ضوء جهاد بدران على ومضة من شعر" له فقط"/أ.حسن رحيم الخرساني - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: الأصمّ/ إيمان سالم (آخر رد :إيمان سالم)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :أحلام المصري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-11-2017, 09:00 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي ضوء جهاد بدران على ومضة من شعر" له فقط"/أ.حسن رحيم الخرساني

لهُ فقط........../ الشاعر حسن رحيم الخرساني
في الليل ِ
يجلسُ على كفيّ دجلة َ
يقرأُ للنجومِ حُلمَ الليلة ِ الماضية ِ
هكذا تعلّمَ أن يكونَ سمكةً
وتكون الكلماتُ نهراً إليهِ ...لَهُ ..
قارباً إلى حُلمهِ الجديد!

لهُ فقط...
عنوان يحدد لنا معالم المقصود من التأويل ..ويتمركز البناء على قواعد ثابتة تخص واحد فقط ممن قصده الشاعر..بمعنى جعل التخصيص بما فيه من أبعاد وأوصاف وصور لذلك المتفرد من القصد..
وهذا التفرد جعلنا نوجّه فكرنا وما يشحذ الخيال من التحليق نحوه فقط للدلالة على أنه له خاصية مميزة عن غيره ترمز لمكانته الخاصة وأهميته الكبيرة...
عنوان يفتح شرفات الذهن بالإحتكاك مع ما وراء السطور وما تحمل الألفاظ من العمق والتأويل...
يبدأ الشاعر ومضته بقوله :

( في الليل..)

لو قلنا ..ماذا أراد الشاعر في افتتاحية ومضته باستعارة الليل أولاً ليبدأ في محكم حروفه..
والرد على ذلك يأتي من خلال ما يوحي لنا الليل وما يرمز له من دلالات مختلفة..
فالليل يوحي / للسكون والهدوء / للعتمة والسواد/ للخوف والوحدة/ لصفاء الفكر والذهن لأخذ حيّز من التفكير الواسع والتأمل بإشباع الخيال/ للتحليق مع الأحلام وراحة النفس/ راحة البدن ليتسنى بعدها التفكير بعمق/ ملاذاً للهروب وللهاربين من ضجة الحياة وابتعاداً عن البشر/ محاسبة النفس وتقويمها ...إلخ
فالشاعر هنا جعل من خلال كلماته ( في الليل)
تحديداً لفترة زمنية تجمع المتناقضات في قالب فكري يوحي لرمزية خاصة نحدد مداها من خلال ما كتب من كلمات بعدها.. لكن عملية التحديد للزمن هنا كانت بمثابة عملية توجيه للمتلقي أن يفتح آفاقه فيما يخص ما يحمله الليل من صفات ورموز...وبمحاولة منه لكشف الحجاب عن الكلمات بما تخفي من معاني عظيمة وبالتنقيب عن أسرار الحروف وأبعادها وعن الرمزية الملتصقة بها..
يكمل الشاعر ومضته بما تحمل من كنه الألفاظ بقوله:

( يجلسُ على كفيّ دجلة َ)

هنا ومن خلال فعل المضارع ( يجلس) لفاعل مجهول الهوية ..يمنح من ذكاء الشاعر أن يجعل الفاعل أداة تنقل في ذهن المتلقي لتتشعب نوافذ التنقيب عن معرفته ووضع معالم متعددة تلائم ما يجد المتلقي من فاعل يقيم عليه بناء المعاني وتحديد الرمز الذي يتسلح به لتحديد هوية الفاعل وفق أهوائه وما يصل إليه ذهنه الباحث...
فمن خلال الفاعل المحذوف جعل لنا الشاعر مدى الرؤيا أوسع ومنح الذائقة الطرب والتمتع بين أضلع الكلمات من فهم ووعي وتذويت للفكرة التي تخطر بالبال...
وهذا يدل على أبعاد التلاعب في الحروف وتنظيمها وفق سلسلة فكرية عميقة يكون نتاجها تحقيق المتعة في تصريف الخيال بجمالية لا نهاية لها..وهذا يظهر لنا مدى براعة الشاعر وإتقانه في التحكم بحروفه القليلة لوضع لوحة فنية تجذب روح المتلقي للتمتع بسفر الألفاظ ومراميها النبيلة..
وأما ( يجلس) وما نتج من معنى الجلوس..فهي تأخذنا لعملية الجلوس التي تعني الراحة وإلقاء التعب والهم على كفيّ دجلة...وهنا تأتي الصورة العميقة المذهلة التي ذهبت بالفكر في عالم جمالي بارع النسج متقن البناء..
(يجلسُ على كفيّ دجلة َ)
الجلوس على كفي دجلة تعني الراحة الأبدية من خلال هذا النهر العظيم ( دجلة) وما له من مغزى ورمز ..يدل على قدسيته وأهميته وشريان العراق الرئيسي..والذي يتدفق في كل قلب عراقي وعربي..فلو قلنا أن الوطن العراق أو الشاعر نفسه يجلس بين كفيّ دجلة فهذا يعني..أن دجلة هو من يحمل هذا الوطن أو الشاعر ويلهمه بما يفيض من جمال في كل شيء..دلالة على قوته وأهميته للعراق..
عدا عن أن الكفين تدل على العطاء وبذل الجهاد والكفاح..ورمز الدفاع عن العراق..وكإن الشاعر يريد توجيه كل من يقف على كفيّ دجلة إنما يتوجب عليه أن يسانده بيدين من عطاء وجهاد وتصدي للطغاة والمذاهب المختلفة التي تقف حائلاً في وجه جريانه وحركته نحو التحرر والأمان ..
الصورة الشعرية هنا كانت بمثابة لوحة فية باذخة الجمال ..رصدت أبعاد الرؤيا بطريقة فذة راقية حققت الدهشة والبراعة...
يكمل الشاعر بقوله:

( يقرأُ للنجومِ حُلمَ الليلة ِ الماضية)

هنا يكتمل نصاب الجمال والسحر..إذ جعل الشاعر من الفاعل أن يتحول لقارئ للنجوم التي مفادها هداية الضالين التائهين عن سبيلهم المستهدف في الليلة الظلماء.. حيث حضرت في الذهن الآية الكريمة التي تدل على هداية النجوم في الليل للضالين وربطها بالضلال الذي يعم البشر وعدم هدايتهم لله تعالى بقوله تعالى:
" وَعَلَامَاتٍ ۚ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُون" سورة النحلَ (16) ...
وكأنه أراد العودة لنور الله للهداية لسبيله حتى يتحقق حلم الغد المقبل...
والقراءة للنجوم هنا حلماً عن ليلة مضت..
ربما تقع على التفقه في الأمور التي تحلم بها البشرية جمعاء...وأهل العراق خصيصاً..
وعملية القراءة للنجوم..توحي للنقاء والوحدة وأن هناك الفاعل الوحيد الذي لا يجد من يتوجه إليه إلا لعالم بعيد عن البشر..الذي فيه راحة الأحلام وتحقيقها بعيدا عن تلويث البشر..وغدرهم ..
قراءة الحلم للنجوم..كناية عن عدم تحقيق تسوية الوضع في العراق من ناحية الأمن والحرية
ليبقى حلم كل مواطن فيها يشكو حزنه وهمومه للسماء وما هلق بها من نجوم تهتدي بها البشرية ليلاً بضوئها الباهت...
وهذا يدل على العجز الكبير في تحقيق أهداف كثيرة للعراق وأهلها..

( هكذا تعلّمَ أن يكونَ سمكةً)

هنا رسالة عظيمة جداً وهدف واضح..
كناية عن التشبث بالمكان وبالأرض..كالسمكة التي إن خرجت من موطنها المائي تعرضت للموت..دليل على عشق الوطن وحب الأرض..

(هكذا تعلّمَ أن يكونَ سمكةً
وتكون الكلماتُ نهراً إليهِ ...لَهُ ..
قارباً إلى حُلمهِ الجديد)

السمكة كما وصفها رب العزة..
"وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" النحل 14...
الشاعر هنا ربما أراد بقوله" هكذا تعلم أن يكون سمكة" ..بمعنى لقمة سائغة للأفواه.. لا تملك القدرة على الدفاع..تتعرض دائماً للإفتراس..
ومن خلال كلمة (تعلّم) نستطيع أن ندرك أن هناك ثمة من مدرسة يتعلم فيها كيف يكون ضعيفاً في مجتمعه لا يقاوم ولا يتصدى لحاكم أو قوة أو قانون ظالم..كمن يتواجد فريق من العمل من جنود الحكما البغاة يعلّمون الشعوب كيف تكون كالنعاج وكيف تكون سمكة سهلة الإصطياد والتلاعب فيها كيف يشاؤون..
هذا تأويل الفرد الضعيف المسكين في غابة تمتلئ بالوحوش المختلفة ..
ويمكن أن تكون تأويل أنه يعيش في بحر الظلمات ولا يملك فيه إلا كلمات تتدفق إليه كالنهر لتكون له قارب النجاة عن طريق التجديف نحو حلمه الجديد...بالكلمات فقط يعبر الحياة نحو حلمه ..
يصف الشاعر من خلال الرموز في الومضة ..قيمة الفرد اليوم وحال الأمة وحال العراق بالذات ..وكيف أنه عاجز عن تحقيق أهدافه بشكل فعلي وفقط بالهتافات والشعارات والكلمات ولا يملك إلا الشيء القليل لتجديف قاربه الحياتي المؤلم نحو محاولة تحقيق أحلامه...مجددا حلمه القديم بحلم جديد لربما استطاع العبور نحو شاطئ الأمان..
فالأحلام تجدد الأمل وتعيد للحياة نبضها ..بالأحلام نرسم وجودنا ونثبت لليل قدرتنا على تخطي الظلام في صياغة حلم جديد للوطن يزهر معه جسد الأمل ويتحقق توهج النور لبسط نفوذنا بالإرادة في عملية التجديف في قارب التواصل للحياة الجديدة المزهرة..
.......
الشاعر الكبير الراقي المتألق
أ.حسن رحيم الخرساني
كنا بين ضفاف وظلال العراق ودجلة نتفيأ الجمال من أعماق هذه الومضة التي منحت الفكر أن يبسط كفيه بين أروقة الومضة ويكتشف جمالها وما غرزت بين مساماتها من تأويلات وقعت على الوطن العراق وشريانها الرئيسي من دجلة والفرات وعلى المواطن الذي ما زال يشبث بالحلم ليصل للأمل في تحقيق الأمن والحرية له ..وله فقط ..لما عاناه من عشرات السنين من اغتصاب ثرواته وخيراته وتمزيقه بالفرق المختلفة...
ومضة قالت الكثير في بعض حروف..فكانت لوحة سحرية عانقت الفكر والخيال بما غرزت من رموز وتأويلات ودلالات كانت إسقاطاً على الوضع الراهن في العراق..
دمتم وهذا التألق وهذه البلاغة في الصياغة والبناء الذي تناسل منه هذا السحر الخيالي الذي وضع بصمته الجمالية بين ثنايا هذه الحروف الراقية..
بورك حرفكم وتبارك قلمكم الرشيق
ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه

جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:09 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط