لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ تَحْتَ ظِـــلِّ النَّبْض ⊰ >>>> >>>> فنون النثر الابداعي ( نثر،خاطرة، رسائل أدبية) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-12-2015, 03:41 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
المدينة الحالمة
أنسل من وسن الكرى، تمطرني بغواية عينيها الحالمتين فيبتلعني صمت الأزقة المتربة
دفق من النور يغتصب الأبكارات الندية ،يفتض غلالات الضباب المرتد عبر البوابات المهترئة. تشوهات المدينة القديمة المحاطة بأسواروأشجار خلاسية تضاجع عريها في صفاقة داعرة . عبر الأقبية المعلّقة فوق البركة الآسنة مساءا ، تضجُّ قبلات وأهات الصبايا الحالمات . صيحاتُ الحداة ونواقيس الخيول الهزيلة تدغدغ أحلام العابرين المتلذذين بسحر الشرق المرتد عبر بطاقات ملونة للأطلال أفواجُ المهمشين تطاول الأرصفة بأحديةٍ متهالكة ومسوح كالحة كأفول القمرتنقب في قماميات أحلامها المجهضة . ومِن فوق منصّاتٍ وسط تموجات السكارى تراهن الراقصات الأكثر اكتنازاعلى ترهل اثدائهن البشعات على المماشي الممتدة فوق الناصية ، وعلى نتوءات الاسوارالعالية ، توقُّدُ السماء يزين تمثال السقاء بأنوار إلاهية، فينسرب رنين جرس قربته عبر اندثار القرون. انبثاق طقوس الهذيان تنسرب عبر الدروب الأكثر انغلاقا حيث تهيم أشباح خرافية بين انهيارات كرامات الأولياء في صمت أضرحتهم المضرجة بالبخور والحناء وتسابيح الحيارى. وفوق مستوى غوارب الأسوارالمكلسة، بحور من دماء التعساء ، محمّلةً بأساطيل القراصنة وغمغمة الأسرى والصلصال الاحمر المتعفن–يكفهرُّ المساء أحياناً بوميض قتالي يجوب الآفاق عطشا. وعلى سواد الاسفلت يمرق ركام الفولاذ ، ضخم كأوجاع السكارى وكؤوسهم، يعلو خوارُه. مواكب جنايئزية في أثواب سوداء بلون عرق الحدادين ، تصعدُ من وهاد السأم . هناك، في الحانات المزدانة بأضواء وهاجة ، ترضع الغزلانُ وأقدامها في الشلال والعوسج من لبن باخوس. أشجار الكروم تنتحب، والقمر يضطرم ويعوي. إيروس يدلف أخيرا كهوف الحدّادين والنسّاك مبجلا بتلاوين الشهوة الشبقية . آيات آذان الصوامع تعانق تراتيل المحاريب. مِن القصور المشيَدة بعبق التاريخ تنبثق موسيقى لم تُعرف من قبل. كلّ الأساطير تتعاضل في الأزقة القذرة المقفرة. جنّةُ العواصف تتهاوى. يرقص المتوحشون بلا كلال في عيد الليل حتى الهذيان . سرتُ وسط الظلام في شارع بمدينتي حيث كانت زُمرٌ من الدراويش تهزج بغبطة اشراقات صوفية ، في نسيم مبهظ الوحي، سارحاً من دون أن أقدر على تفادي أشباح القصور الخرافية، حيث تمَّ التلاقي،. أيّة أذرع طيّبة، أيّةُ ساعة جميلة ستعيدُ إليَّ هذه المنطقة التي تجيء منها نَوْماتي و هذياني؟. |
|||
09-12-2015, 05:40 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: المدينة الحالمة
نص يحاكي في بنيته النص المفتوح ذلك النص المحدد المصدر، والمحدد المستقبل، والمحدد المعنى، لكن تحديد المعنى لا يوقف مجموعة التفسيرات التي تلاحقه، ولذا قيل عنه (النص المفتوح)، ولانه النص المفتوح فانه يحتمل السرد والشعر حيث يمكن لكل منهما أن يكون حاضنة للنص المفتوح، بيد أن السرد هو الأكثر قابلية لذلك، لأنه قادر على أن يكون حاملاً لحكاية ما، بحيث إنها تتنامى على امتداد توترات النص، في الوقت الذي نكاد لا نجد إلا مجرد أشكال قليلة جداً من الشعر تستطيع تحقيق ذلك ولعلي بلا تردد اقول بان هذا النص الشعري قد حقق ذلك دون اية تعقيدات....
محبتي جوتيار |
||||
10-12-2015, 12:49 AM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: المدينة الحالمة
كتابة مشهدية
وسرد شعري وشاعري مدهش مع توظيف ماتع للميثولوجيا بأنوار إلاهية / أيمكن كتابتها إلهية ؟ قبل وبعد سعدنا بتلقي انتاجكم وكل الود |
||||
12-12-2015, 12:44 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: المدينة الحالمة
اقتباس:
سعدت كثير ا بقراءتك التي عملت على تجنيس النص ضمن خصوصيات النص المفتوح خصوصا وان النص المفتوح اصبح حاضنة للشعر والنثر وإن كان االسرد أكثر قابلية لتطويع الانفتاح وقد عمل الكثير من النقاد على تحديد سمات النص المفتوح انطلاقا من الجهود التي بدلتها جوليا كريستيفا و رولان بارت وامبرتو ايكو وغيرهم كثير كل حسب رؤيته النقدية شكرا كثيرا صديقي |
||||
12-12-2015, 12:48 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: المدينة الحالمة
اقتباس:
اعتذر عن هذا التأخير وأشكر قراءتك الهادفة الفاحصة التي اعتبرها قيمة مضافة شكرا كثيرا |
||||
12-12-2015, 12:49 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: المدينة الحالمة
اقتباس:
شكرا مرة اخرى |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|