الزهمولة - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 16-10-2017, 09:24 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المختار محمد الدرعي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية المختار محمد الدرعي

افتراضي الزهمولة

الزهمولة = (تعني الشبح)
كانت الساعة تشير إلى العاشرة ليلاً حين خرج العم أحمد إلى فناء الدار يتكسّل و يتثاءب بعد جلوس طويل أمام جهاز التلفاز حيث جَعَلَ يُقَلّب عَشَرات قنوات التِّلْفاز بواسطة "الريموت كنترول" باحثا عن برامِج مقابلات في كرة القدم ، التي يعشقها ، و يعشق محترفيها لِدرجة كاد أن ينسى فيها تاريخ ميلاده الشخصي، لكنه لا ينسى تاريخ ميلاد مارادونا ، أو ميسي، فهو يحفظ السِّيَر الذاتية لكثير من مشاهير اللعبة عن ظهر قلب .. كانت الليلة غير مقمرة، و كانت بعض فوانيس الشارع الطويل المعطبة قد زادتها حلكة، مِمَّا جعل الرؤية شبه منعدمة لدى العم أحمد الذي دأب على التطلّع إلى المنزل الواقع قبالة منزله، فهناك تسكن حليمة الأرملة ذات الخمسين عاما، والتي تَقَدَّم إليها يطلب يدها لكنها رفضته مرتين ، لكونه عاطل عن العمل ، و لكونه ضعيف البصر إذ لا يكاد يرى؛ لكن رغم ذلك ظلّت عيناه تقتفي خيالها كلمّا أطَلَّتْ من على سطح بيتها، لنشر غسيلها، أو لقضاء بعض شؤونها. كان دائما يحدّق ببصره الضعيف و يتفحص سطح دارها علّه يلمحها أو يحظى منها بنظرة عابرة تجعله مغتبطا طيلة يومه ..في هذه اللية بالذات، أصرّ العم أحمد على المكوث في فناء بيته يتأمل بدقة سطح البيت المقابل، يتفحص الأرجاء باحثا عن خيال حليمة. لقد ألهب قلبه الحنين إلى زوجة تقاسمه حياته، حياته التي دأب على مقاسمتها مع التلفاز و الكرة و القطة منذ وفاة زوجته الأولى ..إنه يرى الآن ( زهمولة) فوق السطح ، و يرجح أن تكون هي نفسها حليمة. ها هي تقف و تترنح يُمْنة و يسرة، يا إلهي هل تكون حليمة واقفة تُلَوّح لي بيدها ؟
تُرى لماذا لم تَنَمْ قاضِيَة ليلتها هكذا واقفة تراقبني ؟ لا شك أنها تريد أن تقاسمني السهر. من المؤكد أنها غيّرت رأيها بخصوص الزواج مني. غدا سأذهب لخطبتها مجددا، لأحظى بموافقتها.... هكذا يردد في قرارة نفسه... رجع العم أحمد إلى الداخل و أعد لنفسه قهوة دون إضافَة سُكَّر اعتقادا منه أنها ستطرد النعاس من عينيه و تعينه بالتالي على السهر قبالة حليمة التي تُلوِّح إليه من على السطح و تحيّيه . جلس على كرسيّه واضِعاً رجله اليمنى فوق رجله اليسرى. أشعل سيجارة ُثم بدأ ينفث الدخان إلى الأعلى. فجأة، تقدمت منه قطته الصغيرة وهي تموء , و كأنها تسأله : لمَ أراك حيرانا ؟ تماما مثلما كانت تسأله المرحومة زوجته كلما لاحظت على وجهه علامات حزن . نظر إليها ثم أخذها بين يده و احتضنها. لم يبق له في البيت ما يُذَكّرهُ بزوجته الوفية سوى هذه القطة. زوجته لم تنجب له أولادا، لذلك كانت هذه القطة بمثابة الإبنة المدللة في البيت، فقد أوصته بها خيرا المرحومة قبل أن تفارق إذْ كانت وصيَّتها الأخيرة ....حين أرهقه التعب و احمرّت عيناه من كثرة تفريكها بيديه و مغازلة الزهمولة (الشبح)، أسند رأسه إلى الجدار ثم نام. و نامت القطة في حضنه . استفاق في الصباح على لفح أشعة الشمس الحارقة، فرّك عينيه قبل أن يتثاءب، حدّق بلهفة في اتجاه شبح البارحة، فإذا هو ثوب نسائي معلق على حبل الغسيل تحركه النسمات . التفت إلى قطته، حملها بين ذراعيه، و أدْلَف إلى داخل المطبخ ليقاسمها الرغيف .






  رد مع اقتباس
/
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:53 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط