" رامـَةُ " السـَّميحِ !

[د. نديم حسين]

" رامـَةُ " السـَّميحِ !


د. نديم حسين


[poem=font="arial,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
يا كوبَ ماءٍ عاكِسٍ لسمائـِها=فيهِ النـُّجومُ تراقـَصـَت بترنـُّمِ
لمـَّا شربتُ الماءَ " شُربـَةَ " ظامئٍ=أحسستُ أن نجومـَها خدشـَت فـَميْ
وصـَفـَتْ عيونُ الماءِ حتى خـِلتـُها=حجـَّت إلى جنـَباتـِها من زمزَمِ
أطفأتُ نارَ تعطـُّشي بلهيبـِها=ماءً يشـُبُّ حريقـَةً مـِلءَ الـدَّمِ
يا " رامـَتي " ، يا قـِطعـةً قـُدسـِيـَّةً=من وَجـْدِ راهبـَةٍ وسـَجدَةِ مـُسْلـِمِ
يا بـِنتَ " حـَيدَرَ " رِفعـَةً وطهارَةً=ذَهـَبٌ بأعلى العـُمقِ فـَيضُ المـَنجـَمِ
مـِنكِ الفوارِسُ نبضُ عـَقلٍ مـُلـْهـَمٍ=وذكاءُ قلـبٍ من ثـَراكِ المـُلهـِمِ
يشفي الـدَّواءَ بأَرضـِها داءُ الأُلي=" مـَرِضوا " بعـِشقِ تـُرابـِها المتأَلـِّمِ
والعقلُ عقلـُكِ يا سليلـَةَ أُمـَّةٍ=أودى بـِها نـَزَقُ الجـَّهولِ المـُظلـِمِ
قالَ " السـَّميحُ " : توثـَّبَت زُمـَرُ الخـَنا=وسعى البـُغاةُ لحتفـِهـِم فتقـَدَّمي !
يا حارِسَ الأمواتِ من أحيائـِها=حـَيـًّا بقـَبرٍ صاغَ نورَ الأَنجـُمِ
ما ماتَ من نبضـَت بقلبـِهِ " رامـَةٌ "=ولـَهُ الهـُناكَ ، لـهُ الهـُنا - عـَقـْلَ الفـَمِ !
فتوَضـَّئي مـَثنـًى ، ثـُلاثـًا واسجُدي=قامـَت صلاتـُكِ يا طـَهورَةُ فاعلـَميْ :
جسـَدُ الشـَّهيدِ تـُرابُ خـِصبـِكِ ها هـُنا=إن شـَحَّ ماءٌ في الـدُّنا ، فتيـَمـَّميْ !.[/poem]