حروف بلا أرصفة

[يزن السقار]

لا لستَ ميناءها
لا أنت عازف الموج العارف لنوتات السفر
و لا أنت اتساع النسيم لعبيرها
هي قطفة خفيفة من أغنيات الليل السعيد
و أنت كمان فجري الملامح
يبحث عن سر البريق في ساعات الزقزقة
هي لغز التصوّف في دلال الغيم
و أنت نداء رخيم على ظل المطر
لا لستَ ميناءها
من شجر اللوز مراكبها
من وشوشات الياسمين المجاديف
شراعها تغريدة ثملة
و ريحها صيف
و أنت ضفة عتيقة شتائية
يزورها المد كلما ضاق به البحر
لا لست ميناءها
هي الحبر
و أنت ذائقة القصيدة
هي زهر الكولونيا
و أنت سفر الحواس على أطراف المدى
هي غنج المساء في قلب عاشق
و أنت ليل طويل حالم
هي دهشة خارج مواعيد الدهشة
و أنت انشداه عظيم
هي جمال كافر
و أنت إيمان ثريّ
و ميناء فسيح

[يزن السقار]

سرب السنونوات هذا
أنتِ
سفر على لحن
دفئ صباحي و اتساع حنون
هذي السهول الضاحكات من القمح
التي أنتِ
صلاة ذهبية
ملمس يحاكي العين
و وعد أبدي بحنطة الحكايا
ما أوسعكِ
و ما أضيف القصيدة
لونٌ يطيح باللغات و شهية المسافر
ثغر يصيب الجان بالردة
فيؤمنون بالخمر وجنان الأرض
قطان يفرّان من خذلان الكون
ويلوذان ثائران إلى حدائق صدرك
يموءان فتسقط كل دول الرشد
و يرفع البال رايات القطط البرية
ما أضيق المدى
و ما أوسع القصيدة
أرتب المساء قطعة قطعة
و أفرد وقتي غزالات
تسيل من أول المساء إلى أخر نجم في الليل
تستجمع كل أسرار السهر
تغسلها بالطلع
و تفوحكِ
اخطف عنب المعنى
دون أن أقلق داليتك
أخمّره في فخار الهوى
أقرع كأس القصيدة
و أشربكِ

[يزن السقار]

للأبواب فلسفة مربكة
تحفظ الأسرار بكل جسارة
تمنح للنور تأشيرة دخول
تثير فضول الغريب
ترسم أول الحدود و تعلن عن وطن
و تترك لساعي البريد فرصة تحت أعقابها
لا تطرق الباب إلا مرة
كي لا يضيع نورك
و يستغربك الغريب

[يزن السقار]

ماذا لو نألف طريقا لا تشبه الطرق
قصيدة مثلا
توصلني إلى شفاهكِ
و توصل دالياتكِ إلى قدحي المشتهى
سرب ماء مثلا
يزقزق مسامكِ
فألمسها بأذن اللهفة
يبتلّ سفينك
و أغرق أنا
زهرة نرجس مثلا
تحمل أسراركِ و أشباهك الأربعين
تمتصّ حواس البال
أتنشّقكِ
حتى تطير فراشاتكِ
لونا أزرقا مثلا
مدّ يحمل تفاصيلك الصغيرة
يُدخلنا في حوار لذيذ عن الكنوز
و ندرة النداوة في صيف المعاني
أخطف المعنى من فم تفاصيلك
و أطير
ماذا لو نألّف طريقا لا تشبه الطريق
أفتح شباك هوسي
و تدخلين غيما و حريرا و نار

[يزن السقار]

لا أجلس كثيرا
كأني فكرة متحفزة
تخاف أن يفر الوقت مثل الماء من يديها
فكرة تبحث عن فكرة
تشبه فكرة الحياة
كل الأشياء فيها أشباه
أقداح ألم عتيق
لا يؤدي إلى الفاجعة
ظباء ضاحكة
لا تقلق اتساع الغابة
و لا تثير حنق الصياد
نفق طويل
مزوّد بشموس على الجانبين
وطن نحيل
حنون يطعم أطفاله أكثر من الفتات بحلم
نهد ماجن
يشعل أصابع القصيدة
و ترف المجاز
طقس باهظ الجنون
لكنه يفقه منسوب الارتباك في أوردة العطش
و ارتعاشة الاحتياج في لهجة الأخضر المبين
فيروس لعين
لا يغلق الأبواب
ولا يسمح للفاسدين ركوبه
شفاه امرأة شهية
تقبّل قلب المدى
و تريق هوس المهووسين على مهل
تذيب نشوة البال في كأس المساء
و تدعو فيروز لجلسة على تل الخيال
حكومات كاذبة
لكنها تخجل بين الحين و الأخر
يقرصها ضميرها ولو مرتين في العمر
حب
يروي الصلصال نكهة الحياة
يدب في الزهر الرحيق
و في الطريق بهجة الأمان
عشب لا يتسع للجلوس
لكنه يتسع للقصيدة
للرفيف
لنحل الأغنيات
لامرأة تثير جنون العاشق
لرجل يحتضن حب امرأة
للحياة
أي فكرة أنا
فكرة تبحث عن فكرة تشبه فكرة الحياة

[يزن السقار]

كيف للخمر أن يصير حديقة
و الحديقة أن تنام على الشفاه
و يصحوا كل صغارها
كيف لشرفتين على حافة السماء
أن تختصران كل سهول الأرض و بحورها
تهرسان كل اللغات برمشة
و تقولان بلا لغة
كيف لسرب غيم أن يخبئ أسراره على تل الخدود
و يلد وردا خجول
ينقذ الجمال من ضياعه
و يدخل فكرة اللثم في التجربة
كيف لدفوف الغجر أن تصبح شَعرا
يثير جنون الحضارات
و يراقص النسيم مثل طفل مهذب
كيف لقمح الهوى أن يشعّ على جبين الأمد
يطعم كل جوعى البهاء
دون أن ينقص بريقه
من قرأ وجهكِ
تعمّق بماهية الدهشة
سلم من الضياع
و دخل في هوة الأسئلة المحالة

[يزن السقار]

فكرة كافرة تشعّين في أمدي
كلما تعمّقتُ بكِ
زاد بي الهذي و الإيمان
نصفان
بر و بحر
جزرٌ عامر الأسرار و ليمون
مد بلا صوت يناهز البلل
و عروق سوسن بري يقول أكثر من ليل العاشقين
يا لحن الضوء الحنون على صدرها
يا انبثاق الضياع على ركبتيها
يا لهجة الهوس البّار لها
لي قطفتان من المحال و لحن غريب
كيفما سألت الكمنجات
أرخت ذهولها و أشارت إليكِ
وكيفما قطفتُ
فاح منكِ شيء
فكرة كافرة تشعّين
كلما تُبتُ
زادتِ جنونا
في حِراك اليقين

[يزن السقار]

تقول الأسطورة
أن زهرة جاردينيا اغتسلت بشتاءاتها ذات ليل واسع أمام القمر
فاهتز جذع القمر
وتمت حارسه عشر تعاويذ و قداس
يقال بعد عشر أيام
يقال بعد شهر
بزغ من لب الجاردينيا جسد امرأة
نضجت ملامحه بعد فوحين و عشق
تبسمت صارت الغابات
ضحكت ولد البشر
تغنّجت فاض نهر الحب على أمه
و طلع العشب و الزهر و الشجر
ركضت صارت فكرة المسافات
نامت جاءت الأحلام
تفقدت نهديها نضج الثمر
اغتسلت بنبيذها
نهض الشعر
و سقط الشعراء في هوة الحب

[أحلام المصري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزن السقار

للأبواب فلسفة مربكة
تحفظ الأسرار بكل جسارة
تمنح للنور تأشيرة دخول
تثير فضول الغريب
ترسم أول الحدود و تعلن عن وطن
و تترك لساعي البريد فرصة تحت أعقابها
لا تطرق الباب إلا مرة
كي لا يضيع نورك
و يستغربك الغريب

رائعة هذه الفلسفة
المبدع أ/ يزن السقار
شكرا على فيض المداد


تقبل مروري بروضك الظليل

[يزن السقار]

لشيء ما لا أعرفه
كيفما لاحت بذهني ملامح الصحراء
بكيت
و تذكرت أني ريفي موجوع الوطن
يأكلني العطش السحيق
و امشي إلى أمسي كي أصل
لشيء ما أجهله
تربكني الشوارع
و فكرة الوصل
أحب الطريق و أخشاه
كأني عرّاف يرى النهاية
قبل فكرة السفر
لشيء ما لا أعرفه
كلما لمحت وردة
رأيت الصبح يغتسل بامرأة شاهقة الأثير
تميل
يميل الاحتمال
تستقيم
تقع اللهفة في المصيدة
امرأة بتاريخ من الجروح و الغنج
تقرأ جغرافيا أيامها كل صبح
و ترسم تاريخها ابتسامة على شفاه الندى
تؤلف حياتها يوما يوما
و تترك للفراشات العناوين
لشيء ما أجهله
كلما أتتني فكرة النار
رقصت خيولي حول النهر
ركضت قصائدي إلى دخانها
أشعلني الخيال ذات مزاج
و اقتحمتني شفاه شهية
لشيء ما لا أعرفه
افرش قصائدي كل يوم بالعشب البري
أشذّب أشجار البلاغة و أدوزن أعشاشها
افتح شبابيك المجاز على اتساعها
و أجلس خارج القصيدة
أراقب ظهور اللاشيء
لشيء ما أعرفه
أعطّر البال
أشغل موسيقى الهوى
أغلي بُنَّ الوقت على مهل
و انتظر غزلانك و أسراب الحرير

[يزن السقار]

أشير إلى ثقب في السفينة
ثم أبحر
يستغرب حارس الأمس
هذا الثقب أصغر من غرقي
أجيبه
و أنا أنفث دخان سفري

[يزن السقار]

على الدرج العتيق أقاصيص
و حكايا شجر
ذاكرة من برتقال العابرين
و صدى أنفاس تراقص الأفق
لا ظل يتسع للنبيذ
ولا خرافة تملأ الطريق
من أين أتيتِ
يقول المدى
ماذا أنتِ يقول حارس الصباح
تجيب أفروديت
هي قطفة من حنين
تعتّقت في الأنوثة منذ الأزل
تربّت بين أسرار القمح و جموح الخيول البرية
لها في البحر حصة
و في بريق القمر حصتين
تلوّح للفجر بضحكتها
يجتمع زهر اللوتس فستانا على مقاس دلالها
فستانا جسور الأصابع
يفتح عن صدر الرحيق
يفجّ قطيع النور
يتكور كف الغيم
و تهطل الغواية
يا أنتِ
يا صلاة الجمال في الأساطير
يا ترتيلة في حدائق الدهشة البِكر
كيف جمعت أسارير الليل في جدائلكِ
و تركت الحالمين يمشطون وحدتهم
خبأتِ كل زبيب الحكايا في شفاهكِ
و تركت الأقاصيص عارية بلا عنب
على ساقيكِ دهنتِ خيال الناظرين
ومسحتهِ بقطن العجب
ومضيت حافية تقطرين أنوثة على الدرج العتيق
درجة تشهق
و درجة تورق
و الظل نبيذ النبيذ
عيناكِ تهزم الطريق
و خلخالكِ قصيدة تاهت من الشِعر
و صار مجزرة

[قاسم أسعد]

يتراكم العمر

ويشتعلُ الرأس شيبا

كأنَّ قلبي نسيَّ أن يكبر

لأُتيّم بكِ.... بكل براءة. الحب

[يزن السقار]

فعلتُ كل شيء
حوّلتُ مناديل النداء إلى حمام
أخرجت من قبعة الصبح أغنيات و خلاخيل زهر
و من القصيدة امرأة من عبق
قسمت جسد الشوق وأعدت بناءه
رميت صوتي في الماء فغرد فوق الشجر
وعندما أرادوا تسميتي أمام عينيكِ
أسموني بالحالم المسحور

[يزن السقار]

اعتذر للبحر
مر وقت و لم أحادثه
حمّلته كل غرقي دون إثم له
عبأته مراكبي الورقية
رسائلي السرية
و انتحلت صفة البحّار
ولم أبحر
اعتذر للوقت
مر جنبي كثيرا دون أن أرى عينيه
دون ألتفت لملامح وجهه
دون أن أسد ثقوبه ولو بشقة حديث
كبرتُ دونه
مر بي و لم أنتبه
مررت به و لم أنتبه
في الحالتين نسيته
و كبرت و حدي
اعتذر لقلبي
أدخلته مسّ القصائد
تأرجح حتى أصابه الدوار
تعبت خيوله بين المجاز و المجاز
تعمشق الانزياح حتى تاه في فكرة الوطن
تغرغر بالبلاغة حتى صار عصفورا
دخل من شبابيك الورد
و خرج قفلة عجيبة من رحيق
اعتذر للشغف
أنهكته على الورق
قشّرت نهد الليل أمام الساهرين
عبثت بكل سيقان السوسن البري
أنجبتُ موتات مشتهاة
زرعت الجنون حول سرة المساء و لم انتظر قطافه
قضمت عنب الشفاه قبل نضوجه
و كتبت شراهتي على أرداف الليل نجمة نجمة
غسلتُ لهفتي بورد الخدود
و صليت على أسرار المسام قبلة قبلة
رسمتُ الهوس بلا أصابع و قضمتها
أشعلت مواسم اللهب
و أصبحت شتاء
اعتذر للفراشات
سجائري التدخنني من أغوتكِ
اعتذر لسجائري
أن كنتِ مصيدة للفراشات
أعتذر للقصيدة على اقتحامي
ضاعت مني الدروب
و لم أجد ملجأ غيركِ

[أحلام المصري]

سرمدٌ أنت يا مدى
غيهبٌ يا أفق
هنيئا لكما...طبق نبضيَ الشهيّ

[يزن السقار]

الغروب لحظة صادقة
فكرة واضحة
جبهة حتمية لا تنهزم
رقيقة
تودّعك بطريقة ساحرة

[يزن السقار]

أحبكِ خارج فكرة الأمد
تعويذة ترش الحياة على الحياة
فأولد
و أومن أنكِ
وجهتي و جهتي
لسعتي و اشتعالي
شتائي
و حديقة الروح المسائية
أجلس قبالة عينيكِ
فأرى النوارس تأكل قلبي
تعوف الرحيل و تسكنكِ
أشربكِ
يرتوي الليل
و تبرز عروق زنودي
أحضنكِ
يصغر الكون
و تكبر مسام جنوني
اربط جدائلكِ على عنقي
أقبّل جناحيك
و أقول هذي السماء

[يزن السقار]

أنا ابن الخيال
تراني أركب خيل المحال
أكسر أسوار المجاز
اتعرّق شغفا
أفوح حرير الكلام
و أعشق امرأة من نسيم و لون غير محايد
ثم أتوب
لأكسر أسوار المجاز
أتعرق شغفا أكثر
أفوح حريرا خارج عرف الكلام
و أعشق امرأة من نسيم و لون غير محايد
ثم أتوب

[يزن السقار]

قم و احترق
بعفوية شاعر زجّهُ الجمال على الكلام
فغاب
غاب مثل دخان في التفاصيل الصغيرة
لا عين تجمعه
و لا كفوف المدى
تسرّبَ مثل فكرة محتالة
و قرأ شموس الغابات
عرف عمر التين و العناب و الكنار
سمع شهوة اللون على كمنجات قزح
و غاب
يعض على أصابع القصائد
و سالف الأراجيح و التنهيد
هذا الهدير عجيب
بحر من حليب الأغاني
جسد من سطوة القمح المقدس
بركان و حنين
روح من بكاء و ضحكات رحيق
تفتح بوابات النبيذ على شموخها
و تقول أنا امرأة من غير طين
مجبولة بأعراف التشاقي
و صهللات الطفولة الأبدية
تُربتي فضية
ومائي توابل و فاكهة
اخلع صمتي
يذوب الصدى في أرجائه
ارتدي أنوثتي
يجتاحني بحر
مدّهُ عشق و جزره غواية
أنا بذرة النون
متى الصباح زارني
أورقت كل النساء
و متى المساء
نضجن في قدر الأنوثة قصائدا و شهوات بربرية
على نافذتي أصيص زنبق
و تحت حافياتي يطلع النهار
قم احترق
بعفوية منبوش حد النخاع
بحتمية مهزوم أمام الطلع و أسراب البريق
بلذة تائه باع الطريق
للضياع

[يزن السقار]

تَعِبَ الخيال
و خمائل نونك ترمح مثل أحصنة برية
تثير شهية النبيذ خلف جنونها
و تشعل غبشا في المآل
كلما قلتُ هنا
ثار صهيل النون خلف تل من التلال

[يزن السقار]

على تلة الوقت أعدّ عشاء الزنابق
و أغسل أقدام الأغاني
أُألّفُ مقطوعة شوق لامرأة غريبة
غريب يؤلف لغريبة
غريبان
يدخلان اللحن بلا حدس
يتركان للصُدفة الغريبة عجينهما
و ينضجان
أنا خيالك أيها الكمان
أنا توجّس الوتر
و نوايا القوس
أنا حلمك الخفي في نهب الذائقة
و شهوتك على خصر الغريبة
أتحسس كل حدائقها
أحفظ أسماء زهرها
قُطر مدارها
و كل الكواكب الساقطة تحت أقدامها
أنا خيالك أيها الكمان
رحلتك المغمضة
أتسرب مثل النسيم
بين أزرار ليلها
أتفقد حلمها
و حديث أنجمها
أتفقهُ جغرافيا الضوء في مواسمها
و أتوه بلا حدس
مثل آلاف الساهرين

[يزن السقار]

ماذا لو التقينا خلف سواحل المعنى
أنتِ بكامل بلاغتكِ
و أنا بكل قصائدي الضائعة
نصنع صُدفة النعناع الذائب في قدح الشغب
ننبش حدس النبيذ و نشرب
نشرب حتى يرتوي رأس البحر
و تدوخ حافيات الخلاص

[يزن السقار]

لا شيء يتسعني
لا الشوارع و لا أفكار النوافذ
لا الليل النيّ
و لا حانات الريح
لا السفر
و لا مزاج الظل
وحدها القصيدة مجبورة بي
تتحمل كل انسكاباتي
كل زواياي الحادة
و دوائري
صمتي المسوّر بالتلويح
صوتي المؤجل على شفة الصراخ
دواوين خيالي
و أرجحتي على مزاج العشب و الماء و اللهب
نحيل أنا
و لا أنكر أن خيول امرأة
تعرف تقويم النجمة الساهرة
أطعمتني قطعة من برتقالها
و أعطتني درسا في لذاذة المساحة
عبأت زجاجات اللون أمام المجاز
و أهدتني قصيدة
زاد وزني
و ارتوت فكرة الأمام
لا أنكر أن شفاه امرأة
مرت مصادفة أمام مقهى
لم أكن به
تركت أثرا لازال الفنجان يحدثني عنه
يقول
ما امتلأتُ أبدا
إلا في خيالٍ ارتشفتني به
فعرفت أن المحال نكهة مثلى للاتساع
يأخذك إلى حيث اللامكان
يمنحك أصابع رسام و ثقوب ناي
يفرش لك أرضا من ماء
ويقول
اعزف باللون ما تشاء
اعزف ولو شفة واحدة تحرق الماء
و تغوي الفنجان و عابر نحيل
لا أنكر أن الجمال مشوار إلى الأبد
أجوبة الأيعقل
لابتسامة شاردة على فم نسرينة
كلما هب رحيقها
تعرّت أسارير و أسرار و عُقد
تهيأَ في الجوى شتاء
و فاضت شراهة الأسئلة
فبان لي حد الشفق
نحيل أنا
شارد في مهب الولادة
كلما رأيت رحم وردة
قلت هذي أمي
و لكما رأيت الحدائق
قلت أنا ابن الريح
لا شيء يتسعني

[يزن السقار]

لا شيء يتسعني
لا الشوارع و لا أفكار النوافذ
لا الليل النيّ
و لا حانات الريح
لا السفر
و لا مزاج الظل
وحدها القصيدة مجبورة بي
تتحمل كل انسكاباتي
كل زواياي الحادة
و دوائري
صمتي المسوّر بالتلويح
صوتي المؤجل على شفة الصراخ
دواوين خيالي
و أرجحتي على مزاج العشب و الماء و اللهب
نحيل أنا
و لا أنكر أن خيول امرأة
تعرف تقويم النجمة الساهرة
أطعمتني قطعة من برتقالها
و أعطتني درسا في لذاذة المساحة
عبأت زجاجات اللون أمام المجاز
و أهدتني قصيدة
زاد وزني
و ارتوت فكرة الأمام
لا أنكر أن شفاه امرأة
مرت مصادفة أمام مقهى
لم أكن به
تركت أثرا لازال الفنجان يحدثني عنه
يقول
ما امتلأتُ أبدا
إلا في خيالٍ ارتشفتني به
فعرفت أن المحال نكهة مثلى للاتساع
يأخذك إلى حيث اللامكان
يمنحك أصابع رسام و ثقوب ناي
يفرش لك أرضا من ماء
ويقول
اعزف باللون ما تشاء
اعزف ولو شفة واحدة تحرق الماء
و تغوي الفنجان و عابر نحيل
لا أنكر أن الجمال مشوار إلى الأبد
أجوبة الأيعقل
لابتسامة شاردة على فم نسرينة
كلما هب رحيقها
تعرّت أسارير و أسرار و عُقد
تهيأَ في الجوى شتاء
و فاضت شراهة الأسئلة
فبان لي حد الشفق
نحيل أنا
شارد في مهب الولادة
كلما رأيت رحم وردة
قلت هذي أمي
و لكما رأيت الحدائق
قلت أنا ابن الريح
لا شيء يتسعني