عزف على جرح الجوع

[يزن السقار]

قلنا سنهرب
من جسد البكاء إلى البكاء
من بكارة التلميح المهدرج بمخاوف الشتات
إلى فضاء الوجع الصريح
سنهرب من اعوجاج العوز بين أسنان الصغار
إلى صراخ الرغيف
و نعدّ فوق حطب الأنفاس حساءنا
ونبعث شكرنا لكم بالبريد
قلنا سنهرب
فأفسحوا لنا
نطوي أعضاءنا من دون حنين
و نقفل الذاكرة
على طازج الآهات و معتق الصريخ
و نفرك الصدأ المتآكل في رُكب الأمنيات
اليرجعنا من جديد
لنكسر سكك القطار المسافر فينا
ونغلق المحطة الأخيرة
قلنا سنهرب
فاتركوا العاشقات يكتبن أخر الرسائل
و يرشوّنَ الزاجل بآخر قبلة و صحوة نهد
و الأمهات يعوّدن الدمع أكثر على الخد
و يرسمن وجوه الصغار قبل ضمور أحلامهم
و يدربن البكاء على البكاء
قلنا سنهرب
لن نغير أسماءنا
و لن نغير عناويننا
و لن نغير عشقنا للطريق
سيأكلكم في كل صبح ظلنا
و يداهمكم في المنام صقرنا الجريح
وستكشف الريح للموج زيفكم
و سيخرج من أول الموج تزييفكم
سيخيفكم نحولنا
و تجرح جذورنا كروشكم
و تهربون من الطريق إلى الطريق
قلنا سنهرب
و كي لا تقولوا بأننا نكذب
سنهرب منا قليلا إلينا
نشد حزام صبرنا قليلا
ندق نواقيس أشلائنا
و نضبط على رجع صداكم وقتنا العنيد
فطوبى لفجر يفقه نكهة النشيد
و طوبى لم يعرف عزم الحديد
و طوبى لنا
و طوبى لكم
قلنا سنهرب
ولكننا فضلنا البقاء
و التلميح