لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ مَطْويّات⊰ للنصوص اللاتفاعلية .. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
16-04-2016, 08:09 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
يوم زارنا الرئيس
يوم زارنا الرئيس – محمد الفاضل
- أتمنى أن أقابل الرئيس ، كان يحدث نفسه بهذه الأمنية ، اسم الرئيس له وقع غريب في نفوس أهالي القرية ، فالجميع يسبح بحمده وينام على سيرته وبطولاته الأسطورية . صور وتماثيل سيادته في كل زاوية في القرية ، كيف لا وهو القائد المفدى صاحب الانتصارات الدونكيشوتية ! قرية وادعة تغفو في أحضان الطبيعة الخضراء ، أشجار سامقة ، مورقة تتمايل مع نسمات الهواء العليل ، وترقص فرحاً ، أشعة الشمس الذهبية تغازل شفاه الأزهار ، فتتفتح باسمة . جدول رقراق ، يتهادى بدلال ويغسل جذوع الأشجار الباسقة التي تعانق السماء ، وتهمس لها بسر جمالها وعشقها لخيوط أشعة الشمس ، التي تدغدغ وريقاتها. انسل إلى الغرفة وحاول أن يأوي إلى الفراش ، ولكن بدأت تتقاذفه الأفكار ، حب الوطن يتغلغل في شرايينه . - ماذا سوف أقول لسيادته ؟ وكيف يبدو ، ياترى ؟ - هل سيستمع إلى احتياجات الأهالي ؟ غداً اليوم الموعود ...في ذلك الصباح ، كانت الأعين تترقب ، ونبضات القلوب تتسارع ، سعادة الجميع بحجم الوطن .... ترقب مشوب بالقلق . - ربما سأكون أوفرهم حظاً ، وأصافح يده كان كمن ينتظر حلم حياته . حتى أطفال القرية خرجوا يتقافزون فرحاً بقدوم سيادته ، وهم يرتدون حلة العيد ، نحرت القرابين من الأغنام السمان ، وتعالت زغاريد النسوة . كان البعض ينوء بحمل صور القائد ، والبعض الاَخر يحمل لافتات الترحيب ، التي خطت بعناية . بدأت الأعناق تشرأب ، والجموع تصدح بهتافات قد حفظوها عن ظهر قلب ، - بالروح بالدم نفديك يا زعيم .. – بالروح بالدم نفديك يا زعيم موكب مهيب ، سيارات مصفحة فارهة ، تسابق الريح ، رجال مدججون بالسلاح حتى الأسنان ، أخيراً ، تنازل سيادته وفتح زجاج نافذة السيارة ، وبدأ يلوح للجموع المحتشدة ، وكأنه قيصر روما في يوم تتويجه ! انفرجت أسارير مهند عن ابتسامة عريضة وهو يشاهد حلمه على وشك أن يتحقق ، بدأ يسابق الريح ، في محاولة مضنية للوصول إلى الرئيس . - هل سيتحقق حلمه ، ويصافح يد القائد ، سوف يصبح حديث القرية ! فجأة سمع صوت رصاص ، شق عنان السماء . الخبر الأول في صفحات الجرائد الحكومية في اليوم التالي كان ، " إحباط محاولة اغتيال لسيادته ، العناية الإلهية تتدخل ، الكشف عن خلية لها ارتباطات خارجية ، حفظ الله الرئيس ، يسقط العملاء ! "
|
||||
19-04-2016, 01:13 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: يوم زارنا الرئيس
سرد جميل وتصوير رائع لقضية من الواقع
يحدث مثلها وتزهق أرواح أبرياء لم يقترفوا أي ذنب إلا نقاء قلوبهم وبراءة مقاصدهم تحياتي أ. محمد وتقديري |
|||
20-04-2016, 11:47 AM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
رد: يوم زارنا الرئيس
اقتباس:
صباح عطر يليق بحضورك الجميل سيدتي لك كل الشكر والتقدير أستاذة نوال باقات اقحوان
|
|||||
26-04-2016, 04:41 PM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: يوم زارنا الرئيس
اقتباس:
شكرا على حضورك المميز أستاذ عوض باقات اقحوان
|
|||||
28-04-2016, 06:51 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: يوم زارنا الرئيس
نص ماتع
لغة شفافة تشي بجما لية بلاغية الطغاة لا يصنعون انفسهم بقدر ماتصنعهم الشعوب نص يقول الكثير دمت مبدعا |
