لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
26-09-2018, 10:00 AM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
في الغابة
ككل ليلة جلست أمام التلفاز , لا لمتابعة المسلسلات الرومانسية , أو لمشاهدة البرامج التافهة التي تعتمد على الرقص و الغناء , و إنما لمتابعة الأخبار و آخر المستجدات على الساحة العربية و العالمية , لقد كرهت كل شيء بعد أن أدركت أن كل من حولي منافق
حتى أقرب الناس لي , صرت أشك في جدار بيتي من أن يخونني ذات يوم و يسقط على رأسي , صرت أشك حتى في تلك الصخرة الكبيرة التي أجلس عليها في الحقل خوفا من أن تشي بأسراري و ما دار بيني و بين نفسي من حديث .. فجأة و على حين غفوة و قبل أن تبدأ نشرة الأخبار المسائية وجدتني في غابات الأمازون , محاطا بمجموعة من البشر الحفاة العراة يتقدمهم قائدهم ..آه إنها إحدى قبائل الأمازون العريقة . قلت لهم : أريد أن أكون فردا منكم , أريد أن أعيش معكم , أعاهدكم على أن يكون هدفي هو هدفكم و رأيي هو رأيكم و رؤيتكم الرشيدة هي رؤيتي , سياستنا هي : الصيد و إقامة موائد الشواء هنا و هناك على أطراف الغابة ثم الرقص حول النار , فقد كرهت سياسة الرشوة و تزييف الحقيقة في المدن الصاخبة , كرهت حياة التخطيط , حياة الترف , و إعداد الإستراتيجيات لبناء قصر فاخر على شاطيء البحر و شراء السيارات الفاخرة , حتما سيكون هدفي البديل عنها هنا هو بناء كوخ من قصب , و صيد يمامة أو غزالة للشواء , لن أعود ثانية إلى عالم النفاق ذاك , و لن تستهويني بعد اليوم لا عاصمة الضباب لندن و لا عاصمة الأنوار باريس..و لا و لا ..وداعا أيها الضجيج ... هنا تهللت أسارير قائدهم و ابتسم بشفتين تخترقهما عدة أعواد من قصب و صفائح من حديد و انفتحت خياشيمه التي يشقها خنجر من حديد مرعب ثم قال لي : حسنا عليك أن تتخلى عن ثيابك هذه , سنأتيك فورا بلباس من أوراق الشجر و سوف أتولى بنفسي رشق أعواد القصب لتخترق شدقيك , شاربيك و أنفك , أنت الآن أحد أفراد أسرتنا , ثم تنحنح و جلس القرفصاء , أمسك بعود حاد و همّ أن يثقب به شفتي السفلى ! هنا صحت صيحة مفزعة أيقظتني من نومي مذعورا لأنتبه للتلفاز فإذا به يبث برامج تمجّد ما أنجزته الدولة لرعاية الشباب , و يطرق مسمعي في الخارج صياح نسوة بالجوار قيل لي فيما بعد أنهن ينعين وفاة شاب جامعي عاطل عن العمل منتحرا شنقا في غابتنا المجاورة .
|
||||
26-09-2018, 04:27 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: في الغابة
قصة مؤلمة من واقع موجع
بوركت ودمت طيب العطاء كل التقدير إن أذنت لي خوفا من أن توشي بأسراري أليس الأصح : أن تشي؟ سوف لن أعود ثانية أليس الأصوب الاستغناء عن سوف وعدم اقترانها بلن؟ رعاك الله |
||||
26-09-2018, 05:33 PM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
رد: في الغابة
اقتباس:
شكرا للاهتمام و المتابعة تم التعديل على رأيك كل الود و التقدير
|
|||||
26-09-2018, 10:55 PM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: في الغابة
اقتباس:
أنا معكم فيما ذهبت إليه لأن الإنسان في الغابات الإفريقية أقرب لنا باعتباره من قارتنا أما الشاب كما ترى انتحر نتيجة البطالة و التهميش ..فهو من الغلابة أخي جمال زعيم الغلابة خالص ودي و تقديري يا غالي
|
|||||
27-09-2018, 03:24 PM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
رد: في الغابة
اقتباس:
أذكر هنا بنجوم و نجمات هوليود هم عادة ما ينهون حياتهم المليئة بالبذخ و الترف بالإنتحار و الأغرب أنهم يتركون أملاكهم و أموالهم لكلابهم و قططهم فنجد قطا يملك بناية في لوس أجلوس و كلبا يملك قصرا فخما في واشنطن ... و أعتقد أن نسبة الإنتحار بين الكبار من الأثرياء أعلى من نسبة الإنتحار بين الفقراء أنا ممن يحب الغلابة و الفقراء أخي جمال باعتبار أني واحد منهم كل الود و التقدير
|
|||||
29-09-2018, 02:30 AM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: في الغابة
واقع مؤلم جدا
هذا ما يعانيه شباب أمتنا ركود وبطالة وقمع للحريات وتكميم أفواه وتهم كثيرة نص قال حلما تمنى أن يتحقق وأفاق على واقع كله وجع وفجيعة كبيرة النص جميل وفكرته أنيقة ولكن بكل صدق البداية رأيتها تقريرية فقط البداية وهي وجهة نظر طالب يتعلم هذا الفن الأنيق بكل صدق وخالص محبتي لأخي المختار كنت جميلا هنا
|
||||
29-09-2018, 07:50 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: في الغابة
مبدعنا القدير رائع هذا الكم من المفارقات التي نجدها كلما أخذنا السرد هنا
ربما المفتتح بالفعل يميل نحو التقريرية ولعلي أوعز ذلك للحالة التي أراد النص تسجيلها وهي متابعة تقارير الأخبار بينما المحاولة الجادة داخل النفس للتخلص من واقع يوجع ولا سبيل لتغييره جعلت البطل هنا يبحث عن حل فوجد أن ترك المدنية واللحاق بالحياة في الغابة - وهذه مفارقة أخرى بين عالمنا الذي تحول إلى غابة وبين الغابات التي تحيا فيها القبائل البدائية - هذا الحل أو المخرج الذي لجأ إليه بطلنا هنا كاد أن يكتمل معه لولا أنه وجد نفسه أيضا أمام قوانين ونظم ظالمة ومتوحشة وليست تقل عما يمارس في عالمنا الواقعي بكثير كانت الاستفاقة من الحلم هنا بمثابة نذير بأن يعيد الرؤية لعالمه من جديد لكنه ما فتئ يفعل حتى عاجلته مفارقتان اخرتان قضيتا على ما تبقى أمامه من أمل فالإعلام الذي يمجد ما تقدمه الدولة للشباب يقف أمام أحد جثة هؤلاء الباب العاطلون عن العمل والمنتحر يأساً وقهراً .. فمن يصدق إذاً وكيف يعيد التعامل مع مجريات الواقع والواقع بهذا القبح المهين! المفارقات العميقة التي تناولها النص منحته ثقلاً غير عادياً وإسقاطاً على عالمنا بصورة رائعة مبدعنا القدير الراقي المختار محمد الدرعي كل التحية لقلمك القدير ولنصك الفاخر الموجع بلا شك ولروحك الراقية كل التقدير والمودة عايده |
||||
01-10-2018, 09:32 AM | رقم المشاركة : 8 | |||||
|
رد: في الغابة
اقتباس:
دائما أسعد بملاحظاتكم القيمة شكرا للمتابعة كل الود و المحبة
|
|||||
01-10-2018, 10:09 AM | رقم المشاركة : 9 | |||||
|
رد: في الغابة
اقتباس:
كم كنت سعيدا بهذه القراءة التي جاءت على كل كبيرة و صغيرة بقصيصتي المتواضعة دائما مبدعة في نصوصك كما في نصوص الآخرين شكرا كثيرا لرقيك و لهذه الإضافة الرائعة التي زانت المتصفح كل الود و التقدير لا حرمنا من اهتمامك و متابعتك
|
|||||
02-10-2018, 01:49 AM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: في الغابة
لا اختلاف للأنظمة ما دامت وليدة فكر الإنسان
ربما الاختلافات تأتي طفيفة ولكن في النهاية متوافقة سردية جميلة جسدت واقعا نود تغييره ولكن ....! كل التقدير أ. الدرعي ودام الإبداع والتألق |
|||
02-10-2018, 07:31 AM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: في الغابة
اقتباس:
لقد غبطك يا رجل على لحظات قضيتها في غابات الأمازون ترفل في نعيم الطبيعة البكر ، و كدت تقيم فيه ، وتصبح من أهله و إن شقوا شفتيك و قطعوا أذنيك ...و لو كان حلما ! ففي غابتنا المنعوتة بالحضارية ، و مجتمعاتنا الموسومة بالمدنية نحن في جحيم مقيم ، كل جميل ممنوع ، و كل بديع مقموع ؛ حتى الأحلام تخضع للرقابة و هي دوما متهمة و لا تجاز ...صار الحلم ترفا لا نستطيعه في غابتنا البشرية المتوحشة ، أغبطك على لحظات عدت فيها لعهدك الأول و عشت إنسانيتك مع ذوي الفطرالسليمة و طلقت دنيانا للحظات و لو خيالا. راقتني الفكرة و جودة السرد و المعالجة... دام يراعك مابضا . تقديري. |
||||
05-10-2018, 03:08 PM | رقم المشاركة : 12 | |||||
|
رد: في الغابة
اقتباس:
فعلا بعض الأنظمة جعلت أعدادا مهولة من شبابها يقدم على الانتحار و البعض الآخر يفكر في الهروب و ايجاد بيئة جديدة كالعودة الى الحياة البدائية في غابات الأمازون و غيرها شكرا لحضورك الراقي الدائم كل الود و التقدير
|
|||||
05-10-2018, 03:18 PM | رقم المشاركة : 13 | |||||
|
رد: في الغابة
اقتباس:
فعلا أخي محمد تمنيت أن لا أستيقظ حتى يستمر ذلك الحلم الجميل فالحياة البدائية صارت أهون علينا عذابا من الحياة المعاصرة بالاعتبار أننا في القديم لم نسمع بالمقابر الجماعية ما عدا جريمة واحدة هي قتل قابيل لأخيه هابيل شكرا لروعة الحضور أخي محمد تقبل تحيتي و تقديري
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|