غياب الانا وياء المتكلم عن الكتابة العربيه

[محمد الجندي]

غياب الأنا وياء المتكلم
عن
الكتابة العربية
منذ انقضاء عصر التدوين وحتى فضيحة 1967ظلّ الفكر العربي يخوّض في مستنقع النقل والإتباع والعنعنة , عاجزا لا يتجرأ على رفع سوطه وصوته " أنا ابن جلا و طلاّع الثنايا " ولو ظالما , دون أن يستأذن , وصيفا وبغا , ل.... يقول ما قالا له كما تقول الببغا .
حمل الطغيان والغوغاء نعوش أنا : الفتّاك صعاليك الشعر العربي ,وأوزان الخليل , الفيلسوف الكندي ومن عاصره أو تلاه من أهل الفكر , المعتزلة وأئمة التفسير والتأويل وعلم الكلام , ابن سينا وأهل الطب والحكمة , وأنا الحلاج على الصليب , وكتب محي الدين الى المحرقة , وابن رشد الى الموت في المنفى , ولم يبق من الشعراء إلا مدّاحين أو ردّاحين على أبواب السلاطين , ومن أبى فهو مارق , زنديق , كافر , ملحد , وألف فتوى من معمم دعيّ بهدر دمه !!!
هل جال بخاطر المتنبي أن الكتابة العربية قد توقفت منذ الزمن الذي قال فيه :
أذم الى هذا الزمان أهيله فأعلمهم فدم وأحزمهم وغد
وأكرمهم كلب وأبصرهم عم وأسهدهم فهد وأشجعهم قرد
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوا له ما من صداقته بدّ
وحتى فضيحة 1967والقائم أعظم حيث اكتشفوا أنهم لم يكتبوا وقد لا يكتبون أكثر من خطبة ألجمعه ؟
" وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة..."
"وقال لي أنت معنى الكون كله " وقال لي " هذه عبارتي وأنت تكتب, فكيف وأنت لا تكتب" النفّري- الموقف الرابع .
لا اتكاء على المأثور والمتقد س تدرّعت بهذا المقبوس , إنما دفاعا عن إنسانية الإنسان الذي فقد مكانه ومكانته في ملايين التي تلت عصر التدوين الإبداعي ز
ملايين الملايين من خطب الجمعة والمواعظ المكرورة والمتكررة في المعابد وعلى المنابر بمختلف انتماءاتها المذهبية وتلاوينها السياسية والاجتماعية التي أنكرت على الإنسان دوره وعطلت فاعليته في إدامة بناء الكون الذي وجد من أجله وله , ولا معنى فعلي وحقيقي لوجود واستمرار الكينونة في حال تغييب الوجود الإنساني والتعتيم على دوره تحت حجب وذرائع باطله من المحرمات والممنوعات والتابوهات .
خطبة الجمعة والمؤسسة الدينية العربية أحكمت الطوق حول عنق الإبداع بادعائها ثقافة جعلت العرب يعيشون في خيمة ابن تيميه ... ويقيمون الحدّ على المخالف , وجعلت من الصوفية زنادقة ومن عباقرة ما قبل الإسلام جهله وجاهليون وأقامت مع الموروث علا قة طاعة وإذعان لا علاقة حوار أنتجت وقدمت "ثقافة أموات "- خضر الأغا – ما بعد الكتابة , و جعلت العرب موضوعا لتفكير الآخرين لا ذاتا محاوره تحاورهم وصح فيهم قول ابن عربي : أخذوا دينهم ميتا عن ميت , ونأخذه عن الحي الذي لا موت .
------ " ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين " , " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " .
كان الصليب من خشب , فكيف صار من ذهب!!!
يورق الخشب , يزهر الخشب , يشتعل الخشب ,
من الغضب , فكيف صار الى الجماد , من ذهب!!!
في البدء كان الماء , وعلا عليه وجه الحق والخشب .
تبت يدا أبي لهب , هل يا ترى يحتضن الطوفان مركب العرب ؟
في القاع يرقد الذهب ,هل يا ترى نحيا لنرفع الصليب من قاع الذهب ؟
ويستوي في عصرنا ثانية الماء والخشب ؟
كل هذا الركام من الخطب والمواعظ والتفاسير والشروح التي غيبت وعتمت على المتون منذ تصرّم عصر التدوين لا تعدو أن تكون نباتات طحلبية أو متسلقة على جسد منتج أو إبداع عربي لم يتكرر وعلى جميع المستويات الكتابية نثرا وشعرا وحديثا وخطابة وبقي الجاحظ والكاتب وابن خلدون وابن رشد وابن النفيس والمتنبي والمعري والفري مرورا بأهل الفن موسيقى وتشكيل وزخرف وأصوات وأغاني الأصفهاني, قامات نتطلع إليها ونركع أمام هياكلها دون الطموح إليها حتى بالبصر ناهيك عن أمداء البصيرة من مستويات الجنس والدين رغم انف السيوطي والنفذاوي وابن سيرين...وبقينا ندور حول أنفسنا في حلقة مقفلة تبدأ بالبسملة وتختم بالحمدلة وما بينهما من حوقلة وصلعم ورضي الله عنه وارضاه وصلى وسلم وكرم وطيب ثراه ورحم وقدس روحه وأدخله وأخرجه وحشره وووو...وصولا ما أردناه ودعوناه بعصر النهضة الذي لم يزد على أن يكون شمعة في مهب أنفاس حاقدة حارقة جاهلة لفحت بألسنتها أحد أعلام هذه النهضة المهيضة الشيخ محمد عبده فقال : ولكن دينا قد أردت صلاحه أحاذر أن تقضي عليه العمائم
لم يجد حذرك نفعا أيها الشيخ كما لم يحصنه موقعه الشيخ علي عبد الرازق ولا من فكر بالنهوض والنهضويه ممن أتى بعدكما وحتى ساعة الغضب وراء اللحى والعمائم والقلانس التي لم يعرفها محمد ولا صحابته ولا انزل الله بها من سلطان ذقن ولفة وجبة وقفاطين وعمائم سوداء وبيضاء وكهنوت أعتى من الأصنام وأشد تفريقا وتمزيقا بأمة محمد ومن تبعه الى يوم الآيات الشيطانية والبل على الجرار...
توقيا من الوقوع في شرك العنعنة والإتباع والنقل المتعصب الذي يرفض النظر والتدبر ,أسوق ببساطه وبتأويل شخصي حدثا معاصرا :
نزار قباني الشاعر وباكورة أعماله : خمر وحشيش وقمر التي خرج بها عن ؟؟؟قامت عليه دنيا من حاذر الشيخ محمد عبده ولم تقعد حتى قعد وأذعن كسلفه طه حسين , وعندما تغنى عبد الحليم بقثصيدة نزار : قارئة الفنجان وتغنى بها من تغنى وطرب من طرب لها وبها لم يفطن أحد من سكارى العصور أن الشاعر يتنفس تحت ماء التقاليد والمحرمات والممنوعات , ولم ينهض أحد للأخذ بيده وهو يستغيث : إني أغرق, أغرق, أغرق... كلنا غرقى يا نزار نتنفس تحت المال المال المال .
ومن تجرأ على الكلام مثل مظفر النواب : إني أتكلم من قفلي , لعيني قفلنا المقدس الى جهنم سوريا وغزه وجياع الشعب والربيع وما أزهر والخريف إذا تذمر إن طغيان المال لأكبر .
سلميه في 18-9-2012
محمد الجندي

[فاطمة الزهراء العلوي]

دراسة عميقة
ياء المتكلم تحضر الإنسانية التي يجب ان نمدها بخيوط الاستماع

وما يؤلم هو صورة الخطب من على المتابر يوم الجمعة لم تهتم يوما الا بالبدهيات والمرأة...
مليون الف لاء جبرية ذهنية مراقبة لادنى حركة من القلم كي تكسره حين يخرج عن طوعها

هكذا فهمت هذا المقال الذي الغمه الوضع السياسي بقوة

واتمنى حضورك اخي في ما نقترفه من مقالات واضواء حتى تتم عملية اندماج الفكر

وتقديري لحضرتك

زهراء

[محمد الجندي]

فاطمة الزهراء العلوي, وهل قرأت الاسماعيلي ؟ أم انني واهم ّ قامة سامقة في المعرفة ومنح الوجود حقه وأكثر مما يحتمل من الجهد والعمل الابداعي والمتابعه التي تقصر عنها مجموعه بل مؤسسه متكامله من فنيين ومستشارين الخ...
في الانا وياء المتكلم أن نقول مايخصنا ونمتلك الجرأه على الكتابه في ن والقلم ومايسطرون نشارك بكلمات الرب والاسماء "< وعلمنا آدم الاسماء..."نحن الذين تلفعنا بعباءة موروث جف منه ماء الحياة وتسربلنا به حتى لاحراك واصبحنا منذ توقف التدوين , وحتى آلاف الخطب الجمعية المكرورة القادمة توابع وامعات , الكتابة التي اقصد هي الخلق وكما شاء لنا الخالق لا المحنطين والمفترين على حماية الدين وفاة اولئك الاوباش الجهلة " قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي , لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا" هو الصادق دون الحاجة لشهادتي بانه صدق وهو فوق كل تعظيم , أما عن طغيان الدجانب السياسي : يضعون اصابعهم في آذانهم حذر الموت...لاوقت للرفاه والترف الفكري تحت القصف ... فخور جدا بمرورك ويكفي ان يفهمني الحق واحد .

[زياد السعودي]

الضوء يشكركم
لانكم ترسلون فيه ضوءكم

الشكر لكم على الرفد

محبة

[محمد الجندي]

[marq="error"]الضوء يشعرنا ان الامل بشروق الصبح مازال قريبا , من يفصل الادب عن السياسة في هذا العصر على الاقل , كمن يحاول ان ينهض بالفكر دون حامل مادي , ما أجملكم وانتم تمنحوننا بقعة ضوء في صراعنا مع الطغاة الذين يحاولون ليس فقط حجب النت والتواصل والاتصالات عنا عباد الله بل حجب انسام الحياة .[/marq]

[محمد الجندي]

مروان الكريز اخي الدكتور منذر ان نقلك لهذا الخبر يدعوك لان تدعوا كل , نشر هذا التعليق خطأ في غير مكانه , عذرا

[الدكتورة عزة رجب]

لاشك أن الأنا / الياء / بعد الربيع
لاقتا متسعاً فسيحاً {للضيق} بعد أن خسرنا من أجلهما الكثير
إطلاق سراح الياء ..من هو
والأنا ...من هم
كان له ثمنه الكبير ..لكنه عناء استحق امتياز الدماء
ولنا فيهم عبرة

القراءة لك ثراء