|||
29-04-2016, 11:53 AM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
رد: يوم زارنا الرئيس
اقتباس:
وشكرا على حضورك العطر زميلي العزيز تقبل شكري محبتي
|
|||||
21-10-2019, 02:11 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: يوم زارنا الرئيس
قراءة أولى احتفاء بالنص والسؤال عن صاحب النص السيد محمد عساك بخير اخي
ثم لي عودة بحول الله للرد على هذا النص الماتع تقديري الجم
|
||||
21-10-2019, 05:26 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: يوم زارنا الرئيس
أواه مؤلم
ضربة ختام موجعة وواقعية حتى نكاد نلمسها فتلك الرصاصة التي اخترقت صدر الحالم ـ بطل الحدث ـ اخترقتنا الف مرة ونحن نحاول فقط أن نحلم كشعوب اغتصبت أمانيها في ظل سيادتهم قص محكم تركيز كبير على البطل باحترافية قصصية جميلة جدا نتعاطف مع البطل ونشيد بقلم السيد محمد همسة: تشرأب ؟؟ بدت لي تشرئب؟ والله أعلم تحيتي الكبيرة
|
||||
22-10-2019, 04:27 AM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: يوم زارنا الرئيس
قلم رائع يسعدني التعرف عليه من خلال هذه الأقصوصة المتقنة..
و قد لفتني أليه ثناء الأديبة الكبيرة فاطمة الزهراء في ديباجة المنتدى فلها الشكرفهي لا تثني على قلم إلا وهو حقيق بهذا الثناء. لي بعض الملاحظات الفنية البسيطة و التي تدخل من باب الذائقة المختلف عليها و لا ريب. كلمة "الدونكيشوتيه" أبرزت موقف القاص الفكري تجاه ما يقصه و كادت تشي بخاتمة القصة منذ بدايتها وهو سؤال قديم يطرح نفسه كثيرا عن مدى أحقية الكاتب في توجيه قرائه بكلمات دلالية يمكن للنص أن يقود إليها بنفسه دون الحاجة إلى تلك الكلمات الدلالية. ثانيا القصة من منظورها ا لكلي تم طرحها بصور مختلفة التفاصيل و النهايات و هي كذلك تشي بحالة الريبة و التحفز السلبي بين كاتب النص وواقعه السياسي و بطبيعة النص السياسي فهو أكثر مباشرة من غيره من النصوص و يتميز كاتب عن آخر بإضفاء المسحة الجمالية الفنية و احيانا الرمزية و الإيحائية و غير المباشرية على نصه مما يجعل نصه يحتمل النظر إليه من عدة زوايا و يمكن اسقاطه على أكثر من واقع . جملة "و كأنه قيصر روما في يوم تتويجه" جملة دلالية أخرى تشي بموقف الناص الفكري تجاه نصه.. و للسائل أن يتساءل ما فضل قيصر روما على الرئيس الزائر؟ من جمال الخاتمة انها لم تفصح لنا عن المصير النهائي للبطل أحي هو ام ميت رغم أن الرصاص و صوت دويه يكاد يقول أنه قتل و لكن لم يحسم النص موته رغم أن ما قالته الصحف يقول أن الموت ربما يكون أكثر رحمة مما ينتظره لو كان حيا، كذلك من نواحيه الجماليه الصورة الذهنية التي تلقاها القارئ عن نوايا البطل "مهند" و مقاررنتها بنهايته المؤلمة.. كما سمتها أختي فاطمة الزهراء بضربة الختام المؤلمة.. أخيرا يمكن اختصار هذا النص ليكون قصة قصيرة جدا "ق ق ج" ذات رمزية عالية. النص جميل بلا شك لا تنقصه هذه الملاحظات التذوقية بحال من الأحوال. سعدت بالتعرف على قلمك الجميل أخي محمد الفاضل |
|||
22-10-2019, 01:51 PM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: يوم زارنا الرئيس
السلام عليكم
أشكرك جزيل الشكر أستاذنا طارق على ما تفضلت به في حقي وعلى هذي القراءة الماتعة لهذا النص الجميل كما اتفق معك تماما حول إمكانية اقتصادية اخرى ويصبح النص قصة قصيرة جدا ورائعة جدا شكرا من القلب
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|