لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ أدب الرســالة ⊰ >>>> إنصافا للوطن ..خطاب أدبيّ أطْلقَ سراحَ الوطنِ في الضّاد ..رسالة تنصف الوطن |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-02-2020, 01:57 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
أرواح شاهقة / رؤيـــــــــا
أرواح شاهقة...
..... من مجموعة خاصة تروي قصص بعض شهداء فلسطين الحبيبة..أقول "بعض" لأن جمع كل الأسماء قضية صعبة.. ولا يعني هذا أنني لن أحاول ..وهذا ما سيجعلني أبحث وبكل الطرق عن كل أسم وقصة شهادته إذا كنت لا أعرف قصته. أخيرا ..وللعلم فقط...المجموعة سيكون عنوانها ((أرواح شاهقة)) وأتمنى من الأخوات الفضليات والأخوة الأفاضل من ابداء الرأي حول العنوان،أو أي ملاحظة أخرى .. وتزويدي بأي قصة وأسم.. أكن من الشاكرين. احترامي وتقديري للجميع ..... رؤيـــــــــا قالت معاتبة: ودعتني يا ولدي، خرجت الى صلاة الفجر، وقلت أنك ستعود..لن تتأخر. انتظرتك.ولم تأت... أهكذا يكون الوعد .؟! قال : رأيت عرشا مضيئا ينتصب في السماء ؛ينتصب على أعمدة من نور ..شئ همس في قلبي: ( كقامات قوافل الشهداء، ) عرش أضاء الفضاء... فضاء كل فلسطين، طرقات القدس وأزقتها العتيقة. اشتعل الفؤاد يا أمي، شعرت بجمر يذوب في أوردتي، أحدثت شرخا في أصبع السبابة من كفي اليمنى..اعتصرت من دمي قطرات لكتابة؛ أحسب أنها ستبقى ما بقيت الحياة..جملة خالدة حتى بعد ان تغادر معتقلها الواسع هذه الحياة..جملة قرأتها على أرصفة طرقاتنا الضيقة..انتشرت في فضاء المدينة..مرت كطيف ولامست القبة الخضراء..أخذت تدور حول الأقصى المبارك..حول السهول ..حول بساتين التين والزيتون..كل الحقول..فكتبت بدمي يا أمي.. كتبت كل أحلامي وأمنيات كنت متأكدا أنها لن تجيء. بدمي كتبت : هكذا يكون العهد.! انخفض العرش قليلا؛ ثم عاد لينتصب في السماء، كان يشير إلي ويناديني بصوت كأنه خريرالجداول تقرأ بصوت واحد (قل هو الله أحد) ..خفت ..ثم ركضت..وركضت و قفزت. لكنني لم أعرف كيف وصلت الى ذلك البناء المرتفع.. كنت أدور وارتفع..تغازلني النجوم وابتعد.. ابتعد. تساءلت: حين عثرت على صوتي..قلت: لمن هذا العرش.؟! قالوا : هو لمن سخِر من الموت، لمن يراه أطرى من طين لا يكسر..لمن يعاند بطشهم، ويبعثر كذبتهم التي لا تقهر. فقلت:إذن هو لي يا أمي..إنه عرشي. لم يخطر لي بأنك ستمانعين ان أحوز عرشا لا تتصدع أركانه..لا تمحو غزارة المطر ؛ لونه الأخضر. قالت : نعم.. لا أمانع يا ولدي..وكيف لي ان أمانع ان تحظى بما أنشأتك عليه. صمتت، ثم قالت: ولكن جسدك عاد بلا تفاصيل يا ولدي..بحثت عن دمك ولم أجده..كنت كقطعة من ليل شديد الظلمة..بكيتك يا ولدي..لا ..بكيت ملامحك يا صغيري..وكما أنت..كما جئتني حملوك الى القبر..ولا أدري كيف واراك التراب وأمك تنتظر..لم تعد الى بيت صار أبرد من الثلج ..صقيع متماسك... قال : قبري أوسع من أي وطن.. وأنا أوسع من قبري .. سيطفح بي قبري، ثم امتلئ به. هكذا.. بلا عرس .. بلا كفن ..هكذا يا أمي.. وهذا هو الثمن.. أفلا يكفي درب الزنابق دربي..درب الحليب لمراكب دون أجنحة تحلق..وتسافر.!! قالت : نعم سيمتلئ بك أيها الحبيب، حين تودعنا، حين تهاجرمع صلاة الفجر.. بانتظارك يا ولدي أسراب النوارس، لا تتأخر عن السرب..ولا تنسَ أنني بانتظار زيارتك .. من الآن سأجهز نفسي لاحتضانك..لا تتأخر، لم يبق لي من الدفء سوى لحظة واحدة خبأتها في القلب..لا تجعلها تتعفن من البرد في غيابك، سيتجرأ البرد على ضلوعي وأحشائي.. لن اتأخر يا أمي.. لا تتأخر.. لن اتأخر.. هل ستتذكر يا نبض القلب..وجمرة تخفق في أوردتي والفؤاد.! (يهودي مستعمر) كان يسترق السمع من أحدى زوايا الرؤيا، لون الذهول خطوط وجهه، وقال : من هذا الشاب العظيم..وكيف يصل صوته من السماء الى الأرض.. الى سمع أمه..وقد فتحت له السماء الأولى..إلى السماء السابعة.!! ابتسم الشهيد وقال: أنا ........ (محمد أبو خضير.) من فلسطين..الأرض التي سرقتم ترابها وزيتونها.. قال اليهودي: أرى في وجهك قوافل حزن، كأنك تحمل معك كل آلام الوجود.. هل السبب أمك..أم وطنك..أم هو من أسف تدفق بسبب موتك.! قال الشهيد: :حزني على أمي عذب مهماعذبني..وكل عذوبة أتنفسها من عذابات وطني.. هوألم يصيب الرأس،حين تكون ما بين رؤية ورؤيا.. هو ما يتسبب بالحزن والحسرة.!! قال اليهودي : ومم ذاك .. وأرجوك أن تقول الحقيقة .! قال الشهيد أنا في سفر سينتهي قريبا :مسافر أنا.. وحين انظر إلى وطني يصيبني هذا الصداع..ربما أنه ما يسمى دوار السفر..نحر الحقيقة على أطهر ثرى احتراق كل وسيلة! .. وهكذا يقول وطني..ربما..هو من شقاق نسجته أكف زعماء الخيانة والنفاق.ممن باع دمع أمي على مائدة الدولار العريضة..أما أنا فأقول: بقي من هذه الدنيا لحظات قليلة ..والصداع لا بد أنه من شقيق..و شقيقة.!! محمد بديوي
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|