ضوء جهاد بدران على نص المطر الأحمر ـ صلاح أبو شادي - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :أحلام المصري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-11-2016, 11:37 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي ضوء جهاد بدران على نص المطر الأحمر ـ صلاح أبو شادي

النّاص صلاح أبو شادي
النص المطر الأحمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


المطر الأحمر

ابتسمت الوردة عندما أقبل الربيع
عانقتها رياح عاتية حاولت اقتلاعها من الجذور
هطل مطر أحمر
انتعشت الوردة وأيقظت الفجر
همست لها نسمة لمست أوراقها :
" تأكدي أنك أيقظت الفجر الصادق "
تأرجحت الوردة...


القراءة
ـــــــــــــــــــــــــــــ


ومضة إبداعية متقنة حد الدهشة...من قلم يفيض حكمة وعبرا وفكرا وعلما...
للعنوان وحده نستطيع أن نكتب منه ما يفيض من الخيال من تأوبلات عدة تسقط على واقع فاض فيه الألم وتمرد على الظلم من كثرته وجوره..
المطر الأحمر ...
للمطر تأويلات عدة ..إما يكون سقاية رحمة..أو سقاية عذاب
لكن هنا المطر الأحمر جاء بفنية مختلفة ربما توشح من كلاهما... وحمل بين أحداقه دم الأبرياء..فإما كان ابتلاء للأمة من سقاية العذاب ليعذبهم جراء تقصيرهم في شريعة الله وإقامة حدود الله على الأرض ورفع راية الحق والعدل ولواء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..ونشر الفساد والظلم فيما ببنهم...
وإما كان سقاية رحمة.. لتتغربل النفوس وتستيقظ الهمم من سباتها ..
لنبعث من جديد بروح الحياة.. ليغسل شوائب الفكر من خيوطها التبعية لتحيي روح التغيير ووأد الظلم والطوفان القادم من الشرق والغرب...
وهنا يكمن عملية الربط الإبداعية ما بين المطر واللون الأحمر الذي يرمز لغزارة الدم الذي يستباح على المائدة العربية بأيدي ملوثة مختلطة مع الغرباء...
هنا جاء المطر أحمرا محملا بجثث الأبرياء وطعنات غرزت في قلب هذه الأمة الموجوعة... نزل على الوردة التي تدل رمزيتها على أمتنا العربية والإسلامية...
تلك الأمة التي يتعلم منها كل البشر باختلاف أجناسهم..لأنها أمة حية تصلح لكل زمان ومكان وتتكيف مع العصر وتطوراته.. تستحق أن تكون رمز للوردة..
قال الشاعر: ابتسمت الوردة عندما أقبل الربيع...
الوردة رمز الجمال والنقاء والطهر والنعومة والرقة...ليست كالنخيل بأوصافها..
وهنا كان من الشاعر توظيف متقن لهذه الرمزية...
لأن الأمة اليوم تشتكي الألم والضعف ورقيقة في مواجهة الإبتلاءات والمحن ..بحكم أن ساستها يسجدون للمصالح الذاتية وللكراسي الملونة..والشعب يصفق لوحده بيد مبتورة.. أمة تحتاج لنهضة متكاملة البناء وقواعدها وأوتادها شريعة الله..
أمتنا أصلها ومنبتها الجمال في كل شيء وهي مدرسة لكل شيء وللبشر جمعاء..
فكان من الشاعر إتقان مبهر في تحديد هذه الرمزية التي تعبر عن هذه الأمة التي تنهشها أنياب المارة...
ابتسمت حين أدركت أن هناك من يعيد لها بناءها ويدعم أساسها ويحيي أوراقها الذابلة..ذلك الربيع والسواعد الخضراء التي تدفع عنها الألم.. ظنت بأن الربيع قد جمع العرب لنصرتها ودفع بوحدتهم اقتلاع الجرثومة القاتلة...
لتتفاجئ بتمزيق جديد من الكبار الذين يبيعون بثراها مقابل ثمن بخس وأطماع ذاتية..
وقد عبر الشاعر عن ذلك بقوله: عانقتها الرياح العاتية حاولت اقتلاعها من الجذور..
هنا تكمن قوة الشاعر وقدرته الساحرة في توظيف حرفه باقتدار وجدارة وذكاء وفكر عميق وعلم مدروس واسع...
فعملية العناق تختلف كليا لو قال بدلا عنها.. لمستها الرياح أو مسكتها..
لأن العناق الإستحواذ على الجسد برمته..غير اللمس أو المسك الذي يكون بجزء من الجسد...لذا الرياح العاتية القوية كانت في المكان المناسب في الومضة..أي أنها أحتضنت كل الجسد بقوتها وأصابته كله وليس جزء منه..
هكذا هي الأمة كلها تشتكي من تلك الرياح التي جارت عليها وهزتها بعنف من جذورها حتى كادت اقتلاعها لولا المخلصين الشرفاء الذين يبذلون دماءهم فداء المحافظة على ثرى البلاد المقدسة ووفق منهاج الله وشريعته...
لأن هذه الأمة لن تنكسر أبدا بل تتناسل عزا وكرامة مادام فيها من يسبح الله ويجاهد في سبيل الله...
يكمل الشاعر بقوله: هطل مطر أحمر
انتعشت الوردة وأيقظت الفجر
عملية الهطول للمطر ..تكون إما رذاذا بمعنى خفيفا..وإما يكون بغزارة..
وهنا يكمن الجمال في عملية انتقاء الخرف وغرسه في الأرض الرطبة الطيبة..فعملية الدماء التي تحصدها الأمة متفاوتة من منطقة لأخرى ومن مكان لآخر وبزمن متغير...
ومن هذه الدماء التي تحصدها الأمة أدت لعملية انتعاش وصحوة للضمير وللفكر أن يعمل بتقنيات جديدة تعيد ترتيب أنظمتها وقوانينها..
لذا قال الشاعر عن الوردة بعد هطول الدماء أنها دخلت في مرحلة صحوة جديدة ..عبر عنها الشاعر بقوله..انتعشت الوردة وأيقظت الفجر..
والفجر هنا رمز الحياة المتجددة وانطلاق عمر جديد ..عملية الإيقاظ تعني هز وتحريك للفكر لتنهره عن تواجد مفاسد ومظالم قادمة تنحت في عصب هذه الأمة... وعليها الإستيقاظ والحذر والإستعداد لنهضة قوية حركتها كثرة المحن وتدفق الأزمات والإبتلاءات..مما جعلها من كثرة الألم أن تصحو وتتقوى من جديد..
اما في قوله: همست لها نسمة لمست أوراقها :
" تأكدي أنك أيقظت الفجر الصادق "
تأرجحت الوردة...
***النسمة كانت رمزية للأمل والإرادة ..
وكلمت ..همست ..وتعني الوشوشة والصوت المنخفض ..وهي عملية إحياء لتجديد الإرادة للصمود أمام الأنياب والأذرع الهدامة..وعملية الهمس والصوت المنخفض إنما جاء ليكون التغيير والعمل والتخطيط والإستغداد بطريقة سرية حكيمة حتى لا يفهم كنهها الغرباء فيفسدوا نقاء التخطيط وجدية العمل والتغيير...
والنسمة كناية عن الخير والأمل جاءت مطابقة للمعنى مع كلمة ..لمست..كناية عن اللطف والأمن والأمان والإنسانية...
وهنا يظهر لنا الشاعر فنية حرفه وقدرته على التلاعب فيه وطيه بمهارة عالية واقتدار...
ويختمها الشاعر بألفاظ تتلاءم والعمق والهدف الذي ينشده ويريد إظهار معالمه..
بقوله " تأكدي أنك أيقظت الفجر الصادق "
تأرجحت الوردة...
وهذا تأكيدا على أن الفجر الصادق سيبزغ لا محالة ..لأن الظلم لا يمكن أن يعمر في الأرض مهما طال..لقوله تعالى : ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون" 105 سورة الأنبياء...
ومن إرادة الشعوب وصمودهم في وجه عمالقة الظلم ستحيا الأمة الوردة ويبزغ الفجر الجديد في الجهاد في سبيل الله ..
ولن يعمر ظالم في أرضنا المقدسة وإن طالت أظفاره وامتدت أذرعه..
وبالأمل والفجر الجديد يعود الأمن وتتنهد الأرض وتمطر السماء ما يغسل شوائب النفوس وتتحرر الأرض من وحل البشر ...
ليكون خاتمة هذه الومضة المتقنة ما يتلاءم مع كل عناصرها ووحدتها النفيسة الغنية ..بقول الشاعر: تأرجحت الوردة
والتأرجح جاء من عملية الإطمئنان والراحة للخلود للسكينة والطمأنينة ..وجاء من عملية الإهتزاز بالرضا لبزوغ هذا الفجر الجديد وهو يسبح الله....
وبهذا تنتهي إحدى تأويلات هذه الومضة بما يتلاءم والفكر والخيال الواسع الذي سبح بين أجنحتها وحلق في سماء جماليتها ليترجم ما خفي بين ظلالها من رموز ودلالات كانت تحفة فنية وقدرة كبيرة من الإنسجام التام بين الكلمات والمعاني والألفاظ التي جاءت على هيئة صور وتشابيه جسدت الواقع برمزية متقنة مدروسة تناسلت من هذا الفكر العملاق الذي ينطلق من علم الشاعر وثقافته وحرفيته العظيمة...
التي جمعت من خصائص الأدب ما كان أدبا من نثر وسرد وشعر
وهذا لا يقدر عليه إلا الكبار..
شاعرنا الكبير وأستاذنا المبدع الفذ صلاح أبو شادي
هنيئا لنا بشاعر مثلك يملك من القدرات والحرفية ما يفتخر به
وما تسطرون من جمال في لوحتكم الذهبية هذه..
وفقكم الله وزادكم بسطة من العلم والأدب والنور والخير الكثير






  رد مع اقتباس
/
قديم 11-12-2016, 04:54 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمود قباجة
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية محمود قباجة

افتراضي رد: سلسلة قراءات جهاد بدران / المطر الأحمر ـ صلاح أبو شادي

قراءة واعدة واطلالة تفتح نوافذ الابداع


هنيئا لنا بهذا الطيف وهذا المطر الندي الذي يغدق خيره كلما فتحت صفحات الكتاب




قصيدة شاعر وقراءة في الاعماق يتوهجان بالجمال


احترامي وتقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 11-12-2016, 07:22 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبير محمد
الإدارة العليا
عضو تجمع الأدب والإبداع
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية عبير محمد

افتراضي رد: سلسلة قراءات جهاد بدران / المطر الأحمر ـ صلاح أبو شادي

هنيئا للفينيق وجودك وحضورك
وتألقك غاليتي وعزيزتي جهاد
ووضع بصماتك الذهبية على اوراق تستحق هذا الاحتفاء وهذه الرعاية.
تحية تليق بالناص والنص وهذه القراءة العميقة.
وكل الود والورد








"سأظل أنا كما أريد أن أكون ؛
نصف وزني" كبرياء " ؛ والنصف الآخر .. قصّـة لا يفهمها أحد ..!!"
  رد مع اقتباس
/
قديم 11-12-2016, 07:32 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
منوبية الغضباني
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية منوبية الغضباني

افتراضي رد: سلسلة قراءات جهاد بدران / المطر الأحمر ـ صلاح أبو شادي

قراءة متمعّنة متبصّرة دقيقة لومضة جميلة المبنى والمعنى
تقديري لجهدك الجميل فالقراءة في النّص الآخر إبداع وتقصّ في الإبداع






لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:

سيِّدةً حُرَّةً

وصديقاً وفيّاً’

لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن

لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن

ومُنْفَصِلَيْن’

ولا شيءَ يُوجِعُنا
درويش
  رد مع اقتباس
/
قديم 17-12-2016, 12:57 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: سلسلة قراءات جهاد بدران / المطر الأحمر ـ صلاح أبو شادي

رائع يا جهاد
انت اضافة الى الفينيق احييك واحيي شاعرنا صلاح
هنيئا لنص تمرين به قارئة






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط