هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (2) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: رفيف (آخر رد :صبري الصبري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰

⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-06-2020, 11:50 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمود مرعي
عضو أكاديميّة الفينيق
فلسطين
افتراضي هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (2)

[IMG]مركز الخليج[/IMG]
كانَتْ وَلا زَالَتْ مُقَدَّسَةً لَدَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ بِحاجَةٍ إِلى إِقْناعِ نَفْسِهِ بِقَداسَتِها عِنْدَهُ.. فَقَدْ بَلَغَتْ مَنْزِلَتُها في نَفْسِهِ فَوْقَ نَفْسِهِ وَفَوْقَ أَيَّةِ مَنْزِلَةٍ، لَمْ يَصِلْها سِواها، وَلِشِدَّةِ ما بَلَغَتْ في نَفْسِهِ وَلِشِدَّةِ وَهْجِ شُروقِها فيهِ أَنَّهُ كانَ، على جُرْأَتِهِ، يَتَهَيَّبُ حينَ يُخاطِبُها، وَلا يُخاطِبُها بِما في ذاتِهِ تِجاهَها، بَلْ كانَ كَمَنْ يَدورُ حَوْلَ الحِمى وَلا يَدْخُلُ.. كانَ يُحِبُّها حَدَّ القَداسَةِ لكِنَّهُ لا يُفْصِحُ وَلا يَعْلَمُ سَبَبًا لِذلِكَ.. لِدَرَجَةِ أَنَّهُ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ سْأَلَ نَفْسَهُ:
ماءٌ حَديدِيٌّ ماجَ وَقْتَ دُعاءِ مَوْتى رَاجِعينَ عَرايا يَوْمِهِمْ.. أَهذا أَنا؟ أَمْ هُناكَ مِنْ يَتَقَمَّصُني وَيُلْجِمُني عَنِ الكَلامِ.. ما الَّذي يَشُدُّني إِلَيْها وَهُناكَ أُلوفٌ يُمْكِنُني الوُصولُ إِلَيْها بِسُهولَةٍ.. ما السِّرُّ فيها؟ أَهُوَ الجَمالُ؟ وَما أَكْثَرَ الجَمالَ في طَريقِي.. أَهُوَ الرَّبيعُ في عَيْنَيْها وَامْتِدادُ السَّماءِ كُلَّما حَدَّقَ فيهِما؟ أَمْ هُدوؤُها الَّذي يَكادُ يَصِلُ حَدَّ الـمُطْلَقِ الأَجْمَلِ؟.. أَمِ الخَفَرُ الَّذي زادَها جَمالًا وَنَضارَةً؟
ثُمَّ اكْتَشَفَ أَنَّ ما يَجْتاحُهُ حَقيقِيٌّ لا تَمْثيلَ فيهِ، وَكانَتْ عَلى دِرايَةٍ بِأَمْرِهِ، وَراقَ لَها الحالُ، فَالمَنْزِلَةُ الَّتي حَظِيَتْ بِها حُلُمُ أَيَّةِ أُنْثى.. لَمْ يُصارِحْها مُباشَرَةً بِما يَخْتَلِجُ في نَفْسِهِ تِجاهَها لِشِدَّةِ هَيْبَتِها في ذاتِهِ، وَكَثيرًا ما مارَسَ عَمَلِيَّةَ جَلْدِ ذاتِهِ، بَلْ وَصَلَ بِهِ الحالُ أَنْ يَضْرِبَ رَأْسَهُ بِالجِدارِ إِنْكارًا لِـما هُوَ فيهِ.. فَقَدْ كانَ يَظُنُّ أَنَّهُ أُصيبَ بِعَجْزٍ عَنِ النُّطْقِ في حَضْرَتِها.. كانَ كَثيرًا ما يُلَمِّحُ لَها، وَكانَتْ عَلى قَدْرٍ مِنَ الذَّكاءِ بِحَيْثُ كانَتْ تَفُكُّ كُلَّ شيفْرَةٍ في تَلْميحاتِهِ، وَتَبْتَسِمُ في سِرِّها.. لِإِدْراكِها أَنَّها فازَتْ بِهِ دونَ سِواها.. وَكَمْ أُعْجِبَ بِذَكائِها..
كانَ لا يَكُفُّ عَنِ التَّفْكيرِ بِها، وَيَقولُ عِلْمُ النَّفْسِ: إِذا كُنْتَ تُفَكِّرُ في شَخْصٍ طَوالَ الوَقْتِ فَذلِكَ الشَّخْصُ يُفَكِّرُ فيكِ، فَكَأَنَّكُما خاضِعانِ لِلتَّخاطُرِ عَنْ بُعْدٍ.. وَكَثيرًا ما قَفَزَتْ في ذاكِرَتِهِ بِأَبْهى صورَةٍ كَما يُحِبُّ أَنْ يَراها.. وَكُلَّما خَلا بِنَفْسِهِ أَطَلَّتْ مِنْ نَوافِذِ ذاكِرَتِهِ.. وَكانَ يَتَساءَلُ هَلْ بَلَغَ تَفْكيرُها فيهِ دَرَجَةَ أَنْ يَشُلَّ تَفْكيرَهُ وَيُقَيِّدَهُ في حَيِّزِها فَلا يُفَكِّرُ إِلَّا فيها؟
كانَ طَوالَ فَتْرَةِ عَجْزِهِ الَّذي يُنْكِرُهُ، بَلْ يَعْتَبْرُهُ اسْتِحْواذَ قُوَّةٍ ما عَلَيْهِ، يَجْهَلُ كُنْهَها، وَلا يَدْرِكُ سِوى أَنَّهُ خاضِعٌ لَها وَهِيَ تَتَحَكَّمُ في إِرادَتِهْ.. حَتَّى يَوْمَ بَدَأَتِ الرِّيحُ تَهُبُّ عَلَيْها كانَ يُسْرِعُ لِيَصُدَّ الرِّيحَ عَنْها، فَهِيَ مُقَدَّسَتُهُ الَّتي لا يُمْكِنُهُ قَبولُ غازٍ دَخيلٍ يَسْتَوْطِنُ حِماها أَوْ يَحْتَلُّ حَيِّزًا مِنْ تَفْكيرِها.. لكِنَّهُ صُدِمَ حينَ رَآها تَفْتَحُ ذِراعَيْها لِلرِّيحِ، وَكُلَّما زادَ تَحَدِّيًا لِلرِّيحِ ازْدادَتْ تَرْحيبًا بِها.. حَتَّى لَمْ يَعُدْ بِيَدِهِ حيلَةٌ، فَقَدْ أَلْجَمَتْهُ هِيَ لا الرِّيحُ، وَكانَ قادِرًا عَلى صَدِّ الرِّيحِ مِنْ أَوَّلِ جَوْلَةٍ.. وَأَخيرًا لا بُدَّ مِمَّا لَيْسَ مِنْهُ بُدٌّ، فَقَدِ اسْتَسْلَمَ لِقَدَرِهِ وَمَضى.. فَقَدْ حالَتْ هِيَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرِّيحِ، وَلَمْ يَكُنْ أَمامَهُ سِوى الرَّحيلِ، وَلَيَحْمِلْ مُقَدَّسَهُ مَعَهُ وَلْيُتابِعْ الدَّرْبَ.. بَعْدَما حالَ الـمَحْبوبُ دونَ الـمَطْلوبْ.
كانَ الأَثيرُ يَحْمِلُ أَنْفاسَها إِلَيْهِ بِاسْتِمْرارٍ، وَلا تَكُفُّ عَنِ انْتِشارِها في ذاكِرَتِهِ.. وَكانَ دائِمَ الإِنْكارِ لَنَفْسِهِ وَما يَعْتَريها.. فَقَدْ مَرَّ بِأَحْوالٍ كَثيرَةٍ قَبْلَها وَكانَ صاحِبَ القَرارِ في البَدْءِ وَالخِتامِ.. كانَ السَّيِّدَ الأَوَّلَ في كُلِّ جَوْلَةٍ وَحالٍ.. فَما الَّذي أَصابَهُ وَيُصيبُهَ الآنَ بِالذَّاتِ؟ حَتَّى كادَ أَخيرًا يُؤْمِنُ بِالعَرَّافاتِ وَتَأْثيرِ الجِنِّ عَلى العُقولِ، وَهُوَ ما لَمْ يُؤْمِنُ بِهِ مِنْ قَبْلُ..
(يتبع)






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-06-2020, 01:06 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (2)

رغم كل ما في هذا النص فإنني أشم رائحة
فكر صوفي معتق..ربما أخطأت التقدير لكن
الرائحة ما زالت تنبعث ..

متابع وباهتمام هذه الرائعة


الأديب المكرم محمود مرعي
بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع

احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-06-2020, 05:57 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمود مرعي
عضو أكاديميّة الفينيق
فلسطين
افتراضي رد: هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (2)

تحيَّاتي لك أخي، قد يصيب الوهن جانبًا فيعدله ما يتلوه، ولا بأس فمنكم ومن ملاحظاتكم نتعلَّن ونستفيد إن شاء الله.






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:52 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط