18-07-2020, 06:30 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الغربة...
الغربة...
. ونستعذب الأرض التي لا هوا بها ولا ماؤها عذب ولكنها وطن.... هكذا قالوا. وإذا كانت النفس إلى وطنها مشتاقة.. وإلى مسقط راسها تواقة... فإن هذا التوق وذلك الاشتياق؛ يستحيلان في لجة البعد- عند لحظة ما - إلي أسر وقسر وقفر وهلاك.. بل إلى أغلال تُصَفِّد حواسك حيثما وليت شطر وجهك، بعيدا عن منبتك، نائيا عن مدرج صباك.. عند هذا الشعور المرهق المُوخر؛ تُختزل كل ألوان الحياة في عينيك الي لون واحد، رمادي، .يَكِلُّ دونه الوصف ، ويقصر عن ادراكه التناول.. وتميل استقامة كل الأشياء الجميلة في منظر العين.. تعيش ايامك كلها كأنك في غَلَس، لا ينتمي الي صبح زاهر يتنفس، فترقى صَعِدا.. ولا الي ليل داكن يتمدد، فتهمد أبدا.. نعم الغربة كلها كربة.. وان حلَت واحلولت، ودنا قطافها، واطرد عذب ضفافها.. فليس ثمة محل قابل في داخلك يحسن تناول الجمال الغريب، ويتماهى مع سطوة ما تراه من النعيم المقيم في غير أرضك.. ولكنها - رغم ذلك - تبقى ( الغربة) أداة الانكشاف الأكثر حِدة في النظر، لرؤية الأشياء على حقيقتها، دون أن يرهق صفاءها ظل مشوش، او غبش مقصود.. اغتربت ٢٢ عاما نصفها أسر وقسر وهلاك.. وإذا كانت الثواء في الأهل، والبقاء في الوطن؛ هما مما يُتَعَلل بهما عند حلول نقمة وبيلة، او اجتياج نائبة نزيلة، . فإن انعدامها مما يزيد القلب لوعة والنفس حسرة وأسى .. وإلّا،.... فـ بِمَ التعلل؟! بم التعلل لا أهل ولا وطن... فما عُرفت حقيقة كثير من الأشياء الا في ردهات الغربة، وأروقة السراب هناك.. هناك... كان الإنسكاب لكل شئ.. للأماني والاغاني والتهاني والمعانى والآمال والآجال والآلام والاسقام. والحرمان والوجدان.. غير أن اجترار ما كان من ذكرى هو خبز الحياة هناك.. خبز جاف مر.. لا يلطف من مرار طعمه إلا مشهد لذيذ غاف على ناصية حلم.. ... |
|||
18-07-2020, 06:39 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: الغربة...
نظرة من واقع تجربة للغربة ومعاناتها وما تتركه من أثر مرهق في الذات
رغم ما فيها من معاناة وضيق غير أنها أيضا تقدم للإنسان خبرات ومعان مختلفة للحياة قد يجد فيها المرء إن أحسن قراءتها دروسا بالغة الحكمةو العبر بوركت أ.ياسر ودام العطاء كل التقدير |
||||
19-07-2020, 03:51 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: الغربة...
"الغربة"وما أقساه من شعور وكم هو صعب أن يعيش الإنسان بعيدا عن وطنه
يعصف به الحنين والشوق قد يكون هناك بعض فوائد ولكن يبقى الوطن هو الأغلى والأجمل في عيوننا وقلوبنا نص وحرف جميل من واقع حياة الغربة ومعاناتها تحياتي أ. ياسر ......... ولا الي ليل : هل تعني وإلى ليل ؟ |
|||
19-07-2020, 07:47 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: الغربة...
كلمات من رحم الخبرة
نعم الغربة بقدر ماهي غربة هي عين ثالثة تفتح الافاق تعزز الهمم تهذب النفس تجعل المرء يسافر الى أبعد نقطة في المدى يحلل الأمور يساعد في جلاء الوعي واستدراك المفاهيم الغربة بقدر مرارتها بقدر ما تجعل الانسان أقوى بقدر ماهي مؤلمة، مرهقة تنمي الحس الذاتي، تفعل البصيرة وتطلب استدعاء الفهم لماهية الوجود والتفكير الجاد الغربة مرآة لمن أراد أن يبصر حقيقة الأشياء، يتعثر ويتعلم تجعل مدارك العقل مفتوحة لاستقطاب اي جديد وتعد فترة جيدة لتقييم العباد كما تقييم النفس ومحاسبتها انا عن نفسي بقدر خبرتي لمدة 18 سنة بديار الغربة الا وأني بقدر المعاناة بقدر ما أحببتها لأنها تنمي فينا روح المسؤولية وتجعلنا أشخاص فاعلين منتجين تعمنا الرحمة وتجعلنا بالمختصر أكثر انسانية وتقربنا من الله يوماً بعد يوم شكرًا لك أديبنا على ما تفضلتم به نعم كل ما ذكر هنا عيش غربة بعناوين مفتوحة يمكن قول المزيد محبتي واحترامي ودام جلاء النبض وعمق الأبجدية
|
||||
24-07-2020, 10:41 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: الغربة...
اقتباس:
فما انزل الله علينا البلاء ليهلكنا ( ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وآمنتم..) فمنه ما يكون سوقه لضبط التوازن النفسي واعادة صياغة الحياة على مقاس ملائم.... ولولا حنادس الظلام لما كان لنور الشمس كبير معنى... شكرا لهطولك الكريم سيدة خديجة.. تحياتي ودعواتي لحضرتك. 🌿 🌹 🌿 |
||||
25-07-2020, 02:47 AM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: الغربة...
يكفي أن تترد كلمة الغربة ليداهمنا شعور بالصقيع
لكنك مبدعنا تناولت الغربة بصورة أكثر واقعية ولأن التجربة محك الكاتب فكانت مصداقية الحرف هنا أظهرت ما فيها من نِعم وكشف للذات بقدر ما فيها من ألم ووحشة جاءت الختمة شديدة الواقعية كأننا نراها "خبز جاف .. وبعض حلم" لروحك الراقية وحرفك القيم كل التقدير مبدعنا الراقي ياسر سالم مودتي وتقديري عايده |
||||
|
|
|