد المخيّم على جنبات المنزل عندما وصلت الباب أخذت تطرق بكلتا يديها ، بكل ما أوتيت من قوة وبلحظة تهالكْ وضعف سقطت أمام باب البيت كل ظنها بأنها لن تتمكن من رؤية ولدها والغريب بأن لا أحد تفقد غيابها ولا أحد طلبها على الجوال فشعرت بالضعف والانكسار والمزيد من البكاء والترجي .. قليلاً من الوقت مضى وهي تنوح حتى كادت بحةُ صوتها تخنقها لكن أحدهم من الداخل أخذ يأتي صوب الباب ليفتحه وعندما وجد المرأة محبطة القوى واضعة وجهها بين يديها تناجي السماء وفي غمرة حزنها وتوحدها في ذهول ما جرى وصلها ذات الصوت ..كان شيئاً من المستحيل ..كان شيئاً تُحني له شوقها ..كان الحلمُ عندما أحاطها وأخذ يُنهضها ويمسح دمعها بلهفة وحنان وهو يقول ..

اليوم 1 / 1 / 2014

ألم أقل سأفعلها

وأخطفك...

[ناظم العربي]

إحتمت وإختبأت الحكاية في ثوب شعري ولغة شفافة جعلتنا نمضي بسلام وتؤدة
حتى جاءت لحظة مرعبة جعلتنا نعيد الحسابات ونعيد القراءة
هل هي ثنائية الحب والرعب؟
بل الحب العميق الذي لاكذب فيه
فالوعد وعد ولابد من تنفيذه حتى لو كان قاسيا
ولكن لمصلحة الحب هذا؟
في لغة نجلاء نلحظ الثراء في وصف المشاعر بصورة جمالية نادرة بالتقاطات وجمل شعرية رائعة
((.لمَ لا أغادر الحزن وأكتحل بوميض ضوء ..
لمَ لا أنسى أني من صلصال وجع وأرتدي وجه القمر))
إستمتعت بقراءة قصة جميلة إحتفلت بليلة الميلاد بطريقة نجلائية فخمة
مودتي ياقديرة

[حسام المقداد]

في حرفك ما يغري بقراءة
سأختطف حراك حرفك في نهاية عام لتكون دليلي إليك في العام الجديد
تقديري
وكل عام وأنت بخير

[محمد وسوف]

أختي الغالية نجلاء .....

شهادتي بكِ مجروحة ولكنني هنا أتحدث كشاعر وقارئ وليس كأخ

في الحقيقة لقد عرفتكِ تكتبين الخاطرة منذ البداية و كدتُ أجزم فيما مضى أنكِ تميلين للقصيدة النثرية

والآن أراك تدخلين مجال القصة ولا أبالغ إذا قلتُ من أوسع أبوابها..

هنا أرى قصة قصيرة شعريّة شدّتني بكل ما أملك من مشاعر لقراءتها أكثر من مرة

التطور الكبير في تصوير الحالة بجمالية رائعة لا أقول احترافية و إنما تكاد تصل للاحترافية

و أنا على ثقة بأنك ستصلين وتصلين مع هذا الجهد الّذي تبذلينه..

تحيتي لكِ الأديبة نجلاء..

[نجلاء وسوف]

القدير ناظم العربي
-----
قراءة أقدّرها لك ومرور فاخم من حضرتك
لك الشكر والتقدير
تحياتي

[نجلاء وسوف]

الرائع حسام المقداد
----
تزهر الصفحة بمرورك الجميل
شكراً لك

[جوتيار تمر]

لقد حضرت بقوة، عفوية الاسترسال في السرد بما يوازي حديث الصحو المتابع لاختلالات ذلك الواقع، لأن السرد المنساب عبر حواراستكشافي للصورة الماثلة عن اي حالة او موقف في الوعي المتخيل به عند الآخر وحده الكفيل بممارسة الافتضاح،و على هذا الاساس لامست في هذه السردية تفاعلا مع الواقع التناصي الذي تبرز فيه التحولات المثيرة التي يتعرض لها الواقع المتناص معه، فبرزت من خلال اللغة التي تشكلت معالمه بشعرية سردية متوازنة.
محبتي
جوتيار

[د.سمر البستنجي]

الله يا نجلاء!
شعرت بأني أمام مسلسل قصصيّ متقن الشخوص
والحركات والأحداث والأماكن
لــ حتى أدركتها كلّها في خيالي..
وإن كانت الغاية"الحب وصدق الوعد" لا يبرر الوسيلة"الاختطاف".
وأكثر ما راق لي ، فوق اللغة الرائعة
هو المغزى ( خطورة التواصل عن بعد بين الأشخاص)
فقد يشعل الحب، الأحلام..وقد يوصل للجريمة.

أشدّ على يدكِ يا نجلاء ..وأقول :الينا بمزيدكِ الرائع.

[نجلاء وسوف]

الأستاذ عدنان حماد
-----
أشكر مرورك وحسن متابعتك
تحية واحترام

[فاطمة يوسف عبد الرحيم]

الأديبة نجلاء

عزيزتي احترت في قراءة النص هل هو سرد ممتع أم خاطرة لها أطياف الإبداع
أم لوحة شاعرية تسجل صدق الحب من أجل الحب
لكني أحبذ للمحبين التعرف على أخلاق كل منهما لأن الحب وحده لايكفي لإقامة حياة سليمة
تحياتي
استمتعت بالسرد واللغة
مع تقديري

[نجلاء وسوف]

عوض بديوي
-----
حضورك يشرف سطوري // أهلاً بك
تحية واحترام

[نجلاء وسوف]

محمد وسوف
------
لن أصل للإحتراف بوجود قامة من ذهب
شكراً لرأيك
تحياتي

[محمد خالد النبالي]

القديرة نجلاء
جميل هنا تكتبين القصة بطريقة حرفية
سردية تأخذنا للبعيد
كنت اقرأ السطر ومتلهف للنهاية
فرات الامل وحب الحياة والنقاء والوفاء حد مع الوجع والخداع الا انه هناك امل والحياة تستمر
وعلينا ان ننتظر الاجمل والافضل
فكنت راقية سيدة تنبعث من تحت الرماد وسنبقى نحلم ونبني ابراجا من الاحلام
اخيرا يود ان يقول انتظري انا قادم فهناك زمن للانقياء
بوركت ودمت
تحياتي
النبالي

[خديجه عبدالله]

شكرا لجمال حرفك......
وروعة كلماتكــ القصصية......
مزيدمن الإبداع........

[نجلاء وسوف]

القدير جوتيار تمر
-----
مرورك يتحف المعنى
شكراً لحضورك
تحياتي

[روضة الفارسي]

نجلاء الحبيبة ما أسعدني هذا الصباح وأنا أذوب في هذة القصة السحر

أعتذر عن التأخير نجلاء لقد وصلت متأخرة.ولكن خير من لا اصل أبدا. آآآه أعجبني تمردك كثيرت أيضا لغتك... كذلك السرد,الحوار أيضا كان رائعا وروحك رائعة الجمال طغت علىى كل شيء

أثبت هذا الجمال مع تمنياتي لك بالألق الدائم

روضة

[نجلاء وسوف]

د.سمر البستنجي
أسعدني تواجدك وسرّني إطراءك
دمت نبضاً كله حياة
تحياتي

[أمين خير الدين]

قصة ترفعك على اجنحة الخيال
لتهبط بك على ارض الواقع
هو العصر... هو التطور..
هو الخيال الواسع
المهم
قرأت
وتمتعت
بالأسلوب واللغة
وبالحب
تحياتي

[نجلاء وسوف]

فاطمة يوسف عبد الرحيم
----
تعطر المكان بنارنج حضورك
أهلاً بك
تحياتي

[خالد يوسف أبو طماعه]

لا شك بأنه نص يغري بالقراءة
ونظرا لطول النص فهو بحاجة لفنجان
قهوة وهدوء تام لنستمتع به وبتعليق
مفصل يليق به وبناصته
لنا عودة مفصلة إن شاء الله تعالى
مرور للتحية والسلام
تحياتي

[نجلاء وسوف]

محمد خالد النبالي
-----
أسعد الله كل أوقاتك وعطرها بالخير
شكراً على مرورك من هنا
تقديري لك

[نجلاء وسوف]

خديجة عبد الله
----
عابقٌ مرورك لك مني المحبة والشكر
تقديري لك

[نجلاء وسوف]

روضة الفارسي
----
بحضورك يكتمل وهج الكلمة ويرتقي النص
شكراً للقراءة والمتابعة
مودتي لك

[محمود قباجة]

فكرة رائعة اخت نجلاء

حب بين اثنين و الجدار الفاصل بينهما اسرة و زواج و اهل
و لكن المحبين لا تقف امامهم الصعوبات و تنحني للاصرار
فكرة الخطف رغم شيوعها الا ان لها نتائج مأساوية في مجتمعاتنا الشرقية


دمت بخير
تقديري

[غفران سليمان عربي]

الصديقة المبدعة نجلاء
قرأتك ..انتقالات واقع .....أحلام وآمالا وانكسارات ...وارتطامات ضعف ...
توجت القصة بجميل المفردة ...وحسن سبكها ..
راقني أسلوبك جدا
امطرتي مغزاك بلغة شبعت من خابية نفس معتقة
لك كل التقدير
كنت وسأبقى متابعة للحرف الجميل
لك تقدير كبير


غفـــــــــــران