عودة الضوء

[احمد المعطي]

فارقتُ سُهْدي فاستقالَ تبرُّمي
...................................وَصمَتُّ قهرا والسُّكوتُ بُكاءُ
وظَمئْتُ والكأسُ "المُفلتر" في يَدي
....................................والنَّهرُ يرْمُقُني فيبكي الماءُ
وَسَفاسف الأشياء في عيني لها
.......... .....................جلُّ اهتمامي والسخيفُ سَواءُ
ما عادَ يُبكيني دَمٌ ويَهزّني
........... .....................وَجَعٌ الطفولة والرّهيفُ يُساءُ
للشارع المقتول ينزف قلبُه
............ .........................لا شيءَ يَفْطرُ قلبَه البَكّاءُ
السيّدُ المغْوارُ يقطفُ مَجْدَه
............ ...................والناسُ في عين الزَّعيم غثاءُ
يقتاتُ من دَمهمْ ولستُ ألومُهُ
........... .............................هيَ هكذا تُتَلقَّطُ القثّاءُ
هُوَ ذا "الخيارُ" وخيرُه لـ"خيارهم
.......................... .........والحقلُ ممْدودٌ وفيه ثراءُ
فعلامَ أحْسدُ راعيا لخرافه
............. ....................والكلُّ راع والجميعُ شُواءُ
وعَلامَ أفري مهْجتي مُتباكيا
............................ ...أنا شاعر فليصمت الشعَراءُ
ماتت حَميّتنا وصار كلامُنا
........................... .هذراً وقد قَتلَ الصَّدى الأعداءُ
الموْتُ بالمَجّان في حاراتنا
...........................عاش الزَّعيمُ" ووجهه الوَضّاءُ
إني افتقدتُ حرارتي فشتـاؤنا
............................. لا غيمَ فيه وأرْضُـنا صحراءُ
وسَماؤنا فيها البُغــاث استنسروا
...................................وليوثنا يصطادهم جبناءُ
والزَّمْهَـريرُ به القلوبُ تجلّدتْ
............................... .وتجمّدتْ بجليده الأعضاءُ
ماذا أقولُ وأحرُفي مصلـوبةٌ
........................مات الصدى والصوتُ والأشياء
والحقُّ أني مُحبطٌ وأضالـعي
................................حطبٌ ونارُ أوارها زرقـاءُ
حرقوا شغافي لو ترى فدخانُها
.................................يعلو وكلُّ غيومه سـوْداءُ
أنظرْ - وأنتَ ترى- البُروقَ حواطباً
.............................والرّعدُ بعثرَ صوتُه الأرجاءُ
و"هناكَ"من يرْمي جمارَ جنونه
..............................يجتاحُ أو يرتـاحُ أو يَستاءُ
لكأنه يسعى لهدم كهوفنا
......................فوقَ الرُّؤوس و"بعضُنا" أحياءُ
ما عادَ يجدي فالحروفُ سليبةٌ
............................ما عادَ يجدي عندنا الإيماءُ
ما نحنُ إلا كالرّماد.. رياحهمْ
..........................تسْـفو وتذرو فالعُيـونُ عَماءُ
لكنَّ فجراً أقبلتْ نفحاته
.........................وتسارَعتْ من زحْفه الأضْواءُ
واستنفر الفجرُ الجميلُ جنودَهُ
..............................وتفجَّرتْ في غزّةَ الأنْواءُ
هذي رياح النصر أقبلَ أسْدها
........................سَمعَ الزَّمانُ وضجَّت الأرْجاءُ
هذا لواءُ الله رفرفَ عاليا
.....................ها "عصفهُ المأكولُ" وهوَ إباءُ
فوقَ البيارق في السَّماء أزيزُه
........................صاروخُه الزلْزالُ وهو شقاءُ
تلُّ الرَّبيع يظلُّ مسقطُ رأسه
.......................والقدسُ في أجوائها الإسراءُ
وَمَواكبُ الأحرار تزْرَعُ أرْضَها
..........................بشقائق النعمان وهيَ نَماءُ

ويها لغزّةَ والفخارُ ترابُها
.......................والمجدُ تحملُ صيتَه الأصْداءُ
والقولُ للصاروخ يهدرُ صوته
.....................والصدقُ ما أغضى لهُ الأعداءُ
أدْمتْ عيونَ الإفك حينَ تتابعت
........................أسماؤها تزهو بها الأسماءُ
تترى على وهَن القلوب هديرُها
.....................وزئيرُها تصغي له الضوضاءُ
لكأنها شهبٌ تغيرُعلى العدا
.....................هرَعتْ لصَدّ هجومها الظلماءُ
هيَ شعلةٌ في العتم زادَ أوارُها
......................من جوف أنفاق الإباء تُضاءُ
غزّيّةٌ والمجدُ يتبعُ رَكْبَها
......................والرَّكْبُ يرسمُ درْبَه الشُّهَداءُ
تيهي بقافلة تطاولُها الثر
...................يّا حينَ ترْكضُ خلفَها الجوْزاءُ
ها غزة الإيمان تنفضُ ثوْبَها
..........................فمن الرّكام تحلق العنقاءُ
في الماء من صخر الصُّمود بشائر
......................ومن الدماء يسيلُ ذاك الماءُ
تتدفق الأمواه ..ذاك نجيعها
........................تجري به الوديان والبيداءُ
فهنا الطفولة في المشيمة أجهضتْ
.......................وهناك ماجدة هي الخنساء
وعلى الثرى شيخوخة ودموعها
........................بحرٌ يفيض ليشرَب الأبناء
ودفاترٌ ثكلى تغالبُ دمعَها
........................وحقائبٌ يشقى بها الآباءُ
للماء من تحت الركام زمازم
...................هل تسمعوا ما قالت الأشلاء:
همس الزنابق والشقائق في الثرى
.....................لغة السماء حفيفُها وغناءُ
أمّي هناك وعمتي وصبيّة
.................من قريتي يا حُسْنَها "أسماءُ"
سمراءُ تحمل آية الكرسيّ تحت
...................ضلوعها وتحفّهُّا الأعضاء
الله أكبر والغبارُ حجابها
..............بُهت الركامُ وأصغَت الصحراءُ
تحت الركام ..من الركام قيامها
....................هتفت وكان هتافها إمْلاءُ
الله أكبرُ في القلوب رَصاصة
..................نفدَ الكلامُ وغامَت الأجواءُ
من هذه؟ قالوا والسؤالُ فضيحة
...............هذي التي تصغي لها الأنباءُ

[آمال محمد]

.
.


الفكرة التي صورت الإحباط وقد جثم على صدورنا حتى الرضى واليأس
وسيرتنا أشباه آكلين شاربين من آنية المذلة والخنوع

ثم نهوضها كالبعث يُحيي النفس الثائرة وبكل ما حملت من غضب وقهر
هي فكرة موفقة , خاصة أن الجو الموسيقي للقصيدة سار معها وبتناغم توازى مع نبرة الإيقاع
اللازم لكل حالة منهما

ولكن تنفيذها وعلى المستوى البلاغي لم يكن بنفس السلاسة
وقد نفذ الملل إلى بعض الأبيات المكررة مما أخفض درجة التماهي مع مجريات وإنفعالات المشهد الشعري

الأبيات الأخيرة خرجت عن سيطرة الأداء الآلي ورفعت الحالة الإنفعالية وحتى دخلت وأدخلتنا
في جو من المشاعر الحماسية الصادقة

بيت القفلة كان رائعا مميزا كفى زمان القصيدة الذي تراكم ما بين الرضا والتملل



تقديري

[احمد المعطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال محمد

.
.


الفكرة التي صورت الإحباط وقد جثم على صدورنا حتى الرضى واليأس
وسيرتنا أشباه آكلين شاربين من آنية المذلة والخنوع

ثم نهوضها كالبعث يُحيي النفس الثائرة وبكل ما حملت من غضب وقهر
هي فكرة موفقة , خاصة أن الجو الموسيقي للقصيدة سار معها وبتناغم توازى مع نبرة الإيقاع
اللازم لكل حالة منهما

ولكن تنفيذها وعلى المستوى البلاغي لم يكن بنفس السلاسة
وقد نفذ الملل إلى بعض الأبيات المكررة مما أخفض درجة التماهي مع مجريات وإنفعالات المشهد الشعري

الأبيات الأخيرة خرجت عن سيطرة الأداء الآلي ورفعت الحالة الإنفعالية وحتى دخلت وأدخلتنا
في جو من المشاعر الحماسية الصادقة

بيت القفلة كان رائعا مميزا كفى زمان القصيدة الذي تراكم ما بين الرضا والتملل



تقديري

الأخت الشاعرة الأديبة آمال محمد سعدت بمرورك وكونك أول المارين بنصي الطويل فكل الشكر والامتنان
وأريد أن أنوه إلى أن النص مكون من قصيدتين، جمعتهما معاً لتوافق القافية والبحر، فضلا عن كون الجزء الأول يكشف الجو النفسي الذي أفضى إلى النص الثاني المتعلق بحرب الصهاينة على غزة، وكان النص الأول مجاراة لقصيدة لشاعر مجيد أحبه وأحترمه هو الشاعر صبحي ياسين، ولعل هذا ما جعل النص طويلا، وحبذا لو تطرقت مشكورة إلى الأبيات التي اعتبرتها رتيبة أو مكررة لأحذفها مع محافظتي على بنية القصيدة وإيقاعها، مع كامل التقدير.

تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

[أحمد الشيخ]

استرسال في لغة الواقع الذي نراه ماثلا أمامنا
بكل تداعياته وارتكاساته
ولكن العنفوان والإباء كان مواكبا وروح الثورة كانت لغة القصيد
رائعة نظما ولغة وفكرة
دمت بكل الخير وكل الألق

[احمد المعطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الشيخ

استرسال في لغة الواقع الذي نراه ماثلا أمامنا
بكل تداعياته وارتكاساته
ولكن العنفوان والإباء كان مواكبا وروح الثورة كانت لغة القصيد
رائعة نظما ولغة وفكرة
دمت بكل الخير وكل الألق

أخي العزيز الشاعرا. احمد الشيخ كان استرسالا تلقائيا لشرح واقع الحال والنفاد منه لإلى ما أردت توصيله أم وقد انتصرت المقاومة في غزة والحمد لله رب العالمين، فإني لا أجد أفضل من تقديم التهاني لكم بهذه المنة من رب العزة أولا، وبجهود الثوار الذين حفروا الصخر واجترحوا المعجزة رغم أنهم في خضم الحصار الظالم من الجهات الخمس.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

[غلام الله بن صالح]

قصيدة رائعة من شاعر قدير
تقديري

[احمد المعطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غلام الله بن صالح

قصيدة رائعة من شاعر قدير
تقديري

شكرا لك أخي الشاعر غلام الله بن صالح ..بارك الله فيك وجزاك خيرا.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

[صلاح ريان]

جميل وبالغ وهاف
راق لي كثيرا واسعدني التجوال
لك تحيتي ومحبتي
دمت شاعرا قويا

[احمد المعطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح ريان

جميل وبالغ وهاف
راق لي كثيرا واسعدني التجوال
لك تحيتي ومحبتي
دمت شاعرا قويا

أخي العزيز صلاح ..هي أحاسيس ومشاعر إنسان لا يملك إلا لسانه وقلمه لمشاركة ابطال المقاومة في غزة ذودا عن حياض ارضه المحتلة..اللهم أيدهم بنصر من عندك وأذل أعداءهم يا رب العالمين..هو أضعف الإيمان أخي العزيز.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

[أحمد عزي]

قصيدة راااائعة وجميلة أخي الحبيب
أحسنت إحسانا
تحياتي

[احمد المعطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان حماد

السيّدُ المغْوارُ يقطفُ مَجْدَه
............ ...................والناسُ في عين الزَّعيم غثاءُ

لا استثناء من هذه الحالة
العاطفة صادقة والمناسبة عزيزة والشعر شعر شاعر لك المجد

أخي الحبيب هي هكذا الدنيا، ولكنها لا تعدم استثناءات قليلة في هذا الزمن الرديء...كل الشكر لمرورك وتقديرك.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

[عبير محمد]

لكنَّ فجراً أقبلتْ نفحاته
وتسارَعتْ من زحْفه الأضْواءُ
واستنفر الفجرُ الجميلُ جنودَهُ
وتفجَّرتْ في غزّةَ الأنْواءُ
هذي رياح النصر أقبلَ أسْدها
سَمعَ الزَّمانُ وضجَّت الأرْجاءُ
هذا لواءُ الله رفرفَ عاليا
ها "عصفهُ المأكولُ" وهوَ إباءُ

مشاعر وطنية صادقة نسجت بها قصيدك الــ يضج عزة وكرامة
ويتغنّى بغزة الأبية وانتصارها الــ يعد انتصارا وفخرا لكل العرب
شكرا تليق بهذا العزف المنفرد على اوتار الوطن
وهذا الضوء الفضي الأنيق
ودّي ووردي

[احمد المعطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد عزي

قصيدة راااائعة وجميلة أخي الحبيب
أحسنت إحسانا
تحياتي

أخي الحبيب أحمدعزي الإحسان هو مروركم وتقريظكم للقصيدة ..كل الشكر والامتنان.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

[أحمد صفوت الديب]

قصيدة جميلة جدا
استمتعت بقرائتها
لي ملاحظة بسيطة
هل تسمعون أم هل تسمعوا ما قالت الأشلاء ؟
ما مسوغ حذف النون ؟
تحياتي و تقديري

[محمد ذيب سليمان]

شكرا ايها الرائع وانت تحمل حروفك ما نحمل في دواخلنا من اوجاع
انت صغتها بلغتك الشعرية الرائعة وما نحن عليم وما وصلنا اليه
لقلبك الفرح

[احمد المعطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير محمد

لكنَّ فجراً أقبلتْ نفحاته
وتسارَعتْ من زحْفه الأضْواءُ
واستنفر الفجرُ الجميلُ جنودَهُ
وتفجَّرتْ في غزّةَ الأنْواءُ
هذي رياح النصر أقبلَ أسْدها
سَمعَ الزَّمانُ وضجَّت الأرْجاءُ
هذا لواءُ الله رفرفَ عاليا
ها "عصفهُ المأكولُ" وهوَ إباءُ

مشاعر وطنية صادقة نسجت بها قصيدك الــ يضج عزة وكرامة
ويتغنّى بغزة الأبية وانتصارها الــ يعد انتصارا وفخرا لكل العرب
شكرا تليق بهذا العزف المنفرد على اوتار الوطن
وهذا الضوء الفضي الأنيق
ودّي ووردي

الأخت الغالية عبير محمد ..كل الشكر والامتنان لجميل شعورك ونبل مرورك.. غزة لعلها الضوء الوحيد في ليل أمتنا الحالك، وها نحن بعد كل هذه التضحيات ونهر الدم الطاهر نعود إلى مماحكات الساسة وألاعيب المقامرين منا والعدو على حد سواء..نسأل الله الفرج.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

[احمد المعطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد صفوت الديب

قصيدة جميلة جدا
استمتعت بقرائتها
لي ملاحظة بسيطة
هل تسمعون أم هل تسمعوا ما قالت الأشلاء ؟
ما مسوغ حذف النون ؟
تحياتي و تقديري

أخي العزيز ا. احمد صفوت ..شكرا جزيلا وامتنانا لجميل مروركم واهتمامكم ..بل هي كما تفضلت لا مسوغ لذلك نحويا ولكن النون تكسر الوزن فهي ضرورة شعرية(إن صح ذلك) ليس أكثر.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

[احمد المعطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ذيب سليمان

شكرا ايها الرائع وانت تحمل حروفك ما نحمل في دواخلنا من اوجاع
انت صغتها بلغتك الشعرية الرائعة وما نحن عليم وما وصلنا اليه
لقلبك الفرح

هو الوجع الكامن والبراكين التي تثور في الصدر بين الفينة والأخرى من حالنا الذي لا يسر صديقاً أخي الحبيب أبو الأمين..حماك الله من الأوجاع وأدامك شاعراً كبيراً من الصفوة.. محبتي.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير