العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 25-02-2018, 01:02 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سكينة المرابط
عضو أكاديمية الفينيق
عنقاء العام 2011
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تحمل ميدالية الأكاديمية للتميز 2011
المغرب

الصورة الرمزية سكينة المرابط

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


سكينة المرابط غير متواجد حالياً


افتراضي أحلام/ سكينة المرابط

أحــلام
تخرج أحلام من بيتها هذا الصباح تركب سيارتها وتنطلق مكان الحادث إنه مؤلم فعلا وقع بطريق صفرو في اتجاه مدينة فاس وصلت وهي تحمل آلة التصوير الرقمية وتسأل بعض الشهود المتحلقين والفضوليين وهي تدخل بين حشود الناس لِتُغْني معلوماتها أكثر.
تدخل أحدهم مدققا لها التفاصيل تشكره أحلام وهي تغادر ولكنه يلاحقها متابعا حديثه :أريد رقم محمولك لو سامحت ،أرجوك. لم تمانع وهي تبدي ذهولها.
وانطلقت إلى عملها وكعادتها كل يوم تمارس رياضتها المفضلة حفاظا على لياقتها البدنية بإحدى النوادي القريبة من عملها بعدها تتجه إلى بيتها حيث تعيش مع أسرتها ،إنها الساعة الحادية عشر ليلا ،يرن هاتفها المحمول ،انه هشام الدر كي الشاب الذي أغنى معلوماتها هذا الصباح إلا أن سؤاله كان مباشرا ومحددا وبكل تلقائية :هل أنت مرتبطة .أعني مخطوبة ؟لم يترك لها فرصة الرد والتفكير فأجابته بسرعة:غير مرتبطة ولكن لماذا؟يرد عليها بكل عزم وثقة : الآن تصبحين على خير وغدا إن شاء الله سأتصل بك وانتهت المكالمة.
استغربت أحلام تصرفه ولكنها فكرت أن تنام فلاذت بالنوم فغدا ربما تصادف يوما مثقلا كهذا.
حين عودتها من العمل هذا اليوم استوقفها هشام. شاب وسيم أنيق الهندام أسود الشعر والعينين تكاد ثقته بنفسه تنطق لتقول لها : أنت لي وبكل صراحة وحتى دون أي جدال يقدم لها وردة حمراء ،تشكره ويأخذان خطواتهما نحو مقهى قريب حين دعاها للجلوس و الحديث إنه جدي ،غير مزعج،مقنع وجذاب أيضا،تتكرر المواعيد واللقاءات تفتن أحلام بشخصيته وكلامه الرصين وذكائه الحاد ومهنته ورتبته قد توصله لأعلى المراتب إنه يملك بيتا وسيارة.
حددا معا موعد الخطوبة الرسمية فكان احتفالا رائعا لكنه مقتصراً على حضور الأسرتين فقط،والدة هشام وأخته.
ارتفعت الزغاريد والموسيقى بينما انشغل زوج نجاة وهي أخت أحلام بالتقاط صور للعروسين وبتسجيل للحفل ككل فهو أيضا رجل أمن لكنه لم يسمح له الظرف ليتعرف بعد على هشام.
تمر أربعة شهور تزداد أحلام تعلقا بحبيبها وهو يبادلها نفس المشاعر يسعدان بحب وشغف وعشق يجمعهما حتى قررا التعجيل بحفل الزفاف. لم يبق إلا أسبوع واحد على عقد القران، وفي خضم هذه الاستعدادات.وهذا المساء بالضبط.أوصل هشام خطيبته أحلام للبيت دعته لشرب الشاي فاعتذر ليس لديه متسع من الوقت لتحضيرات الزفاف.
يمد إليها كيسا بلاستيكيا من حجم كبير طالبا منها أن تدعه معها إلى حين عودته قائلا:
-بعد ساعة أحضر لأتناول معكم وجبة العشاء.
-احتفظي بهذا الكيس فهو لصديق عزيز أمانة لوالديه اسمعي يا أحلام سآخذ سيارتك الآن،تأخرت عن موعد المرأب الميكانيكي يناديني لأحضر سيارتي.
تحمل الكيس وتصعد الدرج الكيس ثقيل جدا لربما هو الحديد همست في نفسها بمجرد دخولها البيت قصدت غرفة والديها وفتحت خزانة الملابس وأخفت الكيس بين البذل المعلقة تتجه نحو والدتها ونفسها يكاد ينقطع تسألها :مابك حبيبتي ؟سأحضر لك طعاما .تجلسها أحلام وتضاحكها :سيتناول معنا العشاء صهرك العزيز اليوم سأساعدك في مطبخك وبعد أسبوع ستضطرين لمساعدتي بمطبخي،تتأوه والدتها وتفرغ شيئا يخنقها منذ أن حل هشام بحياة ابنتها :
-لما العجلة يا ابنتي؟فقلبي غير مرتاح لهذا الشخص ولكن ما عساني أن أقول أنت صاحبة القرار. تصمت السيدتان وهما يتفننان بإحضار وجبة العشاء.
أصبح كل شيء جاهزاً، تبدو مائدة العشاء بطراز ملكي.
إنه لم يأت بعد ولم يتصل أيضا ورغم محاولات أحلام المتكررة للاتصال به فهاتفه غير مشغل.يذهب الجميع للنوم تركن أحلام أمام جهاز التلفاز تكاد تحطم آلة التحكم من الغيض والقلق. يحل الصباح، تدخل والدتها غرفتها لتوقظها:
-صباح الخير يا أحلام:
- أهو بخير؟
-ترد أحلام وعلامات الإرهاق تبدو عليها:
- لم يتصل يا أمي وهاتفه لايرد حائرة أنا لاأعلم ماذا أفعل؟ اتصلت بالميكانيكي،وهو أيضا لايرد وعلي الذهاب إلى العمل وسيارتي معه .تشجعها أمها اتصلي بالشرطة بالمستشفيات ربما ارتدي ملابسك واذهبي إلى أهله حتى تعلمي ما حصل.
ارتبك كل من بالبيت،فأحلام لاتعلم أين يقيم.
-أليس لديه أصدقاء ؟يتدخل والدها فجأة وماذا اتفقتما البارحة ؟
-لاشيء، قال إنه سيمر للعشاء معنا وترك عندي أمانة لصديق له، إنها بغرفة نومك.
يطلب منها والدها إحضار الأمانة.
- إنها ثقيلة جدا يا أبي هلا ساعدتني
!
يقتحما معا الغرفة ويخرجا الأمانة ويضطر الأب فتح الكيس تساعده أحلام بيديها المرتجفتين فإذا بالكيس ممتلئ عن أخره بالرصاص يلتفت إليها والدها
- ماهذا ياأحلام؟..وهو ما زال يدخل يديه الكيس.
- مسدسات أيضا يا للهول؟
شلت الحركة بالبيت فالأمر خطيرا جدا وذو أبعاد غير مفهومة وهذه حجة علينا ينطق والدها:
-أسمعت ياأحلام؟
-ما العمل؟ تتمتم أمها؟
تجمع أحلام أطراف الكيس تفتح النافذة وتطلب من صاحب الدكان المقابل للبيت أن يستوقف سيارة أجرة وتتوجه مع والديها تحمل الكيس بما يحتويه لأقرب دائرة للأمن الوطني.
استطاعت أحلام أن تسرع في مقابلة العميد وبعد أن حكت له الحدث من أول ما عرفت هشام إلى حين تواجدها أمامه ظنت أن مهمتها انتهت هنا ومع كامل الأسف طلب العميد فتح محضر وبنوع أخر وبطرح لم تعتد عليه في ممارستها اليومية ،ولم تكن تظن أن والديها أصبحا هما أيضا في قفص الاتهام،إلى حين مثولهم أمام المحكمة بعد أسبوع على الأقل وحتى إلقاء القبض على المتهم الأول والغائب بالأساس.
كل المعلومات التي أدلى بها محاموهم لم تكن كافية لبراءتهم ورغم صور حفل الخطوبة لم تنفع بشيء إلا في تعرف الشرطة على أوصاف المتهم تابعت الشرطة بحثها وألقت بالقبض على هشام الذي نفى أي صلة قد تجمعه أو جمعته بهذه العائلة ويؤكد ويحتج أن الصور مفبركة ربما من طرف مجهول يتربص به وحتى إن اسمه ليس هشام بل عادل وهو من مدينة أخرى جاء إلى الدار البيضاء بحثا عن العمل بعد تبث فعلا أنه متهم ومطلوب للمثول أمام العدالة تزوير ونصب واحتيال وسرقة ،فهو رجل أمن سابق تم توقيفه عن العمل وحكم عليه بالسجن أيضا وبإخفائه لبذل عسكرية وسرقة بعض الأسلحة والرصاص ومنها ما وجد بالكيس عند أحلام ،لم يكن ما يكنه لأحلام حبا صادقا بل قابل حبها بالجحود حتى نعتت واتهمت بالتعاون مع مجموعة إرهابية فحكم على والديها بسنتين سجنا نافذة بالتستر على مجرم وإخفاء الأسلحة وأما أحلام فقد فصلت عن العمل إثر توصل إدارة العمل بالحكم عليها سنتين نافذة، طلب محامو الأسرة الاستئناف على أساس أن موكليهم ليس لهم أي سوابق سجنية ويشهد لهم بالأخلاق الحميدة والطيبوبة حيث إن شعار أبيهم:لادخل لهم بغيرهم:وخلينا داخليين سوق رأسنا.
مر أكثر من شهرين تمكنت فرقة البحث من العثور على الخلية التي ينظم إليها المدعى هشام أو عادل ومن خلال نفس الطرائق والحيل والنصب،كانت هذه الخلية فتية النشوء وبعد فرار أغلب أعضائها خارج أرض الوطن.
تسأل أحلام محاميها :
--هل من خبر مفرح على الأقل لوالدي يا أستاذ؟
يرد عليها :
-الجلسة غدا ويفعل الله خيرا فالشرطة القضائية والمخابرات لم يعد الأمر يتعلق بكم أكثر من الأول فالمسألة مسألة أمن دولة.
تضيف أحلام ما تذكرته يوم حفل الخطوبة:
- لقد حضر مع والديه أعني الذين ادعيا أنهما كذلك سيدة اسمها إيمان على أساس أنها أخته تقطن بحي السلام،فخاتم الخطوبة مازال بحوزتها أخذتني يومها عند صائغ ذهب ليرصف به أحجارا غير مثبتة ودفعتْ لها أيضا عربونا حتى يصيغ لي طاقما لحفل الزفاف يا أستاذ ربما تكون براءتي هنا.
اغتنت معارف الشرطة والقضاء وتم استدعاء كل من الصائغ والسيدة إيمان، إنها أول خيط أمل بالنسبة للأحلام هذا الرجل لم ينكرها وهو يجيب على أسئلة الحكام :
-فعلا ،لقد أدليت عدة مرات بهذه الملاحظات لشرطة ابن مسيك سيدي عثمان أنا لاأمانع هذه المرأة في شراء الذهب من متجري لكنها لم تغير طريقة تعاملها معي كل مرة مبررة موقفها بأنها تختار عروس إخوانها وكذلك طاقم الذهب الذي يقدم العروس.
حينها تكاثفت جهود المباحث الدولية حيث عثر على جل أعضاء الخلية .
أعلن الإفراج عن عائلة أحلام لتعود إلى بيتها،بعد سنة ونصف تقريبا امتزجت فرحة العائلة بجحود الناس ونظرات اتهام وخزي وعار وبدأ نفور الناس يزيد يوما بعد يوم وكلما خرج أحدهم من البيت أوحتى ألقى نظرة من النافذة لاحظ تربص رجال أمن به، كبر مقت المجتمع إليهم ،فتغيرت رقة أحلام إلى عنف وغضب عارمين وحين حاولت العودة إلى عملها لم تفلح فالشبهة مازالت عالقة بها وبأوراقها الرسمية رغم ذلك كانت تقضي يومها من مقر جريدة لأخرى .
سئمت لوم والديها وحقد إخوانها لما سببته لهم ولكن كيف بقروض البيت والسيارة ؟كان هم أحلام هو العمل. تقدم أخ زوج أختها نجاة لخطبتها والغريب في الأمر أنها رفضته أول مرة فكرت وقد قررت الخروج من بؤرة الفزع والقلق ،لكن والدها عارض الأمر إلى حين أن تجد أحلام عملا اشتغلت بجريدة وحولت كل أفكارها وطاقتها للعمل حتى العريس لم يتلقى ردا حتى الآن عادت أحلام لقلمها لتعقم جروحه ولتطهر برصاصه حاملي الرصاص وأصبح في جوفها ألف فكرة وأعنف خطة لمحاربة من يلعب بعقول الشباب ليصنع منهم قتلة فلم يعد عالم الحوادث جزء من أحلامها بل أضافت إليه بحثها الجديد :
لماذا الإرهاب كيف خرج من هوليود إلى أوطاننا العربية منهم حملة مشعله ؟أين الخطأ ؟كيف السيطرة عليه؟ كان هذا الكتاب سبيلاً حملت مشعله كطرح في مناقشة شهادة الدكتوراه التي اجتازتها ومحنتها امتياز وعلى غير عادة الاعتذارات يتصل بها المدعو هشام من داخل السجن ليقول لها :
أعتذر يا أحلام ولولا تورطي ومأزقي هذا لاختارتك فعلا زوجتي أعتذر يا أحلام.
وانقطع الاتصال ..






  رد مع اقتباس
/
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:03 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط