العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 19-02-2019, 07:05 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمود قباجة
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية محمود قباجة

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


محمود قباجة متواجد حالياً


افتراضي غفوة الذاكرة

أنتظر الغيمة بعد فصل طويل عطشى فيه الدمعات، أنتظر ذاك الطيف الأبيض الذي يرتقي كلما لامسه الدفء وكلما تواصل مع خيوط الحنين، تنتظر العين نظارتها المذيلة بخيوط الشمس الذهبية، وتبحث عن حلمها الراكد بين التكدسات المتجمعة بين سماء وأرض. تهرول الخطى بين المسافات وتدوس الأزاميل والأوتاد.
داهمتني الليلات بين يقظة الفكر وغفوة الذاكرة، داهمتني وهي تكلل الرأس بتيجان الوقار ، تستطردني وتطاردني وأنا بين لهفتين أعتصر، لهفة تجمعني كيانا ولهفة تعيدني طفلا من زبد البحر يرتشف.
في ذات صباح أشاحت الكينونة الصامتة عن وجهها الممرد والمزركش بألوان الوشاح القزحية، عينان نضاختان واللمى رسم ومنوال ، تلتحف البراقع ذات الزمهرير خاطف الأنظار. من ألف ليلة تستقي الأحداث، ومن الاسقاطات تستعير الصور، تسمي نفسها بجذور الأرض وتصف القلب بمسميات العابرين على الطرقات، تخط البحر وترسم الشاطئ وبين المد والجزر ترسم تموجات التيه بين قمم الذرى وانخفاض الوهاد، تقذف الكرات السكارى التي تشربت من ثمالة القرار بين ذرات السفوح.
تغمضني وأنا ما زلت أستجمع التمتمات لأتابع التلفظ بالدعاء ، أعدو صمتا في حقول القواميس، أفتح العين لتمكنني من التقاط حبات الكرز الهادلة وأتفحص ألوان العصافير المنشغلة بزقزقاتها الهستيرية على الأغصان. تستوقفني بعد غياب تلك النرجسة التي تدق أجراس عودتها، تغفو حين غفلة على صفحة المرايا
انتظر وأنا ألاطف كل طيف يتلحفها
تميل عن يمين وشمال
تستحي وأستحي من خلجات الصمت بين الحواشي والترددات، أتابع التفحص متأهبا للغزو وشد الوثاق.
صبور في لهفة عذراء
تتجاوز المدى في أبعاد ثلاثية ، لها في حكاية المرايا ألف لون ولها بين القوارير خير مثال.
تغزل صبوتي بين الحبال السرية ، تربطني بأكسجينها وتغذيني من رضاب يجري بين التدفقات في وصال الشريان.
تعاتبني كالحياة في صحو القناديل ، تطفئ الظلام ليتجلى النور والضياء، تسبر مدن غربتها لتعود إلى زهرة المدائن وتصلي في الأعياد والقداس. تجمع أضلعي من معاجم البلدان وتنعت الغيمات بالوجل في حرم المثول.






  رد مع اقتباس
/
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:39 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط