الصرصور المغامر..( قصة فصيرة)* - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :عبدالرحيم التدلاوي)       :: الأصمّ/ إيمان سالم (آخر رد :إيمان سالم)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :أحلام المصري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-01-2018, 07:51 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد فتحي المقداد
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
سوريا

الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد

افتراضي الصرصور المغامر..( قصة فصيرة)*

الصرصور المغامر

قصة قصيرة
بقلم- محمد فتحي المقداد

سكون استحوذ على المكان بسطوة لا تُقاوم، مثير لشهوة تساؤلات، تبدأ وتبتعد مسافات تُلامس حوافّ الكون، تشتهي النهاية لتصل إلى جواب شافٍ، فما إن ينتهي سؤال حتّى يزاحمه الآخر على احتلال الصدارة في نفس صاحبه.
الصُرصور جادٌّ بعمله هذه المرّة، كتلة عظيمة الحجم إذا ما قورنت مع حجمه، صارت ككرة قدم من الدحرجة المُستمرّة على الرمال، يسوقها بقدميْه الخلفيّتيْن، رأسه عكس اتّجاه سيره، من غير المعلوم، كيف يُحدّد مساره لايصال غنيمته إلى جُحره، ألا فكّر بأنّه ربّما ضلّ وحاد عن طريقه؟. ولاخاف السقوط في حفرة ستكون خاتمته النهائيّة فيها؟.
يسير غير آبِهٍ بأيّ منطق مسموح أو ممنوع، الكُرَة تتدحرج بسهولة، وأحيانًا بصعوبة إذا ما صادف تبّة تراب تعتلي قليلًا، أو حجرًا ناتئًا رفضتِ الأرض احتواءه كاملًا، وضاقت ذرعًا برأسه المُدبّب يوجع خاصرتها.
ما لم يخطر بالبال، أّنّ حاجزًا اصطناعيٍّا هذه المرّة حال بينه وبين إكمال خطّ سيره، بُسطار العسكريّ الواقف في نوبة حراسته، في هذا المكان النائي بجغرافيّته هناك على حدود الوطن، في آخر نقاط التقاء الحدود. هنا لامجال للخطأ أبدًا، فالنسبة القليلة منه قاتلة، لايمكن التّسامح أو التغاضي عن الهنّة؛ فالهنّة تستوجب العقوبة الصّارمة.
خفّت حدّة حرارة الشّمس اللّاهبة، وانكسر الظلّ إلى مِثليْه، ففي مقياسه أنّ وقت العصر فات من أكثر من ساعة، هذا تقدير سكّان الصحراء، خبرتهم هَدَتهم لاكتساب معارف تخصّهم وحدهم، مجهولة لأبناء المدينة المُرفّهين؛ بما يستحوذون عليه من وسائل الرّاحة.
تتزحلق رِجْلَا الصُرصور الأماميّتيْن، عندما يدفع بشدّة لتجاوز العقبة الكأداء، وهي تستعصي على قوّته، يدفع بأقصى ما لديْه، ويفشل المرّة تلو المرّة.

***

العسكريّ واقف، عيناه ساهمتان في الأفق الهادئ حدّ الرتابة المملّة بقسوتها، الموحشة بانقطاع سُبُل الحياة المُيسّرة منها، الفراغ من حوله فجّ الحضور باتّساعه ينهش الكوْن بنهَم، الصمت مطبِق بجبروته على المساحات مدّ السّمع والبصر.
دُخان سيجارته يخترق الفراغ مُوزّعًا حلقاته على الاتّجاهات محاولُا ملأه، قانون التلاشي أصدر قراره بمنع التجمّع والتجمهر، وكأنّ قوّات مكافحة الشّغب مُتأهبّة؛ لتفريقه ولا تسمح بتجمّعه، ثانية ينفثُ الدُخان مصحوبًا بأنفاسه الحرّى، لا زالت نوبة حراسته في بدايتها، لم يمض منها سوى نصف ساعة، قطع شروده عندما انتبه للصرصور وهو يصطدم ببسطاره، فتح عينيْه على اتّساعهما، الدهشة أفغرت فِيِهِ، رافعًا حاجبيْه متأمّلًا المنظر، شعور مفاجئ بدبيب الحياة من حوله، اكتشف أنً تشاركيّة الحياة مع الصرصور في هذا الخلاء القاصي؛ أشعره بمن يقتحم وحدته القسريّة، فلا يسمع إلّا زمجرة الرياح معظم الأحيان، ونتائجه من الزوابع تسدّ الأفق، فتظلم نفسه وتنقبض روحه، وينخض مدى رؤيته في مراقبة الحدود، وتُصعّب عليه القيام بمهمته على أكمل وجه، أو ينتظر أفواج السّراب المتلألئة المهرولة إليه من بعيد، ولا تصل إليه.
داهمته الرحمة والرأفة، ولم يؤنبّه ضميره عندما رفع بسطاره للأعلى لتسهيل عبور الصرصور وكتلته التي يدفعها، انتفض فجأة، اهتزّ جسمه امتدّت يده إلى سلاحه الجاهز، خامره الشكّ أنّه يخون أمانته، عندما سمح للصرصور القادم من الجهة الأخرى للحدود، تجمّد إحساسه وغادرته الرحمة، عندما قرّر الإطباق عليه، وهو تحت أرضيّة بسطاره تمامًا.
انحفضت قدمه قليلًا، صوتٌ قويٌّ من أعماقه هتف به: "دعْهُ يمرّ، إنّه صُرصور لا يضرّ ولا ينفع، وهو من سكّان هذه البقعة، ولا يعترف بخطّ الحدود الوهميّ، ولا معرفة له بالممنوع و المسموح".
***

الحرص الشديد بتنفيذ مهمّته، استذكر مقولة مدرّبه في الدورة: "النملة غير مسموح لها باجتياز الحدود". تنازعه تأنيب الضمير، واستقرّ رأيه على كتمان الحادثة، في اللّحظة الأخيرة، تذكّر معاينة الكرة المتدحرجة، تأكّد أنّها قطعة من بُرازٍ آدميٍّ، انتفض جسمه بقوّة كامنة مُدّخرة في جسمه، تتبّع خط سير الصرصور لمسافة مئة متر؛ ليتأكّد بما لا يدع مجالًا للشكّ، وهو يتذكّر مقولة: "أن البعرة تدلّ على البعير".
تناول جهاز اللّاسلكي؛ للاتصال مباشرة بقائده، للتبليغ عن الحادث. استنفار جميع مخافر حرس الحدود للبحث الدقيق، تحرُّكٌ على كلّ المحاور، بتصميم قويٍّ على: "أنّ الوطن أمانة في أعناقنا".

عمّان - الأردن
10 \ 1 \ 2018








مدرج بصرى الشام
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-01-2018, 07:41 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: الصرصور المغامر..( قصة فصيرة)*

{{ "أنّ الوطن أمانة في أعناقنا".}}

صباح جميل يحمل نصوصا من طراز فريد
سرد متقن ورشيق يشد انتباه المتلقي من
الحرف الى الحرف.. لغة قوية كأنها من فتيات
الصحراء .. حبك مدروس بعناية ؛ وقفلة كانت
موفقة في رسم الدهشة بدهاء.

صرصور مغامر يسير (بعكس) الاتجاه، يدفع
بكرته الكريهة بإصرار رغم كل الصعاب لكنه
يصطدم بمعلم لم تشكله ــ الطبيعة ــ فيكتشف أن
مروره يحتاج الى معجزة..

مواجهة مع ــ بسطار ــ عسكري انغرس في أعماقه
أنه (حاجز من أسلاك شائكة) له وظيفة مقدسة.
تردد.. خوف..واستنتاجات مشحونة بعاطفة قوية
تعيدنا الى ما استهل به الراوي قصته :

{{سكون استحوذ على المكان بسطوة لا تُقاوم، مثير لشهوة تساؤلات، تبدأ وتبتعد مسافات تُلامس حوافّ الكون، تشتهي النهاية لتصل إلى جواب شافٍ، فما إن ينتهي سؤال حتّى يزاحمه الآخر على احتلال الصدارة في نفس صاحبه. }}
لقدعشت هذا الواقع عندما كنت أحرس
الحدود ورأيت ذات المشهد .. تلك المخلوقات لم تكن من الصراصير
وإن كان بينها بعض الشبه. أما دفع الكرات فقد كان كما وصفت تماما.

أديبنا القاص البارع محمد فتحي المقداد
أبدعت في اصطياد لحظة خطيرة تحمل مشهدا
عجيب وكنت موفقا في اسقاطاتك الرائعة.

بوركتم وبورك المداد
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 19-01-2018, 03:50 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد فتحي المقداد
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
سوريا

الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد

افتراضي رد: الصرصور المغامر..( قصة فصيرة)*

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي مشاهدة المشاركة
{{ "أنّ الوطن أمانة في أعناقنا".}}

صباح جميل يحمل نصوصا من طراز فريد
سرد متقن ورشيق يشد انتباه المتلقي من
الحرف الى الحرف.. لغة قوية كأنها من فتيات
الصحراء .. حبك مدروس بعناية ؛ وقفلة كانت
موفقة في رسم الدهشة بدهاء.

صرصور مغامر يسير (بعكس) الاتجاه، يدفع
بكرته الكريهة بإصرار رغم كل الصعاب لكنه
يصطدم بمعلم لم تشكله ــ الطبيعة ــ فيكتشف أن
مروره يحتاج الى معجزة..

مواجهة مع ــ بسطار ــ عسكري انغرس في أعماقه
أنه (حاجز من أسلاك شائكة) له وظيفة مقدسة.
تردد.. خوف..واستنتاجات مشحونة بعاطفة قوية
تعيدنا الى ما استهل به الراوي قصته :

{{سكون استحوذ على المكان بسطوة لا تُقاوم، مثير لشهوة تساؤلات، تبدأ وتبتعد مسافات تُلامس حوافّ الكون، تشتهي النهاية لتصل إلى جواب شافٍ، فما إن ينتهي سؤال حتّى يزاحمه الآخر على احتلال الصدارة في نفس صاحبه. }}
لقدعشت هذا الواقع عندما كنت أحرس
الحدود ورأيت ذات المشهد .. تلك المخلوقات لم تكن من الصراصير
وإن كان بينها بعض الشبه. أما دفع الكرات فقد كان كما وصفت تماما.

أديبنا القاص البارع محمد فتحي المقداد
أبدعت في اصطياد لحظة خطيرة تحمل مشهدا
عجيب وكنت موفقا في اسقاطاتك الرائعة.

بوركتم وبورك المداد
احترامي وتقديري


أستاذ محمد خالد بديوي
أسعد الله أوقاتك بكل الخير
عزيزي
قراءتك متألقة فتحت مغاليق النص
وشرّحت جزئيّاته التي عايشتَ مثلها
و عميق شكري بما اضفت من اقتراح
وتصويب، ولرأيك كل الاحترام..
أما الصرصور المقصود هو ما يُسمّى
(جُعُل)، وتقديرا مني لتسهيل تداول المعلومة
جنحت إلى ما كان..
دمت متألقا شامخا ..








مدرج بصرى الشام
  رد مع اقتباس
/
قديم 21-01-2018, 08:33 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: الصرصور المغامر..( قصة فصيرة)*

{{ أما الصرصور المقصود هو ما يُسمّى
(جُعُل)، وتقديرا مني لتسهيل تداول المعلومة
جنحت إلى ما كان.. }}


نعم هذا هو الأسم الصحيح لما وصفت
أديبنا المكرم محمد فتحي المقداد.

محبتي ومودتي.






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 27-01-2018, 12:42 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد فتحي المقداد
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
سوريا

الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد

افتراضي رد: الصرصور المغامر..( قصة فصيرة)*

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي مشاهدة المشاركة
{{ أما الصرصور المقصود هو ما يُسمّى
(جُعُل)، وتقديرا مني لتسهيل تداول المعلومة
جنحت إلى ما كان.. }}


نعم هذا هو الأسم الصحيح لما وصفت
أديبنا المكرم محمد فتحي المقداد.

محبتي ومودتي.

الأديب القاص محمد
أسعد الله أوقاتك
تحياتي وتقديري لك أيها الجميل
دمت بخير








مدرج بصرى الشام
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:54 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط