هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (1) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰

⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-06-2020, 03:58 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمود مرعي
عضو أكاديميّة الفينيق
فلسطين
افتراضي هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (1)

قالَ الحَكيمُ رِوايَةً عَنْ سابِقيهِ إِنَّ بَيْنَ السِّياحَةِ وَالسِّباحَةِ عَلاقَةً، بِفارِقٍ بَسيطٍ، وَهُوَ أَنَّ السِّياحَةَ لِلْفِكْرِ وَالسِّباحَةَ لِلْخَيالِ، وَفي السِّياحَةِ وَالسِّباحَةِ يَسْكُنُ هُوَ وَأَناهُ.

سِياحَةٌ:

كانَ يَعيشُ عَلى شَفى حاضِرٍ مُسْتَحْضَرٍ مَجْلوبٍ بِلا تَطْرِيَةٍ.. حاضِرًا في مَتْنٍ مُمْتَدٍّ مِنْ مَطْلِعِ القَوْلٍ إِلى مَغارِبِ الإِفْكِ.. كانَ يَزيدُ خُصوبَةَ اللُّغَةِ كُلَّ آنٍ.. وَيَزْرَعُ تُرْبَتَها شَجَرًا يُؤْتي أُكُلَهُ كُلَّ حينٍ بِإِذْنِ رَبِّهِ.. كانَ الضَّميرَ الـمُتَّصِلَ بَيْنَ الأَئِمَّةِ الأُوَلِ وَفُقَراءِ يَقينِ عِلْمِ الأَسْماءِ.. عُراةِ الكَلامِ الـمُتَقَوِّلينَ في حاناتِ الخَطَلِ الحَداثِيِّ.. كانَ دائِمَ قِراعِ اللَّيْلِ الـمُتَرامي.. يَشُدُّ الفَجْرَ إِلى مَطْلَعِهِ وَاللَّيْلُ يَأْبى انْسِلاخَ الفَجْرِ عَنْهُ.. وَلا يَنْفَكُّ يَشُدُّهُ إِلى وَرائِهِ.. كانَتْ حَرْبُهُ أَنْ نَكونَ بِضَميرِ الجَمْعِ.. فَهُوَ الجَمْعُ..

مَدِّدْ حُلْمَكَ مُرْجِئًا وَجَعَكَ دَهْرَيْنِ مائِيَّيْنِ رَوِّضْ عُرْيَكَ يَنْكَشِفْ..

كانَ حَكيمُ الزَّمانُ يَسيرُ بِهِ الهُوَيْنى مِنْ واحِةٍ لِدارَةٍ إِلى دَوْحَةٍ ظَليلَةٍ.. إِلى عَلَمٍ عَلى عَلَمٍ.. وَمِنْ جامِعٍ في مَسْجِدٍ إِلى الـمَسْجِدِ الجامِعِ كُلَّ جامِعٍ.. كانَ حَكيمُ الزَّمانُ يَسْقيهِ كُلَّ ما أَفْرَغَتِ الثُّلَّةُ الأُولى في دِنانِهِ وَيُطْلِقُهُ لِيَبْحَثَ عَنْ مَقيلٍ جَديدٍ خارِجَهُ.. وَكانَ كُلَّ نَفْرَةٍ يَرْجِعُ إِلَيْهِ مُعْتَذِرًا عَنِ انْتِفاءِ القَوْلِ خارِجَ مَقولِهِ.. شاكِرًا حامِدًا قَبولَ حَكيمِ الزَّمانِ احْتِواءَهُ مِنْ جَديدٍ..

سِباحَةٌ:

كانَ غَريبَ الـمَقيلِ عَجولَ السُّرى.. كانَ جُنونِيَّ الرَّحيلِ، جَنوبِيَّ الشَّمالِ، شَمالِيَّ الجَنوبِ.. يُوَزِّعُ الجِهاتِ فُضولًا، يُحِلُّ النَّقيضَ في نَقيضِهِ.. وَيَرْكَبُ الرِّيحَ إِلى كُلِّ فَسيحٍ.. كانَتْ أَناهُ غَيْبًا لَمْ يُؤْذَنْ لَها بِالشَّهادَةِ بَعْدُ وَلا يَعْلَمُ عَنْها شَيْئًا.. كانَتْ غِيابًا بِلا حُضورٍ.. كانَتْ سِرًّا في الـمَلَكوتِ الأَعْلى لَمْ يَحِنْ مَوْعِدُ نَشْرِهِ.. وَكانَ يَرى بَيْنَ الحينِ وَالحينِ وَميضًا عَلى الأُفُقِ لا يَدْري عَنْهُ شَيْئًا، وَلَيْسَتْ لَدَيْهِ أَدْنى فِكْرَةٍ عَنْهُ.. وَكانَ مَعَ كُلِّ وَمْضٍ يُحِسُّ بِرَجْفَةٍ في القَلْبِ.. وَيَتَحَسَّسُ ذاتَهُ مُطْمَئِنًّا عَلى نَفْسِهِ ثُمَّ يُتابِعُ.. وَيُتابِعُ الزَّمانُ نَقْلَهُ بَيْنَ السِّياحَةِ وَالسِّباحَةِ إِعْدادًا لَهُ لِيَسْتَحِقَّ أَناهُ وَيَكونَ أَهْلًا لِحَضْرَتِها وَرَحيقِها.. وَما زَالَ الزَّمانُ بِهِ مِنْ رَبْعِ إِلى طَلَلٍ وَمِنْ دَوْحَةٍ إِلى دارَةٍ إِلى واحَةٍ.. وَالوَميضُ يَقْتَرِبُ وَيَكْبُرُ مَعَ كُلِّ مَخاضِ قَصيدَةٍ لِقادِمَةٍ مَنَ العَدَمِ.. وَلَمْ يَكُنْ يُدْرِكُ أَنَّ القادِمَةَ هِيَ الوَميضُ وَهِيَ أَناهُ الَّتي سَتُذْهِلُهُ عَنْ كُلِّ سِواها وَسَيَكونُ حُضورَها في تَفاصيلِ التَّفاصيلِ.. وَسَتَكونُ سَيِّدَةَ الحُضورِ.. سَيِّدَةَ البِداياتِ وَالنِّهاياتِ.. سَيِّدَةَ القَصيدَةِ وَساكِنَتَها الوَحيدَةَ.. وَكَرَّ الزَّمانُ بِنَسائِمِهِ تارَةً وَبِعَواصِفِهِ وَغُبارِهِ تارَةً.. وَخِلالَ ذلِكَ كانَ الوَميضُ يَتَحَوَّلُ شَيْئًا فَشَيْئًا وَيَتَجَسَّدُ هَيْكَلًا نورانِيًّا في هَيْئَةِ أُنْثى.. أَشْرَقِتْ مِنْ نورِها روحُهُ وَامْتَلَأ بِها، بَعْدَما تَغَشَّتْهُ وَصارَتْ يَقينَهُ، لِيُدْرِكَ لاحِقًا أَنَّها أَناهُ.. وَسَيَقْضي العُمْرَ مَعَها.. وَقَدْ يَعِزُّ عَلَيْهِ الوُصولُ فَيَموتُ قَبْلَ الـماءِ.. لكِنَّهُ الـمُغامِرُ الَّذي لا يَنْكِصُ عَلى عَقِبَيْهِ.. وَكانَ أَنْ مَضَتْ بِهِما الأَيَّامُ.. وَمَعَ ميلادِ كُلِّ قَصيدَةٍ كانَتْ تَنْمو داخِلَهُ بِكاملِ زِينَتِها وَسِحْرِها.. وَتَزْدادُ في نَفْسِهِ تَقْديسًا يَجْهَلُ سَبَبَهُ.

(يتبع)








  رد مع اقتباس
/
قديم 14-06-2020, 12:50 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (1)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود مرعي مشاهدة المشاركة
قالَ الحَكيمُ رِوايَةً عَنْ سابِقيهِ إِنَّ بَيْنَ السِّياحَةِ وَالسِّباحَةِ عَلاقَةً، بِفارِقٍ بَسيطٍ، وَهُوَ أَنَّ السِّياحَةَ لِلْفِكْرِ وَالسِّباحَةَ لِلْخَيالِ، وَفي السِّياحَةِ وَالسِّباحَةِ يَسْكُنُ هُوَ وَأَناهُ.

سِياحَةٌ:

كانَ يَعيشُ عَلى شَفى حاضِرٍ مُسْتَحْضَرٍ مَجْلوبٍ بِلا تَطْرِيَةٍ.. حاضِرًا في مَتْنٍ مُمْتَدٍّ مِنْ مَطْلِعِ القَوْلٍ إِلى مَغارِبِ الإِفْكِ.. كانَ يَزيدُ خُصوبَةَ اللُّغَةِ كُلَّ آنٍ.. وَيَزْرَعُ تُرْبَتَها شَجَرًا يُؤْتي أُكُلَهُ كُلَّ حينٍ بِإِذْنِ رَبِّهِ.. كانَ الضَّميرَ الـمُتَّصِلَ بَيْنَ الأَئِمَّةِ الأُوَلِ وَفُقَراءِ يَقينِ عِلْمِ الأَسْماءِ.. عُراةِ الكَلامِ الـمُتَقَوِّلينَ في حاناتِ الخَطَلِ الحَداثِيِّ.. كانَ دائِمَ قِراعِ اللَّيْلِ الـمُتَرامي.. يَشُدُّ الفَجْرَ إِلى مَطْلَعِهِ وَاللَّيْلُ يَأْبى انْسِلاخَ الفَجْرِ عَنْهُ.. وَلا يَنْفَكُّ يَشُدُّهُ إِلى وَرائِهِ.. كانَتْ حَرْبُهُ أَنْ نَكونَ بِضَميرِ الجَمْعِ.. فَهُوَ الجَمْعُ..

مَدِّدْ حُلْمَكَ مُرْجِئًا وَجَعَكَ دَهْرَيْنِ مائِيَّيْنِ رَوِّضْ عُرْيَكَ يَنْكَشِفْ..

كانَ حَكيمُ الزَّمانُ يَسيرُ بِهِ الهُوَيْنى مِنْ واحِةٍ لِدارَةٍ إِلى دَوْحَةٍ ظَليلَةٍ.. إِلى عَلَمٍ عَلى عَلَمٍ.. وَمِنْ جامِعٍ في مَسْجِدٍ إِلى الـمَسْجِدِ الجامِعِ كُلَّ جامِعٍ.. كانَ حَكيمُ الزَّمانُ يَسْقيهِ كُلَّ ما أَفْرَغَتِ الثُّلَّةُ الأُولى في دِنانِهِ وَيُطْلِقُهُ لِيَبْحَثَ عَنْ مَقيلٍ جَديدٍ خارِجَهُ.. وَكانَ كُلَّ نَفْرَةٍ يَرْجِعُ إِلَيْهِ مُعْتَذِرًا عَنِ انْتِفاءِ القَوْلِ خارِجَ مَقولِهِ.. شاكِرًا حامِدًا قَبولَ حَكيمِ الزَّمانِ احْتِواءَهُ مِنْ جَديدٍ..

سِباحَةٌ:

كانَ غَريبَ الـمَقيلِ عَجولَ السُّرى.. كانَ جُنونِيَّ الرَّحيلِ، جَنوبِيَّ الشَّمالِ، شَمالِيَّ الجَنوبِ.. يُوَزِّعُ الجِهاتِ فُضولًا، يُحِلُّ النَّقيضَ في نَقيضِهِ.. وَيَرْكَبُ الرِّيحَ إِلى كُلِّ فَسيحٍ.. كانَتْ أَناهُ غَيْبًا لَمْ يُؤْذَنْ لَها بِالشَّهادَةِ بَعْدُ وَلا يَعْلَمُ عَنْها شَيْئًا.. كانَتْ غِيابًا بِلا حُضورٍ.. كانَتْ سِرًّا في الـمَلَكوتِ الأَعْلى لَمْ يَحِنْ مَوْعِدُ نَشْرِهِ.. وَكانَ يَرى بَيْنَ الحينِ وَالحينِ وَميضًا عَلى الأُفُقِ لا يَدْري عَنْهُ شَيْئًا، وَلَيْسَتْ لَدَيْهِ أَدْنى فِكْرَةٍ عَنْهُ.. وَكانَ مَعَ كُلِّ وَمْضٍ يُحِسُّ بِرَجْفَةٍ في القَلْبِ.. وَيَتَحَسَّسُ ذاتَهُ مُطْمَئِنًّا عَلى نَفْسِهِ ثُمَّ يُتابِعُ.. وَيُتابِعُ الزَّمانُ نَقْلَهُ بَيْنَ السِّياحَةِ وَالسِّباحَةِ إِعْدادًا لَهُ لِيَسْتَحِقَّ أَناهُ وَيَكونَ أَهْلًا لِحَضْرَتِها وَرَحيقِها.. وَما زَالَ الزَّمانُ بِهِ مِنْ رَبْعِ إِلى طَلَلٍ وَمِنْ دَوْحَةٍ إِلى دارَةٍ إِلى واحَةٍ.. وَالوَميضُ يَقْتَرِبُ وَيَكْبُرُ مَعَ كُلِّ مَخاضِ قَصيدَةٍ لِقادِمَةٍ مَنَ العَدَمِ.. وَلَمْ يَكُنْ يُدْرِكُ أَنَّ القادِمَةَ هِيَ الوَميضُ وَهِيَ أَناهُ الَّتي سَتُذْهِلُهُ عَنْ كُلِّ سِواها وَسَيَكونُ حُضورَها في تَفاصيلِ التَّفاصيلِ.. وَسَتَكونُ سَيِّدَةَ الحُضورِ.. سَيِّدَةَ البِداياتِ وَالنِّهاياتِ.. سَيِّدَةَ القَصيدَةِ وَساكِنَتَها الوَحيدَةَ.. وَكَرَّ الزَّمانُ بِنَسائِمِهِ تارَةً وَبِعَواصِفِهِ وَغُبارِهِ تارَةً.. وَخِلالَ ذلِكَ كانَ الوَميضُ يَتَحَوَّلُ شَيْئًا فَشَيْئًا وَيَتَجَسَّدُ هَيْكَلًا نورانِيًّا في هَيْئَةِ أُنْثى.. أَشْرَقِتْ مِنْ نورِها روحُهُ وَامْتَلَأ بِها، بَعْدَما تَغَشَّتْهُ وَصارَتْ يَقينَهُ، لِيُدْرِكَ لاحِقًا أَنَّها أَناهُ.. وَسَيَقْضي العُمْرَ مَعَها.. وَقَدْ يَعِزُّ عَلَيْهِ الوُصولُ فَيَموتُ قَبْلَ الـماءِ.. لكِنَّهُ الـمُغامِرُ الَّذي لا يَنْكِصُ عَلى عَقِبَيْهِ.. وَكانَ أَنْ مَضَتْ بِهِما الأَيَّامُ.. وَمَعَ ميلادِ كُلِّ قَصيدَةٍ كانَتْ تَنْمو داخِلَهُ بِكاملِ زِينَتِها وَسِحْرِها.. وَتَزْدادُ في نَفْسِهِ تَقْديسًا يَجْهَلُ سَبَبَهُ.

(يتبع)





نص باذخ في لغته وبناءه ..بداية مدوية لرواية الحكيم عن سابقيه


{{قالَ الحَكيمُ رِوايَةً عَنْ سابِقيهِ إِنَّ بَيْنَ السِّياحَةِ وَالسِّباحَةِ عَلاقَةٌ، بِفارِقٍ بَسيطٍ، وَهُوَ أَنَّ السِّياحَةَ لِلْفِكْرِ وَالسِّباحَةَ لِلْخَيالِ، وَفي السِّياحَةِ وَالسِّباحَةِ يَسْكُنُ هُوَ وَأَناهُ.}}

أسجل حضوري ومتابعتي لهذا النص ((هُوَ وَأَناهُ)) بشوق وشغف



الأديب المكرم محمود مرعي

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-06-2020, 05:55 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمود مرعي
عضو أكاديميّة الفينيق
فلسطين
افتراضي رد: هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (1)

أشكرك أخي الكريم على النَّظرة النَّاقدة والمتابعة، وأحبُّ أن أسجِّل أنَّ السَّرد في حلقات النَّصِّ ليس قصَّة ولا رواية، هو سرد.






  رد مع اقتباس
/
قديم 15-06-2020, 08:20 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمود مرعي
عضو أكاديميّة الفينيق
فلسطين
افتراضي رد: هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (1)

إِنَّ بَيْنَ السِّياحَةِ وَالسِّباحَةِ عَلاقَةٌ

أرجو منك أخي أن تتكرَّم بتصحيح كلمة علاقة، فهي بتنوين فتحٍ وليس تنوين ضمٍّ
الخطأ مطبعي وقد تمَّ تصحيحه في الأصل وظلَّ عندك في الاقتباسين، النصّ والجملة في النِّهاية
ولك الشُّكر سلفًا.






  رد مع اقتباس
/
قديم 15-06-2020, 08:43 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (1)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود مرعي مشاهدة المشاركة
إِنَّ بَيْنَ السِّياحَةِ وَالسِّباحَةِ عَلاقَََََََََََََُُةًًًًًًًًًًًًًٌٌَََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ ًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًُ َ

أرجو منك أخي أن تتكرَّم بتصحيح كلمة علاقة، فهي بتنوين فتحٍ وليس تنوين ضمٍّ
الخطأ مطبعي وقد تمَّ تصحيحه في الأصل وظلَّ عندك في الاقتباسين، النصّ والجملة في النِّهاية
ولك الشُّكر سلفًا.


تم التصحيح أخي المكرم

ثم لماذا أردت ان تكون سردا فقط ، مع ان إمكانية طرحها
كرواية ممكن ..طبعا لا أقحم نفسي بخصوصياتكم.. ولكن
قرأت النص فوجدته يستحق ان يكون رواية ..ومن المؤكد
أنني لا أقلل من قيمة السرد أيضا.

مودتي واحترامي وتقديري
كاتبنا القدير






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-06-2020, 10:43 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محمود مرعي
عضو أكاديميّة الفينيق
فلسطين
افتراضي رد: هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (1)

تحيَّاتي لك
كيف سيسير السَّرد صدقًا لم أرسم طريقه ونهايته

كلّ يوم حلقة






  رد مع اقتباس
/
قديم 15-06-2020, 12:01 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (1)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود مرعي مشاهدة المشاركة
تحيَّاتي لك
كيف سيسير السَّرد صدقًا لم أرسم طريقه ونهايته

كلّ يوم حلقة


بالتوفيق إن شاء الله تعالى ..سيكون الألق عنوانه
والإبداع والجمال مضمونه ..الفكرة .. بديعة وراقية
فهنيئا لكم ..

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع

احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-07-2020, 04:19 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمود مرعي
عضو أكاديميّة الفينيق
فلسطين
افتراضي رد: هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (1)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي مشاهدة المشاركة


بالتوفيق إن شاء الله تعالى ..سيكون الألق عنوانه
والإبداع والجمال مضمونه ..الفكرة .. بديعة وراقية
فهنيئا لكم ..

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع

احترامي وتقديري
أشكرك أخي وبارك الله فيك






  رد مع اقتباس
/
قديم 21-07-2020, 12:48 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي رد: هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (1)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود مرعي مشاهدة المشاركة
قالَ الحَكيمُ رِوايَةً عَنْ سابِقيهِ إِنَّ بَيْنَ السِّياحَةِ وَالسِّباحَةِ عَلاقَةً، بِفارِقٍ بَسيطٍ، وَهُوَ أَنَّ السِّياحَةَ لِلْفِكْرِ وَالسِّباحَةَ لِلْخَيالِ، وَفي السِّياحَةِ وَالسِّباحَةِ يَسْكُنُ هُوَ وَأَناهُ.

سِياحَةٌ:

كانَ يَعيشُ عَلى شَفى حاضِرٍ مُسْتَحْضَرٍ مَجْلوبٍ بِلا تَطْرِيَةٍ.. حاضِرًا في مَتْنٍ مُمْتَدٍّ مِنْ مَطْلِعِ القَوْلٍ إِلى مَغارِبِ الإِفْكِ.. كانَ يَزيدُ خُصوبَةَ اللُّغَةِ كُلَّ آنٍ.. وَيَزْرَعُ تُرْبَتَها شَجَرًا يُؤْتي أُكُلَهُ كُلَّ حينٍ بِإِذْنِ رَبِّهِ.. كانَ الضَّميرَ الـمُتَّصِلَ بَيْنَ الأَئِمَّةِ الأُوَلِ وَفُقَراءِ يَقينِ عِلْمِ الأَسْماءِ.. عُراةِ الكَلامِ الـمُتَقَوِّلينَ في حاناتِ الخَطَلِ الحَداثِيِّ.. كانَ دائِمَ قِراعِ اللَّيْلِ الـمُتَرامي.. يَشُدُّ الفَجْرَ إِلى مَطْلَعِهِ وَاللَّيْلُ يَأْبى انْسِلاخَ الفَجْرِ عَنْهُ.. وَلا يَنْفَكُّ يَشُدُّهُ إِلى وَرائِهِ.. كانَتْ حَرْبُهُ أَنْ نَكونَ بِضَميرِ الجَمْعِ.. فَهُوَ الجَمْعُ..

مَدِّدْ حُلْمَكَ مُرْجِئًا وَجَعَكَ دَهْرَيْنِ مائِيَّيْنِ رَوِّضْ عُرْيَكَ يَنْكَشِفْ..

كانَ حَكيمُ الزَّمانُ يَسيرُ بِهِ الهُوَيْنى مِنْ واحِةٍ لِدارَةٍ إِلى دَوْحَةٍ ظَليلَةٍ.. إِلى عَلَمٍ عَلى عَلَمٍ.. وَمِنْ جامِعٍ في مَسْجِدٍ إِلى الـمَسْجِدِ الجامِعِ كُلَّ جامِعٍ.. كانَ حَكيمُ الزَّمانُ يَسْقيهِ كُلَّ ما أَفْرَغَتِ الثُّلَّةُ الأُولى في دِنانِهِ وَيُطْلِقُهُ لِيَبْحَثَ عَنْ مَقيلٍ جَديدٍ خارِجَهُ.. وَكانَ كُلَّ نَفْرَةٍ يَرْجِعُ إِلَيْهِ مُعْتَذِرًا عَنِ انْتِفاءِ القَوْلِ خارِجَ مَقولِهِ.. شاكِرًا حامِدًا قَبولَ حَكيمِ الزَّمانِ احْتِواءَهُ مِنْ جَديدٍ..

سِباحَةٌ:

كانَ غَريبَ الـمَقيلِ عَجولَ السُّرى.. كانَ جُنونِيَّ الرَّحيلِ، جَنوبِيَّ الشَّمالِ، شَمالِيَّ الجَنوبِ.. يُوَزِّعُ الجِهاتِ فُضولًا، يُحِلُّ النَّقيضَ في نَقيضِهِ.. وَيَرْكَبُ الرِّيحَ إِلى كُلِّ فَسيحٍ.. كانَتْ أَناهُ غَيْبًا لَمْ يُؤْذَنْ لَها بِالشَّهادَةِ بَعْدُ وَلا يَعْلَمُ عَنْها شَيْئًا.. كانَتْ غِيابًا بِلا حُضورٍ.. كانَتْ سِرًّا في الـمَلَكوتِ الأَعْلى لَمْ يَحِنْ مَوْعِدُ نَشْرِهِ.. وَكانَ يَرى بَيْنَ الحينِ وَالحينِ وَميضًا عَلى الأُفُقِ لا يَدْري عَنْهُ شَيْئًا، وَلَيْسَتْ لَدَيْهِ أَدْنى فِكْرَةٍ عَنْهُ.. وَكانَ مَعَ كُلِّ وَمْضٍ يُحِسُّ بِرَجْفَةٍ في القَلْبِ.. وَيَتَحَسَّسُ ذاتَهُ مُطْمَئِنًّا عَلى نَفْسِهِ ثُمَّ يُتابِعُ.. وَيُتابِعُ الزَّمانُ نَقْلَهُ بَيْنَ السِّياحَةِ وَالسِّباحَةِ إِعْدادًا لَهُ لِيَسْتَحِقَّ أَناهُ وَيَكونَ أَهْلًا لِحَضْرَتِها وَرَحيقِها.. وَما زَالَ الزَّمانُ بِهِ مِنْ رَبْعِ إِلى طَلَلٍ وَمِنْ دَوْحَةٍ إِلى دارَةٍ إِلى واحَةٍ.. وَالوَميضُ يَقْتَرِبُ وَيَكْبُرُ مَعَ كُلِّ مَخاضِ قَصيدَةٍ لِقادِمَةٍ مَنَ العَدَمِ.. وَلَمْ يَكُنْ يُدْرِكُ أَنَّ القادِمَةَ هِيَ الوَميضُ وَهِيَ أَناهُ الَّتي سَتُذْهِلُهُ عَنْ كُلِّ سِواها وَسَيَكونُ حُضورَها في تَفاصيلِ التَّفاصيلِ.. وَسَتَكونُ سَيِّدَةَ الحُضورِ.. سَيِّدَةَ البِداياتِ وَالنِّهاياتِ.. سَيِّدَةَ القَصيدَةِ وَساكِنَتَها الوَحيدَةَ.. وَكَرَّ الزَّمانُ بِنَسائِمِهِ تارَةً وَبِعَواصِفِهِ وَغُبارِهِ تارَةً.. وَخِلالَ ذلِكَ كانَ الوَميضُ يَتَحَوَّلُ شَيْئًا فَشَيْئًا وَيَتَجَسَّدُ هَيْكَلًا نورانِيًّا في هَيْئَةِ أُنْثى.. أَشْرَقِتْ مِنْ نورِها روحُهُ وَامْتَلَأ بِها، بَعْدَما تَغَشَّتْهُ وَصارَتْ يَقينَهُ، لِيُدْرِكَ لاحِقًا أَنَّها أَناهُ.. وَسَيَقْضي العُمْرَ مَعَها.. وَقَدْ يَعِزُّ عَلَيْهِ الوُصولُ فَيَموتُ قَبْلَ الـماءِ.. لكِنَّهُ الـمُغامِرُ الَّذي لا يَنْكِصُ عَلى عَقِبَيْهِ.. وَكانَ أَنْ مَضَتْ بِهِما الأَيَّامُ.. وَمَعَ ميلادِ كُلِّ قَصيدَةٍ كانَتْ تَنْمو داخِلَهُ بِكاملِ زِينَتِها وَسِحْرِها.. وَتَزْدادُ في نَفْسِهِ تَقْديسًا يَجْهَلُ سَبَبَهُ.

(يتبع)


ما لفت نظري ذلك العنوان /هُوَ وَأَناهُ/ والذي أدار اتجاه نظري وفكري نحو أعماقه، لفكّ شيفرة الحروف وما تحمل من ملامح حكيمة وهوية أدبية تشير لصانعه، وتدلّ على القدرة في تحويل العنوان قبلة للقراء، وما أكّد على ذلك هو الغوص بين جذور الحروف واستخراج درر المعاني لاستنباط هوية النص ما بين سياحة الفكر وسباحة الخيال...
العنوان فتح شرايين الفكر لاستحداث ملامح أدبية تشير لوجه الكلمات وهي تعلّق تضاريسها على لوحة إبداعية نادرة المنبت، سحرية الضاد ما بين نسيجها اللامع وبين تحويل الكلام للغة فريدة متينة..
فالعنوان جمع الأنا والأنا الآخر تحت سقف الأنا الأصلية المفكرة المدبرة في رونق فلسفي أضفى الجمال بقوة تدبير الكلمات وتوظيفها بدقة وصياغة متمكنة من أداء السرد..
فاجتماع الأنا مع الأنا الآخر هو بحد ذاته إعلاناً عميقاً لنوعية هذا الفكر وأبعاده التي لا تحدّه حدود للكلمة ولا تقف عنده الحروف مرتجفة..
والتفصيل عن معنى الأنا وذوبانها بالأنا الآخر، لها جلسة فكر مع لمحة خيال تعيد ماء وجه النص لسحره الإبداعي..وهذا يتطلب جلسة عنيقة نفرد من خلالها أغصان الجمال وورق الأدب المختبئ بين ظلالها الوارفة..
لكن سأكتفي ببعض هذه الحروف كتوقيع متواضع لعودة أخرى بإذن الله إن أتاح لي الزمان والوقت الهطول بين روقة هذا النص البديع..
والكاتب هنا بلغته وقوتها منح التحليل والوقوف أمام واجهة هذا السرد الذي ابتدأ بمقدمة مذهلة، أشارت لعملية الربط بين فقرات النص التي حملت أعاجيب الخيال وما ينتج عنه من امتداد لروح الكتابة، وفنون الفكر وفلسفته العميقة في عملية الطرح هذه..
فالفقرة الأولى من سياحة الفكر، كانت ملهمة فعلا للفكر في سياحة خذتنا نحو التدبر والتفكر والتحليل بأبعاد الحروف ومنتوجها المزهر..حيث وظف الفكر بأسلوب ماتع يومئ لأهميته في الحياة، وأنه دستور يبنى بقوامه أسس ومنهج عالم بأسره..
وأما الفقرة الثانية والتي حوت سباحة الخيال، هي منحة عظيمة أدركها الكاتب ليعلن للملأ ما للخيال من امتداد للفكر كي يستقيم وينتج عنه عميات التطوير باختلافها لدعم الفكر كي يكونا ملحمة واحدة في ثوب جمالي يغني عمن سواه، ليكون مدارا متيناً في مباهج الحياة..
فالفكر الواعي والخيال الخصب هما نواة الحياة المستقرة المثمرة..وهما رأس الحكمة والعبرة والموعظة..

الشاعر الكبير والكاتب البارع المتمكن من أدوات الكتابة وقياسها الدقيق في لغة الضاد
أ.محمود مرعي
شكراً لهذا الجمال الرباني الذي منحه الله لكم وعنتم تنسجون السحر على حرير اللغة العذبة..
نصكم هذا يشير إليكم بقوة في كل اتجاهات اللغة..وما فيها من الفصاحة والبلاغة وجمال تكويت الكلام من فوهة قلمكم المتفرد..
لا يسعني هنا إلا الشكر لما تسطرون من جماليات اللغة
ولا أزيد عن قول الشكر...جزاكم الله خيراً
وفقكم الله ورعاكم لما يحبه ويرضاه
.
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/
قديم 21-07-2020, 02:24 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
محمود مرعي
عضو أكاديميّة الفينيق
فلسطين
افتراضي رد: هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (1)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهاد بدران مشاهدة المشاركة
ما لفت نظري ذلك العنوان /هُوَ وَأَناهُ/ والذي أدار اتجاه نظري وفكري نحو أعماقه، لفكّ شيفرة الحروف وما تحمل من ملامح حكيمة وهوية أدبية تشير لصانعه، وتدلّ على القدرة في تحويل العنوان قبلة للقراء، وما أكّد على ذلك هو الغوص بين جذور الحروف واستخراج درر المعاني لاستنباط هوية النص ما بين سياحة الفكر وسباحة الخيال...
العنوان فتح شرايين الفكر لاستحداث ملامح أدبية تشير لوجه الكلمات وهي تعلّق تضاريسها على لوحة إبداعية نادرة المنبت، سحرية الضاد ما بين نسيجها اللامع وبين تحويل الكلام للغة فريدة متينة..
فالعنوان جمع الأنا والأنا الآخر تحت سقف الأنا الأصلية المفكرة المدبرة في رونق فلسفي أضفى الجمال بقوة تدبير الكلمات وتوظيفها بدقة وصياغة متمكنة من أداء السرد..
فاجتماع الأنا مع الأنا الآخر هو بحد ذاته إعلاناً عميقاً لنوعية هذا الفكر وأبعاده التي لا تحدّه حدود للكلمة ولا تقف عنده الحروف مرتجفة..
والتفصيل عن معنى الأنا وذوبانها بالأنا الآخر، لها جلسة فكر مع لمحة خيال تعيد ماء وجه النص لسحره الإبداعي..وهذا يتطلب جلسة عنيقة نفرد من خلالها أغصان الجمال وورق الأدب المختبئ بين ظلالها الوارفة..
لكن سأكتفي ببعض هذه الحروف كتوقيع متواضع لعودة أخرى بإذن الله إن أتاح لي الزمان والوقت الهطول بين روقة هذا النص البديع..
والكاتب هنا بلغته وقوتها منح التحليل والوقوف أمام واجهة هذا السرد الذي ابتدأ بمقدمة مذهلة، أشارت لعملية الربط بين فقرات النص التي حملت أعاجيب الخيال وما ينتج عنه من امتداد لروح الكتابة، وفنون الفكر وفلسفته العميقة في عملية الطرح هذه..
فالفقرة الأولى من سياحة الفكر، كانت ملهمة فعلا للفكر في سياحة خذتنا نحو التدبر والتفكر والتحليل بأبعاد الحروف ومنتوجها المزهر..حيث وظف الفكر بأسلوب ماتع يومئ لأهميته في الحياة، وأنه دستور يبنى بقوامه أسس ومنهج عالم بأسره..
وأما الفقرة الثانية والتي حوت سباحة الخيال، هي منحة عظيمة أدركها الكاتب ليعلن للملأ ما للخيال من امتداد للفكر كي يستقيم وينتج عنه عميات التطوير باختلافها لدعم الفكر كي يكونا ملحمة واحدة في ثوب جمالي يغني عمن سواه، ليكون مدارا متيناً في مباهج الحياة..
فالفكر الواعي والخيال الخصب هما نواة الحياة المستقرة المثمرة..وهما رأس الحكمة والعبرة والموعظة..

الشاعر الكبير والكاتب البارع المتمكن من أدوات الكتابة وقياسها الدقيق في لغة الضاد
أ.محمود مرعي
شكراً لهذا الجمال الرباني الذي منحه الله لكم وعنتم تنسجون السحر على حرير اللغة العذبة..
نصكم هذا يشير إليكم بقوة في كل اتجاهات اللغة..وما فيها من الفصاحة والبلاغة وجمال تكويت الكلام من فوهة قلمكم المتفرد..
لا يسعني هنا إلا الشكر لما تسطرون من جماليات اللغة
ولا أزيد عن قول الشكر...جزاكم الله خيراً
وفقكم الله ورعاكم لما يحبه ويرضاه
.
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
الأستاذة الرَّائعة جهاد بدران

هذه الإضاءة الرَّائعة الكاشفة والنَّافذة إلى العمق، لا غنى لنا عنها

وكم نحتاجها دومًا لأنها من شروط تحقُّق الإبداع

سلم فكرك وقلمك

وألف شكر لك على ما كتبتِ






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-06-2021, 10:34 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

افتراضي رد: هُوَ وَأَناهُ..- بقلم: محمود مرعي (1)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود مرعي مشاهدة المشاركة
قالَ الحَكيمُ رِوايَةً عَنْ سابِقيهِ إِنَّ بَيْنَ السِّياحَةِ وَالسِّباحَةِ عَلاقَةً، بِفارِقٍ بَسيطٍ، وَهُوَ أَنَّ السِّياحَةَ لِلْفِكْرِ وَالسِّباحَةَ لِلْخَيالِ، وَفي السِّياحَةِ وَالسِّباحَةِ يَسْكُنُ هُوَ وَأَناهُ.

سِياحَةٌ:

كانَ يَعيشُ عَلى شَفى حاضِرٍ مُسْتَحْضَرٍ مَجْلوبٍ بِلا تَطْرِيَةٍ.. حاضِرًا في مَتْنٍ مُمْتَدٍّ مِنْ مَطْلِعِ القَوْلٍ إِلى مَغارِبِ الإِفْكِ.. كانَ يَزيدُ خُصوبَةَ اللُّغَةِ كُلَّ آنٍ.. وَيَزْرَعُ تُرْبَتَها شَجَرًا يُؤْتي أُكُلَهُ كُلَّ حينٍ بِإِذْنِ رَبِّهِ.. كانَ الضَّميرَ الـمُتَّصِلَ بَيْنَ الأَئِمَّةِ الأُوَلِ وَفُقَراءِ يَقينِ عِلْمِ الأَسْماءِ.. عُراةِ الكَلامِ الـمُتَقَوِّلينَ في حاناتِ الخَطَلِ الحَداثِيِّ.. كانَ دائِمَ قِراعِ اللَّيْلِ الـمُتَرامي.. يَشُدُّ الفَجْرَ إِلى مَطْلَعِهِ وَاللَّيْلُ يَأْبى انْسِلاخَ الفَجْرِ عَنْهُ.. وَلا يَنْفَكُّ يَشُدُّهُ إِلى وَرائِهِ.. كانَتْ حَرْبُهُ أَنْ نَكونَ بِضَميرِ الجَمْعِ.. فَهُوَ الجَمْعُ..

مَدِّدْ حُلْمَكَ مُرْجِئًا وَجَعَكَ دَهْرَيْنِ مائِيَّيْنِ رَوِّضْ عُرْيَكَ يَنْكَشِفْ..

