(جلالة القتيل ـ تيسير حرب / رقم الايداع :ت.ح/ 2/ 2018) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ 📜 ▆ 📜 دار العنقاء 📜 ▆ 📜 ▂ > 🔰 سجلات الايداع>>>

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-2018, 02:32 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

الصورة الرمزية المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

افتراضي (جلالة القتيل ـ تيسير حرب / رقم الايداع :ت.ح/ 2/ 2018)

ويكأنَّ
ـــــــــــــــ

فقدٌ مأهوٌل بالحيطان
قبرةٌ تزاور عن حجرتي
تقرضُني ذاتَ القوسِ
وذاتَ الكمانِ
جاستْ خلال الصمت
تُقاسمُني حِقبَتي ...عُنواني
فلتَفَتَتْ
ويكأنَّ الملامَة صفنتُها حين قالت :
هب انك بالفقد مقترَفٌ
وتقطّعتْ أوتارُك حرفياً
من بعض خِلاف
فتذكّر أنك نايٌ جـداً ...
قصَبٌ يتخللُ أرجاءَ الريح
وكلما غسق البالُ
اسّاقطتْ دفقةٌ صَوبكَ،
صوبَ وَحداني
قُـبّرتي ...
تلك الأسوارُ ملّت لياليَ ليلٍ
منهوبٍ ،
دوّنَتْهُ محابرُ غرقى
ككُحلٍ على هُدْبِ أرداني
ألف نَوءٍ يتقرّى مَسقَطي
يتمترسُ خلف اصطفافِ البابِ
وياما تشقّقَ مِغلاقُه
بعد فوتِ الأوانِ
لا شيء هنا
غير بلاغةٍ هُدرَت
بعدما أغطشَ ليلَها
سقفٌ وعِرٌ فوق كُثبانِ
حتى زرع الفقدُ عوسَجَه
فوق متكئٍ شوكاً
يُتقنُ وخْـزَ أجفاني
وأحاولُ ترتيب أجنحتي
لكن سطورَ الفضا
ناصبَتْ مِخلبي
فاصطفَقَ المدى بالعَنانِ
فأنا ما أضعتُ العودَ
ولا سُلَّمي
لكنَّ أقاصيَ لحنيَ
مُكتظةٌ بالعِصيانِ



طواف
ـــــــــــــــــــ

أوتدرينَ لماذا
تندَّت هذي الكأسُ
في عروق اللقاء
لأن لهفةَ الفوانيس
عانقَت ثلج البلور
فتكاثفَت عيوناً من نواحي رئتي
فاقرأي طوافي
كلما انتويتِ
ارتشافاً وارتواء



حاذر
ــــــــــــــــ

علمتني الصقور ان مسافاتِ الصيد
تُرغمُها المخالبُ قسراً في محاكم الفضاء
فتختصرُ المسافاتِ رغماً عن الطرائد
فالصقور لا تختبئ عندما تُتاحُ المَداءات
لذا حاذر حين تُلقّم قوسَك الطلقات
أن لا تكون بغير اصابع جريئه
فها هوالصقر دونك ، شاهر جناحيه ليُغري السهام ...
أعْلمُ انكَ لست كائناً مستتراً
فالشعاب تفضح المخاطَبين دون أدنى نحنحة
فلن تُواريكَ التخومُ ؛
فإنها أشتالٌ مزروعةٌ بمرابِعي


رُجعاك
الى روح والدي رحمه الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

آه على حال المراسي
حين أوجعَتْ مرافئَها ساريةٌ
ربَطَت أواصرَ قاربي
حين غسَقَ الشراعُ
وانشقَّ قَوامُ العمر الى ركبةٍ وعكاز
وآه على حشرجاتِ ألواني
ـ قبيل شفق اللوحة ـ
إذ دكَنتْ الوانُ العمر ؛
أمكَنَتْ سَفكَ التجاعيدِ
ـ بين مجاري الجبين ـ
إذ وَشَمَت أخاديدَه مذابحُ العرق
على قدر شقائِها قطيراتٍ من تعب
علامَ سُوّيتْ فرشاتُكَ بآخر
ما سَلفَتْ بها " السواليف "
اقسم انك لم تقض نحبكَ
حين حُمَّ الموتُ
لكنَّ كلَ ما سوى دعائِك ماتْ
رُجعاك حيث الرَّجعى
ضيّقتْ على جِهاتيَ الجهاتْ
وأرخبيل العمر بانتظارك
بعد البرزخ بخَطْوة او خَطَواتْ
بجواركَ كُـوّة ٌ محشوةٌ
بنصيبك من الدنيا
خَلّيْها وراءَك جبّانةً ماتتْ
وتذكّر صلواتِك والبَسملاتْ
وطَمئِن خيمةَ الحور
حين تضطجع اضطجاعَ الفارس
إذ فارَقَتهُ الغزواتْ
أبتاه ...إن الحياة جثةٌ
مخفورةٌ أنفاسُها على ظهر الحياةْ
لُويَت ذراعُها
قبيل تُبعثُ الريح والسنواتْ
فلست أدري أيرثوني ترابُـك ،
ام أنها تُجدي رِثاءَك الكلماتْ



لا يوقد الفتيل بالماء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ضيِّقةٌ كانت فجوة الليل
حين أرخى على جفنيه سُدولَ مُحيطه
فاسترخى عليه هسيسُ وشوشةٍ
لأن خُفوتَ همسِها كان أدنى تناغماً من عين السراج
الى أن فاض عليه المساء بلعابٍ مضحوكٍ على حِرمانه لياليَ عددا
ولم يدرِ أن منتهاهُ كان بثّاً مباشراً
من هزيع الليل الى غَسَقي
فيالفضيحةِ البهتان بعدما ذاب المساءُ
وبانتْ قسوةُ العلقم المبثوثِ في ثنايا الشراب
ويالبؤس همسٍ حين يُراق على معسوله
صخبٌ يكدّر أنسامَ اللقاء
وكأنّي بجبينه ـ إذ رأى عين الرقيب من فتحة المغلاق ـ يطرق إصباحه بتهمةٍ
موثوقة بزاويةِ الإتهام
إذ انتقَضَ وضوءه
لكنَّ ارتعاده ـ في ذات الآن ـ فَرَدَ سَـجّادة الخوف
وكبّر تكبيرة الخشية
وكأنَّ مضمَضَةَ فِيهِ ما غفرت ثرثراتِ الليل
فابتلع لوثةَ الكلام
يا هذا
لا يوقد الفتيل بالماء
فالذُبالة لا تعي سوى زيتٍ مُعَـدٍّ بزناد
يوقَد في مواجهة العتمات
ويعتلي سراجها سُـدةَ المشكاة



والرصاص اذا هوى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

والرصاص اذا هوى
تناهى الى أعالي المِقبض
الجديرِ بكفّه الوشماء
بالمعنى الوحيد للشهيد
إذ كان في منتهى الزيتون
يشحَذُ خنجره على مَسَانِّ الصمت
يُحدّقُ في نَواةِ الحجَر
فانبجستْ من عينيه
خَطوتان من شَزَرٍ
الى أن خَفقَ الترابُ بالجواب
جواباً أشعثُ من رمادٍ
يتراءى في نية الـنار
وكأن خفقةً ثانيةً لوّحَتْ ؛
أن أشعِلوا الدخان ...
أفرِغوا الإنتظار من الدار
فالكلام معقودٌ على أُهْبةِ المِقلاع
ولو مشّطوا التراب من الغبار
هذا المساءُ سيعقِدُ السِناجُ قِمتَه
على طاولاتِ الحاطبين
حريقاً من بلّوط اللهبِ
الذائِبِ والمُذاب
فإن هي أمطرت ...
فرَطَتْ وصايا البنادق أزنادَها
ولَعلعَ الصمتُ أزيزاً
على طَرَش الساكِتين
حينها اسمعْ شخْب المَزاريب
وما أدراك ما مَصباتُ المزاريب
وحينها لا تدري
بأي أحمر يُسطّرالسائل
إن أصاب أو أُصيب
فالصفيحُ مَل التخاشيبَ
واندسَّ بين الجمر والبارود
وفضَّ عن أقاصيَ الرماد
جناحاً يهش أوائل الشرر
فينيقاً " ظريفَ الطولِ "
يُقسِمُ بالرصاص إذا هوى
وأمطرهم
بحجارةٍ معصوبة الجبين غرابيب
فإنها ليس لها كاشفةٌ سوى الراجماتِ
مثنى وثُلاث وسُباع
من شمألٍ وجنوبٍ
رغم أنف الأعاريب


شُهُب
ــــــــــــــــ

أيُّ أعيادٍ مرّت من هنا
أبهجُ من شُهُب الراجماتِ
إذ طوّقت سماءً تليقُ بالتحليق
وتهوي كاللظى إذا هوى
تتربّص بهم ريبَ المَنون ...
قل لي بربك :
أي الأبجدياتِ
أوجع فيهم فصاحةً
من نار السموم


سُـوْرَةَ البارود
ـــــــــــــــــــــــ

لأنّ العَتاد مخصيّ المدى
بندقيةُ قيسٍ
رصّتْ حَشاها
بذِكْر لـيلىْ
كُـحلُ عينيها
ضاعَ مِرودُه
وتخـثّرتْ سُبل
الطريق الى هُـدبها ...
ضاق القلبُ بلَحمِه
بسَط سَجّادة القِبلة
تِجاه البَوصلة
وقال: حيَّ على المَماتْ...
داسَـهمْ...
فأوجزَ رصاصةَ المسافة...
لأنّ سُـوْرَةَ البارود
تنزّلت بآياتٍ
رُتّـلَتْ ثَـكْلىْ


أنّة وأنين
ــــــــــــــــــــــــ

بين باء البصيصِ
وشينِ الشفاء
كأني ـ بين يدي الطبيب ـ
ذبيحٌ بكاملِ سريره
يرقدُ بين بِيْضِ المشارط
وحمائم الرحمة
في جولةٍ أجُبُّ بها أورام السنين.
أقصوصتي ...
ما احتملَتْها وعورةُ الخطى
في ترابٍ لطالما كابر شقوق الوجع
فأمسى فوق الاحتمال.
فكيف أمشط العبارة
ليعلم الصحاب حدود سريري
بين
صدايَ ، وأنّتيْ ، وأنيني







الناي
لستُ الومُ الناي
إذ تَكسّرَ لحنهُ
حين لم يجد عازفاً
غير زفيرٍ من حشاي
لكنَّ عمى اصابعي
لم يبلغ سنَّ العزف
بين أناهُ وأناي
ولم يحسنْ مراودةَ القُنوتِ
بين ثقوبهِ ولظايْ



عناق
ـــــــــــــــــــ

أطفِئي البوح
واندَلِقي
بين اذرع التلاقِ !
ونداءِ يدايَ
واصمُتيْ !
الى انْ يُراقَ
دم الكلام !
ودعي اللغات
تطوفُ وحدَها
في فَلكِ العِناق !



جلالةُ القتيل 1
ــــــــــــــــــــــــــــ

طردوه من منتصفِ السطر
فتعلّق استفهامُه
بسقف جملةٍ كانتْ محض سؤال !
تعثّرتْ خطاهُ برماد الاجابة
الى أن سَقطتْ أوداجُهُ
على شَفرةِ السيفِ
فازدحمَ الشَخْبُ على عَتبَة نَحره
فثلّمَ مقبَضَه ،
ووسَّـخَ التِماعَه الصقيل ...!
ولم ينبُـس دمُه باحتِضار
جُرمُـهُ فاقَةٌ تتضور غربة
وماؤه جارٍ يطارده نهر ...
صفيحُ داره يزعجُ المطر
ويسترُ الصقيعَ بأنفاسه
فصولُهُ تعاندُ المواعيد
وأوراقُهُ تتأبّى السقوطَ في الخريف
لم يرضَ الاصطفاف
كبقية الجُثث ...
ويأبى ارتداء الكَـفَن
مع سـبْقِ التهمة ، والحوار
عَجنوا بنودَ التهمة
والشفرةِ ، واللحمِ معـاً
في إناءٍ رخوِ الضمير
في الهزيع الأخير من القاعة
ولا يزال القتيل جيشاً من الخلايا
يحرر الدمعَ إن تلعثمَ الجفنُ
ودماً ـ بين قوسين ـ يزأر
في الثلث الأخير من الدفْن



جلالة القتيل 2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ابتلع روحَه - القتيل - عطشاً
وما رفّ لأكفانه جفنُ
وراح يرمّمُ صدعَها - إذْ صهَلَتْ -
بمِسلة تمرُّ مَرَّ الموت على آخر إغماضة للقبر
وعلى مقاسِ الصقر إذ يراوغُ فضاءه
يواريْ هيبتَه تراب الغمام
وفي عينيه سهامٌ مُصوّبة على مقاس القمح ...
أيُّ جسارة تعقِد قمّتَها على طاولات النسور
وتُمليْ على الجناح شروط َالمخالب
أنْ لا تخاطبني بغير التراب
وتشهدُ أن لا قمح إلا فلسطين
ومَوّاليْ يَحدُّهُ غرباً منتهى الطلقات
مغزولةٌ أعصابها "بحِطّين "
وعيونُ كوفيتي ما أطبقتْ أهدابها منذ "ياسين"...
ليس قتيلاً من يشعل الصمتَ في ضجيج قلبه
ويلظمُ الطلقة بشرايين العتاد
وحين تعاقرُ يد الشوق خصرَ سلاحه
تنتشيْ مراهقة الرصاص ،
وتحمرُّ خدودها
ويذوب في حضن الرصاص الزناد
تُنازعُه "الحواجز" ليهطل ضوضاءَ شظايا
ومفرداتٍ ليست مسئولةً عن الزرع
إنْ تصدّع صدر القصيدة جرّاء الزعتر
او انفلتتْ جدرانٌ ، وإجاباتٌ ، ورُدودْ
فالرماية مثنىْ وثلاثَ ...ومِقلاع
احتسىْ كأساً قدسي الهوى
ما انشطرتْ ذرّاته بعدُ
ولجام خَيلِه تروادُ فارسَها
كلما تهارشتْ مجنّداتٌ بجُنود
وأبىْ تَسوّل مدينَتَه من حقائب المتتلمِدين
كلما شاغبتْ حجارةٌ على أطرافِ الحدود ...
فاتنٌ جسدُ الخريطة ... مترعٌ بالزعتر
والروح تُلقيْ بفيضِها على أطراف "بصطاره"
يلبسها كاملة ، لا يشركُ بها أحداً
يُناوحُ والعادياتُ في مهب الحقول
كأنه ما عَزبَ عن كُرومِها مثقالَ عُنقود
هيهات ، هيهات تَفهَم الممرّاتُ احتدامَ النَّحل
إذ غادرَ الدحنونَ الرحيقُ
والطرقاتُ ما وعَرَتْ عناوينُها
ولا تبرّأتْ جثةٌ من شهيدْ
أيتها الخناجر !
خوضيْ معترك النّقاش !
فإنها رَكّتْ بلاغةُ السلاح
وما نَشِبَ في الزناد أزيزُ الذخائر...
إنّ أوتاد الخيام تشحذُ أنيابَها
فحاذروا حِراب الخيامْ ...
وهأنذا أشلحُ روحي الى أجلٍ مُدمّى الخَطَوات
وأركَبُ موجةً وثُـوْبَاً ؛
وإنْ خَلتْ من بحرها الموجاتْ
فزمجرةُ الرصاص تحدونيْ ...
تُقاسمُ بندقيتيْ صرعىْ المسافاتْ



ليلة جوعى
ـــــــــــــــــــــــــــــ

مساؤكِ أشْعرُ
من قصيدةٍ
يرتديْ همسُـها
دلالُ معانٍ ؛ شفيفة الرداء
فالسـاعةُ – الآنَ – أنتِ
فأنا من طلَى المساء هدوءً ،
وانا أجوع لحظةٍ تلتقيكِ
فاسدُلي ستائر اللقاء
فلا زال رسن القريحة
في لساني ؛
والناقوس الذي يقرع
ابحر الشعراء ...
فليت الفراشة تدري
ما القوافي ...!
وما أعدّ الزهرُ
من رحيق المساء
هيَ قافيةٌ سَكرى
انهملتْ من رضابِ الشعرِ
وامعنت في حضن الليل
ثمالةً والأرجاء
ياااااا سميرة الليل !
ألا تستقيل عيناكِ
من " داحِسِ" هُـدبكِ
" وغبراءِ " الجفون
دُخَاني حبيس ،
فاشـعِلي وقدةَ الرمضاء
وأحطاب السكون
فلستُ احتملُ تهدّل الأشْـفار
ولا الأسـفارِ
في مرايا العيون



هطول الكمنجة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بُوحيْ بالذي باحتْ به القوسُ
على رمشِ الكمنجة
ضفيرةَ لحنٍ تسفِكُ
بَحّةَ الآهِ على شفةِ الوتر
تَهميْ جيئةً ورَواحاً
كأنها وترٌ يدوسُ أوجاع أوتار
نشيجُها يقرأ سُلم انتحابي
يرتِّب عناوينَ الدمع على سطورِها
ومالكُ الحزين
يعزفُ أسئلةً
يأكل نارَ جفافها
يقودُ نواحاً سجيناً
يُلملمُ اللحنَ الحبيسَ
يفكُّ أزرارَ إطراقِي
ويفضحُ اندلاعه حضيضَ أغواري
تسّاقط الأنات حتى تعرّقت أصابعها
وبكىْ كتفي
والقاتلُ القوسُ
بَريءُ المنصة
يفرّج ازدحامَ المآقي ذات عزفٍ
يَشنُّ على الجوى قُنوتاً منزوعَ الإسار
أسايرُ القوسَ على مقاس شهقةٍ
فتُحرَجُ العين بشِقِ دمعة
تعرَّقَ جفنُها
تكظمُ حُزنَها باختصارِ
جبينُ القوس يسند صدعَة
جيئةً ونحيباً
تنِثُّ حناجرُه هديلاً ذبيحَ اللسان
يُدمِعُ الأسماعَ بُحاحُه
تتوقُه النفسُ مندلقاً
وتسافُر في إغماضتيْ
رشحاً دامعاً - شُروخُه -
إذِ الحمائم استلَبَتْ أعشاشَها أسواري
ليس للبوح في معتقلاتِها مخدعٌ
ولا للجوىْ في كهفِها أكدار
ترتّقُ انكسار شقوقها
تسمعُ لظمَ الجرحِ لمّا التَوتْ يدُ القوس
تجزُّ على أكتافها نَحرَ اللحن
وريشةٌ نزَلتْ في ساحِ البياض ترتيباً
لأثلامي إذ تاهَ رَواحيْ ، وضلَّ إدباري
استناحَتْ صمتَ السامعين
تبعثرُ الأنواحَ
كأنّها تستمطرُ حزنَ الغمام
سائلاً منصهراً في انحداري
تُرددُ مُعلَّقةَ البوحِ
في عُكاظ مسارِحيْ
وقد أسرىْ بها
صُداحٌ ضارع الجفاف
وماطر الأشعار
هي لحنُ وعدٍ فات ميعادُه
وخنقُ أنفاسٍ وإطلاقٌ لِسرَاحِها
ورجيعُ صدىً تُرتِّل
أمداؤُهُ شظايا انشطاري
يندلقُ الوترُ من عَتماتِ الحَشا
وتصّاعدُ عقيرةُ الأسىْ
تلفحُ أوجاعَه
حتى مطلعِ القصيد والإبحار
أنا منقوعُ لحنٍ سادرٍ
قُـدَّ قميصُه
لمّا توغّلت في شِعابه
منتهى الأوتار



مَناسِكُ الرصاص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يعقدُ نية الحجِّ الرصاصُ
الى أوْلى القُبَّتيْن...
بأزيزٍ مرتّل الآيات
بفتوى البارود
أنّ الحج – هذا القرن –
تحت وقع الطعنات
وقوفاً " بقُرنْطل "
وإن أفْتتِ المآذنُ واللاءات
تدجّجَ بمدارات الطواف
ويعلمُ أين يسعى
إن اكتظّتِ المداءات
بين " صفا " البندقية
"ومروة " الخَلاص
أزاح أسمالَ الصبر
عن نيّة العَتاد
المُسيِّل للقِناص
وضَبطَ بندولَ طلقته
وجاسَ خلال الحَجيج
ولما آنس مَهبَّ القَصاص
جبُنَ المرمى ، والعربات...!
هنا خشع الزنادُ بأجزلِ الطلقات
وأمطر " الجَمرات "
وقد " استطاع اليه سبيلا "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُرنْطُل :جبل بمدينة أريحا في فلسطين



قُدّي قميص الانتظار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تَيممتُ بنظرة تُجيز الصلاةَ
في مِحراب قلبها المُبلل بالانتظار
واستَمحتُها بنظرةٍ اخرى
ـ رغم احتشادها بخجل يتنقّبُها ـ
فلمحتُ بصيصَ بسمةٍ
تتندّى ببعضِ حُوار
فقلت : دعي القلب يرسم وشماً
حيث اودَعتِه ...
لا عليكِ ؛ ستُدركُه قوسُ كمنجتي
بلحنِ الّلجوءِ الى مقتلٍ
تُقاسُ أوجاعُه بالنار
بكلِ الحروف ؛ انا شرقيُ القوافي
فتعالي ، فادلِيْ بغسقِ القصيد
ولا تستدرجي بَوْحيَ المُدمّى
على اكتاف المساءات اليتيمة
وانا اقتعدُ بفارغ الندى
وعداً معتقل الخيار
فُكّيْ ازرار العيون
فلا زلتُ أكنُّ لها كل انسجام
ومنذ اندلاع هُدبُك في مهبِّ شِعري
آنستُ خَفقةً تَشظّى صدعُها
بعد إذ كان القصيدُ مُقْعَداً
غدا – الان – ملحمة بستةِ ادوار
يا سميرة القصيد !
كأنّي غيمة – الى غير مأوى –
تطاردها الريح
إذ تدبُّ المساءات دبيبَها
الى قابِ رمشين او أدنى من الأشفار
الوقت من هوىً
وقلبي أولُ سكّانه
لم يَغُـطُّ بعد في الجوى
فتعالي أقاسمك اللقاء ...
تعالي ودَعِي الحمام
يساجل حجةَ الماء وجوع الحنطة
فإني لا اسألكِ ردَّ العزف
فقلبي في متناوَل القيثار



رشحٌ من لِحاءِ الرحيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دنوتُ وقد تضوَّرَ الغروبُ
يومَ عشى لسانُ ورُودِك
عن مصبِ الماءْ
يوم كنتُ أتوجس فيك عوماً
آناءَ السواحلِ ، وأطرافَ الجُزُر
أنا ما قصَدتُ أُمعنُ في قِشرةِ ماء
ورمضاؤكَ زخاتُ عطشٍ
تَلسعُ خُواءً يتلظّىْ
بين انتظارٍ ولقاء
كم ترادفتْ أمواجُك
على رواسخِ جُزُري
لكنَّ جنابةَ مائك أفسدتْ أقاصيَ الوضوء
ونُقصانُك شرذمَ لونَ العذوبةِ نِداً للشتاء
وعدتكَ أن لا أعومَ حافيَ الكَرىْ
فمنْ وشى بعذبِ زلاليَ
ونشَّفَ فاصِلةً
أسكتَتْ حُنجُرةَ الخرير؟
أنا لم أنتمِ للمراكبِ إذْ وَعَدَتْ ...
لكنَّها أبتْ إلا
أن تفسّر جاذبيةً أُخرى للوراء
فشِراعيَ يَتوكأ
على وحيٍ ذائبٍ في النَّقاء
ولستُ أمَلُّ تصدُّعَ حتفيَ
إذ صِرتُ ريشةً
أبْكرَ في هُدبِها الرحيلُ
لكنَّ كتِفَ كمنجتيْ أبتْ إلا اضطجاعيَ
على شَراشفِ الغروبِ
وجزائرِ لحنٍ داكنٍ
ذائبٍ في المدى القاني
أصوّبُ ساحلي
الى القادمِ من غِناء
تغادرُني وتُبقيْ حَتفَها
بَوحاً يرشَحُ من لِحاءِ قلبيَ
حتى أطبقَ
على القصيدةِ شرودُ المساء



حفيظة الماء
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

بادَرَ برصفِ الوادي زوارقاً
أثارت حفيظةَ الماء
تُهتُ بينها...
ففوجِئتُ وروحيَ تُعجَنُ بين الوحل والخرير
لا تغضبي أماه...
فكلُ ما في القهر ؛
ثيابُ رحلتي اتّسَخت ْ !
فعاقبتني زوابعُ الضمير!




فتوى
ــــــــــــــــــ

أفتوني
فيمن لم يبلغ سِن الفِطام عن الحرام
نصابٌ ، جائعٌ
لا يخشى في اللقمة لَوْثة
ويلحسها بفتوى خميصةٍ
وسُبحتُه تُطوّقُ ما تنزّلت به الفتاوى .
لا اقصد احداً بعينِه
بل بكِلتا عينيه
فليلتقيني هنا عند آخر نقطة في السطر



سلسبيل
ــــــــــــــــــــــــ

ضريرةٌ أصابعي ،
وما أجملَ الضَرارةَ
إذا غرِقت في شلال شَعرٍ ؛
تدفقَ من سلسبيلِ الضفائر
فظلتُ أجذّفُ
حتى شَـرِقَ العمى
بغَدائرها وغُدرانها
فأسفر عن
خمسٍ في يدي بصائر






عدد النصوص : (11)

المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
أكاديمية الفينيق للأدب العربي

جلالة القتيل ـ تيسير حرب
المادة محمية بموجب حقوق المؤلف عضو تجمع أكاديميّة الفينيق لحماية الحقوق الابداعية
رقم الايداع :ت.ح/ 2/ 2018
تاريخ الايداع : 1- 3- 2018







  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط