رسالة من دجاجة عتقية لخروف بلدي

[احمد المعطي]

عزيزي الخروف البلدي «أقأقيء» لك السلام قبل بدء الكلام، وأكتب لك هذه الرسالة بريشة من ريش الذنب، مهنئة لك باقتراب الشهر الفضيل، رغم ما تجلبه علينا هذه المناسبة نحن معاشر الدجاج من كوارث ومصائب، فالناس يقبلون على لحم «ذوات الجناح» تعويضا عن لحمك الاحمر، الذي جعلته الاسعار بمنأى عن أضراسهم و«طواحينهم» بل جعلتهم ينسونك ولو الى حين،رغم ان الله قد فضلك علينا نحن «ذوات الجناح» حين جعلك فداء لابن ابراهيم «عليه السلام»، وهذا والله شرف لك عظيم.
عزيزي ابو لية اكتب لك بجناح مهيض، وانا أقبع في قفص حقير، بانتظار المصير، فإن لم تنل مني سكين الجزار فالانفلونزا بالانتظار،... أتخيلك ببدلتك الصوفية البيضاء تتبختر في البراري، ترعى العشب الاخضر الندي، بعيدا عن ضوضاء ماكينات «نتف الريش»..الله لا ينتف لك ريش «اقصد صوف» .
قديما دخل الفلاسفة في جدل عقيم، فقال قائلهم إن الدجاجة وضعت البيضة، وقال آخرون: بل البيضة هي الاصل، وفيما بعد جاء من فكر وفكر، فقتل كيف قدر ثم ..ابتكر فكانت «الفقاسة» التي حرمتنا متعة «الرك» على البيض.. سرقوا بيضاتي ووضعوها في «الفقاسة».. وفقست صيصان، ولكنها صيصان بلا اصل، صيصان «حرام».. لا أمها دجاجة ولا أبوها ديك!! رغم أن لها أجنحة وريش بلا لون، فهي لا تقأقيء، ولا تطير (مثل باقي الدجاج من خلق الله).. كلها دجاجات -الله وكيلك- وما فيها ديك واحد يسبح ربه.. ايه ساق الله أيام الديوك!
خروفي العزيز هذه «الفقاسات» جعلت «اللحم الابيض» بسعر الفجل، وأفقدت الدجاج عزته وكرامته، رحم الله ايام كانت الدجاجة منا دجاجة( (بحق وحقيق)، حتى ان العشرة من بني آدم يلاحقون الدجاجة ولا يستطيعون الامساك بها.. ويا روح ما بعدك روح.. أخ ما احلى الحرية.. كانت تخلي للحياة معنى... اليوم -واحسرتاه- الدجاجة ما ان يقترب منها الجزار حتى «تبرزخ» دون ان تبدي اي مقاومة، رغم انها ترى مصيرها بأم عينيها،فتستسلم ولسان حالها يقول: اذبحني وخلصني.."جاج مواكن".
صدق او لا تصدق.. نحن «جاج المواكن» على الرغم من ضعفنا وقلة حيلتنا، وهواننا على انفسنا -قبل هواننا على الناس -اصبح لدينا سلاحاً لم يكن في الحسبان، يعتبر سلاحا بيولوجيا بامتياز، رغم ان الحبيبة «امُّ ريكا» لم تصنفه بعد كسلاح دمار شامل، إنه سلاح «سالم ونيلا» الذي حقق نجاحا مذهلا هذه الايام، فخفف عنا ضغط حد السكين قليلا، ولا بد انك سمعت عن مجزرة الشاورما. ..
ما علينا..انصحك نصيحة -والنصيحة زمان كانت بجمل ولا ادري لماذا الجمل بالذات ليش مش بالعملة الصعبة مثلا- هل لأن الجمل فحل؟ ام لغلو ثمنه؟ ... المهم يا عزيزي اريد ان اقول لك: إياك ثم اياك ان يصبح مصيرك مثل مصير «جاج المواكن».. خليك كبش ابن كبش، وخلي قصة النعجة دوللي بين عينيك.. وصدقني انني «اغبطك» -ولا احسدك- لأنك من الثدييات، و«مش بياض» مثلنا فكل الظروف تعمل لصالحك، رغم اننا نحن وانت «كلنا في الهم شرق» كما يقولون، وما السكين عن رقابنا ببعيدة، ابعدها الله (ولو مؤقتا) عن رقبتك..
عزيزي ابو لية اخيرا، اتمنى لك طول العمر، واسأل الله تعالى ان يغلي سعرك، ويرفع قدرك، ويحرم -المتخمين- لحمك، اما الفقراء، فلا قدرة لهم حتى على لمسك.. آمين آمين. اما انا، فقد أديت رسالتي، وسلمت أمانتي، واستودعك الله، فها هي سكين الجزار قد برقت لي تتلهبُ أمضى من القدر المتاح وأغلبُ...وها هي يده تمتد الي.. وقبل ان تصل الى عنقي اختم رسالتي هذه على عجل واهديك أغنية عبد الحليم: جزار.. عفوا جبار جبار جبار...قاق قاق قا..ق.. ق.ق.

[حسن سلامة]

...
عزيزي الاستاذ اعحمد المعطي
سلام الله عليك ...

لك التحية حتى يكاكي ديك الصبحية ..
وشكراً لك على هذه المزرعة الوارفة والديوك الناشفة ، والخرفان الوهمية ..
.. نص طريف يحكي بعض واقع الحال ..

تسلم يا صاحبي

[سمرعيد]

ياعمي الديك لاتبتئس ولاتيئس،

ياصاحب الألوان الزاهية،والعرف الجميل الأحمر يتوج رأسك ،
تختال في مشيتك بين الدجاجات المعجبات بريشك وألوانك..
وصياحك الذي يوقظ الفجر من غفوته ، لتنهض الحلوة (تعجن في البدرية)
حسبك الحديث الشريف الذي قيل فيك..

عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ‏ ‏رَضِيَ اللهُ عَـنـْهُ‏ ‏أَنَّ النـَّبـِيَّ ‏ ‏صَـلـَّى اللهُ عَـلـَيْهِ وَسَـلـَّمَ ‏‏قَالَ
‏إِذا سَمِعْـتـُمْ صِـيَاحَ الدِّيَـكَـةِ فـَاسْـألـُوا اللهَ مِـنْ فـَضْـلِهِ .فـَإِنـَّهَا رَأَتْ مَـلـَـكـًا
وَإِذا سَمِعْـتـُمْ نـَهـِـيقَ الحِـمَـار فتـَعوَّذوا بـِاللهِ مِـنْ الشَّـيْطـَان .فـَإنـَّهُ رَأَى شَـيْـطـَاناً
يكفي الحديث الشريف الذي قيل فيك

دعك من الخروف المتعجرف ،أبو لية ، ورائحته ..
فقد أصبح يكلل مناسف الأغنياء والزعماء، ويدخل جوفهم المليء بالأضغان..
وكن.. دائما طيباً ،لذيذا على موائد الطيبين..
شهي أنت كيفما كنت، مشوياً، مقلياً ..(شاورما) أم ( بروستد)
ولعلمك..
أنا أنتظر صياحك كل يوم ، لأستقبل يوماً جديدا حافلا بالأمل..
وأضبط ساعتي على صوتك الجميل..
في موعدناالدائم في (البدرية..)

سلام وتحية..

المعذرة ..
كتبت الرسالة على عجل إلى الديك الفصيح زوج الدجاجة العتقية..
ولم أنتبه للدجاجة المسكينة صاحبة الرسالة الأصلية..

[فاطمة الزهراء العلوي]

هذي ساخرة ولاذعة وقوية
اهنئك
السخرية فن صعب جدا اقولها واكرررها
قليل من يتقنه
وقلمك واحد من هذه الاقلام الرائعة في الساخر
...
وكوكو كوكو في العشوية
مسى علينا بماماع الخرفية

[احمد المعطي]

[quote=سمرعيد;1304033]

ياعمي الديك لاتبتئس ولاتيئس،

ياصاحب الألوان الزاهية،والعرف الجميل الأحمر يتوج رأسك ،
تختال في مشيتك بين الدجاجات المعجبات بريشك وألوانك..
وصياحك الذي يوقظ الفجر من غفوته ، لتنهض الحلوة (تعجن في البدرية)
حسبك الحديث الشريف الذي قيل فيك..

عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ‏ ‏رَضِيَ اللهُ عَـنـْهُ‏ ‏أَنَّ النـَّبـِيَّ ‏ ‏صَـلـَّى اللهُ عَـلـَيْهِ وَسَـلـَّمَ ‏‏قَالَ
‏إِذا سَمِعْـتـُمْ صِـيَاحَ الدِّيَـكَـةِ فـَاسْـألـُوا اللهَ مِـنْ فـَضْـلِهِ .فـَإِنـَّهَا رَأَتْ مَـلـَـكـًا
وَإِذا سَمِعْـتـُمْ نـَهـِـيقَ الحِـمَـار فتـَعوَّذوا بـِاللهِ مِـنْ الشَّـيْطـَان .فـَإنـَّهُ رَأَى شَـيْـطـَاناً
يكفي الحديث الشريف الذي قيل فيك

دعك من الخروف المتعجرف ،أبو لية ، ورائحته ..
فقد أصبح يكلل مناسف الأغنياء والزعماء، ويدخل جوفهم المليء بالأضغان..
وكن.. دائما طيباً ،لذيذا على موائد الطيبين..
شهي أنت كيفما كنت، مشوياً، مقلياً ..(شاورما) أم ( بروستد)
ولعلمك..
أنا أنتظر صياحك كل يوم ، لأستقبل يوماً جديدا حافلا بالأمل..
وأضبط ساعتي على صوتك الجميل..
في موعدناالدائم في (البدرية..)

سلام وتحية..

المعذرة ..
كتبت الرسالة على عجل إلى الديك الفصيح زوج الدجاجة العتقية..
ولم أنتبه للدجاجة المسكينة صاحبة الرسالة الأصلية..

[/quote]

الفاضلة سمر عيد..هذه الأيام لم يبق في "الخم" ديك إلا ممعوط الذنب، وهذا لا أظنه يصيح لدى رؤيته ملاكاً...فالديك الجميل ذو الريش الملون ، انقرض من زمان ولم يبق إلا تلك المهجنة بلونها الأبيض البائس.
أما نهيق الحمير - أيتها الفاضلة- فنحن نسمعه ليل نهار، نظرا لاستنفار شياطين هذا الزمان.
تحياتي
كل الود والاحترام والتقدير

[احمد المعطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي

هذي ساخرة ولاذعة وقوية
اهنئك
السخرية فن صعب جدا اقولها واكرررها
قليل من يتقنه
وقلمك واحد من هذه الاقلام الرائعة في الساخر
...
وكوكو كوكو في العشوية
مسى علينا بماماع الخرفية

أختي الأديبة الفاضلة فاطمة الزهراء ..نعم أختي الكتابة الساخرة صعبة وتحتاج إلى كاتب (منزوع المرارة) يستطيع أن يرصد الواقع المر الذي نعيشه، وينتزع من القارئ ابتسامة(فيها بعض السكر) يخفف مرارة اللسان التي نتجرعها صباح مساء...شكرا لك أختي العزيزة على شهادتك التي أعتز بها وأتمنى أن أكون قادرا على تحمل مسؤوليتها...ودّي.
تحيتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

[نوال البردويل]

نعم كل شيء صار مصطنعااً ومصنعاً في هذا الزمن
فقدت الأشياء أصالتها
حتى الإنسان المُصَنِّع لم يعد على طبيعته ساخر
كان الله بالعون
جميلهذا الساخر
يشد القارئ للقراءة بشغف ومتعة
له طعم ومذاق خاص وأصيل
كالخروف أبو لية والدجاجة العتقية
كل تقدير وتحيية
الفاضل أحمد

[فاطمة الزهراء العلوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد المعطي

أختي الأديبة الفاضلة فاطمة الزهراء ..نعم أختي الكتابة الساخرة صعبة وتحتاج إلى كاتب (منزوع المرارة) يستطيع أن يرصد الواقع المر الذي نعيشه، وينتزع من القارئ ابتسامة(فيها بعض السكر) يخفف مرارة اللسان التي نتجرعها صباح مساء...شكرا لك أختي العزيزة على شهادتك التي أعتز بها وأتمنى أن أكون قادرا على تحمل مسؤوليتها...ودّي.
تحيتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

ابتسامة(فيها بعض السكر) يخفف مرارة اللسان التي نتجرعها

يبدو لي ان فن الساخر وحده الكفيل بمحو وجع هذي الفترة الكئيبة الحزينة الموجعة في حياتنا كلنا ، في هذي البقعة من العالم
تقديري

[مباركة بشير أحمد]

وها هي يده تمتد الي.. وقبل ان تصل الى عنقي اختم رسالتي هذه على عجل واهديك أغنية عبد الحليم: جزار.. عفوا جبار جبار جبار...قاق قاق قا..ق.. ق.ق.
..................
ههههه ياللدجاجة الرومانسية المسكينة
ويالها من نهاية

سلمت يمينك ،الشاعر القدير أحمد المعطي
وشكرا لأنك نثرت عبير البسمة على الشفاه
رغم ما يسببه الحديث عن الواقع المزري من وخزات للقلب والضمير.

تحية طيبة وتقدير

[فاطمة الزهراء العلوي]

ايها الكبش اسمع كلام الدجاجة
العيد على الأبواب
وبدأت أسمع بقبقة السكاكين
يا ويلك

[احمد المعطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل

نعم كل شيء صار مصطنعااً ومصنعاً في هذا الزمن
فقدت الأشياء أصالتها
حتى الإنسان المُصَنِّع لم يعد على طبيعته ساخر
كان الله بالعون
جميل هذا الساخر
يشد القارئ للقراءة بشغف ومتعة
له طعم ومذاق خاص وأصيل
كالخروف أبو لية والدجاجة العتقية
كل تقدير وتحية
الفاضل أحمد

الأخت الفاضلة والأديبة الراقية أختنا نوال ..كل شيء حياتنا اليوم (صنع في الصين) فهذا البلد الموغل في الجدية لم يترك لنا شيء نصنعه، ولا غرابة أن تختفي الأصالة في زمن (النعجة دوللي) رغم أنها ليست استنساخ صيني إلا كانت فتحت الطريق لعصر الاستنساخ الذي هيمن علينا لدرجة أننا نستهلك عقولنا ونستبدلها كقطع غيار صينية نخب عاشر- أو "إسرائيلية" - الصنع .
بعد أن كنا نترنم بأغنية أصبح عندي الآن بندقية، أمسينا نترنم بأغنية سلاحنا تفاح. وبعد أن كنا نأكل لحماً بلديا غير مسمّن أصبحنا نأكل................هوا (لا يروح ذهنك ابعد من ذلك).
أما الخروف البلدي أبو لية والدجاجة العتقية، فقد أصبحا من الماضي، وإن وجدا فهم صعبا المنال دونهما خرط القتاد.
وها نحن ننعم بالخروف الاسترالي الزفر والنيوزيلاندي والروماني والهندي ، والدجاج الدانماركي والفرنسي والبرازيلي الخ الخ..
يكفي هذا مع ان الجعبة ممتلئة ولكن لا أريد أن أصدع رأسك بهذري على غير طائل.
دمت ودام حضورك ..ودي العميق.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

[احمد المعطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مباركة بشير أحمد

وها هي يده تمتد الي.. وقبل ان تصل الى عنقي اختم رسالتي هذه على عجل واهديك أغنية عبد الحليم: جزار.. عفوا جبار جبار جبار...قاق قاق قا..ق.. ق.ق.
..................
ههههه ياللدجاجة الرومانسية المسكينة
ويالها من نهاية

سلمت يمينك ،الشاعر القدير أحمد المعطي
وشكرا لأنك نثرت عبير البسمة على الشفاه
رغم ما يسببه الحديث عن الواقع المزري من وخزات للقلب والضمير.

تحية طيبة وتقدير

سلمك الله أختي الأديبة المباركة وبارك لك وعليك وفيك، وشكرا لمرورك العذب الجميل.. لم يغد امامنا الى اللجوء الى الكلمة الساخرة والدواء لتخفيف الضغط الذي بلغ منتهاه..نسأل الله السلامة وتغيير الحال...ودي.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

[احمد المعطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي

ايها الكبش اسمع كلام الدجاجة
العيد على الأبواب
وبدأت أسمع بقبقة السكاكين
يا ويلك

هههههه
الأخت الأديبة الفاضلة ا.فاطمة الزهراءـ بارك الله فيك وجزاك كل خير، كل الشكر والامتنان لمرورك ااجميل.
وها نحن على أبواب "الأضحى" من جديد، ولا أدري كم أضحى مر على هذا النص، ولكن الذي ادريه أن الحال لم يتغير بل ازداد سوءاً..وها نحن نسمع بقبقة الكاكين من جديد - واسمحي لي أن أستعير هذا الوصف - وأنا أستعيد هذه الابيات للشاعر الفلسطيني الكبير ابراهيم طوقان في وصف "الحبشي" الذبيح،(ديك الحبش هو الديك الرومي) وهو وصف جامع ينطبق على الخروف وكل المذبوحين في هذا الزمان الدموي:

بَرَقتْ له مسنونةً تتلهبُ
............ أمضى من القدرِ المتاح وأغلبُ
حَزَّتْ فلا حَدُُّ الحـديــدِ مُخضَّبٌ
............ بدم ٍ ولا نحــرُ الذبيح ِ مُخضَّـبُ
يـعـدو فيجذبـهُ العياءُ فيـرتمي
........... ويكادُ يَظـفــــرُ بالحـياةِ فتـهـربُ
حتى غَلَتْ بي رِيبةٌ فسألتُهم :
.............خــانَ السِّلاحُ أَم ِ المنيَّة ُ تكذبُ
قالوا حلاوة ُ روحِهِ رَقصَتْ بهِ
......... فــأجبتـُـهم: ما كلُّ رَقص ٍ يُطْـرِبُ

كل عام وانتم بألف خير