كانَ حَكيمُ الزَّمانُ يَسيرُ بِهِ الهُوَيْنى مِنْ واحِةٍ لِدارَةٍ إِلى دَوْحَةٍ ظَليلَةٍ.. إِلى عَلَمٍ عَلى عَلَمٍ.. وَمِنْ جامِعٍ في مَسْجِدٍ إِلى الـمَسْجِدِ الجامِعِ كُلَّ جامِعٍ.. كانَ حَكيمُ الزَّمانُ يَسْقيهِ كُلَّ ما أَفْرَغَتِ الثُّلَّةُ الأُولى في دِنانِهِ وَيُطْلِقُهُ لِيَبْحَثَ عَنْ مَقيلٍ جَديدٍ خارِجَهُ.. وَكانَ كُلَّ نَفْرَةٍ يَرْجِعُ إِلَيْهِ مُعْتَذِرًا عَنِ انْتِفاءِ القَوْلِ خارِجَ مَقولِهِ.. شاكِرًا حامِدًا قَبولَ حَكيمِ الزَّمانِ احْتِواءَهُ مِنْ جَديدٍ..

سِباحَةٌ:

كانَ غَريبَ الـمَقيلِ عَجولَ السُّرى.. كانَ جُنونِيَّ الرَّحيلِ، جَنوبِيَّ الشَّمالِ، شَمالِيَّ الجَنوبِ.. يُوَزِّعُ الجِهاتِ فُضولًا، يُحِلُّ النَّقيضَ في نَقيضِهِ.. وَيَرْكَبُ الرِّيحَ إِلى كُلِّ فَسيحٍ.. كانَتْ أَناهُ غَيْبًا لَمْ يُؤْذَنْ لَها بِالشَّهادَةِ بَعْدُ وَلا يَعْلَمُ عَنْها شَيْئًا.. كانَتْ غِيابًا بِلا حُضورٍ.. كانَتْ سِرًّا في الـمَلَكوتِ الأَعْلى لَمْ يَحِنْ مَوْعِدُ نَشْرِهِ.. وَكانَ يَرى بَيْنَ الحينِ وَالحينِ وَميضًا عَلى الأُفُقِ لا يَدْري عَنْهُ شَيْئًا، وَلَيْسَتْ لَدَيْهِ أَدْنى فِكْرَةٍ عَنْهُ.. وَكانَ مَعَ كُلِّ وَمْضٍ يُحِسُّ بِرَجْفَةٍ في القَلْبِ.. وَيَتَحَسَّسُ ذاتَهُ مُطْمَئِنًّا عَلى نَفْسِهِ ثُمَّ يُتابِعُ.. وَيُتابِعُ الزَّمانُ نَقْلَهُ بَيْنَ السِّياحَةِ وَالسِّباحَةِ إِعْدادًا لَهُ لِيَسْتَحِقَّ أَناهُ وَيَكونَ أَهْلًا لِحَضْرَتِها وَرَحيقِها.. وَما زَالَ الزَّمانُ بِهِ مِنْ رَبْعِ إِلى طَلَلٍ وَمِنْ دَوْحَةٍ إِلى دارَةٍ إِلى واحَةٍ.. وَالوَميضُ يَقْتَرِبُ وَيَكْبُرُ مَعَ كُلِّ مَخاضِ قَصيدَةٍ لِقادِمَةٍ مَنَ العَدَمِ.. وَلَمْ يَكُنْ يُدْرِكُ أَنَّ القادِمَةَ هِيَ الوَميضُ وَهِيَ أَناهُ الَّتي سَتُذْهِلُهُ عَنْ كُلِّ سِواها وَسَيَكونُ حُضورَها في تَفاصيلِ التَّفاصيلِ.. وَسَتَكونُ سَيِّدَةَ الحُضورِ.. سَيِّدَةَ البِداياتِ وَالنِّهاياتِ.. سَيِّدَةَ القَصيدَةِ وَساكِنَتَها الوَحيدَةَ.. وَكَرَّ الزَّمانُ بِنَسائِمِهِ تارَةً وَبِعَواصِفِهِ وَغُبارِهِ تارَةً.. وَخِلالَ ذلِكَ كانَ الوَميضُ يَتَحَوَّلُ شَيْئًا فَشَيْئًا وَيَتَجَسَّدُ هَيْكَلًا نورانِيًّا في هَيْئَةِ أُنْثى.. أَشْرَقِتْ مِنْ نورِها روحُهُ وَامْتَلَأ بِها، بَعْدَما تَغَشَّتْهُ وَصارَتْ يَقينَهُ، لِيُدْرِكَ لاحِقًا أَنَّها أَناهُ.. وَسَيَقْضي العُمْرَ مَعَها.. وَقَدْ يَعِزُّ عَلَيْهِ الوُصولُ فَيَموتُ قَبْلَ الـماءِ.. لكِنَّهُ الـمُغامِرُ الَّذي لا يَنْكِصُ عَلى عَقِبَيْهِ.. وَكانَ أَنْ مَضَتْ بِهِما الأَيَّامُ.. وَمَعَ ميلادِ كُلِّ قَصيدَةٍ كانَتْ تَنْمو داخِلَهُ بِكاملِ زِينَتِها وَسِحْرِها.. وَتَزْدادُ في نَفْسِهِ تَقْديسًا يَجْهَلُ سَبَبَهُ.

(يتبع)


مرحبا،
أ/ محمود مرعي الراقي،

اليوم قرأت (هو و أناه 1) ،
و أعجبتني كثيرا،
فيها قدرة سردية رائعة،
و لاغة ما شاء الله و تمكن لغوي كبير،

أمتعتني سياحة القراءة هنا،

و سأتابع الأجزاء التالية إن شاء الله،

شكرا لك،

تقبل احترامي






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:56 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط